منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 May 2016, 04:30 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي وَهَذِهِ حَالُ أَكْثَرِ الخَلْقِ، وَهِيَ التِي أَهْلَكَتْهُمْ!! (افتح لها قلبك)

وَهَذِهِ حَالُ أَكْثَرِ الخَلْقِ، وَهِيَ التِي أَهْلَكَتْهُمْ!!
موعظة بليغة فافتح لها قلبك


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن موالاه، أما بعد:

فيقول ربنا تبارك وتعالى: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: ١٦ ].

قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى:
{
وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ } أي: ولا يكونوا كالذين أنزل الله عليهم الكتاب الموجب لخشوع القلب والانقياد التام، ثم لم يدوموا عليه، ولا ثبتوا، بل طال عليهم الزمان واستمرت بهم الغفلة، فاضمحل إيمانهم وزال إيقانهم، { فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ } فالقلوب تحتاج في كل وقت إلى أن تذكر بما أنزل له الله، وتناطق بالحكمة، ولا ينبغي الغفلة عن ذلك، فإن ذلك سبب لقسوة القلب وجمود العين. اهـ

وقد أسهب الإمام شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية -رحمه الله- في الكلام عن هذا الداء العضال ( قسوة القلب ) والذي كانت بدايته ( طول الأمد ) فانتهى الأمر بـ ( المريض ) إلى استوحاش الطريق ثم النكوص على عقبيه والعياذ بالله.

قال رحمه الله:

« فلو عرف العبد كل شيء ولم يعرف ربه، فَكَأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ شَيْئًا، ولو نال كل حظ من حظوظ الدنيا ولذاتها وشهواتها وَلَمْ يَظْفَرْ بِمَحَبَّةِ اللهِ، وَالشَّوْقِ إِلَيْهِ، وَالأُنْسِ بِهِ، فَكَأَنَّهُ لَمْ يَظْفَرْ بِلَذَّةٍ وَلاَ نَعِيمٍ وَلاَ قُرَّةِ عَيْنٍ، بل إذا كان القلب خاليا عن ذلك عادت تلك الحظوظ واللذات عذابا له ولابد، فيصير معذبا بنفس ما كان منعما به من جهتين:
من جهة حسرة فوته، وأنه حيل بينه وبينه، مع شدة تعلق روحه به،
ومن جهة فوت ما هو خير له وأنفع وأدوم، حيث لم يحصل له، فالمحبوب الحاصل فات، والمحبوب الأعظم لم يظفر به.
وَكُلُّ مَنْ عَرَفَ اللهَ أَحَبَّهُ، وَأَخْلَصَ العِبَادَةَ لَهُ -وَلاَبُدَّ-، وَلَمْ يُؤْثِرْ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنَ المَحْبُوبَاتِ، فمن آثر عليه شيئا من المحبوبات فقلبه مريض، كما أن المعدة إذا اعتادت أكل الخبيث وآثرته على الطيب سقطت عنها شهوة الطيب، وتعوضت بمحبة غيره.

وقد يمرض القلب ويشتد مرضه، ولا يعرف به صاحبه، لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته، وَعَلاَمَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ لاَ تُؤْلِمُهُ جِرَاحَاتُ القَبَائِحِ، ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده الباطلة، فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه، وتألم بجهله بالحق بحسب حياته.

وَمَا لِجُرْحٍ بَمِّيتٍ إيلامُ

وقد يشعر بمرضه، وَلَكِنْ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ تَحَمُّلُ مَرَارَةِ الدَّوَاءِ وَالصَّبْرُ عَلَيْهَا، فهو يؤثر بقاء ألمه على مشقة الدواء، فإن دواءه في مخالفة الهوى، وَذَلِكَ أَصْعَبُ شَيْءٍ عَلَى النَّفْسِ وَلَيْسَ لَهَا أَنْفَعُ مِنْهُ.

وَتَارَةً يُوَطِّنُ نَفْسَهُ عَلَى الصَّبْرِ، ثُمَّ يَنْفَسِخُ عَزْمُهُ، وَلاَ يَسْتَمِرُّ مَعَهُ لِضُعْفِ عِلْمِهِ وَبَصِيرَتِهِ وَصَبْرِهِ: كمن دخل في طريق مخوف مُفْضٍ إلى غاية الأمن، وهو يعلم أنه إن صبر عليه انقضى الخوف وأعقبه الأمن، فهو محتاج إلى قوة صبر، وقوة يقين بما يصير إليه، ومتى ضعف صبره ويقينه رجع من الطريق، ولم يتحمل مشقتها، ولا سيما إن عدم الرفيق، واستوحش من الوحدة، وجعل يقول: أين ذهب الناس؟ فلي بهم أسوة.

