(1) أَوَينَا إِلـَى رَبٍّ عَظِيمِ الْمَرَاحَمِ
(1)وَرُكْـنٍ شَــدِيدٍ قَاهِـرٍ مُتَعَاظِـــــمِ
(2) إِلَى الْحَافِظِ الْأَعْلَى الرَّقِيبِ عَلَى الْوَرَى
إِلـَى الْحَـكَمِ الْـفَتَّاحِ أَحْكَمِ حَاكِــمِ
(3) إِلَى الْغَالِبِ الْكَافِـي النَّصِيـرِ لِجُنْدِهِ
دَرَأْنَا بِـهِ فِـي نَـحْــرِ أَهْلِ الْـمَظَالِمِ
(4) أَيَا فِرْقَةَ
(2) التَّهْمِيشِ هَـلَّا ارْعَوَيـْتُمُ
وَأُبْـتُمْ إِلَـى الْبَيْضَاءِ أَوْبَــةَ نَـــادِمِ
(5) وَفَـارَقْتُمُ النَّهْــجَ الْأَشَــطَّ الذِي غَدَا
لِأَرْكَـانِ دِيـــنِ اللهِ مِعْوَلَ هَـادِمِ
(6) أَنَـخْـتُـمْ عَلَى أَرْضِ الْـجَزَائِرِ فِـتْــنَةً
صَدَعْـتُـمْ بَقَايَا شَعْـبِـهَا الْمُتَلَائِمِ
(7) تَنَــاءَتْ قُلُوبُ النَّاسِ حَتَّى تَنَاكَرَتْ
وَدَبَّتْ إِلَيْــهَا حَالِــقَاتُ السَّـخَــائِمِ
(8) وَأَجْدَبَ رَبْعُ الْعِلْمِ مِنْ بَعْدِ خِصْبِهِ
(3) وَبَعْدَ الصَّـــــــبَا هَبَّتْ رِيَاحُ السَّمَائِمِ
(4)
(9) وَأَضْحَى حِـمَى الْـمِنْهَاجِ نَـهْبًا لِعَابِثٍ
وَقَامَتْ عَلَــى الْأَخْلَاقِ سُوقُ الْـمَآتِـمِ
(10) وَجُـمْعَةُ
(5) حَادِيهَا بِلَا مِرْيَةٍ كَمَا
تَقَـرَّرَ عِنْــدَ النَّاقِـدِينَ الْـخَـــضَارِمِ
(6)
(11) رَكِبْــتُـمْ لَـهَا أَثْبَاجَ كُلِّ مُــذَلَّــلٍ
وَصَعْبٍ وَهِــجْتُمْ كَالرِّيَاحِ الْعَقَائِمِ
(12) وَفِـي الْـمُنْتَدَى الْـمَحْرُوفِ
(7) أَوْ فِـي تُوَيْتِرٍ
وَإِخْـوَانِهِ دُورِ الْبَلا وَالتَّهَاتُـمِ
(8)
(13) عَـقَائِدُ سُوءٍ وَانْـحِرَافُ مَسَالِكٍ
وَأَمْشَاجُ أَخْـــلَاقٍ دَجَـــتْ بِالْـجَرَائِمِ
(14) عِنَـادٌ وَتَقْـلِيدٌ وَكِـبْـرٌ وَغِلْــظَــةٌ
وَخِـذْلَانُ مَـظْـلُومٍ وَنُـصْرَةُ ظَالِمِ
(15) طَعَنْتُمْ عَلَى رَهْطِ الصَّلَاحِ شُيُــوخِـنَا
وَأَهْـلِ الـنُّهَى مِنْ كُلِّ دَاعٍ مُسَالِــمٍ
(16) عُوَيْسَاتُ عِزُّالدِّينِ عِيسِي مُوَفَّـــقٌ
(9)رِضَا عُمَرٌ
(10) دَهَّاسُ مَاضِي الْعَزَائِــمِ
