منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام » ركن الخطب المنبريّة والدروس العلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 Jul 2011, 04:42 PM
أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: مصر
المشاركات: 147
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد
افتراضي [تفريغ] [خطبة جمعة] كل حزب بما لديهم فرحون_ فضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان_كاملة منسقة.

السلام عليكم ورحمة الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه... وبعدُ:




تم بحمد الله الانتهاء من تفريغ خطبة الجمعة: [كل حزب بما لديهم فرحون]
لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان_حفظه الله وسدد على طريق الحق خطاه وجعله شوكةً في حلوق المبتدعة.

الخطبة ممتعة كالعادة ومليئة بالفوائد الزوائد:
تحدث الشيخ فيها عما يتعلق بصيام شعبان وما يتعلق بالحكمة من صيامه.
ثم تحدث الشيخ عن فضل ليلة النصف من شعبان؛ قائلاً:
"وأمّا ليلة النصف من شعبان؛ فإنّ العلماء اختلفوا في أحاديث فضل ليلة النصف، والأكثرون على تفضيلها وهو الحقُّ لثبوت بعض الأحاديث ولكن لا يلزم من ثبوت فضلها أنْ تُخصَّ بصلاة خاصة بهيئة خاصة لم يخصها الشارع الحكيم بها بل ذلك كله بدعة يجب اجتنابها"اهـ.
ثم قال الشيخ: "الحديث في فضل ليلة النصف من شعبان صحيح بمجموع طرقه، والصحة تثبت بأقل مما ورد من الطرق عدداً ما دامت سالمةً من الضعف الشديد كما هو معلومٌ عند المشتغلين بعلم الحديث"اهـ.
ثم تحدث الشيخ عن العبادة التي تتوجب علينا في ليلة النصف من شعبان؛ قائلاً: "فالعبادة التي تتوجب في ليلة النصف من شعبان أعظم بكثير من القيام وتلاوة الأذكار المخترعة؛ إنما هي مراقبة القلب لتحقيق التوحيد، إقامة دين الله -تبارك وتعالى- على وجهه كما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلّم-.
مراقبة القلب للتأكد من خلوصه من غِلِّه وحِقده وبغضائه وشحنائه وحسده ودَغَلِه؛ فإن هؤلاء من الله بمبعدة."اهـ.
ثم تحدث الشيخ عن أن: "هذه الأمّة أمّة متميزة؛ لأنها متبوعة وليست بتابعة، هذه الأمّة أمّة متبوعة وليست بتابعة، وقد أغناها الله بعقيدتها وبشريعتها عن التشبه بغيرها"اهـ.
وساق الشيخ عدة أحاديث دالة على قصد مخالفة الكفار والمشركين.
ثم تحدث الشيخ عن الأحزاب السياسية قائلاً: "ونتحدى أحداً عنده ذر من عقل أن يقول: إن القَدْر الأخير من الآية (كل حزب بما لديهم فرحون) لا ينطبق على المتحزبين للأحزاب الإسلامية والأحزاب السياسية.
لا يستطيع أحد عنده زر من عقلٍ أن يقول: إنهم ليسوا بفرحين بحزبهم بل كل حزب بما لديهم فرحون وإلا فلو لم يكونوا كذلك فَلِمَ لم يكونوا حزباً واحداً؟!
مزَّقوا الأمة وشابهوا المشركين وفرَّقوا الأمّة ودعوا إلى التحزب الذي يؤدي إلى البغضاء والتنافس في أمر سوى أمر الآخرة ثم تأتي مصلحة الدعوة كأنها صنم يُعبد من دون الله لكي يُتنازل عن كل ثوابت الدِّين حتى الثوابت العَقَدِّة! بحجة أنّ ذلك لمصلحة الدعوة ولإقامة الدِّين! وهذا كله كذب على الدِّين وافتراء على الشريعة!"اهـ.
وقال الشيخ: "
لعبةٌ قذرة يُشِيعُهَا هؤلاء الآن في هذه الأمّة المرحومة؛ لأنهم يمررون الباطل على أنه الحق الصُّراح! وما هو إلا مُخ الباطل كُسي بِلِحَاء الحق بدعاوى فارغة ولاحق فيه"اهـ.
وأخيراً أختم بقول الشيخ: "أيها الناس إنَّ الأمر أوضح من الشمس في رائعة الضحى"اهـ.

واجهة التفريغ:


[لتحميل التفريغ بصيغة PDF_ عدد 14 ورقة_جاهز للطباعة والنشر]

اضغط هنــــــا.
أو
اضغط هنــــــا.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 Jul 2011, 04:43 PM
أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: مصر
المشاركات: 147
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد
افتراضي

للقراءة المباشرة [التفريغ]:

إن الحمدَ لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مُضلّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:70].
أمّا بعدُ؛ فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم-، وشرّ الأمور محدثاتها وكلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة وكلَّ ضلالة في النار.
أمّا بعدُ:
ففي الصحيحين من رواية أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- قال: (يتعاقبون فيكم ملائكةٌ بالليل وملائكةٌ بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يَعْرُج الذين باتوا فيكم؛ فيسألهم ربهم -وهو أعلم بهم- كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون).
وفي الصحيحين من رواية جرير بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: كنّا جلوساً عند رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- إذ نظر إلى القمر ليلة البدر؛ فقال: (أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تُضامُون -من الضَّيْم وهو الظلم أي لا يظلم بعضكم بعضاً في رؤيته تعالى- لا تُضامُون -وفي رواية لا تَضامُّون من الضَّم أي لا ينضم بعضكم إلى بعض لتحقيق الرؤية- لا تُضامُون في رؤيته، أي إن استطعتم ألا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، يعني العصر والفجر ثم قرأ جريرٌ: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا﴾ [طه:130].
