منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 Oct 2016, 12:10 PM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي بعض النقولات عن بعض أهل العلم حول مسألة .::جرح أهل البدع في هذا الزمان

بسم الله الرحمن الرحيم

فهذه بعض النقولات عن بعض أهل حول مسألة .::جرح أهل البدع في هذا الزمان::. أحببت أن أضعها بين يدي إخواني حتى يستفيدوا منها ويكونوا على بينة من أمرهم خصوصا في هذه الأوقات التي كثر فيها دعاة التشغيب والتلبيس نسأل الله أن يكفينا شرهم .

1- قول الشيخ ابن باز :
السؤال : فيما يتعلق بتخريج الأحاديث وتعديل الرواة وتجريحهم, هناك من يرى أن باب علم الرجال مغلق أو انتهى من قديم, كيف ترون ذلك -سماحة الشيخ-؟

الجواب : " لا، هذا ليس بصحيح، بل علم الرجال والنظر في الأحاديث باق، ولم يمض، بل لا يزال، أهل العلم عليهم أن يعتنوا بهذا وأن يراجعوا الأحاديث ويميزوا بين صحيحها وسقيمها ويرشدوا الناس إلى ذلك، ولا يقفوا عند ذكر فلان أو فلان، بل يتابع، مثل المنتقى مثل بلوغ المرام، مثل السنن الأربع، مثل مسند أحمد، يراجع الأسانيد ويعتني بها ويعرف صحيحها من سقيمها حتى يستفيد من ذلك ويفيد غيره، وهكذا شأن طالب العلم الذي قد وفقه الله لمعرفة الأحاديث ومعرفة أسانيدها ومعرفة أحوال الرجال واشتغل بهذا الشيء يكون فيه فائدة عظيمة له ولغيره ".
المصدر: موقع الشيخ.
على الرابط: http://www.binbaz.org.sa/mat/19359

2 - قول الشيخ محمد بن صالح العثيمين
يقول السائل: هل سنة الجرح والتعديل ماتت ؟ ،وما حكم الرد على المخالف بغض النظر عن شخصيته ؟
الجواب : " أنا أخشى أن تكون هذه كلمة حق أريد بها باطل ،
الْجَرح والتعديل لَم يَمُت ولَم يدفن ولَم يُمْرض ولله الحمد ، هو قائم .
الْجرح والتعديل يكون في الشهود عند القاضي ، يُمكن يجرحون الخصم ويطلب منهم البينة ،
ويكون أيضا في الرواية ، وقد سمعنا قراءة إمامنا قول الله تعالى:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا)) .
فالْجَرح والتعديل لا يزال باقيًا ما دَام نوع الإنسان باقيًا،
ما دام النوع الإنسان باقيًا ؛ فالْجَرح والتعديل باق .
لكن أنا أخشى أن يقول قائل : إن هذا الإنسان مجروح ، وليس بمجروح ، فيتخذ من هذه الفتوى وسيلة لنشر معايب الخلق .
ولهذا أقول : إذا كان في شخص عيب ما ، فإنْ اقتضت الْمصلحة أو الْحاجة، أو الْضرورة إلى بَيانه . فلا بأس به ، لا بأس منْ بيانه ،
ولكن الأحسن أن يقول : بعض الناس يفعل كذا ، بعض الناس يقول:كذا،لسببين :
السبب الأول : أن يسلم من قضية التعيين .
والسبب الثاني : أن يكون هذا الْحكم شاملا له ولغيره.
إلا إذا رأينا شخصًا مُعينًا قد فُتِنَ الناس به ، وهو يَدْعو إلى بدْعة أو إلى ضَلالة ، فَحِينئذ لا بدّ منْ التّعيين حَتى لا يَغترّ الناس به " . اهــ
المصدر:
من شريط "إلى متى هذا الخلاف "
للشيخ محمد بن صالح العثيمين
-رحمه الله تعالى-

3 - قول الشيخ صالح الفوزان
السؤال : قلتم أن الجرح لا يوجد في هذا الزمان، ففهم منه بعض الناس أنكم لا ترون الرد على أهل البدع والمخالفين .. و ….؟

الجواب : "الجرح والتعديل ما هو بالغيبة والنميمة المتفشية الآن ، خصوصاً بين بعض طلبة العلم ، فالجرح والتعديل- يا أخي - من علم الإسناد في الحديث ، وهذا من اختصاص الأئمة والمحدثين .
ولا نعلم الآن من أهل الجرح والتعديل، فيعني معرفة الأسانيد وتصحيحها وتضعيفها ، ما نعلم أحد الآن ، هذا المقصود . نعم ! ".اهـ
المصدر:
"درس تفسير من سورة الحجرات إلى سورة الناس ،
تاريخ : 17/4/1427 هـ".

السؤال الثاني : ما موقف العلماء من دعاة التغريب الذين يبدون كل وقت من وسائل الإعلام المحلية الى تغريب المرأة فماذا تنصحون؟
الجواب : " دعاة الضلال كثيرون ومتنوعون, ما هو بس التغريب,
دعاة الضلال، دعاة للشرك، دعاة للبدع والمحدثات، دعاة للتغريب،
دعاة الى المعاصي والمحرمات ...الدعاة كثيرون إلى الضلال
يجب التحذير منهم
ويجب الرد عليهم لمن يحسن الرد
ويجب رفع أمرهم الى ولاة الأمور يأخذ على أيديهم
لا يجوز تركهم.
نعم".اهـ
صالح بن فوزان الفوزان
المصدر:
" لقاء مفتوح 04-02-1433هـ"

السؤال الثالث: أحسن الله إليكم هذا الأخ أبو أحمد ، الحقيقة يا شيخ صالح الفوزان أرسل لي سؤال جيد وجميل ونريد أن نبسط فيه القول يقول فيه الأخ أحمد :أنا أحب السنة وأكره البدع والخرافات ، ولكن يا فضيلة الشيخ الردود على أهل البدع والزيغ يقول بعض الناس لم يكن من منهج السلف وأن كتب الردود لا ينبغي أن تنشر إلا بين طلبة العلم نرجو من الشيخ صالح أن يوجهنا في ضوء هذا السؤال ؟
الجواب : " ما ذكر السائل الردود ، لا بد أن تكون صادرة عن العلماء الذين يتقنون الرد يعرفون الخطأ ويُتقنون الرد عليه بالدليل من الكتاب والسنة ونشر الردود هذا واجب لأنه تعليم للمسلمين ، إذا نشر هو بدعته ونشر هو أخطاءه على الناس ، فلا بد أن تنشر الردود الصحيحة لإزالة ضرر البدعة والأخطاء لا بد من هذا ، هذا علاج .إذا أُخفيت الردود انتشر الشر في الناس وراجت البدع ! فلا بد من نشر الردود الصحيحة ما هو كل الردود !! الردود الصحيحة الصادرة عن أهل العلم الذين يعرفون البدعة ويعرفون الخطأ ويعرفون كيف يردون عليه من الكتاب والسنة . نعم".اهـ صالح بن فوزان الفوزان
المصدر: " نور على الدرب 28-02-1433هـ"




4 - قول الشيخ صالح اللحيدان :
هذا سائل يقول : هل الجرح والتعديل في أهل السنة من دعاة وطلبة علم من منهج أهل السنة والجماعة ؟
الجواب : " الجرح والتعديل الذي عليه العلم والكلام قد انتهى وقته ، في ذلك الوقت الذي تُنقلُ فيه السنّة عن طريق التلقي من عالمٍ إلى عالم , والعلوم الآن أصبحت مدوّنة ، والسنّة مدوّنة .
ما بقي إلا السؤالُ عن الشخص أو الحديث عنه , هل يوثق به مُعلماً أو مُفتيا؟
إذا من عُلِمَ عنه فسقٌ في الرأي أو في الخبر والإفتا ؛ يُحذرُ منه ، بعد أن يُنصح ويُتفاهمَ معه .
ثم إن الأقران فيما بينهم قد يقول بعضهم في بعض ما ليس بحقٍ ، والأمرُ ليس بالجديد فهو قديمٌ جدا .
وقد يختلف المرء مع آخر ، فيرى أنّ هذا الخلاف الذي حصل من صاحبه فسقٌ ، فيُفسق بذلك ، ومثل هذا اطّرحه العلماءُ المتقدمون ". اهــ
المصدر:
من شريط بعنوان "الفتوى الشرعية الصحيحة : الضوابط والتجاوزات "


5- قول الشيخ عبد المحسن العباد :
السؤال: هل علم الجرح والتعديل انقطع وزال وأنه لا يحتاج إليه في رجال هذا العصر ؟
الجواب: " الجرح والتعديل فيما يتعلق بالنسبة للسابقين والذين يترتب على جرحهم وتعديلهم ثبوت الأحاديث أو عدم ثبوتها الموجودون والمتأخرون ليس عندهم شيء يأتون به إلا ما أتى به السابقون وإنما ينظرون في كلام السابقين قال فلان كذا وقال قال فلان كذا وقال فلان كذا ثم يخلصون إلى نتيجة .
أما بالنسبة لهذا الزمان فالتعديل والتجريح موجود في المحاكم عند الشهود عندما يشهدون على شخص بأن عليه كذا فإن المدعى عليه يجرح الشهود بما يعلمهم فيهم حتى يتخلص من شهادتهم إذا كانوا غير موثوقين وغير معتبرين.
وكذلك أيضا في الناس الذين يحصل منهم الإضلال ويحصل منهم الإفساد فكونه يبين حالهم حتى يحذروا يعني هذا يعني أمر مطلوب .
لكن التوسع في هذا والاشتغال فيه حتى يؤدي الأمر إلى أن يتكلم أهل السنة في أهل السنة وينفر بعضهم من بعض هذا لا يصلح ولا ينبغي". اهــ
المصدر:
"شرح علل الترمذي رقم الشريط 429 الدقيقة 62 والثانية 13"

6 - قول الشيخ عبيد الجابري :
قال - حفظه الله تعالى - كما في شريط: "الإجابات المنهجية لأسئلة الدورة الشرعية" بجدة سنة 1423هـ :
" الجرح جرحان والتعديل كذلك ، وإن شئت قل: إن هذا العلم قسمان :
أحدهما متعلق برواة ، رواة الأحاديث ورجال الأسانيد ، فهذا انتهي منه ، فرغ العلماء منه وانتهوا منه ، فما على المجتهد الآن إلا أن يدرس الأسانيد وفق القواعد والضوابط التي انتهى منها العلماء ، وقرروها ثم بعد ذلك يحكم على الحديث .
أما أصحاب المقالات ونقلة الأخبار فهذا العلم باق إلى يوم القيامة ، ولا ينفك عن حاجة الناس إليه أبدا ، الناس محتاجون إليه ، ومن ذلك الرد على المخالف،وتعديل الشهود أمام القاضي ، وفي المعاملة فيما بين الناس أبدا لا ينفكون عنه ، هو جار وباق ببقاء بني آدم حتى تقوم الساعة ، والناس على هذا والمحاكم شاهد ، فإنه يشهد على هذا بفسق ويشهد على هذا بالعدالة ، يجرح هذا ، ويعدل هذا ، وفي أمور النكاح لو تقدم رجل لخطبة إمرأة ، فزكاه رجل بأنه صاحب صلاة وصاحب صيام وكذا ، ثم جرحه آخر وقال إنه : شرس الأخلاق ، فكم من إمرأة طلقت منه لسوء خلقه ؛ فإن ولي المرأة المخطوبة لا يزوجه يبتعد عنه ، فالناس مضطرون إلى قبول الجرح والتعديل الآن ، نعم ". اهــ

7- قول الشيخ ربيع بن هادي المدخلي:
السؤال : لقد ذكر بعض العلماء أن علم الجرح والتعديل كان خاصا بزمن الرواة ، لكن الآن عام ألف وأربع مائة وعشرين ليس هناك شيئا اسمه الجرح والتعديل فما هو الصواب في ذلك ؟
الجواب : " هذا والله من المهازل والمضحكات المبكيات: أن يقال مثل هذا الكلام , لماّ تكثر البدع ، ويكثر الإلحاد ، ويكثر العلمانيون والشيوعيون والروافض والصوفية والأحزاب الضالة ؛ توقف الإسلام ، وأطلق العنان للناس يمرحون ويسرحون ويقولون ما يشاءون ، ولا أحد يقول : هذا غلط ، أو هذا منكر ، ولا أحد يقول : هذا مفسد ، وهذا مصلح ؟!
هذا من الضياع ، وعدم الفقه في دين الله عزوجل ؛ فالسلف ألفوا كتبا في العقائد ينتقدون فيها أهل البدع والضلال ، وسمّوا أفرادا وجماعات فهل هذا يعني انتهى أيضا؟!
ونقول: إن المبتدعين الذين كانوا في عهد السلف يناقشون ويُبيّن ضلالهم والآن لا يجوز , حرام , الآن الكلام على أهل البدع حرام ، وعلى العلمانين حرام ، وعلى الزنادقة حرام ، وعلى الروافض حرام ، وعلى الصوفية حرام ، ماشاء الله ، هذه دعوة إلى وحدة الأديان أو ماذا ؟! نستغفر الله ونتوب إليه, هذا ضلال , يجب أن يبقى الجرح والتعديل يُذَبُّ به عن دين الله وعن سنة رسول الله إلى يوم القيامة , وأن تُسلّ السيوف أكثر من ذلك لإعلاء كلمة الله تبارك وتعالى ، ودحض الكفر والباطل .
والسلف قالوا : إن الذبّ عن السنة أفضل من الضرب بالسيوف , فالذبّ عن السنة يكون بالجرح والتعديل .
وبهذه المناسبة أقول لكم : إن الحاكم رحمه الله في كتابه (معرفة علوم الحديث) قال - وكلامه حق - : الجرح والتعديل علمان :
علم الجرح : وهو علم مستقل ، وهذا يرد منهج الموازنات الباطل , علم الجرح علم مستقل ، ولهذا ألّف كثيرٌ من الأئمة كتباً مستقلة في الجرح فقط , خصّصوها للجرح مثل البخاري في الضعفاء ، والنسائي في المتروكين ، وابن حبان في المجروحين ، وابن عدي في الكامل ، وهكذا الذهبي وابن حجر ، وغيرهم كثيرون ، ألفوا مؤلفات خاصة بالجرح فقط ؛ لأنه علم مستقل , وهذا يقصم ظهر منهج الموازنات ، ويقصم ظهور أهله .
وأئمة آخرون ألفوا كتباً في الثقات ، مثل الثقات للعجلي ، والثقات لابن حبان عرفتم هذا ؟
إذا كان السلف يؤمنون بأن الجرح والتعديل علمان مستقلان ؛ فكيف تأتي الموازنات ؟ واحد يؤلّف كتابا خاصا بالجرح ليس فيه أيّ ثغرة لمنهج الموازنات, فهمتم هذا بارك الله فيكم .
الجرح والتعديل باقٍ إلى يوم القيامة , الناس يريدون أن يستفيدوا من هذا العالم فتقول لهم : هذا عالم فاضل وعلى السنة , تزكيه بارك الله فيك , وهذا العالم رافضي , هذا صوفي يقول بوحدة الوجود , هذا علماني , هذا شيوعي يتستر بالإسلام .. هذا كذا .. هذا كذا ... واجب عليك أن تبيّن , هذا واجب وهو من الجهاد ، ولا ينقطع وليس خاصا بالرواة .
ولمّا ذكر الترمذي في كتابه العلل الذي هو في آخر سننه قال : هذا العلم يعني الناس استنكروا على علماء الحديث الجرح قال : وقد جرح فلان وفلان جرح فلان معبد الجهني ، وجرح فلان جابر الجعفي ، فبدأ بأهل البدع , لماذا ؟ لأن هذا يُنتقد لبدعته لا لأنه راوٍ .
ثم ألّف السلف في الرد على أهل البدع كما قلنا ، ولم يخصصوا الجرح والتعديل بالرواة فقط : مبتدع ليس من أهل الحديث أبدا , معتزلي , جهمي , مرجئ ...الخ ، ليس له علاقة بالرواية ، لكنه مبتدع فجرحوه , فمن أين لهؤلاء أن باب الجرح أغلق , هذه مثل دعوة المذهبيين المتعصبين أن باب الاجتهاد أغلق من القرن الثاني ، وبعضهم يقول الثالث ، وبعضهم يقول الرابع ، يعني خلاص ، الله عز وجل شلّ عقول المسلمين من ذلك الوقت إلى الآن ، عقولهم مشلولة ، لا يستطيعون أن يفهموا كلام الله ولا سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم - وهذا حكم جائر ، وافتراء على الله تبارك وتعالى ، وكذلك هذه فرية ؛ الذي يقول : إن الجرح انقطع وأغلق بابه ، هذا والله يجني على الإسلام , اتق الله يا أخي ، لا تسدّ باب الجرح والتعديل ، ولن يسمع لك أهل الحق وأهل السنة ". اهـ
المصدر: موقع الشيخ http://www.rabee.net/show_fatwa.aspx?id=128