(17) وَهُمْ أَهْلُ تَوْفِيقٍ وَأَهْلُ دَهَاسَــةٍ
(11) وَهُمْ شَامَـةُ الْإِصْلَاحِ لا وَهْـمَ وَاهِــمِ
(18) وَمَنْ يـَمْضِ مَسْعُودًا غَنِيًّا بِعِلْمِهِمْ
عَسِـيٌّ
(12) بِعِـزٍّ مُشْمَــخِرِّ الدَّعَــائِـمِ
(19) لَبِسْتُمْ مُسُوحَ الضَّأْنِ بِيضًا تَمَحُّـلًا
وَرُغْتُـمْ كَـرَوْغِ الثُّعْلُبَـــانِ السُّمَاسِـمِ
(13)
(20) غَــدَرْتُـمْ بِـنَا بِاسْمِ الْأُخُوَّةِ إِنَّكُمْ
قَشَبــْتُمْ
(14) لَنَا بِالشَّهْدِ سُمَّ الْأَرَاقِــمِ
(21) صَرَمـْتُمْ حِبَالَ الْـوُدِّ بِالْبِدْعَــةِ الَّتِـي
أَتَيْتُــمْ وَأَفْسَدْتُـمْ بِنَقْلِ النَّــمَائِمِ
(22) وَمَــزَّقــْتُـمُ الْإِخْوانَ كُلَّ مُـمَـزَّقٍ
وَأَوْرَدْتُـمُـوهُمْ مُسْتَحِرَّ الْـمَـلَاحِمِ
(23) وَكَذَّبْتُـمُ الْأَخْبَارَعَنْ كُلِّ صَادِقٍ
وَصَدَّقْتُـمُ قَـــوْلَ الْكَـذُوبِ الْـمُزَاعَـمِ
(15)
(24) وَأَخْرَجْتُمُ الْإِحْدَاثَ فِـي ثَوْبِ سُنَّةٍ
(16)وَفِـِي صُورَةِ التَّهْمِيشِ مَـحْـضَ التَّعَاظُمِ
(25) عـزَلْـتُمْ مَلِيكَ الْعِلْمِ وَالْعَدْلِ عَـنْوَةً
وَمَلَّكْـتُمُ جَـوْرَ الظـنُــونِ الـرَّوَاجِمِ
(26) مَضَغْتُـمْ لُحُومَ الْأَبْرِيَاءِ تَـفَكُّـهًا
وَلَـــمْ تَتَّقُوا الْإِفْلَاسَ يَــوْمَ التَّخَاصُــمِ
(27) وَأَفْـشَيْـتُمُ الْأَسْرَارَ عَــنْـهُمْ زِرَايَــةً
وَأَشْمَتُّـمُ الْأَعْـدَاءَ أَهْلَ النَّقَائِــمِ
(28) جَنَيْتُــمْ عَلَى التَّوْحِيدِ رُغْمَ احْـتِـفَائِكُمْ
بِأَبْوَابِـهِ السَّبْــعِيـنَ ذَاتِ الْمَحَارِمِ
(29) فَــقَـدَّسْــتُمُ بِالْقَــوْلِ وَالْـفِـعْلِ عَالِمًا
وَلَمْ تَقْبَلُوا نَـقْدًا وَلَا لَوْمَ لَائِـمٍ
(30) ومَـا ذَاكَ فِعْلُ النَّاصِحِينَ لِشَيْخِــهِمْ
وَلَكِـنَّـهُ فِعْـلُ الشَّمَــاتَى الْأَلَائِــمِ
(31) وَنَصَّبْتُــمُ التَّحْدِيقَ فِـي صَحْنِ وَجْهِهِ
دَلِيلًا عَلَـى التَّـرْجِيـحِ عِنْدَ التَّزَاحُـمِ
(32) وَأَطْلَقْتُمُ فِيــهِ الْـمُـوَالَاةَ وَالْبَـرَا
كَمَا فَعَلَ الْأَحْزَابُ أَهْــلُ التَّضَاجُـمِ
