منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 09 Dec 2014, 07:59 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي [متجددة بإذن الله] فوائد من دروس لشرح الأصول الثلاثة للشَّيخ عبد الله البخاري حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة
الـــــدرس 01
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
للإستماع و تحميل الدرس رقم -01 -
http://ar.miraath.net/audio/download...alathah_01.mp3


مراحل التدرج في دراسة المتون
أولا:الاختصار والاكتفاء بحل العبارات.
ثانيا: الزيادة في الإيضاح في المسائل المجملة دون الدخول في التفاصيل.
ثالثا: تُقرأ ويزاد عليها بأن يفصل كل مسألة منها ويتوسع في ذلك.

أول متن يوصى به طالب العلم بدارسته ومدى أهميته
قال الشيخ عبد الله البخاري حفظه الله (( هذه الرسالة أعني الثلاثة أصول على وجازتها هي من خير الكتب المختصرة في اعتقاد أهل السنة والجماعة يبتدئ بها الطلاب وهو خير ما يبتدئ به الطالب، فيحتاجها المبتدئ ولا يستغني عنها المنتهي؛ لما حوته هذه الرسالة من عقيدة سنية صحيحة )).

ماذا يقصد الأئمة بقولهم "اعلم رحمك الله"؟
إذا رَحِمَك الله فتح عليك, وأعانك, وسددك, ووفقك، وهذا الذى يرجوه طالب الآخرة أن الله يعينه.
ولهذا قال الإمام الشافعي رحمه الله " فإنه لا يُدرك خيرٌ إلا بعونه ، فإذا رحمك أعانك وإذا أعانك سددك ووفقك " وهذا هو التوفيق .
والتوفيق كما قال بن القيم " هو أن يدلك الله جل وعلا إلى الطاعة وأن يعينك عليها " هذا هو التوفيق أن تُدل إلى الطاعة وأن تُعان عليها، والخذلان أن يَكِلَكَ الله إلى نفسك، نسأل الله السلامة والعافية .

كيف نستفيد من قول الأئمة "اعلم رحمك الله" في الدعوة إلى الله؟
الأمر الأول: أن يطلب من الله جل وعلا الإستجابة لهذا الدعاء .
الأمر الثاني : وهو يجب أن يتحلى به الطالب وهو أدب الطلب, حتى يتحصل على هذا الخير والنفع, ومن الناس من يحرم العلم بسبب تقصيره في باب الأدب
قال الإمام ابن سيرين رحمه الله ((كانوا يتعلمون السمت والهَدِي كما يتعلمون العلم)).

أنواع الأدلة
يجب على العباد أن المكلفين تعلم الدين بأدلته، والأدلة جمع دليل، والأدلة على قسمين:
أدلة سمعية وأدلة عقلية ، الأثر والنظر ، أو السمع والعقل.
فالسمعية أو الأثر: إنما يكون بالوحي ويدخل فيه إجماع الصحابة أو إجماع المسلمين.
وأما النظر أو العقلية: فإنه المراد بها التأمل والتدبر في آيات الله الكونية.

الحَثُ عَلَى العَمَلِ بِالعِلْمِ
أيها الإخوة إن العلم شجرة والعمل ثمرة, وقد ذم الله جل وعلا من لا يعمل بعلمه فقال جل وعلا ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَوالنبي عليه الصلاة والسلام استعاذ الله جل وعلا من علم لا ينفع كما عند مسلم في الصحيحقال (( اللهم إني عوذ بك ومن علم لا ينفع )) أي العلم الذي لا ينفع صاحبه بأن يعمل به؛ ولهذا قال الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله "العلم إن لم ينفعك ضرك"، قال الإمام الخطيب معلقاً "أي إن لم ينفعه بأن يعمل به ضره بأن صار حجة عليه".

هل يجوز أن تدعو إلى الله وأنت جاهل
لا تصح الدعوة لمن ليس من أهل العلمِ ﴿ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف : 108]أي أنا أدعو إلى الله على بصيرةٍ ومن اتبعني كذلك يدعو إلى الله على بصيرة.
من هذا تفهم أن بعض من يتصدر للدعوة وليس عنده العلم الشرعي الصحيح، أما الفلسفة والفذلكة والسفسطة فهذه موجودة، نحن نتكلم على الميزان الذي لا يطيش، والفرق بين الإفك والصواب يعرف بالسنة والكتاب.
والشرع ميزان الأمور كلها وشاهدٌ لفرعها وأصلها