8 - قول الشيخ مقبل بن هادي الوادعي
" القوم يعرفون أنهم مجروحون , فهم يوافقون على الديمقراطية وحلق اللحية ولبس البنطلون والمجالس النيابية والتصويت والانتخابات وود مع الشيوعيين والفسقة , وقد أجمع من يعتد به على الجرح والتعديل , وإذا لم يقم أهل السنة العصريون بالجرح والتعديل فسيكون كلامك أيها السني الذي تقول : قال الله , قال رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- , وكلام محمد الغزالي الذي يحارب السنة , وكلام الشعراوي الذي يتلون وكلام علي طنطاوي واحداً ,بل كل منهم هو المقبول عند الحزبيين وعند العامة لأنهم هم العلماء الذين يتكلمون في الإذاعة والتلفزيون , ويكتبون في الجرائد والمجلات , ومن أنت بجانبهم في نظر العامة ونظر الحزبيين؟ فلابد أن يقيم أهل السنة علم الجرح والتعديل ". اهــ
المصدر:
" كتاب فضائح ونصائح"

9 - قول الشيخ زيد بن محمد المدخلي
السؤال : ظهر في هذا الزمان من يقول إن علم الجرح والتعديل إنما وضع لفترة زمنية معينة ، وأما الآن فلسنا بحاجة إليه فما رأيكم في ذلك وفقكم الله ؟
الجواب : " قبل الإجابة على هذا السؤال أُحبُّ أن أذكر أمورًا ينبغي لطلاب العلم ورثة الأنبياء الاطلاع عليها وفهمها حق الفهم :
الأمر الأول : ما أثر عن السلف فيما يتعلق بأهمية الإسناد وأنه من خصائص هذه الأمة التي امتازت بخصائص جليلة عن الأمم السابقة لا تخفى على ذوي الفقه في الدين ، فقد قال محمد بن سيرين " : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم . "
وقال أيضًا " : لَمْ يكونوا يبالون بالإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم ، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم ، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم . "
قلت : وفي هاتين الجملتين شرف عظيم لأهل السنة ، وقدح صريح لأهل البدع ، فهنيئاً لأهل الحديث في كل زمان ومكان ، ذلكم الثناء العاطر والتزكية الصادرة لهم من ذويها ، وأسفاً بالغاً على أهل البدع من المسلمين الذين انعكست عليهم الأمور بسبب سوء تصرفهم الذي تجلى في إحيائهم وانتصار لَها ، والسعي في إماتة السنن وبغض أهلها .
الأمر الثاني : أن الجرح والتعديل في كل عصر من العصور له رجاله من أجل صفاتِهم العلم بالكتاب والسنة وعلومها ، مصحوباً بالعدالة والتيقظ ، كما قال الإمام مالك – رحمه الله " : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ، لقد أدركت سبعين ممن يحدث قال فلان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذه الأساطين ، وأشار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما أخذت عنهم شيئاً ، وإن أحدهم لو أؤتمن على بيت المال لكان أميناً لأنَّهم لَمْ يكونوا من أهل هذا الشأن ، وقدم علينا ابن شهاب فكنا نزدحم على بابه . "
قلت : وما ذلك إلا لأن ابن شهاب من أهل العلم بالرجال وإتقان المتون والعدالة والتقيظ .
وقبل مقالة الإمام مالك قال مجاهد – رحمه الله - " : جاء بشير العدوي إلى ابن عباس فعجل يشير يحدث ويقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه ، فقال : يا ابن عباس مالي أراك لا تسمع لحديثي ، أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسمع . فقال بن عباس : إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابترته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا فلما ركب الناس الصعب والذلول لَمْ نأخذ من الناس إلا ما نعرف. "
الأمر الثالث : وجوب العناية بتطبيق قاعدة التصفية والتربية ، والمراد بالتصفية حسب فهمي : تميز الصحيح من الأحاديث من الضعيف وتميز الضعيف المنجبر عن الضعيف الذي لا ينجبر وتميز السنة من البدعة ، وتميز عقيدة السلف ومنهجهم العملي عن عقائد أهل البدع ومناهجهم من السابقين والمعاصرين ، وتميز العدول من الناس من المجروحين ، وتميز من ينبغي أن يؤخذ عنهم العلم وتسند إليهم الفتوى وهم العلماء الربانيون السائرون على نهج السلف علماً وعملاً ممن ليسوا كذلك من كل مبتدع ضال يدعوا لترويج ضلالته وينصح للناس ليقبلوا على غوايته .
وأما التربية : فالمقصود منها تربية النفوس والعقول بنصوص الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح – رحمهم الله – . إذ إن الناس إذا رُبًّو من قبل علمائهم على الالتزام بكتاب ربِّهم وصحيح سنة نبيهم فإنَّهم يفوزون بالحياة الطيبة المباركة ، وإن ربوا على أفكار المفكرين ممن قلت بصائرهم بالفقه في الدين ، وآراء المبتدعين التي لا تستمد من نصوص الشرع المبين ، فقد ظلموا أنفسهم وأوردوها موارد العطب فباءت بالإثم وسوء المنقلب .
وأما الجواب على نص السؤال فأقول مستمداً العون والسداد من الله ، الذي علمنا الاستعانة به في قوله الحق} : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. {
إن قول القائل في شأن علم الجرح والتعديل :إنَّما وضع لفترة زمنية معينة قد مضت وانتهت ورفعت أقلامها وجفت صحفها ومات أساطينها.
خطأ محض وفيه مجازفة واضحة وتثبيط للهمم عن العناية بنصوص الكتاب والسنة وعلومها ، وصرف لطلاب العلم الشرعي عن النظر في رواة الأحاديث ومتونِها ، وذلك من الخطر بمكان لا يخفى على رجال العلم وأئمة الفقه في الدين .
والحق – إن شاء الله – أن علم الجرح والتعديل باقٍ وسيبقى مادام العلم والعلماء ، وذلك أن في كل زمان غالباً أئمة مؤهلين لتعديل من يستحق التعديل وجرح من يستحق الجرح بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس – وفي رواية – لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها. ))
وقد قال جمع من أهل الأئمة : إن لَمْ تكن هذه الطائفة هم أهل الحديث فلا ندري من هم .
وأهل الحديث في الحقيقة هم العارفون بأسانيده ومتونه من حيث الصحة والضعف ، والمقبول والمردود ، وأسباب القبول وأسباب الرد ، إلى غير ذلك من مباحث علوم الحديث المدونة في أسفارهم ، ثُمَّ أنه يوجد اليوم وقبل اليوم وبعد اليوم علماء بأيديهم إجازات من أشياخهم الذين لهم أسانيد متصلة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فتراهم يروون الأمهات الست كل كتاب بسند متصل وهذا دليل قائم على وجود علم الجرح والتعديل في هذا الزمان وبعده .
ثم إنه قد يفتح الله لمتأخر من أهل العلم فيما يتعلق بموضوع الجرح والتعديل شيء قد خفى على من كان قبله ، ولو كانت المدة بينهم تعد بالقرون وهذا أمر مسلم به ولكنه لا يحط من قدر الأوائل شيئاً ولا يزري بِهم ، ومما ينبغي التنبيه عليه أن كلاًّ من الجرح والتعديل يجري في نقل الأخبار عن قوم لآخرين والناقل حينئذ إما أن يكون عدلاً ، وإما أن يكون مجروحاً كما يجري ذلك في الشهادة فيما يتعلق بالأموال والأعراض والدماء . هذا ما ظهر لي ودونته على سبيل الاختصار . والله أعلم .
وخير ما يحمل عليه القائلون بأن الجرح والتعديل قد انتهى أمره ومات رجاله ومن قرون عديدة ، أنَّهم نظروا في المؤلفات التي عنيت بهذا الفن ومدى كثرتها وتنوع رتبها ، من حيث البسط والتوسط والاختصار فقرروا
عدم وجود ما يسمى بالجرح والتعديل في هذا الزمان ،وعدم وجود أهله ، كما قرروا عدم حاجة الناس إلى شيءٍ من ذلك أبدًا . والله أعلم ". اهــ
المصدر:
"من كتاب الأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة (6/242-246) "

10 - قول الشيخ محمد بن هادي المدخلي
السؤال : هذا يسأل يقول الذين يطعنون في الجرح والتعديل ويقولون إن زمن الجرح والتعديل هو زمن الصحابة أما اليوم فيعتبر كل ذلك غيبة كيف نرد عليهم ؟
الجواب : " الجرح والتعديل ما ظهر في زمن إنما ظهر بعد ذلك، زمن الصحابة زمن الصدق، ولكن لما وقعت الفتن وركب الناس الصعب والذلول فقيل سموا لنا رجالكم فيعرف أهل السنة فيعرف حديثم ويعرف أهل البدعة فيرد حديثهم، هذا من ناحية .
وأما من ناحية ثانية: وهي أن الجرح والتعديل قد انتهى زمنه هذا كذب وقول على الله بغير علم ، فالجرح والتعديل لأجل الرواية انتهى صحيح ، دون أسماء الرواة في الكتب ولا نزال أنا وأنت كطالب العلم وأهل العلم لانزال إلى الآن نغتاب أناسا أصبحوا رمما، أصبحوا ترابا نغتابهم لماذا ؟ لله تبارك وتعالى، للحفاظ على دين الله هو في القرن الثاني ونحن نقول عنه كذاب، هو في القرن الثالث ونحن نقول عنه دجال، هو في القرن الثاني ونحن نقول عنه شديد الضعف وهكذا، نحن نقول هذا لحفظ دين الله تبارك وتعالى فهذا لا نزال نقوله إلى الآن في رواة الحديث أما ما يتعلق بالبدع وأهلها فقد سمعتم كلام من ؟ النووي بين أدينا كتاب رياض الصالحين إن كان في هذا المسجد فباستطاعتك أن تأتي به في باب ما يجوز من الغيبة ومن رأى طالب علم يتردد على فقيه وخاف عليه حذره منه ، نعم فهذا ليس من الغيبة بل هذا من النصيحة ". اهــ
المصدر :
"من محاضرة التأصيل العلم الشرعي في دورة ابن القيم الجوزية الرابعة"
يوم الجمعة 20 \ 10 \30 هـ
الدقيقة 97:00


