منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 Mar 2010, 02:11 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي ( شيء قليل ) عن ( العَلَم النَّبيل ) ( يوسف الدخيل )

بسم الله الرحمن الرحيم




شيء قليل عن العلم النبيل يوسف الدخيل



نحلة المكتبة


هكذا كان يسميه شيخه الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله - لشدة ملازمته لمكتبة الشيخ , و بلغني أن الشيخ ما كان يعطي مفاتيحها إلا لأفراد من الناس منهم الشيخ يوسف عافاه الله
محقق كتاب ( الكنى والأسماء ) لأبي أحمد الحاكم،هذه شهرته عند أهل العلم المشتغلين بالحديث
خصلته التي تميز بها عن غيره من أهل العلم والفضل حبّه العظيم لتحصيل كتب المعروفين بالتوحيد والسنة من أهل العلم وطلبته وتقصّيه لأعمالهم وأخبارهم في سائر الأقطار الإسلامية مشرقا ومغربا حتى لا يكاد يوجد منهم مؤلف ولا محقق ولا مدرس إلا وعند الشيخ منه نبأ ولقصته خبر
أدرك من قدماء الأعيان ثلة الإصلاح الفذة من أمثال :
الشيخ محمد الطيب الأنصاري
والشيخ تقي الدين الهلالي
والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة
والشيخ عبد الله بن صالح
والشيخ محمد الأمين الشنقيطي
والشيخ حماد الأنصاري
ونظرائهم
وكان من أخص الناس بالشيخ حماد وعنه أخذ معرفة الكتب والهيام بها بل حمل عنه حتى مشيته وحركاته وحتى قال العارفون بهما:إنه ما غادر من مشية شيخه ولا من حركاته شيئا.
هذا مع تواضع جم وبشاشة دائمة في عفة وصيانة وخمول ونفور شديد من الذكر والشهرة، بلغ به ذلك أن قال لنا في بعض المجالس:
( إن الشيخ عبد المحسن العبّاد الآن هو أعلى الهرم الديني في المدينة )