(17)
(33) فَيَـا وَيْلَ مَنْ يَأْبَـــى مُــجَرَّدَ رَأْيِهِ
تُـقَامُ عَـلَيْـهِ الدَّهْـرَ ثَـوْرَةُ نَاقِـمِ
(34) هَــدَرْتُـمْ عَلَى عَمْـدٍ كَلَامَ مُـحَايِـدٍ
كَبِـــيرٍ خَبِيرٍ بِالْـمَنَـاهِـجِ عَالِمِ
(35) حَكـِيمٍ حَلِيمٍ مُشْـفِـقٍ مُـتَـرَفِّـقٍ
نَصِيـحٍ فَــلَا يَـخْشَى مَـلَامَ اللَّـوَائِمِ
(36) وَلَا يَـكِلُ الْأَدْوَاءَ لِلـدَّهْرِ إِنَّـمَا
يُـجـِيدُ لَهَا وَصْفَ الـــدَّوَاءِ الْـمُـلَائِـمِ
(37) وَقَـدْ كَانَ قَـبْـلَ الْيَوْمِ جَمَّ الْـمَكَارِمِ
وَفِي لَمْحَةٍ أَضْـحَى خَــدِينَ الْمَآثِـمِ
(38) خَلَعْـتُمْ عَلَيـــْهِ كُلَّ عَــيْبٍ وَسُـبَّةٍ
وَآيَةُ لُؤْمِ الْـمَرْءِ سَبُّ الْأَكَـــارِمِ
(39) حِبَـاءً
(18) وَتَـخْلِيطًا وَحَيْفًا وَغَيْبَةً
(19) وَتَلْقِـيـنَ جُـلَّاسٍ وَتَأْيِيدَ ظَـــالِمِ
(40) وَلَمْ تَـنْقِمُوا مِنْهُ سِوَى
(لَاتَفَـرَّقُوا) وَ
(هَاتُوا دَلِيلَ الْجَرْحِ) لَا زَعْمَ زَاعِــــمِ
(41) وَكَمْ مِنْ يَدٍ بَيْـضَاءَ أَوْلَى شُيُوخَكُمْ
وَكَـــمْ نَـهَلـُوا مِنْ عِـلْمِهِ الْمُتَـلَاطِمِ
(42) سَلُوا الشَّيْخَ فَرْكُوسَ الْكَبِيـرَ وَجُـمْعَةً
وَأَزْهَـرَ إِذْ حَــلَّـتْ شِــدَادُ الْأَوَازِمِ
(43) زَمَانَ امْتَطَى الْحَرْبِـيُّ صَهْوَةَ فِتْنَةٍ
وَأَصْلَتَ لِلـتَّبْــدِيـعِ حُـدَّادَ
(20) جَارِمِ
(21)
(43) وَفَرَّقَ أَهْـلَ الْأَرْضِ شَرْقًا وَمَـــغْرِبًا
وَأَفْسَـدَ فـِي أَنْـجَادِهَا وَالـتَّـهَائِـمِ
(44) أَلَيْـسَ رَبِيعُ الْـخَـيْـرِ أَوْقَـفَ زَحْـفَهُ
وَأَعْمَلَ فِـيـهِ حَامِــيَاتٍ الْمَـيَاسِمِ
(45) وَأَنْـعَشَ أَقْـوَامًا تَـصَاغَـرَ قَدْرُهُمْ
فَأَضْحَوْا بِإِذْنِ اللهِ فَـوْقَ الْـقَــوَادِمِ
(22)
(46) فَوَاللهِ لَوْلَا اللهُ قَيَّضَ شَيْـخَـنَا
لِنُصْرَتِـهِمْ كَــــانُوا كَزُعْرِ
(23) الْحَمَائِــمِ
(47) وَحُـمْتُمْ عَلَى الْأَصْحَابِ مِنْ غَيْــرِ حِشْمَةٍ
وَتِلْكَ لَعَمْرُ اللهِ إِحْــدَى الْقَوَاصِـمِ
