منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #61  
قديم 29 Mar 2015, 03:46 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ البصرِ
يثبتُ أهلُ السنةِ و الجماعة صفةَ البصرِ لله تعالى على الوجهِ الذي يليقُ به، مستدلين بالكتابِ و السنةِ و إجماع سلف الأمة.
1 _ أدلةُ الكتابِ :
قالَ الله تعالى {أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ} [العلق 14].
و قال تعالى {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الشعراء].
و قال تعالى {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة 105].
2 _ أدلةُ السنة :
روى الشيخان عن أبي هريرة كما في حديث جبريل قال : " قال : يا رسول الله، ما الإحسان؟ قال : "أن تعبد الله كأنك تراه، فإنك إن لا تراه فإنه يراك".
3 _ الإجماعُ : فقد اتفقَ سلفُ الأمة على إثباتِ صفةِ البصرِ لله تعالى.
البصرُ من الصفاتِ الذاتيةِ
البصرُ من صفاتِ الله تعالى الذاتيةِ، التي لم يزلْ و لا يزالُ متصفًا بها.
معنيَا البصرِ
البصرُ المضافُ إلى اللهِ له معنيانِ :
1 _ بصرُ علمٍ.
قال الله تعالى {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} [المعاج].
2 _ بصرُ رؤيةٍ.
و هذا ينقسمُ إلى ثلاثةِ أقسام :
أ _ تارةً تكون للتأييدِ : قال الله تعالى {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ} [طه 46].
ب _ تارةً تكونُ للإحاطةِ و العلم : قال الله تعالى {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ} [الشعراء 28].
و قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء 58].
ج _ تارةً تكون للتهديدِ : قال الله تعالى {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لَّا تَعْتَذِرُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة 94].

رد مع اقتباس
  #62  
قديم 01 Apr 2015, 08:22 PM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي شكر و إرشاد

جزاك الله خيرا أخانا يوسف ورفع منزلتك وجعل عملك هذا في موازين حسناتك، حبذا أخي لو تذكر تخريج الحديث ودرجته مثل الأحاديث التي نقلتها في صفة إثبات العلو لله تعالى.
رد مع اقتباس
  #63  
قديم 02 Apr 2015, 10:00 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي عبد القادر.
و شكر الله لك حسن إرشادك و بارك الله فيك.
رد مع اقتباس
  #64  
قديم 04 Apr 2015, 08:16 AM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

مقدمةٌ
أقسامُ التوحيدِ
ينقسمُ التوحيدُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ :
1 _ توحيدُ الربوبيةِ : و هو إفرادُ اللهِ تعالى في أمور ثلاثةٍ :
أ _ الخلقِ : قال تعالى {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف 54].
ب _ الملكِ : قال تعالى {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} [المائدة 18].
ج _ التدبير : قال تعالى {وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} [يونس 31].
الفرقُ بين خلقِ اللهِ و خلق العبد
الفرقُ بينهما أنَّ :
1 _ خلقَ الإنسانِ تحويلٌ للشيءِ منْ صورةٍ إلى أخرَى فليسَ بخلقٍ في الحقيقةِ، أما خلقُ اللهِ فهو إيجادٌ منْ عدمٍ.
2 _ خلقُ الإنسان محصورٌ، أما خلقُ اللهِ عامٌّ شاملٌ.
الفرقُ بين ملكِ اللهِ و ملكِ العبد
الفرقُ بينهما أنَّ :
1 _ ملكَ الإنسانِ ليسَ عامًّا شاملًا فهو محدودٌ، و ملك اللهِ أشملُ و أوسعُ، و تامٌّ.
2 _ الإنسانَ ليسَ له التصرفَ المطلقَ فيه ملكِه فهو مقيدٌ، أما الله فيتصرفُ في ملكهِ كيف يشاءُ.
الفرقُ بين تدبيرِ العبدِ و تدبير الله
الفرقُ بينهما أنَّ :
1 _ تدبير الإنسانِ محدودٌ، فيمَا يملكُ فقط، أما تدبيرُ اللهِ عامٌّ شاملٌ.
2 _ تدبيرُ الإنسانِ قاصرٌ، يكونُ وفقَ الشرعِ، أما تدبيرُ اللهِ مطلقٌ.
2 _ توحيدُ الألوهيةِ : و هو إفرادُ اللهِ تعالى بالعبادةِ، قال الله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء 25].
و يسمَّى توحيدَ الألوهيةِ باعتبارِ إضافته إلى اللهِ تعالى، و يسمَّى توحيدَ العبادةِ باعتبارِ إضافته إلى العابدِ.
معنى العبادةِ :
تطلق العبادةُ على أمرينِ :
أ _ الفعلِ : و هي التذللُ للهِ حبًّا و تعظيمًا، بفعلِ أوامرٍه و تركِ نواهيه.
ب _ المفعولِ : و هي اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّه اللهُ و يرضاهُ منَ الأفعالِ و الأقوالِ الظاهرةِ و الباطنةِ.
3 _ توحيدُ الأسماءِ و الصفاتِ : و هو إفرادُ اللهِ بما لهُ منَ الأسماءِ و الصفاتِ.
معنى الاعتقادِ
لغةً : افتعالٌ منَ العقدِ، وهو الشَّدُّ و الربطُ.
اصطلاحًا : حكمُ الذهنِ الجازمِ، و قدْ يكونُ صحيحًا إذا وافقَ الواقعَ، كاعتقادِ أنَّ اللهَ واحدٌ، و قد يكون فاسدًا إن خالفَ الواقعَ، كاعتقادِ أنَّ اللهَ ثالثُ ثلاثةٍ.
أركانُ الإيمانِ
أركانُ الإيمانِ ستةٌ و هي : الإيمانُ باللهِ، و ملائكتهِ، و كتبهِ، و رسلهِ، و اليومِ الآخرِ، و القدرِ خيرهِ و شرهِ.
الإيمانُ باللهِ
الإيمانُ باللهِ يتضمنُ أربعةَ أمورٍ :
1 ـ الإيمانُ بوجودِه سبحانه و تعالى.
2 ـ الإيمانُ بربوبيتهِ، أي الانفراد بالربوبية.
3 ـ و الإيمانُ بانفرادِه بالإلوهية.
4 ـ و الإيمانُ بأسمائِه و صفاتِه.
و لا يتحققُ الإيمانُ إلا بذلك.
أدلةُ وجودِ اللهِ تعالى
الدليلُ على وجودِ الله تعالى : العقلُ، و الحسُّ، و الفطرةُ.
1 _ العقلُ : فوجودُ الكائناتِ، دليلٌ على وجودِ الخالقِ، فإنه منَ المستحيلِ أن توجدَ نفسها.
2 _ الحسُّ : استجابةُ اللهِ تعالى لدعاءِ عبدِه دليلٌ على وجودِه.
3 _ الفطرةُ : فكثيرٌ منَ الناسِ ممنْ لم تنحرفْ فطرهُم يعلمونَ وجودَ اللهِ بل حتى الهائمُ، كما في قصةِ سليمانَ معَ النملةِ التي رفعت قوائمها إلى السماءِ تدعُو اللهَ السقيا.
الإيمانُ بالملائكةِ
الإيمانُ بالملائكةِ يتضمنُ الإيمانَ :
1 _ بوجودِهم، و أنهم مخلوقونَ من نورٍ.
2 _ بمنْ علمنا اسمَه، و من لم نعلمْ اسمَه آمنَّا به إجمالًا.
3 _ بما علمنَا من صفاتِهمْ.
4 _ بما علمنَا منْ وظائِفهم.
الإيمانُ بالكتبِ
و يتضمنُ الإيمانُ بالكتبِ أربعةَ أمورٍ :
1 _ الإيمانَ بأن نزولَها منْ عندِ الهِ حقًّا.