11 - قول الشيخ محمد بن عمر بازمول
السؤال الثامن : هل باب الجرح والتعديل يختص بعلم الرواية فقط وأن هذا الباب قد أغلق ؟
" الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله:
أما بعد: فإن علم الجرح والتعديل والكلام فيه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة طالما هناك إسلام لماذا؟ أقول : باب الشهادات في القضاء والخصومات والمنازعات يقوم على أساس الجرح والتعديل فطالما هناك بشر فهناك اختلاف وهناك خصام وهناك نزاع وطالما هناك نزاع فهناك حكومات وقضايا وطالما هناك قضايا فلا بد من شهود والشهود لابد لهم من مزكين يزكونهم فالجرح والتعديل من حيث هو، لا يحدد بزمان ولا مكان إنما نقول طالما فيه إسلام قائم فيه جرح وتعديل. أدنى باب أذكره لك باب الشهادات معروف من أبواب الفقه وما يترتب عليه من أبواب القضاء والحكومات والنزاعات، أيضاً ما يتعلق بتطبيق أحكام الله عز وجل مثلاً : قتل الصيد على المحرم (المثلية فيه) {يحكم به اثنان ذوا عدل منكم} معناه أنه لابد من جرح وتعديل، لتمييز ذوي العدل، من غيرهم، فإذا جرحوا لم تقبل كلمتهم وهكذا أبواب أخرى في الشرع تقتضي الجرح والتعديل وعليه نقول: الكلام في الرجال جرحاً وتعديلاً هو من العلوم المتعلقة بالإسلام وجوداً وعدماً فطالما هناك إسلام قائم هناك جرح وتعديل، وقس على هذا أبواب كثيرة من أبواب الفقه كلها لابد فيها من جرح وتعديل .
خذ مثلاً باب طلب العلم وآداب طلب العلم، هذا الباب طالما فيه إسلام وعلم إسلامي يطلب لابد فيه من الجرح والتعديل قال أحد السلف : ( كانوا إذا أرادوا أن يسمعوا الحديث من شخص سألوا عنه حتى يظن الناس أنهم يريدوا أن يزوجوه) وقال الآخر: ( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ) ما معنى هذا الكلام؟ معنى هذا الكلام أنك بحاجة إلى الجرح والتعديل طالما هناك علم إسلامي تطلبه . فمن قال أن الجرح والتعديل هو فقط خاص بسلسة رواة الأسانيد يعني بكتب الرواية فقط من قال بهذا؟! تطبيقات الإسلام تختلف مع هذا، أنت بحاجة إلى معرفة الجرح والتعديل في قضايا كثيرة جداً من المسائل التي يذكرها العلماء في باب الصلاة مسألة الصلاة خلف صاحب البدعة، الكلام على صاحب البدعة هو كلام في الجرح والتعديل, الكلام في أحوال الناس في البدعة والسنة هو كلام في الجرح والتعديل , في باب الطب والعلاج، ينص العلماء أنه يقبل كلام الطبيب المسلم الثقة معناه قد يوجد طبيب مسلم ولكنه غير ثقة، ثقة وغير ثقة هذا كلام في الجرح والتعديل , حينما تأتي لأمور الدعوة يأتي داعية يقال: هو داعية إسلامي ويريد أن يدعونا مثل قضية طلب العلم أن تعلم أن هذا الداعية زكاه أهل العلم أو لم يزكه أهل العلم! إذاً لا يقال يا أخي أن الجرح والتعديل انتهى أمره وانقضى زمانه وأنه هو متعلق بالرواية و الآن لا يوجد عندنا جرح وتعديل .
الشيخ الألباني وهو علم من أعلام هذا العصر في الحديث وصف الشيخ ربيع بأنه حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر !! فلو كان هذا الوصف غير منطبق لكان أولى الناس بإنكاره وعدم استعماله على رجل في هذا العصر الشيخ الألباني لأنه من أهل الاختصاص. والله اعلم , وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ". اهــ
المصدر:
" أسئلة الليبيين الى الشيخ محمد بن عمر بازمول حول العقيدة "


وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم


التعديل الأخير تم بواسطة نسيم منصري ; 26 Oct 2016 الساعة 12:36 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 Oct 2016, 12:56 PM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي

قد كشف فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري -حفظه الله تعالى- شبهة من شبهات أهل التمييع، وهي زعمهم أن باب الجرح والتعديل مغلق فلا يستعمل في الوقت الحاضر، وكان ذلك ليلة الخميس الموافق 22 ربيع الثاني من عام 1433هـ عقب درسه في «عمدة الأحكام» الذي ينقل مباشرا على إذاعة ميراث الأنبياء، حيث سئل فضيلته عما يقوله بعض الطلبة من أن باب علم الجرح والتعديل مغلق، أي لا يستعمل في هذا الزمان، فأجاب:
بعض الطلبة؟! يعني هل العلم بقي في أيدي الطلاب؟! أقول: هل دين الله بقي أيدي الطلبة؟! نعم حتى العلماء طلاب علم، لكن الصيغة هنا تشعر بأنهم طلبة لا زال بعضهم يطلب يدرس في مبتدئيات الطلب، أقول -بارك الله فيك-: هناك مثل عند العرب تقوله: «ما هذا بعُشِّكِ فَادْرُجِي»، ومن تكلم في غير فنّه أتى بالعجائب، ومن تكلم فيما لا يحسن أظهر عوار رأيه وقوله، فهو عندما يريد الغلق... وهذا الكلام قد بينته وفصلته بتفصيل لا أقول فصلته تفصيلاً مملاً، لكنه تفصيل -بإذن الله تعالى- فيه التحقيق والتدقيق، هل هذا الموضوع مغلق أو غير مغلق، هذا قول غلط -بارك الله فيك-، أنت عندما تريد أن تغلق أليس هذا غلق لعلم، هل لك أن تغلق أبواب العلم؟ كمن يريد غلق باب الاجتهاد، ويقولون: لا يجوز الاجتهاد لمن ملك الآلية والأهلية، هل هذا صحيح؟! النوازل قائمة أو ليست قائمة؟ إذا قلنا بغلق باب الاجتهاد إذاً لا يجوز لك أنت أن تتكلم في النوازل ولا يتكلم فيها لا عالم ولا غيره، لا يتكلم فيها عالم فضلاً عن غيره. أهل الأهواء والبدع هل البدع انتهت بموت الجهم بن صفوان، والجعد بن درهم، وعمرو بن عبيد المعتزلي وهؤلاء، انتهت خلاص ولا في؟ لكل قوم وارث، بل وُرَّاث، والبدع تتجدد، فيحملون هذه الآراء والأقوال الفاسدة والكاسدة، «إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، ليس اختلافاً واحداً، وهذه الاختلافات ظلمات، كما قال الله جل في علاه: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. إذاً لا تحذروا من مبتدع ولا من ضالّ ولا من زنديق ولا...، ولا...، ولو جاء رجل يريد أن يتزوج ابنتك أو أختك لا يجوز لك أن تسأل عنه، ولا يجوز لمن سئل أن يقول: هذا صالح ولا طالح، الباب مغلق! ولا نشرت الزندقة والكفر والضلال والإلحاد ما يجوز لك أن تتكلم في الملحدين ولا الضالين ولا المبتدعين، تمسك. هذا قول باطل عاطل -بارك الله فيك-، الواقع يكذبه، الذين يريدون ويتبجحون ويقولون ولا يستحون من فرط جهلهم وهواهم يريدون غلق هذا الباب هم من أكثر الناس كلاماً في هذا الباب وطعناً في علماء السنة الذين يتكلمون في هذا الباب بعلم وعدل، أليس كذلك؟! يحذرون منهم، وينفرون الناس عنهم، ويطعنون فيهم «غلاة»، «غلو»، «غلاة»، إلى آخره، بل يتبجح بعضهم، وهذا من فرط جهله بالسنة -والعياذ بالله- ومن انحرافه، أن يصف علماء السنة فيقول: إن هؤلاء فاقوا الحدّادية، يعني يتهمون علماء السنة المتكلمين في هذا الباب بعلم وعدل أنهم غلاة في جرح الناس، هذه المقالة أليست هي رأس الغلو في هذا الباب؟! ما شاء الله تبارك الرحمن، ثم ينصح -ويظن أنه قد نصح وما نصح نفسه- أن يقول للطلبة: لا تشتغلوا في باب الجرح والتعديل، هو يجرح في المجلس نفسه، أبى الله إلا أن يظهر التناقض على فلتات المخالف للسنة، كما قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله-، لا بد أن يتناقض، في مجلس واحد ومقام واحد -بارك الله فيك-.
أنا أقول -وقد قلت- وأكرر: الكلام في الأعراض الناس الأصل فيها المنع، والحظر، وعدم الجواز، وقد بيناه مراراً وتكراراً في شرحنا لـ«الضوابط» و«النخبة» وغير ذلك، بما لا يأتي من يزيد علينا ديانةً وأمانةً، أقول: هذا الباب الأصل فيه المنع، والحظر، وعدم الجواز، فلا يباح إلا بغرض شرعي صحيح فقط، لا يباح ولا يجوز الكلام فيه إلا بغرض شرعي صحيح، وهذا الذي قلت أنهم يتكلمون فيه بعلم وعدل، ولهذا قال ابن دقيق العيد -رحمه الله-: «إن أعراض الناس حفرة من حفر النار، وقف على شفيرها اثنان: الحكام والمحدثون»، «الحكام» يريد الذين يقضون بين الناس، وهذا ظاهر، «والمحدثون» أي الذين يتكلمون في الناس جرحاً وتعديلاً، يا أخي انظر إلى الإمام أحمد، لا تقل: هذا الباب خاص بالرواية فقط والرواة، نعم باب الرواة قد انتهى، لكن إلى الآن نحن نتكلم: رجل ضعيف، ثقة، صحيح، ليس صحيحاً، ما نتكلم وننقل كلام الأئمة، ونستخلص الرأي الصحيح الراجح فيه؟! طيب، الكلام في بابه من حيث الديانة والأمانة هذا لا يمكن غلقه ولا تستطيع أن تغلقه، وليس لك أن تغلقه، ومن أغلقه فقد نادى على نفسه بالجهل، والواقع يكذبه، انظر فصلاً كاملاً في «مناقب الإمام أحمد» لابن الجوزي، فمذكور فيه جمع سئل عنهم الإمام أحمد وليس أحد منهم من الرواة، يقول: جهمي، يقول كذا، يقول: زنديق، يقول كذا، يقول كذا، يقول كذا في بعضهم، ليس لهم علاقة بالرواية، وقدي وكذا إلى آخره، فانتبه -بارك الله فيك- أقول: حفرة من حفر النار وقف على شفيرها اثنان: الحكام والمحدثون، يعني إن تكلم بعلم وعدل نجى من الوقوع، وإن تكلم بهوى وبجهل واعتداء سقط -والعياذ بالله-، فانتبهوا -بارك الله فيكم-، نسأل الله جل وعلا أن يبارك لنا ولكم في الأعمال والأعمار. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

ويمكنكم تحميل هذه المادة القيمة من موقع الشيخ الرسمي:


(1) حديث صحيح، انظر تخريجه في سلسلة الأحاديث الصحيحة للإمام الألباني (2 / 610-611 / 937)
(2) سورة المائدة: 16.
(3) الاقتراح في بيان الاصطلاح (ص 61).
(4) مناقب الإمام أحمد (ص 250-253).
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 Oct 2016, 01:05 PM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي

قال الرب سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبا فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)


قال العلامة محمد بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه وبارك في علمه وعمره:

فإذا كان هذ الأمر من الله جل جلاله لنا نحن المسلمين المؤمنين حتى لا نصيب قوما بجهالة, تحفظ به الدماء والأموال والفروج والأعراض فكيف بدين الله جل وعلا
وأمر ربنا بنص بين
في خبر الفاسق بالتبين
يشعر أن خبر الأثبات
يؤخذ بالقبول والإثبات

فالجرح والتعديل حفظ الله به الدين, وعلماء الجرح والتعديل هم علماء الملة,
هم المفسرون, وهذه كتب التفسير المجردة والمختصرة والمتوسطة التي لا أسانيد فيها أو المطولة ولا أسانيد فيها, على كتب من قامت؟ قامت على كتب أئمة من قال حدثنا أخبرنا, ابن جرير وأمثاله في زمانه, البخاري وأمثاله في زمانه, أحمد رحمه الله له كتاب في التفسير مفقود, ابن أبي حاتم له كتاب, عبدالرزاق له كتاب
التفسير أئمته أئمة حدثنا وأخبرنا أئمة الحديث,
أئمة الففقه هم المحدثون, مالك, تلميذه الشافعي, تلميذ تلميذه أحمد, أصحاب المذاهب الثلاثة هم أئمة الحديث بل فحول أئمة الحديث,
هكذا التاريخ, من هم سادته وفرسانه؟
أئمة الحديث, بدأوا بالخبر عما قبل البعثة في أول بدء الخلق بالأسانيد ونقلوا فيه في الإسرائيليات ثم جاؤوا إلى المبعث ثم جاؤوا إلى المغازي ثم جاؤوا بعد ذلك إلى أخبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم انتقلوا بعد ذلك إلى الحوادث والوقائع, كلها مدونة بحدثنا وأخبرنا, فأئمة التاريخ هم أصحاب الحديث,
أئمة أصول الفقه هم أهل الحديث,
أول من دونه في الكتب
محمد بن شافع المطلبي
كتب الرسالة الشافعي وسأله في كتابتها عبدالرحمن بن مهدي, نعم السائل والمسؤول, أئمة الحديث, وبعد ذلك تلاعب فيه بعد مرور الزمان المعتزلة وأفراخهم, ولا يزال ولله الحمد أهل السنة ينفون عن أصول الفقه الصحيحة إدخال هؤلاء,
فلم يزل أئمة الحديث قائمين بهذا,
فهذا التفسير والتاريخ والفقه وأصول الفقه ماذا بقي؟
الحديث هو المصدر الثاني في التشريع, ونقول المصدر الثاني باعتباره وحيا غير متلو, وإلا فهو والقرآن سواء (ألا إني أوتيت القرآن (ومثله) معه) ولكن باعتباره, وحي ثاني يعني: غير متلو,
فسنة النبي وحي ثاني
عليهما قد أطلق الوحيان
وإنما سبيلها الرواية
فافتقر الراوي إلى الدراية
لصحة المروي عن الرسول
ليعلم المردود من مقبول
لا سيما عند تظاهر الفتن
ولبس إفك المحدثين بالسنن
فقام عند ذلك الأئمة
بنصرة الدين ونصح الأمة
فميزوا صحيحها من مفترى
حتى صفت نقية كما ترى
ثم إليها قربوا الوصولا
لغيرهم فأصلوا أصولا
ولقبوا ذاك بعلم المصطلح إلى آخره
هؤلاء هم فحول الدين,
هذه العقائد الممتونة مختصرة, القواعد الأربع, ثلاثة الأصول, كشف الشبهات, كتاب التوحيد, الواسطية, الحموية الكبرى, ثم انتقل بعد ذلك إلى ما شئت,
هذه الكتب اختصرت من ماذا؟ من السنة المسندة, سواء كانت ضمنية كالاعتصام بالكتاب والسنة في الصحيح للبخاري, كالاعتصام بالسنة, كتاب الاعتصام بالسنة في البخاري, كتاب السنة في أبي داود وأمثالها
أو الكتب المفردة كالسنة لعبدالله بن أحمد والسنة لأبي بكر بن أبي عاصم و... إلى أن تصل إلى السنة المعروف بين الناس بالإبانة لابن بطة, شرح أصول الاعتقاد للالكائي, الحجة للأصبهاني, الحجة على تارك المحجة للمقدسي, كلها ماذا؟ حدثنا,
والأبواب التي فيها هي المسائل المختصرة في الكتب الممتونة ,
فعاد علماء الحديث هم حفظة الدين
كفاهموا شرفا أن أصبحوا خلفا
لسيد الحنفا في دينه القيم
يروون عنه أحاديث الشريعة لا
يألون حفظا لها بالصدر والقلم
هم حاملوا الدين والحامون حوزته
من العدو بجيش غير منهزم
هؤلاء هم الذين حفظ الله بهم الدين, وكل من بعدهم هم عالة عليهم, فلله درهم وعليه شكرهم, الناس محتاجون إليهم وهم ليسوا بحاجة إلى أحد, وهذا كلام أئمة السنة العدول, الجرح والتعديل هو قوام هذا الدين, هو العمود الفقري لهذا الدين الذي حفظ به,
ولا يمكن أن يتكلم فيه إلا واحد من رجلين: إما جاهل لا يدري, ما يقال له يردده كالببغاء, يقال فيردد
أو صاحب هوى قد انطوى على حقد لهذه الأمة, فنسأل الله العافية والسلامة وأعتذر إن كنت تدخلت هذه المداخلة من أشياخنا وإخواننا الأفاضل

قال الشيخ العلامة زيد بن محمد بن هادي رحمه الله تعالى: أحسنت بها جزاك الله خيرا

قال الشيخ محمد بن هادي: فلعل الإخوة ونحن جميعا نتشوق لسماع شيخنا الشيخ عبيد الجابري جزاه الله خيرا فليتفضل مشكورا

قال الشيخ العلامة عبيد بن عبدالله الجابري حفظه الله وبارك في عمره وعلمه: بسم الله والحمدلله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين,
باديء ذي بدء أقول: إن أخانا فضيلة الشيخ أبي محمد زيد بن محمد قد وفى وكفى وشفى, أروى الغليل وشفى العليل, فشكر الله له أولا: زيارة إخوانه في الله
وشكر الله له ثانيا: ما سمعناه من المحاضرة القيمة في مسجد القبلتين بعنوان: نصائح للشباب, أقول: حتى الشياب
وشكر الله له ثالثا: هذه الجلسة التي أتحفنا بما سمعتم, وإن كان لا بد أن أقول- وقد أبى أبو أنس (الشيخ محمد بن هادي) أن ينتقل بكم من زيد إلى عبيد- فهو مكرر, لكن ما دام طلب مني ما أستطيع أهرب, أنا بين جمع كبير وين أروح....

