[[… الكتبُ الخادمةُ والكتبُ المخدومةُ ...]]
[[… الكتبُ الخادمةُ والكتبُ المخدومةُ ...]]
الحمد لله القائل في كتابه العزيز : "اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ"، والصلاةُ والسلامُ على نبيه الذي قال في حجة الوداع : "اكتبوا لأبي شاهٍ"،
وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعدُ :
فإنّي قد تأملتُ في لونين في التصنيفِ لطيفين :
صنفٌ خادمٌ ، ما وضعهُ صاحبُه بدءةَ ذي بدءٍ إلا ليَخْدُم به كتابا آخرَ ويُحلّيه ، ويُبرزَ مادته ويُجَلّيه.
صنفٌ مخدومٌ ،هيأ الله له مَنْ خدمه خدماتٍ جليلةٍ ، فوُضع عليه من الشُروح والحواشي والأختام وضبط غريبه وتراجم رجاله ما الله به عليمٌ.
حتى اهتدى بعضهم إلى أنماطٍ في التصنيف غير معهودةٍ ، وطرائقَ في التأليف غير مألوفة.
فالصنفان -كما ترى- كحال بني البشر حذو القذة بالقذةِ ، هذا خادمٌ وذاك مخدومٌ ، فسبحان مَنْ رِزْقُهُ بين النّاس مقسومٌ ، ثُمّ أما بعد :
فدونك -أيه اللبيبُ- مثالٌ يُقربُ لك المُراد ، و ليكن موطأ إمام دار الهجرة ، أسوقه بين يديك والنّفسُ تتمثلُ قول صاحب الخلاصة :
ورغبةٌ في الخَيرِ خيرٌ وَعَمَلْ *** بِرٍّ يَزِينُ وَلْيُقَسْ مَا لَمْ يُقَل
أمّا عن شروحاته فلا تسل كمّا وكيفا حتى أوصلها بعضهم نيّفا ومائة ، وغيرها أقصدُ بالتمثيل ، فمنها :
-كتبٌ اعتنت بأسانيده : كالتقصي في مسند حديث الموطأ ومرسله لحافظ المغرب ابن عبد البر.
-كتبٌ اعتنت برجاله : كإسعاف المبطأ في رجال الموطأ للسيوطي.
-كتب اعتنت بشيوخ مصنفه وهي أخص ممّا قبلها : كأسماء شيوخ مالك بن أنس لابن خلفون الأونبي الأندلسي.
-كتبٌ اعتنت بمن رواه عن مؤلفه :كإتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي .
-كتبٌ اعتنت بضبط غريبه : تفسير غريب الموطأ لعبد الملك بن حبيب الأندلسي.
-كتبٌ اعتنت بأطرافه : الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ، للإمام أبي العباس أحمد بن طاهر الداني الأندلسي.
-كتب اعتنت بغرائبه: كغرائب حديث الإمام مالك بن أنس للإمام الحافظ أبي الحسين محمد بن المظفر البزاز.
والغرضُ مما رقمتُ هاهنا ،أنْ يعتني طالبُ العلم في تحْليةِ مكتبتهِ بما يخدمها ، فيجمع إلى الكتاب ما يخدمه من الكتب، والله الموفق.
وكتبه أبوأنسٍ صبيحة الثلاثاء 19 شعبان 1438 هـ .
التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس حباك عبد الرحمن ; 23 May 2017 الساعة 02:33 PM
سبب آخر: توضيح المقدمة
|