منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 26 Dec 2010, 11:58 PM
أم عبد الرحمن العاصمية أم عبد الرحمن العاصمية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 156
افتراضي فوائد منتقاة من شرح الشيخ لزهر حفظه الله لكتاب الأدب المفرد ( متجدد)

إن شاء الله تكون في هذه الصفحة فوائد متجددة لما دونته من دروس حلقات الشيخ لزهر سنيقرة حفظه الله في شرح كتاب الأدب المفرد


126- بابٌ الضحك

253- حدثنا موسى قال: حدثنا الربيع بن مسلم قال: حدثنا محمد بن زياد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه و سلم على رهط من أصحابه يضحكون و يتحدثون فقال:" و الذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا"ثم انصرف و أبكى القوم . و أوحى الله عز و جل إليه: يا محمد لم تقنط عبادي؟فرجع النبي صلى الله عليه و سلم فقال:" أبشروا و سددوا و قاربوا "

الشرح:

قوله :" و الذي نفسي بيده" هذا قسم بالله تعالى و يكون للتأكيد

" لو تعلمون ما أعلم "يدل على أن الله عز و جل أراه شيء من علم الغيب، علل النبي صلى الله عليه و سلم أن علمه هذه الأمور هو من جعله يضحك قليلا

" ثم انصرف و أبكى القوم "و في رواية :" أنهم أنزلوا رؤوسهم و سُمع لهم خنينا"

الخنين هو الصوت الذي يصدر من أثر البكاء
هذا الذي حصل للصحابة رضوان الله عليهم يدل على عدم إكثارهم من الضحك بدليل قلوبهم لازالت حية ، و يدل عليها سرعة استجابتهم للموعظة

فقول النبي صلى الله عليه و سلم:"لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا" ربما يكون سببا لقنوطهم و يكون خللا في الرجاء

فقال له الله عز و جل:" لم تقنط عبادي؟"

فعاد و قال :" أبشروا و سددوا وقاربوا"
أي لا تقنطوا من رحمة الله

فوائد الحديث :

- كثرة الضحك من موت القلب و هنا كثرتها لا أصلها فالإنسان لا يخرج من بشريته
و قاعدة في باب السلوك التخلية قبل التحلية
أن يتخلى عن الأسباب التي أدت لموت قلبه قبل التحلية بهذه الفضائل
- تخويف من النبي صلى الله عليه و سلم لأصحابه عن الضحك و التفكر فيما ينجي العبد يوم القيامة
- دليل على الوسطية التي جاء بها الإسلام و هي الإعتدال في كل شيء و الإعتدال هو الحسنة بين السيئتين بين الإفراط و التفريط ،فلا يكون العبد كالذين يتكلفون الحزن و لا يضحكون البتة زاعمين الإقتداء
- الإعتدال أن يكون مبتسما دائما لا أن يقابل إخوانه بوجه عبوس
و قال الإكثار من الضحك سيئة
- بشارة عظيمة من الله لعباده : أن الله تبارك و تعالى يجزي العباد بالأجر العظيم على العمل اليسير الذي يجب أن يسير عليه المؤمن هذا التبشير يجعلهم يقبلون على الله تعالى و لا يجعلهم يقنطون من رحمة الله


التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الرحمن العاصمية ; 27 Dec 2010 الساعة 12:05 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 Jan 2011, 02:06 PM
أم عبد الله السلفية الجزائرية أم عبد الله السلفية الجزائرية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 22
افتراضي

جزيت خيرا أختي ،ونفع الله بما دونت ، وجزى الشيخ خيرا.
واصلي وصلك الله بتوفيقه.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 Jan 2011, 07:34 PM
أم عبد الرحمن العاصمية أم عبد الرحمن العاصمية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 156
افتراضي

آمين يا رب و إياك أخيتي

لي عودة للموضوع بإذن الله فقط انشغلت الأيام الماضية
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 Jan 2011, 09:30 PM
أم عبد الرحمن العاصمية أم عبد الرحمن العاصمية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 156
افتراضي

127. بابٌ إذا أقبل، أقبل جميعا، وإذا أدبر، أدبر جميعا

255- حدثنا بشر بن محمد قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا أسامة بن زيد قال: أخبرني موسى بن مسلم مولى ابنة قارض، عن أبى هريرة أنه ربما حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيقول:" حدثنيه أهدب الشُفرين، أبيض الكَشحين، إذا أقبل، أقبل جميعا، وإذا أدبر، أدبر جميعا، لم تر عين مثله ولن تراه "