(48) فَقَدْ سَــاءَنَا جِـدًّا سَـفِـيـهٌ بـِحَرْقِـهِ
كِتَابًا حَـوَى فَضْلَ الصِّحَابِ الْأَكَارِمِ
(49) فَإِنْ كَانَـتِ النَّكـْرَاءُ مِنْــكَ خِـــيَانَةً
وَحِقْدًا عَلَى الْأَصْحَابِ أَهْلِ الْـمَكَارِمِ
(50) فَلَسْتَ أَيَا مَـخْــذُولُ أَوَّلَ خَـائِـنٍ
حَقُودٍ فَمُتْ وَالْـحِقْدُ مِلْءُ الْـحَيَازِم
(24)
(51) أُولَئِكَ أَهْـلُ اللهِ حَقًّـا وَحِزْبُــهُ
وَأَهْلُ التُّقَى وَالْمَكْـرُمَاتِ الْـجَـسَائِـــمِ
(52) فَفِي الْعِـلْمِ سَادَاتٌ عَلَوا كُلَّ عَالـِـمٍ
فَأَبْعِدْ بِمَرْقَــــاهُمْ مَـرَامًـا لـِرَائِـمِ
(53) أَفَادُوا مِنَ الْمُخْــتَارِ هَدْيًا مُسَدَّدًا
وَعِلْمًــا كَــوَبْلِ الْعَـارِضِ الْمُـتَرَاكِــمِ
(54) وَفِي الْبَأْسِ قَــوْمٌ أَهْلُ غَوْثٍ وَنَجْدَةٍ
مَغَاوِيـــرُ بُسْــلٌ ضَارِيَاتُ الضَّرَاغِــمِ
(55) يَشُقُّونَ أَرْضَ الرُّومِ وَالْفُرْسِ عَنْوَةً
لِـنَشْــرِ الْـهُدَى صَـفْــوًا وَفَتْــحِ الْأَقَالِمِ
(56) يَرَوْنَ اعْتِـنَاقَ الْمُرْهَفَاتِ صَقِيلَةً
أَلَــذَّ وَأَحْــلَى مِـنْ عِنَــاقِ النّـَوَاعِــمِ
(57) وَفَـي الْفَضْلِ وَالْإِحْسَانِ فُرْسَانُ حَلْبَةٍ
مَسَامِيحُ
(25) أَنْسَـــى بَذْلُـهُمْ جُودَحَاتِـمِ
(58) أَجَابُوا نِدَاءَ اللهِ طَوْعًا وَرَغْبَةً
وَلَـــمْ يَـثْنِهِمْ خَـوْفٌ وَلا سَــــــوْمُ سَائِمِ
(59) وَلَمْ يَنُكُصُوا رُغْمَ الزَّلَازِلِ سَخْطَةً
لِدِيــنِ الْهُدَى وَالْحَـــقِّ رُغْــمَ الْـمُرَاغِمِ
(60) تَآخَوْا عَلَى التَّوْحِــيدِ بَـعْدَ تَفَـرُّقٍ
فَصَـــارُوا كَجِسْــمٍ وَاحِدٍ مُـتَلَاحِـمِ
(61) عُدُولٌ خِيَارٌ مُـرْتَضَـوْنَ أَجِـلَّـةٌ
رُؤُوسٌ مَرَائِيــسٌ شِـــدَادُ الشَّكَــائِـمِ
(62) بَهَالِيلُ
(26) غُرَّانٌ
(27) هُدَاةٌ أَعِــــفَّةٌ
مَنَـاجِيـبُ زُهَّــادٌ تُقَاةُ الْــمَآثِـمِ
(63) مَقَادِيـمُ
(28) أَبْطَالٌ أُبَاةٌ أَعِزَّةٌ
صَـنَـادِيـدُ فُـتَّـاكٌ حُمَــاةُ الْــمَــحَارِمِ
(64) مَرَاجِيحُ
(29) أَحْلَامٌ
(30) دُهَاةٌ يَلَامِعٌ
