منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 13 Jul 2011, 04:00 PM
أبو همام وليد مقراني أبو همام وليد مقراني غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 748
افتراضي دفع الشبهات حول ردود الشيخ العلامة ربيع بن هادي على أهل البدع

بسم الله الرحمن الرحيم


هذا تفريغ لإجابة أحد الأسئلة التي طُرحت على فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي-حفظه الله- ضمن فعاليات الدورة العلمية التاسعة والمقامة في مسجد الصحابي الجليل عُتبة بن غزوان-رضي الله عنه- بمدينة الدمام، في الفترة من اليوم السابع وحتى الثالث عشر لشهر شعبان عام اثنين وثلاثين وأربع مئة وألف من الهجرة.

السؤال: شيخنا-أحسن الله إليكم-كَـثُرَ في الآونة الأخيرة الطعن والانتقاص لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله- مِمَّن يزعُم أنه من أهل السُّنة بحُجَّة بيان الحقِّ، وعدم التعصُّب له، وأنه غير معصوم، وأنه متشدد، ولا يلزم الأخذ بكلِّ كلامه وأحكامه في المخالفين، وأنه صار يردُّ على أهل السُّنة بعد أن كان يردَّ على أهل البدع، وأنه يُوجِب الأخذ بقوله ويُلزِم به، وغير ذلك من أنواع الطعون، فحبذا كلمة منكم في الدفاع عنه إيفاءً ببعض حقِّه، جزيتم خيرا.

الجواب: أقولُ الشيخ ربيع، هذا الكلام الذي الآن يُقال، أولا يُقرِّر مثل ما قرَّر هذا الأخ؛ أن الحقَّ هو مقصد ومطلب كل من يريد الله والدار الآخرة، ويريد السلامة والنجاة، السلامة في الدِّين، والنجاة في الآخرة، هذا مطلب لكلِّ مكلَّف، يجب أن يبحث ويسعَى إليه.

والتعصُّب إنما يُذمُّ التعصُّب للباطل، أما التعصُّب للسُّنة وأهل السُّنة فهذا مما يُمدح به، واقرأوا كتب التراجم، يقولون في ممادح عدد من العلماء والأئمة يقولون:"فلان كان شديد التعصُّب للسُّنة".

فهل هذا مدح ولَّا قدح؟ هذا مدح.

أما التعصُّب للباطل فهذا الذي ذمَّه الله، وذمَّه رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وذمَّه كلُّ عاقل.

وأما أن الشيخ ربيع غير معصوم: فهل نحن في يوم من الأيام ادَّعينا لأحدٍ العصمة بعد رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم- ؟

كان هذا تحصيل حاصل؛ ما اختلفنا حتى تُورد عليَّ هذه العبارة، ولكن هذه العبارة مقالةُ حقٍّ أُرِيد بها باطلٌ، أرادوا بها الطعن في الشيخ، وما يتوصلون إلَّا بهذه الطريقة، وإلَّا ما أحد مِن أهل العلم ولا طلاب العلم قال عن الشيخ ربيع أنه معصوم.

وأما أنه متشدد: فالذي يَعرِف الشيخ ربيع ويعرف كلامه وكتبه يرى أنه من أرحم الناس بهؤلاء المخالفين، ويرى إنه من ألطف الناس بهؤلاء المخالفين.

وأنا أيضًا أسالُ هذا الأخ الذي يتكلَّم بمثل هذا الكلام ويُنقل عنه: الشيخ حينما رأيتَ منه هذا الكلام، أنا أسألُك: هل رأيتَ منه هذا الكلام ابتداءً أم ردًّا ؟

أسألُ: هذا الكلام اللِّي الآن يُنسب للشيخ ربيع هل رأَوه ابتداءً ؛ إنشاءً من غير سبب ولَّا ردًّا ؟

أكثرُ ما رأيناه ردود.