الباب في أدب من الآداب و في هدي النبي عليه الصلاة و السلام

هذا في وصف نبينا عليه الصلاة و السلام


أهدبُ الشُفرينِ: طويل شعر الأجفان و دقيقهما
وهذه من صفات الجمال بالنسبة للرجل و المرأة كذلك

أبيضُ الكشحين: الكشح : هي الخاصرة أي أبيض الخاصرتين

إذا اقبل اقبل جميعا: يعني إذا أقبل بوجهه على مخاطبه لا يعطيه نصف وجهه بل يستقبله بوجهه جميعا ، و إذا أدبر أدبر جميعا كذلك و هذا فيه أدب المخاطبة و المجالسة للغير


هذا في جماله و كمال خلقته عليه الصلاة و السلام
و هذا الحديث يدرج في الشمائل الخَلقية للنبي عليه الصلاة و السلام


الفوائد:
- بيان لبعض شمائله الكريمة المتعلقة بالشمائل الخَلقية – كونه أهدب الشُفرين و أبيض الكشحين- و الخُلُقية- إذا أقبل أقبل جميعا- لا يخالف بجسده بعضا


ـــــــــــــــــــــــــ

(255) صحيح: أحمد( 448/2) ، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد ( 192)

التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الرحمن العاصمية ; 14 Jan 2011 الساعة 09:35 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 Jan 2011, 07:27 PM
أم عبد الرحمن العاصمية أم عبد الرحمن العاصمية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 156
افتراضي

133.بابٌ المِزاحُ

264- حدثنا مسدد قال حدثنا إسماعيل قالحدثنا أيوب عن أبى قلابة عن أنس بن مالك قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلمعلى بعض نسائه ومعهن أم سليم فقال يا أنجشة رويدا سوقك بالقوارير (أيرفقاً بالنساء)
قال أبو قلابة فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لوتكلم بها بعضكم لعبتموها عليه قوله:" سوقك بالقوارير"

كان النبي صلى الله عليه و سلم يمازح أصحابه و زوجاته و الصبيان

أنجشة كان يطلق صوتا تسير على أنغامه الإبل
إبل الرجال كان يسوقها البراء بن مالك
و إبل النساء يسوقها أنجشة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم

قيل في تفسير قول رسول الله صلى الله عليه و سلم:" يا أنجشة رويدا سوقك بالقوارير":


1- أن أنجشة كان صاحب صوت حسن يسوق الإبل يسمى : الحادي
رويدك: بمعنى تمهل
القوارير: المقصود بها النساء ، وهذا التشبيه قيل لأن المرأة رقيقة و مثل القارورة أي سهلة الإنكسار

2- بمعنى رفقا في صوتك أي لا تحسن صوتك أكثر من هذا لأن النساء قد تفتن

الشاهد : " لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه " لأن فيها مزاح و هذا يدل على أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يمازح أصحابه

فوائد الحديث:

- الحض على الرفق بالنساء في السير
- جواز السفر بالنساء
- الحث على مباعدة النساء من الرجال و من سماع كلامهم إلا من الوعظ و غيره، فكانت إبل النساء وحدها و إبل الرجال وحدها ، من يسوق هذه حادي خاص و من يسوق الأخرى حادي خاص بها فالإسلام لا يبيح الإختلاط حتى في العبادة
- جواز الحداء لأنه فُعِل في حضرة النبي صلى الله عليه و سلم
- البعد عن فتنة الرجال أو النساء بأصوات الرجال أو العكس استدلالا بالحديث " رويدا سوقك بالقوارير"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(264) صحيح: البخاري في الأدب(6149) ، و مسلم في الفضائل(71/2323)
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 Jan 2011, 09:08 PM
ام عبد الله الجزائرية ام عبد الله الجزائرية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: أرض الله الواسعة
المشاركات: 81
افتراضي

أحسنت أحسن الله اليك أختي الفاضلة ونفع بك.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 Jan 2011, 10:05 PM
أم عبد الرحمن العاصمية أم عبد الرحمن العاصمية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 156
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام عبد الله الجزائرية مشاهدة المشاركة
أحسنت أحسن الله اليك أختي الفاضلة ونفع بك.

