منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04 Nov 2017, 06:54 PM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي الضابط الشرعي في الصبر على اﻷخطاء المنهجية التي ﻻ يسوغ الخﻼف فيها والتي تصدر من السلفي - للشيخ العلامة الدكتور عبدالله بن عبد لرحيم البخاري حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الســـــؤال :

هذا يسأل : ما هو الضابط الشرعي والحدّ الشرعي في الصبر على اﻷخطاء المنهجية التي ﻻ يسوغ الخﻼف فيها، و التي تصدر من السلفي، حتى ﻻ أقع في المحذور كالتسرع، فبعض إخواني يقول لي : "الشيخ فﻼن صبر على الداعية فﻼن عشر سنين أو سبع سنين" فأرشدونا إلى الصواب ؟


الجـــــــواب :

بارك الله فيك الذي عليه أهل الحق منذ الرعيل اﻷول إلى اﻵن، أن الحق أحق باﻻتباع، هذا واحد .

اثنين : أن الخطأ يُردُّ سواء كان قائله من اﻷقربين أم من اﻷبعدين عنك، قريبا كان أم بعيدا، معاصر لك أم متقدم عليك، الخطأ يُردُّ على صاحبه بعلم و عدل .

ثالثا : أن الذين يُخْطئون و يقعون في الخطأ، هم ليسوا على درجة واحدة، فمنهم العالم السُنيُّ الذي بذل الوقت والنفس والنفيس في التعلم والتعليم واﻻنتصار للسنة والذبِّ عنها، وهو كغيره من البشر يخطئ ويصيب، فإذا ما أخطأ رُدّ الخطأ بعلم و عدل، إن بُيِّن له فرجع عنه هو، ذلك ما كنا نبغي، إن لم تستطع الوصول ولم يُتَمكّن من الوصول ‏[ اليه ‏] ، أو مات وﻻ يُعرف أنه رجع، فيُبيّن الخطأ مع احترام مقامه -رحمه الله - .

احترام المقام ﻻ يعني السكوت عن الخطإ لمن كان أهﻼ، من غير اعتداء وﻻ ظُلم وﻻ جهل .

قد يكون في مرتبة دون ذلك، هو من أهل السنة، ولكنه يغلط أو غَلِطَ، كذلك الحال فيه، تُحفَظ له هذه الكرامة، ويُبَيّن الخطأ و يُحذَّر من الخطإ، ﻷن دين الله حق ﻻ خطأ فيه .

ومما يجب أن يُراعى في هذا المقام، أن أهل السنة وعلماء الحق، إذا ما وقع الواحد منهم في غلط، فالذي يجب أن يُتعامل معه فيه "الظن به أنه ﻻ يتعمد الوقوع في الخطأ"، يعني: هو لم يعلم أن هذا خطأ محض أو خطأ فتعمّد الوقوع فيه، ولو فعل ﻷسقط نفسه بنفسه، أليس كذلك؟ ﻷن المكابرة والمعاندة سبب رئيس لﻹسقاط .

اﻹمام الليث بن سعد - رحمه الله - يقول : " أدركت على مالك سبعين مسألة خالف فيها نص حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ."

كيف تعامل أئمة السنة مع أخطاء مالك؟ هذه واحدة .
كيف تعامل أئمة السنة مع مالك؟

رُدّ الخطأ و حُفظت مكانة اﻹمام مالك ومقام اﻹمام مالك، لعلمهم الجازم أن اﻹمام مالك - رحمه الله - لم يتعمّد الوقوع في الخطإ، كذلك أحمد، كذلك الشافعيّ، كذلك البخاري .

"بيان خطأ البخاري في تاريخه" (هذا ﻻبن أبي حاتم الرازي - رحمه الله -)، "الموضح ﻷوهام الجمع والتفريق" (وهذا للخطيب البغدادي - رحمه الله -) ، إلى غير ذلك، هل تعمّد الخطأ؟ لم يتعمّد الغلط وﻻ الخطأ، الخطأ والغلط يُبَيّن بعلم وعدل لمن كان أهﻼ، يُحفظ المقام، وتُحفظ المكانة لهؤﻻء العلماء .