إذًا ففيه جهة أخرى مُهاجِمة، أليس كذلك؟

فيه جهة أخرى مهاجِمة؛ إذًا فالشيخُ مدافِع، فإذا كان مدافِعًا فانظُر حينئذٍ في كلام الذي هاجَم أهلَ السنة، انظُر في كلامه وانظُر في كلام الشيخ ربيع، تجد أن الشيخ يسوقُ بالدلائل الواضحة والبراهين الواضحة من كلام هؤلاء ما يدلُّ على أنهم قد انحرفوا، هذا أولا.

وثانيًا: الغالبُ عليه أَنَّا ما نجد منه مثل هذه الردود إلَّا ويسردُ معها قِصصه في الصبر على هؤلاء، ومناصحتهم، ومسارَّتهم بالنصيحة، والمكاتبة لهم، وإبداء الملحوظات، وحينما أبرزوا وكتبوا وتكلَّموا صَبَرَ الشيخُ: "ولعلهم..." ، "ولعلهم..." ، "ولعلهم...".

فلما ازداد هؤلاء بُعدًا ونفورًا؛ ما أمامَ الشيخ إلَّا أن يُبيِّن فبيَّن.

هذا كلامه، كلامه هذا في أبي الحسن، كلامه هذا في فالح، الشيخ فالح، كلامه في الشيخ علي حسن، كلامه في كثير مِمَّن ردَّ عليهم، كلامه في الشيخ بكر أبو زيد وردُّه عليه، إلى غير هؤلاء، كذلك كلامه في الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق.

عُدَّ هؤلاء: الشيخ علي حسن، الشيخ فلان، الشيخ فلان، الشيخ فلان،كلُّ هؤلاء له مواقف معهم طويلة، مع عبد الرحمن عبد الخالق مواقف طويلة، الشيخ علي حسن مواقف، الشيخ أبو الحسن مواقف، الشيخ فالح مواقف، طويلة عريضة، السعي للمناصحة والبيان، فهذا هو.

حينما كان الأمر مقصور عليهم، على بعض الخاصَّة في مجالس خاصَّة ونحو ذلك، ما كان الشيخ يُشيع هذا، لكن الآن -معشر الإخوة والأبناء- جاءت هذه الأدوات والوسائل فأصبح الكلام فيها يُنشر، يُنشر ويُسمع في العالم كلِّه خصوصًا الشبكات، هذه المواقع، فأصبح يُنشر في العالم كلِّه، فإذا كان هؤلاء وصلوا إلى هذه الدرجة فما أمام الشيخ إلَّا أن ينشُر كما نَشرُوا الباطل والخطأ الذي قالوا به، فحينئذٍ تعلم أن الشيخ ليس كما يُصَوَّر لك أيها الأخ.

وأما أنه يُلزم الناس بأخذ كلامه: هذا غير صحيح، الشيخ يدعو الناس ويُلزمهم بالأخذ للحقِّ، وأنا قد رأيتُ كثيرًا من رسائله إلى هؤلاء أيام كان عندنا في المدينة وبعد أن انتقل إلى مكة.

يُرسِل إليهم: "ولعلك تنظر في كذا..." ، "ولعلك تنظر في كذا..." ، "ولعلك تنظر فيما قلته فإن كان كذا...".

هذا أسلوب الشيخ مع هؤلاء، فإذا استمر هؤلاء على هذا الباطل وعلى قول الخطأ فما أمام الشيخ حينئذٍ إلا أن يُظهر الذي يعتقده حقًّا وصحيحًا في الردِّ على قول هؤلاء، وهذه كتبه مدعَّمة بالأدلة من كلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم- وكلام السلف الصالحين من أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ومَن بعدهم، وكلام علماء السُّنة وأئمة السُّنة المعتبرين الذين لم يزيغوا.



بل الشيخ ناصر وما توفي إلا قريبًا -رحمه الله- لـمَّا قرأ، قال: "والذين يردُّون عليه لا يردُّون عليه بحق".

وهذه شهادة من عالم كبير وشيخٍ له، والشهادةُ معتبرة إذا جاءت مِمَّن هذه منزلته ومكانته، ولكن نحن اليوم في هذا العصر مَن حكَّ رأسه أصبح ندًّا لكبار المشايخ، ويُصورهم للناس كأنهم أقرانه أو أنهم نظراءه في السنِّ والعلم، وللأسف!