2 _ الإيمانَ بما علمنَا اسمَه منها باسمِه.
3 _ تصديقُ ما صحَّ من أخبارِها.
4 _ العلمُ بأحكامِ ما لمْ ينسخْ منها، و الرضَا و التسليمُ به.
لكلِّ رسُولٍ كتابٌ
قالَ الله تعالى {لقدْ أرسلنَا رسُلنا بالبيناتِ و أنزلنا معهم الكتابَ و الميزانَ} [الحديد 25]، و هذَا يدلُّ أن كلَّ رسولٍ معه كتابٌ، لكنْ لا نعرفُ كلَّ الكتبِ، بلْ نعرفُ منها صحفَ إبراهيمَ و موسى، و التوراةَ، و الإنجيلَ، و الزَّبورَ، و القرآن.
الإيمانُ بالرسلِ
و هم الذينَ أوحَى اللهُ إليهم بشرائعَ و أمرَهم بتبليغِه، أولُهم نوحٌ عليه السلام، و آخرُهم نبينا محمدٌ صلى الله عليه و سلم.
الإيمانُ بالرسلِ يتضمنُ أربعةَ أمورٍ :
1 _ الإيمانُ بأنَّ رسالَتهم حقٌّ منَ اللهِ تعالى.
2 _ الإيمانُ باسمِ منْ علمنَا اسمَه، و منْ لم نعلمْ اسمَه آمنا به إجمالًا.
3 _ تصديقُ ما صحَّ عنهم منَ الأخبارِ.
4 _ العملُ بشريعةِ منْ أرسلَ إلينا منهُم.
الإيمانُ بالبعثِ بعدَ الموتِ
و هو إخراجُ الناسِ منْ قبورِهم، قال الله تعالى {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} [المؤمنون 16]، قال صلى الله عليه و سلم : "لا يؤمن العبد حتى يؤمن بأربع : يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، ويؤمن بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر" رواه ابن حبان عن علي رضي الله عنه، و قد أجمع المسلمون على البعث يوم القيامة.
الإيمانُ بالقدرِ خيرِه و شرِّه
و هو تقديرُ اللهِ للكائناتِ، حسبَما سبقَ به علمُه و اقتضتْه حكمتُه.
وصفُ القدرِ بالشرِّ
أولًا : الشرُّ الذي وُصفَ به القدر هو الشرُّ بالنسبةِ لمقدور الله، أما تقديرُ الله، فكله خيرٌ، و الدليلُ قول النبي صلى الله عليه و سلم : "و الشرُّ ليسَ إليك ".
ثانيًا : أنَّ الشرَّ الذي في المقدورِ ليسَ شرًا محضًا، بل هذا الشرُّ قد ينتجُ عنه أمورٌ هي خير، فتكونُ الشرِّيةُ بالنسبةِ إليه أمرًا إضافيا.
الإيمانُ بما وصفَ اللهُ به نفسَه و بما وصفَه به رسولُه صلى الله عليهِ و سلمَ
و هذا فيهِ عدةُ قواعدَ :
1 _ أنَّ منَ الإيمانِ باللهِ الإيمانُ بما وصفَ به نفسه، و بما وصفَه به رسولُه صلى الله عليه و سلم.
2 _ أن صفاتِ اللهِ تعالى منَ الأمورِ الغيبية، فيحبُ الإيمانُ بها كما جاءت في النصوصِ؛ إذ لا يمكنُ للعقلِ أن يدركَ المغيباتِ.
3 _ أن لا نصفَ اللهَ تعالى بما لم يصفْ به نفسَه أو بما لم يصفْه به نبيُّه صلى الله عليه و سلم.
4 _ وجوبُ إجراءِ النصوصِ الواردةِ في الصفاتِ على ظاهرِها.
5 _ العقلُ لا مدخلَ له في بابِ الأسماءِ و الصفات.
6 _ هذه القواعدُ تشملُ الصفاتِ الذاتيةَ : المعنويةَ و الخبرية، و الصفاتِ الفعليةَ.
أقسامُ وصفِ النبي صلى اللهُ عليه و سلم َربَّه تعالى
ما وصف به النبي صلى الله عليه و سلم ربه على ثلاثة أقسام :
1 _ بالقولِ : روى البخاري في صحيحه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه : أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال : "قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم".
2 _ بالفعلِ : كرفعِه صلى الله عليهِ و سلمَ يديْه إلى السماءِ في الدعاءِ، كذلكَ في حجةِ الوداعِ فإنه كانَ يشيرُ إلى السماءِ و يقول :" اللهمَّ اشهدْ ..." رواه مسلم عن جابر بن عبد الله.
3 _ بالإقرارِ : كإقرارِه الجاريةَ لما سألها : "أينَ اللهُ؟" قالتْ : "في السماءِ"، فأقرَّها على ذلك، رواه مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي.
رد مع اقتباس
  #65  
قديم 04 Apr 2015, 08:21 AM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

منْ معاني التأويلِ
يطلقُ التأويلُ و يرادُ به عدةُ معاني منها :
1 _ التفسيرُ : و هذا الذي يستعملُه المفسرونَ.
2 _ عاقبةُ الشيءِ : فإن كان طلبًا، فتأويله فعلُه إن كان أمرًا و تركُه إن كان نهيًا، و مثاله قول عائشةَ رضي الله عنها : كانَ النبي صلى الله عليه وسلم يكثرُ أن يقولَ في ركوعِه وسجوده : "سبحانك اللهمَّ ربنا وبحمدكَ اللهم اغفرْ لي" يتأولُ القرآن، رواه الشيخان.
و إن كانَ خبرًا فتأويله وقوعُه، كقولِ الله تعالى مخبرا عن يوسفَ عليه السلام {هَذَا تَاْوِيلُ رُءْيَايَ مِنْ قَبْلُ} [يوسف 100] أي : هذا وقوعُ رُءْيايَ.
3 _ صرفُ اللفظ عن ظاهرِه : و هذا على قسمين :
أ _ محمودٌ : ما دلَّ عليه الدليلُ.
ب _ مذمومٌ : ما لم يدلَّ عليه الدليلُ.
الإلحادُ في آياتِ اللهِ تعالى
و آياتُ الله قسمان :
1 _ كونيةٌ : ما يتعلقُ بالخلقِ و التكوين، و الإلحاد فيها بنسبتها إلى غيرِ الله استقلالا، أو إعانةٍ، أو مشاركةٍ.
2 _ شرعيةٌ : ما جاء به الرسلُ من الوحيِ، و الإلحادُ فيها يكون بـ :
أ _ تكذيبِها : بأن ينكرَ أنها من عندِ الله، أو ينفيَ صحتها.
ب _ تحريفِها : بتغيير لفظِها، أو صرفِ معناها عمَّا أراده الشرعُ.
ج _ مخالفتِها : بتركِ الأوامرِ و فعلِ النواهِي.
التعبيرُ بالآياتِ أولى من التعبيرِ بالمعجزاتِ
التعبيرُ بالآياتِ أولى من التعبيرِ بالمعجزاتِ من وجوهٍ :
1 _ أنه اللفظُ الذي عُبر به في الكتابِ و السنةِ.
2 _ أن المعجزةَ قد تقعُ من ساحرٍ أو مشعوذٍ أو غير ذلك.
3 _ أنها أدلُّ على المعنى المقصودِ من كلمة معجزات، فآياتُ الله هي العلاماتُ الدالةُ عليه، فتكونُ خاصةً به؛ و لولا أنها خاصةٌ به لما كانتْ آيةً له.

طرقُ إثباتِ الصفاتِ
لإثباتِ الصفةِ ثلاثَةُ طرقٍ :
1 _ أن يدلَّ الاسمُ عليها.
2 _ أن يُنَصَّ عليها.
3 _ أن تؤخذَ من الفعلِ.
