منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 Feb 2013, 02:20 PM
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: مدينة رسول الله
المشاركات: 169
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الواحد هواري بومدين السعيدي
افتراضي اهتمام الصحافة بنشر أخبار انفلات النساء الشيخ العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله

اهتمام الصحافة بنشر أخبار انفلات النساء وإبرازها تعييناتهن بمناصب قيادية

24/6/1433هـ


الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد؛ فقد دأبت الصحف في السنوات القليلة الماضية على نشر كل ما من شأنه التنويه بانفلات النساء في بلاد الحرمين لاسيما تعيينات بعض المسئولين لبعض النساء في مناصب قيادية، فإنها تبرز ذلك بحروف مكبّرة اهتماماً بهذا الحدث، ومن آخر ما قذفته الصحف من ذلك ما نشرته صحيفة المدينة بتاريخ 11/5/1433هـ بحروف مكبرة عن تكليف وزير الصحة أول امرأة بمرتبة وكيل مساعد؛ جاء في الخبر: ((كما يتضمن الهيكل أربعة وكلاء وتسعة وكلاء مساعدين وتكليف أول إمرأة في تاريخ الوزارة بمرتبة وكيل مساعد لشؤون الخدمات الطبية المساعدة))، وسبق لوزير الصحة مثل هذا التعيين، فقد نشرت صحيفة عكاظ في 25/7/1431هـ خبراً عن تعيين وزير الصحة امرأة في منصب المشرف العام على العلاقات الدولية في ديوان الوزارة، وقد حصل من بعض المسئولين تعيينات مماثلة منها:

1ـ قيام المسؤولين في الغرفة التجارية الصناعية بجدة بتعيين امرأة نائبة للرئيس، ومن شأن النائب قيامه مقام الرئيس في حال غيابه ومساعدته في حال حضوره، وكذا سعيهم لجعل امرأة في منصب الأمين العام تقابل التجار والصناع وتكون همزة وصل بينهم وبين الغرفة، وقد أوضحت ذلك في كلمة بعنوان: ((الغرفة التجارية الصناعية في جدة رائدة الغرف التجارية في انفلات النساء)) نشرت في 30/9/1431هـ، وهذه النائبة لرئيس الغرفة التجارية في جدة واحدة من أربع نسوة سافرن إلى أمريكا ضمن وفد برئاسة وزير العدل.

2ـ نشرت صحيفة الرياض الصادرة يوم الأحد 14/6/1430هـ أن أمين مدينة جدة أصدر قراراً بتعيين امرأة مساعدة للأمين لشؤون تقنية المعلومات بالأمانة، وأنه يرتبط بها ـ وفقاً لقرار الأمين ـ عدد من الإدارات المهمة، وأنه بشغل هذه المرأة لمنصب مساعدة الأمين لشؤون تقنية المعلومات بأمانة محافظة جدة تكون أول امرأة تشغل منصباً قيادياً في تقنية المعلومات في الجهات الحكومية والأكاديمية في المملكة، ونشرت صحيفة الوطن في عددها الصادر يوم الخميس 23/7/1430هـ خبراً تحت عنوان: ((تعيين 3 مستشارات قانونيات بأمانة جدة يسعين للحد من الدعاوى المرفوعة ضد الأمانة)).

وأمين جدة الذي حدث في عهده في الأمانة هذا الانفلات هو وزير العمل الحالي المهندس عادل فقيه ـ أصلح الله حاله وفعاله وكفى بلاد الحرمين شره وشرَّ أمثاله من التغريبيين بما يشاء ـ ومن كانت هذه حاله في أمانة جدة وهي مرفق صغير فلا يتوقع منه في وزارة العمل وهي مرفق كبير إلا ما هو أسوأ، وقد فعل، فقد عمّم اختلاط النساء بالرجال في أنحاء المملكة وذلك في بيعهنَّ في الأسواق التي يؤمها الرجال والنساء؛ وقد كتبت في ذلك ثلاث كلمات، كلمة بعنوان: ((بيع النساء في الأسواق ما يحل منه وما يحرم)) نشرت بتاريخ 10/7/1432هـ، وكلمة بعنوان: ((زلزال مدمر للأخلاق حدث في بلاد الحرمين هذه الأيام بمكر التغريبيين)) نشرت بتاريخ 12/2/1433هـ، وكلمة بعنوان: ((طوفان بيع النساء بالأسواق العامة المحدَث هذه الأيام يزداد ضرره كلَّ يوم)) نشرت بتاريخ 22/2/1433هـ، ومن آخر ما نشرته الصحف عن هذا الوزير مباشرته الاختلاط بثلاث نسوة؛ فقد نشرت صحيفة المدينة بتاريخ 25/5/1433هـ في صفحتها الأولى صورته واقفاً ومعه رجلان وبجواره ثلاث نساء كاشفات الوجوه مع مقدمات رؤوسهن ومع كشف المرأة المجاورة له في الصورة أيضاً ساعدها الأيمن.