ورؤية الله -تبارك وتعالى- في الآخرة التي ذكرها النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في هذا الحديث حقٌ على حقيقتها، نسأل الله -تبارك وتعالى- أنْ يمتعنا بلذة النظر إلى وجهه في الجنة.
والنبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في هذا الحديث إنما شبّه الرؤية بالرؤية ولم يُشَبِّه المرئي بالمرئي -وحاشاه- وذكر وضوح الرؤية؛ يرى الناس القمر ليلة البدر ليس دونه سحابٌ ولا حِجابٌ ولا ضبابٌ، لا يُضامُون في رؤيته ولا يتضامُّون لرؤيته لوضوح الرؤيا.
فشبّه الرسول -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي -تعالى ربنا وتقدّس أنْ يُشبه شيئاً من خلقه أو يشبهه شيء من خلقه-.
فإن استطعتم ألا تُغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس وقبل غروبها -يعني العصر والفجر- وجعل ذلك سبباً لرؤية الله -تبارك وتعالى-.
وكما في الحديث الذي قبله من رواية أبي هريرة -رضي الله عنه- في عرض الأعمال على الله -تبارك وتعالى- غُدْوَةً وعَشِياً.
وأخرج الإمام أحمد والإمام مسلم عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قام فينا رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بخمس كلمات؛ فقال: (إن الله -عزّ وجلّ- لا ينام ولا ينبغي له أنْ ينام، يخفض القِسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حِجابه النور -وفي روايةٍ أبي بكرٍ، النارُ- لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه).
وفي هذا الحديث صفةٌ منفيةٌ عن الله -جلّ وعلا- كما نفاها الله -تبارك وتعالى- عن نفسه في كتابه المجيد: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام.
وصفات السلبية المنفية، نؤمن بما نفاه الله -تبارك وتعالى- عن نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه -صلّى الله عليه وآله وسلّم- مع اعتقاد ثبوت كمال ضده؛ فنفي النوم عن الله -جلّ وعلا- لكمال حياته ولكمال قيوميته على خلقه وهو الحي القيوم، فلكمال قيوميته إذ هو قائمٌ بنفسه، قائمٌ بمصالح خلقه لا ينبغي له أن ينام، كما قال النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم-: (إن الله -عزّ وجلّ- لا ينام ولا ينبغي له أن ينام).
وفي الحديث: (يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل)؛ فالأعمال تُعرض على الله -عز وجل- عرضاً عاماً كل يوم بُكْرَةً وعَشِيَّاً كما في حديث أبي هريرة وكما في حديث أبي موسى -رضي الله عنهم- وتُعرض الأعمال عرضاً خاصاً كل اثنين وخميس، وتُعرض أعمال السنة في شعبان، وكان النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- يُحب أنْ يُرفع عمله وهو صائمٌ.
خرّج الإمام أحمد والنَّسائي بإسناد صحيح عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- يصوم الأيام يَسْرُد حتى نقول لا يُفطر، ويُفطر الأيام حتى لا يكاد يصوم إلا يومين من الجمعة إنْ كانا في صيامه وإلا صامهما، ولم يكن يصوم من الشهور ما يصوم من شعبان.
قال أسامة -رضي الله عنه- فقلتُ: يا رسول الله إنك تصوم لا تكاد تُفطر، وتُفطر حتى لا تكاد تصوم إلا يومين إنْ دخلا في صيامكَ وإلا صمتهما، قال: أي يومين؟ قلتُ: يوم الاثنين ويوم الخميس، قال: ذلك يومان تُعرض فيهما الأعمال على ربّ العالمين وأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم. قلتُ: -رضي الله تبارك وتعالى عنه- ولم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان، قال ذاك شهرٌ يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين -عزّ وجلّ-؛ فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم.
وأخرج مسلمٌ في صحيحه من رواية أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم-: (تُفتح أبوابُ الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس؛ فيُغفر لكل عبد لا يُشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شَحْنَاءُ، يقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا).
فالعَرْضُ عامٌ كلَ يومٍ بُكْرَةً وعَشِيَّاً، وخاصٌ كل اثنين وخميس، وأخصُّ في شعبانَ؛ وكان النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- يحب أن يُرفع عمله وهو صائم.
أخرج النِّسائي وابن ماجة عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: ما رأيتُ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- يصوم شهرين متتابعين إلا أنه كان يصل شعبان برمضان. وهذا حديثٌ صحيحٌ.
وأخرج النَّسائي بإسناد صحيح عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لقد كانت إحدانا تُفطر في رمضان -تعني من العُذْرِ- فما تقدر على أن تقضي حتى يدخل شعبان، وما كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يصوم في شهر ما يصوم في شعبان، كان يصومه كله إلا قليلاً بل كان يصومه كله.
هذا كلامها -رضي الله تبارك وتعالى عنها- تقول: كان يصومه كله إلا قليلاً ثم أَضْرَبَتْ عمّا ذكرت، فقالت -رضي الله عنها- بل كان يصومه كله.
وأخرج النَّسائي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لا أعلم رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليلةً حتى الصباح ولا صام شهراً كاملاً قطُّ غيرَ رمضان. وهذا إسناد صحيح.
وأخرج النِّسائي وابن ماجة من رواية جُبير بن نُفير -رضي الله عنه- أنّ رجلاً سأل عائشة -رضي الله عنها- عن الصيام، فقالت: إنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يصوم شعبان كله ويتحرّى صيام الاثنين والخميس. وهذا حديث صحيح.
الروايات عن عائشة -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- كان يصوم شعبان إلا قليلاً وأنه -صلّى الله عليه وآله وسلّم- كان يصوم شعبان كله، ولا بأس فلعله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- كان في سنةٍ يصومه كله، فأخبرت بعلمها عنه، وربما لم يصم منه يوماً أو أياماً، فأخبرت بعلمها عنه، فتتسق الروايات كلها مع رواية أم سلمة التي لم يأتِ تردد عندها ولا اختلاف في روايتها أنه كان يصوم شعبان كله بل ذكرت أنه كان يصله برمضان -صلّى الله وسلّم وبارك عليه-.
فما هي العِلة التي أدت إلى هذا الاهتمام بهذا الشهر الواقع بين رجب ورمضان؟
سبب ذلك رفع الأعمال فيه كما قال الرسول -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وهو يحب أنْ يُرفع عمله وهو صائم، وهو شهر يَغْفُل الناس عنه بين رجب ورمضان، والعبادة في الغفلة لها أجرٌ ليس للعبادة في أيام لا غفلة فيها؛ لأن التفرّد بذّكر الله -ربّ العالمين- في وقت لا يُوجد فيه ذاكرٌ له -تعالى- إلا القليلُ فيه له أجر عظيم، لذلك فُضل الذّكر في الأسواق وفُضلت العبادة في جوف الليل الآخِر، وقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- كما في صحيح مسلم: (العبادةُ في الهَرْجِ كالهجرة إليّ).
والهَرْجُ: القَتْلُ كما فسّره الرسول -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في رواية وهو الفتن التي هي مقدمات القتل.
فالعبادة في وقت الغفلة لها من الأجر والثواب ما ليس للعبادة في غير وقت الغفلة.
فالنبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- تحرّى الصيام في شعبان لهذه الأمور كلها ومنها أنه شهر يَغْفُل عنه كثير من الناس بين رجب وهو من الأشهر الحرم ورمضان وهو شهر الأمة شهر الصيام والقرآن فيقع شعبان بينهما فَيغفل عنه كثير من الناس فخصه الرسول -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بمزيد اهتمام.
وأيضاً لأن العبادة التي يتفرّد بها المرء ولا تكون للمجموع تكون شاقةً على النفوس ولذلك يخفُّ الصيام في رمضان على كثير من الناس لا يكاد الواحد منهم يتصور أنه يصوم في الأيام العادية دون رمضان يوماً أو يومين، فإذا دخل رمضان والناس كلهم في صيام خفّت الطاعة على النفوس وذهبت الوحشة وارتفعت المشقة، وأمّا حين الغفلة في شهر شعبان فيكون الصوم شاقاً على النفوس، ومعلومٌ أن الأجر على قدر المشقة.
ثم إنه كالمقدمة لشهر رمضان لكي تتمرن النفس على الإمساك على الطعام والشراب والشهوة حتى إذا دخل شهر رمضان خفَّ على النفس الصيام إذا لم يكن من عادة المسلم أن يصوم ما نَدَبَ إليه النبي الهمام -صلّى الله وسلّم وبارك عليه-.
فهذا ما يتعلق بصيام شعبان وما يتعلق بالحكمة من صيامه.
وأمّا ليلة النصف من شعبان؛ فإنّ العلماء اختلفوا في أحاديث فضل ليلة النصف، والأكثرون على تفضيلها وهو الحقُّ لثبوت بعض الأحاديث ولكن لا يلزم من ثبوت فضلها أنْ تُخصَّ بصلاة خاصة بهيئة خاصة لم يخصها الشارع الحكيم بها بل ذلك كله بدعة يجب اجتنابها؛ لأن الإنسان إذا خصَّ زماناً معيناً بعبادة معينة كان واقعاً في بدعة إضافية؛ لأن هذا التخصيص إذا لم يرد به الشرع كان مِن قبيل مَن فعله وليس من قبيل الشرع ولا أتى به نصٌ ولا أثرٌ.
والبدعة الإضافية لها شائبتان: شائبة تَمُتُّ إلى الشرع، فمعلومٌ أن الذكر وتلاوة القرآن من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الرحيم الرحمن، فهذه شائبة تَمُتُّ بسبب إلى الشرع ولكن المخالفة في واحد من ستة أمور -ينبغي أن تتوفر لكي يتحقق الاتباع- يؤدي إلى الوقوع في البدعة الإضافية:
إذا خالف في السبب أو خالف في الجِنس أو خالف في الكمية أو خالف في الكيفية أو خالف في الزمان أو خالف في المكان كان مبتدعاً بدعة إضافية.
فلابد أن يكون السبب مشروعاً؛ فإذا أتى بعبادة لا سبب لها مما شرع الشرع فإنه يكون مبتدعاً ولا يكون متبعاً.
وكذلك إذا كان جِنس العبادة غير مشروع؛ كمَن يضحي بفرس مثلاً وهذا مما لم يشرعه الشارع الحكيم؛ لأن الدِّين حدد لها جِنس الأضاحي، فإذا خالف إلى جِنس لم يحدده الشرع كان مبتدعاً.
وكذلك لابد من الموافقة في الكم، ولابد من الموافقة في الكيف، يصلي الظهر أربعاً؛ إن زاد أو نقص كانت العبادة باطلة ولا يكون متبعاً، ويقدِّم الركوع على السجود؛ فإذا قدَّم السجود على الركوع خالف في الكيفية التي وردت عن الشارع الحكيم وكانت العبادة باطلة.
وكذلك لابد من الموافقة في الزمان، ولابد من الموافقة في المكان؛ الناس إذا حجوا في غير أشهر الحج أو وقفوا بعرفة في غير يوم التاسع من ذي الحجة؛ فإنهم لا يكونون متبعين وتكون العبادة باطلة.
وكذلك إذا وقفوا بغير عرفة في يوم التاسع من الحجة؛ فإنهم لا يكونون متبعين وتكون العبادة باطلة.
فلابد من الموافقة في هذه الأمور الستة وهي السبب والجِنس والكم والكيف والزمان والمكان.