فبادره بعض من كان حاضرا بأنه يريد عمل ترجمة للشيخ عبد المحسن وسيحلّي ترجمته بهذه الكلمة، فرأيت الشيخ ذاب كما يذوب الملح في الماء وألحّ على الرجل ألا يفعل، فلما أبى عليه قال:
( إن كنت لابد فاعلا فاكتب :قال بعضهم! )
له مع أهل الجزائر ـ طلبة ومشايخ ـ علاقة خاصة وترابط وثيق، من صوره:
أنه درّس في كليّة الحديث بالجامعة الإسلامية عددا كبيرا من مشايخنا و الكثير من الطلاب الجزائريين
والذين كان يذكرهم منهم ويثني عليهم ستة:
الشيخ رضا بوشامة
و الشيخ جمال عزون
و الشيخ عمار تمالت
و الشيخ كمال قالمي
و الشيخ فريد عزوق
و الشيخ عبد الخالق ماضي
كان يستزير من يقدم المدينة من مشايخ البلد كالشيخ أبي عبد الرحمان محمود والشيخ عبد الغني ويدعوهم إلى بيته ويعقد معهم المجالس العلمية الطيّبة بحضور عدد من طلاب العلم.
وكان دائم السؤال عنهم الثناء عليهم،يجلّهم ويوقّرهم ويصفهم بالقوة في العلم ويقول:إنهم لا ينزلون عن رتبة بعض المشايخ عندنا،وشكوت إليه مرة حال البلد وقلة الأشياخ فقال:من عنده فركوس لا يحتاج إلى أحد.
أما الشيخ عبد المالك رمضاني فمنزلته عنده فوق المنازل ،اجتمعا مرة في بعض الأماكن وحول كل واحد منهما جماعة من الطلاب فقام الشيخ يوسف بمن معه إلى مجلس الشيخ عبد المالك وقال له:أنت يؤتى إليك ولا تأتي،
ولقد شهدت منهما موقفا لست أعدله بسواه،وذلكم أنهما دعيا إلى عقيقة فاصطحبني الشيخ يوسف معه فلما وقفا بالباب جعل كل واحد منهما يقدم الآخر ليدخل أولا فتجاذبا ساعة ثم قال الشيخ عبد المالك: أنت أكبرنا وأعلمنا، فقال الشيخ يوسف:أنت أيمننا، وكان موقفه عن يمين الشيخ،فقال الشيخ عبد المالك:غلبتني بالسنة، فدخلا، ولما كانا في مداخل البيت تحول الشيخ عبد المالك إلى اليمين حتى إذا وقفا على باب غرفة الجلوس قال للشيخ:أنت الآن من أيمننا، فغلبه ودخلا.
كان شيخنا يقول:العلم هو التوحيد،وكل علم لا يخدم التوحيد فليس بعلم،ويستشهد على ذلك بقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في ثلاثة الأصول:"العلم معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم".
فإذا شابت علم الرجل وتوحيده شائبة ترى الشيخ لا يحفل به ولا بعلمه،وقد شرعت مرة في الدراسة على بعض أشياخي من أهل شنقيط ـوقد علم ما عندهم من نقص في تحقيق هذا البابـ فأنكر عليّ شديدا وقال:لا أريد أن يكون في شيوخك إلا سلفي قحّ.
وكذلك الفقه عنده، ليس هناك فقه غير فقه الدليل ولا مذهب غير مذهب أهل الحديث، ومن قصتي معه في هذا أني كنت أدرس مختصر خليل واعتذرت له بحاجتي إلى معرفة مذهب أهل بلدي فلم يقبل مني وقال: خليل خلاف الدليل وهذا موطأ مالك خير لك من خليل وأنفع،فلما قدم الشيخ أبو عبد الرحمان محمود حاكمني إليه فقضى لي عليه،فرد الحكومة وقال:لا ولو أتيتني بعلماء الدنيا،ثم قدم الشيخ عبد الغني بعد ذلك فعرض عليه القصّة فقضى الشيخ له وقال في كلامه:الموطأ خير موطئ ـأي خير موضع قدمـ فالتفت الشيخ يوسف إلى أهل المجلس وقال:اكتبوا هذه الكلمة الذهبية.
وله مع الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله قصة عجيبة حدثنيها،قال:لما كنا طلبة دخلت قسم الدراسة وأنا طالب جديد فلم أجد مكانا أجلس فيه فقام الشيخ مقبل من الصف وأجلسني مكانه وبقي هو قائما،قال:فقلت له: هذه الوقفة دين عليّ وسأرده لك إن شاء الله.
ثم حدث ما حدث وأكملا دراستهما وسفّر الشيخ مقبل إلى اليمن ولم يرجع إليها إلا في آخر عمره، فلما سمع الشيخ يوسف بمقدمه أتاه وهو يطوف بالبيت وكان يتابع الطواف أسبوعا بعد أسبوع لشدة شوقه إلى البيت فقام ينتظره ليسلّم عليه، وكره أن يقطع عليه طوافه، فلما فرغ الشيخ من طوافه أقبل إليه وسلم عليه وقال له:هذا الدين الذي عليك قد قضيته. وكان ذلك بعد نحو من أربعين عاما.
وأختم هذه المواقف بذكر أول موقف شهدته منه،فقد أتيته في مجلسه فسلّمت عليه وقلت: عندي بعض الأسئلة في الحديث،فقال اكتبها وائتني بها،فجاء من غد وقال هذه أسئلة دقيقة تحتاج إلى بحث ولا أستطيع جوابها الآن ولكن اطرحها على الشيخ ربيع يجيبك عنها،فلما أتيت الشيخ ربيعا وقلت عندي أسئلة في الحديث،ضحك وقال:تجيبك عنها كتب الألباني.
فكان جواب كل منهما أحب إلي من أن يجيبني عن مسائلي التي قصدت بها إليه، فعلام يأنف أحدنا من يحيل على من هو أقوم منه بما سئل عنه إن كان هؤلاء الأكابر لا يأنفون من ذلك؟
وهذه بعض من درر لطائفه ونفائس فوائده أحببت أن أتحف بها إخواني:
كان يقول:العلماء الأكراد خمسة:ابن الصلاح والذهبي والعلائي والعراقي وابنه وليّ الدين.
ويعدد المتشددين في الصّور من العلماء ـ مثنيا عليهم بذلك ـ:ابن باز والألباني والفوزان والعبّاد والشيخ ربيع والشيخ مقبل، فكنّا نقول له:ستة، أنت سابعهم.

