تعليق وجمع وترتيب: أم وحيد بهية صابرين
(هداني الله وسدّدني إلى طريق مستقيم)
ولأهميّة الموضوع الذي سوف أطرحه،بإذن الله، ويتعلّق بمسألة عقديّة مهمّة، قمتُ بجمع بعض المعلومات، أسعى بذلك، إن شاء الله، إلى إيصال الفوائد للقرّاء، وتعليمهم، أمور، قد يضطرب أناس في فهم معناها. لقلّة الفقه فيها. ما يضطرّنا إلى توجيههم إلى تفسيرات وشروح علماء السُّنَّة.
فمثلاً، اليوم مررتُ على تغريدة لشيخنا الفاضل محمد بن غالب العمري (أعزّه الله بالسُّنّة وثبّته عليها)، قال فيها:
"تأمل الآية في المنع من الهداية. قال تعالى ( وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ).
الهداية نعمة من الله عظيمة، سواء هداية الدلالة أو هداية التوفيق والتي بها النجاة والسعادة.
فاللّهم اهدنا لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك إنّك تهدي مَن تشاء إلى صراط مستقيم".
وبصوت الشيخ يشرح الفرق بين الهدايتين: هداية الدّلالة وهداية التّوفيق.
والقصد من إضافة الموضوع: هو تعريف النّاس بما ذكره الشيخ من أنواع الهداية. وهي النّقطة المهمّة التي ركّزتُ عليها في التّغريدة، والتي قد يجهل الكثير، الفرق فيها بين هداية الدّلالة و هداية التّوفيق.
فأحببتُ أن أحيل الشّرح والتّفسير، والتّفصيل في المسألة إلى علماء الميدان، علماء السُّنّة والعقيدة الصّحيحة.
فبحثتُ عن شرح يفصّل ويوضّح الفرق، فوجدتُ كلامًا نفيسًا لشيخنا الجليل محمد بن صالح العثيمين رحمه الله حول المسألة. فإليكموه:
الفرق بين هداية التوفيق وهداية البلاغ
لفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
الأنبياء والرسل والملائكة والعلماء والأخيار لا يملكون شيئًا من هداية الناس، الهداية بيد الله لا يملكها نبي ولا مالك ولا عالم ولا عابد ولا غيرهم، فـالهداية بيد الله هو الذي يهدي مَن يشاء، يعني هداية التوفيق والرِضَا بالحق وقبوله، هذه بيد الله جل وعلا وهي المرادة بقوله: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) [القصص: 56] وهي المرادة بقوله سبحانه: (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) [البقرة: 272] يعني هداية التوفيق، هداية قذف النور في القلب، هداية الرضا بالحق، هذه بيد الله لا يملكها أحد.
أمّا هداية البلاغ والبيان فقد جعلها الله بيد الرُّسُل، هو يَهْدِي، والرُّسُل يهدون بالبلاغ والبيان، قال تعالى: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ..) [فصلت: 17] يعني بلّغناهم ودلّلناهم ولكن استمرّوا على كفرهم وضلالهم، وقال في حق نبيّه صلى الله عليه وسلم: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم) [الشورى: 52] يعني هداية البلاغ والبيان، بيد الرسول وبيد أتباعه وبيد الرُّسُل جميعًا.
--------------------------------------------------------
شرح كتاب التوحيد (18 باب قول الله تعالى: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)