لماذَا سميتْ سورةَ الإخلاصِ؟
ذكر قولان في تسمية سورة الإخلاص :
1 _ لأنها مُخْلِصَةٌ لقارئها، فمن قرأَها مؤمنًا بها فقد أخلصَ لله تعالى.
2 _ لأنها مُخْلَصَةٌ، فإِنَّ الله تعالى أخلصَها لنفسِه بذكره فيها الأخبارَ الخاصةَ به.
معنَى الكُرسيِّ
الكرسيُّ موضعُ قدميْ اللهِ تعالى، كما فسرهُ ابن عباسٍ رضي اللهُ عنهُ، و ليسَ هو العرش، فقد دل على هذا قول النبي صلى الله عليه و سلم فيما رواه البيهقيُ في الأسماءِ و الصفات من حديثِ أبي ذر قال : "ما السماواتُ السبع في الكرسيِّ إلا كحلقةٍ ملقاة في أرض فلاة، وفضلُ العرشِ على الكرسي كفضلِ الفلاة على تلك الحلقةِ" صححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (109).


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف صفصاف ; 04 Apr 2015 الساعة 08:31 AM
رد مع اقتباس
  #66  
قديم 26 Apr 2015, 01:31 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ المكرِ وَ الكيدِ و المِحالِ
يثبتُ أهلُ السنةِ صفةَ المكرِ وَ الكيدِ وَ المحالِ، للهِ تعالى على الوجهِ الذي يليقُ به عز و جل، و هذه الصفاتُ دلتْ عليها النصوصُ الشرعيةُ و الإجماعُ.
1 _ صفةُ الِمحالِ :
دليلها : قال الله تعالى {وَ هُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد 13].
معنى المِحالِ : معناه المكرُ، و هو مأخوذٌ من الحيلةِ، أي : أن يَتَحَيَّلَ بخصمِه حتى يوقعَ بهِ.
2 _ صفةُ المكرِ :
دليلُها :
قال اللهُ تعالى {وَ مَكَرُوْا مَكِرًا وَ مَكَرْنَا مَكْرًا وَ هُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [النمل 50].
و قال {وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال 30].
و قال {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف 99].
و قال {قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا} [يونس 21].
3 صفةُ الكيدِ :
دليلُها :
قال الله تعالى {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَ أَكِيدُ كَيْدًا (16)} [الطارق].
و قال {كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مِنْ قَبْلُ} [يوسف 76].
و قال {وَ أُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف 183].
معنى المكرِ وَ الكيدِ : هو التوصلُ بالأسبابِ الخفيةِ إلى الإيقاعِ بالخصمِ.
لا يوصفُ اللهُ بهذهِ الصفاتِ على الإطلاقِ
هذه الصفاتُ الثلاثةُ، تارةً تكون صفةَ مدحٍ و تارة تكون صفة ذمٍّ :
1 _ فإن كانتْ في مقابلة المكرِ فهذا مدحٌ.
2 _ و إن كانت في غيرِ مقابلة فهو ذمٌّ.
و الله تعالى لم يصفْ نفسَه إلا على سبيلِ المقابلةِ، فلا يوصفُ اللهُ بها على الإطلاقِ لا تسميةً و لا حتى خبرًا؛ لأنها صفاتُ كمالٍ مقيدٍ لا مطلقٍ.
و من هذا القبيلِ الخداعُ : كما في قولِه تعالى {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَ هُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء 142].
و منهُ الاستهزاءُ : كما في قولِه تعالى {وَ إِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَ إِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ (15) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [البقرة].
قولُ أهلِ التحريفِ في هذه الصفاتِ و الردُّ عليهِ
يقولُ أهلُ التحريفِ أنه لا يوصفُ اللهُ تعالى بهذه الصفاتِ أبدا؛ و ذِكرُ الله لها من بابِ المشاكلةِ اللفظيةِ، و المعنى مختلفٌ.
الردُّ عليه :
يردُّ عليهِم منْ وجهين :
1 _ أنهُ خلافُ ظاهرِ اللفظِ.
2 _ أنهُ مخالفٌ لإجماعِ السلفِ.
رد مع اقتباس
  #67  
قديم 03 May 2015, 03:55 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ العفوِ
يثبت أهل السنة و الجماعة صفة العفو لله تعالى على الوجه الذي يليق به، كما دل عليه النصوص الشرعية.
1 _ أدلة الكتاب :
_ قال الله تعالى {إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء 149].
_ و قال تعالى {ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة 52].
_ و قال تعالى {فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء 99].
2 _ أدلة السنة :
_ روى ابن حبان و غيره عن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول : "الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، فأرشد الله الأئمة، وعفا عن المؤذنين" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (2787).
_ روى الحاكم في المستدرك عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال : قولي : "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (4423).
معنَى العفوِ
العفوُ : هو التجاوزُ عن العقوبةِ.
الحكمةُ من الجمعِ بينَ صفتَي العفوِ و القدرةِ
جمعَ اللهُ تعالى بينَ صفتي العفوِ و القدرةِ في الآيةِ لبيانِ أنه عفوٌّ مع قدرتِه على الانتقامِ من المذنبِ، و هذا من كمالِ العفوِ : أن يكون عن قدرةٍ.
أما العفوُ الذي يكون عن عجزٍ فهذا لا يمدحُ فاعله؛ لأن صاحبَه عاجزٌ عن الأخذِ بالثأر.
و أما العفوُ الذي لا يكون مع قدرةٍ فقد يمدحُ، لمكنه ليس عفوًا كاملًا.
الفرقُ بينَ العفوِ و المغفرةِ
الغالبُ أن يكونَ العفُو عن تركِ الواجباتِ، و المغفرةُُ عن تركِ المحرماتِ.
و منهم من قال : العفوُ عدمُ المؤاخذةِ بالدنب، و المغفرةُ سترُ الذنبِ أو أثرِ الذنب.
و منهم من قال [ابنُ حبانَ في صحيحه] : العفوُ قد يكونُ من الرب لمن استوجبَ النارَ، قبل تعذيبِه إياهم، وقد يكونُ ذلك بعد تعذيبه إياهم الشيءَ اليسيرَ، ثم يتفضل عليهم بالعفوِ، إما من حيثُ يريد أن يتفضلَ، وإما بشفاعةِ شافعٍ. والغفرانُ هو الرضا نفسُه، ولا يكون الغفرانُ منه جل وعلا لمن استوجبَ النيرانَ بفضلِه، إلا وهو يتفضلُ عليهم بأن لا يدخلََهم إياها بحيله".
صفةُ المغفرةِ
يثبُ أهلُ السنةِ و الجماعةِ صفةَ المغفرة لله تعالى على الوجهِ الذي يليقُ به، و دليلُُ هذه الصفة الكتابُ و السنةُ.
1 _ أدلةُ الكتابِ :
_ قال الله تعالى {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور 22].
_ و قال {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ} [طه 82].
_ و قال {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر 53].
2 _ أدلةُُ السنةِ :
_ روى مسلم عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله فيغفر لهم".
_ روى البخاري في صحيحه و غيره عن شداد بن أوس رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم : "سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
معنَى المغفرةِ
المغفرةُ : هي سترُ الذنبِ، فلا يفضحُ اللهُ عبدهُ بذنوبِه، بل يسترُه و يغفرُ له.
الحكمةُ من جمعِ اللهِ بينَ صفتَي المفغرةِ وَ الرحمةِ
قرنَ اللهُ بينَ صفتَي المغفرةِ و الرحمةِ؛ لأن معناهمَا متشابهٌ، ففي المغفرةِ زوالُ الكروبِ و آثار الذنبِ، و في الرحمةِ حصولُ المطلوبِ.
