10 Aug 2011, 12:32 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 53
|
|
بين الصدق و الكذب - بشير بن أحمد صاري
بين الصدق و الكذب - بشير بن أحمد صاري*
كانت و لا زالت شريعتنا الغرَّاء تحذر من الكذب ، و تذمُّ صاحبَه ، وتَزْدَريه وتَضَعُهُ بين الخلائق ، فلا رفعةَ له ، ولا قيمةَ له ، و لا كرامةَ ، فمن الناس من أَلفَ الكذب ، ومَرَدَ عليه ، فلا يستحي و لا يَخْجَلُ من نَسْج الأباطيل و لا يَشْبَعُ من رواية الأساطير ، و لا يَمَلُّ من اختلاق الأقاويل ، لا تَرْدَعُهُ تقوى ، و لا تَهٌزُّهُ موعظة ، فإذا حضر مجلسا سالت لعابه و لسانه بالكذب فتراه يُسْمعُ جُلساءَه من الغرائب و العجائب ما لا يشبهه خيال
، و يروي عليهم ما لا يخطر على بال ، بل ربما نسب لنفسه فضائل الأعمال ، و تشدَّق بكثرتها و كثرة البر و الإحسان ، مع أنه عاطل من ذلك كله ، وإنما قال ذلك ادعاء و تظاهرا
، كل ذلك من أجل أن يترأَّس مجلسا أو يُسْتَظْرَفَ ظله أويُسْتَطْرَفَ حديثه أو يُرْغَبَ في مجلسه .و لا يخفى عليك ، أخي القارىء ، أن الكذب صفة قبيحة ، و خلق سيء ، و خصلة ذميمة ، و عمل مرذول ، و شعبة من شعب النفاق ، قال عليه الصلاة و السلام ،: ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، و إذا وعد أخلف و إذا ائتمن خان ) ( متفق عليه ) ، و هو دليل حقارة النفس ، و ضَعَة الهمة ، وسقوط الشأن
و ما شــيء إذا فكرت فيه بأذهب للمروءة و الجمال
من الكذب الذي لا خير فيه و أبعد بالبهاء من الرجال
حتى قيل في ذم الكذوب : [ ليس لكذوب مروءة ، و لا لضجور رياسة ] فَعَارٌ على المؤمن أن يتخلق بهذا الخلق الدنيء فضلا عن كونه حراما ، فهو وصف تَرَفَّعَتْ عليه الديانات الأخرى ، و طهَّرت ألسنتها منه ، و نبذت أن يكون هذا الخلق من أوصاف مُتَّبعيهَا و نَاصريها ، أتكذب ، أيها المؤمن ، و أنت تزعم أن لا متبوع بحق إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و هو حامل لواء الصدق و الأمانة ، فهو الصادق الأمين ، أمين الله على وحيه ، الصادق المصدوق ، كما قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : حدثنا الصادق المصدوق ... ؟ ، أما علمت أن الكذب يهدي إلى الفجور ، و أن الفجور يهدي إلى النار ، و الكذبة اليسيرة الصغيرة الحقيرة تدفع إلى الكذبة العظيمة الكبيرة ، و الكذبتان تدفعان إلى كذبات و كذبات ، و هكذا ينزل بنفسك داء عضال ، وتمرض نفسك حتى يظهر بمرور الحقب هذا الداء الدنيء على أخلاقك و سلوكك وصفاتك بل و حياتك فتعرف به ( و إياكم و الكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور و إن الفجور يهدي إلى النار و ما يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) (منفق عليه ) و إذا كتبت عند الله كذابا فأعظم بها من مصيبة نزلت بك ؟! ، أما علمت أن الصدق يهدي إلى البر و أن البر يهدي إلى الجنة ، و تعلم الصدق و ترويض النفس عليه و تعويدها عليه و إن كان يسيرا يدفع إلى الصدق في الأمور العظيمة ، و هكذا تستقيم نفسك و يُرْفَعُ شَأْنُكَ و يظهر بمرور الحُقَب هذا الوصف العظيم على أخلاقك وصفاتك و سلوكك بل و حياتك ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة و ما يزال الرجل يصدق و يتحرى الصـدق حتـى يكتب عند الله صديقا) و إذا كتبت عند الله صديقا فأكرم بها منزلة و رفعة ، فأنت في أعلى المقامات مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الشهداء و الصالحين ، قال تعالى :( و من يطع الله و الرسول فأولئك مع اللذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا ) ( النساء 69ـ70 ) ، و أنت أحسن الناس و أفضلهم و أكرمهم عند الله ، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم : أي الناس أفضل ؟ قال : كل مَخْمُوم القلب ، صدوق اللسان ، قالوا : صدوق اللسان نعرفه ، ما مخموم القلب ؟ قال : هو التَّقيُّ النَّقيُّ لا إثْم فيه و لا بَغْيَ و لا غلَّ و لا حسد) (الصحيحة ( 948 ) ، و يحبُّك الله و رسوله ، قال النبي صــلى الله عليـه و سلم : ( إن كنتم تحبون أن يحبكم الله و رسوله فحافظوا على ثلاث خصال : صدق الحديث ، و أداء الأمانة ، و حسن الجوار ) (الصحيحة ( 2998 ).أخي القارىء الكريم ، إذا علمت و عرفت هذا تبين لك أن الكذب من كبائر الذنوب التي توعد الله أهلها أشد العذاب ، و قد تضافرت الأدلة من الكتاب و السنة ، و أجمعت الأمة الإسلامية سلفا و خلفا ، و أجمعت الأمم و الأديان من قبلها ، على تحريم الكذب على الناس و أنه من كبائر الذنوب ، فليت شعري ! كيف بمن يكذب على الله و رسوله ؟! إنه بلا ريب و لا شك ، أشد حرمة في ذلك و أكثر وعيدا ، لأن الكذب على الله و رسوله قرنه ربنا سبحانه و تعالى بالشرك لخطورته على دينه سبحانه و تعالى قائلا : ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الإثم و البغي بغير الحق و أن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) (الأعراف33) ، وكتب سبحانه و تعالى عدم الفلاح لمن افترى عليه الكذب بقوله : ( و لا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال و هذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن اللذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ) (النحل116 ) و توعد صلى الله عليه و سلم من كذب عليه أن يتبوأ مقعده من النار ، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) (البخاري) ، و ما أهلك دين النصارى و اليهود إلا هذا الخلق الدنيء ، كذبوا على الله و رسوله و أفتوا بغير علم وضلَّلُوا أتبَاعهم فَغَمَرَ التَّحريفُ دينَهم و كتبَهُم ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون) كذبًا و زورًا و زعمًا باطلا ( هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم و ويل لهم مما يكسبون . و قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ) ثم قال مبينا لنا كذبَهُمْ و افترَاءَهم ( أم تقولون على الله ما لا تعلمون ) ( البقرة 79ـ80 ) ، لأن الكذب على الله و رسوله يتجلى في التقول عليهما من غير علم ، و إعطاء الفتوى بغير هدى ، و المسئول عن أحكام الله و رسوله إذا أجاب عنها ، بغير علم و لا بصيرة ، فهو كاذب و إن كانت فتواه حقا ، و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب ، فهو أحد الكاذبين ) (مسلم) ، و الكذب على العالم الرباني كالكذب على الله ورسوله سواء بسواء ، لأن العالم موقع عن رب العالمين ، و لذلك أمرنا ربنا سبحانه وتعالى بسؤالهم فقال : ( فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) ( النحل 43 ) ، و قال تعالى : ( و إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به و لو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم و لولا فضل الله عليكم و رحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ) ( النساء83 ) ، و لأنهم ورثة الأنبياء ، و إن الأنبياء لم يورثوا درهما و لا دينارا و لكن ورثوا العلم ، فنعم الوارث و أكثر منه الموروث ، قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( و إن العلماء ورثة الأنبياء و إن الأنبياء لم يورّثوا دينارًا و لا درهمًا إنما ورَّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) (صحيح الترغيب و الترهيب) ، ولأن الأمة لو رُِزئَتْ بموت واحد منهم فهو البلاء المبين ، و الخطب العسير ، و الثغرة و الثلمة في الإسلام لا تُسَدُّ ما تعاقب الليل و النهار ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا ينزع العلم انتزاعا ، و لكن يقبضه بموت العلماء ، حتى إذا لم يبقَ عالمٌ ، اتخذ الناس رؤوسا جهالا ، فاستفتوهم ، فأفتوا بغير علم ، فضلوا و أضلوا ) (متفق عليه) ، و ذكر أهل التفسير عند قوله تعالى : ( أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) قالوا : هو ذهاب العلماء ، و قال الحسن البصري رحمه الله : [ إن موت العالم ثغرة لا تُسَدُّ ما تعاقب الليل و النهار ، فالله المستعان ]
و إذا مات ذو علم و تقوى فقد ثلمت من الإسلام ثلمة
و قال آخر :
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمـــها متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بهـا و إن أبى عاد في أكنافها التلف
و قال الشيخ مبارك الميلي في كتابه ( الشرك و مظاهره ) رحمه الله : [ إن الأمة إذا فقدت العالم البصير و الدليل الناصح و المرشد المهتدي تراكمت على عقولها سحائب الجهالات ] ، فهم الموقعون عن رب العالمين ، التنقص من شأنهم ظُلَمٌ و حُمَمٌ ، وتقويلهم ما لم يقولوا كذبٌ و زورٌ وبهتانٌ ، و ما أكثر الكذب على العلماء في مجالس الناس ، و منتدياتهم ، و تحريف الفتوى عنهم ، و ردها بجهل مركب و ظن ، وتقويلهم ما لم يقولوا زورا و بهتانا و كذبا ، خاصة في أجوائنا ، تراه يبدأ بالكذب والتعالم على الله و رسوله ، ويتقول في دين الله بغير علم و لا تقوى ، فإذا ضُِيقَ المجال عليه ، ثم طُوِلبَ بدليل على ادعاءه من كتاب الله أو من سنة نبينا صلى الله عليه و سلم لجأ و لاذ و انتقل إلى مجال آخر وعنوان آخر وشهوة أخرى اسمها نسبة الكلام إلى أهل العلم ، بل الكذب و التقول عليهم من غير خوف و لا مراقبة لله عز و جل فيها ، و هو عين ما أصاب الجزائر في الحقبة الأخيرة ، حقبة التسعينات المظلمة ، فقد سعى أهل الفتنة و الدمار فيها لإقناع ذوي العقول القاصرة من الشباب لمحاولة الإلتحاق بصفوفهم و مساعدتهم على التفجير و التدمير و الخراب و إبادة المسلمين و ترويعهم و سفك دماءهم بغير حق ، فلما باءت محاولتهم بالفشل المزمن لجأوا إلى نسبة هذه الأعمال بأنها شرعية لأنها فتوى لأهل العلم أنفسهم ، فصاروا يكذبون على أهل العلم ، فكم من كذبة أحدثوها و نسبوها للشيخ ابن باز رحمه الله كذبا و زورا ، و كم من قولة صنعوها ثم أحالوها على الشيخ الألباني رحمه الله بغير حق ، و كم ... و كم...، كل ذلك محاولة منهم لإقناع الشباب بأعمالهم الباطلة ، و إذا التحق بهم ذلك الشاب المسكين صار منهم ، و صار ينقل ذلك الكذب ، و يزيد فيه و ينقص ، ليخيط لنفسه لباس فتوى تناسبه ، ثم يقنع نفسه بأن هذا حق ، ثم بعدها يرتدي ذلك اللباس الكاذب ، و يدافع عنه ، و يجادل ، و لو كلفه حياته ، فقد يموت هذا الشاب المغفل دفاعا على شيء لا أصل له من الصحة ، ِكذْبَةٌ أدت به إلى الجحيم ، و العياذ بالله ، نسأل الله السلامة و العافية ، و إذا حاولت أن تنقذ هذا المسكين من أيديهم ، بدحض هذه الشبه ، و تبيين الكذب و الإفتراء ، رموك بالإرجاء ، و نسوا أفكارهم المارقة الخارجية العصرية ، كما قال الشيخ الألباني رحمه الله ، خارجية غَيَّرَتْ أسلوب عقيدتها لتصل إلى إفشاءها بين الناس ثم التفجير و الدمار والخراب و الفوضى العارمة اعتقادا منهم أن المخالف كفر و خرج عن الملة المحمدية.