(31)حِصَـافٌ
(32) رِزَانٌ فِـي وُجُوهِ الْعَظَائِمِ
(65) وَقَدْ نَشَرُوا الْإِسْلَامَ نَصًّا وَدِرْيَةً
وَفِــعْــلًا وَنَصْـرًا بِالْـقَـــــنَا وَالصَّوَارِمِ
(66) مَـــــنَاقِـبُهُمْ فِـي جِيدِ أُمَّةِ أَحْـمَدٍ
فَرَائِدُ ضَمَّـتْهَا سُمُـوطُ
(33) النَّوَاظِمِ
(67) جِـهَــادٌ وَإِيثَارٌ وَنَصْرٌ وَهِجْرَةٌ
وَغَيْضُ الْأَعَادِي وَاعْـتِيَادُ الـتَّرَاحُــــــمِ
(68) وَرُشْدٌ وَإِيمَانٌ وَتَقْـوَى وَتَـوْبَـةٌ
وَصِــدْقٌ وَإِخْــلَاصٌ لِـرَبِّ الْعَوَالـــِـمِ
(69) وَفَوْزٌ وَرِضْوَانٌ وَبُشْرَى وَجَنَّةٌ
وَهُـمْ بَعْـــدَ رُسْــلِ اللهِ خَـيْرُ الْأَنَاسِــــمِ
(70) إِلَيــْهِمْ تَنَاهَى كُلُّ فَخْرٍ وَسُؤْدُدٍ
(34)فَحَازُوا مَقَـــامًا فَوْقَ هَـــامِ النَّعَـائِمِ
(71) مَدَائِحُهُمْ أَعْيَـتْ عَلَى كُلِّ نَاثِرٍ
وَلَــمْ يَسْتَطِعْ حَصْــرًا لـَهَــا نَظْمُ نَاظِــمِ
(72) فَـهَيْهَاتَ أُوفِـي الْقَوْلَ فِـي سَرْدِ فَضْلِهِمْ
وَأَنَّى بِتَـعْـــدَادٍ لِـقَطْرِ الْــغَمَائِمِ
(73) تَحَفَّظْ أَخَا التَّهْمِيشِ مـنِّـي وَصِـيَّةً
وَأَحْكِمْ عَـلَى التَّذْكَارِعَــــقْدَ الرَّتَائِمِ
(35)
( 74) فَلَا تَـنْـتَهِجْ نَـهْجَ الرَّوَافِضِ إِنَّـهُمْ
أَتَوْا بِالْأُمُـورِ الْمُضْحِكَاتِ الْقَــــوَاصِمِ
(75) وحَاذِرْ أَضَالِيلَ
(36) الْخوَارِجِ إِنَّـهُمْ
يَعِـيثُـونَ إِفْسَـادًا خِلَالَ
(37) الشَّـرَاذِمِ
(38)
(76) ولَا تَحْسُـــــدَنَّ الدَّهْرَ عَبْدًا مُنَعَّمًا
وَأَيْقِـنْ بِـــأَنَّ اللـهَ أَعْـدَلُ قَاسِــمِ
(77) وَأَنَّكَ مَهْمَـا تَــبْــغِ ذُلَّ مُـعَزَّزٍ
تُكَلَّلْ بِإِخْـفَاقٍ وَتَعْطِــــسْ بِـرَاغِــمِ
(78) تُحَاوِلُ دَرْجَ الشَّمْسِ فِـي الْكَفِّ حِينَمَا
تُـحَاوِلُ إِذْلَالَ النُّــفُـوسِ الْكَــرَائِـمِ
(79) تَـعَـلَّمْ بِـأَنَّ اللهَ يَـرْفَـعُ عَـبْـدَهُ
بِـإِخْلَاصِـهِ وَالْجِــدِّ لا بِالتَّعَـالُــــمِ
(80) فَأَخْلْـصْ لِـوَجِهِ اللهِ دِينَكَ وَاجْتَهِدْ