3ـ نشرت صحيفة المدينة في 29/6/1432هـ الخبر التالي: ((أصدر مدير عام التربية والتعليم بالطائف محمد سعيد أبو راس قراراً هو الأول من نوعه على مستوى إدارات التربية والتعليم بتعيين امرأة في منصب مديرة العلاقات العامة في الإدارة العامة للتربية والتعليم)).

4ـ نشرت صحيفة الوطن بتاريخ 24/3/2011م خبراً عنوانه بالأحرف الكبيرة: ((سعوديات يعملن في السفارات والملحقيات الثقافية ويتحدين الصعاب، مطالبات بزيادة عدد السعوديات العاملات في الملحقيات الثقافية))، ونشرت صحيفة الرياض بتاريخ 28/6/1432هـ إعلاناً من وزارة الخارجية عن وجود وظائف نسائية شاغرة بمسمى (ملحق دبلوماسي) في التخصصات التالية ...

5ـ تعيين وزارة التعليم العالي امرأة ملحقاً في إحدى سفارات المملكة في إحدى الدول الغربية من مهماتها الإشراف على المبتعثين، ذكرت ذلك في كلمة بعنوان: ((خطر التوسع في الابتعاث على بلاد الحرمين)) نشرت بتاريخ 18/7/1431هـ.

6ـ مما نشرته صحيفة الوطن بتاريخ 7/2/1433هـ ما يلي: ((وأكدت نائبة المحافظ بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتورة ... أن قرار تأنيث محلات بيع الملابس النسائية سيحقق توجهاتنا في توظيف خريجات المعاهد العليا التقنية للبنات ...)).

وهذه التعيينات وأمثالها من بعض المسئولين للنساء في مناصب قيادية تكون النساء فيها مراجع للرجال دليل على عدم الفلاح لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما أفلح قوم تلي أمرهم امرأة)) رواه أحمد (20508) واللفظ له والبخاري (4425)، وقد كتبت رسالة بعنوان: ((الدفاع عن الصحابي أبي بكرة ومروياته والاستدلال لمنع ولاية النساء على الرجال)) طبعت مفردة في عام 1425هـ وطبعت عام 1428هـ ضمن مجموع كتبي ورسائلي (7/395ـ427).

وأسوأ حالاً من وزير العمل الذي ذكرتُ فيما تقدم قريباً ما أحدثه في أمانة جدة وفي وزارة العمل، أسوأ حالاً منه من ينتسب إلى الشريعة وزير العدل الدكتور محمد العيسى الذي يدعو إلى الاختلاط بين الرجال والنساء بقوله وفعله، فأما قوله فقد كتب في صحيفة الرياض بتاريخ 5/11/1430هـ مقالاً مطولاً تخبط فيه في أمر اختلاط الرجال بالنساء في التعليم الجامعي، وأنحى باللوم على الذين يحذِّرون منه لما فيه من أضرار كبيرة على بلاد الحرمين في الحال والمآل، وقد رددت عليه بكلمة بعنوان: ((لماذا النشاط المحموم في تأييد اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين)) نشرت بتاريخ 18/11/1430هـ مشتملة على ذكر نماذج من كلامه المتهافت في تأييد الاختلاط الذي لا يشم منه رائحة العلم والعلماء، وأما فعله فقد اصطحب في رحلة إلى أمريكا أربع نسوة سافرات مختلطات بالرجال ضمن وفد برئاسته، ذكرت ذلك في كلمة بعنوان: ((أربع نسوة يسافرن بمكر التغريبيين إلى أقصى بلاد الغرب ضمن وفد برئاسة وزير العدل)) نشرت في 6/3/1433هـ، وقد حصل منه في وقت مبكر بعد تعيينه بثلاثة أشهر تقريباً الاختلاط بنساء سافرات، فقد نشرت صحيفة عكاظ بتاريخ 18/5/1430هـ صورته وصورة رئيس الغرفة التجارية بجدة وهما يشهدان توقيع اتفاقية برنامج الأمان الأسري واللجنة الوطنية للمحامين وقد قامت بتوقيع الاتفاقية عن الغرفة التجارية امرأة سافرة، ونشرت صحيفة المدينة بتاريخ 18/5/1430هـ صورة لجانب من المشاركات في اللقاء الحقوقي الوطني الذي افتتحه هذا الوزير بجده وفيه سبع سافرات، وقد نبهته على ذلك برسالة خاصة بعثتها إليه بتاريخ 22/5/1430هـ، وأسوأ وأشنع وأفظع شيء قاله في هذه الرحلة غير الميمونة كما في صحيفة الرياض بتاريخ 5/3/1433هـ أن القضاء السعودي ينهل من جميع المدارس القانونية!!! فإن الدولة السعودية إنما قامت على تطبيق الشريعة، والقضاء فيها مبني على الكتاب والسنة، والحق والهدى محصور في هدى الله؛ كما قال الله عز وجل: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}، وقال: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ}، وقال: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}، وفي المادة الأولى من النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية: ((ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم))، ونص المادة السابعة منه ما يلي: ((يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله وسنة رسوله، وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة)).

وأسوأ حالاً من هذين الوزيرين من يكون أشد قرباً من ولاة الأمور ممن يعتمد عليهم التغريبيون في الوصول إلى مآربهم في الإفساد في بلاد الحرمين بعد إصلاحها، وقد سبق هذه الكلمة أربع وثلاثون كلمة في التحذير من فتنة انفلات النساء في بلاد الحرمين، أولها بتاريخ 18/2/1430هـ بعنوان: ((دعاة تغريب المرأة ومتبعو الأهواء والشهوات هم الذين وراء بدء انفلات بعض النساء أخيراً في بلاد الحرمين))، ومما قلته فيها: ((ومن كانوا من دعاة التغريب ومتبعي الأهواء والشهوات قريبين من ولاة الأمر في إدارة أو استشارة أو وزارة أو غير ذلك فهم في الحقيقة بطانة سيئة وجلساء سوء، وخطرهم على الراعي والرعية أشد من خطر المجذوم على الصحيح، والفرار منهم أولى من فرار الصحيح من المجذوم؛ للبون الشاسع بين خطرهم وخطر المجذوم، قال صلى الله عليه وسلم: ((ما استُخلف خليفة إلا كان له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، والمعصوم من عصم الله)) رواه البخاري (6611)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحذيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة)) رواه البخاري (5534) ومسلم (6692)، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((وفِرَّ من المجذوم كما تفر من الأسد)) رواه البخاري (5707)))، وقد بعثت لخادم الحرمين قبل هذه الكلمة الأولى في موضوع انفلات النساء ثمان رسائل خاصة مشتملة على معان لها تأثير بإذن الله لو قرأها عليه رئيس الديوان الذي يغلب على الظن أنه لم يقرأها عليه، وهذا على العكس من رسالة الشيخ القرضاوي في دعوته إلى انفلات النساء في بلاد الحرمين فإنها لقيت منه اهتماماً وقبولاً، ولهذا جاء الرد عليها بسرعة، فهو حاجب للخير موصل للشر، عليه من الله ما يستحق إن لم يكن قرأ عليه تلك الرسائل الثمان الناصحة.