موضوع اﻷخطاء التي يقع فيها البعض، وأن الشيخ فﻼن صبر على فﻼن ..
ليست القضية بالصبر، يعني : هل من الوجوب أنه ﻻ بد من الصبر، و ﻻ نقول هذا خطأ وﻻ هذا صواب، ﻻ بد أن أصبر؟ هذا يجب ؟
ليس بواجب، ﻻ يجوز القول بوجوب الصبر بالسنوات حتى يُرَد على الباطل أو على الخطأ، هذا ﻻ يقول به أحد، هذا فعل فاضل، وليس من العدل وﻻ من السنة أن يُنفى أن الصبر على فﻼن من المخطئين، أن يُقال : هذا ليس من منهج السلف ‏[ كمان ‏] ، ﻻ هذا وﻻ ذاك، فإن الصبر أيضا من منهج أهل السنة، كما فعله غير واحد من اﻷئمة، كابن عون وغيره مع بعضهم ممن قال بالقدر، وهذا ذكرناه في غير مرة .
إذاً الصبر مسلك عند اﻷئمة، والرد على الخطإ من غير صبر، كذلك مسلك صحيح، هذا مسلك وهذا مسلك، لكن اﻷتمّ واﻷكمل واﻷفضل واﻷصلح - بإذن الله - أن يصبر اﻹنسان إذا ما ظهرت بوادر القبول واﻹقبال والرغبة، فﻼ شك.. المحافظة على الصف مهمة، إذا ما أدركنا في مثل هذه اﻷزمنة التي كثُر فيها الغلط والخلل واﻹخﻼل، إذا ما رددت على فﻼن فهِمت الناس أنه مبتدع، ما هذا الفهم السقيم ؟
وإذا ما سكت عن باطله، قالوا : إذا هو من أهل السنة .هذه أفهام تحتاج إلى إعادة صقل، وتعريف .

فليس كل من رُدّ عليه يعتبر مبتدعا، وليس كل من حُذّر منه يكون مبتدعا .
كما أنه ليس كل من لم يُرد عليه يكون سُنيا، وكذلك ليس كل من مُسِك عن التحذير منه يكون سُنيا .
فقد يكون المردود عليه سُنيا، وقد يكون مبتدعا .
وقد يكون المُحذّرُ منه مبتدعا، وقد يكون سُنيا، عنده سَفَه، و عنده طيش، و عنده تهور، ﻻ يصلح، غير مؤهل، فتحذّر لسوء خلقه، لطيشه، لسفهه، لعدم أهليته، فهمت ؟ و نحو ذلك .

فليس التحذير دليﻼ على اﻻبتداع، وليس السكوت دليﻼ على السُنية، فهمت؟ بارك الله فيك .


إذاً نقول : الصبر والنصح، يعني: أنه صبر على فﻼن أو فﻼن ، كما قلت الصبر هنا لنصحه، ما هو (انتبه هذا نفي) الصبر السكوت عن اﻷخطاء .

