بسم الله الرحمن الرحيم
تواضع علمائنا دليل على تأثير العلم فيهم
(الشيخ عبيد الجابري)
-أنموذجاً-
الحمد لله حمد الشاكر المقر، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد، أفضل الرسل وخير البشر.
أما بعد:
إن الاسلام العظيم دينٌ ارتضاه الله لعباده، وبه أتمّ النعمة، فالخير كل الخير في الاستقامة عليه باتّباع الرسول الأكرم؛ صلى الله عليه وسلّم.
وما يكون هذا إلا بالعلم؛ الذي هو مُقَدّمُ كل شئ، والعنوان عليه، كيف لا؟! والأمر أمر دين، يخصُّ القلب، ويبحث عن مدار صلاحه، وعلاجه؛ لدوام عافيَتِه.
ومن ذلك: ((التواضع))
أنظر -أخي الحبيب- لتواضع الشيخ الفاضل العلاّمة عُبيد بن عبد الله سُليمان الجابري -متّع الله بعلمه-.
في المقطع (وبصوتِه) تسمع خُلُق هذا العالم(1).
-أولئك الرجال الذين لا ينتصرون لأنفسهم... هم الذين خرجوا من دائرة الأنا والخضوع لحبِّ الذات.
-قال ابنالقيم -رحمه الله- في «روضة المحبين»(ص428):
«إنّ أغزر الناس مروءة أشدُّهم مخالفةلهواه».
-وقال عصام المُراكشي في «قلائد العقيان بنظم مسائل الإيمان»:
ثم الذي تظهره الجوارح *** مثل الذي تضمره الجوانح
-أولئك الذين أثّر فيهم العلم حقًّا...
-أولئك الذين -نحسبهم والله حسيبهم- قصّوا على أثر الرسول -صلى الله عليه وسلّم-.
-أولئك آبائي فجئني بهم...
يا أيها العالم المرضيُّ سيرتهُ *** أبشر فأنت بغير الماء ريّان
_____________________
أمّا من كان خلاف هذا؛ فله خلافُ ما له، ولا غرابة!!
قال ابن الجوزي -رحمه الله- في «صيد الخاطر»:
«... ورأيتُ أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق -عز وجل- إليهم في الخلوات، فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات، فكانوا موجودين كالمعدومين، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحنُّ إلى لقائِهِم».
فمن كان هذا حاله؛ فلا يشفع له العلم؛ بل ليته لم يكن قد حمل العلم أحسن...
ونقول له –مادام العلم لم ينفعه للُزم الجادة والحق- كما قالَ الشاعِرُ الحكيم:
كبّر على العلم يا خليلي *** ومِل إلى الجهل ميل هائمِ
ونقولُ -لمن خُدِعَ بهِ، واقتفى أثره- كما قالَ الآخرُ:
وإذا كُنتَ رزينا عَقِلاً *** صدّق الشّرع ولا تركن إلى
رجل يرصد في الليل زُحل!
_________
(1) من شريط (مراتب جهاد النفس)؛ توزيع دار: (معاذ بن جبل) -بالجزائر-.
تواضع الشيخ عبيد الجابري -أنموذجاً- (بصوته) حفظه الله...
>... 
العرض الشجري