الآن يُؤتى إلى زمان لم يخصه الشرع بعبادة يحددها الشارع الحكيم؛ فيؤتى إلى ليلة النصف ولم يرد عن رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ولا عن أصحابه -رضوان الله عليهم- أنهم خصوا ليلة النصف بعبادة معينة، فإذا خُصَّت خُصَّ زمان بعينه بعبادة، والعبادة -نفسها- مخترعة؛ لأنهم يجتمعون في المساجد بعد صلاة المغرب من ليلة النصف ثم يأخذون في المتابعة في دعاء باطل لا يُقبل بحال أبداً، وهو مفتراً وهو كذبٌ على مَن نسبوه إليه، وهو أجلُّ وأعلى كعباً من أن يقع منه مثلُ ذلكَ، حاشا أصحاب الرسول -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أن يتورطوا في مثل هذه الأمور.
فهذا الذي يأتون به لحقته البدعة من وجهين: من خَصِّ زمان بعينه بعبادة بعينها لم يخص الشرع الزمان بعبادة لهذه ولا لغيرها؛ فدخلت البدعة على هذا العمل من هذين الوجهين.
مع ثبوت فضل ليلة النصف من شعبان، لا يلزم من ثبوت فضلها أن تُخترع فيها عبادة، ولا أن يُتقرب فيها إلى الله -جلّ وعلا- بما لم يشرعه الله في كتابه ولا على لسان نبيه -صلّى الله عليه وآله وسلّم-.
من الأوهام الشائعة أن الآجال والأرزاق تُقدر في ليلة النصف من شعبان؛ فيجتمع الناس في المساجد بعد صلاة المغرب لقراءة الدعاء المكذوب المفترى وتلاوة القرآن والدعاء.
وهذا الاجتماع مُحْدَث والليلة التي يُفرق فيها كل أمر حكيم هي ليلة القدر لا ليلة النصف؛ لأن الشائع عند العوام بل عند جماهير المسلمين أنَّ الآجال إنما تُستنسخ من اللوح المحفوظ في ليلة النصف من شعبان ولهم فيها أوهام معروفة وأباطيل في الكتب مذكورة.
وكل ذلك وهم واهمين، وكل ذلك افتراء مفترين، وما ثبت شيءٌ من ذلك قط بل الذي ثبت ضده ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان:3-4].
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ): ضمير النصب يعود على القرآن المجيد، (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ): أي أنزلنا القرآن المجيد في ليلة مباركة، هذه الليلة المباركة نَصَّ عليها القرآن المجيد؛ فقال ربنا -جلَّ وعلا-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [القدر:1]، وليلة القدر في رمضان ليست في شعبان! فهذا الادعاء بأنه في ليلة النصف من شعبان يُفرق كل أمر حكيم هذا كله كذب وافتراء بنص القرآن المجيد.
﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان:3-4]
أي في تلك الليلة التي أُنزل فيها القرآن، والليلة التي أُنزل فيها القرآن هي ليلة القدر من رمضان.
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ): أي القرآن المجيد في ليلة القدر.
وفي ليلة القدر التي هي في رمضان لا في شعبان يُستنسخ القَدَرُ الحَوْلِي، التقدير الحَوْلِي يُستنسخ في ليلة القدر من اللوح المحفوظ، وفيه ما يكون من ليلة القدر إلى ليلة القدر في العام بعده؛ فيها مَن يموت في تلك السَّنة ومَن يُولد ومَن يغتني ومَن يفتقر ومَن يمرض ومَن يَصِحُّ ومَن يُعز ومَن يُذل ومَن يُرفع ومَن يُخفض ومَن يحج ومَن يعتمر، نسخة كاملة للعام في التقدير الحَوْلِي في ليلة القدر تُستنسخ من اللوح المحفوظ.
أمّا ليلة النصف من شعبان فلا شأن لها بذلك كله، ومع ذلك فقد ورد عن جماعة من الصحابة -رضي الله عنهم- من طرق مختلفة يَشُدُّ بعضها بعضاً، وهم معاذ وأبو ثعلبة الخشني وعبدالله بن عمرو وأبو موسى الأشعري وأبو هريرة وأبو بكر الصِّديق وعوف بن مالك وعائشة -رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين- ورد عنهم الحديث: (يطَّلع الله -تبارك وتعالى- إلى خلقه ليلة النصف من شعبان؛ فيغفر لجميع خلقه إلا لمشركٍ أو مُشاحِن).
حديث عائشة -رضي الله تبارك وتعالى عنها- الذي أخرجه الترمذي وابن ماجة وأحمد واللالكائي، ورجاله ثقات لكنَّ حجاج بن أرطأة مدلس وقد عنعنه، وقد قال الترمذي: سمعتُ محمداً -يعني البخاري -رحمه الله- يُضَعِّفُ هذا الحديث، حديث عائشة عن النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم-: (إن الله -تعالى- ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا؛ فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب).
وكلبُ: قبيلة كانت كثيرة الأغنام؛ فيقول رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم-: (فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب).
الحديث في فضل ليلة النصف من شعبان صحيح بمجموع طرقه، والصحة تثبت بأقل مما ورد من الطرق عدداً ما دامت سالمةً من الضعف الشديد كما هو معلومٌ عند المشتغلين بعلم الحديث.
وما نقله القاسمي -رحمه الله- عن أهل التعديل والتجريح أنه ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث يصح فليس مما ينبغي الاعتماد عليه؛ ولئن كان أحد منهم أطلق مثل هذا القول؛ فإنما أُوتي من قبل التسرع وعدم بذل الجهد لتتبع الطرق كما قال العلامة الألباني -رحمه الله تعالى-.
ومع فضل ليلة النصف من شعبان، فليس لها عبادة تُخص بها من قِبَل الشارع الحكيم، ولكنّ النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لمّا قيد المغفرة بأمرين عظيمين دلنا على وجوب الأخذ بتحقيق البراءة منهما حتى يتعرض المرء لمغفرة الله -ربّ العالمين- له؛ فيغفر لجميع أهل الأرض إلا لمشركٍ أو مُشاحِن.