رد مع اقتباس
  #68  
قديم 04 May 2015, 03:13 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ العزةِ
يثبتُ أهلُ السنةِ و الجماعةِ صفةَ العزةِ للهِ تعالى على الوجهِ الذي يليقُ به، و الدليلُ في ذلكَ الكتابُ و السنةُ.
1 _ أدلة الكتاب :
_ قال الله تعالى {وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون 8].
_ و قال تعالى عن إبليس {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص 82].
_ و قال تعالى {وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [يونس 65].
_ وقال تعالى {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر 10].
2 _ أدلة السنة :
_ روى الشيخان في صحيحيهما عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقول : "أعوذ بعزتك، الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون".
_ روى ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم يروي عن ربه جل وعلا، قال : "وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين، إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة" قال الألباني رحمه الله في صحيح التنرغيب و الترهيب (3376) : حسن صحيح.
_ روى الطبراني في الأوسط عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يجيء المقتول آخذا قاتله، وأوداجه تشخب دما عند ذي العزة، فيقول : يا رب سل هذا فيم قتلني؟ فيقول : فيم قتلته؟ قال : قتلته لتكون العزة لفلان. قيل : هي لله" قال الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (2448) : صحيح لغيره.
أقسامُ العزةِ
تنقسم العزةُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ :
1 _ عزةُ القدرِ : فالله ذو قدرٍ عزيزٌ، لا نظيرَ له.
2 _ عزةُ القهرِ [الغلبةِ] : أي : أن اللهَ غالبٌ على كل شيءٍ، قاهرٌ كل شيءٍ، و منه قولُ الله تعالى {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} [ص 23] أي : غلبني في الخطابِ.
3 _ عزةُ الامتناعِ : أي : أن الله يمتنعُ أن يناله نقصٌ، و هذا مأخوذٌ من القوةِ و الصلابة، و منه قولُ العربِ : أرضٌ عَزَاز، أي : قويةٌ شديدة.
فعزةُ الله تدل على كمالِ قهرِه و سلطانِه، و كمالِِ صفاتِه، و تمامِ تنزهِه عن النقصِ.
الفرقُ بينَ عزةِ الخالقِ و عزةِ المخلوقِ
أثبتَ الله تعالى لنفسِه العزةَ، و أثبتها لرسولِه و للمؤمنينَ، لكن ثمتَ فرقٌ بين عزةِ الله و عزة غيره من المخلوقينَ، و من ذلك :
أن عزةَ المخلوقِ قد تفقدُ و تشوبها ذلةٌ، قال الله تعالى {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ للَّهُ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} [آل عمران 123]، أما عزةُ اللهِ فلا يمكنُ أن تفقدَ أبدًا.
كما أنه لا يلزمُ من اتفاقِ الاسمِِ اتفاقُ المسمَى، و لا من اتفاقِ الصفةِ اتفاقُ الموصوفِ.
رد مع اقتباس
  #69  
قديم 28 Jul 2015, 03:34 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

إثباتُ الاسمِ للهِ
يثبتُ أهلًُ السنةِ الاسمَ للهِ تعالَى، بدليلِ الكتابِ وَ السنةِ.
1 _ أدلةُ الكتابِ :
قالَ اللهُ تعالى {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ} [الرحمن 78].
و قالَ تعالى {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ} [الأنعام 118].
و قالََ تعالى {وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل 8].
و قال {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى 1].
2 _ أدلةُ السنةِ :
روى الحاكمُ في المستدركِ عن عائشةَ قالتْ : كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا استفتحَ الصلاةَ قالَ : "سبحانكَ اللهمَّ وبحمدكَ، وتبارك اسمكَ وتعالى جدُّك ولا إله غيركَ" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (4667).
معنَى قولِه تعالى {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ} [الرحمن 78]
معناهَا : أنَّ البركةَ تكونُ باسمِ اللهِ، فإذا صاحبَ اسمُ اللهِ شيئًا؛ صارتْ فيه البركةُ.
الصفاتُ المنفيةُ في تنزيهِ اللهِ و نفيِ المثلِ عنهُ
صفاتُ اللهِ ثبوتيةٌ و منفيةٌ و هي صفاتُ كمالٍ، و الكمالُ لا يثبتُ إلا بإثباتِ الكمالاتِ و نفيِ النقائصِ.
و الصفاتُ المنفيةُ : هي التي نفاها اللهُ تعالى عنْ نفسِه، و هذا النفيُ ليسَ نفيًا مجردًا، لأنَّ النفيَ المجردَ عدمٌ، بلْ هو نفيٌ متضمنٌ لثبوتِ كمالِ ضدِّه.
تنزيهُ اللهِ عنِ السَّمِيِّ
قالَ اللهُ تعالى {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم 65].
دلالةُ الآيةِ على تنزيهِ اللهِ و نفيِ المثلِ عنهُ : دلت الآيةُ أنه ليسَ للهِ شبيهٌ و لا نظيرٌ يستحقُ مثلَ اسمِه، فليسَ له سميٌّ لكمالِه المطلقِ الذي لا يسامِيه فيه أحدٌ.
تنزيهُ اللهِ عنِِ الكفءِ
قالَ اللهُ تعالى {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص 4].
دلالةُ الآيةِ على تنزيهِ اللهِ وَ نفيِ المثلِ عنهُ : دلت الآيةُ أنه ليسَ يكافئُه أحدٌ، لا في علمِه و لا في سمعِه، و لا بصره، و لا في غيرهَا من الصفاتِ لكمالِ اللهِ المطلقِ.
تنزيهُ اللهِ عنِ النِّدِّ
قالَ اللهُ تعالى {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة 22].
قال اللهُ تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [البقرة 165].
دلالةُ الآيتينِ على تنزيهِ اللهِ و نفيِ المثلِ عنهُ : ينهَى اللهُ عن جعلِ ندٍّ لهُ يشابهُه أو يكافئُه؛ و ذمَّ من اتخذَ له الندَّ؛ لأنه لا ندَّ له لكمالِ صفاتِه و الناسُ يعلمونَ ذلك.
تنزيهُ اللهِ عن اتخاذِ الولدِ وَ الشريكِ و الوليِ منَ الذلِ و الإلهِ
قال اللهُ تعالى {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء 111].
و قالَ تعالى {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)} [المؤمنون].
دلالةُ الآيتينِ على تنزيهِ اللهِ و نفيِ المثلِ عنهُ : دلت الآيةُ على استحقاقِ اللهِ تعالى للحمدِ؛ حيث لم يتخذ الولدَ، و لم يكن له شريكٌ في ملكِه، و لا في خلقِه و لا في تدبيرِه، و لم يتخذْ وليًّا منْ خلقِه ليتعززَ به منْ ذلٍّ، و ذلك لكمالْ غنَى اللهِ تعالى، و انفرادِه بالملكِ، و تمامِ عزتِّه و سلطانِه.
و لم يكنْ معَ اللهِ إلهٌ حقٌّ، بل كلُّ الآلهةِ الموجودةِ باطلةٌ فكانت كالعدمِ، فتنزهَ اللهُ عن الشريكِ في الألوهيةِ؛ لكمال غناهُ و لكمالِ ربوبيتِه و ألوهيتِه.
تنزيهُ اللهِ عن النقائصِ و المعايبِ
قال اللهُ تعالى {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التغابن 1].
و قالَ تعالى { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2)} [الفرقان].
دلالةُ الآيةِ على تنزيهِ اللهِ و نفيِ المثلِ عنهُ : دلت الآيةُ على تنزيهِ اللهِ تعالى عن العيبِ و النقصِ و هو مستحقٌ له، و تنزهَ عن اتخاذِ الولدِ و الشريكِ، و قد خلقَ كلَّ شيءٍ و سواهُ و هوَ غنيٌّ عن المعينِ، يسبحُ له كلُّ شيءٍ في السمواتِ و الأرضِ، فحالُ كل شيءٍ يدلُّ على تنزيهِ اللهِ تعالى و كمالهِ.