وغَشَّوها بهذا اللباس، لباس إيش؟

البيان للحق، وعدم التعصب، وفلان غير معصوم!

هذه هي!

وزاد عليها: "لا يلزمُني"!

إذا بُيِّن الحقُّ بالأدلة -الكتاب والسنة وأقوال السلف رحمهم الله- فكيف ما يلزمَك؟!

يلزمُك رغمًا عن أنفك أن تأخذ به، فإن لم تأخذ به كنت مخالفًا؛ وحينئذٍ يُحكم عليك على نوع مخالفتك.

فأعجب من هذا كلِّه ما ذكرتُ لكم في بعض المجالس، إن الرزِيَّة كلَّ الرزِيَّة أن تعرف ما كنتَ تُنكر وتُنكر ما كنتَ تعرف.

وكما كنتُ أقولُ لكم قبل قليل، يعني: "جمعية إحياء التراث كانت حزبية ولا تأخذوا منها و... و...".

وبعد ذلك -ما شاء الله- وإذا بها -مُسجَّل هذا بأصواتهم- وإذا بها: "جمعيتُنا المباركة"!

هكذا يُقال فيها.

ما شاء الله! كيف أصبحت "جمعيتُنا المباركة" وهي أمس فيها ما فيها ؟!

والله! بعد مُدة تنكشف الأمور وإذا به المال، وإذا بالجمعية تدعمهم دعمًا عظيمًا لمراكزهم؛ فحينئذٍ لا بُدَّ أن تكون "جمعية مباركة"؛ ما دام وقعت البركات عندهم ونزلت في جيوبهم فهي "مباركة".

وما شاء الله! كانت الأمورخفية نحن لا نعلمها.

- يا ناس! فلان يقولُ كذا، وفلان...

- "لا، أخونا" .

- يا ناس! فلان يقول عن أخبار الآحاد إن المسألة خلافية، وهو بالأمس يؤلِّف كتابًا كاملا في الردِّ على مَن قال إن خبر الآحاد يفيد ايش؟ الظن، وقال:"إن هذه مقالة سوء-أوقال خبيثة-تأبطت شرًّا للإسلام والمسلمين". لَمَّا جاء الخلاف مع أبي الحسن قال:"المسألة خلافية بين العلماء"! وهدم الكتاب حقَّه كله.

- يا أخي! هذا يقول كذا، وكتابه كذا، والآن وضعه كذا.

- قال: "لا، هو أخونا".

- يا أخي! هذا خلاف مذهب أهل السُّنة.

- "لا، هو أخونا وينصح"!

- طيب!

فهذا مخالفة في هذا الباب واتباع لأهل الأهواء، "لا يزال أخونا"!

لكن لَمَّا جاء المسُّ للدينار والدرهم راحت الأخوة؛ طلعت كلها في الإنترنت الوثائق مطبوعة، أو مخطوطة، موقَّع عليها!

فإذًا الأخوة أخوة مال ما أخوة دين، جمعهم الدينار والدرهم وفرَّقهم الدينار والدرهم.

وأنا قد قلت هذا مرارًا، والمال-معشر الأخوة والأبناء- فتنة، فلهذا إذا كان هؤلاء على هذا النحو مع القِدم والسَّابقة في الدعوة وفي المعرفة وصل بهم الحال إلى هذه الصورة، فكيف بمن دونهم؟

نسأل الله الثبات ونسأل الله السلامة.

فيا معشر الإخوة! يجبُ أن يكون الإنسان صادقًا واضحًا صافيًا بعيدًا عن الأهواء، يقول الحق له وعليه، ما يسع الخلاف فيه يسعنا الخلاف فيه، وما لا يسع الخلاف فيه ما يسعنا الخلاف فيه.