والمعتنين بنقل الإجماع:ابن المنذر والطحاوي وابن عبد البر وابن العربي والنووي وابن قدامة والقطان.
ويقول:المشتغلون بالحديث كثير ولكن الذين لهم ذوق فيه قليل منهم الشيخ ربيع.
وقال عن الشيخ محمد الأمين:إن مجالسه كانت تذكر بمجالس السلف الأولين والفرق بينهما أن الأول كان له من يسمّع كلامه وهذا له مكبر صوت.
وحدثنا عنه أنه كان يقول عن السبّورة:هذه الكلبة بنت الكلبة،يسبها لأنها بها تعلمت العلوم الفاسدة الكاسدة.
وذكر عن الشيخ حماد أنه فسّر لهم سورة الفاتحة تفسيرا عجيبا،وتحدى الطلبة:فقال ائتوني بأي آية في القرآن وأنا أدخلها لكم في سورة الفاتحة،قال شيخنا: فكنت أحاول بنفسي،آتي بآية وأحاول إدخالها تحت آية من آيات سورة الفاتحة فأجد الأمر كما قال وهذا لأنها شملت القرآن كله.
وعن شيخه رمضان أبو العز أنه أخبرهم أن إنشاء جماعة أنصار السنة تزامن مع إنشاء جماعة الإخوان المسلمين فكان الشيخ حامد الفقي ـرئيس جماعة أنصار السنةـ شديد الوقيعة فيهم حتى إنه كان يسمّيهم: جماعة الخوّان المسلمين.
وسمعته يقول:قلت للشيخ ربيع بمكة لما مات الشيخ مقبل:مات أسد اليمن، فقال:بل مات أسد الدنيا.
وبعد فقد تكلّفت كتابة هذا ليعرف الشيخ من لا يعرفه ويتذكره من يعرفه فيرفعوا أيديهم جميعا داعين الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه ويعافيه ويرفع عنه الضر والبأس ويخلفه بما أخذ منه خير ما عنده.
آخره،والحمد لله رب العالمين.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 19 Mar 2010 الساعة 06:33 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 Mar 2010, 11:40 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك أخي خالد

فقد لاقيت بين عقد الوفاء وأخرجت لنا قلادة نيرة تظهر منزلة الشيخ العالية

لم أر - والله - منذ أن عرفته إلا العجائب و المدهشات !!!

لو سايرت نفسي في ذكرها لأتعبتها !

و لقد لخصها الأخ الكريم خالد بكلمات أصاب بها عين الحقيقة

فنسأل الله أن يعافي شيخنا الكريم من مرضه
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 Mar 2010, 01:55 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي محمد وأنا والله ماحكيت عن الشيخ سوى لمحة دالة وأود من كل من كان له عن الشيح شيء أن يشاركنا به قضاء لبعض حق شيوخنا علينا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 Mar 2010, 06:39 PM
حاتم خضراوي حاتم خضراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: بومرداس
المشاركات: 1,115
إرسال رسالة عبر Skype إلى حاتم خضراوي
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي الحبيب خالد.


ونسأل الله عز وجل أن يرفع الضر والبأس عن الشيخ ويشفيه.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 Mar 2010, 02:44 PM
شمس الدين حماش شمس الدين حماش غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 196
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 Mar 2010, 06:07 PM
أبو الوليد الهاشمي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاكم الله خيرا أخانا الفاضل

والله إن لذكر الشيخ لوقعا في القلوب والعلمَ بمرضه وفي هذا الوقت بالذات لحسرة عليها خصوصا وأمر الدعوة يتفاقم والخلاف يشتد، كل ذلك ونحن ندعو الله أن يشفي شيخنا في عافية ويطيل عمره في طاعة.

وما نذكره مما شهدناه أقل مما يعرف عن الشيخ، وإن السيمى التي لا يفتأ المرء أن يستحضرها حين يذكر الشيخ حفظه الله هي التواضع، فهو امرؤ غلب عليه وعرف به حتى إنك ترى معه ازدراء للنفس وكبحا لها شديدا، مع إنكار للذات، يصاحبه وقار بعلم لا شك وهيبة.

ولو تكلم إخواننا ممن كانوا ألصق به منا لحكوا العجب، والذي أذكره أننا في يوم ما دعي الشيخ حفظه الله إلى وليمة، فاختار من بين طلابه من يرافقه، وكنت ممن آثرهم في ذلك اليوم بمصاحبته، فما رأيت منه إلا تواضعا وإنكارا للنفس جزاه الله خيرا، مشى معنا فقدمنا وجلس فأولانا بمجلسه، ثم تحدثنا فأنصت إلينا وأثنى ثم قص علينا من شأنه ما قد نسيناه، ولم أكن مهتما بشيء بقدر اهتمامي بتواضعه، حتى إني وإلى الآن لم أر في تواضعه مثله حفظه الله تعالى مع جلالته.