أخي القارىء الكريم ، كل هذا المصابُ الجللُ إذا بحثت عن السبب فيه تبين لك أنه ِكذْبَةٌ مفتراةٌ من مارقٍ خارجيٍ متحمسٍ ، أشبع نفسه و هواه بمروقٍ عن دين الله عز وجل ، فكانت النتيجة أنْ فرض المارق الخارجي عقيدته على الناس ليدفع ثمنها المسلمون بدماء سالت بغير حق ، تبا لك أيها المارق المعتدي! ، ما أشبه الليلة بالبارحة، اليوم أنت تكذب على العلماء و تؤول الأحاديث على حساب مذهبك واعتقادك و هواك ، و البارحة غيرك ممن هو على اعتقادك و شاكلتك يكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم و على الناس ، فقد ذكر صاحب الحلية من طريق ابن مهدي عن ابن لهيعة أنه سمع شيخا من الخوارج يقول بعد ما تاب : [ إن هذه الأحاديث دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم ، فإنا كنا إذا هَوَيْنَا أمرا صَيَّرْنَاهُ حديثا ] ، و في رواية [ و نحتسب الخير في إضلالكم ]، و هكذا ، أخي الكريم ، التاريخ يعيد نفسه ، و قد قيل : [ ذاك الشبل من ذاك الأسد ] ، لكن هيهات هيهات ، قال ربنا سبحانه و تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ) ( الحجر9 ) ، فقد قيض الله عز و جل أناسا خصهم بقوة البصيرة و نور السنة ، فلم يخف عنهم حال مفتر و لا كذاب ، و ميزوا المزلزل من المكين ، والغث من السمين ، و قاموا بأعباء ما تحملوه ، فهم يذبون عن حياض رسول الله صلى الله عليه و سلم ، الكذب و الدجل ، ويحذرون أشد الحذر منه ، فقد روى الثوري عن حبيب بن أبي ثابت أنه قال : [ من روى الكذب فهو الكذاب ] وكتب الإمام البخاري على حديث ( الإيمان يزيد و لا ينقص ) ( 15 ) : [ من حدث بهذا استوجب الضرب الشديد ، و الحبس الطويل ] و[ قيل لابن المبارك : هذه الأحاديث المصنوعة ؟ قال : تعيش لها الجهابذة ] ، و[ قد قال الدارقطني لأهل بغداد آنذاك : ياأهل بغداد لا تظنوا أن أحدا يقدر أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنا حي فَقَِمنٌ أن يكذب على العلماء بل و قَِمنٌ أن يكذب على من في الأرض جميعا نصرة لمذهبه و اعتقاده ، ألم تسمع قول ذلك الخارجي : [ و نحتسب الخير في إضلالكم ] ؟! ، و من سهل عليه الكذب على وحي السماء يسر عليه الكذب على الناس بعد ذلك .أخي القارىء الكريم ، لا شك أن الكذب وصف قبيح يجب عليك نبذه واجتنابه والتحذير منه ، و أعظم دواء تستعمله لهذا الداء الخطير هو تحري الصدق ، و لذلك ذكر النبي صلى الله عليه و سلم ، الداء بقوله : ( و لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) و أرشدك إلى الدواء بقوله : ( و لا يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) ، ومن ظل يتحرى الصدق فلا يمكن أن ينزل به هذا الداء و هذا الوباء ، فالله نسأل ، في الختام ، أن يعيننا على اجتناب هذا الخلق الذميم ، و أن يوفقنا لتحري الصدق والإتصاف به لعلنا نكتب عنده من الصديقين ، إنه ولي ذلك و القادر عليه ، و سبحانك اللهم و بحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك و نتوب إليك . ] ( 18 )
وكتبه ببنانه أبو الهيثم بشير صاري أحمد*
-----------------------------------
* أبو الهيثم بشير بن أحمد صاري هو من طلبة الشيخ مقبل رحمه الله من أبناء المدية حرسها الله وهو في الأربعينيات من العمر ، له دروس وحلقات علمية ، مواضب على التدريس وله جهود في الدعوة ، وبحول الله أكتب ترجمته في المنتدى من خط يده - حفظه الله
|