نصيحة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- للمسلمين عامة ولأهل السودان خاصَّة

[يوسف شعيبي]

نصيحة غالية من الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى- للمسلمين عامة ولأهل السودان خاصة

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على نبيِّه المصطفى؛ محمد إمام الحنفا، وعلى آله وصحبه أهل النصح والوفا؛

أمَّا بعد، فلا يزال أهل العلم المشفقون يَرْعَون الأمَّة بالتوجيهات السديدة، ويُمحضون لها النصائح الرشيدة، ممتثلين قولَ النبيِّ الرَّحيم -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: "الدِّينُ النَّصِيحَةُ"، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "للهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ". فأولئك الذين أمر الله -عز وجل- الأمَّة أن ترجع إليهم حال أمنها وخوفها، وقوَّتها وضعفها، وفي جميع حالاتها، ولا سيما إذا أطلَّت الفتن بشرورها؛ فعندئذ يتحتَّم على الأمَّة الاستمساك بوصايا هؤلاء العلماء الصادقين، الذين جعل الله في طاعتهم الرشد، وفي الرجوع إليهم أمانًا من سلوك سبيل الشيطان، فضلًا منه -سبحانه- ورحمةً، قال تبارك وتعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) ) [سورة النساء].
ومن هؤلاء العلماء الحكماء الرحماء الناصحين، الشيخ العلَّامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله تعالى-، نحسبه كذلك ولا نزكِّيه على الله، فإنَّه ما أطلَّت فتنةٌ برأسها اليوم في بلاد المسلمين إلَّا وكان له سهمٌ محمود في إخمادها، وتحذيرٌ زاجرٌ من وبالها، وبيانٌ واضحٌ لمَآلِها.
وقد اشتملت هذه الكلمةٌ على وصيَّة جامعة، فيها الحثُّ على التمسُّك بالوحي المُبين، ولزوم تقوى الله في كلِّ الأحايِين، والزجر عن مشابهة أهل الكفر والمشركين، والحذر من اتِّباع الأئمَّة المُضلِّين، الذين ما فَتِئوا يوقدون الفتن في بلاد المسلمين، فكانوا سببًا في خراب الديار، وتسلُّط أهل المِلَل الكفَّار. وفي هذا عظةٌ لأولي الألباب أن يسلكوا هذا المسلك الوخيم بعد ما عاينوا البلاء الذي أصاب إخوانهم المسلمين من حولهم، نسأل الله تعالى أن يرفعه عنهم، وأن يجبرهم في مصابهم، وأن يَقِيَهم والمسلمين جميعًا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يَكفِيَهم أعداءهم، وأن يفضح أهل الفتن الانتهازيين.



حمِّل الصوتية من المرفقات: