منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 07 Jun 2015, 10:59 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي حثُّ الأحبةِ على الاستغفارِ و التوبةِ [8]

حثُّ الأحبةِ على الاستغفارِ و التوبةِ [8]

الإيمانُ بالأركانِ الستةِ وَ أثرُه في الكفِّ عن المعاصِي
روى مسلم في صحيحه عن عمر رضي الله عنه كما في حديث جبريل الطويل، قال : فأخبرني عن الإيمان، قال : "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره".
و الإيمان بهذه الأركان له دور كبير في الكف عن المعاصي، و سيتبين ذلك إن شاء الله تعالى.
أثر الإيمان بالله في الكف عن المعاصي :
1 _ الإيمان بربوبية الله تعالى.
فإذا العبد علم بوجود الله تعالى استحى من معصيته جل و علا، فإنه يراقبه و ينظر إليه و يراه.
و إذا اعتقد أن الله تعالى خلقه من نطفة، فصار إنسانا كاملا سويا استحضر نعمة الله تعالى عليه التي تستوجب الشكر؛ فإنه يترك المعصية لأنها من كفر النعم.
كذلك إذا تدبر في ملك الله تعالى و ما خلقه من مخلوقات عظيمة، استحضر عظمة الخالق سبحانه و تعالى، فتبعثه على الكف عن عصيانه عز و جل.
و إذا اعتقد العبد أن الله تعالى هو المدبر، وقع في نفسه الخوف من أن يبعث الله عليه عقابا أو يحل عليه و المصائب جراء ذنوبه، فإنه المدبر سبحانه.
2 _ الإيمان بألوهية الله تعالى.
إذا اعتقد أن الله سبحانه هو المستحق للعبادة وحده، صرف له أنوع العبادة كلها، و من تلكم العبادات الخوف و الخشية اللتان تدفعان العبد إلى الكف عن المعاصي خوفا من عقاب الله تعالى و خشية سخطه.
و من تلكم العبادات الرغبة و الرجاء، فإن العبد يكف عن معصية الله تعالى و ينكب على طاعته رجاء و رغبة في نيل ما أعده الله لعباده المتقين.
3 _ الإيمان بالأسماء و الصفات.
و إذا آمن العبد بأسماء الله و صفاته، و أنها كلها حسنى، فإنه يثمر في العبد الكف عن معصية الله تعالى إذا علم أنه {الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام 18]، و أنه {قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال 52]؛ فإنه يخشى أن ينتقم الله تعالى منه.
و إذا علم أن الله تعالى {سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [الحج 61]، و أنه {هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [غافر 20]، اعتقد بأن الله تعالى يسمع كل المسموعات، و يبصر كل المبصرات، بعثه اعتقاده هذا على الكف عن كل قول محرم، و عن فعل كل فعل محرم، فإن الله يسمعه و يراه.
و إذا علم أن الله تعالى {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه 7]، بعثه على ترك الاعتقادات المحرمة، كالاعتقاد في الله ما لا يليق به سبحانه عز و جل.
أثر الإيمان بالملائكة في الكف عن المعاصي :
إذا العبد آمن بوجود الملائكة استحى من فعل المعصية إذ أنهم يحضرون مجالسه، و المرء إذا كان برفقة الناس فإنه يستحي من معصية الله بحضرتهم، كذلك إذا اعتقد وجود الملك معه.
و إذا آمن أن من الملائكة من يكتب أفعال العباد كما قال الله تعالى {وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف 80]، و سماهم الله تعالى {كِرَامًا كَاتِبِينَ} [الافطار 12]، فإنه يخشى أن يفعل معصية تكتبها الملائكة في صحيفته.
و إذا علم عظم خلق الملائكة كما قال صلى الله عليه و سلم عن صفة ملك من حملة العرش : " أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة عام" رواه مسلم عن جابر بن عبد الله.
و قال صلى الله عليه و سلم في صفة جبريل عليه السلام أنه "رأى جبريل، له ستمائة جناح" رواه الشيخان عن ابن مسعود.
بعثه هذا الاعتقاد على تدبر عظمة الخالق سبحانه و تعالى، فإنه يكف عن معصيته جل و علا.
أثر الإيمان بالكتب في الكف عن المعصية :
مما يقتضيه الإيمان بالكتاب المنزل : العمل بما فيه من أحكام.
و مما جاء في القرآن الكريم من أحكام الأمر بالطاعة، قال الله تعالى {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [آل عمران 132]، و جاء فيه من الأحكام النهي و التحذير من المعصية قال الله تعالى {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [الأحزاب 36].
فالمؤمن بالكتاب المنزل يحرص جاهدا على العمل بهذه الأحكام، فيكف عن معصية الخالق جل و علا.
و مما يقتضيه الإيمان بالكتاب المنزل : التصديق بما فيه من أخبار.
و من تلكم الأخبار، ما أعده الله تعالى من عقاب للعصاة، من ذلك قول الله تعالى {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [النساء 14]، و قوله تعالى {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن 23].
فالمؤمن بهذا اكتاب يخاف على نفسه الوقوع في المعصية التي يترتب عليها هذا الوعيد؛ فيكف عنها.
أثر الإيمان بالرسل في الكف عن المعصية :
من مقتضى الإيمان بالرسل : العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم، و الذي أرسل إلينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم، الذي جاء بشريعة الإسلام.