آمين يا رب و إياك أخيتي
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 24 Jan 2011, 10:38 PM
أم عبد الرحمن العاصمية أم عبد الرحمن العاصمية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 156
افتراضي


أوردت جُلَّ شرح الشيخ حفظه الله للحديث لأنه من الأهمية بمكان فشرح الشيخ كان جد ماتع

تابع لباب المزاح

265- حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث قال حدثني ابن عجلان، عن أبيه، أو سعيد، عن أبي هريرة-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-قالوا: يارسول الله إنك تداعبنا. قال: " إني لا أقول إلا حقاً "

الناس جميعا في عباداتهم أو في معاملاتهم لم يقدروا أن يجاوزوا ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوته و فضله و أجره و ثوابه عند الله، فالنبي صلى الله عليه و سلم هديه هو الأمثل و هديه هو الأفضل و لهذا كان يقول دائما و أبدا كالمريد أن يقرر هذا الأمر في قلوب أتباعه "أن خير الهدي هدي النبي عليه الصلاة و السلام " لا يكون و لن يكون ثمة هدي أفضل منه

فهذا الذي يدَّعي أنه ذو جد و حزم يقال له: هون عليك فإن الحزم ما كان عليه رسول الله في حزمه و جده و اجتهاده، كان ينضبط للناس و يتواضع لأصحابه بل و يداعب أصحابه، و في هذا نصوص كثيرة مثلما مر معنا في حديث :"رفقا بالقوارير"

و ثبت عن النبي عليه الصلاة و السلام من مداعاباته الطيبة و التي لا يقول فيها إلا حقا كما قال عن نفسه في هذا الحديث
لما جاءته تلك العجوز تسأله أن يدعو الله عز و جل لها أن تدخل الجنة فقال النبي صلى الله عليه و سلم مداعبا لهذه العجوز ـ و هذا فيه:
أن مداعبات النبي صلى الله عليه و سلم كانت مع الرجال و النساء من أصحابه و كانت مع الصغار و الكبار كما سيأتي في الباب الذي يلي هذا الباب " باب المزاح مع الصبي" فقال لهذه العجوز:" لا تدخل الجنة عجوز" يعني كأنه أراد من خلال قوله صلى الله عليه و سلم و هو من المعاريض الجائزة في الشرع لأنه يتكلم بالكلام الذي يقصد به شيء و السامع يظن أنه يقصد شيئا آخر و ليس في هذا كذب في الشرع لأن في المعاريض ممدوحة عن الكذب فلما سمعت العجوز هذا الكلام، كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي يوحى إليه من السماء انفطر قلبها و أصابها الحزن الشديد حتى أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم هون عليها بعد ذلك بأن أفهمها قصده بمعنى أن الجنة من يدخلها لا يدخلها إلا شابا سواء مات وهو كذلك أو مات وهو شيخ هرم أو عجوز، فإن الله عز و جل ينبتهم نباتا آخر و يجعلهم جميعا على طول أبينا آدم و على سن الشباب جميعا يدخلونها شباب ،هذا قصده صلى الله عليه و سلم


بمعنى أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يداعب أصحابه و المداعبة بمعنى الممازحة " إنك تداعبنا " أي تمازحنا و "إني لا أقول إلا حقا"

بمعني أنه من كان ممازحا لا يجوز له أن يخرج عن هذا القيد يعني قيد الصدق و العدل في ممازحته ، بعض الناس ربما يمازح غيره بالكذب أو يمازح غيره بالإستهزاء و السخرية و هذا كذلك لا يجوز شرعا لأن فيه ظلم و فيه تعدي على الغير و إن كان في غيبته بل إذا كان في غيبته ربما كان أشد لأنه قد يكون في الغيبة المحرمة أو قد يكون من النميمة المحرمة كذلك التي قال فيها النبي صلى الله عليه و سلم:" لا يدخل الجنة قتات" قتات: بمعنى نمام، هذا وعيد شديد في حق من كان هذا حاله، و مع الأسف الشديد أصبحت من الظواهر التي عمت فيها البلوى في مجالس المسلمين عموما و قبل كنا نقول في مجالس عامة الناس من عموم المسلمين و أصبحنا اليوم نقول في مجالس عامة المسلمين خواصهم و عوامهم عياذا بالله مجالس قيل و قال و الكلام في زيد و عمر و الإستهزاء بالغير و السخرية بهم، و هذا كله إذا نصحت أو اعترضت أو بينت يعترض عليك معترض عليه أنه يمزح .
نعم الممازحة جائزة بشرطها، شرطها أن لا تكون ديدن الناس كل أوقاتهم و مجالسهم يعني أن لا تصبح هذه الممازحة عادة الناس و بدليل: أن تعجب الصحابة من مداعبة النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم ألفوا أن يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غالب أوقاته على خلاف هذا الحال ،في غالب أوقاته في جد و في حزم من أمره كيف لا و هو صاحب هذه الرسالة و هو الذي أرسله الله تعالى للناس كافة و هو الذي بعثه الله تبارك و تعالى للعالمين ، ولكن رغم هذا كله رغم هذه المنزلة و رغم هذه المسئولية العظيمة فإنه كان عليه الصلاة و السلام يداعب أصحابه فهذا شرط أساس أن لا تصبح المداعبة هي الأصل و الجد أمر طارىء أو عابر لا ينبغي أن يكون هذا.