انتهى من محاضرة: وصية العلامة زيد المدخلي رحمه الله لأبنائه بالمدينة
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 Oct 2016, 05:30 PM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي

[مقالة] علماء الجرح والتعديل في المقابر الآن! كلمة قالها الشيخ العلامة الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد فقد نسمع كثيرا استشهاد القطبيين والسروريين والحزبيين عموما بكلمة للشيخ الفاضل العلامة صالح الفوزان التي هي : ((علماء الجرح والتعديل في المقابر الآن))! ونحن على يقين تام بأن الشيخ الفاضل لم يقصد بكلمته هذه ما فسّرها به الحزبيون، فهم فسروا كلمته بأنها غلق لباب الكلام في المنحرفين والتحذير من المبتدعة والحزبيين، فرأيت أنه من الواجب عليّ أن أشارك في كشف هذه الشبهة درءا لإلصاق التهمة بعالم من علمائنا أفنى عمره في نشر التوحيد والسنة والدعوة إلى سلف هذه الأمة وذلك ببيان مقصد الشيخ من كلمته من خلال أقواله وسياق كلامه؛ لأن خير من يفسر كلامَ المرء هو المرء نفسُه وصاحب الدار أدرى بما فيها، وليس أعداؤه، فهؤلاء لا يحبون الشيخ ولا يقيمون لكلامه وزنا اذا خالف أهواءهم، ولكن يستدلون بكلمته هذه بناء على تفسيرهم الباطل لها خدمة لباطلهم وللتستر على بدعتهم، وإلا فلماذا لا ينقل هؤلاء كلام الشيخ الفوزان حفظه الله في التحذير من الاخوانية والسروية والقطبية ومن مؤلفات سيد قطب والحركيين؟!
أم انهم يكيلون بمكيالين و يشملهم نصيب من عموم قوله تعالى: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [المائدة : 41]
فهؤلاء يقولون لأتباعهم المقلدة: إن وجدتم من كلام العلماء السلفيين قولا محتملا يمكن تفسيره بما يخدم مناهجكم فخذوه، وإن لم تجدوا شيئا من هذا في كلامهم فاحذروهم فإنهم عملاء السلاطين وإنهم علماء الحيض والنفاس وإنهم وإنهم...!
وهؤلاء اليوم يلبسون لباس أهل السنة، ويتظاهرون بالتمسك بها، وهم لم يفعلوا ذلك إلا لأجل القضاء على وحدة أهل السنة والجماعة، وضرب بعضهم ببعض، وتفريق صفوفهم وكلمتهم لكي تعلو راية البدعة وتسود جيوشها، ولكن يمكرون ومكر أولئك هو يبور، لأن أهل السنة نصروا الله فنصرهم وحفظوا دينه من التحريف فحفظهم، ولذا فمهما اندس بينهم من تزيا بزيهم فإن الله سوف يفضح أمره ويهتك ستره، وها نحن الآن نحاول –بعون الله وتوفيقه- أن نكشف الستر عن هذه الشبهة فأقول وبالله التوفيق:
لقد فرح المنحرفون ببعض فتاوى الشيخ الفاضل صالح الفوزان وظنوا أنها لهم، ولكن عند التأمل يظهر أنها عليهم كما سيظهر، والفتوى هي:
((والله ما نعرف أحدا من علماء الجرح والتعديل في عصرنا الحاضر ، علماء الجرح والتعديل في المقابر الآن، ولكن كلامهم موجود في كتبهم –كتب الجرح والتعديل – والجرح والتعديل في علم الاسناد وفي رواية الحديث، وما هو الجرح والتعديل في سب الناس وتنقصهم، وفلان فيه كذا وفلان فيه كذا، ومدح بعض الناس وسب بعض الناس، هذا من الغيبة ومن النميمة، وليس هو الجرح والتعديل)).
أقول لقد أشار العلماء إلى ثلاثة أشياء ينبغي التفريق بينها:
1- الكلام في رواة الأحاديث
2- سبُّ الناس وتنقصهم
3- التحذير من المبتدعة في كل عصر ومصر
ونلاحظ من كلام الشيخ الفوزان السابق أنه حفظه الله أدخل النوع الأول في باب الجرح والتعديل بل خصّ هذا المصطلح بالنوع الأول.
وأدخل النوع الثاني في باب الغيبة والنميمة.
بينما أدخل الأخير في باب النصيحة ولم يدخله في باب الجرح والتعديل، (ولا مشاحة في الاصطلاح) فالمهم هو أنه لا ينكر الرد على المخالف ولا التحذير من المبتدعة، وأما أنه حفظه الله يسمي هذا نصيحة ولا يسميه جرحا فلا إشكال في ذلك فالخلاف لفظي وليس حقيقيا بينه وبين العلماء الآخرين الذين أدخلوا الأخير تحت اسم الجرح والتعديل كالشيخ الألباني رحمه الله والشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما يظهر من قوله: ((فالجرح والتعديل لايزال باقيا مادام نوع الانسان باقيا، فالجرح والتعديل باق)).
فعلماؤنا السلفيون كلهم متفقون على التحذير من المبتدعة بالأدلة الشرعية وأن هذا الرد لا يكون داخلاً في الغيبة بالكلية وليس هو مما يكرهه أولئك العلماء بل مما يحبونه ويمدحون فاعله ويثنون عليه ، ومن أبرزهم في هذا المجال الشيخ صالح الفوزان نفسه تأصيلا وتنزيلا؛
أما تأصيلا فله أقوال كثيرة في هذا الباب كما هي مثبتة في (الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة) منها:
1. قال حفظه الله:((فالواجب على الشباب وغيرهم : رفض كل الجماعات والفِرق المخالفة لجماعة أهل السنة والاستقامة، وأن يحذروا من الدعاة الذين يدعون لتلك الجماعات كما حذّر منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن يلزموا جماعة أهل السنة، وهي الجماعة الواحدة الثابتة على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وأصحابه)).
2. وفي الجواب على سؤال نصه:(ما رأيكم في كتاب "القطبية"، وهل تنصح بقراءته، وهل كتب الردود من منهج السلف رحمهم الله؟) قال حفظه الله: ((الرد على المخالف؛ سنة السلف؛ فالسلف يردون على المخالفين وهذه كتبهم موجودة...وكثير من الأئمة ردوا على المخالفين من أجل بيان الحق وإظهار الحق للناس حتى لا تضل الأمة وتتبع المخطئين والمخالفين، وهذا من النصيحة للأمة أما كتاب "القطبية" وغيره من الكتب؛ فما كان فيه من صواب وصدق فلا بد من الأخذ به ... أما كوننا نتكتم على الناس، ونغرر بالناس ونقول اتركوا هذه الكتب بأيدي الشباب وبأيدي الناس وفيها السموم وفيها الأخطاء فهذا من الغش للأمة؛ ولا يجوز هذا. لابد من البيان لابد من النصيحة، لا بد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. هذه كتب الردود موجودة من قديم الزمان وما عابها أحد ولا انتقدها أحد الحمد لله، لابد من البيان)).
3. وجوابا على سؤال نصه:(هل يجب على العلماء أن يُبَيَّنُوا للشباب وللعامة خطر التحزب والتفرق والجماعات؟ .) قال حفظه الله: ((نعم، يجب بيان خطر التحزب، وخطر الانقسام والتفرق؛ ليكون الناس على بصيرة، لأنه حتى العوام ينخدعون، كَمْ من العوام الآن انخدعوا ببعض الجماعات يظنون أنها على حق ؟ . فلابد أن نُبَيِّن للناس - المتعلمين والعوام - خطر الأحزاب والفِرَق؛ لأنهم إذا سكتوا قال الناس : العلماء كانوا عارفين عن هذا وساكتين عليه؛ فيدخل الضلال من هذا الباب؛ فلا بد من البيان عندما تحدث مثل هذه الأمور، والخطر على العوام أكثر من الخطر على المتعلمين؛ لأن العوام مع سكوت العلماء يظنون أن هذا هو الصحيح وهذا هو الحق ).
4. وقال أيضا: ((نعم، يجب أن نحذر من المناهج المخالفة لمنهج السلف، هذا من النصيحة لله، ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم . نحذِّر من أهل الشرور، ونحذِّر من المناهج المخالفة لمنهج الإسلام، ونُبيِّن مضار هذه الأمور للناس، ونحثهم على التمسك بالكتاب والسنة، هذا واجب . ولكن هذا من شؤون أهل العلم الذين يجب أن يتدخلوا في هذا الأمر، وان يوضحوه للناس بالطريقة اللائقة المشروعة الناجحة - بإذن الله -)).
5. وجوابا على سؤال نصه:(هل بيان بعض أخطاء الكتب الحزبية، أو الجماعات الوافدة إلى بلادنا؛ يُعتبر من التعرض للدعاة ؟) قال حفظه الله: ((لا، هذا ليس من التعرّض للدعاة؛ لأن هذه الكتب ليست كتب دعوة، وهؤلاء - أصحاب هذه الكتب والأفكار - ليسوا من الدعاة إلى الله على بصيرةٍ، وعلمٍ، وعلى حق . فنحن حين نُبَيِّن أخطاء هذه الكتب - أو هؤلاء الدعاة - ليس من باب التجريح للأشخاص لذاتهم، وإنما من باب النصيحة للأمة أن تتسرب إليها أفكار مشبوهة، ثم تكون الفتنة، وتتفرّق الكلمة، وتتشتت الجماعة، وليس غرضنا الأشخاص، غرضنا الأفكار الموجودة بالكتب التي وَفَدَت إلينا باسم الدعوة)).
6. وجوابا على سؤال نصه:(هل التحذير من المناهج المخالفة ودعاتها يعتبر تفريقًا للمسلمين وشقًا لصفهم؟) قال حفظه الله: ((التحذير من المناهج المخالفة لمنهج السلف يعتبر جمعًا لكلمة المسلمين لا تفريقًا لصفوفهم، لأنّ الذي يفرّق صفوف المسلمين هو المناهج المخالفة لمنهج السلف)). هذا التأصيل:
وأما تنزيلا فعلى نوعين:
الأول: تحذيره من الأحزاب والجماعات بعينها.
والآخر: تحذيره من شخصيات ورموز بأعينهم.
ونذكر بعض الأمثلة على كلا النوعين؛
أما الأول فكتحذيره من :
التبليغ والإخوان والقطبيين والسروريين وحزب النور المصري وغيرها من الفرق.
وقال حفظه الله: ((أما هذه الجماعات الوافدة فيجب أن لا نتقبلها لأنها تريد أن تنحرف بنا أو تفرقنا، وتجعل هذا تبليغي وهذا إخواني...)).
وأما الثاني فمنها:
1. ردّ الشيخ على محمد قطب في كتابه لمنهج التوحيد للمرحلة الثانوية وقال‏:ان ما قام به عمل ناقص جدًّا، لأن ما قام به في هذا العمل يقتصر غالبا على إثبات توحيد الربوبية، وهي تحصيل حاصل.
2. وردّ على محمد على الصابوني وحذر من كتبه.
3. وردّ على عبد الكريم الخطيب في كتاب ‏"‏الدعوة الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب‏"‏
4. وردّ ما توهمه الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو من صحة نسبة ما في كتاب ‏"‏نهج البلاغة‏"‏ إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
5. وردّ على محمد سعيد رمضان البوطي.
6. وردّ أوهام أبي زهرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمهما الله –
7. وردّ على ما قاله حسن البنا من أن آيات الصفات من المتشابه
8. قال الشيخ الفوزان في تحذيره من عرعور: ((وأصلا ما هو بعالم... أنصح الشباب السلفي بمقاطعته و عدم حضور دروسه هو و أمثاله)).
9. قال الشيخ الفوزان في تحذيره من أبي الحسن بقوله: (اتركوا هذا الرجل).
10. وردّ على طارق السويدان ووصفه بأنه مجرم.
11. و ردّ على محمد حسان.
12. وكذلك ردّ على محمد سرور بن نايف زين العابدين وقال : هذا القائل من دعاة الضلال؛ نسأل الله العافية فيجب أن نَحْذَر من كتابه هذا، وأن نُحذِّر منه.
وردّ على غير هؤلاء أيضا.
فظهر من هذا أن تعلقهم بمقولة الشيخ الفوزان حفظه الله السابقة تعلق باطل؛ لأن الشيخ حفظه الله لم يسكت هو عن منكرهم وبدعهم ولا عن التحذير منهم، وغاية ما يفهم من عموم أقواله في هذه المسألة أمران:

يتبع ........