فﻼن وفﻼن من العلماء الذين صبروا على أخطاء البعض، ليس صبرا مع سكوت عن الخطإ، هو صبر عن اﻹفصاح للغير، مع استمرار النصح له، أنتم تعلمون أن البعض يتلوّن ويتﻼعب، ويروغ منك كما يروغ الثعلب، إذا ماجاء أظهر الخضوع واﻻستماع واﻹنصات والقبول، فإذا ما أدبر ولـّى وله ضُراط، يبحث عن الفتن، يُؤجّجها، ومن فتنته أنه يُظهر للعالم أو للشيخ القبول والخضوع، صحيح؟ لكنه يُضمر شرّا، فإذا خرج : جئته، وجلستُ معه، وقال لي، وقلتُ له، وكَتَب وكُتِب، إلى غير ذلك ..
هل يرعوي عما هو فيه؟ ﻻ
هل أصلح ما فعل ؟ ﻻ
هل عدل عما كان عليه ؟ ﻻ
طيب : ما الفائدة من هذا؟ ثم هكذا مرة في مرة، فهو صبر مع نصح .
لكن، هل الصبر عليه والنصح له واجب قبل الرد؟
ليس كذلك، ﻻ أحد يقول بوجوب - انتبه - النصيحة قبل الرد لمن كان أهﻼ .
نعم، إن نصح فهذا اﻷتم واﻷفضل، لكن ﻻ يجوز أن يقال هذا واجب، وليس في المقابل ﻻ يصح القول أن الصبر على مخالفة فﻼن، الصبر على المخالف فﻼن، وعلى كذا، ليس من منهج السلف، فهذا غلط وهذا غلط، والحق - كما قلنا - أن الحق أحق باﻻتباع، وأن الخطأ يجب أن يُردّ، وأن يُعامل العلماء وأهل العلم المخطئين، معاملة غير معاملة أهل اﻷهواء والبدع والمخالفين، نعم، وأنّ هذا - أعني: الصبر على المخالف ونصحه - هذا أفضل، وﻻ يعني ذلك أنه واجب، والقول : بأن الصبر مع النصح ليس من منهج السلف، هذا باطل، إلى غير ذلك .

فإيّاك ثم إيّاك أن تخالف سبيل المؤمنين فتزِلَّ، وتقع فيما خاف منه السائل ‏( أﻻ أقع في المحذور ‏) ، وما أكثر المحاذير، هو ذكر "التسرع " مثاﻻ، قال : كالتسرع، نعم، ليس محذورا واحدا، هي جملة من المحاذير :

- أن تتكلم فيما ﻻ تعلم، هذا محذور، أليس كذلك؟
- أن تتكلم مع كل أحد، في كل شيء، في كل وقت، هذا من المحاذير أيضا .

فليس كل ما يُعلم يُقال، ولكل مقام مقال، ولكل ميدان رجال، " مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا ﻻ تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ؛ إِﻻ كَانَ عَلَى بَعْضِهِمْ فِتْنَةٌ" ، وما أكثر الفتن التي أحدثها من لم تبلغ عقوله الكﻼم الذي يُقال له، صحيح؟ شرِّق غرِّب، وانظر إلى هذه المشاكل التي تحدُث هنا وهناك، انظر أنت إلى اﻹنترنت، هذا الذي ورّث الناس كثير وكثير من المشاكل، صحيح؟
تقول الكلمة من غير خطام وﻻ زمام، تنتشر هنا وهناك، شيء في المجالس الخاصة، ليس مأذونا بالنشر فيه، كﻼم ﻻ ينبغي نشره، ﻻ ﻷنه باطل يا أحمق، ليس ﻷنه باطل، لكن ﻷن في نشره جملة من المفاسد، فالمصلحة اﻵن .. اﻵن تقتضي عدم النشر، وقد تقتضي المصلحة فيما بعد النشر، فهذا ليس إليك، كم هؤﻻء الحمقى والمغفلين الذي جرُّوا على الدعوة السلفية الويﻼت وشمّتُوا بنا اﻻعداء، وجعلوا دعاة السنة وطﻼب العلم - يعني - شماتة و سخرية من كثيرين، صحيح؟
فإلى الله المشتكى، وﻻ حول وﻻ قوة إﻻ بالله العلي العظيم .

رابط تحميل الصوتية من هنا

الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 ما هو الضابط الشرعي في الصبر على الأخطاء المنهجية.mp3‏ (1.63 ميجابايت, المشاهدات 1189)

التعديل الأخير تم بواسطة نسيم منصري ; 06 Nov 2017 الساعة 10:47 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013