ما شاء الله! محمد حسَّان، ما هو يستطيع يردَّ عليه ولو بكلمة مع مصايبه هذه كلها ! سمعتموها في أيام مصر ولَّا لا ؟

محمد حسَّان الإخواني المعروف.

والشيخ ربيع ملأوا الدنيا بالردِّ عليه!

هذه سلفية؟!

القُوصِي، ولا واحد منهم تكلَّم عليه، وهو أجاز أن يتولَّى الأقباط والنصارى على المسلمين والنساء على المسلمين، وقال:"كنا صغار ذاك اليوم ما نرى السلفية إلا السلفية في مشايخ السعودية، لَمَّا كبرنا، لا، عرفنا السلفية ما هي هذه".

أنا سمعتُ هذا بأذني ورأيته بعيني.

ويقابل معهم النساء، يجرون المقابلات معهم.

ولا كلمة في هؤلاء!

الشيخ ربيع، لا، خُذْ السيول الجارفة!

عدنان عرعور أخوهم، المغراوي أخوهم.

فكلُّ هذه الطوام، "لا"!

المقصود هو الشيخ ربيع!

وقد تكلمتُ بهذا كثيرًا وبيَّنتُ فيه في عددٍ من المواطن بعددٍ من المناسبات بالدلائل، كلُّ موقف بما يسَّر الله في حينه.

وهم الآن يسعَون لتكوين مرجعية لهم، وهذا قد قال لهم به أبو إسحاق الحويني، ومسجَّل.

قال:"يجبُ أن تكون لكم مرجعية مستقلة كما فعلنا نحن في مصر".

وقد تكلَّم بهذا أخونا الشيخ فلاح إسماعيل في مجلسٍ كنَّا فيه في مكَّة، والشريطُ عنده، وسَمِعَ ذلك.

لَمَّا زارهم في الأردن قال:"لا بُدَّ أن تكون لكم مرجعية مثل ما عملنا نحن".

يستقلُّون!

لأن المرجعية خلاص! الآن كلهم يطقُّون ويدقُّون على هذا الوتر، أنه ما في مرجعية للسلفية أبدًا.

من عشرات السنين، من عقود، أنه ما في مرجعية!

بل الحويني وأمثاله يقولون:"أنه من عقود ما في مرجعية للسلفية".

مِن مات الشيخ ابن باز والألباني وابن عثيمين ، الآن كم لنا ؟ عقد واحد.

وهو يقول:"من عقود ما في مرجعية للسلفية"!

إذًا يعملون ويخططون في حياة المشايخ الكبار، أنه ما في مرجعية!

فيا إخوتي! من خدعنا بالله انخدعنا له.

لكن في الجانب الآخر لستُ بالخبِّ ولا الخبُّ يخدعُني. لِمَ ؟

لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لا يُلدغ المؤمن من جُحر واحدٍ -في بعض الطرق- مرَّتين)).

يعني: الآن لُدغت مرَّة، مرَّة أخرى تأتي إلى هذا الجحر وتُلدغ منه ؟!

العوام يقولون: ما يجع فيها مرتين إلا أخس الطيور.

إذا صِيدَ مرَّة وفُتح ما يرجع إلى نفس المكان.

فالشاهد: ((لا يُلدغ المؤمن من جُحر واحد مرَّتين )).

إذا مرَّت له الأولى تكون أنت يَقِظ عارف.

وأنا أتكلَّم بهذا الكلام وآسَف أن بعض إخواننا وأبنائنا يتكلَّم وهو لا يتابع، أو يتابع جهةٍ واحدة لا يتابع الجهات كلها، فأنا أرجو من أخوتي وأبنائي أن يَعُوا هذا الكلام ويتفطَّنوا لمثل هذا.

والشيخ ربيع -إن أطال الله لكم في العمر ولي معكم- سَترَون مكانتَه لو فقدناهُ، وهو من بقيَّة العلماء. والله! لقد رأيتُ بعيني كتابات الشيخ ابن باز-رحمه الله- شيخنا الشيخ عبد العزيز للشيخ ربيع وهو يطالبه فيها بأن يردَّ على بعض الناس.

الردُّ به حُفظ دِينُ الله-تبارك وتعالى-، حُفظ دِينُ الله-جلَّ وعلا-.

والقرآن مليء بالردِّ على الكفار والمشركين، واليهود والنصارى، والمجوس وغيرهم، وسُنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- مليئة، وكتب السُّنة هذه بين أيدينا في العقائد كلها:"الردُّ على كذا..."، "الردُّ على كذا...".



وأخونا الشيخ راشد رأيتُه فتذكرتُ أيامًا مضت معه قديمًا، عسى الله يُعيدها، كنا نتدارسُ نحن وإياه (كتاب اللالكائي) ولا نزالُ مستمرِّين مِن بعدِك فيه.

كم فيه من الردود على أهل الأهواء والباطل؟ "باب كذا..."، "باب كذا..."، "باب كذا...".

ما تجد الأبواب هذه عند أهل السنة إلَّا للدفاع؛ لو سَلِمَ أهلُ السنة ما تعرَّضُوا لأحد، لو سَلِمُوا من الهجوم على اعتقادهم ومنهاجهم ما تعرَّضوا لأحد، لكن أهل الباطل يريدون أن يُضلوا الناس فلا بُدَّ من بيان الحقِّ، فأهلُ السنة دائمًا مدافِعين يبينون الحقَّ، لكن إذا جاء الهجوم عليهم من هؤلاء الشِّرار فإنهم لا بُدَّ أن يدافعوا.

فهذه الكتب -كتب الردود-: "الردُّ على الجهمية" كتبه أحمد، "الردُّ على الجهمية" كتبه الدارمي، "الردُّ على الجهمية" كتبه ابن منده.

ما شاء الله! ما كـ (...)، يعني بِلُغة اليوم ماذا ستكتب بعد أحمد؟ يكفي ردُّ أحمد، لا، ما قالوا يكفي أحمد ردَّ على الجهمية، الدارمي ردَّ وهو في عصره، ابن منده بعدهم ومع ذلك ردَّ ؛ لكثرة الحاجة، فلا تستغرب أن يُكرِّر العالم أو العلماء الردود لكثرة الحاجة إليها.

فـ "خلقُ القرآن" كم كُتب فيه من الردود؟ ولا نزال نُدرِّسه ونَدرُسُه إلى الآن.

"الصفات" إلى يومنا هذا، أنت إذا نظرت إلى هجوم أهل الباطل في هذا الباب على أهل السنة ما يقف إلى يومنا هذا، فكيف يقال لأهل السنة لا تردوا ؟

الردود حُفِظَ بها دِينُ الله -تبارك وتعالى-.

فصاحب الباطل لا بُدَّ أن يُقال له أخطات، فإن تراجع فالحمد لله، وإلَّا حُذِّر الناسُ من خطئه.

فإن كان لم يخرج من السنة وخطؤه في(...) حُذِّر الناس من الخطأ وهو أخونا، وهو أخونا، يبقى أخونا.

يعني لا بُدَّ أن نتفق أنا وإياك في كل شيء ؟! لا.

فيما يسعُ فيه الخلاف، أما ما لا يسع فيه الخلاف فلا.

ما يمكن أن تبقى أنت والإخوان ورؤوس الإخوان أورؤوس السرورريين أخوة، وتبغى أنا وإياك نبقى أخوة!

أبدا، إمَّا هُم ولَّا نحن.

فهذا هو الكلام.

هؤلاء اليوم الناس يريدون "المنهج الواسع الأفيح" الذي سنَّه أبو الحسن ونادَى به، الذي يسعُ أهل السُّنة ومخالفيهم!

كيف يسعنا نحن وأهل الأهواء؟

كيف نتعايش نحن وأهل الأهواء؟

نحن ما يسعنا الالتقاء إلَّا على السُّنة.

إذا التقينا على السُّنة وسعنا، أما إذا لم نلتق على السنة فما يمكن أن نجتمع.

الذي عندنا في هذا: (بابُ مجانبة أهل الأهواء وبغضهم) في سنن أبي داود في كتاب السنة: (بابُ مجانبة أهل الأهواء وبغضهم).

