دخلت العشر الوسطى فما قدمتم في الاولى ، وماذا استفدتم ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله الواحد الصمد ، وصلى الله على نبينا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأماجد.
أمابعد:
ودخلت العشر الوسطى فما قدمتم في الأولى ، وماذا استفدتم ؟!
هاهي أيام شهر المكرمات تنحسر ، فهل من وقفت للمحاسبة فيها نتعظ ونعتبر.
هل زدنا فيها إيمانا وعملا ، أم نقص وتقصير ؟!
هل شمرنا على ساعد الجد أم سدل وارتخى . ؟!
قال الحسن البصري: "يا ابن آدم إنَّما أنت أيَّامٌ إن ذهب يوم ذهب بعضك.
وقال: "يا ابن آدم نهارك ضيفك فأحسن إليه، إنَّك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك، وإن أسأت إليه ارتحل بذمِّك، وكذلك ليلتك".
وقال: "الدُّنيا ثلاثة أيَّام أمَّا الأمس فقد ذهب فيه، وأمَّا غدًا فلعلَّك لا تدركه، وأمَّا اليوم فلك فاعمل فيه.
فحرى بنا أن نحرص على استغلال وقتنا في طاعة ربنا لنفوز بهذا الشهر ، ولا ندخل في وعيد نبينا صلى الله عليه وسلم : ((.. وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ فَانْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ ")) صحيح جامع الترميذي.
فها هي انسلخت منه العشر الأولى ، ودخلت علينا العشر الوسطى فهل من مدكر.
قال الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله : ( فوقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر مر السحاب، فما كان من وقت لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته، وإن عاش فيه عيش البهائم، فإذا قطع وقته في الغفلة واللهو والأماني الباطلة وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة؛ فموت هذا خير من حياته ) .ا.ه الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي.
العشر الوسطى جدد فيها النية بزيادة العمل ، واعلم أن من علامة المقت إضاعة الوقت ، ومن فرط فيها ندم.
قال بشر بن الحارث : مررت برجل من العباد بالبصرة وهو يبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ فقال : أبكي على ما فرطت من عمري ، وعلى يوم مضى من أجلي لم يتبين فيه عملي " . كتاب المجالسة وجواهر العلم للدينوري.
واعلم أنك محاسب ومسؤول عن وقتك يوم الحساب.
وهذا ما أردت أن أذكر به نفسي وإخواني. والله المستعان.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 09 Jul 2014 الساعة 12:06 PM
|
العرض العادي