بعض الناس حتى في عباداتهم في حجهم، في سفرهم مزاح و قيل و قال و ضحك و في أداء مناسكهم كذلك يفعلون و بعضهم ربما يتقصد أن يحج مع من يُعرف بهذا مع الفكاهيين و الفكاهيات في مثل هذه الأوقات التي ربما لا يتيسر للإنسان أن يقصدها إلا مرة في عمره يضيعها هذا التضييع عياذا بالله تبارك و تعالى.

من شروطها أي هذه الممازحة ما ذكر النبي عليه الصلاة و السلام أن لا يكون فيها إلا الحق، و الحق المقصود به وصفين:
- الوصف الأول: العدل
- الوصف الثاني: الصدق
يعني أن تكون بالصدق- لا يتكلم الكلام الذي يعلم كذبه كما يفعل رواة النكت بمختلف أنواعها و الكثير منها ليس بحقيقة و الكثير منها فيه الكذب لأنه في بعض الأحيان يعينون أشخاصا: فلان فعل، فلان قال و هو ما قال و هذا كذب- و لكن ألم يقف على قول النبي صلى الله عليه وسلم :" كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " كل ما سمعه يحدث به ،قد لا يكون بعض ما سمعه كذب و لكن إذا كان هذا حاله يعني ناقل للكلام و الأخبار هذا يقع في الكذب و قد يقع فيما هو مثله في شره و جرمه يقع في النميمة يقع في الغيبة يحدث بكل ما سمع، و قد يكون وهو يدري أو لا يدري، فهذا أثره سيء ،و أن تكون بعدل

فإذا تحققت هذه الأمور الثلاث كان المسلم في مداعبته و في ممازحته مقتديا بنبيه عليه الصلاة و السلام يعني حقق اتباع السنة في هذا الأمر يعني في أصله، لأنه اتبع السنة في تفصيله أو عندما حقق هذه الشروط

* أمر آخر كان في هذا تحقيق لمقصد هذا المزاح الذي يكون في مثل هذه الشروط ألا وهو تحقيق الألفة و المحبة بين الناس لأن هذا سبب من أسباب التآلف أن يمازح الرجل أولاده أو أن يمازح الرجل زوجته أو أن يمازح الرجل جيرانه أو أولاد جيرانه في هذا تحبب للناس و تحقيق للتآلف بينهم لأجل هذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أو كان هذا من هديه عليه الصلاة و السلام

فوائد الحديث :

1- بيان تواضع النبي صلى الله عليه وسلم في مزاحه مع أصحابه

2- دليل على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الزلل في القول و الفعل حتى في هذا الحال لهذا قال:" إني لا أقول إلا حقا" في هذا التعليل فائدتين:


1*متعلقه بِبَيان عصمته
2* متعلقة بشرطه أي بشرط المزاح: إذا أردت أن تقتدي بالنبي عليه الصلاة و السلام و لا شك و لا ريب أن كل من عدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بمعصوم و ليس معنى هذا أنه إذا لم يكن معصوما تحرم عليه المداعبة و المزاح لا ، بل عليه أن يجتهد في تحقيق شروطها

3- بيان شروط المزاح الجائز بمعنى أن المزاح فيه ما هو جائز و فيه ما هو محرم فالمحرم الذي أخل بشرط من هذه الشروط كأن يكون عادة في الناس يعني يقعون في باب الإفراط في هذا الأمر
كما قال النووي عليه رحمة الله : اعلم أن المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط و يُدَاوَمُ عليه فإنه يورث الضحك و قسوة القلب و يشغل عن ذكر الله و الفكر في مهمات الدين و يؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء و يورث الأحقاد و يسقط المهابة و الوقار

فالنبي صلى الله عليه و سلم رغم هذا أي رغم هذه المداعبة و المزاح مع جل أصحابه إلا أن مهابته باقية في قلوبهم يهابونه و يجلونه حتى أن أحدهم لا يستطيع أن يحد النظر في وجهه إجلالا له و مهابة به ، إذا وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أن يبقى هكذا يمعن النظر في وجه رسول الله مهابة و إجلالا يعني إذا وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أطرق ببصره من إجلاله و مهابته

و من الشروط كذلك نقل عليه الصلاة و السلام :" لا أقول إلا حقا" أي وجوب الصدق و العدل في المزاح و هذا فيه أو يدل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي في السنن بسند صحيح :" ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القول فيكذب ويل له ويل له "