أنواعُ التسبيحِ
تسبيحُ المخلوقاتِ للهِ تعالى نوعانِ :
1 _ تسبيحٌ بلسانِ الحالِ : و هذا عامٌّ لكل مخلوقٍ، قال اللهُ تعالى {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء 44].
2 _ تسبيحٌ بلسانِ المقالِ : و هذا عامٌّ لكل مخلوقٍ، و يستثنَى منه الكافرُ حيثُ إنه لا يسبحُ اللهَ بلسانِه.
تنزيهُ اللهِ عن المثلِ
قالَ تعالى {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل 74].
دلالةُ الآيةِ على تنزيهِ اللهِ و نفيِ المثلِ عنهُ : دلت الآيةُ دلالةً صريحةً عن نفيِ المثلِ عن اللهِ تعالى، و هذه الآيةُ تتضمنُ كمالَ صفاتِ اللهِ تعالى حيثُ إنهُ لا مثيلَ لهُ.
تنزيهُ اللهِ عنِ الإشراكِ بهِ و القولِ عنهُ بغيرِ علمٍ
قال اللهُ تعالى {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف 33].
دلالةُ الآيةِ على تنزيهِ اللهِ و نفيِ المثلِ عنهُ : دلت الآيةُ على تنزيهِ اللهِ تعالى عن الشريكِ، و عن القولِ عنهُ بغيرِ علمٍ، سواءٌ فِي ذاتِه أو صفاتِه أو أحكامِه، لكمالِ ألوهيتِه وَ ربوبيتِه، و لتمامِ سلطانِه فلا يقولُ عليه أحدٌ مَا لا يعلمُ.
رد مع اقتباس
  #70  
قديم 13 Nov 2015, 09:54 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

استواءُ اللهِ تعالى على عرشِه
يؤمنُ أهلُ السنة و الجماعة باستواءِ الله تعالى على عرشِه، استواءًا يليق بجلاله و عظمته، و دليلهم في ذلك الكتابُ و السنة و إجماع سلفِ الأمة.
1 _ أدلةُ الكتابِ : ورد ذكر استواءِ الله على عرشه في القرآنِ في سبعةِ مواضع و هي :
1 _ قال الله تعالى {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف 54].
2 _ و قال تعالى {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍِ ثُمَّ اسِْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [يونس 3].
3 _ و قال تعالى {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الرعد 2].
4 _ و قال تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه 5].
5 _ و قال تعالى {الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أََيَّامٍِ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الفرقان 59].
6 _ و قال تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍِ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [السجدة 4].
7 _ و قال تعالى {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الحديد 4].
2 _ أدلةُ السنةِ :
_ روى الشيخانِ عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما قضَى اللهُ الخلقَ كتب في كتابه فهو عنده فوقَ العرشِ إن رحمتي غلبتْ غضبي".
_ روى ابن خزيمة في كتابِ التوحيد و اللالكائيُ في أصول اعتقاد أهل السنة و غيرهما عن عبد الله بن مسعود قال : "ما بينَ السماء القصوى وبين الكرسي خمسمائة سنة، وما بين الكرسي والماءِ خمسمائة سنة، والعرشُ فوق الماء، واللهُ فوق العرشِ لا يخفى عليه شيء من أعمالِ بني آدم" صححه الألباني رحمه الله في مختصر العلو (48).
3 _ الإجماعُ : فقد أجمعَ أهل السنة و الجماعة على أن اللهَ تعالى مستوٍ فوقَ عرشه استواء يليقُ بجلاله.
معنَى الاستواءِ
ورد عن السلفِ أربعةُ معاني في تفسير الاستواء و هي :
1 _ علا.
2 _ ارتفعَ.
3 _ صعدَ.
4 _ استقَرَّ.
و قد جمعها ابن القيم رحمه الله في النونية فقال :
فلهـم عبـارات عليها أربـع --- قد حصلت للفارسي الطعان
و هـي استقر و قد علا و كذا ار --- تفع الذي ما فيه من نكران
و كذاك الذي صعد الذي هو رابع --- و أبو عبية صاحب الشيباني
أقسامُ علوِّ اللهِ تعالى
هو على قسمين :
1 _ علوٌّ عامٌّ : و هو علوه سبحانه على كل شيء منَ السمواتِ و الأرضِ و الجبال و الآدميين و غيرهم.
2 _ علوٌّ خاصٌّ : و هو استواؤُه على عرشِه عز و جل؛ فلهذا لا يصحُّ أن نقولَ أن الله استوى على المخلوقاتِ أو غيرها، بل على العرشِِ خاصة.
فرقٌ بينَ القسمينِ
العلو العامُّ صفة ذاتيةٌ لم يزلِ و لا يزالُ متصفًا جل و علا، أما استواؤه على عرشِه فهو من صفاتِ الله الفعليةِ المتعلقة بالمشيئة.
أوجهُ ورودِ لفظةِ "استوى" في اللغةِ
أصلُ مادةِ (س و ي) تدل على الكمالِ، كقوله تعالى {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} [الأعلى 2] أي : أكملَ خلقَه، و إن كلمة استوى وردت في اللغة على أربعة أوجه :
1 _ مطلقةٌ : و معناها الكمالُ، كقوله تعالى {وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوَى} [القصص 14] أي كمل خلقه و عقله.
2 _ مقيدةٌ بـ "على" : و تكون بمعنى العلوِّ، كقوله تعالى {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [يونس 3] أي : استقر و علا و ارتفع و صعد.
3 _ مقيدةٌ بـ "إلى" : و معناه القصدُ الكامل، كقوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَ هِيَ دُخَانٌ} [فصلت 11]، هذا على قولٍ، و القول الآخر أنه ارتفع إليها.
4 _ مقرونةٌ بـ "الواو" : و تكونٌ بمعنى التساوي، كقولهم : استوى الماء و الخشبة؛ أي تساوى الماء مع الخشبة التي تكون على البئر.
معنَى العرشِ
العرشُ في اللغة : السريرُ الذي يختص بالملكِ، و معلوم أن هذا السريرَ يكون عظيمًا فخما قال تعالى {وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة 129].
تفسيرُ أهلِ التعطيلِ للاستواءِ و شبهُهم في ذلكَ
فسر أهلُ التعطيل الاستواءً بالاستيلاء؛ فقالوا {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف 54] أي : استولى عليه.
أدلتُهم على تحريفِهم :
استدل أهل التعطيل على تحريفهم بدليلين أحدهما موجبٌ و الآخر سالب وهما :
1 _ الدليلُ الموجبُ : استدلالهم بكلام الشاعر الأخطلِ النصراني -و هو من شعراء بني أمية- حيث قال منشدا :
استوى بشرٌ على العراقِ --- من غير سيفٍ أو دم مهراقِ
أي : استولى على العراق، و لا يمكن القولُ بأنه علا عليها.
2 _ الدليلُ السالبُ : قالوا : لو قلنا أن الاستواءََ هو العلوُّ و الاستقرار لزم من ذلك أمور :
1 _ أن يكون اللهُ محتاجا إلى عرشِه، و هذا مستحيلٌ و استحالة اللازم تعني استحالةَ الملزوم.
2 _ أن يكون الله جسمًا.
3 _ أن يكون محدودًا؛ لأن الشيء المستويَ عليه محدود فيكونُ المستويِ محدودا أيضا.
الردُّ على شبهِ القومِ
1 _ أن هذا القولَ مخالفٌ لظاهرِ اللفظ، و ما كان ظاهرَ اللفظ فلا يجوز العدولُ عنه إلا بدليل، خاصةً في الأمور الغيبية.