هذا الميزان الذي لا يطيش، فمن تصدر وليس كذلك كان من الهالكين الذي أهلك نفسه وأهلك غيرهُ معه، فلا تصح أن تكون الدعوة مبنيةٌ على جهلٍ، بعض الناس يقول أنا داعي ولست بشيخ، أنا داعي ولست بعالم، وبالتالي يحلق لحيته، ولا يحافظ على الجماعة، إلى غير ذلك من الموبقات والمنكرات العظيمات، لما تُكلمه يقول أنا ما أنا بشيخ ، أنا لست بعالم، أنا داعية، ففرقوا بين اللوازم اللازمة المتلازمة، فرقوا بين العلم والدعوة ، وهذا من الضلال ، والانحراف في الفهم ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ﴾ [النحل: 125]المراد بالحكمة هنا العلم، والعلم أن تضع الأمر في محله، ولهذا كان أبصر الناس بالحق هم العلماء ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾[النحل : 125] المراد بالموعظة العلم ، موعظة مبنية على علم أي على الوحيين دل على هذا قول العرباض بن سارية : ((وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا قَالَ )) فأوصاهم بالسمع والطاعة، أليس هذا علما؟ لكن الموعظة فيها شيء من الترقيق ، ولهذا راجع صحيح الإمام البخاري تجد كتاب الرقاق أو الرقائق ، أي المواعظ وكله قال حدثنا وقال أخبرنا ، علم أو ليس بعلم ؟ هو علم بارك الله فيكم ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ﴾ لا يمكن أن يجادل من ليس عنده السلاح وهو العلم الشرعي.

من درر السلف رحمة الله عليهم
قال الإمام ميمون بن مهران رحمه الله " أعمال البر يعملها البر والفاجر وأما ترك المعصية فلا يقوى عليه الا صِدِّيق".

أقسام الصبر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الصبر ثلاثة أقسام:
النوع الأول: صبر على الطاعة حتى يفعلها.
النوع الثاني: صبر على المنهي حتى لا يفعله.
النوع الثالث: الصبر على ما يصيبه على أقدار الله -يعني ما يصيبه من ابتلاء بغير اختياره من المصائب- وهو على نوعين:
نوع لا اختيار للخلق فيه: وليس لك فيه قدرة كالأمراض .
ما يحصلُ له بفعل الناس- يعني الأذى الذي يلتحق بك والمصيبة التي تلتحقُ بكَ بفعل الناس-: قال بفعل الناس في ماله أو عرضه أو نفسه فهذا النوعُ يصعُب الصبر عليه جداً؛ لأن النفس تستشعر المؤذي لها، وهي تكره الغلبة فتطلب الانتقام، هو يصف حال النفوس، فلا يصبر على هذا النوع إلا الأنبياء والصِّديقون ، وكان نبينا صلّى الله عليه وسلم إذا أُوذيَ يقول ((يرحمُ الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر)) ،وأخبر عن نبيٍّ من الأنبياء أنه ضربه قومه فجعل يقول ((اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)) وقد رُويَ عنه عليه الصلاة والسلام أنه جرى له مثل هذا مع قومه فجعل يقول مثل ذلك, فجمَعَ في هذا ثلاثة أمور العفو عنهم, الاستغفار لهم، الاعتذار عنهم بأنّهم لا يعلمون,
وهذا النوع من الصّبر ، هذا الكلام الذي يقوله شيخ الإسلام يُكتب بماء العينين من جزالته وعذوبته وهو تصبير لك وللمؤمنين جميعاً، قال:" هذا النوع من الصبر عاقبته النّصرُ, والهُدى, والسّرور, والأمن, والقوة في ذات الله, وزيادة محبة الله, ومحبة الناس له, وزيادة العلم، ولهذا قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ ]السجدة : 24[

فالصبرُ واليقين يُنال بهما الإمامة في الدين فإذا انضاف إلى هذا الصبر قوة اليقين والإيمان ترقّي العبد في درجات السعادة بفضل الله جل وتعالى ﴿ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.

وصية لك ياطالب العلم وأنت تسير على طريق الأنبياء في الدعوة الى الله
ما من نبيٍّ أو داعيةٍ ، داعية إصلاح وداعية خير إلى السنة إلا ويتعرض إلى أذى ، فلا بد وأن تعود نفسك على الصبر، وثق بأن النصر مع الصبر ويقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( إِنَّما النَّصْـر صَبْر ساعَة )) ، والله جل وعلا يقول ﴿وإِنَّما يُوَفّى الصّابِرونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِساب ﴾ ، والله معك ، لكن اصبر، فالله يقول ﴿ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ ، فإذا كان الله معك ، لا تخشى أحداً , ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ فإذا أحبّك الله فلا تبالي ببغض الخلق لك ، فليس الكل يبغضك ، إنما يحبك أهل الحق وأهل الإتباع ، إذاً لا بد للعبد من الصبر، التأفف والتضجر ليست من سيم الأنبياء والصالحين ودعاة الحق والسنة ، انظر إلى سيد الأئمة وإمامهم محمد عليه الصلاة والسلام ، ، أوذي وطُعن فيه ، وقيل مجنون وساحر وكاهن و ، و ، و , وأُلقي علـى عاتقه الشريف سنا الجزور ، وفُعِلَ معه عليه الصلاة والسلام وأوذي ، لكنه صبر وكان يقول ((رحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر)) ، والذي ينظر في المصلحين كالإمام أحمد، كم أوذي هذا الإمام في سبيل الله ، ومع هذا صبر , وكان عاقبة الصبر حميدة ، ما تنعم به أنت اليوم وتقول بملئ الفم : إنّ عقيدة الجهمية عقيدة كفرية ، تقول إن القول بأن القرآن مخلوق كفـر ، هذا بفضل الله ثم بثبات أحمد بن حنبل إمام أهل السنة ، وصبر ابن تيمية ، وصبر ابن عبد الوهاب ، وصبر المصلحين في كل عصر ومصر ولهذا كتب الله لهم الذكرى الحسنة.

نموذج من فعل السلف إذا بلغهم أن شخصا كان على السُنة ثم تغيَّر
بلغ زيد من الناس - أحد الأئمة - أن أخاً له قد تغير ، كما في المصنف لابن أبي شيبة ، فكتب إليه قال : أما بعد" فقد بلغني عنك أنك قد تَغيرتَ - يعني حِدتَ عن السُنةِ قليلاً - فإن كان الأمر كما قيل ، فاتقِ الله وعُد إلى السُنة ، وإن لم يكن كذلك ، فاتقِ اللَه ودُم " أي داوم على ما أنت عليه فأنت على خير، هذا من التواصي بالحق والتواصي بالصبر .

العلم قبل القول والعمل
الآن بعض الناس قد يجلس في زاوية من زوايا المسجد ومعه السبحة ذات الألف والألفين والعشرة آلاف ويسبح ويمضي الأوقات الطويلة مسكين يظن أنه يُحسن صنعاً، لما تسأله يقول أنا أذكر الله، ولكن الذكر الذي يذكره ليس ذكراً سنياً وبالتالي هو عمل مردود لأنه مخالف لسنة النبي صلى الله عليه سلم فالعمل مبني على العلم، ولك أن تتأمل في كثير ممن يتكلم ، عندما يتكلم بلا علم ترى الثغرات والمآخذ الكثيرة جداً في كلامه وكذلك العمل قال " فبدأ بالعلم قبل القول والعمل "...

الإمام أحمد لما جاءه رجل وقد ارتحل إليه ليطلب عنده العلم وقد نزل عليه ضيفاً فلما بات عنده قرب له الإمام أحمد في الليل إبريق ماء ثم لما استيقظ للفجر وجد الماء كما هو ما نقص قال (صاحب حديث ليس له ورد من الليل) يظن تعلمت وحصلت من العلم الشيء الكثير ومن ذلك أن تكون من المسابقين والمسارعين فاعمل وهكذا كانت سنة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة - الدرس 01
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
*- ميراث الأنبياء -*

.... يتبع بإذن الله تعالى

التعديل الأخير تم بواسطة أبو إكرام وليد فتحون ; 09 Dec 2014 الساعة 08:35 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09 Dec 2014, 08:01 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة
الـــــدرس 02

للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
للإستماع و تحميل الدرس رقم -02-
http://ar.miraath.net/audio/download...alathah_02.mp3


واجبنا تجاه ما امتنَّ الله به علينا من النِعَم
الواجب علينا
أن نستغل هذا الرزق وهذه النعم بتسخيرها في مرضاته جل وعلا يعني نُسخر هذه النعم في تحقيق عبوديته, ومن لم يسخر هذه النعم وهذه الأرزاق وهذه الآلاء منه جل وعلا في مرضاته خاب وخسر, قال الإمام حماد قال الإمام سلمة بن دينار الأعرج "كل نعمةِ لا تقربك من الله فهي بلية " ولهذا صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول((اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرك وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ))


رد على شبهة من يقول "كتب الاعتقاد تقسي القلب"
الذين يقولون إن دراسة كتب الاعتقاد تُقسّي القلب، وهذه كلمة جائرة فاجرة ، نعوذ بالله منها هؤلاء الذين يقولون هذه الكلمة ما علموا حقيقة التوحيد، وما علموا حقيقته وما علموا حقيقة ما دلت عليه هذهالكتب العظيمة فوالله لو تعبدوا لله بمعرفتها والتدقيق فيها والعمل بما دلت عليها لرقت قلوبهم وذلت وانخضعت وانكسرت لله جل وعلا.

من الذي لا يدخل الجنَّة؟
النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما في البخاري ((قَالَ كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى [كأنهم مستغربين] قَالَ مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى))
فالعصيان:
إباء وهو سبب لدخول النار, وقد يكون الذين يأبون طاعة النبي عليه الصلاة والسلام استكباراً, وعناداً, ورداً للحق الذي جاء به ، فهذا دخولهم للنار ولو دخلوها دخول تأبيد؛ لأنهم كفروا به عليه الصلاة والسلام, أما من كان مطيعاً من وجه لكنه يقع في بعض معاصيه عليه الصلاة والسلام مع المحبة وهو مؤمن موحد فهذا إن دخل وكتب الله عليه الدخول فهو دخول تطهير لا تأبيد خلافا للمعتزلة الخوارج.