وعيد شديد من كان هذا صنيعه في مزاحه فالواجب من شرط أن لا يوقع صاحبه في شيء من هذا يعني: لا فيكذب و لا في ظلم و تعد و اعتداء على الغير



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(265) صحيح : الترمذي في البر و الصلة (1990) ، و أحمد(360 /2) ، و صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (1621)

التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الرحمن العاصمية ; 25 Jan 2011 الساعة 10:22 AM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 06 Feb 2011, 09:01 PM
أم هيثم الجزائرية أم هيثم الجزائرية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 8
افتراضي

بارك الله فيك أختي أم عبد الرحمن.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 06 Feb 2011, 11:03 PM
أم عبد الرحمن العاصمية أم عبد الرحمن العاصمية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 156
افتراضي

آمين و إياك أختي أم هيثم
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 12 Feb 2011, 08:54 PM
أم عبد الرحمن العاصمية أم عبد الرحمن العاصمية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 156
افتراضي

تابع لباب المزاح

266- حدثنا صدقة قال : أخبرنا معتمر عن حبيب أبي محمد ، عن بكر بن عبد الله قال : "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال"


يتبادخون أو يتبادحون : المقصود بالمبادحة هو الترامي يرمي بعضهم على بعض بالبطيخ لعبا أو مزاحا و مداعبة فيما بينهم

مناسبة الحديث مع الباب ظاهرة جلية واضحة: ما كان عليه الصحابة من المداعبة و المزاح فيما بينهم

و مناسبته الحديث الذي قبله كأنه بيان بأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتأسون بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل شؤونه ،لما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم ينبسط إلى أصحابه و يمازحهم كانوا كذلك يفعلون فيداعب بعضهم بعضا بمثل هذه المداعبة يعني برمي بعضهم على بعض بالبطيخ

الحديث فيه جواز المزاح بمثل هذا النوع بشرط أن لا يكون في ذلك إفساد و لا يُظن بمثل الصحابة أنهم يتبادحون البطيخ الذي الأصل أنه يصلح للأكل فيفسدون الطعام ،هذا ظاهر أن المقصود به القشر أو المقصود به ما كان غير صالح منه و هذا معروف عندنا فهذا الذي يُظن بأمثال الصحابة رضي الله عنهم لأنهم علموا و تعلموا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم لا يتركون اللقمة إذا سقطت من أحدهم و هو يأكل لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بإماطة الأذى عنها و أكلها قال:" ولا يدعها للشيطان" فيكف يُظن بمثل الصحابة و هم خير من اتبع النبي عليه الصلاة و السلام و خير من امثل أحكام هذا الشرع و أوامره و انتهى عن نواهيه أن يصدر منه مثل هذا الفعل
"فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال" يعني الأمور التي أمروا بها و أمور جدهم كانوا هم الرجال.
كانوا يلعبون و يمزحون فيما بينهم فإذا جاء وقت صلاة أو جاء وقت جهاد أو جاء وقت علم أو جاء وقت أمر بمعروف أو نهي عن منكر لا يتخلفون ، بل لا يتخلف عنها أحد كما قال ابن مسعود رضي الله عنه في بيان ما كان عليه الصحابة من شدة الحرص على شهود صلاة الجماعة ، كان لا يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق وإنه كان يؤتى بالرجل يهالى بين الرجلين حتى يوضع في الصف ن فهذا من الحقائق ، و في الجهاد خرجوا و لم يتأخر منهم أحد و من تأخر منهم أنزل الله عز و جل في حقه القرآن - في قصة الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك-
هذا فيه بيان أن المداعبة و المزاح ليس عادتهم و ليس هو الأصل عندهم كما هو حال الناس اليوم

الفوائد:
1- جواز هذا النوع من المزاح
2- بيان لحسن اقتداء الصحابة بنبيهم عليه الصلاة و السلام
3- بيان لفضل الصحابة و أنهم هم الرجال في حقائق الأمور و المقصود بالرجال هنا : ليس مجرد ذكور بل المقصود بالرجال هنا صفة مدح لهم من باب قول الله تعالى :" فيه رجال يحبون أن يتطهروا و الله يحب المطهرين"

حديث رقم: 267

الحديث ضعيف الإسناد كما قال الإمام الألباني عليه رحمة الله
لا يصح إسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم

268- حدثنا محمد بن الصباح قال: خالد هو ابن عبد الله عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستحمله فقال:" إني حاملك على ولد ناقة" فقال: يا رسول الله ما أصنع بولد ناقة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وهل تلد الإبل إلا النوق"