التعديل الأخير تم بواسطة نسيم منصري ; 25 Oct 2016 الساعة 06:38 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 Oct 2016, 05:33 PM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي

الأمر الأول: تحذيره من أن يقوم بالتحذير من ليس مؤهلا لذلك كالصغار الذين يتقدمون بين يدي الكبار في الحكم على الناس كما يظهر من قوله: ((لأنهم ليسوا من علماء الجرح والتعديل ولا يعرفون الجرح والتعديل، ولا يعرفون مواضع الجرح والتعديل)) ينظر موقع الشيخ على النت الفتوى رقم (9442). وأما تقدم الصغار بين يدي العلماء فإنه خصلة ذميمة ملاحظة في فرقة الحدادية الذين لا يقفون عند كلام العلماء بل هم يصدرون الأحكام على الدعاة بدون علم .
وهذا التحذير يشاركه فيه غيره من العلماء كالشيخ ربيع حفظه الله كما يظهر من أقواله هذه:
قال الشيخ ربيع حفظه الله: ((فإن كثيراً من الشباب إذا خاضوا في الفتنة جرفتهم أو مزقتهم، وقد حصل هذا، فالأسلم لهم البعد عنها وعدم الخوض فيها، والحفاظ على عقيدتهم وأخوتهم في الله، وأن يدَعوا العلاج للعلماء)).
والأمر الآخر: تحذيره من تجريح من لا يستحق ذلك من العلماء وطلبة العلم وأهل الخير فيحذر الشيخ من خلط التحذير من المبتدعة بالكلام في الأفاضل، كما يقول حفظه الله: ((ولا يجوز الكلام في الناس والكلام في العلماء وطلبة العلم وأهل الخير، ولو لاحظتَ عليهم شيئا ما يجوز أن تتكلم في غيبتهم، حرام هذه غيبة ونميمة، إذا لاحظت عليهم شيء تبلغهم هذا الشيء (كلمة غير واضحة) فليس هذا من الجرح والتعديل هذا من الغيبة))
وهذا التحذير يشاركه فيه غيره من العلماء كالشيخ ابن عثيمين رحمه الله محذرا من تتبع عورات المسلمين و لا سيّما العلماء وطلبة العلم بقوله:
((والواجب - بارك الله فيك- لمن صدر منه ما يُنتقد عليه ، أن يدافع الإنسان عن أخيه إذا سمع من ينتقده في هذا، ويقول: لعله اشتبه عليه الأمر..لعل له تأويلاً ، لاسيما من عُرف بالصدق والإخلاص، وحب نشر العلم ).
وكذلك يشارك الشيخُ ربيع الشيخَ الفوزانَ في التحذير من غلو واستعجال الحدادية ومن تأثر بهم من الشباب في طعنهم في كل من أصابته زلة أو وقع في خطأ من العلماء وطلبة العلم السلفيين ،كما يظهر من أقواله الكثيرة التي منها:
قوله: ((ولقد تعبتُ كثيراً وكثيراً هنا وهناك، من معالجة آثار كلام من لا ينظر في العواقب، ولا يراعي المصالح والمفاسد، ولا يستخدم الرفق والحكمة، تلكم الأمور والأصول العظيمة التي يجب مراعاتها، ولا تقوم للدعوة قائمة إلا بها)).
وقال حفظه الله ناصحا من يسيء الظن بإخوانه السلفيين الدعاة ويتتبع عثراتهم:
((أدعوك إلى أن تضع يدك في يد إخوانك، وأن تحسن بهم الظن، وأن تعتقد أن فيهم من يهمه أمر الدعوة مثلك وأكثر)). ((فهم ينصحون ويعالجون ويسعون لإزالة الشبه وجمع كلمة السلفيين بكل ما يستطيعون مادياً ومعنوياً. وكان يجب عليك أن تكون معهم في هذه الأمور التي يقومون بها، ويعانون من المشاكل والمصاعب في سبيل القيام بها ما الله به عليم، ويد الله مع الجماعة، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)).
وقال حفظه الله لمن يدعي السنة وهو يطعن في الدعاة السلفيين : ((أدعوك إلى الجد في علاج ما جرى في هذه الأيام من فتن... وأدعوك إلى السعي في جمع الكلمة ومنها الثناء على إخوانك والتصدي لمن يطعن فيهم))
وبين حفظه الله أن هؤلاء لا يحسنون العلاج وإنما هم قادرون على إشعال نار الفتنة فقط فقال:((جاءت الفتن، واشتعلت نيران الفرقة التي أوقفت الدعوة ودمرتها، وجعلت بأس أهلها بينهم، ثم لا علاج من قبلكم)).
فظهر من كلام الشيخين الفوزان وربيع أن الكلام في علماء أهل السنة و طلبة العلم منهم وفي أهل الخير عموما هو الذي يُعد غيبة وشرّا وسببا للفتنة والفرقة، وأما التحذير من أهل البدع فالكل متفقون على وجوبه وأنه ليس من الغيبة وكما ذكر الفرق بين هذين الأمرين الإمام النووي رحمه الله فقد قال: عند شرحِه لحديث ( من سترَ مُسلماً ستره الله ...) : ((وأمَّا السِّترُ المندوب إليه هنا، فالمراد به الستر على ذوي الهيئاتِ ( أهل السُّؤددِ والفَضْلِ الذين لا يُعْرَفُون بالشَّرِ والفسادِ ) ونحوهم، ممَّن ليس معروفاً بالأذى والفسادِ، فأمَّا المعرُوفُ بذلك فيُستحبُّ ألاَّ يُستَرَ عليه؛ تُرفعُ قضيَّتُه إلى وليِّ الأمرِ، إن لم يُخَفْ من ذلك مفسدةً، لأنَّ السِّترَ على هذا يُطْمِعُهُ في الإيذاءِ والفسادِ، وانتهاكِ الحُرُمات، وجَسارةُ غيرِه على مثلِ فِعْلِه، وهذا كلُّه في سِترِ معصيةٍ وقعت وانقضت ...
وأمَّا جرحُ الرُّواةِ والشُّهودِ والأُمناءِ على الصَّدقاتِ والأوقافِ والأيتامِ ونحوهم، فيجبُ جرحُهم عند الحاجةِ، ولا يحلُّ السترُ عليهم إذا رأى منهم ما يقدحُ في أهليَّتِهم، وليس هذا من الغيبَةِ المُحرَّمةِ؛ بل من النَّصيحةِ الواجبةِ، وهذا مُجمعٌ عليه .
وقد نبَّه الإمامُ النَّوويُّ على هذه المسألةِ في كتابه ( رياضِ الصَّالحين ) أيضا تحت : باب ما يُباحُ من الغِيبةِ، فقال بعد سَرْدِه الأسباب التي تُبيحُ إظهارِ المستور : ((... الخامس : أن يكون مُجاهراً بِفسْقِه أو بدعتِه))
وقال شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله في بعض دروسه : ((اجمع من يعتد به على شرعية الجرح والتعديل وقلنا (شرعية) لأنه قد يكون واجباً أو مباحاً أو محرماً والأصل في أعراض المسلمين التحريم)) ترجمة الشيخ مقبل الوادعي (ص / 60) .
وقد ردّ علماء الحديث قديما على هذه الشبهة التي يثيرها الحزبيون والقطبيون والسروريون اليوم والتي هي حصر الكلام في رواة الأحاديث فقط ومنع الكلام في المبتدعة والحزبيين، ومن العلماء الذين فندوا هذه الشبهة السخاوي وشيخه الحافظ ابن حجر رحمهما الله كما يظهر فيما يأتي:
قال السخاوي في فتح المغيث شرح ألفية الحديث - (3 / 362) : ((فإن قيل: قد شغف جماعة من المتأخرين القائلين بالتاريخ وما أشبهه كالذهبي، ثم شيخنا ـ يعني ابن حجر ـ بذكر المعائب، ولو لم يكن المعاب من أهل الرواية، وذلك غيبة محضة. ولذا تعقب ابن دقيق العيد ابن السمعاني في ذكره بعض الشعراء وقدح فيه بقوله: إذا لم يضطر إلى القدح فيه للرواية لم يجز. ونحوه قول ابن المرابط: (قد دونت الأخبار وما بقي للتجريح فائدة، بل انقطعت من رأس الأربعمائة)، ودندن هو وغيره ممن لم يتدبر مقاله بعيب المحدثين بذلك:
قلت: الملحوظ في تسويغ ذلك كونه نصيحة ولا انحصار لها في الرواية؛
فقد ذكروا من الأماكن التي يجوز فيها ذكر المرء بما يكره، ولا يعد ذلك غيبة، بل هو نصيحة واجبة:
1. أن تكون للمذكور ولاية لا يقوم بها على وجهها، إما بأن لا يكون صالحاً لها، وإما بأن يكون فاسقاً أو مغفلاً، أو نحو ذلك، فيذكر ليزال بغيره ممن يصلح.
2. أو يكون مبتدعاً أو فاسقاً، ويرى من يتردد إليه للعلم ويخاف عليه عود الضرر من قبله فيعلمه ببيان حاله.
3. ويلتحق بذلك المتساهل في الفتوى، أو التصنيف، أو الأحكام، أو الشهادات، أو النقل، أو المتساهل في ذكر العلماء أو في الرشاء والارتشاء، إما بتعاطيه له أو بإقراره عليه مع قدرته على منعه، أو أكل أموال الناس بالحيل والافتراء أو الغاصب لكتب العلم من أربابها أو المساجد بحيث تصير ملكاً، أو غير ذلك من المحرمات. فكل ذلك جائز أو واجب ذكره ليحذر ضرره.
4. وكذا يجب ذكر المجاهر بشيء مما ذكره ونحوه من باب أولى.
قال شيخنا-يعني ابن حجر-: ((ويتأكد الذكر لكل هذا في حق المحدث، لأن أصل وضع فنه بيان الجرح والتعديل))، وهذا بيان لمن يقوم بهذا الأمر فليس كل أحد يتصدى لهذا الباب ويقوم به وإنما هو للمحدثين لأهل العلم بألفاظ الجرح والتعديل وبالقواعد التي ذكرها أهل العلم رحمهم الله تعالى وثنوها في هذا الباب ونحو ذلك ، فهو لا يجوز إلا لمن توفرت فيه الشروط التي نص عليها أهل العلم في القائمين بالجرح والتعديل
ثم ذكر تكملة كلام الحافظ ابن حجر الذي هو: ((فمن عابه – يعني المحدث- بذكره لعيب المجاهر بالفسق أو المتصف بشيء مما ذكر فهو جاهل أو ملبس، أو مشارك له في صفته فيخشى أن يسري إليه الوصف)) وينظر: الرد العلمي على منكري التصنيف - (1 / 16-17) للشيخ عبدالسلام بن برجس رحمه الله.
**************
وأنا أقتدي بالحافظ ابن حجر فأقول: من عاب أهل العلم السلفيين بذكرهم لعيب المبتدعة والحزبيين والحدادية الغلاة والمميعة الجفاة فهو جاهل أو ملبس، أو مشارك له في صفته فيخشى أن يسري إليه الوصف.
وهذا معتقدي أُظهره ديانة وليس تقليدا لأحد
وبعد هذا فقد نشر بعض الإخوة من أهل السنة صوتية مسجلة لي وقام بتفريغها ونشرها في شبكة سحاب، وجاء في الصوتية ما يلي:

1. لا شك أنَّ مسائل الجرح والتعديل لها رجالها؛ هذه المسائل ليست لكل سلفي ولا لكل طالب علم فضلاً عن عامة المسلمين. مَنْ تكلَّم بهذا الكلام للعامة فنقول: قد أصاب!؛ العامة لا نشغلهم بهذا الأمر! ؛ لكلٍّ ميدانه ومجاله، ولكلِّ كلامٍ أهله، وما أنت بمحدِّث قوماً حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة، الكلام الذي يَصلح لهؤلاء قد لا يَصلح لأولئك، فليس كل ما هو حق يُقال لكل أحد. فإنْ قصد صاحب هذا الكلام أنَّ العوام لا يُتكلَّم معهم بمثل هذا الكلام؛ نقول: قد أصاب!!؛ لأنَّ الناس عقولهم لا تدرك بعض الأمورفيقعون في فتنة، وقد يسيئون بك الظن.
2. أما نقلُ كلام أهل العلم في باب الجرح والتعديل؛ نقلُ كلام أهل العلم، لا أنك تُنشئ كلاماً وتحكم على الناس!، نقلُ كلام أهل العلم لمن ترى أنَّ هذا الكلام ينفعه ويصلحه فلا شك أنَّ هذا واجبٌ؛ لكن ينبغي أن يُنقل هذا الكلام بأمانة ويُنقل إليه كذلك بالحق وبرفق وبلين وبقصد النصح والبيان إن شاء الله تعالى، ليس بقصد الانتقام والتشفي)).
أقول إنه قد يفهم من الفقرة الأولى من كلامي أنني أمنع تحذير العامة من المبتدعة والمنحرفين، وهذا وإن فُهم من عبارتي فأنا أبرأ إلى الله من هذا المنهج وأبين هنا وأصرح بأن هذا ليس مقصدي على الاطلاق وإن كلامي في الفقرة الثانية في الصوتية نفسها يرد هذا الفهم لكلامي الأول، فأنا فرقت بين أمرين في فقرتي كلامي :
اما الأمر الأول فهو مسائل الجرح والتعديل تلكم المسائل العلمية المذكورة في كتب المصطلح والجرح والتعديل المتعلقة بأسباب الجرح وما يجرح به الشخص وما لا يجرح به ومن هو المؤهل للتجريح والتعديل وهل يُقبل الجرح المجمل أم لا بد من تفسيره وما الحكم إذا تعارض الجرح والتعديل، وهل يشترط أن لا يكون المعدلون أكثر من الجارحين وغيرها من مسائل الجرح والتعديل، وكذلك الكتب المؤلفة في تجريح وتبديع الرموز والشخصيات وبعض الدعاة فالعوام ليسوا أهلا لفتح هذه المسائل معهم لأنَّ الناس عقولهم لا تدرك بعض الأمورفيقعون في فتنة.
وإنما الذي ينفع العامي هو:
الأمر الثاني الذي أشرت إليه في الفقرة الثانية من كلامي: وهو نقلُ كلام أهل العلم في التحذير من المنحرفين وبيان أنهم ليسوا أهلا للاستماع لهم والرجوع إليهم وهكذا تنقل هذا الكلام لمن ترى أنَّ هذا الكلام ينفعه ويصلحه فلا شك أنَّ هذا واجبٌ .
وهذا التقييد والتفصيل واضح من كلامي الذي يأتي بعد كما في هذه الفقرات من كلامي في الصوتية نفسها:

يتبع........
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 Oct 2016, 05:34 PM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي

1. قلت : ((نقلُ كلام أهل العلم لمن ترى أنَّ هذا الكلام ينفعه ويصلحهفلا شك أنَّ هذا واجبٌ)).
2. وقلت: ((أما إن قصد أنَّ هذا الباب يُغلق، وأنه لا ينبغي أن يَتَكلَّم أحدٌ في هذا الباب؛ نقول: هذا يُخالف أصلاً عظيماً من أصول الدين)).
3. وقلت: ((الرد على المخالف أصل من أصول الدين، فالذي يُنكر هذا، ويقول: لم يبق هذا المجال أو هذا الأمر في عصرنا هذا؛ هذا لا شك أنه إما جاهل ينبغي أن يُعلَّم، وإما معاند حاقد؛ نسأل الله أن يهديه)).
4. وقلت: ((نحتاج في كل عصر وفي كل مدينة مثلاً أن يقوم مَنْ هو أهل لذلك ورعاً وتقوى وعلماً وديانة أن يُحذِّر الناس من الخطيب الفلاني)).
5. وقلت: ((أيها المسلمون احذروا هؤلاء)).
6. وقلت: ((أفلا نحتاج إلى رجال يُحذِّرونمن أمثال هذا)).
7. وقلت: ((فالجرح والتعديل لا بدَّ منه، وحراسة الدين تكون بهذا)).
فكل هذه العبارات في هذه الصوتية نفسها بينت مقصدي من كلامي السابق بوضوح وفسرت عبارتي تلك، وقال ابن القيم:' إياك أن تهمل قصد المتكلم ونيته وعرفه فتجني عليه وعلى الشريعة وتنسب إليها ما هي بريئة منه'[إعلام الموقعين 3/62].
وينبغي أن يُعلَم أنني في عبارتي المتقدمة لم أعتمد على كلام أحد من المنحرفين ، وإنما اعتمدت على كلام الصحابي الجليل عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ كما جاء في صحيح مسلم أنه قَالَ: (مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لاَ تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلاَّ كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً)؛ لان العقول لا تحمل الا قدر طاقتها فإذا زيد عليها ما لا تحتمله استحال الحال من الصلاح الى الفساد كما قال المناوي.

وسيأتي توضيح أكثر لهذه المسألة من كلام العلماء

وأما تفريقي بين (إنشاء الكلام في المبتدعة من قبل الشاب السلفي الذي لا علم له) الذي منعتُه، وبين (نقل كلام العلماء) الذي أوجبتُه فواضح جدا لأمور:

1. لأن إنشاء الكلام من قبل شباب أهل السنة المبتدئين في الطلب لا يكون بعلم وإنما يكون غالبا بالعاطفة والحماس ويكون معه شيء من الغلو وعدم الدقة والعدل، ولا ينظر الشاب المبتدئ في طلب العلم –وما أكثرهم- إلى مآلات الأمور. بينما نقل كلام العلماء يسلم من هذه المحاذير؛ لأن العالم يتكلم بعلم و عدل، ويتكلم حين يرى الكلام ينفع ويكون له –ظاهرا- مآل حسن..
2. وثمت فرق آخر وهو أنه ليس كل من صار سلفيا صار عالما بالجرح والتعديل عارفا بالناس وبما يجرح به الشخص، فليس من حق جميع السلفيين انشاء الكلام في الناس والحكم على الآخرين، بل كان في كل عصر قلة من الأئمة الأجلاء يقومون بهذا الواجب، ولهذا قلَّ الأئمة في هذا الفن، وإن كثر طلابه والراغبون فيه والمشاركون لأهله، في كل عصر ومكان؛ وما ذاك إلا لصعوبة هذا المسلك وعجز أكثر الطلاب عنه.
3. ولأن العلماء قالوا يشترط في المعدل والجارح أربعة شروط. هي:
1 ـ أن يكون عدلاً.
2 ـ أن يكون وَرِعاً يمنعه الورع من التعصب والهوى.
3 ـ أن يكون يَقِظاً غير مغفّل لئلا يغتر بظاهر حال الراوي.
4 ـ أن يكون عارفاً بأسباب الجرح والتعديل لئلا يجرح عدلاً أو يعدّل من استحق الجرح
وهذه الشروط لا تجتمع في من ليس من أهل العلم
ثم هل كان يحسن بالشباب أن يتقدموا بين يدي الشيخ ربيع مثلا في تبديع الحلبي وأمثاله؟!
بل هل كان مقبولا منهم لو فعلوا؟!.
نعم عقول العوام لا تدرك ولا تستسيغ التجريح الصادر من الشباب صغار السن والعلم للدعاة المشهورين عند العامة بالديانة والعلم، ولكن هذه العقول نفسها تستسيغ –غالبا- إذا نقل الشباب كلام أهل العلم وتجريحهم للمنحرفين، لأن منزلة أهل العلم عند العامة فوق منزلة الشباب بدرجات كثيرة.
ثم هل يُعقل أن يقبل كلام الشاب كما يقبل كلام ابن باز وربيع بل وابن المبارك؟!.
قال الشيخ صالح الفوزان: ((لا ينبغي للطلبة المبتدئين وغيرهم من العامة أن يشتغلوا بالتبديع والتفسيق؛ لأن ذلك أمر خطير وهم ليس عندهم علم ودراية في هذا الموضوع، وأيضًا هذا يحدث العداوة والبغضاء بينهم، فالواجب عليهم الاشتغال بطلب العلم وكف ألسنتهم عما لا فائدة فيه، بل فيه مضرة عليهم وعلى غيرهم)) المنتقى من فتاوى الفوزان - (45 / 6).
فظهر الفرق بين قيام الشباب بالتبديع والتجريح وبين نقلهم لأحكام أهل العلم في هذا الباب.
وظهر أنني لم أقصد غلق باب الجرح والذي بين قصدي هو بقية كلامي الذي هو: ((أما إن قصد أنَّ هذا الباب يُغلق، وأنه لا ينبغي أن يَتَكلَّم أحدٌ في هذا الباب؛ نقول: هذا يُخالف أصلاً عظيماً من أصول الدين؛ لأنَّ الردَّ على المخالف أصل يندرج تحت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعلماء قالوا: الرد على المخالف أصل من أصول الدين، فالذي يُنكر هذا، ويقول: لم يبق هذا المجال أو هذا الأمر في عصرنا هذا؛ هذا لا شك أنه إما جاهل ينبغي أن يُعلَّم، وإما معاند حاقد؛ نسأل الله أن يهديه))!!!

فهذا الكلام الصريح مني يمنع حمل كلامي على غلق هذا الباب الذي هو باب الجرح والتعديل، وهذا ليس من باب حمل المجمل على المفصل ؛ لأن كلامي في هذه الصوتية نفسها مفصل وصريح.
بعض الضوابط والقواعد في الدعوة

وأخيرا أقول لإخواني شباب أهل السنة عموما ينبغي بعد إخلاص النية لله مراعاة بعض الضوابط والقواعد في الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كي نضمن إن شاء الله سلامة الكلام وسلامة قيامنا بهذه الوظائف:

يتبع .......
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 Oct 2016, 05:36 PM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي

القاعدة الأولى: وجوب اعتماد هذه الوظائف على العلم الشرعي الصحيح

القاعدة الثانية : وجوب التثبت والتأني والتورع والتدرج وعدم التسرع.

لأن الداعية إذا تدرج لوجد أنه سيحصل أكثر مما يحصل عليه بالسرعة التي ليس فيها مراعاة للواقع ولطبيعة الإنسان، ومن الأمثلة على هذا :
1. ما كان من هدي النبي عليه الصلاة والسلام لما طاف حول الكعبة - بعد صلح الحديبية في العام السابع من الهجرة- والأصنام حولها ستون وثلاثمائة صنم، فكان يطوف بها بدون أن يتعرض لها بالشتم أو الإزالة؛ لأن هذا لم يحِن وقته المناسب بعدُ بل له مجال آخر، وبعد مضي عام واحد فقط عندما جاء عليه الصلاة والسلام لفتح مكة فجعل يطعن هذه الأصنام بمحجنه وهي تتهاوى، ويقول: { وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا } [الإسراء:81].
2. وكذلك قصة عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز، فإنه لما تولى أبوه الخلافة ، وكان يتدرج في معالجة الأمور، فجاءه ابنه عبد الملك ينكر عليه ويقول: كيف تلقى الله عز وجل بمثل كذا وكذا؟
فقال له: ألا ترضى ألا يمر على أبيك يوم إلا وهو يميت بدعة ويحيي سنة؟
كان الابن الشاب يريد – لحماسته- أن تكون كلها في يوم واحد، ولكن الأب الحكيم المتأني كان يريد أن يجعلها بتدرج تحصل به النتيجة المطلوبة.
وهكذا فعلى طالب العلم السني أن يجتهد ويعد عدته ويفكر ويدبر ويستشير، ويستعين بالله عز وجل ، وأما التعجل فلا ينبغي أن يكون ؛ لأن كل شيء بأوانه.
قال الشيخ الفوزان: ((وأوصى بعدم التسرّع في الحكم على الناس، ورميهم بالمخالفة، وتنفيرهم)) الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة (ص:142)

القاعدة الثالثة: مراعاة مقاصد الشريعة.

(المقاصد التي شرعت الأحكام لتحقيقها وهي المصالح التي تعود إلى العباد وإسعادهم في دنياهم وأخراهم سواء أكان تحصيلها عن طريق جلب المنافع أو عن طريق دفع المضار) المقاصد العامة للشريعة الإسلامية
قال الشاطبي في الموافقات (3 / 123): ((إن أحكام الشريعة تشتمل على مصلحة كلية في الجملة، وعلى مصلحة جزئية في كل مسألة على الخصوص، أما الجزئية؛ فما يعرب عنها كل دليل لحكم في خاصته، وأما الكلية؛ فهي أن يكون كل مكلف تحت قانون معين من تكاليف الشرع في جميع حركاته وأقواله واعتقاداته؛ فلا يكون كالبهيمة المسيبة تعمل بهواها، حتى يرتاض بلجام الشرع، ...، فإذا صار المكلف في كل مسألة عنَّتْ له يتبع رخص المذاهب، وكل قول وافق فيها هواه؛ فقد خلع ربقة التقوى، وتمادى في متابعة الهوى، ونقض ما أبرمه الشارع وأخر ما قدمه)).
وقال الشاطبي: ( فزلة العالم أكثر ما تكون عنـد الغفلـة عن اعتبار مقاصـد الشرع في ذلك المعنى الذي اجتهد فيه..) الموافقات للشاطبي 4 / 170.
القاعدة الرابعة : اعتبار المآلات.

يقول الشاطبي : ( النظر فى مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعاً أكانت الأفعال موافقة أو مخالفة وذلك أن المجتهد لا يحكم على فعل من الأفعال الصادرة عن المكلفين بالإقدام أو بالإحجام إلا بعد نظره إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل،
1. وقد يكون مشروعاً لمصلحة فيه تستجلب أو لمفسدة تدرأ ولكن له مآل على خلاف ما قصد فيه.
2. وقد يكون غير مشروع لمفسدة تنشأ عنه أو مصلحة تندفع به ولكن له مآل على خلاف ذلك.
· فإذا أطلق القول في الأول بالمشروعية، فربما أدى استجلاب المصلحة فيه إلى مفسدة تساوي المصلحة أو تزيد عليها، فيكون هذا مانعًا من إطلاق القول بالمشروعية.
· وكذلك إذا أطلق القول في الثاني بعدم المشروعية ربما أدى استدفاع المفسدة إلى مفسدة تساوي أو تزيد، فلا يصح إطلاق القول بعدم المشروعية)) الموافقات 4 / 194 .
وقال: ((فإن الأعمال -إذا تأملتها- مقدمات لنتائج المصالح، فإنها أسباب لمسببات هى مقصودة للشارع والمسببات هي مآلات الأسباب، فاعتبارها في جريان الأسباب مطلوب، وهو معنى النظر في المآلات)) الموافقات (5 / 178)
ويقول ابن القيم : ( فإن كان في المسألة نص أو إجماع فعليه تبلغيه بحسب الإمكان فمن سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار هذا إذا أمن المفتي غائلة الفتوى فإن لم يأمن غائلتها وخاف من ترتب شر أكثر من الإمساك عنها أمسك عنها ترجيحاً لدفع أعلى المفسدتين باحتمال أدناهما، ثم ساق قصة بناء الكعبة على قواعد إبراهيم ، ثم قال رحمه الله : وكذلك إن كان عقل السائل لا يحتمل الجواب عما سأل عنه وخاف المسئول أن يكون فتنة له أمسك عن جوابه ، قال ابن عباس t لرجل سأله عن تفسير آية وما يؤمنك أني لو أخبرتك بتفسيرها كفرت به أي جحدته وأنكرته وكفرت به ولم يرد أنك تكفر بالله ورسوله) أعلام الموقعين لابن القيم 4 / 157 - 158
قال ابن تيمية:' العمل الواحد يكون فعله مستحبا تارة، وتركه تارة باعتبار ما يترجح من مصلحة فعله وتركه حسب الأدلة الشرعية، والمسلم يترك المستحب إذا كان في فعله فساد راجح على مصلحته' [الفتاوى].
القاعدة الخامسة : مراعاة أحوال الناس ما أمكن والتدرج معهم في الدعوة والبيان إذ ليس كل ما يعلم مما هو حق يطلب نشره وإن كان من علم الشريعة..