هل كل طلاب العلم في فهم الدليل سواء؟ وقدرتهم على ذكر الأدلة في المسألةِ سواء؟
لا. فالإمام الشافعي يقول: " الناسُ في العلم طبقات, على قدر طبقاتهم في العلم به", فالناس متفاوتون لكن تربى, متى يعني يبدأ الإنسان في مسألة ذكر الأدلة, وقدرته على الاستنباط, وغير ذلك.

كلما تقدم إن شاء الله فتح عليه ووفقه وأعانه وسدده بشرط أن تخلص لله, وأن تذل له, وتنكسر لله جل وعلا , فلا يُدرَك خيرٌ إلا بعونه جل وعز.

ماذا يستنبط من قوله "أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحدٌ في عبادته, لا ملك مقرب ولا نبيٌ مرسل"
فيه تقريرٌ لقاعدةٍ كبرى وكلية عظيمة وأساسٌ وهي وجوب إفراد الله بالعبودية, هذه المسألة للدلالة على هذه القاعدة الكبرى العظمى الأساس هي ماذا وجوب إفراد الله عز وجل بالعبودية وبالتوحيد الخالص.

ما المراد بالمساجد في قوله تعالى ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا﴾
هل المراد من المساجد هنا أماكن التعبد؟ نعم ، لكن لا يعني ذلك أن خارج المساجد يجوز لك أن تدعو غير الله, لا؛فلأن كانت المساجد وهي أماكن التعبد لا يجوز فيها دعاء غير الله لا دعاء مسألة ولا دعاء عبادة فخارج المساجد من باب أولى, هذا وجه.

ووجه آخر: أن عموم الأرض هي مسجد لله قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين ((وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا))

أقسام الناس في جهة الولاء والبراء
الناس في هذا الباب على ثلاثة أقسام:

القسم الأول: من تجب لهم الموالاة الخالصة، خالصة من العداوة والبُغض، تجب لهم محبة خالصة من العداوة والبغض،مَن هؤلاء؟ كالأنبياء والرسل والصديقين والشهداء والصالحين وعبادِ الله المؤمنين المتقين.
القسم الثاني: من له البراءة خالصةً من الموالاة والقرب أو تجب عليك تجاههم البراءة خالصة من الموالاة الشرعية وهؤلاء مَن؟ الكفار والمنافقون والزنادقة والملاحدة ومَن سلك مسلكهم
القسم الثالث: من له الموالاة من وجه وبغض من وجه وهم أهل المعاصي وأصحاب المعاصي من المسلمين غير المكفرة, فهؤلاء الموالاة لهم من وجه دون وجه والبغض لهم من وجه دون وجه, هو مؤمن موحد وقع في المعاصي والآثام ولم تصل به هذه مرحلة المعاصي إلى الكفر المخرج من الملة.

حكم موالاة الكافرين؟
نقول موالاة الكفار على قسمين:

1-موالاة تخرج من الملة: وهو أن يتولاهم العبد وضابط هذا القسم أن تكون هذه الموالاة وتوليه لهم موالاة وتولية محبة ونصرة لهم من أجل دينهم وحباً لهم في عقائدهم .
2-غير المخرج من الملة: وهو موالاة لكن لا تعلق بها بمحبة ولانصرةٍ ولا رضا ولا تولي بأي وجه من الوجوه ولكن هي المعاملة والأخذ والعطاء والبيع والشراء والإهداء ونحو ذلك فهذا ليس مخرجاً من الملة وله حالاتٌ قد تكون أحياناً واجبة وهي التي يعبر عنها العلماء بالمداراة ، فالمداراة من الدين ، والمداهنة ليست من الدين.

ما الفرق بين المداراة والمداهنة؟
المداهنة: بذل الدين في مقابل صلاح الدنيا.
وأما المداراة : فبذل شيءٍ من الدنيا في مقابل صلاح الدين والدنيا.

هل الكفار كلهم على درجة واحدة؟ ما حكم الدعاء بالهداية للكافر؟
الكفار ليسوا بدرجة واحدة منهم الحربي ومنهم الذمي ومنهم المستأمن والمعاهد.
ولهذا جاء عن عبد الله بن مسعود كما عند ابن أبي شيبة في المصنَّف قال: قال
(لا بأس أن يقول المسلم لليهودي أو النصراني هداك الله يعني يدعو الله له بالهداية).