2 _ أن هذا القولَ مخالف لإجماعِ السلفِ فلم يقل أحدٌ منهم به.
3 _ أنه يلزم عليه لوازمُ باطلة :
1 _ أن يكونَ العرشُ ملكا لغير الله قبلَ أن يستوليَ عليه.
2 _ أن الاستيلاءَ لا يكون إلا بعد مغالبةٍ، و لا أحد يغالبُ الله.
3 _ أنه يجوز لنا على هذا القولِ أن نقول : أن اللهَ استوى على الأرضِ؛ لأنه مستولٍ عليها.
4 _ أن هذا اللفظ مخالفٌ للغة العربيةِ مثلما أنه مخالف لظاهر اللفظ؛ فلم يأتِ استوى بمعنى استولى أبدًا.
5 _ أما الاستدلالُ بالبيتِ فنقول :
1 _ أثبتُوا سندَ هذا البيتِ إلى قائله.
2 _ قائلُ البيت مجهولٌ، فقد يكون قاله بعد تغير اللسانِ.
3 _ أن الاستواءَ في البيتِ بمعنى العلوِّ؛ لأن العلو حسيٌّ و معنوي، فالمعنوي بمعنى السيطرةِ و الغلبةِ و القهر و هذا بمعنى الاستيلاءِ.
قال شيخُ الإسلامِ ابن تيميةَ في مجموعِ الفتاوى (5/146) : "و قد عُلم أنه لو احْتُجَّ بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم لاحْتَاجَ إلى صحته، فكيفَ ببيتٍ من الشعرِ لا يُعرف إسنادُه؟ و قد طعنَ فيه أئمةُ اللغة، وذُكر عن الخليلِ كما ذكره أبو المظفر في كتابه الإفصاح قال : "سُئل الخليلُ هل وجدتَ في اللغةِ استوى بمعنى استولى؟ فقال : هذا ما لا تعرفُه العربُ، و لا هو جائزٌ في لغتها"، و هو إمام في اللغة على ما عرف من حاله، فحينئذ حمله على ما لا يعرف حمل باطل".
6 _ أما اللوازمُ التي استلزموها، فنقول : كل شيء يلزمُ من كتابِ الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و ثبتَ لزومه فهو حقٌّ يجب الالتزام به.
1 _ أما استلزامهم من العلوِّ أم يكون الله جسمًا، فنقول ما المرادُ بالجسم؟
إن أردوا به الذاتَ التي تتصف بالصفاتِ اللائقة بها، فهذا باطلٌ؛ لأن لله ذاتا حقيقيةً تتصف بصفاتِ الكمال.
و إن أرادوا به جسمًا مركبا من عظام ٍو دم و لحم، فهذا ممتنعٌ على الله تعالى، و ليس هذا بلازم من إثباتِ الاستواء.
2 _ أما استلزامهم منه أن يكون محدودًا :
فإن ارادوا به الانفصالِ و التباين عن الخلقِ فهذا حقًّ لا نقص فيه.
أما إن أرادوا به أن العرشَ محيطٌ به فهذا باطلٌ، و ليس بلازم.
3 _ أما قولهم أن يلزمَ منه احتياجُ الله إلى عرشِه، فنقول لا يلزمُ منه ذلك، فليس معنى أنه مستوٍ عليه أنه يُقِلُّهُ، و هذا الذي ادعوه ممتنعٌ؛ لأنه نقص في حق اللهِ تعالى، و ليس لازما من استوائه.
معنى قوله تعالى {خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}
مدةُ هذه الأيام كالأيامِ التي نعرفها نحنُ؛ لأن اللهَ تعالى ذكرها منكرةً، أولها الأحد و آخرها الجمعة، وهذه الأيام المعروفةُ، و هذه الأيامُ بالتقدير، أي : بمقدارِ ستةِ أيام.
معنى قولِه تعالى {رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا}
اختلف المفسرون في تفسير هذه الآية على قولين :
1 _ أن جملةَ {تَرَوْنَهَا} صفةٌ لـ {عَمَدٍ} أي : بغيرِ عمد مرئيةٍ، و لها عمدٌ غير مرئية.
2 _ أن {تَرَوْنَهَا} جملةٌ مستأنفة، معناها و ترونها كذلك بغيرِ عمد، أي : أنها ليسَ لها عمدٌ مرئيةٌ و لا غير مرئية، و هذا أقربُ.
رد مع اقتباس
  #71  
قديم 15 Nov 2015, 09:51 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

إثباتُ العلوِّ للهِ تعَالى علَى مخلوقاتِه
أقسامُ علو اللهِ تعالى
علوُّ الله تعالى على قسمينِ :
1 _ علوٌّ معنويٌّ : أي علو غلبةٍ و قهر و قدر، و هذا يثبته أهلُ القبلة كلهم.
2 _ علوٌّ ذاتي : و هذا يثبه أهلُ السنةِ فقط.
فمذهبُ أهلِ السنةِ و الجماعَةِ أنَّ اللهَ سبحانه و تعالى عالٍ بذاتِه، و أنَ علوَّه منَ الصفاتِ الذاتيةِ الأزليةِ الأبديةٍ، و أدلتُهم في ذلكَ :
1 ـ الكتابُ : تنوعت أدلةُ العلوِّ في كتابِ اللهِ منها :
1 ـ التصريحُ بالعلو : قالَ تعالى {وَ هُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ} [البقرة 255]، و قال {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى 1].
2 _ التصريح بالفوقيةِ :قالَ {يخَافُونَ رَبَّهُم مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل 50]، وقال {وَ هُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام 18].
3 ـ صعودُ الأشياءِ و رفعها إليه : قالَ تعالى {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّلِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر 10]، وقال {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج 4]، وقال {بَل رَّفَعَهُ إِلَيْهِ} [النساء 158] و قال {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران 55].
4 ـ نزولُها منْه : قالَ تعالى {تَنْزِيلٌ مِنْ رَّبِّ العَالَمِينَ} [الواقعة 80]، وقال {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر 9].
5 _ بكونِه في السماءِ : {أَأَمِنْتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَّخْسِفَ بِكُمُ الْأرْضَ} [الملك 16].
2 ـ السُّنةُ : تنوعتْ دلالتُها، و اتفقت السنةُ بأصنافِها الثلاثةِ على علوِّه :
أ ـ القوليةُ :
_ روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء".
_ و كقوله صلى الله عليه و سلمَ :"و العرشُ فوقَ ذلكَ، و اللهُ فوقَ العرشِ" الذي روى ابن خزيمة في كتابِ التوحيد و اللالكائيُّ في أصول اعتقاد أهل السنة و غيرهما عن عبد الله بن مسعود و صححه الألباني رحمه الله في مختصر العلو (48).
ب ـ الفعليةُ : كرفعِه صلى الله عليهِ و سلمَ يديْه إلى السماءِ في الدعاءِ، كذلكَ في حجةِ الوداعِ فإنه كانَ يشيرُ إلى السماءِ و يقول :" اللهمَّ اشهدْ ..." رواه مسلم عن جابر بن عبد الله.
جـ ـ التقريريةُ : كإقرارِه الجاريةَ لما سألها : "أينَ اللهُ؟" قالتْ : " في السماءِ"، فأقرَّها على ذلك، رواه مسلم عن معاويةَ بنِ الحكم السلمي.
3 ـ الإجماعُ : فقدْ أجمعَ المسلمونَ قبلَ ظهورِ هذه الطوائفِ المبتدعةِ على أنَّ اللهَ تعالى مستوٍ على عرشِه و فوقَ خلقِه.
4 ـ العقلُ : فصفةُ العلوِّ صفةُ كمالِ، و إذا كانتْ صفةَ كمالِ، فإنَّه يجبُ إثباتُها للهِ عزَّ و جل، لأنَّ اللهَ متصفٌ بصفاتِ الكمالِ.