يعني أن كل جمل إنما ولدته ناقة ، و الرجل ظن أن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يحمله الناقة أي الصغير فهم هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم و لهذا قال:" و ما أصنع بولد ناقة؟" يعني يريد أن يُحمل على الكبير لا على الصغير

في الحديث أيضا دليل على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التواضع لأصحابه في ممازحتهم في الحديث
ليس هذا فحسب بل إن النبي صلى الله عليه وسلم في الباب الذي يلي هذا الباب كان يمازح حتى الصبيان لهذا عقد البخاري باب له مناسبة مع الذي قبله من باب إيراد الخاص بعد العام يعني باب المزاح : هذا عام مع الناس جميعا و هذا فيه شيء من الخصوصية أنه مزاح مع الصبية فقال :"بابٌ المزاح مع الصبي"




تم بحمد الله هذا الباب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(266) صحيح: أنظر الصحيحة (435)
(267) ضعيف الإسناد : ابن أبي مليكة تابعي، فهو مرسل. أنظر ضعيف الأدب المفرد (44)
(268) صحيح: أبو داود في الأدب (4998) ، و الترمذي في البر و الصلة ( 1991) ، و صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (4180)

التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الرحمن العاصمية ; 12 Feb 2011 الساعة 08:57 PM
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 12 Feb 2011, 10:26 PM
ام معاذ الاثرية ام معاذ الاثرية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: الجزائر -خنشلة
المشاركات: 13
افتراضي

ما شاء الله أعجبني هذا الأثر أول مرة أسمعه
-"كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال"
جزاك الله خيراً ونفع بك .
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 17 Feb 2011, 08:52 PM
أم عبد الرحمن العاصمية أم عبد الرحمن العاصمية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 156
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام معاذ الاثرية مشاهدة المشاركة
ما شاء الله أعجبني هذا الأثر أول مرة أسمعه
-"كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال"
جزاك الله خيراً ونفع بك .

آمين يا رب و إياك
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 17 Feb 2011, 08:57 PM
أم عبد الرحمن العاصمية أم عبد الرحمن العاصمية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 156
افتراضي

134- بابٌ المزاح من الصبي


الباب فيه تخصيص المزاح مع الصبي
المزاح فيه ما هو مأذون به و قد يكون محمودا شرعا كيف لا وقد فعله النبي صلى الله عليه و سلم و ثبت عنه قولا و فعلا
و المحمود هو الذي استجمع شروطه:
- أن لا يكون إلا بالحق أي لا يكون إلا صدقا
- أن لا يكون فيه مخالفة للشرع كالمخالفات التي يقع فيها الكثير من الناس بحجة أنهم يمزحون كالغناء و التعيير و السباب و الكذب و هذا فيه نص خاص:" ويل للذي يكذب ليضحك الناس ويل له ويل له"

- ألا يكثر المرء منه لأن الإكثار يؤدي إلى المبالغة و هذه تذهب عن الإنساء المروءة و الخشوع



هذا الباب أراد منه البخاري عليه رحمة الله تبيين حقيقة تواضع النبي صلى الله عليه و سلم و انبساطه لهم و ملاطفته و من أهم المنافع أنه يكسب قلب الصبي


269- حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا أبو التياح قال : سمعت أنس بن مالك يقول: كان النبي صلى الله عليه و سلم لَيُخالطنا، حتى يقول لأخ لي صغير " يا أبا عمَيْر! ما فعل النُّغَير"

هذا الحديث عظيم في بابه و إن كان ظهر لبعض الفقهاء أنه من الأحاديث التي ما كان لأهل الحديث أن يرووه عن النبي صلى الله عليه و سلم لأنه من الأمور العادية المتعلقة بمداعبة النبي صلى الله عليه و سلم لصبي صغير ،فمثل هذا لا تحتاج الأمة إليه و بزعمه أنها لا فائدة منها و استدلوا بحديث أنس رضي الله عنه المعروف بحديث أبي أميمة و نقل هذا الحافظ بن حجر رحمة الله عليه في رده على أحد فقهاء الشافعية المعروف بابن القاص و هو أبو العباس أحمد بن أبي أحمد الطبري الذي قال هذا الكلام فعاب أهل العلم من أجل رواية مثل هذه الأحاديث و هذه في الحقيقة جناية على أهل الحديث ، فنبينا في أقواله و معاملاته حكم و أحكام و آداب جمة

