منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 Dec 2011, 04:46 PM
أبوشهاب حسان خالد أبوشهاب حسان خالد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 64
افتراضي هل أوامر ولاة الأمور كلها للوجوب؟ أم أن منها ما هو للوجوب ومنها ما هو للاستحباب؟ وكيف يمكن معرفة ذلك

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا السؤال وجه للشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله في لقاء الباب المفتوح رقم 128

فأحببت إخراجه من الشريط وإفراده بموضوع خاص لحاجتنا إليه والله ولي والتوفيق



السؤال
فضيلة الشيخ! هل أوامر ولاة الأمور كلها للوجوب؟ أم أن منها ما هو للوجوب ومنها ما هو للاستحباب؟ وكيف يمكن معرفة ذلك؟ أثابكم الله تعالى؟

الجواب:

أوامر ولاة الأمر تنقسم إلى أقسامٍ:

القسم الأول: ما لا يجوز طاعته :- وذلك فيما إذا أمره بِمعصية الله، مثل: أن يأمره بِحلق اللحية، أو يأمره بأشياء منكَرةٍ، فهذا لا يَجوز طاعتهم فيه؛ لأن الله تعالى قال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء:59] فعطف طاعة أولي الأمر على طاعة الله ورسوله؛ بدون إعادة العامل، مِمَّا يدل على أن طاعة أولِي الأمر على سبيل التبع؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنَّما الطاعة في المعروف ) أي: فيما ليس بمنكر، ولأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث رجلاً على سرية، وأمرهم بطاعته، وفي يوم من الأيام أغضبوه، فأمرهم أن يَجمعوا حطباً، فجمعوا حطباً، ثُمَّ أمرهم أن يشعلوا فيه النار، فأشعلوا فيه النار، ثُمَّ أمرهم أن يلقوا أنفسهم فيها، فتوقفوا، وقالوا: إننا لم نتبع الرسول صلى الله عليه وسلم إلا خوفاً من النار! وأبوا أن يدخلوا النار، فلما رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبروه، قال: ( إنَّهم لو دخلوها، ما خرجوا منها، إنَّما الطاعة في المعروف ) هذا واحد.

القسم الثاني: أن يأمر بما أمر الله به ورسوله: أن يأمر ولي الأمر بما أمر الله به ورسوله من العبادات، فهذا إن كان واجباً مثل: أن يأمر بصلاة الجماعة، ويتفقد الناس عليها، فطاعته هنا واجبة، واجبة من وجهين: الوجه الأول: أنها واجبة في الشرع بدون أمر ولي الأمر.
والثاني: أنها تزداد تأكيداً إذا أمر بها ولي الأمر.
القسم الثالث: أن يأمر بعبادة غير واجبة؛ لكنها مشروعة :- مثل أن يأمر الناس بالصيام، يقول: أيها الناس! صوموا غداً، فإننا سوف نخرج إلى الاستسقاء نستسقي، ودعاء الصائم مستجاب، فصوموا غداً، فهنا لا تلزم طاعتهم؛ لأن هذا عبادة بين العبد وبين ربه فلا تلزم طاعتهم.
القسم الرابع: أن يأمر بما فيه حفظ الأمن وصلاح المجتمع :- فهذا تجب طاعته فيه، وإن لم يأمر الله به ورسوله، ما لم يكن معصية، كالأوامر الآن؛ في النظم التي تقرَّر وهي لا تخالف الشرع، فإن طاعة ولي الأمر فيها واجبة، ومَن عصى وخالف فهو آثم.
هذا ما يحضرني الآن من أقسام طاعة ولاة الأمور.

ولكن هنا مسألةٌ وهي: أن بعض الناس لغيرته على دين الله عز وجل إذا رأى هذه المنكرات، وأن هذه المنكرات متفشية في الناس، مما يُوجَد في الصحف، أو يُسمَع في بعض الإذاعات، أو يُشاهَد عن طريق (الدشوش) -مثلاً- ويَغار على هذا، ويَرى أن الحكومة مقصِّرة في هذا الشيء، ثم يذهب يشيع مساوئ الحكومة بين الناس ويوغِر الصدور عليها، ويلزم من عمله هذا أن يكره الناس ولاة أمورهم.
والحقيقة: أن هذه جادةٌ خاطئةٌ جداً، ومخالِفةٌ للشرع، وخطيرةٌ على المجتمع، وسببٌ للفتن، ولو أنه سعى في إصلاح المجتمع نفسه، لكان خيراً له، فمثلاً: ما يُبَث في الإعلام من مقروءٍ ومسموعٍ ومنظورٍ، يُحذِّر الناس منه، يقول: احذروا -مثلاً- من هذه المجلات! احذروا من مشاهدة الأشياء الضارة في الدين، وفي الدنيا! احذروا من كذا! احذروا من كذا! احذروا من الربا مثلاً! احذروا من الرشوة! لَكانَ خيراً له، والمجتمع إذا صلح فإن ولاة الأمور جزءٌ من المجتمع، لابد أن يصلحوا، إما اختياراً وإما اضطراراً، أما أن يصبَّ جام غيرته على ولاة الأمور، من أجل أن يوغر صدور الناس عليهم، فيحصل بذلك الشر والفساد؛ فهذا لا شك أنه خلاف الصواب، وحَيْدَةٌ عن الجادة السليمة، ولا يخفى عليكم جميعاً ما حصل من الفتن العظيمة في زمن علي بن أبي طالب ، بل في زمن عثمان رضي الله عنه، فما حصل من الشر والفساد، واستحلال النفوس والأموال؛ بسبب هذا؛ لأن مستعظم النار من مستصغر الشرر.
فلذلك نحن نرى أن مثل هذا المسلك مسلك خاطئ ومحرم ولا يجوز.
إذا كان في الإنسان غيرةٌ حقيقة فليوجه الشعب إلى الخير، والعَجَب أن بعض الناس تجده يصب جام غيرته على ولاة أموره، وهو يجد في شعبه من يشرك بالله عز وجل، ولا يتكلم! والشرك أعظم مما حصل من المعاصي من ولاة الأمور، أو يذهب يحاول أن ينزل الآيات على ما يهواه هو من المعاني.
يقول مثلاً: { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } [المائدة:44] ثم يقول: كل نظام أو كل قانون يخالف الشرع فهو كفر، وهذا أيضاً من الخطأ.
وإذا فرضنا -على التقدير البعيد- أن ولي الأمر كافر، فهل يعني ذلك أن نوغر صدور الناس عليه حتى يحصل التمرد، والفوضى، والقتال؟! لا، هذا غلط، ولا شك في ذلك، فالمصلحة التي يريدها هذا لا يمكن أن تحصل بهذا الطريق، بل يحصل بذلك مفاسد عظيمة؛ لأنه -مثلاً- إذا قام طائفةٌ من الناس على ولي الأمر في البلاد، وعند ولي الأمر من القوة والسلطة ما ليس عند هؤلاء، ما الذي يكون؟ هل تغلبُ هذه الفئةُ القليلة؟ لا تغلب، بل بالعكس، يحصل الشر والفوضى والفساد، ولا تستقيم الأمور.
والإنسان يجب أن ينظر: أولاً: بعين الشرع، ولا ينظر أيضاً إلى الشرع بعين عوراء؛ إلى النصوص من جهة دون الجهة الأخرى، بل يجمع بين النصوص.
ثانياً: ينظر أيضاً بعين العقل والحكمة، ما الذي يترتب على هذا الشيء؟ لذلك نحن نرى أن مثل هذا المسلك مسلك خاطئ جداً وخطير، ولا يجوز للإنسان أن يؤيد من سلكه، بل يرفض هذا رفضاً باتاً، ونحن لا نتكلم على حكومة بعينها؛ لكن نتكلم على سبيل العموم.
أما فيما يتعلق بهذه الحكومة -ولله الحمد- فالبلاد -كما تعلمون- بلاد تحكم بالشريعة الإسلامية، والقضاة لا يحكمون إلاَّ بالشريعة الإسلامية، والصيام قائم، والحج قائم، والدروس في المساجد قائمة، إلا مَن حصلت منه مخالفةٌ أو خُشِي منه فتنةٌ، فهذا لابد أن يُمْنَع دفعاً للشر وأسباب الشر.
ثم إذا نظرنا -والحمد لله- إلى بلادنا نجد أنه ليس هناك بناءٌ على القبور، ولا طوافٌ بالقبور، ولا بِدَعٌ صوفية أو غيرها ظاهراً، قد يكون عند الناس بدعةٌ صوفية ، أو ما أشبه ذلك خفيةً، الخفية هذه ما يخلو منها مجتمع، فكل مجتمع لابد أن يكون فيه شيء من الفساد.
إذا نظرنا إلى هذا، وقارنَّا -والحمد لله- بين هذه المملكة ، والبلاد الأخرى القريبة منا؛ وجدنا الفرق العظيم، يوجد في بعض البلاد القريبة منا جِرار الخمر علناً في الأسواق تباع، والمطاعم تُفْتَح في نهار رمضان، يأكل الإنسان ويشرب كما يريد، بل توجد البغايا علناً، حتى حدثني بعض الناس أن الذين يأتون إلى بعض البلاد للسياحة، منذ نزوله من المطار؛ يجد عندهم فتيات وفتيان -والعياذ بالله- يقول: ماذا تختار؟ أفتىً أم فتاة؟ علناً، سبحان الله! الإنسان يجب أن ينظر إلى واقع حكومته وواقع بلاده، ولا يذهب ينشُر المساوئ التي قد يكون الحاكم فيها معذوراً؛ لسبب أو لغيره، ثم يَعْمَى عن المصالح والمنافع عمايةً تامةً، وكأن الحكومة لا شيء عندها من الخير إطلاقاً، هذا ليس من العدل.
يقول الله عز وجل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } [المائدة:8] .
فإذا قال قائل: ما الذي يجعل هذا واقعاً؟ نقول: أولاً: الغيرة التي لا حدود لها، لا تتقيد بشرع ولا بعقل: وهذا يعود إلى الجهل.
ثانياً: الهوى: فهذا سببه أمران: إما الجهل بالشرع أو بالحكمة.
وإما الهوى: بمعنى أن يكون الإنسان يعرف أن هذا غلط؛ لكن لشيء في نفسه على ولاة الأمور، يريد أن ينفِّس عن نفسه بنشر مثل هذه الأشياء؛ التي توجب أن يَنْفُرَ الناس من ولاة أمورهم، وأن يوغر صدورهم عليهم.