وَهَذِهِ حَالُ أَكْثَرِ الخَلْقِ، وَهِيَ التِي أَهْلَكَتْهُمْ، فالبصير الصادق لا يستوحش من قلة الرفيق ولا من فقده، إذا استشعر قلبه مرافقة الرعيل الأول، ﴿ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا ﴾، فَتَفَرُّدُ العَبْدِ فِي طَرِيقِ طَلَبِهِ دَلِيلٌ عَلَى صِدْقِ الطَّلَبِ. » ( إغاثة اللهفان: ١١٢-١١٣ )

هذا، وللإخوة -أجزل الله لهم المثوبة- أن يعينونا والقُرَّاء بما تيسر لهم من مادة التحذير من ( استئخار وعد الله ) وكذا مادة ( ذم الكثرة )، والله الهادي إلى سواء السبيل.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

والحمد لله رب العالمين.

البُلَيْـــدِي

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 May 2016, 07:37 PM
أبو ياسر أحمد بليل أبو ياسر أحمد بليل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: ولاية سعيدة - الجزائر
المشاركات: 405
افتراضي

أحسنت أخي أبو حاتم بارك الله فيك
نعم ومن المعلوم أن لكل صاحب دعوة حق أعداء من مردة الشياطين وأعوانهم من الإنس الضالين ، ينشرون الشبه ويبثون السمَّ الزعاف ، ليطفؤوا نور الله ، والله متم نوره ولو كرهوا .
فمن تلكم الشبه الواهية و التلبسات الغاوية زعمهم أن أهل السنة في قلة ونحن في كثرة .
فكيف يعقل أن يكون هذا الجم الغفير والسواد الكثير هم أهل الباطل وتلك الشرذمة هم أهل الحق ... !؟
لكن هذه الشبه كما قال القائل :
حجج تهافت كالزجاج تخالها *** حقا وكل كاسر ومكسور
قال الإمام الشاطبي – رحمه الله- ( " الاعتصام " 01/11 - 12 ) : " وهذه سنة الله في الخلق : أن أهل الحق في جنب أهل الباطل قليل لقوله تعالى : ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) [ سورة يوسف الآية 103 ] وقوله : ( وقليل من عبادي الشكور ) [سورة سبأ الآية 13 ]ولينجز الله ما وعد به نبيه صلى الله عليه وسلم من عود وصف الغربة إليه فإن الغربة لا تكون إلا مع فقد الأهل أو قلتهم وذلك حين يصير المعروف منكرا والمنكر معروفا وتصير السنة بدعة والبدعة سنة ..." اهـ

قال ابن القيم –رحمه الله- (زاد المعاد 181/3 ) : " ولما رأى المنافقون ومَن فى قلبه مرض قِلَّة حزبِ الله وكثرةَ أعدائه، ظنُّوا أن الغلبة إنما هى بالكثرة، وقالوا: ( غَرَّ هَؤُلاءِ دِينُهُمْ ) [الأنفال: 49]، فأخبر سبحانه أن النصر بالتوكل عليه لا بالكثرة، ولا بالعدد، والله عزيز لا يُغالَب، حكيم ينصر مَن يستحق النصر، وإن كان ضعيفاً، فعزتُه وحكمتُه أوجبت نصرَ الفئةِ المتوكِّلَةِ عليه. "

قال أيضا –رحمه الله- في نونيته ( ص:16-17):
واصدع بما قال الرسول ولا تخف ***من قلة الأنصار و الأعوان
فالله ناصر دينه وكتابــــــه*** والله كاف عبده بأمـــان
إلى أن قال :
لاتخش كثرتهم فهم همج الورى *** وذبابه أتخاف من ذبـــان

قال الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ( كتاب التوحيد : باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب بعدما ذكر حديث ابن عباس السابق) : " فيه مسائل :الخامسة عشرة: ثمرة هذا العلم، وهو عدم الاغترار بالكثرة، وعدم الزهد في القلة ".اهـ

وقال الإمام الشوكاني –رحمه الله- ( فتح القدير ) عند قوله تعالى : ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) : " أخبره الله سبحانه بأنه إذا رام طاعة أكثر من في الأرض أضلوه، لأن الحق لا يكون إلا بيد الأقلين، ومنهم الطائفة التي تزال على الحق ولا يضرها خلاف من يخالفها، كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "اهـ
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 May 2016, 08:15 AM
أبو محمد سفيان أبو محمد سفيان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: سطيف الجزائر
المشاركات: 100
افتراضي

جزاك الله خير وغفر لك و لوالديك
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013