أسأل الله له العافية الدائمة، وإنا والله لهذا المصاب الذي ألمّ به لمحزونون ولله الأمر من قبل ومن بعد، والحمد لله على كل حال.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 Mar 2010, 06:08 PM
مهدي بن الحسين
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

شفى الله الشيخ يوسف الدخيل ، وبارك الله فيك على هذا التعريف الطيب بهذا الشيخ الطيب.
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 Mar 2010, 01:30 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاكم الله جميعا خير الجزاء وأوفاه
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 Mar 2010, 02:15 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

بارك الله فيك على هذا الوقت الممتع الذي قضيته في قراءة هذا الموضوع الشيق

شفى الله الشيخ يوسف شفاء عاجلا، و رده إلى أهله سالما غانما، و حفظه لخدمة دينه و سنة نبيه -صلى الله عليه و سلم-
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 21 Mar 2010, 02:02 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

أحسن الله إليك أخي إحسان
ثم إني أبشركم بأن الشيخ قد بدأ يتماثل للشفاء وقد سمح لأهله بزيارته ولله الحمد
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 21 Mar 2010, 10:02 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

الحمد لله رب العالمين، و بشرك الله بالجنان و الحور الحسان
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 21 Mar 2010, 10:22 PM
أبو معاوية كمال الجزائري أبو معاوية كمال الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر(قادرية- ولاية البويرة)
المشاركات: 513
افتراضي

نسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعجّل بشفاء الشيخ ، وأن يرفع درجاته في عليّين .

وأطلب من الإخوة ممن لديهم موادَ علمية :صوتية أو مكتوبة تخص الشيخ حفظه الله أن لا يبخل علينا بها .
وجزاكم الله خيرا .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاوية كمال الجزائري ; 21 Mar 2010 الساعة 10:24 PM
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 02 Apr 2010, 11:18 AM
أبو تميم يوسف الخميسي أبو تميم يوسف الخميسي غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: دولــة قـطـر
المشاركات: 1,623
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو تميم يوسف الخميسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو تميم يوسف الخميسي
افتراضي

إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها...
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 02 Apr 2010, 01:53 PM
محمد الشريف دوادي العنابي محمد الشريف دوادي العنابي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: عنابة الجزائر
المشاركات: 14
إرسال رسالة عبر MSN إلى محمد الشريف دوادي العنابي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى محمد الشريف دوادي العنابي
افتراضي

ذهاب العلم بذهاب العلماء

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم


ذهاب العلم بذهاب العلماء




لا يخفى على كلِ مسلم مكانة العلماء ورفعةُ شأنهم و علوُ منزلتهم و سموُ قدرهم ، إذ هم في الخير قادةٌ و أئمةٌ تُقتص آثارُهم ، و يُقتدى بأفعالهم، ويُنتهى إلى رأيهم ، تضع الملائكة أجنحتها خُضعاناً لقولهم، و يستغفر لهم كل رطبٍ و يابس حتى الحيتان في الماء ،بلغ بهم علمهم منازل الأخيار ، ودرجات المتقين الأبرار ، فسمت به منزلتهم، و علت مكانتهم ، و عظم شأنُهم و قدرُهم ، كما قال تعالى:( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )(المجادلة:11ٌ)

وقال تعالى :( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )

(الزمر: 9)
و لهذا فإن فقدهم خسارةٌ فادحة، و موتَهم مصيبة عظيمة ، لأنهم نورُ البلاد ، و هداة العباد ، و منار السبيل ،فقبضهم قبضٌ
للعلم ، إذ إنَّ ذهاب العلم يكون بذهاب رجاله وحملته و حفاظه .
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ، ولكن يقبِضُ العلمَ بقبضِ العلماءِ)). (رواه البخاري (100) ،
ومسلم (2673) .
و لهذا لما مات زيد بن ثابت رضي الله عنه ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : ((من سره أن ينظر كيف ذهاب العلم فهكذا ذهابه )) أي : أنَّ ذهابه إنَّما يكون بذهاب أهله و حملته.
وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : ((عليكم بالعلم قبل أن يقبض ، و قبضه ذهاب أهله)).
و لهذا يُُعدُ موتُ العالم خسارةً فادحة ، ونقصاً كبيرا، و ثُلْمةًً في الإسلام لا تسد ، كما قال الحسن البصري رحمه الله: (( موتُ العالم ثُلْمَةٌ في الإسلام ، لا يسدّها شيءٌ ما اطَّرد الليل و النهار)) .
و لقد بليت أمة الإسلام في الأشهر الأخيرة بفقد عددٍ من علمائها الأخيار ، و مصلحيها الأبرار ، ممن لهم في العلم قدم راسخة، و مكانةٌ عاليه ،و جد و اجتهاد ، و بذلٌ و عطاء ، عبر عُمُر مديد ، و حياة حافلة بالجود و السخاء.



المرجع: كتاب الفوائد المنثورة
إعداد: عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد
الصفحات: 78َو79
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 02 Apr 2010, 03:38 PM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

رحم الله الشيخ وأدخله الله جنته.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013