فدلَّ على وجوب البراءة من الشرك ظاهراً وباطناً، وعلى وجوب التخلص من الشَّحْنَاء ظاهراً وباطناً؛ لأن المشرك يحبط عمله فكيف يُغفر له ذنبه والله -جلّ وعلا- لا يغفر الشرك أبداً ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ [النساء:48].
وعليه ففي ليلة النصف من شعبان عبادتان عظيمتان، يُراقب العبد في تلك الليلة المباركة قلبه لكي يتأكد من براءته وخلوصه من الشرك، ويراقب لفظه وجوارحه ليتأكد من خلوصه من الشرك، ويراقب قلبه أن ينطوي على الحِقد والغِلِّ والحسد والبغضاء والشَّحْنَاء ، لا يُغفر لأهل الشَّحْنَاء مع عموم المغفرة كما أنه لا يُغفر لأهل الشرك، وتأمل كيف جمع بينهما رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- إلا لمشرك أو مُشاحِن فقرنهما معا لا يُغفر لهما حتى يتوبا من شركهما ومن شحنائهما.
فالعبادة التي تتوجب في ليلة النصف من شعبان أعظم بكثير من القيام وتلاوة الأذكار المخترعة؛ إنما هي مراقبة القلب لتحقيق التوحيد، إقامة دين الله -تبارك وتعالى- على وجهه كما جاء به رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم-.
مراقبة القلب للتأكد من خلوصه من غِلِّه وحِقده وبغضائه وشحنائه وحسده ودَغَلِه؛ فإن هؤلاء من الله بمبعدة.
يغفر الله -جلَّ وعلا- لعموم أهل الأرض إلا لمشرك أو مُشاحِن، فهذه هي العبادة فاجتهد في تحقيقها في ليلة النصف.
أفضل العبادة: سلامة الصدر وسخاوة النفس والنصيحة للأمة، وبهذه الخِصال بلغ مَن بلغ لا بكثرة الاجتهاد في الصيام والصلاة.
أعظم العبادة وأفضل الأعمال: سلامة الصدر وسخاوة النفس والنصيحة للأمة، وبهذه الخِصال بلغ مَن بلغ لا بالاجتهاد في كثرة الصيام والصلاة.
وأمّا يومُ النصف من شعبان فهو من جملة أيام البِيض المندوب إلى صيامها من كل شهر؛ وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر شريطة ألا يقصد تعبداً ذلك اليوم بالصيام ممن ليس من عادته أن يصوم البِيض وإلا فإنه داخلٌ في البدعة الإضافية كما مرَّ.
ليس من عادته أن يصوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري؛ فإذا جاء النصف من شعبان صامه وخصَّه بالصيام، والشرع لم يخصُّه بذلك ولكن هو واقعٌ في جملة الأيام البِيض الغُرِّ التي ندب الرسول -صلّى الله عليه وآله وسلّم- إلى صيامها، فمن أتى به في ضمن ذلك فقد أحسن لا لفضيلة خصَّه الشرع بها ولكن لأنه امتثل ما ندب إليه رسول الله في صيام الثلاثة أيام البِيض الغُرِّ من كل شهر.
إنَّ الله -تبارك وتعالى- أكرم هذه الأمّة؛ فأكمل لها الدِّين وحفظ كتابها من التحريف ومن التصحيف ومن التغيير والتبديل ومن الزيادة والنقصان وأكرم الله -جلّ وعلا- هذه الأمّة بنبيها الخاتم.
امتنَّ على الأمّة ببعثته بل على الناس أجمعين -صلّى الله وسلّم وبارك عليه- وأتمَّ اللهُ -جلّ وعلا- عليه وعلى الأمّة النِّعمة، فأدَّى الرسول -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الأمانة، وبلّغ الرسالة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين.
وهذه الأمّة أمّة متميزة؛ لأنها متبوعة وليست بتابعة، فهذه الأمّة أمّة متبوعة وليست بتابعة، وقد أغناها الله بعقيدتها وبشريعتها عن التشبه بغيرها.
أخرج الإمام أحمد وغيره بسند صحيح عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم-: (بُعثتُ بين يدي الساعة بالسيف حتى يُعبد الله وحده لا شريك له، وجُعل رزقي تحت ظل رمحي، وجُعل الذِّلة والصَّغَار على مَن خالف أمري، ومَن تشبه بقومٍ فهو منهم).
ومَن تشبه بقوم فهو منهم، هذه أمّة متبوعة وليست بأمّة تابعة، أغناها الله -رب العالمين- بدينها، بعقيدتها وشريعتها عن أنْ تتشبه بغيرها من الأمم فضلاً عن أنْ تَتَّبِع الأمم من كافرة ومُلحدة حَذْوَ القُذَّة بالقُذَّة، أغناها الله-رب العالمين- عن ذلك كله.
قال ربنا -جلّ وعلا- ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [الحديد:16].
فنهى عن مُطلق المشابهة للأمم السابقة ولجميع أهل الأرض ممن ليس على الحق.
وقال -جلّ وعلا- :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الحديد:16].
(لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا)، هذه كلمة؛ إن اليهود كانوا يقولون راعنا لياً بألسنتهم وطعناً في الدِّين، وهي من الرُّعونة -يقصد ذلك اليهود-، لا من الرِّعاية كما يقصد الأصحاب -رضي الله عنهم-.
فلمّا وقعت المشابهة وتمت الموافاة بين راعنا وراعنا -لفظاً لا معنى- نهاهم الله -رب العالمين- عنها، (وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا)، لا تقولوا: راعنا كما يقول اليهود، (وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا).
ينهى عن المشابهة، والنبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- يحذرنا من ذلك وينذرنا من أن نتورط في (مَن تشبه بقوم فهو منهم).