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة - الدرس 02
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
*- ميراث الأنبياء -*

.... يتبع بإذن الله تعالى

التعديل الأخير تم بواسطة أبو إكرام وليد فتحون ; 09 Dec 2014 الساعة 08:41 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09 Dec 2014, 08:23 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة
الـــــدرس 03
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
للإستماع و تحميل الدرس رقم -03-
http://ar.miraath.net/audio/download...alathah_03.mp3


طريقة تَعَلُم العلم فائدة من مقدمة العلامة ابن خلدون رحمه الله
يقول – رحمه الله تعالى - " فصل في وجه الصواب في تعلم العلوم وطريق إفادته أعلم أن تلقين العلوم للمتعلمين إنما يكون مفيدا إذا كان على التدرج شيئا فشيئا، قليلا قليلا يلقي عليه.
أولا مسائل من كل باب في الفن هي أصول ذلك الباب ، إذ الأصل ما يبنى عليه غيره ويقرِّب له في شرحها على سبيل الإجمال، ويراعي في ذلك قوة عقله - يعني قوة عقل المستمع وقوة إدراكه - واستعداده لقبول ما يورده عليه هل عنده استعداد أو لا؟
· الإفادة لابد أن تكون ويشترط فيها صلاح المَحَل.
· خلوه من الضد, لابد أن يصادف محَلا قابلا وخاليا من الضد، ما يمكن إذا كان يوجد الضد فلا يمكن أن يجتمع الضد مع الضد إذ الأضداد لا تجتمع.
· واستعداده لقبول ما يورده عليه حتى ينتهي إلى آخر الفن.
وعند ذلك يحصل له ملكة - أي الطالب - في ذلك العلم - أي الذي درس- إلا أنها جزئية وضعيفة لماذا هي جزئية وضعيفة؟ لأنها على سبيل الإجمال غايتها أنها هيئته لفهم الفن وتحصيل مسائله - هيأت المكان هيأت الطالب ليتقبل-.
قال: ثم يرجع به أي بالطالب إلى الفن ثانية فيرفعه في التلقين -يرفع الطالب في تلقينه- عن تلك الرتبة إلى أعلى منها ويستوفي الشرح والبيان ويخرج عن الإجمال ما هو يبتعد ويتفرع إنما يشرح ويبين بحيث الطالب يستوعب استيعابا تاما ويخرج عن الإجمال ويذكر له ما هنالك من الخلاف ووجهه إلى أن ينتهي إلى آخر الفن فتجود مَلَكَةُ الطالب مَلَكَته تكون جيدة أحسن من الأولى ثم يرجع به وقد شّدَا قوي الطالب تحَسَّن فهم ذهنه صار وقَّاد ما تصل به المرحلة الثالثة ويحتاج منك أن تشرح له معنى توحيد الأولوهية مثلا مع أهميته لأن هذا يأخذه ابتداء,وقد يحصل للبعض في أقل من ذلك يعني ليس بالضرورة أن الكل في ثلاثة مراحل.
قال: ثم يرجع به وقد شَدى فلا يترك عويصًا ولا مبهماً ولا منغلقا إلا وضحه وفتح له مُقفله فيخلُص من الفن وقد استولى على مَلَكَته.
قال: وهذا وجه التعليم المفيد وهو كما رأيتَ يحصل في ثلاث تكرارات".

نصيحة لطالب العلم حتى لا يتشتت في طلب العلم
قال الإمام الزهري رحمه الله ليونس بن يزيد الأيلى لما أكثر عليه قال :" يا بني إن هذا العلم أودية ، فلعل الوادي يقطعك قبل أن تقطعه , ولكن خذه مع الليالي والأيام ، ومن رام العلم جملةً ، فاته جملةً "

نصيحة قيمة من شيخ الاسلام ابن تيميه لتلميذه ابن القيم رحمهما الله
اسمع إلى هذه النصيحة هذا ابن القيم رحمه الله يقول: "قال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه وقد جعلتُ أُورِدُ عليه إيراداً بعد إيراد ، يأتي إلى شيخ الإسلام ويعطيه إيرادات - يعني شُبه - إيراد بعد إيراد ، أُكثر عليه , قال له : لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السِفنجة ، فيتشربها ، فلا ينضح إلا بها , ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة المغلقة ، تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها , فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته , وإلا فإذا أَشرَبْتَ قلبك كل شبهة تَمُرُ عليك صار مقراً للشبهات .

يقول الإمام ابن القيم أو هذا قريب مما قال يقول: " فما أعلم أني انتفعتُ بوصيةٍ في دفع الشبهات كانتفاعي بهذه الوصية".

فهم السلف لأحكام البدعة والمبتدعة
قد بُيّن في الوحيينِ وسيّر السلف، أحكام البدعة والمبتدعة، وآثار السلف وأعمالهم تدل على هذا الفهم الذي قلناه يقول الإمام قوام السُّنة في كتاب الأصبهاني رحمه الله في كتاب الحَجة في بيان المحجة " على المرءِ -أي المؤمن- محبة أهل السُّنة في أي موضعٍ كانوا رجاءَ محبة الله له، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل ((وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ)) والحديث عند أحمد والحاكم وغيرهما وهو صحيحٌ.
قال: وعليهِ بغض أهل البدع في أي موضعٍ كانوا حتى يكون مِمَن أحب في الله وأبغض في الله".

