بســم الله الرحمن الرحيــم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
مما روي عن أبي نواس الشاعر العربي المشهور بعشقه للخمر-سلمني الله وإياكم- قصيدة أجدها بليغة ومؤثرة مذكورة في كتاب أخبار أبي نواس:
قال أبو هفان: حدثت أن صديقا لأبي نواس مات وكان يأنس به فوجد عليه وجدا شديدا واشتد غمه وقلقه وجزعه لفقده وشيع جنازته، فلما صلوا عليه وصيروه في حفرته وواروه في لحده خرج أبو نواس من قبره - وكان فيمن ألحده - فاستقبل الناس الذين شيعوا الجنازة بوجهه وقال بصوت شج وإجهاش:
يا بني النقص والعبر ... وبني الضعف والخور
وبني البعد في الطبا ... ع على القرب في الصور
والشخوص التي تبا ... ين في الطول والقصر
احتساء من الحرا ... م وحتما على لاضرر
أين من كان قبلكم ... من ذوي البأس والخطر
سائلوا عنهم المدا ... ئن واستبحثوا الخبر
سبقونا إلى الرحي ... ل وإنا لفي الأثر
من مضى عبرة لنا ... وغدا نحن معتبر
إن للموت لمحة ... تسبق اللمح بالبصر
وكأني بكم غدا ... في ثياب من المدر
قد نقلتم من القصو ... ر إلى ظلمة الحفر
حيث لا تضرب القبا ... ب عليكم ولا الحجر
حيث لا تظهرون من ... ها للهو ولا سمر
رحم الله مسلما ... ذكر الموت فادّكر
رحم الله مسلما ... خاف فاستشعر الحذر
منقول من كتاب :أخبار أبي نواس.
قصيدة لأبي نواس على قبر صديق
العرض العادي