وَلا تَــكُ مَـشْــغُـوفًا بِأَضْغَاثِ حَالِــمِ
(81) تُقَرْدِحُ
(39) لِلْأَشْيَاخِ تَطْلُبُ زُلْفَةً
وَمَـاذَا عَـسَى يـُجْــــدِي تَـمَلُّـقُ عَـادِمِ
(82) وَإِيَّاكَ لَاتَبْـغِ الزَّعَـامَةَ وَاعْـتَــبِـرْ
بِأَحْـوَالِ أَشْـيَــاخٍ كِـبَارِ الْـعَـمَائِـمِ
(83) أَتَى اللهُ بُنْــيَاناً لَهُمْ مِــــنْ أَسَـاسِهِ
فَخَرَّ عَلَيْهِمْ سَقْفُ حِصْنِ الْـهَضَائِـمِ
(40)
(84) وَكُـنْ رَجُلًا شَهْمًا صَبُورًا عَلَى الْأَذَى
حَـمُولًا لِأَعْـبَــاءِ الْأُمُـورِ الْجَشَائِـــمِ
(85) جَـلِـيدًا عَلَى الْأَهْوَالِ غَيْرَانَ وَاقِفًا
مَـعَ الْـحَـقِّ وَالْـمَظْلُـومِ وَقْـفَـةَ حَـازِمِ
(86) تَـدُورُ مَـــــعَ الْبُرْهَانِ حَيْثُ تَيَمَّمَتْ
رَكَائِـبُهُ مُـسْـتَـبصِرًا غَيْـرَ كَاتِـمِ
(87) فَإِنَّ الذِي يُـــــــخْطِي الدَّلِيلَ تَـعَصُّـباً
تَدَاوَلُهُ
(41) الْأَيْدِي كَعُجْمِ الْبَهَائِمِ
(88) فَطَـوْرًا تَرَاهُ فِي يَمِيـنِ مُيَـــامِنٍ
قَؤُودًا
(42) وَطَوْرًا فِـي شِـمَالِ مُـشَـائِـمِ
(89) أَيَا فِرْقَةَ التَّهْمِـيشِ قَدْ طَالَ صَبْرُنَا
عَلَيْكُمْ عَسَـى تُــبْدُونَ رَجْعَــــةَ حَاشِـمِ
(90) فَلَـمَّـا رَأَيْـنَا شَرَّكُمْ جَــازَ طَــــوْرَهُ
وَأَضْحَى كَدَيـْجُورٍ مِنَ اللَّـيْلِ قَاتِمِ
(91) حَـمَـلْنَا عَلَى أَوْكَارِكُمْ بِجَــحَـافِلٍ
تُبَارِي عِـــــدَادَ الزَّاهِرَاتِ الْنَّوَاجِمِ
(92) فَلَمْ تُخْرِجُوا قِـرْنًا يُصَاوِلُــنَـا وَلَا
رَمَــيْتُمْ بِـسَهْمٍ أَوْطَعَنْـتُمْ بِــــصَارِمِ
(93) وَلَكِنَّكُمْ خَلْـفَ الْـخُـدُورِ قَبَعْـتُمُ
تَكِيلُونَ هُجْرًا مِنْ قَـــذِيعِ
(43) الشَّتَـائِمِ
(94) وَمَا أَخْجَـلَ الْغِلْمَانَ مِنْكُمْ حَدَاثَــةٌ
وَلَا زَجَـرَالْأَشْيَــاخَ شِـيبُ اللَّهَـازِمِ
(44)
(95) فَلَا تَحْسِـبُـواالتَّهْمِيشَ يَـمْتَدُّ سَرْمَداً
وَلَاتَـحْسِبـُنَّ الـظُّلْمَ ضَــرْبَةَ لَازِمِ
(45)
(96) وَإِنْ نـِمْـــــتُمُ مِلْءَ الْـجُفُـونِ بِلَيْلِهَا
