منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 01 Jun 2016, 07:15 PM
أبو ياسر أحمد بليل أبو ياسر أحمد بليل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: ولاية سعيدة - الجزائر
المشاركات: 405
افتراضي وصية ابن تيمية للتصدي للشبهات .. بتعليق الشيخ البخاري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمـعــيــن
أمــا بـعـــــــــدُ :
فهذا تعليق فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري - حفظه الله تعالى -
على وصية شيخ الإسلام ابن تيمية لتلميذه ابن القيم - رحمهما الله ورفع مقامهما في عليين -
قال الشيخ عبدالله البخاري -جزاه الله عنا خير الجزاء-:
"شيخ الإسلام الثاني تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية يقول -رحمه الله- في مفتاح دار السعادة -هنا أقرأ لكم الكلام بنصه وفصه، مبينًا القدح في الشك في قلب المرء- يقول:
"إنما يصدر هذا -الشك- لضعف علمه وقلة بصيرته؛ إذا وردت على قلبه أدنى شبهة قدحت فيه الشك، -يعني إذا كان هو على السنة ويلازم الطريق جاءه واحد ورمى عليه الشبهة من النافذة ترنح! ويميل القلب مباشرة ! اي نعم أيش هذا؟! وكيف هذا؟! ماذا نقول؟! ماذا نفعل؟! تراه كالصريع! ماينفع -، قال: إذا وردت على قلبه أدنى شبهة قدحت فيه الشك والريب؛ بخلاف الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر -هل لك أن تحصي أمواج البحر ؟! لا تستطيع لا يعلم عدَّها إلا الله-،
قال: لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه، -لأن القاعدة الكبرى: أن اليقين لا يزول بالشك-، قال: ما أزالت يقينه ولا قدحت فيه شكا؛ لأنه قد رسخ في العلم، فلا تستفزه الشبهات، بل إذا وردت عليه ردها حرس العلم وجيشه مغلولة مغلوبة .
-ردها حرس العلم وجيش العلم وسيف السنة وسلطان العلم ردوا هذه الشبهة مقهورة مذلولة-،

قال: والشبهة وارد يرد على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق له -الشبهة تحول بين انكشاف الحق بين الطالب وبين الحق وانكشافه-، فمتى باشر القلب حقيقة العلم لم تؤثر تلك الشبهة فيه، بل يقوى علمه ويقينه بردها، ومعرفة بطلانها، ومتى لم يباشر حقيقة العلم بالحق قلبه، قدحت فيه الشك بأول وهلة، فإن تداركها و إلا تتابعت على قلبه أمثالها، -جاءته واحدة وراء الأخرى-، حتى يصير شاكا مرتابا.
والقلب يتوارده جيشان من الباطل:
-أنت إذا جاءك جيش يغزوك تستقبله هكذا؟! الغازي ما الذي يجب أن يفعل؟ "أعدُّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"، وأين السلاح الذي تقاتل به وهو العلم؟!-
يقول: والقلب يتوارده جيشان من الباطل:
جيش شهوات الغي، وجيش شبهات الباطل .
فأيما قلب صغا إليها، وركن إليها تشربها، وامتلأ بها، فينضح لسانه، وجوارحه بموجبها، فإن أشرب شبهات الباطل تفجرت -إذا أُشرب خلاص امتلأ وارتوى بالباطل-، تفجرت على لسانه الشكوك والشبهات والإيرادات، فيظن الجاهل أن ذلك لسعة علمه؛ وإنما ذلك من عدم علمه ويقينه، -بل بعض هؤلاءِ المفتونين الذين أُشربوا بالشبهات، يقول: إن كثيرًا من مسائل المتعلقة بمنهج السلف لم تحقق تحتاج إلى تحقيق وإعادة تدقيق! أقول: أغترَّ هذا المسكين ببعض الأحرف فظنها تنجيه وما درى هذا المسكين أنه قد نطق بالجهل وهو نذيرُ شرٍ عليه!
اسمع لهذه النصيحة-، يقول ابن القيم: وقال لي شيخ الإسلام ـ رضي الله عنه ـ وقد جعلت أورد عليه إيرادا بعد إيراد ـيأتي لشيخ الإسلام ويعطيه إيرادات يعني شُبَه إيراد بعد إيراد أكثر عليه- فقال له: لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة؛ فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة -المغلقة- تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرًا للشبهات
يقول الإمام ابن القيم: أو كما قال لي -يعني هذا قريب مما قال-، يقول: فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك -أي كانتفاعي بهذه الوصية، وضح لكم يا أخوتاه
فأقول: انتبه يا عبدالله أن يكون قلبك كالسفنجة فلا تأتي شبهة إلا وتستقر! كيف نجيب؟! كيف نقول؟! لا تُعِرها انتباهك أصلًا تزود من العلم ومن الحق، واعرف الحق بالتفصيل وابتداءً اعرف الباطل بالإجمال، ابتداءً ماهو انتهاءً، وكلما ارتقيت عرفت الحق المفصل والباطل المفصل

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013