التعديل الأخير تم بواسطة أبوشهاب حسان خالد ; 29 Dec 2011 الساعة 04:50 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 Dec 2011, 06:25 PM
معبدندير معبدندير غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر العاصمة الولاية
المشاركات: 2,034
إرسال رسالة عبر MSN إلى معبدندير إرسال رسالة عبر Skype إلى معبدندير
افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 Jan 2014, 01:30 PM
أبوشهاب حسان خالد أبوشهاب حسان خالد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 64
افتراضي

وجزاك بالمثل أخي لكريم

قال الشيخ محمد بازمول حفظه الله تعالى


الأنظمة والقوانين الوضعية التي يضعها ولي الأمر و لا تخالف الشرع هل هي من الحكم بغير ما أنزل الله؟ وهل يجب علينا طاعته فيها؟

الشبهة والجواب
لا نطيعهم في هذه الأنظمة مثل نظام المرور والجوازات والبلديات ونحوها، لأنها من باب الحكم بغير ما أنزل الله تعالى.
أو أن طاعة الإمام في الأمور الشرعية فقط أما المباحات والمندوبات فلا تجب!!!
وللجواب على هذه الشبهة أقول:
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى: "هذا باطل ومنكر بل يجب السمع و الطاعة في هذه الأمور التي ليس فيها منكر بل نظمها ولي الأمر لمصالح المسلمين يجب الخضوع لذلك والسمع و الطاعة في ذلك لأن هذا من المعروف الذي ينفع المسلمين"اهـ (المعلوم ص19. بواسطة السنة فيما يتعلق بولي الأمة ص35.).
و قال الشيخ عبيدالرحمن المباركفوري رحمه الله:" الإمام إذا أمر بمندوب أو مباح وجب"اهـ ( تحفة الأحوذي (5/ 365). بواسطة السنة فيما يتعلق بولي الأمة ص35.).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:"إذا أمروا بأمر فإنه لا يخلو من ثلاثة حالات:
الحالة الأولى: أن يكون مما أمر الله به فهذا يجب علينا امتثاله لأمر الله به و أمرهم به لو قالوا: أقيموا الصلاة وجب علينا إقامتها امتثالاً لأمر الله و امتثالاً لأمرهم قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (النساء: من الآية59).
الحالة الثانية: أن يأمروا بما نهى الله عنه و في هذه الحالة نقول سمعاً و طاعة لله و معصية لكم لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق مثل أن يقول: لا تصلوا جماعة في المساجد فنقول: لا سمع و لا طاعة.
الحالة الثالثة: أن يأمروا بأمر ليس عليه أمر الله و رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا نهي الله و رسوله - صلى الله عليه وسلم -: فالواجب السمع و الطاعة لا نطيعهم لأنهم فلان و فلان و لكن لأن الله أمرنا بطاعته و أمرنا بذلك رسوله عليه الصلاة و السلام قال:"اسمع و أطع و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك""اهـ من شريط "طاعة ولاة الأمر". بواسطة السنة فيما يتعلق بولي المة ص31.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 Jan 2014, 09:40 PM
عبد المالك البودواوي عبد المالك البودواوي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 123
افتراضي

بارك الله فيك أخي
"هذه الكلمة التي تشاع في هذا الزمان، وهي مخالفة ولي الأمر ، هذه كلمة للأسف يستغلها كثير من الدعاة الذين يزعمون أنهم من الدعاة إلى الإسلام “لا يجوز مخالفة ولي الأمر”، أنا أقول معهم لا يجوز للمسلم أن يخالف ولي الأمر، لكن ما صبغت ما صفة هذا الولي؟ أنتم تعرفون أن الولاية قسمان، ننتقل إلى موضوع له علاقة بالتصوف، تعرفون أن بن تيمية ألف رسالته : الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان… [وتحدث عن أولياء الشيطان...] ، أعود لأقول ، لا نريد أن نقيس أولياء الأمور الآن على أولياء الشياطين في ذلك الزمان ، لكن أريد لأبين الحكم الشرعي فيمن هم أولياء الأمر الذي يجب طاعتهم : هم الذين ينطلقون في حكمهم لأمتهم ولشعبهم من كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما كان الخلفاء الراشدون ومن سار سيرهم من بعض الملوك الذين جاءوا من بعدهم، هؤلاء الحكام الذين يضعون نصب أعينهم تحكيم الشريعة يجب طاعتهم.."اهـ [سلسلة الهدى والنور-شريط229]
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 Jan 2014, 12:19 PM
أبوشهاب حسان خالد أبوشهاب حسان خالد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 64
افتراضي

وفيك بارك الله أخي عبد المالك لعل هذا المقال يوضح لك أكثر ما أشكل عليك لأن مدار الطاعة لولي الأمر حول المعروف ولا يخفى عليك أن المعروف عرفا كالمشروط شرطا والطاعة في المعروف هي الواجبة ولاأضن ان الشيخ الالباني كان يخالف ولي امره في هذه الأوامر الادارية وغير ذلك ..وفقك الله



والإمام لا يطاع في المعصية، ولا تُنزع طاعته في غيرها:
وولاة الأمور بشر يصيبون ويخطئون ويعتريهم ما يعتري البشر من الخطأ والمعاصي وغيره فلا يطاعوا في المعصية إنما طاعتهم واجبة في المعروف ولأنه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق جلا وعلا

فعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَ جَيْشاً وَأَمّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلاً، فَأَوْقَدَ نَاراً، وَقَالَ: ادْخُلُوهَا، فَأَرَادَ نَاسٌ أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَقَالَ الآخرونَ: إنّا قَدْ فَرَرْنَا مِنْهَا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ الله؟ فَقَالَ، لِلّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا: لَوْ دَخَلتُمُوهَا لَمْ تَزَالُوا فِيهَا إلَى يَوْمِ القِيَامَةِ وَقَالَ لِلآخَرِينَ قَوْلاً حَسَناً، وَقَالَ: لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ الله، إنّمَا الطّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ(متفق عليه)

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وأكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة " (متفق عليه)

وعن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكون عليكم أمراء تعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد برئ ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع " قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : " لا ما صلوا لا ما صلوا " أي : من كره بقلبه وأنكر بقلبه .
(رواه مسلم)
و عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء قال وما إمارة السفهاء قال أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون على حوضي ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي
(صحيح لغيره صحيح الترغيب والترهيب)

وعن عبد الله بن خباب عن أبيه رضي الله عنهما قال كنا قعودا على باب النبي صلى الله عليه وسلم فخرج علينا فقال اسمعوا قلنا قد سمعنا قال اسمعوا قلنا قد سمعنا قال إنه سيكون بعدي أمراء فلا تصدقوهم بكذبهم ولا تعينوهم على ظلمهم فإن من صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم لم يرد على الحوض
(صحيح لغيره صحيح الترغيب والترهيب)

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء فرفع بصره إلى السماء ثم خفض حتى ظننا أنه حدث في السماء أمر فقال ألا إنها ستكون بعدي أمراء يظلمون ويكذبون فمن صدقهم بكذبهم ومالأهم على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه
(حسن لغيره صحيح الترغيب والترهيب)

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون أمراء تغشاهم غواش أو حواش من الناس يكذبون ويظلمون فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه
(صحيح لغيره صحيح الترغيب والترهيب)

وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيلي أمركم من بعدي رجال يطفؤون السنة ويحدثون بدعة ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها قال بن سعود يا رسول الله كيف بي إذا أدركتهم قال ليس يا بن أم عبد طاعة لمن عصى الله قالها ثلاث مرات
(رواه أحمد قال شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن)
وعن النواس بن سمعان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ( صحيح مشكاة المصابيح )

قال الإمام النووي رحمه الله
أجمع العلماء على وجوبها في غير معصية وعلى تحريمها في المعصية نقل الاجماع على هذا القاضي عياض وآخرون(شرح النووي على صحيح مسلم)

قال الإمام الآجري رحمه الله
وقد يحتمل به أن يدعوك إلى منقصة في دينك من غير هذه الجهة ويحتمل أن يأمرك بقتل من لا يستحق القتل أو بقطع عضو من لا يستحق ذلك أو بضرب من لا يحل ضربه أو بأخذ مال من لا يستحق أن يؤخذ ماله أو بظلم من لا يحل له ولا لك ظلمه فلا يسعك أن تطيعه فإن قال لك: إن لم تفعل ما امرك به قتلتك أو ضربتك فقل: دمي دون ديني لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عز وجل ولقوله صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف
( الشريعة للآجري)


فال الإمام الطحاوي
فقد دل الكتاب والسنة على وجوب طاعة أولي الأمر ، ما لم يأمروا بمعصية ، فتأمل قوله تعالى : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ( النساء : 59 )
كيف قال : وأطيعوا الرسول ، ولم يقل وأطيعوا أولي الأمر منكم ؟ لأن أولي الأمر لا يفردون بالطاعة ، بل يطاعون فيما هو طاعة لله ورسوله . وأعاد الفعل مع الرسول لأن من يطع الرسول فقد أطاع الله ، فإن الرسول لا يأمر بغير طاعة الله ، بل هو معصوم في ذلك ، وأما ولي الأمر فقد يأمر بغير طاعة الله ، فلا يطاع إلا فيما هو طاعة لله ورسوله
(شرح العقيدة الطحاوية)

قال الإمام بن باز رحمه الله
أن وجوب طاعتهم تكون في المعروف وليس في معصية الله عز وجل . وأوضح سماحته أن الحاكم الذي يأمر بالمعصية لا يطاع في هذه المعصية دون أن يكون للرعية حق الخروج على الإمام بسبب ذلك .(موقع الشيخ)

قال الإمام الألباني رحمه الله
فنحن نجد في النصوص الشرعية أمرا بطاعة شئ آخر إضافة الى الكتاب والسنة، كما في قوله تعالى:{وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فلو كان هناك ولي أمر مبايع من المسلمين لوجبت طاعته كما تجب طاعة الكتاب والسنة، مع العلم انه قد يخطئ هو ومن حوله، فوجبت طاعته دفعا لمفسدة اختلاف الآراء،وذلك بالشرط المعروف :"لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
(فتاوى العلامة محمد ناصر الدين الألباني )

أعدها

أبوعلي

رائد علي أبو الكاس


منقول من شبكة سحاب

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 Jan 2014, 05:58 PM
أبو أمامة حمليلي الجزائري أبو أمامة حمليلي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: مدينة أبي العباس غرب الجزائر
المشاركات: 409
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري
افتراضي

بارك الله فيكم على هذا الموضوع ، فقد استفدت منه كثيرا .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 Jan 2014, 10:09 PM
عبد المالك البودواوي عبد المالك البودواوي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 123
افتراضي

أخي أبو شهاب الشيخ الألباني في ذلك الشريط أشار إلى بعض من ينكر على الناس مخالفة ولي الأمر في بعض المخالفات
اكيد الطاعة واجبة ولكن في غير معصية الخالق فإن كان في الأمر معصية تمت المخالفة وهذا هو الذي أشار اليه الشيخ الألباني وتعصب له البعض بعدم المخالفة
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مسائل, العثيمين, فقه, ولاةالأمور


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013