فَـمَـا اللهُ عَمَّا تَـفْعَلُونَ بِنَائِــمِ
(97) فَعَمَّا قَلِـيلٍ تُصْبِـــــــحُونَ أَذِلَّةً
خَزَايَا مِنَ الْعَارِ الْوَبِيـــلِ الْـمُـلَازِمِ
(98) فَقَدْ أَوْعَدَ اللهُ الْعَزِيزُ بـِجَـعْلِهِ
مَـخَاطِمَ أَهْـلِ الْكِـبْرِ تَـحْتَ الْـمَنَـــاسِمِ
(99) فَـدُونَكُمُوهَا غَضْبَةً سَلَفِـيَّـةً
عَلَـى كُـلِّ فَـتَّانٍ وَبَـاغٍ مُـدَاهِـــــمِ
(100) وَنَـصْـرًا بِقَدْرِ الْمُــسْتَطَاعِ لِإِ خْوَةٍ
تَدَاعَى عَـلَيْهِمْ كُلُّ أَهْوَجَ غَــاشِـمِ
(101) لَعَلَّ قَرِيضَ الشِّعْـرِ يُرْوِي غَلِيلَهُمْ
وَيَشْفِي قُـــرُوحَ الْـخَافِـقَاتِ الْكَوَالِـمِ
(102) فَإِنْ تَـزْعُمُــوا أَنَّـا ظَـلَمْنَا فَإِنَّكُمْ
غَدَوْتُمْ لَعَـمْرُ اللـهِ أَوَّلَ ظَـــالِـمِ
(103) وَلَا عَيْبَ فِـي رَدَّ الْعَدَاءِ بِمِـثْلِهِ
إِذَا اتَّسَعَتْ فِـي الْـحِلْمْ طُرْقُ الْـمَظَالِـمِ
(46)
(104) وَشَــاهِدُهُ فِي قَوْلِهِ "فَـمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ"
(47)
صَرِيــحُ اللَّفْظِ بَادِي الْمَعَالِمِ
(105) وَإِنْ تَطْـمَعُوا فِـي سَوْقِنَا دُونَ حُجَّةٍ
كَـسَوْقِ الـنِّعَاجِ الرَّاتِـــعَاتِ السَّوَائِمِ
(106) فَوَاللهِ لَا نَـنْـقَادُ لِلْجَـهْلِ وَالْهَوَى
وَلَكِـنَّـنَا لِلْـعِلْمِ طَــوْعُ الْـخَزَائِمِ
(48)
(107) وَإِنْ تَبْتَغُوا مـِنَّـا الْـحِيَـادَ وَتُسْكِتُوا
بِأَيْـــــدٍ وَأَحْجَارٍ وَضَرْبِ الْكَمَائِمِ
(108) فَنَحْنُ عَلَى الْـمِنْهَاجِ أَعْظَمُ غَـيْــرَةً
مِنَ الْحُـرِّ دُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْـحَرَائِمِ
(109) وَإِنْ تُنْـهِكُونَا بِالْبَلَاءِ فَإِنَّنَا
رَفَعْنَا شِـعَارَ الْـمُـــــصْلِحِيـنَ الْأَقَـــادِمِ
(110) إِذَا لَـمْ يَكُـنْ إِلَّا الْــبَلَا مِــعْرَجَ الْعُـلَا
فَـحَــيَّهَـلًا بِالْفَادِحِ الْمُتَـفَاقِمِ
(111) بَـرِئْـنَا مِنَ التَّهْمِـيشِ فِـي الْأَرْضِ كُلِّهَا
وَلُذْنَا بِرَبٍّ قَـــاهِـرٍ مُـتَعَاظِــمِ