نسأل الله -رب العالمين- أن يحقق لنا ديننا وأن يرزقنا الإخلاص واليقين وأن يُحسن خِتامنا أجمعين، وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
(الخطبة الثانية)
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو يتولّى الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدِّين.
أمّا بعدُ:
فعند أبي داود بإسنادٍ صحيحٍ من رواية أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار في أمر الأذان لمّا أهمّ أمر الأذان رسولَ الله -صلّى الله عليه وسلّم- قبل أن يرَ الصحابي الرؤيا الصادقة ويعتمدها رسول الله، فأهمّ النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أمرُ جمع المسلمين إلى الصلوات المفروضة؛ فذُكر للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- القُمع -يعني الشَّبُور وهو البُوق- فقال: هو من أمر اليهود، فكرهه فذُكر له النَّاقوس؛ فقال هو من أمر النصارى، حتى رأى عبدالله بن زيد بن عبدربه رؤياه -رضي الله تبارك وتعالى عنه-.
الأذان لنا، الشَّبُور لغيرنا، النَّاقوس ليس لنا، أمّة متميزة، بذا قضى ربنا وبذا جاء نبينا -صلّى الله عليه وآله وسلّم- تذوب فيها الأمم ولا تذوب هي في الأمم، متبوعة لا تابعة.
عند مسلم من رواية عمرو بن عَبَسَة -رضي الله عنه- نهي النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- عن الصلاة حين تطلع الشمس وحين تغرب وعلل ذلك بقوله: لأنها تطلع وتغرب بين قرني شيطان وحينئذٍ يسجد لها لكفار، فنهى عن مشابهة الكفار.
وعند مسلم من رواية جُندبٍ يرفعه: (ألا وإنَّ مَن كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، وكذا يتخذون قبور صالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك).
فنهى عن المشابهة، وسدَّ الذريعة إلى الشرك والكفر وعبادة القبور.
وعند أبي داود بإسناد صحيح عن شَدَّاد بن أَوْس -رضي الله عنه- يرفعه: (خالفوا اليهود؛ فإنهم لا يصلون في نِعالهم ولا في خِفافهم) خالفوا اليهود.
وأخرج أحمد والحاكم بإسناد صحيح عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: (نهي النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أن يجلس الرجل في الصلاة معتمداً على يده اليسرى، وقال: إنها صلاةُ اليهود).
وفي رواية: (إنما هذه جِلسة الذين يُعذبون)؛ فلا تتشبهوا بهم، لا بالذين يُعذبون ولا باليهود.
وقال -صلّى الله عليه وآله وسلّم-: (اللَّحْدُ لنا والشَّقُّ لغيرنا) حتى بعد الوفاة حتى في القبور، نتميز حتى في القبور، نتميز في الدفن في القبور.
يا ليتَ قومي يعلمون حقيقة دين النبي الأمين -صلّى الله عليه وآله وسلّم-.
يقول -صلّى الله عليه وسلّم-: (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلةُ السَّحَر).
ويقول -صلّى الله عليه وآله وسلّم-: (لئن عشتُ إلى قابل لأصومنَّ التاسع)، وذلك لمّا صام عاشوراء وكانت اليهود تصومه؛ فأراد مخالفة اليهود -صلّى الله وسلّم وبارك عليه- ما زال يخالفهم في كل شيء حتى قالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع لنا أمراً إلا خالفنا فيه.
نعم هو متبوعٌ لا تابعٌ، اتبعوه تُفلحوا-صلّى الله وسلّم وبارك عليه-.
نهى عن الذَّبح بالسِّن والظُّفُر، وعلل ذلك بقوله: فأمّا السِّن فعظمٌ وأمّا الظُّفُر فَمُدَى الحبشة.
وقال -صلّى الله عليه وآله وسلّم-: (إياكم وَلَبُوسَ الرهبان؛ فإنه مَن تزيا بهم أو تشبه فليس مني -صلّى الله وسلّم وبارك عليه-).
وقال -صلّى الله وسلّم وبارك عليه-: (خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى -وفي رواية أرخوا اللحى-).
هذا يتناقض مع قول الضُلال الذين يقولون: جمهور علماء الأمّة على تحديد اللحية -جمهوري، جمهوري هو!- وأمّا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيقول: (أرخوا، وفِّروا).
يقول -صلّى الله عليه وآله وسلّم- حتى في السلام -: (لا تُسَلِّمُوا تسليم اليهود؛ فإنّ تسليمهم بالرءوس والأكُف والإشارة) لا تُسَلِّمُوا تسليم اليهود.
وعن الشَّريد بن سُوَيْد قال: مرَّ بي رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وأنا جالسٌ هكذا وقد وضعتُ يدي اليسرى خلف ظهري واتَّكَأْتُ على ألية يدي -لم يكن في صلاة وإنما مرَّ به في جلسة عادية وقد جعل يده اليسرى خلف ظهره واتَّكَأ على ألية يده اليسري- فقال: (أتقعدُ قِعْدَة المغضوب عليهم؟!).
وهو حديث صحيح، أخرجه أحمد وابن ماجه وأخرجه أبو داود والحاكم.
وهذا سوى الحديث الذي مرَّ عن النهي عن الاعتماد على اليد اليسرى في الصلاة، وقال إنها صلاة اليهود أو هي جِلسة المُعذَّبين وأمّا هنا فهي قِعدة المغضوب عليهم.
حتى في جِلسة المرء العادية، كلُّ ذلك يتتبعه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بدءاً مما هو أعلى من ذلك مما لا يصل إليه الوهم، يقول: (نظفوا أفنيتكم) نظفوا أفنيتكم وفي حكمها اليوم ما أمام البيوت من الشوارع وغيرها، (نظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود تجمع الأكْبَاء في دُورِها) وهو حديث حسن.