هذا الحديث على ما فيه من قصر جملته و على ما فيه من الأمر الذي ربما يظهر للكثيرين أنه أمر هين ذكر فيه أهل العلم فوائد كثيرة حتى أبلغها بعضهم إلى 60 فائدة
" كان النبي صلى الله عليه و سلم ليخالطنا " كان هنا تفيد المداومة كان النبي صلى الله عليه و سلم يداوم على هذا الأمر أو من عادته هذا الأمر، من عادة النبي صلى الله عليه و سلم أنه يخالطنا

" ليخالطنا" أي يخالط بعض الصبية إي إذا مر بهم أو إذا جلسوا عنده
" أخ لي صغير" أخوه من أمه كنيته : أبو عمير كان النبي صلى الله عليه و سلم يلاطفه و يمازحه فيقول له:
" يا أبا عمير ما فعل النغير" طائره الصغير مات فحزن لأجل ذلك أبو عمير فالنبي صلى الله عليه و سلم أراد أن يخفف من حزنه و يسليه بمثل هذه الكلمات
و هذا فيه دليل على جواز اقتناء مثل هذه الحيوانات يعني الطيور بشرط الاعتناء به و عدم تضييعه ، و غيره من الحيوانات الأليفة

الفوائد:
1- تواضع النبي صلى الله عليه و سلم و انبساطه للناس جميعا صغارا كانوا و كبارا
2- جواز تكنية الصبي بل جواز تكنية من ليس له ولد ، و هي سنة من السنن كانت من عادات العرب و حافظ عليها النبي صلى الله عليه و سلم
3- جواز المزاح و لأجل هذا استدل به البخاري عليه رحمة الله في هذا الباب
4- جواز تصغير بعض المسميات و ليس في هذا إهانة أو تحقير لأن النبي صلى الله عليه و سلم منزه عن هذه الأمور
5- جواز اقتناء العصفور للصبي أو لغيره
6- جواز السجع الغير متكلف
7- استحباب ملاطفة الصبيان و حسن معاشرتهم و الانبساط لهم و هذا فيه أدب عظيم متعلق بحسن التربية لهؤلاء ، و الأصل في النفوس تميل إلى من يلاطفها قال الله تعالى :" فبما رحمة من الله لن لهم و لو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك" الفض الغليظ لا تميل النفوس إليه
و كما قيل : الإنسان إذا أحسنت إليه كسبته


270- حدثنا ابن سلام قال: حدثنا وكيع، عن معاوية بن أبي مزود، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أخذ النبي صلى الله عليه و سلم بيد الحسن- أو الحسين، رضي الله عنهما ثم وضع قدميه على قدميه، ثم قال:" تَرَقَّ"

الحديث مر علينا في باب الإنبساط إلى الناس

أورده البخاري ليبين أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يمازح الصبية و يلاطفهم قولا و فعلا، حتى و إن كان هذا الحديث ضعيف ففيه ما يغني عنه من ملاطفة النبي صلى الله عليه و سلم بفعله



ــــــــــــــــــــــــــــــ


(269) صحيح: البخاري في الأدب (6129)، و مسلم في الآداب (30/2150)، و ابن ماجة في الأدب(3720)

(270) ضعيف : الألباني- رحمه الله: قد صح دعاؤه صلى الله عليه و سلم المذكور في قصة أخرى بسياق آخر في الصحيحين، و ستأتي برقم ( 1152) انظر ضعيف الأدب المفرد (40)

التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الرحمن العاصمية ; 19 Jan 2012 الساعة 11:10 PM
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 11 Mar 2011, 12:49 AM
أم عبد الرحمن العاصمية أم عبد الرحمن العاصمية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 156
افتراضي

135- بابٌ حسن الخلق

ما مرَّ معنا من الآداب كلها تصب في هذا الباب " حسن الخلق"
الأبواب في هذه المسائل يبدؤون بالترهيب بسوء الأخلاق قبل الترغيب عن مكارمها

