شعبة بن الحجاج في هذا العصر
شعبة بن الحجاج في هذا العصر :
قال يزيد بن هارون : " لولا أن شعبة أراد الله ما ارتفع هكذا "
قال ابن أبي حاتم : " يعني بكلامه في الرواة " (1)
قال الشيخ المحدث محمد علي آدم الإثيوبي معلقا على هذا الأثر في شرحه لعلل الترمذي " كلام سديد مع جرحه للرواة و تضعيفه لهم و مع ذلك ارتفع فلو أراد حظ النفس و وجوه الناس لفضحه الله "
فشعبة كان في طبقة المتشددين و كان من أعلى طبقات الحفاظ عند السلف
قال سفيان الثوري : " شعبة أمير المؤمنين في الحديث و كان يقول : أستاذنا شعبة "
و كان من أبصر الناس بعلم الرجال حيث كان أول من فتش عن الرجال بالعراق
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه : " كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن " يعني في الرجال و بصره بالحديث و تثبته و تنقيته للرجال .
و من الموافقات العجيبة في هذا الباب أن الشيخ محمد علي آدم الإثيوبي نفسه لقب شيخنا العلامة ربيع بن هادي بشعبة بن الحجاج في هذا العصر حيث زكاه تزكية عظيمة قائلا :
" الشيخ ربيع من أئمة السلف في هذا العصر و انا أحبه و هو يحبني و انا القبه بشعبة العصر ..تعرف شعبة بن الحجاج ؟ ..الشيخ ربيع شعبة في هذا العصر و الذين يذمونه و يصفونه بالشدة فإن له سلف في ذلك عن العلماء و لا يعاديه إلا المنحرفون " (2)
فهذه تزكية عظيمة من أحد علماء الحديث الجهابذة تقض مضاجع أهل البدع من أمثال الحدادية الغلاة و المميعة الجفاة فاضحة لما هم عليه من انحراف و زيغ نسأل الله السلامة و العافية
و حسبك قول الشيخ الإثيوبي - حفظه الله -
" لا يعاديه إلا المنحرفون "
و كما قال يزيد بن هارون في شعبة لو كان كلامه لغير الله لما ارتغع و لفضحه الله مع كثرة كلامه في الرجال و جرحه للرواة
فنحن كذلك نقول مثل هذا الكلام في الشيخ ربيع ، إذ لو كان هذا الشيخ الهمام و هو في آخر عمره على مذهب باطل أو يدعو إلى باطل أو يتكلم لحظ نفس أو حظ دنيا لفضحه الله من قبل فإن الله قد تكفل بحفظ دينه و لما ارتفع بين علماء عصره بهذه التزكيات التي لا تكاد تقال إلا في عالم أو اثنين من علماء عصرنا ،
نسأل الله له الثبات على الحق و أن يختم له حياته بالحسنى إنه جواد كريم.
كتبه : أبو عبد الله حبيب المكي
( 1 )شرح علل الترمذي لابن رجب (ص 175)
( 2 ) منقول من شبكة سحاب
التعديل الأخير تم بواسطة حبيب المكي ; 06 Dec 2016 الساعة 03:09 PM
|