ومن هذه الكلمات التي سبق كتابتها ونشرها: ((إن هدى الله هو الهدى فماذا بعد الحق إلا الضلال يا دعاة التغريب؟!))، و((أربعة مشايخ يحذِّرون من فتنة السفور واختلاط الجنسين في بلاد الحرمين))، و((من مصائب الشيخ القرضاوي دعوته إلى انفلات النساء في بلاد الحرمين))، و((من آخر المظاهر الجديدة للسفور والاختلاط إقحام النساء في الأندية الأدبية))، و((في القول بإباحة الاختلاط المذموم في بلاد الحرمين غش للراعي والرعية))، و((نحب لدولتنا السعودية دوام عزها ونبغض التغريبيين الساعين بمكرهم لإضعافها))، و((قاعدة سد الذرائع إلى المحرمات ومقاومتها من هواة الانفلات المتبعين الشهوات))، و((المرأة في بلاد الحرمين بين أنصارها حقاً وأدعياء نصرة حقوقها))، و((لا يليق بأهل المجد أن يكونوا مستنداً للتغريبيين الماكرين بمجدهم))، و((الأحداث الأخيرة أظهرت لولاة بلاد الحرمين الناصح والماكر والعدو والصديق))، و((كل هؤلاء مسئولون يوم القيامة عن انفلات النساء في بلاد الحرمين))، ومما قلته في هذه الكلمة الأخيرة: ((ومن أمثلة المفاسد المترتبة على دعوة التغريبيين إلى انفلات النساء واختلاطهن بالرجال في مكاتب العمل وفصول الدراسة ما نشرته صحيفة الرياض في 11/8/1432هـ عن الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع وفقه الله من كلام حسن منه قوله: ((والاختلاط المقصود ـ يعني غير العارض ـ قد يكون وسيلة وذريعة إلى الخلوة الجالبة على سبيل الاحتمال ما يخزي. وأذكر واقعة تعتبر مثالاً لما قد يقع من الاختلاط المقصود هي أن أحد البنوك المحلية لديه تساهل في موضوع الاختلاط في بعض المكاتب بين موظفيها، فانتقل أحدهم بحديثه مع زميلته في العمل إلى أمور خارجة عن شؤون العمل، وفي الغد قدم لها ساعة هدية وخجلت أن تردها إليه. وفي الليل اتصل بها وعلل اتصاله بها بأنه حاول أن ينام فلم يستطع، وأحب أن يتسلى معها في الحديث فاعتذرت منه بأن جوالها نفدت طاقته وأقفلت المكالمة معه وفي الصباح في وقت العمل أعادت له الساعة مع عبارة: ظنك في غير محله وطلبت نقلها إلى مكان آخر، وقد صور الشاعر أحمد شوقي مراحل الوقوع في الهاوية بقوله:

نظرة فابتسامة فسلامٌ فكلام فموعد فلقاء))

أقول: فاعتبروا يا أولي الأبصار، والحمد لله أن هذه المحاولة السيئة بين الزميل والزميلة في العمل في هذا المثال باءت بالفشل، وأما المحاولات بين الزملاء والزميلات في مكاتب العمل وفصول الدراسة التي تمر بمراحل بيت الشاعر أحمد شوقي فلا يعلمها ولا يعلم نتائجها إلا الله، وقد قال الشاعر:

كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر

وقال الشاعر:

إن الرجال الناظرين إلى النساء مثل الكلاب تطوف باللحمان

إن لم تَصن تلك اللحومَ أسودُها أُكلت بلا عوض ولا أثمان

والأسود من الرجال هم الذين يصونون النساء ويحافظون عليهن بالالتزام بالحشمة والحجاب والابتعاد عن السفور والاختلاط بالرجال، وكما لا يرمى بالغنم بين الذئاب فلا يرمى بالنساء بين الرجال الأجانب، أفيليق بمن له عقل ودين أن يرمي بمحارمه بين الرجال الأجانب في مكاتب العمل وفصول الدراسة وغير ذلك؟! أين الغيرة على المحارم؟! وأين التباعد عن أسباب الدياثة؟! أين الحياء من الله؟! أين الشهامة؟! أين الرجولة؟! أين المروءة؟! أين الأنفة؟! أين النفوس الأبية؟! أين الهمم العلية؟! أين شيم الرجال؟! أين الاعتبار بمن حولنا ممن سبقت نساؤهم إلى تقليد نساء الغرب فكشفن الوجوه ثم آل أمرهن إلى التعري المشين؟! {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}، اللهم لطفك بالبقية الباقية بلاد الحرمين، وهذا السفور والاختلاط المشين الذي يدعو إليه التغريبيون فيه الخروج من النور إلى الظلمات والوقوع في أضر فتنة خشيها الرسول صلى الله عليه وسلم على الرجال من أمته، وهي أول فتنة حصلت لأسلاف الغربيين الذين يلهث التغريبيون وراء تقليدهم في كل شر، قال صلى الله عليه وسلم: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)) رواه البخاري (5096) ومسلم (6945) عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)) رواه مسلم (6948) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه)).

وقد ابتليت بلاد الحرمين بعدوين، الأول: قتلة الأخلاق؛ وهم: التغريبيون الماكرون بهذه البلاد حكومةً وشعباً الساعون بضراوة إلى انفلات النساء فيها بسفورهن واختلاطهن بالرجال الأجانب في فصول الدراسة ومكاتب العمل وغير ذلك، وهم أهل التفريط المتبعون للشهوات الذين يريدون أن تميل هذه البلاد ميلاً عظيماً، وقد كتبت في التحذير من فتنتهم الكلمات التي أشرت إليها آنفاً ورسالة: ((لماذا لا تقود المرأة السيارة في المملكة العربية السعودية?)) طبعت في عام 1428هـ، ورسالة: ((وجوب تغطية المرأة وجهها وتحريم اختلاطها بغير محارمها)) طبعت في عام 1430هـ، والعدو الثاني: قتلة الأنفس أهل التفجير والتدمير المحدثون للرعب المخلون بالأمن الذين من آخر جرائمهم اختطاف نائب القنصل السعودي بعدن، وقد كتبت في النصح لهم وبيان خطرهم رسالتين، إحداهما بعنوان: ((بأيِّ عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهاداً؟! وَيحَكم أفيقوا يا شباب!!)) طبعت في عام 1424هـ، والثانية بعنوان: ((بذل النصح والتذكير لبقايا المفتونين بالتكفير والتفجير)) طبعت في عام 1427هـ وطبعتا معاً ضمن مجموع كتبي ورسائلي (6/255ـ279) في عام 1428هـ، وقد جاء العدو الثاني نتيجة لإفساد العدو الأول الداعي إلى كفر النعم وإلى المعايب التي تؤدي إلى المصائب، كما قال الله عز وجل: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}، وقال: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، وقال: {وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، وقال: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}، وقال الشاعر:

إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم

وحافظ عليها بتقوى الإله فإن الإله سريع النقم

وقال شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله كما في مجموع فتاواه (4/127): ((فما يصيب الأمة أو الأفراد من فتن أو صد عن سبيل الله أو أوبئة أو حروب أو غير ذلك من أنواع البلاء فأسبابه ما كسبه العباد من أنواع المخالفات لشرع الله؛ كما قال الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}، وقد بين الله جل وعلا ما حصل لبعض الأمم السابقة من العذاب والهلاك بسبب مخالفتهم لأمره ليتبيَّنه العاقل ويأخذ من ذلك عظة وعبرة)).

وأسأل الله عز وجل أن يحفظ هذه البلاد حكومةً وشعباً من شر أعدائها حقاً قتلة الأخلاق وقتلة الأنفس، ومن كل شر وأن يوفقها لكل خير، وأن يحفظ عليها أمنها وإيمانها وسلامتها وإسلامها وحشمة نسائها وأن يقيها شر الأشرار وكيد الفجار، وأن يوفق ولاة الأمر فيها لكل ما فيه صلاح العباد والبلاد، ولكل ما يحمدون عاقبته في الدنيا والآخرة، وأن يصلح لهم البطانة ويصرف عنهم بطانة السوء، إنه سميع مجيب.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عبد المحسن بن حمد العباد البدر


موقع الشيخ

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, الصحافةوالمرأة, العباد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013