[ كتــــــاب العقيـــدة و المنـــهج]
السؤال: تكثر في بعض المساجد أنّه مكتوب في محاريبها(يا الله ,يا محمد) هل تجوز الصلاة في مثل هذه المساجد ؟
الجواب : هذه الظاهرة رأيناها في باكستان وفي أفغانستان – مع الأسف الشديد – رأيناها والله في سيارات المجاهدين ؛يسمون أنفسهم مجاهدين ! وهم لا يقبلون النصيحة ,ويصِّرون على هذه الشِّركيات !
ترى في دكاكينهم ، وفي مساجدهم ( يا عليّ ، يا غوث ، يا حُسَين ، يا عبد القادر ، يا كذا ، يا كذا ) إلى آخره من الشِّركيات !
الاستغاثة بغير الله شرك ؛ تقول : (يا محمد ) ، هذا شرك بالله ، محمد رسول الله ، عبد الله ورسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، إذا قلت :(يا الله ، يا محمد ) يعني : جعلته ندًّا لله ـ تبارك وتعالى ـ .
الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ما جاء إلاّ لهدم هذه الوثنية، وليُقيم الملة العوجاء ، وعلى رأسها الشِّرك بالله عزّ وجلّ ، جاء ليطهِّر الدنيا والقلوب والأذهان والعقول من هذا الشّرك بالله عزّ وجلّ ، وعلّمنا خالص التّوحيد بنصوص القرآن ، ونصوص السنّة ، وبتطبيقاته العمليّة ـ عليه الصلاة والسلام ـ .
وأمرنا بهدم القبور ـ عليه الصلاة والسلام ـ وهدم الأوثان ، وقال : (( لا تشدّوا الرّحال إلاّ لثلاثة مساجد ))- فقط لا قبور ولا شيء - ((المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ،والمسجد الأقصى )) [1] ، لأنّ هذه المساجد بناها الأنبياء لتوحيد الله وإخلاص الدين لله عزّ وجلّ .
وبدأت هذه الظاهرة في بعض مساجد المدينة النبوية ، وبحُكم أننا نعرف هذه الأشياء- عرفنا كيد أهل البدع ؛يكتبون :(الله ، محمد) ، و هذا استدراج منهم للناس حتى إذا أنسوا إليها كتبوا : ( يا الله ، يا محمد) .
كان واحد اسمه سراج الرحمان زاملني في الجامعة وهو من تلاميذ أبي الحسن النّدوي ، رأيت هذا الزميل في كينيا أو حكيتُ له هذه القصة التي بدأت تنشأ في المدينة ، قال : قال أبو الحسن النّدوي :كلمة (الله ,محمد) هذا كفر ؛يعني أن محمدٌ ندٌّ لله عزّ وجلّ ؛ كلمة التوحيد : لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ، أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمدا رسول الله ، أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، هذه أعلى منزلة لهذا النبي الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ .
ويقول صلى الله عليه وسلم : (( لا تُطروني كما أطرت النّصارى عيسى ابن مريم ، فإنّما أنا عبده فقولوا: عبد الله ورسوله )) . [2]
فرأيت هذه الظاهرة وكنت أحاربها ، وإذا رأيتها في أي مسجد أنصح إمام المسجد ، رأيت هذه المكيدة في مسجد القبلتين - مسجد العمودي - ، كلمت الإمام ما فعل شيئا! كلمت العمودي صاحب المسجد فبادر جزاه الله خيراً ومحا هذه الأشياء .
وفي المسجد الذي بجواري في المدينة كتبوا :( الله ، محمد ) فنصحت الإمام قال : سوف نغيرها ، فماطل كثيرا ولم يغيرها !
وكان هناك شاب جيّد قال : أنا أكفيك إيّاها ، ثم ذهب و مسحها ، وانتهت والحمد لله .
الشاهد : أنه في يوم من الأيام وأنا قادم من (بطحان) [3] وداخل المدينة فإذا أمامي سيارة ( ونيت ) فيها بالخط الأحمر :( يا الله ، يا محمد ) فحركت سيارتي وراء هذه السيارة فأسرع سائقها ,فهم أنني لاحظته ، أسرع فأسرعت وراءه و تبعته حتى وصلنا (قربان) [4] أوقّف السيارة ونزل وقال : هل أمسحها ؟ وأنا لم أكلمه بعد ! لأنّه أحسّ بذلك، قلت : نعم امسحها .
فهذا يؤكد أنه غزو ؛غزو هؤلاء القبوريين الخرافيين في بلاد التوحيد !!
أنا أذكر أن أول مسجد بني وضعت له قبة في العهد السعودي ، كان هذا في منطقة مكة ، فأنكر هذا طلاب العلم وجاءوا إلى الشيخ ابن حميد .
ما أدري كيف انتهت على كل حال كان يعرف أنّ البلاد هذه ما فيها قِباب في المساجد ، وحتى الملك سعود لما وسع المسجد هذا والمسجد النبوي لم يجعل فيهما قبابا ، حتى التوسعة الموجودة الآن ليس فيها قباب .
على السنّة، لأنّ هذه القباب تقليد للنصارى ؛الكنائس هي التي يضعون فيها مثل هذه القباب ، وربما يضعون هذه القباب لمن يعتقدون فيهم الصلاح ، الذين يدفنونهم في القبور (( لعن الله اليهود والنصارى اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد )). [5]
فترى الآن كثرة المساجد التي تُنفَق عليها الملايين فيها قباب ، يوضع فيها زخارف – فالله المستعان – !
والله يمكن هؤلاء يا ليت الأمر كفافاً لهم ، لا لهم ولا عليهم ، ملايين نبذلها ثم يظهر المسجد بهذا الشكل !! يشبه الكنيسة ، هذه مصائب .
والرسول صلى الله عليه وسلم بيّن أنّ من علامات الساعة زخرفة المساجد ، وهذا أسوأ من الزخرفة ، فكانت هذه البلاد على السنة - والحمد لله - ظاهراً وباطناً في المساجد وفي غيرها ، وبدأ أهل الخرافات يدبّون ويدسون حاجة مرة هنا ومرة هناك حتى كثُر هذا الشرّ .
نسأل الله أن يوفق المسلمين للاعتزاز بهذا الدين الحقّ الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وأخرجنا الله به من الظلمات إلى النّور ، ومن الضلال إلى الهدى ـ عليه الصلاة والسلام ـ .
[1] أخرجه البخاري حديث(1189) ، و مسلم حديث(1397).
[2] أخرجه البخاري في الأنبياء حديث (3445) ، و أحمد (1 ، 23ـ24) ، و الدارمي في الرقاق حديث (2787) كلهم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[3] بطحان : وادي بطحان المعروف بالمدينة.
[4] قربان : أحد أحياء المدينة.
[5] أخرجه البخاري في الجنائز حديث (1330) ، و مسلم في المساجد حديث (529) ، كلاهما من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ ، و حديث (530 ) من صحيح مسلم من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ بلفظ : (( قاتل الله اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)).
[ فتاوى في العقيدة و المنهج (الحلقة الأولى)]
[ موقع الشيخ على الإنترنت (فتوى رقم : 15)]
|