وإياكم أخي الحبيب عبد الكريم ؛ تشرفت بمشاركتكم وجزاكم ربي خير الجزاء على الإفادة.
ومما استعمله الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى أيضا :
7- سلك المحجَّة السَّهلة :
وذلك في كتابه (الفصل للوصل في المدرج في النقل) 439/1.
قال رحمه الله تعالى : " وأما حديث أبي بدر شجاع بن الوليد عن عاصم بن كليب مثل رواية زهير هذه
فحدثناه العلاء بن حزم نا الحبال أنا الحسين بن ميمون ومحمد بن الحسن الناقد قالا أنا أبو الطاهر القاضي نا موسى بن هارون نا حمدون ابن عباد نا أبو بدر شجاع بن الوليد نا عاصم بن كليب الجرمي أن أباه حدثه أنه سمع وائل بن حجر يقول ( ...رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت لأنظرن الى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي قال فقام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا بأذنيه وساق موسى الحديث بطوله نحو رواية زهير إلى أن قال ثم رأيته يقول هكذا وأشار عاصم بالسبابة هكذا ثم قال موسى نا حمدون ( بن ) عباد ، نا أبو بدر شجاع بن الوليد ، نا عاصم بن كليب قال حدثني عبدالجبار بن وائل عن بعض أهله أن وائل بن حجر قال ( ثم أتيته مرة أخرى وعلى الناس ثياب الشتاء فيها البرانس والأكيسة قال فرأيتهم يقولون هكذا بأيديهم من تحت الثياب )
فوصف عاصم بن كليب رفع أيديهم
( قال أبو عمران موسى بن هارون اتفق زهير بن معاوية وشجاع بن الوليد فرويا صفة الصلاة عن عاصم بن كليب أن أباه أخبره أن وائل بن حجر أخبره ثم فصلا ذكر رفع الأيدي من تحت الثياب فرويا عن عاصم ابن كليب أنه حدثه به عبدالجبار بن وائل عن بعض أهله عن وائل بن حجر وهذه الرواية مضبوطة اتفق عليها زهير بن معاوية وشجاع بن الوليد فهما أثبت له رواية ممن روى رفع الأيدي من تحت الثياب عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر )
وقد رواه غير واحد فجعلوه عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل ابن حجر وذاك عندنا وهم ممن وهم فيه وإنما سلك به الذي وهم فيه المحجة السهلة لأن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر أسهل.
8- سلك الطريق المشهور:
استعمله الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في (شرح علل الترمذي ت: نور الدين عتر) 725/2
قال رحمه الله تعالى : "فإن كان المنفرد عن الحفاظ مع سوء حفظه قد سلك الطريق المشهور ، والحفاظ يخالفون ، فإنه لا يكاد يرتاب في وهمه وخطئه ، لأن الطريق المشهور تسبق إليه الألسنة والأوهام كثيراً ، فيسلكه من لا يحفظ .
ومثال ذلك :
روى حماد بن سلمة عن ثابت عن حبيب بن أبي سبيعة الضبعي عن الحارث أن رجلاً قال : يا رسول الله إني أحب فلاناً ، قال ( قال ) : أعلمته ؟ قال : لا .. )) الحديث .
هكذا رواه حماد بن سلمة ، وهو أحفظ أصحاب ثابت ، وأثبتهم في حديث كما سبق .
وخالفه من لم يكن في حفظه بذلك من الشيوخ الرواة عن ثابت ، كمبارك بن فضالة ، وحسين بن واقد ، ونحوهما ، فرووه عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وحكم الحفاظ هنا بصحة قول حماد وخطأ من خالفه . منهم : أبو حاتم ، والنسائي ، والدار قطني .
قال أبو حاتم : (( مبارك لزم الطريق )) . يعني أن رواية ثابت عن أنس سلسلة معروفة مشهورة تسبق إليه الألسنة والأوهام ، فيسلكها من قلّ حفظه ، بخلاف ما قاله حماد بن سلمة فإن في إسناده ما يستغرب ، فلا يحفظه إلا حافظ .
وأبو حاتم كثيراً ما يعلل الأحاديث بمثل هذا ، وكذلك غيره من الأئمة .
وقد سبق إلى نحو ذلك ابن عيينة ، وابن مهدي ، فإن مالكاً روى عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهذه من هذه )) .
وخالفه ابن عيينة فرواه عن صفوان بن سليم عن أنيسة عن أم سعيد بن مرة الفهرية عن أبيها عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
ورجح الحفاظ كأبي زرعة وأبي حاتم قول ابن عيينة في هذا الإسناد على قول مالك .
قال الحميدي : (( قيل لسفيان : إن عبد الرحمن بن مهدي يقول : إن سفيان أصوب في هذا الحديث من مالك ، قال سفيان : وما يدريه ؟ أدرك صفوان ؟ قالوا : لا ، لكنه قال : إن مالكاً قال : عن صفوان عن عطاء بن يسار ، وقال سفيان : عن أنيسة عن أم سعيد بنت مرة عن أبيها ، فمن أين جاء بهذا الإسناد ؟!
فقال سفيان : ما أحسن ما قال ! لو قال لنا : صفوان عن عطاء ابن يسار كان أهون علينا من أن نجئ بهذا الإسناد الشديد .
التعديل الأخير تم بواسطة مراد براهيمي ; 14 Dec 2013 الساعة 10:12 PM
|