الدليل على أن الحب في الله والبغض فيه من الولاء والبراء
قال الله جل وعلا ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام:68]
· قال الإمام الطبريُّ في التفسير "في هذه الآية الدلالة الواضحة على النهيِّ عن مجالسة أهل الباطل من كل نوعٍ من المبتدعةِ والفسقةِ عند خوضهم في باطلهم".
· ويقول العلامة الشوكاني في "فتح القدير" عند هذه الآية "وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتمسح بمجالسة المبتدعة, الذين يحرفون كلام الله ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله – عليه الصلاة والسلام - ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة, فإنه إذا لم ينكر عليهم، ويغير ما هم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالسهم وذلك يسيرٌ عليه غير عسير.

وقد شاهدنا من هذه المجالس الملعونة مالا يأتي عليه الحصرُ وقمنا فيه بنصرة الحق ودفع الباطل بما قدرنا عليه، وبلغت إليه طاقتنا، ومن عرف هذه الشريعة المطهرة حق معرفتها علم أن مجالسة أهل البدع المضلة فيها من المفاسد أضعاف أضعاف ما في مجالسة من يعصي الله بفعل شيء من المحرمات، ولا سيّما لمن كان غير راسخ القدمِ في علم الكتاب والسُّنة" أهـ.

الدليل على وجوب تجنب أهل البدع
قال الله جل وعلا ﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّـهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾ [النساء:140]
قال العلامة القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن "إذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا -يعني فيما مضى- فتجنب أهل البدع والأهواء أولى"
v ويقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أخرجه مسلمٌ في المقدمة تحت باب النهي عن الرواية عن الضعفاءِ والاحتياط في تحملها قوله عليه الصلاة والسلام ((سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ)) قال الإمام البغوي في شرح السنة حديثٌ حسن. فالنبي عليه الصلاة والسلام أخبر عن قومٍ يأتون بما يخالف الشرع أليس كذلك؟ والمبتدع يأتي بما يخالف الشرع.

v يقول النبي عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها في قول الله تعالى:﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾ [آل عمران:7] قال: "يا عائشة إذا رأيتِ أولئك فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم".

درر سلفية في بيان وجوب مفارقة أهل البدع
ذكر غير واحد من الأئمة كالإمام أبي داود في كتاب السنة، باب مجانبة أهل الأهواء وبغضهم وذكر تحته حديث ((أَوْثَقُ عُرَى الْإِيمَانِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ))
· وبوب الحافظ البغوي رحمه الله "باب مجانبة أهل الأهواء".
· وترجم الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب بابا فسماه "الترغيب في الحب في الله والترهيب من حب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب".
· وبوب البيهقي في الاعتقاد "باب النهي عن مجالسة أهل البدع".

كتاب ينصح بقراءته
قال الشيخ عبد الله البخاري حفظه الله (فصلنا الكلام في الولاء والبراء وذكرنا أدلته بشكل أوسع أيضا في رسالتنا المطبوعة والمسماة " تأملات في مسألة الهجر في ضوء الكتاب والسنة وفهم السلف" وكذلك بينّاه في محاضرتنا في مكة "الهجر في الكتاب والسنة" فراجعوه تقفون إن شاء الله على هذا الأمر العظيم المهم).

الدليل على أن موالاة أهل البدع ممنوعة شرعا
ما قاله الإمام سفيان الثوري رحمه الله كما أخرج ذلك أبو نعيم في الحلية قال" إن الرجل إذا أحببته في الله ثم أحدث في الإسلام حدثا فلم تبغضه في الله فاعلم أنك لم تحبه في الله"

وليس معنى هذا ألا تقيم الحجة عليهم، لأ ، إقامة الحجة وبيان الحق لهم لمن كان أهلًا لذلك هذا مشروع ومطلوب أن يقيم الحجة عليهم وإذا ما جلس يجلس جلسة مناصحة وتبيين للحق وتجلية له ورد للباطل، لا جلسة مؤانسة ومحبة ومؤاكلة ومشاربة وتذهب وتأتي ؟ هذا جلسة الإلف، هي مذمومة أقول لمن تمكن وليست لكل آحاد الناس، وهذا حوله فقهٌ كثير بينّاه في موضعه.

هل هناك تعارض بين أيات النهي عن موالاة الكافرين وأيات الامر بالاحسان لمن له حق عليك؟
كما في قوله تعالى: ﴿ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً﴾[لقمان:15]

يقولُ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله - في كتابه القواعد الحِسان:

"القاعدة الثانية عشرة: كان يتكلم في الجمع بين هذه الآيات الناهية عن موالاة الكافرين والآمرة بالإحسان إلى من له حقٌّ على المرء، فذكر قول الله تعالى ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة:8] فالنهي عن التولّي والمحبة لأجل الدين، والأمر بالإحسان والبِر واقعٌ على الإحسان لأجلِ القرابة -صِلْ هذا المعنى بمعنى الموالاة اللغوي- لأجل القرابة أو لأجل الإنسانيةِ على وجهٍ لا يُخِلُّ بدين الإنسان، فهذه المسألة فَهْمُها يعتبر من الضوابط في فهم المسائل المتعلقة بالولاء والبراء.

وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأقباط مصر
جاء عند الإمام مسلم في الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام لما استوصى الصحابة عند فتحهم لمصر قال ((إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا))

يقول الإمام ابن القيم في كتابه تحفة المودود في أحكام المولود " النبي عليه الصلاة والسلامأوصى بالقبط خيرا يعني الأقباط في مصر وقال إن لهم ذمة ورحماً،فإن سرّيتينِ ممن تسَرّى بهم إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام كانتا منهم أي من الأقباط وهما هاجر وماريّة، قال:فأمّا هاجر فهي أم إسماعيل أبي العرب فهذا الرّحم، وأمّا الذمة فما حصل مِن تَسَرِّي النبي صلى الله عليه وسلمبمارية وإيلادها إبراهيم وذلك زِمامٌ يجب على المسلمين رعايته ما لم تُضيّعه القبط".

حكم الصدقة على مساكين أهل الذمة
الإمام ابن القيم عَقَدَ فصلا نفيساً في كتاب أحكام أهل الذمة، عقدَ فصلا في حكم أوقاف أهل الذمة ووقفِ المسلم عليهم، وبيّن أن الصدقة جائزة على مساكينِ أهل الذمة، والوقفُ صدقة، ثم استدل بالآية ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ﴾ [الممتحنة:8] وقال: "لمّا نهى الله في أول السورة عن اتخاذ المسلمين الكفار أولياء وقطْعِ المودة بينهم وبينهم توهّم بعضهم أن برَّهم والإحسان إليهم من الموالاة والمودة فبيّن الله سبحانه أن ذلك ليس من الموالاة المنهي عنها - ودقق في قوله الموالاة المنهيّ عنها - وأنه لم ينْهَ عن ذلك بل هو من الإحسان الذي يُحبّه ويرضاه وكتبه على كلّ شيء وإنما المنهيّ عنه تولّي الكُفار والإلقاء إليهم بالمودة"

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة - الدرس 03
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
*- ميراث الأنبياء -*

.... يتبع بإذن الله تعالى

التعديل الأخير تم بواسطة أبو إكرام وليد فتحون ; 09 Dec 2014 الساعة 08:43 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 Dec 2014, 07:21 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

[COLOR="Navy"]
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة
الـــــدرس 04
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
[U]للإستماع و تحميل الدرس رقم -04-
http://ar.miraath.net/audio/download...alathah_04.mp3

ما معنى الرشد وما معنى طاعة الله
· الرَشَد هو: الاستقامة على الحق، أرشدك الله لطاعته أي هداك للاستقامة على طريق الحق ووفقك إلى ذلك.
· وطاعة الله هي: موافقة المأمور به فعلا أو تركا، ما أمرك الله به في الكتاب أو ما أمرك به النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-
في السنة تأتي به فعلا أو تركا هذه هي الطاعة.

ما معنى التوفيق وما معنى الخذلان؟
بعض الناس يعرف الحق لكنه لا يُهدى للالتزام به وهذا هو الخِذلان.
فالتوفيق: أن يدلك الله- عز وجل- ويفتح عليك بمعرفة الحق والهداية له وأن يثبتك عليه.
والخِذلان: أن يكلك الله إلى نفسك ،فالإمام هاهنا يدعو لك بأن يرشدك الله لطاعته فيوفقك لها ويهديك للاستقامة عليها.

الحَنِيفِية هي ملة إبراهيم عليه السلام
الحنيفية: اسم أنَّ، وملة إبراهيم: إما بدل، وإما عطف بيان من الحنيفية, كأنك تقول أن الحنيفية يعني ملة إبراهيم أو أن الحنيفية التي هي ملة إبراهيم.
والحنيف: مُشتق من الحَنَف.
والحنف هو: الميل من الضلالة إلى الاستقامة ،يقابل الحنف الجَنَف (بالجيم).
الجنف هو: الميل من الاستقامة إلى الضلالة.
فالحنيف: إذن هو المائل عن الضلالة وأعظم ضلالة هي الشرك ، حنف عن الشرك وعن الضلالة ومال قصدا إلى التوحيد ، فهو ما مال وحاد عن الضلالة إلا وهو يقصد التوحيد كما قال الله - جلَّ وعلا-: ﴿ قَانِتًا لِّلَّـهِ حَنِيفًا﴾ [النحل:120] وقال- جلَّ وعلا-: ﴿حَنِيفًا مُّسْلِمًا﴾ [آل عمران:67] وتُجمع هذه الكلمة على حنفاء كما قال الله- جلَّ وعلا -: ﴿وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ‌ حُنَفَاءَ لِلَّـهِ﴾ [الحج:30/31]

