كم هي مرعبة هذه الدنيا، وكم هي مخيفة مراحل العبد وأيامه،!
ما قرأت هذه الأحرف إلا وأحرف أثر أبي الدرداء تطرق السمع طرقا،وتخرق غشاوة القلب خرقا، ففي مسند أحمد رحمه الله عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال : لما فتحت قبرص فُرِّق بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض، فرأيت أبا الدرداء جالساً وحده يبكي فقلت : يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله ؟فقال : (ويحك ياجبير ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لها الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى).اه
وها هي سنن الله في الكون هي هي، إن نصرا فنصر، وإن قهرا فقهر، وإن أكبر ما يدعو للعجب: هو أنك ترى سننه هذه تتناوب على المحل الواحد نصرا وقهرا، حسب المقتضي لها شكرا وكفرا.
ولا يظلم ربك أحدا.
وما ربك بظلام للعبيد.
وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.
|