إلى غير ذلك من النصوص التي تدل على تميز هذه الأمّة بشخصيتها المتفردة المتميزة، هي أمّةُ التوحيد وأمّةُ الاتباع فهي قائدةٌ لا مَقُودَة، ومتبوعة لا تابعة، هي أمّةُ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم-.
وقد حقق الله -تبارك وتعالى- لها التميز في كل شيء، لمّا هاجر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة استمر في الاتجاه في صلاته نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً -كما في رواية البخاري على التردد- وفي منتصف رجب سنة اثنتين للهجرة أمره الله -رب العالمين- بالتحول في صلاته إلى الكعبة قِبلة إبراهيم وإسماعيل.
والقول بأن تحويل القِبلة كان في منتصف رجب هو قول الجمهور وبه جزموا، وذهب ابن المُسَيِّبِ إلى أن تحويل القِبلة كان قبل بَدْرٍ بشهرين فيكون تحويل القِبلة في السابع عشر من رجب سنة اثنتين.
على كل حال، تحويل القِبلة لنا دلالته وعلامته، نحن أمّة متميزة ربها واحد ونبيها واحد وكتابها واحد وقِبلتها واحدة وهدفها واحد، إقامة دين الله في أرض الله على خلق الله، تعبيد الخلق للخلاق العظيم، هذا هدفها تعبد ربها وتُعَبِّد الخلق له -جلّ وعلا- وهي متميزة في هذا كله.
نهانا ربنا -تبارك وتعالى- عن مشابهة المشركين، وقال -جلّ وعلا- : ﴿مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [الروم:32].
ونتحدى أحداً عنده ذر من عقل أن يقول: إن القَدْر الأخير من الآية (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) لا ينطبق على المتحزبين للأحزاب الإسلامية والأحزاب السياسية.
لا يستطيع أحد عنده زر من عقلٍ أن يقول: إنهم ليسوا بفرحين بحزبهم بل (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) وإلا فلو لم يكونوا كذلك فَلِمَ لم يكونوا حزباً واحداً؟!
مزَّقوا الأمة وشابهوا المشركين وفرَّقوا الأمّة ودعوا إلى التحزب الذي يؤدي إلى البغضاء والتنافس في أمر سوى أمر الآخرة.
ثم تأتي مصلحة الدعوة كأنها صنم يُعبد من دون الله لكي يُتنازل عن كل ثوابت الدِّين حتى الثوابت العَقَدِّة! بحجة أنّ ذلك لمصلحة الدعوة ولإقامة الدِّين! وهذا كله كذب على الدِّين وافتراء على الشريعة! (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ).
ومعلومٌ أنَّ النجاة في اتباع ما كان عليه أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ومَن تبعهم بإحسان، هل حزَّبوا الأمّة؟! مِن أين أتت فكرة الأحزاب؟! من فرعون قديماً ومن الديمقراطية حديثاً.
هذا مُخترع حادث، يقولون: بتداول السلطة وبسيادة القانون، وهذا كله إنما هو من إفرازات الديمقراطية.
أين الأحزاب في كتاب الله؟! هو حزبٌ واحد، حزبُ الله؛ أي هو اتباع أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في فهمهم لكتاب الله وسنّة رسول الله.
هؤلاء هم الناجون (مَن كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)، وكل حزب سواه فهو حزب الشيطان، كل الأحزاب سواه حزب الشيطان.
فالقسمة ثنائية وهو لا يقبل تعدداً وإلا لو كانوا جميعاً على صواب ولم يكونوا متحزبين (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)، فَلِمَ لم يجتمعوا جميعاً في حزب واحد؟! لتكون الأمّة كلها على منهاج النبوة، لِمَ؟!
لأن لكلٍ برنامجه، ولكلٍ سياسته، وهم متخالفون، متخالفون في العقيدة! في العقيدة! متخالفون في الأصول، في الثوابت، وما فوق ذلك فحدِّث عن الخلاف فيه ولا حرج!
لعبةٌ قذرة يُشِيعُهَا هؤلاء الآن في هذه الأمّة المرحومة؛ لأنهم يمررون الباطل على أنه الحق الصُّراح! وما هو إلا مُخ الباطل كُسي بِلِحَاء الحق بدعاوى فارغة ولاحق فيه.
ويجرون عادين من مشارق الأرض إلى مغاربها يدعون إلى التحزب، حزبنا هو الحزب فانتمِ إليه، إذا كان إسلامياً هو الذي يُقيم الشرع وما سواه من الأحزاب الإسلامية لا يُقيم الشرع! إذاً هو يدعو إلى الطاغوت! والآخرون يقولون عنكم مثل ما تقولون عنهم.
أيها الناس إنَّ الأمر أوضح من الشمس في رائعة الضحى، أفيقوا.
ولقد كنّا قديماً عندما نقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) ﴾ [الأنعام:159].
هذه الأحزاب الإسلامية، هذه الجماعات والفِرَق كلها من عمل الشيطان وليست من دين الله في قَبِيلٍ ولا دَبِير.
كنّا نقول: إياكم والفوضى، احذروا الانزلاق إلى حَمَّاتها لا تكونوا كالذباب إذا رأى العسل قال: مَن يُوَصِّلُنِي إليه وله درهمان وإذا وصل إليه فغرق فيه قال: مَن يخرجني منه وله أربعة!
الآن يقولون: مَن يخرجنا منه وله أربعة! أيها الذباب!!
أفيقوا -يرحمكم الله- عندما كنّا نقول: احذروا الفوضى اصبروا، اصبروا حتى يستريح بَرّ أو يُستراح من فاجر ما كنّا نعلم الغيب وما كانت من نبوءة؛ وإنما هي نصوص الشرع ومنهج السلف ومنهاج النبوة وقول الأئمة.
