جزاك الله خيرًا شيخنا ووالدَنا أبا عبد الرَّحمن، وبارك فيما تكتب ونفع به المسلمين، وردَّ عنك كيد الأعادي والشَّانئين.
فمضيًا شيخَنَا الحبيب قُدُمًا في إفادةِ أبنائِكم بمثل هذه المسائل العلميَّة، والبحوث والتَّحقيقات الحديثيَّة والُّلغوية، فإنَّها تبرِز أنَّ العلمَ لكم شعار ودثارٌ غير مدَّعى ولا مستعارٍ، قريب المنال سهل المأخذ إذا جرى قلمكم بالبيان، غير متكلَّف ولا بسجع كهَّان.
وإنَّ عُصْبَةَ السُّوء أصحاب النُّفوس المقزِّزة، كلَّما نظر الواحدُ في كلامهم وطريقة أخذهم وردِّهم يكادُ يصاب بالغثيان، ما برحوا ينادون بالردود العلميَّة فلما جاءتهم ذهبوا يشغبون يمنة ويسرةً كما فعل ابن الخريف، بحَّ صوته وهو ينادي بالرُّدود العلميَّة فلما جاءت ذهب يشغب على مسائل نحويَّة وكأنه ما نادى ولا تكلَّم!
أما المسعوديُّ فحادَ حيدةً كُبْرَى في رده على مقال شيخنا أبي عبد الرَّحمن الأوَّل، فعوضَ أن يرجع إلى الله مستغفرًا تائبًا، وإلى شيخنا معتذرًا متحلِّلا، وعوض أن يتكلَّم عما رمى به مقاصدَ الشَّيخ -حفظه الله- ونيَّته، ذهب يذكر مناداته بالرُّدود العلميَّة واجتنب الرَّدَّ الصَّريح، فلا تجدُ رابطًا بين كلام الشَّيخ -حفظه الله- الَّذي يورده وبين تعليقِه، وما كان فيعمِّي المراد ويلفُّ ويدور.
والعجب منهم كيف يطلبون من القارئ أن يكون فطنا متيقِّظا نبيهًا، وفي الوقت نفسه يتلاعبون ويشغِّبون حتى يخالُ للقارئ أنَّه يُستحمق من قبلهم! قد كنَّا فطنين حقًّا فرأينا التَّدليس والتَّلبيس.
وليتَّقوا الله تعالَى، فقد ساءني ما رأيته من انحطاطٍ في تعليقاتهم، لا سيَّما ذكرُ ابن الخريف لأهل التَّصفية كأنَّهم فريقٌ رياضيٌّ، وكل هذا في مقام ردٍّ علميٍّ! فالعاميُّ يمجُّ هذا الصَّنيع لو رآه، فإنَّ ما يكتب ويؤخذ ويردُّ جدٌّ لا هزلَ فيه، صبَّر الله مشايخنا على هذا البلاء، والله المستعان.
|
العرض الشجري