لا بُدَّ مع المجانبة الجسدية البغض القلبي لهم؛ حتى يتحقق هذا المنهج الصحيح أَلَا وهو الولايةُ في الله، ويسوق تحته حديث: (الحب في الله والبغض في الله) ، لِمَ ؟

لأنك إذا أحببت في الله لم تحب إلَّا صاحب الحق، وإذا أبغضت في الله ما تبغض إلَّا صاحب الباطل، فمجانبتك له وبُعدك عنه مع تعلُّق قلبك به لدفع أذىً عنك في الدنيا، هذا ليس هو المجانبة الصحيحة؛ لا بُدَّ من بُغض أهل الاهواء.

والآن، لا!

يُقال "المنهج الواسع" الذي يسع أهل السُّنة ومخالفيهم!

هذا كلام غريب عجيب، وبعد ذلك تبغانا نتعايش مع هذا ؟

ما يمكن؛ أهل السُّنة طائفة مستقلة، وأهل البدع طوائف متعددة.

وهذا الذي يسعى إليه هؤلاء: "نصحِّح ولا نجرِّح"، "نبني ولا نهدم"، "خلافنا في غيرنا لا ينبغي أن يكون سببًا في اختلافنا بيننا".

- إذا قلت لك: هذا إخواني.

- وأنت تقول: لا، ما هو إخواني!

- هذه كتاباته، هذه أشرطته ومحاضراته، هذه مواقفه.

- تقول: لا، أخونا !

- إذًا أخوك أنت، رُوح له، كيف يمكن يكون أنا وأنت سوا ؟ ما يمكن.

- أقول لك: هذا جهمي.

- تقول: لا، أخونا !

- أشعري.

- أخونا !

- لا، ما يمكن، وهكذا، هذا لا فرق بينه وبين هذا بحالٍ من الأحوال.

- اللي يقول: "الروافض أخوانه، وأنه يسعنا أن نتقارب معهم"!

- كيف يكون أخونا ؟! ما يمكن.

- اللي يقول: "الأقباط إخوانه بحقِّ حُكم الوطنية، وما في مانع أن..."!

- كيف يكون نحن وإياه سواء؟

ما يمكن بحال؛ {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ(55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }[المائدة:55-56].

فالله حدَّد لنا الولاية لمن تكون؟

وأيضًا في الآية الأخرى حدَّد لنا: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ} شُوف بدأ بالأب؛ لأنه الأصل في وجودك فهو أعلى وأغلى.

{أَوْ أَبْنَاءَهُمْ} لأنه تسلسل منك والعاطفة في جانبه أكثر فتغض الطرف عنه، لكن لله لا يجوز أن تغض العين عن باطله.

{أَوْ إِخْوَانَهُمْ} الدرجة الثالثة.

{أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} الدرجة الرابعة في البُعد.

{أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} [المجادلة:22].

وهذا هو الذي قال فيه أبو داود: (بابُ مجانبة أهل الأهواء وبغضهم)، وساق تحته حديث: (الحب في الله والبغض في الله).

فهذه المسألة الآن هي التي اجتاحت السَّاحة للأسف.

ومع هذا كلِّه يُقال لمن يتسمَّح مع أرباب الطوائف هذه والبدع هؤلاء هذا هو المعتدل!

ويُقال لمن يُبيِّن ما عندهم من الباطل هو المتشدد!

فهذا حال هؤلاء القوم، فإنه -نسأل الله العافية والسلامة- أصبح هؤلاء يعرفون ما كانوا بالأمس ينكرون في كتبهم ومحاضراتهم، وينكرون الآن ما كانوا بالأمس يعرفون في كتبهم ومحاضراتهم.

والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

منقول للفائدة

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01 Feb 2012, 08:54 AM
أبو همام وليد مقراني أبو همام وليد مقراني غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 748
افتراضي

يرفع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, محمدالمدخلي, ردشبهةحول ردودالعلامةربيع

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013