تحسين الخلق يكون بالتخلية قبل التحلية ، يتخلى عن مساوئها و قبيحها قبل أن يتحلى بهذه المكارم ، و في هذا مجاهدة كبيرة للنفس
الصحابة رضوان الله عليهم الهداية إلى الصراط المستقيم غيرت أحوالهم و أخلاقهم فهناك من كان يعرف بالبخل و لكن لما دخل في الإسلام و خالطت بشاشة الإيمان قلبه أصبح من أجود الناس ، كما يروى أنس –رضي الله عنه- عن زوج أمه أبو طلحة أنه كان أبخل الناس قبل الإسلام فأصبح أجود الناس
و لا شك أن البداية تكون بالعلم
و من كمال الإقتداء أن تتخلف بأخلاقه – صلى الله عليه و سلم- و كان نبينا –صلى الله عليه و سلم- سيد المتخلقين
كما قال النبي- صلى الله عليه و سلم- للأشج :" إن فيك خصلتان يحبهما الله و رسوله: الحلم و الأناة"
فعلينا أن نجاهد أنفسنا فيما يحبه الله و رسوله تكون مجاهدة صادقة و حقيقة لا ننافق في هذا و لا نتظاهر و نماري
و قد قال النبي عليه الصلاة و السلام :" خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي"
فهذه مسألة مهمة جدا أردت أن أنبه إليها أخواتي و خاصة ربما لأهمية هذا الموضوع للمرأة أكثر من الرجل لأننا نعتقد أنَّ المرأة هي المربي الأول لا نقول يعني المربية لأولادها بل مربية لأولادها و زوجها و مربية لجاراتها و مربية لأخواتها ، هذا هو الاجتماع الذي أراد الله -جل و علا- منه للمؤمنين أن يكون سببا من أسباب الكمال فيه ، كمالنا في اجتماعنا يكمل بعضنا بعضا
اقتباس:
حفظ الله شيخنا على هذه النصيحة الطيبة و جعلها في ميزان حسناته

و الله عز و جل قال:" و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا "و قال تعالى:" المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر "

قال البخاري – عليه رحمه الله- : بابٌ حسن الخلق

حسن الخلق: يقصد به مكارمها لأن فيه إشارة أن الأخلاق على نوعين:
أخلاق حسنة كريمة أمرنا بها ربنا- جل و علا- و رغبنا فيها نبينا عليه الصلاة و السلام
و النبي عليه الصلاة و السلام قال:" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " هذا الإتمام يدل على أنه الأصل في أخلاق الناس و يدل على أن الخلق فيه ماهو جبِلِّي و فيه ماهو مكتسب
ففيه من الناس من جبلوا على الكرم، على الجود ، جبلوا على حب الخير ، و لكن ليس معناه أن ما جبلنا عليه هو حالنا ، و كذلك يجب على الإنسان أن يجتهد بدليل النصوص الأخرى قال – عليه الصلاة و السلام :" إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم " بمعنى : أن يجاهد الإنسان نفسه حتى يتحلى بهذا الخلق الطيب الكريم الذي يحبه الله و رسوله – عليه الصلاة و السلام- ألا و هو الحلم
هذا فيه أن الأخلاق على نوعين و فيه كذلك أن الأخلاق فيها ماهو جبلي فطري و ماهو مكتسب
و الكمال في المحافظة على الجبلي و الاجتهاد في المكتسب من أجل التحلي به و هذا لا يكون إلا بالتخلي عن مساوئ الأخلاق كلها ، لأنه ما من خلق سيء إلا و يقابله خلق حسن فلا يمكن للإنسان أن يكون جوادا و لم يتخلص و لم يتخلى عن البخل لا يكون أبدا و يجاهد في ذلك قال تعالى:" و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"

270- حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة، عن القاسم بن أبي برزة قال: سمعت عطاء الكيخاراني، عن أم الدَّرداء عن النبي – صلى الله عليه و سلم- قال :" ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق"

"ما من شيء في الميزان" هذا يفيد العموم
الميزان : ليس الميزان الحسي التي توزن به الأشياء المحسوسة بل المقصود به الميزان الذي توزن به الأعمال يوم القيامة و هو متعلق بما توضع في كفتيه من حسنات و سيئات ، ثقل الميزان بالحسنات يوم القيامة بالأفعال التي يكون أجرها عند الله تعالى عظيما و لهذا فإن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" بما يناله هذا الصائم من عظيم الأجر و كذلك القائم

الفوائد:
1- الترغيب في حسن الخلق و بيان لعظم فضله
2- دليل على عظم أجر ثواب الخلق الحسن الذي جمع في بيان معناه بعض أئمتنا جملة هي عظيمة في معناها تدل على شمولية هذا الباب أي حسن الخلق بما يعامل به المرء غيره
قال ابن المبارك عليه رحمة الله في وصف حسن الخلق : هو بسط الوجه و بذل المعروف و كف الأذى
تحت بذل المعروف تدخل أخلاق كثيرة و تحت كف الأذى كذلك فيكون حسن الخلق جماع الفضائل كلها التي أُمرنا بها شرعا

ــــــ

- 270 صحيح: أبو داود في الأدب (4799)، و الترمذي في البر و الصلة (2003) ، و أحمد (6/446،442)، و صححه الألباني في صحيح الجامع رقم(249)

التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الرحمن العاصمية ; 19 Jan 2012 الساعة 11:10 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013