ويدل لذلك ما يلي : ـ
لقد بوب على ذلك البخاري في الصحيح في كتاب العلم بقوله: بَاب مَنْ تَرَكَ بَعْضَ الِاخْتِيَارِ مَخَافَةَ أَنْ يَقْصُرَ فَهْمُ بَعْضِ النَّاسِ عَنْهُ فَيَقَعُوا فِي أَشَدَّ مِنْهُ:
عَنْ عَائِشَة قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَائِشَةُ لَوْلَا قَوْمُكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِكُفْرٍ لَنَقَضْتُ الْكَعْبَةَ فَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ بَابٌ يَدْخُلُ النَّاسُ وَبَابٌ يَخْرُجُونَ.
فإن الرسول عليه الصلاة والسلام ترك ذلك لأنه سيؤدي إلى أمر أعظم من تحقيق تلك المصلحة. وكم كان من مواقف الصحابة والسلف رضوان الله عليهم ما أمسكوا به عن أمور كانوا يرون أن إنفاذها موافق للشرع، لكنه في وقت وحال معين قد يكون مترتباً عليها أعظم مما يراد من المصالح فتركوه
قال الشاطبي رحمه الله:((من يتبجح بذكر المسائل العلمية لمن ليس من أهلها، أو ذكر كبار المسائل لمن لا يحتمل عقله إلا صغارها، على ضد التربية المشروعة، فمثل هذا يوقع في مصائب، ومن أجلها قال علي, رضي الله عنه: "حدثوا الناس بما يفهمون أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟"، وقد يصير ذلك فتنة على بعض السامعين)) الموافقات (1/123).
وقال: ((وقال علي: "حدثوا الناس بما يفهمون، أتريدون أن يكذَّب الله ورسوله؟!"، فجعل إلقاء العلم مقيدًا، فرب مسألة تصلح لقوم دون قوم، وقد قالوا في الرباني: إنه الذي يعلم بصغار العلم قبل كباره، فهذا الترتيب من ذلك)) الموافقات (5/36)
وقال: ((فصل: ومن هذا يعلم أنه ليس كل ما يعلم مما هو حق يطلب نشره وإن كان من علم الشريعة ومما يفيد علمًا بالأحكام، بل ذلك ينقسم:
1. فمنه ما هو مطلوب النشر، وهو غالب علم الشريعة،
2. ومنه ما لا يطلب نشره بإطلاق،
3. أو لا يطلب نشره بالنسبة إلى حال أو وقت أو شخص...
ومن ذلك علم المتشابهات والكلام فيها، ...
وقد جاء في الحديث عن علي: "حدثوا الناس بما يفهمون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟"...
وعن ابْن عَبَّاس، كُنْتُ أُقْرِئُ عَبْدَالرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَلَمَّا كَانَ آخِرُ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ، فَقَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بِمِنًى: لَوْ شَهِدْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَاهُ رَجُلٌ قَالَ: إِنَّ فُلانًا يَقُولُ: لَوْ مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَبَايَعْنَا فُلانًا، فَقَالَ عُمَرُ: لأقُومَنَّ الْعَشِيَّةَ، فَأُحَذِّرَ هَؤُلاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ، قُلْتُ: لا تَفْعَلْ، فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ يَغْلِبُونَ عَلَى مَجْلِسِكَ، فَأَخَافُ أَنْ لا يُنْزِلُوهَا عَلَى وَجْهِهَا، فَيُطِيرُ بِهَا كُلُّ مُطِيرٍ، فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ دَارَ الْهِجْرَةِ وَدَارَ السُّنَّةِ، فَتَخْلُصَ بِأَصْحَابِ النَّبِىّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ، فَيَحْفَظُوا مَقَالَتَكَ، وَيُنْزِلُوهَا عَلَى وَجْهِهَا. فقال : والله لأقومن في أول مقام أقومه بالمدينة)) الحديث أخرجه البخاري.
ومنه أن لا يذكر للمبتدئ من العلم ما هو حظ المنتهي، بل يربي بصغار العلم قبل كباره،
إلى غير ذلك مما يدل على أنه ليس كل علم يبث وينشر وإن كان حقًا وقد أخبر مالك عن نفسه أن عنده أحاديث وعلمًا ما تكلم فيها ولا حدث بها، وكان يكره الكلام فيما ليس تحته عمل، وأخبر عمن تقدمه أنهم كانوا يكرهون ذلك، فتنبه لهذا المعنى.
وضابطه أنك:
1. تعرض مسألتك على الشريعة، فإن صحت في ميزانها،
2. فانظر في مآلها بالنسبة إلى حال الزمان وأهله، فإن لم يؤد ذكرها إلى مفسدة،
3. فاعرضها في ذهنك على العقول،
1) فإن قبلتها، فلك أن تتكلم فيها:
أ*- إما على العموم إن كانت مما تقبلها العقول على العموم،
ب*- وإما على الخصوص إن كانت غير لائقة بالعموم،
2) وإن لم يكن لمسألتك هذا المساغ، فالسكوت عنها هو الجاري على وفق المصلحة الشرعية والعقلية)). الموافقات في أصول الفقه للغرناطي (5/167- 172).

يتبع........
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 Oct 2016, 05:38 PM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي

قال الشيخ الفوزان: ((فالحاصل؛ أن طالب العلم والواعظ والمعلم يجب عليه أن يراعي أحوال الحاضرين وأحوال الناس، ويعطيهم ما يحتاجون إليه من المسائل، ولا يُلقى عليهم المسائل الغريبة التي لم يتوصلوا إليها، فلو أتيت عند طلبة علم مبتدئين، فلا تلق عليهم غرائب المسائل التي لا يعرفها إلاَّ الراسخون في العلم، بل تعلمهم مبادئ مبسطة سهلة يتدرّجونبها شيئاً فشيئاً، ...، الحاصل: أن كل شيء له شيء، وكل مقام له مقال)) ترجمة الشيخ صالح بن عبدالله الفوزان - (2 / 85).
فلا تتكلم مع العامي بكلام لا يبلغه عقله، لأن سامعه يفهمه - في الغالب - على غير وجهه، وهو فتنة تؤدى إلى التكذيب بالحق وإلى العمل بالباطل وكلامك هذا يوقعه إما في النفرة والشرود، وإما في التخبط الفكري والدخول في غياهب الفتن.
والكلام في موضعه جعله الشاطبي رحمه الله من السنة، وجعل الكلام في غير موضعه مما يترتب عليه الفهوم والأعمال الخاطئة ضرب من ضروب البدع ، كماقال الإمام الشاطبي: ((ومن ذلك- أي الابتداع- التحدث مع العوام بما لا تفهمه ولا تعقل معناه فإنه من باب وضع الحكمة غير موضعها فسامعها:
1. إما أن يفهمها على غير وجهها - وهو الغالب - وهو فتنة تؤدى إلى التكذيب بالحق وإلى العمل بالباطل
2. وإما لا يفهم منها شيئا وهو اسلم ولكن المحدث لم يعط الحكمة حقها من الصون بل صار في التحدث بها كالعابث بنعمة الله)). الاعتصام ـ للشاطبى (2 / 13)
وقال ابن القيم في 'إعلام الموقعين' تنبيهًا على هذا الأمر: ((ولا تَجْمد على المنقول في الكتب طول عمرك بل إذا جاءك رجل من غير إقليمك يستفتيك فلا تجره على عرف بلدك، وسله عن عرف بلده فأجره عليه وأفته به دون عرف بلدك والمذكور في كتبك)) إعلام الموقعين [3/78].
ثم بين ما يترتب على ذلك من الاضرار، فقال: ((ومن أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب على اختلاف عرفهم وعوائدهم وأزمنتهم وأحوالهم وقرائن أحوالهم فقد ضل وأضل، وكانت جنايته على الدين أعظم من جناية من طبّب الناس كلهم على اختلاف بلادهم وعوائدهم وأزمنتهم وطبائعهم بما في كتاب من كتب الطب على أبدانهم بل هذا الطبيب وهذا المفتي الجاهل أضر منه على أديان الناس وأبدانهم )) [إعلام الموقعين (3/78)].
وقال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله: ((فيجوز أن نخصص بعض الناس بالعلم دون بعض، حيث أن بعض الناس لو أخبرته بشيء من العلم أفتتن فيحدث كل أحد حسب مقدرته وفهمه وعقله)) وقال: ((فلهذا نحن لا نحدِّثُ العامة بشيء لا تبلغه عقولُهم؛ لئلا تحصُلَ الفتنة ويتضرَّرَ في عقيدته وفي عَمَلِهِ)) وقال: ((فالحاصلُ: أنه ينبغي لطالب العِلم أن يكون معلِّماً مربيًّا، والشيءُ الذي يُخشى منه الفتنة؛ وليس أمراً لازماً لا بُدَّ منه؛ ينبغي له أن يتجنَّبه.)). محمد الصالح العثيمين - (127 / 38) و(173 / 63)
ولكن ينبغي أن يُعْلَم أنه ليس معنى هذا الكلام هو كتم العلم الذي لا تبلغه عقول العامة وإنما المراد هو أن لا يُفاجئهم به مفاجئة بدون تمهيد ومقدمات وتدرج كما قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله (26/212) : ((فإن قيل: هل ندع الحديث بما لا تبلغه عقول الناس، وإن كانوا محتاجين لذلك؟

أجيب: لا ندعه، ولكن نحدثهم بطريق تبلغه عقولهم، وذلك بأن ننقلهم رويدا رويدا؛ حتى يتقبلوا هذا الحديث ويطمئنوا إليه، ولا ندع ما لا تبلغه عقولهم ونقول: هذا شيء مستنكر لا نتكلم به)).
وقال ابن الجوزي: ((فالله الله أن تحدث مخلوقاً من العوام بما لا يحتمله دون احتيال وتلطف؛ فإنه لا يزول ما في نفسه، ويخاطر المحدِّث له بنفسه)).
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله ورعاه في الجواب على هذا السؤال : (إذا كان التنبيه على البدعة المتأصلة سيحدث فتنة؛ فهل السكوت عليها أولى؟ أم يجب التنبيه ويحدث ما يحدث؟)
فقال حفظه الله: ((حسب الظروف، إذا كان يترتب مضرة أكثر من المصلحة؛ فهنا ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما هو الأنسب، لكن لا تسكت عن البيان والدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة وتعليم الناسشيئًا فشيئًا؛ فالله يقول جل وعلا: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]؛ فإذا كان مثلاً إظهار الإنكار يحدث مفسدة أكبر؛ فنحن لا نظهر الإنكار أول مرة، ولكن نعلم الناس، ونخبر ونبين، ونبصر الناس حتى يتركوا هذا الشيء من أنفسهم، والله جل وعلا يقول:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]؛ فالجاهل يُبدأ معه بالحكمة واللين، وإذا رأينا منه بعض النفور، يوعظ ويخوف بالله عز وجل، وإذا رأينا منه أنه لا يقبل الحق ويريد أن يدافع الحق بالقوة؛ فإنه يقابل بالقوة عند ذلك.
فالحاصل أن القاعدة الشرعية أنه يجوز ارتكاب أخف الضررين لتفادي أعلاهما، كذلك درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.ولكن هذا شيء مؤقت؛ فنحن نتعامل مع هؤلاء الذين اعتادوا على هذا الشيء وأصروا عليه، نتعامل معهم بالرفق واللين، ونبين لهم أن هذا خطأ لا يجوز، ومع كثرة التذكير والتكرار؛ فإن الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء؛ فربما يتأثرون بالموعظة والتذكير، ويتركون هذا الشيء من أنفسهم؛ فنحن نتبع الطرق الكفيلة لإنجاح المهمة، ونستعمل الحكمة في موضعها، والموعظة في موضعها، ونستعمل الشدة في موضعها، وهكذا يكون الداعية إلى الله عز وجل، فلكل مقام مقال)). (مجموع رسائل دعوية ومنهجية)
وينبغي أن يُعلم أيضا أن عدم تحديث العوام بما يثير الفتن ليس معناه أن يغير الدعاة وطلبة العلم أو يبدلوا شيئا مما قرره الشرع تحت أي دعوى بل ينبغي التفريق بين:
- سعة الأمر في كيفية الدعوة، واختيار الأسلوب المناسب، والوقت الملائم.
- وبين تغيير المنهج الصحيح، وتمييع الأصول السنية السلفية.
فالأول مشروع، وأما الآخر فمحرم و غش وخيانة، فلا يجوز لأحد أن يُثني على مبتدع بحجة عدم تحديث العوام بأنه قد بدّعه العالم السُنّي في وقت ما أو مكان ما. فإن الشارع قد جوز للعالم، أو الداعية أن يكتم بعض العلم في بعض الأحيان لمصلحة معتبرة يراها، كما يدل على ذلك قوله تعالى: [ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم] وهكذا فقد يكون التصريح لبعض الناس بتبديع شخص ما يثير ردة فعل منهم بأن يطعنوا في علماء السنة ويسيئون بهم الظن ولا يقبلون منهم الحق فيُمنع التصريح وقتيا سدا للذريعة.
ولكن ليس له قلب الحقائق وجعل السنة بدعة والبدعة سنة، فليُنتبه لهذا.
القاعدة السادسة: وجوب مراعاة الفرق بين النصيحة والتعيير

فإنه يجب أن يحمل كلام أهل العلم ودعاة أهل السنة السلفيين الذي يحتمل أكثر من معنى على أحسن مُحْمَلاتِهِ ولا يجوز حمله على أسوأ حالاته . وقد قال عمر رضي الله تعالى عنه : ( لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً ) .
وأما إذا وجد أحدٌ كلاما لأحدهم لا يحتمل غير الخطأ فإذا أمكن الاتصال به ليخبره بالخطأ وبالعيب ليجتنبه كان ذلك حسناً لمن أُخبر بعيب من عيوبه أن يعتذر منها إن كان له منها عذر أو يصلح خطأه بنفسه ويظهر ذلك، وإن ذلك أفضل للناصح والمنصوح، وأما أن يغتنم الناصح هذا الخطأ ليتخذه وسيلة وذريعة للطعن المبطن في المنصوح ولتوبيخه على خطأه فهذا قبح مذموم . وقيل لبعض السلف : أتحبُّ أن يخبرك أحد بعيوبك ؟ فقال : (إن كان يريد أن يوبخني فلا) فكيف إذا كان التوبيخ على رؤوس الأشهاد فلا ك أن هذا أقبح لأنه يفتح باب الجدل والقيل والقال ويثير الفتن ويوغر الصدور.
قال الفضيل : ( المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويُعيِّر ) .
فهذا الذي ذكره الفضيل من علامات النصح والتعيير ، وهو أن النصح يقترن به الستر والتعيير يقترن به الإعلان .
وكان يقال : ( من أمر أخاه على رؤوس الملأ فقد عيَّره ) أو بهذا المعنى .
وكان السلف يكرهون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على هذا الوجه ويحبون أن يكون سراً فيما بين الآمر والمأمور فإن هذا من علامات النصحفإن الناصح ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له وإنما غرضه إزالة المفسدة التي وقع فيها . وأما إشاعة وإظهار العيوب فهو مما حرمه الله ورسوله قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النور:19)والأحاديث في فضل السر كثيرةٌ جدَّاً .
ومِن أظهرِ التعيير : إظهارُ السوء وإشاعتُه في قالب النصح ... وكان في الباطن إنما غرضه التعيير والأذى
ومثال ذلك : أن يريد الإنسان ذمَّ رجل وتنقصه وإظهار عيبه لينفر الناس عنه إما محبة لإيذائه أو لعداوته أو مخافة من مزاحمته على مال أو رئاسة أو غير ذلك من الأسباب المذمومة فلا يتوصل إلى ذلك إلا بإظهار الطعن فيه بسبب ديني مثل : أن يكون قد ردَّ قولاً ضعيفاً من أقوال عالم مشهور فيشيع بين من يعظِّم ذلك العالم أن فلاناً يُبغِضُ هذا العالم ويذمُّه ويطعن عليه فيغرُّ بذلك كل من يعظِّمه ويوهمهم أن بغض الراد وأذاه من أعمال العرب لأنه ذبٌّ عن ذلك العالم ورفع الأذى عنه وذلك قُربة إلى تعالى وطاعته فيجمع هذا المظهر للنصح بين أمرين قبيحين محرَّمين :
أحدهما : أن يحمل ردُّ العالم القول الآخر على البغض والطعن والهوى وقد يكون إنما أراد به النصح للمؤمنين وإظهار ما لا له كتمانه من العلم .
والثاني : أن يظهر الطعن عليه ليتوصل بذلك إلى هواه وغرضه الفاسد في قالب النصح والذب عن علماء الشرع.