5 ـ الفطرةُ : ما منْ إنسانٍ يقولُ : يا ربِّ، إلا وجدَ في قلبِه ضرورةً بطلبِ العلوِّ.
6 _ أنه عقيدةُ الأنبياءِ من قبلُ : قال الله تعالى {يَا هَامَانُ ابْنِي لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَ إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا (37)} [غافر]. فلما أخبرَ موسى عليه السلام فرعونَ أن ربه في السماءِ موه فرعونُ على قومه هذا التمويهَ ليرقى ثم يقولَ : لم أجد أحدًا، و إلا فإنه يعلمُ أن موسى صادقٌ.
معنَى قولِه تعالَى {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ}
للعلماءِ في تفسيرها ثلاثةُ أقوال :
1 _ أي : قابضُك، و منه قولهم : توفى حقَّه أي : قبضَه.
2 _ منيمك؛ لأن النومَ وفاةٌ قال تعالى {هُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ} [الأنعام 60].
و هذان القولان يمكنُ الجمعُ بينهما فيكونُ الله قبضه حالَ نومه.
3 _ مميتك، و منه قوله تعالى {اللَّهُ يَتَوفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر 42]، و هذا بعيدٌ؛ لأن عيسَى عليه السلامُ لم يمتْ و سينزل في آخرِ الزمان.
رد مع اقتباس
  #72  
قديم 16 Nov 2015, 02:35 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

قولُ أهلِ التعطيلِ فِي العلوِّ و شبهُهم
أنكر أهلُ التعطيل علو اللهِ تعالى بذاته، مستدلين بشبهٍ منها :
1 _ أنه لو كانَ عالٍ بذاته كانَ في جهة.
2 _ و إذا كان في جهةٍ كان محدودًا.
3 _ و إذا كان في جهةٍ كان جسمًا.
الردُّ علَى هذهِ الشبهِ
1 _ إذا كان اللهُ تعالى أثبتَ العلو لنفسِه، فلا يجوزُ إبطال دلالةِ النصوص بمثل هذه التعليلات، ولو جازَ هذا لأمكنَ أي شخص أن يبطلَ نصا لا يرتضيه بمثلها.
2 _ أن نصوصَ العلو لو كانت تستلزمُ هذه المعاني الفاسدةَ لجاء بيانها في شرعنا؛ و لكنها لا تستلزمُها؛ لذلك لم يأتِ البيانُ.
3 _ إذا كان المرادُ بالحد أن اللهَ يحيط به شيءٌ من مخلوقاته فهو باطلٌ، و ليس لازما من إثباتِ العلو، أما إذا كان المرادُ به أن الله بائنٌ من خلقه منفصلٌ عنهم فهو حقٌّ من حيثُ المعنى، لكن لا نثبتُ اللفظَ لعدم الدليلِ.
4 _ إذا كان المرادُ بالجسم أنه مركبٌ من عظمٍ و لحم و شحم فهذا باطلٌ، و لا يلزم من إثباتِ العلو، أما إذا كان المرادُ الذاتُ الإلهية المتصفةُ بصفاتِ الجلال و الكمال، فهذا نثبته لله تعالى، و هو حقٌّ.
5 _ إذا كان المرادُ بالجهةِ أنها تحيطُ به فهذا باطلٌ، و غير لازمٍ من العلو، أما إذا أُرِيدَ به جهةَ علوٍّ لا تحيط به فهو حقٌّ.
معنى قولِه تعالى {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} [النساء 159]
اختلف المفسرون في معناها على قولين :
1 _ أن ذلك إذا نزل عيسى في آخر الزمان يؤمنون به قبل موته.
2 _ أن كل من حضرته الوفاة من أهل الكتاب فإنه يؤمن به، و هذا ضعيف.
معنَى قولِه تعالى {أَأَمِنْتُمْ مَّنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك 16]
يشكلُ من الآية قوله تعالى {مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك 16]، بحيث أن "في" تفيد الظرفية، و الظرف يحيط بالمظروف، فظاهره أن السماء محيطة بالله تعالى، و هذا ظاهر باطل غير مراد، و الجواب عن هذا من وجهين :
1 _ أن السماءَ بمعنى العلوِّ، كما قالَ تعالى {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} [الرعد 17]، و الماءُ ينزل من السحابِ، و السحابُ في العلوِّ قال تعالى {وَ السَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ} [البقرة 164]، فالمرادُ مِنْ {مَنْ فِي السَّمَاءِ} أي : العلو.
2 _ أن السماءَ هي السقفُ المحفوظ، و "في" بمعنى "على" كما قالَ تعالى {لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه 71]، فالمعنى : من على السماءِ.
إشكالٌ واردٌ على هذا الجوابِ و الردُّ عليه :
قد يقولُ قائلٌ فما قولكُم في قولِه تعالى {وَ هُوَ فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف 83]، وقوله تعالى {وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَ فِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ} [الأنعام 3]؟
الجواب ُعن الإشكالِ : أن الظرفَ فيها للألوهيةِ، أي : أن ألوهيتُه ثابتة في السماءِ كما في الأرض، كما تقولُ فلان أميرٌ في المدينة و مكةَ، و هو في مكانٍ واحد.
أما أن نقولَ : تقرأُ {وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ} و تقف، ثم تقرأ {وَ فِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ} أي : هو نفسُه في السماءِ، و في الأرضِ يعلمُ سرَّكم و جهركم مع علوِّه، فهذا التوجيهُ فيه شيءٌ من الضعفِ لما فيه من تفكيكِ الآية و عدم ارتباطها ببعضٍ.
رد مع اقتباس
  #73  
قديم 22 Nov 2015, 10:07 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

معيةُ اللهِ تعالى لخلقِه
أقسامُ المعيةِ
تنقسم معية الله لخلقه إلى قسمين :
1 _ معيةٌ عامة مطلقة : هي التي تشملُ كل أحد مؤمنًا كان أو كافرا، برا أو فاجرا، و دليها قولُه تعالى {وَ هُوَ مَعَكُمْ أََيْنَمَا كُنْتُمْ} [الحديد 4].
و هي تستلزمُ الإحاطةَ بالخلقِ، علمًا و قدرة و سمعا و بصرا و سلطانا، و غيرَ ذلك من معني ربوبيةِ الله تعالى.
و تكونُ في سياقِ التخويفِ و المحاسبة، و الحثِ على المراقبة.
2 _ معيةٌ خاصة : و هي تستلزمُ النصرَ و التأييد، و الحفظ، و التوفيق، و الحماية مع ما تستلزمُه المعيةُ العامة.
و هي على نوعين :
1 _ مقيدةٌ بوصفٍ : كقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ و الَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} [النحل 128]، و قال {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة 153] و كذلك في [الأنفال 46].
2 _ مقيدةٌ بشخصٍ [و هذه أخص] : كقولِه تعالى عن نبيه صلى الله عليه و سلم {إِذْ يَقُولُ لِصًاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة 40]،و قالَ اللهُ عن موسى عليه السلام {كَلَّا إِنًّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِنِ} [الشعراء 62] و قال لنبيَّيْه موسى و هارون {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَ أَرَى} [طه 46].
هل المعيةُ حقيقيةٌ أم كنايةٌ عن معاني الربوبيةِ؟
اختلفَ السلفُ في هذه المسألةِ على قولين :
1 _ أكثرُ السلفِ يفسرونها بلازمِها، فيقولون : أنها كنايةٌ عن العلمِ و السمع.
2 _ أما شيخُ الإسلام يقول أنها على الحقيقةِ، فكونه معنا حقيقةٌ، لكن ليس معنا في أمكنتنا، فهو معنا في علوِّه، فإن العربَ تقول : لا نزالُ نسيرُ و القمرُ معنا.