و شريعة الإسلام جاء فيها الأمر بالطاعة و النهي عن المعصية، فالعمل بشريعة محمد صلى الله عليه و سلم يستلزم فعل الأوامر و الكف عن المعاصي.
و من مقتضى الإيمان برسولنا محمد صلى الله عليه و سلم : طاعته فيما أمر و اجتناب نهيه، و قد قال صلى الله عليه و سلم فيما رواه ابن ماجه عن أبي هريرة : "ما أمرتكم به فخذوه، وما نهيتكم عنه فانتهوا" صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (1).
و من مقتضى الإيمان بالنبي صلى الله عليه و سلم : تصديقه فيما أخبر من أمور غيبية، و منها ما أعده الله تعالى للعصاة من أليم العقاب.
فهذه تدفع العبد إلى البعد عن معصية الله تعالى.
أثر الإيمان باليوم الآخر في الكف عن المعصية :
و هو الإيمان بيوم القيامة، يوم يقوم الناس من قبورهم، يقومون لرب العالمين .
و من مقتضى الإيمان بيوم القيامة : الإيمان بما يقع فيه من أمور غيبية أخبرنا بها الله و رسوله، من بعث و حشر و حساب و غيرها.
و مما يحدث يوم القيامة تطاير الصحف، التي تعطى باليمين، أو من وراء الظهور بالشمال، و هذه الصحف مكتوب فيها أعمال العباد.
فأما الطائع العابد الموحد قال الله تعالى فيه {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (8) وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9)} [الإنشقاق].
و أما العاصي فقد قال الله تعالى فيه {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا (12)} [الإنشقاق].
و مما يحدث يوم القيامة : الوقوف بين يدي الله تعالى و تكليمه، روى الشيخان عن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة".
و ما قدمه العبد من عمل قد يكون حسنا و قد يكون سيئا.
و مما يحدث يوم القيامة : نصب الموازين، لوزن أعمال العباد، قال تعالى {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء 47]، {فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف 8]، {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (7)} [القارعة].
و في المقابل قال تعالى {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} [الأعراف 9]، {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} [المؤمنون 103].
و مما يقع يوم القيامة المرور على الصراط، وصفه صلى الله عليه و سلم بقوله : "يمر أولكم كمر البرق" قلت : بأبي وأمي أي شيء مر البرق، قال : "ألم تر إلى البرق كيف يمر ثم يرجع في طرفة عين، ثم كمر الريح ومر الطير وشد الرحال، تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط رب سلم سلم، قال : حتى تعجز أعمال الناس حتى يجيء الرجل فلا يستطيع أن يمر إلا زحفا، قال : وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به فمخدوش ناج و مكردس في النار" رواه الحاكم عن حذيفة، و صححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (3629)، "و المكردس في النار إنما هو من عصاة المؤمنين و لا يخلد فيها؛ لأن الكافرين لا يمرون على الصراط أصلا و لا يمتحنون به" [من "تهذيب شرح عقيدة أهل السنة و الجماعة" للشيخ رسلان (ص 241)].
فالعلم بهذه الأهوال و الإيمان بها و التدبر فيها؛ يوقع الخوف و الخشية في نفس العبد، فيعينه على ترك معصية الله تعالى و البعد عنها.
و في مقابل هذا الوعيد و الأهوال، أعد الله تعالى جنات عدن لعباده المتقين، قال الله تعالى {وَ سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّنْ رَّبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران 133]، و قال {لَكِن الذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِّنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} [آل عمران 198].
و الإيمان بهذا يدفع العبد إلى الأعمال الصالحة و البعد عن الأعمال السيئة حتى يحقق التقوى فينال الجزاء الأوفى.
أثر الإيمان بالقدر في الكف عن المعاصي :
نؤمن بأن ما يجري في الكون بقدر الله تعالى، حتى ما يكون من العباد من أقوال و أفعال فهي بقدر الله تعالى.
لكن الله تعالى جعل للعبد اختيارا و قدرة بهما يكون الفعل، فلا حجة للعاصي على معصيته بقدر الله تعالى؛ لأن المعصية يقدم عليها العبد باختياره.
فإذا علم العبد أنه لا حجة له على معصيته بالقدر، عزم على ترك المعصية؛ فإنه يقوم يوم القيامة و يكلمه ربه و لا حجة له على معصيته.
يوسف صفصاف
20 شعبان 1436
07 جوان 2015

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08 Jun 2015, 12:33 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

أحسن الله إليك أخي يوسف وبارك فيك وفي فهمك وقلبك.
لفتة طيبة جدًّا هذه الَّتي هي أثر الإيمان بالأركان الستَّة في ترك المعاصي.
ما أحسنها من إفادة أثابك الله.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08 Jun 2015, 12:36 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

حفظك الله شيخ خالد ووفقك لما فيه الفلاح و النجاح، بارك الله فيك و في علمك.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, تزكية, رقائق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013