يتبع......
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 Oct 2016, 05:40 PM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي

حكم من يبين خطأ من أخطأ من علماء ودعاة أهل السنة (وليس أهل البدع والضلالة) كالآتي:
1. حكمه الظاهر هو أنه لا حرج عليه ولا لوم يتوجه إليه إذا تأدب في الخطاب وأحسن في الرد والجواب.
2. وأما في باطن الأمر ففيه تفصل كالآتي:
أ*- فإن كان مقصوده في ذلك مجرد تبيين الحق ولئلا يغتر الناس بمقالات من أخطأ في مقالاته فلا ريب أنه مثاب على قصده ودخل بفعله هذا بهذه النية في النصح لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم، ومن عُرف منه أنه أراد بردِّه على العلماء النصيحة لله ورسوله فإنه يجب أن يُعامَل بالإكرام والاحترام.
ب*- وأما إذا كان مرادُ الرادِّ بذلك إظهارَ عيب من ردَّ عليه وتنقصَه وتبيينَ جهله وقصوره في العلم ونحو ذلك كان محرماً سواء كان ردُّه لذلك في وجه من ردِّ عليه أو في غيبته وسواء كان في حياته أو بعد موته وهذا داخل فيما ذمَّه الله تعالى في كتابه وتوعد عليه في الهمز واللمز وداخل أيضاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم : "يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته " . ومن عرف منه أنه أراد برده عليهم التنقص والذم وإظهار العيب فإنه يستحق أن يقابل بالعقوبة ليرتدع هو ونظراؤه عن هذه الرذائل المحرمة. ويُعرف هذا القصد تارة بإقرار الرادِّ واعترافه ، وتارة بقرائن تحيط بفعله وقوله مثل: كثرة البغي والعدوان وقلة الورع وإطلاق اللسان وكثرة الغيبة والبهتان والحسد للناس على ما آتاهم الله من فضله والامتنان وشدة الحرص على المزاحمة على الرئاسات قبل الأوان . ينظر: الفرق بين النصيحة والتعيير لابن رجب.
وأختم بفتوى للشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله
سئل فضيلة الشيخ : ما رأي فضيلتكم فيمن صار ديدنهم تجريح العلماء وتنفير الناس عنهم والتحذير منهم، هل هذا عمل شرعي يثاب عليه أو يعاقب عليه؟
فأجاب فضيلته بقوله: الذي أرى أن هذا عمل محرَّم، فإذا كان لا يجوز للإنسان أن يغتاب أخاه المؤمن وإن لم يكن عالمًا فكيف يسوغ له أن يغتاب إخوانه العلماء من المؤمنين؟ والواجب على الإنسان المؤمن أن يكف لسانه عن الغيبة في إخوانه المؤمنين. قال الله تعالى { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } (الحجرات:12)وليعلم هذا الذي ابتلي بهذه البلوى أنه إذا جرَّح العالم فسيكون سببًا في رد ما يقوله هذا العالم من الحق، فيكون وبال رد الحق وإثمه على هذا الذي جرح العالم؛ لأن جرح العالم في الواقع ليس جرحًا شخصيّا بل هو جرح لإرث محمد صلى الله عليه وسلم.
فإن العلماء ورثة الأنبياء فإذا جرح العلماء وقدح فيهم لم يثق الناس بالعلم الذي عندهم وهو موروث عن رسوله الله صلى الله عليه وسلم، وحينئذٍ لا يتقون بشيء من الشريعة التي يأتي بها هذا العالم الذي جُرح.
ولست أقول : إن كل عالم معصوم، بل كل إنسان معرض للخطأ، وأنت إذا رأيت من عالم خطأ فيما تعتقده، فاتصل به وتفاهم معه، فإن تبين لك أن الحق معه وجب عليك اتباعه، وإن لم يتبين لك ولكن وجدت لقوله مساغًا وجب عليك الكف عنه، وإن لم تجد لقوله مساغًا فحذر من قوله؛ لأن الإقرار على الخطأ لا يجوز، لكن لا تجرحه وهو عالم معروف مثلا بحسن النية، ولو أردنا أن نجرح العلماء المعروفين بحسن النية لخطأ وقعوا فيه من مسائل الفقه، لجرحنا علماء كبارًا، ولكن الواجب هو ما ذكرت وإذا رأيت من عالم خطأ فناقشه وتكلم معه، فإما أن يبتين لك أن الصواب معه فتتبعه أو يكون الصواب معك فيتبعك، أو لا يتبين الأمر ويكون الخلاف بينكما من الخلاف السائغ، وحينئذ يحب عليك الكف عنه وليقل هو ما يقول ولتقل أنت ما تقول.
والحمد لله ، الخلاف ليس في هذا العصر فقط، الخلاف من عهد الصحابة إلى يومنا، وأما إذا تبين الخطأ ولكنه أصر انتصارًا لقوله وجب عليك أن تبين الخطأ وتنفر منه، لكن لا على أساس القدح في هذا الرجل وإرادة الانتقام من؛ لأن هذا الرجل قد يقول قولا حقًّا في غير ما جادلته فيه.
فالمهم أنني أحذر إخواني من هذا البلاء وهو تجريح العلماء والتنفير منهم، وأسأل الله لي ولهم الشفاء من كل ما يعيبنا أو يضرنا في ديننا ودنيانا.
والحمد لله ، الخلاف ليس في هذا العصر فقط، الخلاف من عهد الصحابة إلى يومنا، وأما إذا تبين الخطأ ولكنه أصر انتصارًا لقوله وجب عليك أن تبين الخطأ وتنفر منه، لكن لا على أساس القدح في هذا الرجل وإرادة الانتقام من؛ لأن هذا الرجل قد يقول قولا حقًّا في غير ما جادلته فيه.
فالمهم أنني أحذر إخواني من هذا البلاء وهو تجريح العلماء والتنفير منهم، وأسأل الله لي ولهم الشفاء من كل ما يعيبنا أو يضرنا في ديننا ودنيانا)).
ولا نشك في أن مراد الشيخ رحمه الله هو علماء أهل السنة وليس المبتدعة المنحرفين، لأنه هو كذلك حذر من المنحرفين و من الاستماع إليهم، فلا يفرحْ بفتواه هذه المنحرفون!.
وقد: سئل الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي السؤال التالي : يردد بعض من عندنا هنا في الرياض أنكم قد رددتم على بعض الحركيين رداً كلامياً وكتابياً هل ناصحتموهم قبل الرد؟
فأجاب الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى بقوله: هذا شيء معروف ومشهور أني أناصح وحتى الحدادية المغلفة تجعل هذا عيباً وهذا تمييعا قاتلهم الله، والله ما نفعل هذا إلا حِفَاظاً على السلفيين والله ما بدي أن تسقط شعرة سلفية، إذا إنسان انتمى إلى المنهج السلفي وقال أنا سلفي وعاشر السلفيين ووقع في أخطاء ولو كبيرة أنا لا أسكت عنه ولله الحمد أناصحه شفوياً كتابياً بقدر ما أستطيع "انتهى من صيانة السلفي للشيخ أحمد بازمول.


يتبع .......
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 25 Oct 2016, 05:41 PM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي

والخلاصة:

1. وجوب الرد على أهل الأهواء والبدع من قبل أصحاب العلم علماء كانوا أم طلبة العلم المؤهلين.

2. يجب في الحكم على دعاة أهل السنة النظر في قرائن الأحوال المصاحبة للقول والفعل.

3. إحسان الظن بالمحكوم على دعاة أهل السنة السلفيين وصفاء السريرة عليه مطلب أساسي في الحكم عليه.

4. مناصحة من يقع في خطأ من أهل السنة قبل الرد والنشر كما فعل الشيخ ربيع مع المنحرفين، ولم يكن ينشر شيئا عليهم في الانترنيت، حرصا منه على النصح ورأب الصدع وإصلاح المقابل، و درءا منه لباب فتنة القيل والقال وكما أوجب ذلك الشيخ ابن عثيمين والشيخ الفوزان وتقدم كلامهم.
قال الفوزان: ((ولا يجوز الكلام في الناس والكلام في العلماء وطلبة العلم وأهل الخير، ولو لاحظتَ عليهم شيئا ما يجوز أن تتكلم في غيبتهم، حرام هذه غيبة ونميمة، إذا لاحظت عليهم شيء تبلغهم هذا الشيء (كلمة غير واضحة) فليس هذا من الجرح والتعديل هذا من الغيبة))
وقال أيضا: ((إذا رأيتَ على أحدٍ خطأ تناصحه بينك وبينه مُب تجلس في مجلس تقول فلان سوى كذا وفلان سوى كذا ، تناصحه فيما بينك وبينه ، هذه النصحية أما كلامك في المجلس عن فلان هذه ليست نصيحة هذه فضيحة ، هذه غيبة ، هذه شر . نعم((. للاستماع :
http://www.islamgold.com/view.php?gid=2&rid=145
ولأنه إذا عدل الراد عن النصح السري إلى الرد العلني يؤدي هذا إلى أن يقوم المردود عليه بالرد على الراد، ثم ينشغل كل واحد منهما بقراءة الكتابات القديمة للآخر وبالاستماع إلى الأشرطة القديمة وينقش عن هذه الأمور من أجل تصيد الأخطاء والزلات –وإن كان بعضها من قبيل سبق اللسان-، ويتعصب لكل واحد منهما طائفة من الشباب ثم يدخل الهوى والمقاصد الشخصية –إلا أن يشاء الله- فيحمل المحتملات على المؤاخذات، ويُفرَح بالزلات والعثرات، وتُفَسّر النوايا والمقاصد، ويُوضَع الدعاة السلفيون تحت مطارق النقد، فيحدث التنابز بالألقاب وتبادل الاتهامات والتفرق والتشتت بين أصحاب المنهج الواحد وكل هذا ينشر بالإنترنيت فيستغلها المبتدعة والحزبيون ويطيرون بها كل مطير ويفرحون بها ويتخذونها حجة بأيديهم لتشويه سمعتنا والطعن في دعوتنا عند العوام وعند أتباعهم فيقنعونهم بأنه لو كان هؤلاء من الفرقة الناجية الوحيدة لما تفرقوا فيما بينهم شيعا وأحزابا!!!.
فكل هذه المفاسد قد تترتب على العدول عن المناصحة السرية بإخلاص الى الردود العلنية بين أهل السنة أصحاب المنهج الواحد. وهذه المفاسد هي مآل النشر قبل النصح، والشريعة جاءت بجلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها.
ولذا قال الشيخ الألباني رحمه الله: ((انظر! -يا أخي- أنا أنصحك أنت والشباب الآخرين الذين يقفون في خط منحرف فيما يبدو لنا والله أعلم: ألا تضيعوا أوقاتكم في نقد بعضكم بعضاً، وتقولوا: فلان قال كذا، وفلان قال كذا؛ لأنه أولاً: هذا ليس من العلم في شيء، وثانياً: هذا الأسلوب يوغر الصدور، ويحقق الأحقاد والبغضاء في القلوب، إنما عليكم بالعلم، فالعلم هو الذي سيكشف هل هذا الكلام في مدح زيد من الناس الذي له أخطاء كثيرة؟ وهل -مثلاً- يحق لنا أن نسميه صاحب بدعة؟ وبالتالي هل هو مبتدع؟ ما لنا ولهذه التعمقات؟ أنا أنصح بألا تتعمقوا هذا التعمق؛ لأننا في الحقيقة نشكو الآن هذه الفرقةالتي طرأت على المنتسبين لدعوة الكتاب والسنة، أو كما نقول نحن: للدعوة السلفية، هذه الفرقة -والله أعلم- السبب الأكبر فيها هو حظ النفس الأمارة بالسوء، وليس هو الخلاف في بعض الآراء الفكرية، هذه نصيحتي)).
أقول والله لا أشك في أن هذه الفرقة هي الحدادية، فحذار من التأثر بهم!
وأخيرا فإن هذه القواعد والضوابط والاعتبارات مهمة لكل من أراد الدعوة إلى السنة والتحذير من البدعة وأهلها، وأراد أن تكون دعوته مؤثرة مؤدية للغرض الذي يصبو إليه، ويسعى لتحقيقه من إخراج الناس من ظلمات الكفر، أو الجهل، أو البدع والضلال إلى نور الإسلام والسنة والصراط المستقيم ، فلا ينبغي له أن يهمل هذه الاعتبارات ويهمشها، ولا يكفي أن يكون المرء على معرفة وعلم بما يدعو الناس إليه، ولا يغني هذا بمفرده، حتى يتقن صاحبه الدور الثاني المهم، وهو القدرة على إيصال هذا الحق إلى الناس بالكيفية المناسبة، والدخول إليهم به من الباب الصحيح الذي يستقبلونه ويتقبلونه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وحسبنا الله ونعم الوكيل


المصدر شبكة سحاب السلفية

التعديل الأخير تم بواسطة نسيم منصري ; 25 Oct 2016 الساعة 06:40 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, المبتدعةوجرحهم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013