نظرنا إلى حال الإمام أحمد لمّا أتى إليه فقهاء بغداد يؤامرونه على الخروج على الواثق وكان يأتي بأعمال كفرية: يقتل العلماء الذين يقولون: القرآن كلام الله ورؤية الله في الآخرة ثابتة، كان يقتلهم بيده كما فعل مع أحمد بن نصر ويُسجن مَن يُسجن حتى يموت في سجنه كالبُوَيْطِيّ الإمام -رحمه الله- وكأبي نُعَيْم -رحمه الله-.
والإمام أحمد محددة إقامته ممنوع من التحديث والتعليم، ولا يرقى منبراً ولا يجلس في مسجد للتعليم ولا في مكتب لتعليم القرآن المجيد أحدٌ إلا مَن قال: القرآن مخلوق وقال بقول الجهم بن صفوان، هذا ضلالٌ مبين يحمل الأمّة عليه بحد السيف ووقع السَّوط أعظم ما يكون الدعاء إلى البدعة.
فجاء الفقهاء إلى الإمام يؤامرونه في الخروج على الواثق، وقد أصاب الإمام -رحمة الله عليه- من الأذى ما أصابه، ضُرب ضرباً قال الطبيب المُعالج: رأيتُ مَن ضُرب ألف سوط، فلم أرَ أحداً ضُرب كهذا الضرب وأُغشي عليه، طُرحت عليه بارِيَّة ثم دِيس بالأقدام من الجلود ذهاباً وإياباً وحُمل إلى سجنه وهو صائم وأُوذي بعد ذلك ما أُوذي.
وكان المأمون عندما أرسل إلى واليه على بغداد يأمره أن يُسَيِّر إليه أحمد بن حنبل كما في تاريخ الطبري: أرسلْ إلي ذلك الجاهل!
أحمد بن حنبل أُوذي لم ينتصر لنفسه لم يقل لي تار عند الدولة؛ حبستني وضربتني ومنعتني من التعليم ومن التحديث وشوهت صورتي، لم يفعل لأنه كان سوي النفس.
أمّا المشوهون باطناً؛ فهؤلاء قومٌ لا يُلتفت إليهم، هؤلاء كالذباب يُصَفُّون حسابات، أمّا أحمد فقال للفقهاء: لا اتقوا الله إنها الفتنة، قالوا: يا أبا عبدالله وأي فتنة هي أكبر مما نحن فيه؟! قال: الفتنة العامة؛ تُقطع السُّبل، تُهدَّم الدُّور، تُنتهك الأعراض، تُسلب الأموال، تُغلّق المساجد، يضيع الدِّين هي الفتنة العامة فما زال يقول لهم: اتقوا الله واصبروا يسلم لكم دينكم، الصبر على هذا ويسلم لك دينك خير من هذا الذي تريد، ما زال بهم حتى تبعوا رأيه.
ولم يلبث الواثق إلا يسيراً حتى مات وجاء الله بالمُتوكِّل -رحمه الله- فنصر السنّة ورفع المحنة وانقمع الجهمية والمعتزلة والمبتدعة فدخلوا أقماع السمسم وأعز الله دينه.
كنّا نقول للناس: اتقوا الله لا تدخلوا الأمّة في الفوضى، لا تحركوا القاعدة الشعبية؛ فالناس يُعانون من الفقر والظلم والحاجة فلا تضعوهم على المِحَكِّ بقولكم: هذا من الدِّين يأمر به الكِتاب وتأمر به السنّة وهو فعل الأئمة وكذبوا على الله ورسوله.
ونقول: لا تحركوا القاعدة الشعبية ولا تقلقلوها؛ فإن العوام إذا خرجوا لا يمكن أن ينقلعوا، اتقوا الله لا تضيعوا الدِّين لا تضيعوا الأرض.
واليوم كل يطمع في جزء منها لتكون له ديناً وصراطاً غير مستقيم، ولمّا كنّا نقول لهم ذلك كانوا يقولون: يدافع عن الظلم يدافع عن الفساد -وحاشا لله-.
ويعلم الله الذي رفع السماء بلا عَمَدٍ ما بنا من دفاع عن ظلم مهما صَغُر ولا عن فسادٍ مهما دَقَّ وإنما هي حرب الظلم وحرب الفساد بمنهاج النبوة، بمنهج الأنبياء، بمنهج السلف، بقال الله، قال رسوله، قال الصحابة، لا بالأهواء ولا بردود الأفعال ولا بتخليص التَّارات.
وما أكثر ما قلتُ: اصبروا حتى يستريح بَرٌّ ويُستراح من فاجر، كذا قال إمامنا العظيم إمام أهل السنّة الإمام أحمد، فلم يلبثوا إلا يسيراً؛ فأذهب الله الواثق مع استقرار الأمّة مع استقرار الدولة مع حفظ هيبتها داخلياً وخارجياً، مع انقماع الأطماع في مكامنها، وجاء الله بالمُتوكِّل، جاء بالفرج ولكنكم قومٌ تستعجلون، فإلى الله المُشتكى وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

وفرغه/
أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد المصري
19مِن شعبان 1432هـ، الموافق 20/7/2011م.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 Aug 2011, 02:08 AM
أبو عبد الله محمّد الذّهبي أبو عبد الله محمّد الذّهبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: الجزائر - البليدة - موزاية
المشاركات: 183
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الله محمّد الذّهبي
افتراضي

جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا ................ وَحَفِظَ اللهُ شَيْخَنَا وَسَدَّدَ خُطَاهُ
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 31 Aug 2011, 05:32 AM
أبو عبد الأعلى كمال المصرى أبو عبد الأعلى كمال المصرى غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: مصر حفظها الله
المشاركات: 87
افتراضي

احسن الله اليكم اخى الحبيب حمدى
رجاء اخى تنقل كل تفريغات الشيخ رسلان الى هنا بارك الله فيك
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013