جزاك الله خيرا أخ طه، ولزيادة الفائدةهذه فتوى للشيخ الألباني رحمه الله.
س: ما حكم الأناشيد المسماة بالإسلامية؟
الشيخ : إنها ليست إسلامية ، فى الحقيقة هذه الأناشيد التى تسمى بالإسلامية أو الدينية فهى مبتدعة اسما ومسمى، لا يعرف السلف الأول شيء اسمه أناشيد دينية أو أناشيد إسلامية ، وبالتالى لا يعرفون مسماها . -يعنى السبحة مثلا - هذا الاسم لا وجود له فى اللغة - فهل يعرفونها بعينها وذاتها ؟ طبعا لا ، لذلك كان هذا من الناحية اللغوية دليلا صالحا للاستدلال على بدعية السبحة . -كذلك القول فى الأناشيد المسماة الأناشيد الدينية ، والسبب مع كونها محدثة ومبتدعة، أنها لها آثار سيئة منها - فى كثير من الأحيان -اذا لم نقل فى أغلب الأحيان- تتضمن مبالغات فى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وفى الثناء عليه, ومعلوم قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله)) .. - وأيضا تتضمن مدح الرسول صلى الله عليه وسلم بحوادث ووقائع ومعجزات زعموها مستندهم فيها أحاديث ضعيفة أو موضوعة ، ويساعدهم على ذلك القاعدة- المنحرفة عن الصواب فى رأينا - وهي "أن الحديث الضعيف يعمل به فى فضائل الاعمال" ، ومن فضائل الاعمال مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. -فالغرض أن هذه القاعدة – التى نراها خطأ- فى الواقع أنها من أقوى الاسباب فى نشر البدع فى الاسلام والمسلمين ، لأنه بنأخذها على إطلاقها "الحديث الضعيف يعمل به فى فضائل الاعمال" وأول شرط: يعمل به فى فضائل الاعمال هو أن يعرف أنه حديث ضعيف . وثانى شرط : ألا يشتد ضرره بيجوا دول الجماعات المطرِبين والمُطِّربين بالأناشيد الدينية بيحققوا هذه القاعدة الحديثية فيما ينسبونه للرسول عليه السلام فى مدائحهم له صلى الله عليه وسلم من معجزات أو كرامات زعموا -والشاهد من هذه الأمور التى ... ، فمن أسباب إنكار الأناشيد الدينية أنها تحوى أحاديث ضعيفة بل وموضوعة كالإشارة في أناشيدهم أن النبى عليه السلام ولد مختونا مسرورا، وهذا لا يصح عنه صلى الله عليه وسلم ، وسببا آخر – لعله ثالث – أنه حقيقة يحقق معنى انه يلهي، يلهي عن بعض الواجبات وعن بعض الطاعات . **أنا عارف فى سوريا وفي دمشق بصفة خاصة جماعة الإخوان المسلمين الذين فى آخر أمرهم تيسر لهم الاتصال ببعض إخوانا السلفيين ثم حضورهم لدروسنا ، وكانوا يسمعون إنكارنا على أناشيد الصوفية أمثالهم ، وقصيدة البوصيرى وما فيها من الشرك الصريح ،فاستفادوا هذا ، ولكن أرادوا ان يجدوا له بديلا ، فاصطنعوا أناشيد فيها إشارة للإسلام والدين والحماس والحرارة الإسلامية ، فصاروا يأتوا بأناشيد عصرية - ما فيها الشركيات الموجودة فى الأناشيد القديمة فعلاً - لكن تلحينها أولا على نمط التلحين القديم . ثم لم يطل زمن حتى انتقلت هذه الأناشيد إلى إسلاميين من نوع الصوفيين ، فطعموها بآلات الطرب ودخلوا فيها الدف ، المقصود هكذا اطور الموضوع فصارت هذه الاناشيد الدينية العصرية ملهاة ، حتى تسرب هذا مع الاسف الى بعض اولادى - لأنهم مع الاسف لايعيشون فى عصمتى – فكانوا بدل ما يحطوا مسجل يسمعوا القرآن، يسمعوا هذه الاشرطة لهذه الاناشيد المسماة الاناشيد الدينية ، فصارت عمليا ملهاة ، ليس من الضرورى فقط أن تكون الملهاة الالات الموسيقية اللى فيها الاغانى المحرمة نصا ، بل ويقوم مقامها في الإلهاء عن كتاب الله عز وجل الذى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه :( من لم يتغن بالقرآن فليس منا ) و قال صلى الله عليه وسلم (اقرأوا هذا القرآن وتغنوا به فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من قلوب الرجال من الإبل من عقلها) أمر الرسول عليه السلام فى هذا الحديث والذى قبله بالتغنى بالقرآن وهو لحكمة بالغة وضع بالاضافة الى أمره بالقراءة وتغنوا به لسببين اثنين : الأمر بقراءته ليس كما تقرأ الاشعار وإنما كما أنزله الله على قلب محمد عليه السلام وقرأه هو على الناس يعنى بقواعد علم التجويد .
الشىء الثانى : ان يستغنى المسلم بالغناء القرآنى عن كل غناء على وجه الأرض فلا يتخذ بديله أبدا ، وهذا مما ينافيه اتخاذ اناشيد دينية يتغنون بها الشباب فى اوقات فراغهم ، فيصدق عليهم قول الله عز وجل فى غيرهم ( اتستبدلون الذى هو ادنى بالذى هو خير ) استفهام استنكاري، فلهذه الاسباب لا تشرع هذه الاناشيد الدينية المزعومة . السائل: يكون واحد بيقرأ فى مسألة علمية أو بحث أو يكتب أو كذا فلا يستطيع أن يضع شريطا للقرآن أو يقرأ القرآن فيضع مثل هذه الأناشيد فى هذه الفترة التى يقرأ فيها حتى يلتفت لها كثيرا ، تغيير جو فقط . الشيخ : لكن هذه الاناشيد لما تستعمل فى هذه الصورة الضيقة التى وضعتها فيها فهذا لا يمكن التزامه . السائل : لو على فرض بهذه الصورة ؟ الشيخ : كيف تعرف الجواب ونقول جاز على فرض السائل : واستشهادهم بغناء الصحابة اثناء بناء المسجد النبوى ؟
الشيخ : هذا ما لا يفعلونه ، ولماذا ؟ لأنه ليس من واديهم ، وليتهم فعلوا ذلك ، يعنى هذا شيء آخر أولا : لم يتخذ ديدنا ولا نشيدا ، وإنما هو من وحي الساعة . وإذن هو موجود مع الفعالين والعمال لأن هذا يقال للتسلية فعلا ، لكن إنه ينشد كلام لا فائدة تحته فى اثناء العمل يلجأ الى الله و يذكر الله ويطلب منه النصر والقوة على اعداء الله . السائل : لا يقال هذا من الغناء المباح ؟ الشيخ : نعم ، نقول من الغناء المباح ، لكن هل هذا له صلة بالاناشيد الدينية ؟ لما قالوا :
والله لولا الله ما اهتدينا ***ولا تصدقنا ولا صلينـــا
فأنـــــزلن سكينة علينا ***وثبت الاقدام اذ لاقيـــــــــــنا
وين هذا الغناء ؟ لكن لا يقفون عندها السائل : قالوا انها تدخل السرور على قلب المسلم . الشيخ : بعد كل ما قيل الان يقال ؟ من فهم ما قيل انفا فلا يقال هذا
سلسلة الهدى والنور شريط رقم 25
|