و بكلامه هذا يسدُّ البابَ في وجه من احتج على أهلِ السنة بتأويلِ المعية، فنقول : أن المعيةَ على حقيقتِها مع إثباتِ علو الله تعالى.
هل المعيةُ من الصفاتِ الذاتية أو من الصفاتِ الفعليةِ؟
على تفصيل :
1 _ المعيةُ العامةُ : ذاتية؛ فإن الله لم يزلْ و لا يزالُ محيطا بالخلق، علمًا و قدرة و سمعا و بصرا.
2 _ المعيةُ الخاصةُ : فعلية؛ لأنها متعلقةٌ بالمشيئة، و هي مترتبةٌ على الاتصافِ بالأوصاف الجميلة، و الأخلاق الحميدة، فإن وجدَ سببُها وجدت و إن لا فلا.
الجمعُ بين العلوِّ و المعيةِ
لا تعارضَ بين علو اللهِ و معيته لخلقِه، و يظهرُ ذلك من وجوه ثلاثة :
1 _ أن اللهَ تعالى وصفَ نفسه بهما؛ بأنه عالٍ و أنه معنا، و لا يمكن أن يجمعَ الله لنفسه شيئين متناقضين أبدا؛ فالجمعُ بينهما يدل على إمكان اجتماعهما.
2 _ أن العلوَّ لا ينافي المعيةَ؛ فمن أساليبِ العرب قولهم : لا زلنا نسيرُ و القمر معنا، و لا يعدون مقالتهم من التناقضِ، فإذا كان هذا جائزًا في حق المخلوقِ، ففي حق الخالقِ من باب أولى.
3 _ و على فرضِ أنه لا يجوزُ في حق المخلوق فإنه جائزٌ في حق الخالق؛ لأنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْئٌ} [الشورى 11]، و النبي صلى الله عليه و سلم يقول : "اللهم أنت الرفيقُ في السفرِ و الخليفةُ في الأهلِ" رواه مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما.
قولُ أهلِ الحلولِ و شبهِهم معَ الرد عليهَا
يقولُ أهلُ الحلولِ أن الله تعالى مع خلقِه في الأرض بذاتِه، و ذلك لشبهٍ منها :
1 _ أنه ظاهرُ اللفظ من قوله تعالى {وَ هُوَ مَعَكُمْ} [الحديد 4].
الرد عليه : أن ظاهرَ النصِّ ليس كما ذكروا، إذ لو كان الظاهرُ كما ذكروا لكان في الآيةِ تناقضٌ، أن يكون مستويًا على عرشه و مع كل إنسانٍ في كل مكان، و التناقضُ في كلام الله مستحيلٌ.
2 _ أن المعيةَ لا تعقلُ إلا مع المخالطةِ، أو المصاحبة في المكان.
الرد عليه : المعيةُ في اللغة اسم لمطلقِ المصاحبة، و قد تقتضي الاختلاطَ، أو المصاحبةَ في المكان، و قد لا تقتضي الاختلاطَ، و لا المشاركة في المكان، و هذا يفهمُ من السياقِ و القرائن.
1 _ مثالُ المعية التي تقتضي المخالطةَ : قول : اسقني لبنا مع ماءٍ، أي : مخلوطًا بالماء.
2 _ مثالُ المعية التي تقتضي المصاحبةَ في المكان : قول : وجدت فلانا مع فلانٍ يمشيان.
3 _ مثالُ المعية التي لا تقتضي الاختلاطَ أو المشاركةَ في المكان : مثل قول : القائدُ مع جنوده، و إن كان في غرفةِ القيادة.
3 _ وصفُهُم اللهَ بذلك من أبطلِ الباطل، و أشد التنقصِ لله؛ لأن الله ذكر هذا عن نفسِه متمدحًا، أنه مع علوه على عرشِه فهو مع خلقه و إن كانوا أسفلَ منه، فإذا جعلوا اللهَ في الأرضِ كان نقصا.
4 _ يلزمُ من كلامهم هذا أمرين ِلا ثالث لهما و كلاهما ممتنع ٌ:
1 _ إما أن يكونَ الله متجزئًا، كل جزءٍ منه في مكانٍ.
2 _ أن يكونَ متعددا، كل إلهٍ في مكان لتعددِ الأمكنةِ.
5 _ هذا القولُ يستلزمُ كون الله حالا في الخلقِ، و صارَ هذا سلما لقول أهلِ وحدةِ الوجودِ.
حكمُ القائلينَ بالحلولِ
من قالَ أن اللهَ معنا في الأرضِ، فهو كافرٌ، يستتابُ، و يبين له الحقُّ، فإن رجعَ، و إلا وجبَ قتلُه.
رد مع اقتباس
  #74  
قديم 29 Nov 2015, 12:04 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

معيةُ اللهِ تعالى لخلقِه
ثبت أهل السنة و الجماعة معية الله تعالى لخلقه على الوجه اللائق به جل و علا، و هو الذي دل عليه الكتاب و السنة و إجماع سلف الأمة.
1 _ أدلة الكتاب :
قال الله تعالى {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد 4].
و قال تعالى {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة 7].
و قال تعالى {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة 40].
و قال تعالى {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ} [طه 46].
و قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} [النحل 128].
و قال تعالى {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال 46].
2 _ أدلة السنة :
روى الشيخان عن أبي بكر، أنه لما لحقهما سراقة بن مالك قال للنبي صلى الله عليه و سلم : "يا رسول الله أتينا ، فقال : "لا تحزن إن الله معنا" فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فارتطمت فرسه إلى بطنها".
روى مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : "دخلت عليه حين دخلت، وأنا أرى في وجهه الغضب، فقلت : يا رسول الله، ما يشق عليك من شأن النساء؟ فإن كنت طلقتهن، فإن الله معك، وملائكته، وجبريل، وميكائيل، وأنا، وأبو بكر، والمؤمنون معك، وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام، إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول، ونزلت هذه الآية آية التخيير {عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ}".
3 _ الإجماع : فقد أجمع سلف هذه الأمة على معية الله تعالى لخلقه اللائقة به.
رد مع اقتباس
  #75  
قديم 14 Dec 2015, 03:09 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ الكلامِ
يثبتُ أهلُ السنةِ و الجماعة صفةَ الكلام لله تعالى على الوجهِ الذي يليقُ به، و أدلة ذلك الكتابُ و السنة و الإجماع و العقل.
1 _ أدلةُ الكتابِ :
و قال تعالى {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء 122].
و قال {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} [المائدة 116].
و قال {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام 115].
و قال {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا} [النساء 164].
و قال تعالى {وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم 52].
2 _ أدلة السنة :
روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن أنيس قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "يحشر الله العباد، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب : أنا الملك، أنا الديان".
و روى الشيخان عن عدي بن حاتم، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان".
3 _ الإجماع : اتفق أهل السنة و الجماعة على أن الله يتكلم، و أن كلامه صفة حقيقة ثابتة على الوجه اللائق به.
4 _ العقل : قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرح لمعة الاعتقاد (ص79/77) : "أما دليل العقل على هذه الصفة : فهو أنه جل و علا ذكر الآلهة التي ادعيت، و جعل عدم كلامها دليلا على عجزها، و أنها لا تصلح آلهة، قال جل و علا {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} [طه 89]، و كذلك في قوله جل و علا {فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ} [الأنبياء 63]، و ذلك أن الفارق بين الحي و من ليست فيه حياة هو الكلام، مفمن كان متكلما كان هذا أكمل، بل كان هذا من صفات الكمال، فالكلام من صفات الكمال، و عدم الكلام من صفات النقص؛ و لهذا كان مما يصلح دليلا عقليا".
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, العثيمين, العقيدةالواسطية, توحيد, عقيدة, فوائدعقدية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013