والعرب تسمي كل من حج بيت الله الحرام أو اختتن أنه حنيف أي متبع لملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام, فملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام هي الحنيفية، وهذه الحنيفية هي التي مالت عن الشرك إلى التوحيد، وهذه الحنيفية التي كان عليها إبراهيم- عليه الصلاة والسلام-هي التي كان عليها جميع الرسل والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - كانوا يعبدون الله - جل في علاه - ويدعون قومهم وأممهم إلى عبادته وحده ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّ‌سُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل:36]

مفهوم العبادة العام والخاص
العبادة بمفهومها العام: يقول عنها شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله "هي طاعة الله بامتثال ما أمر الله به على ألسنة الرسل".
ولهذا يقول الإمام ابن كثير - رحمه الله - في التفسير "عبادته هي طاعته, وذلك حقيقة دين الإسلام ، لأن معنى الإسلام الاستسلام لله تعالى المتضمن غاية الانقياد والذل والخضوع" أهـ.
أما مفهومها الخاص: فيقول عنها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه " اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة ".

أحكام العبودية الخمسة
يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - في مدارج السالكين عن العبادة "مدارها على خمسة عشر قاعدة، من كملها كمل مراتب العبودية، وبيان ذلك أن العبادة منقسمة على القلب واللسان والجوارح ، قال: والأحكام التي للعبودية خمسة:
§ واجب
§ ومستحب
§ وحرام
§ ومكروه
§ ومباح.
وهن لكل واحدٍ من القلب واللسان والجوارح".

﴿ فَمَن كَانَ يَرْ‌جُو لِقَاءَ رَ‌بِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِ‌كْ بِعِبَادَةِ رَ‌بِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف:110]
يقول الإمام بن القيم عند هذه الآية في كتابه ( الجواب الكافي ) "أي كما أنه إله واحدٌ لا إله سواه فكذلك ينبغي أن تكون العبادة له وحده لا شريك له, فكما تفرد بالإلهية يجب أن يُفرد بالعبودية, فالعمل الصالح هو الخالص من الرياء والمُقيد بالسنة".

هل الله تعالى محتاج إلى خلقه لمَّا خلقهم؟!
فقال: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿٥٧﴾ إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات]

يقول الإمام ابن كثير - رحمه الله - في معنى الآية "معناها أن الله تعالى خلق الخلق ليعبدوه وحده لا شريك له, فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء ومن عصاه عذبه أشد العذاب, وأخبر أنه غير محتاج إليهم بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم وهو خالقهم ورازقهم "

ومنه تعلم: أن الصحيح الذي لا يجوز القول بسواه أن أول واجب على المكلف هو معرفة التوحيد, وليس كما يقول أهل الكلام أن أول واجب على المكلف النظر

"إن دور طلاب العلم في مثل هذه الأوقات دَور تصحيح"
قلت غير مرة أن من وصايا شيخنا الشيخ محمد أمان رحمة الله عليه كان يقول "إن دور طلاب العلم في مثل هذه الأوقات دَور تصحيح" تصحيح ما وقع في عقائد الناس في بعض البلدان من الشرك بالله في توحيد الربوبية, والألوهية, وبعضهم ضل في الأسماء والصفات وغير ذلك, والتصحيح أشق من التأسيس؛ ولهذا كان من قاعدة المقلدة ومن حجج المشركين {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ} أليس كذلك؟ يعني ستغير دين الآباء والأجداد! هذه هي حجتهم ولهذا تصحيح المفهوم شاق يحتاج من المرء إلى علم تام, وإدراك كامل, وحلم, وأناة, ومعرفة بطرائِق مخاطبة المدعوين, وبماذا يبدأ, وكيف يبدأ’ فدعوة الناس إلى السنة يجب أن تكون على طريقة أهل السنة، لا تبتدع في دين الله ولا تقل سلفي العقيدة إخواني المنهج ما يصير.

ولا سلفي العقيدة تبليغي الطريقة حصافي ما ينفع ، ولهذا يجب أن تكون دعوة الناس إلى السنة على طريقة أهل السنة {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ} لا إلى نفسي, ولا إلى جاه, ولا إلى منصب, ولا إلى دنيا, ولا إلى حزب, ولا إلى جماعة, ولا إلى طريقة غير طريقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم, {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} كذلك يدعو إلى الله على بصيرة.

معرفة العبد ربه يجعله يحكم بشرعه لا بالديمقراطية
قال الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله [مَعْرِفَةُ الْعَبْدِ رَبَّهُ]:

أن المراد بالمعرفة هنا: معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله, وماذا تستلزم هذه المعرفة؟ تستلزم الإذعان والانقياد لشرع الله ظاهراً وباطناً, وتحكيم شرع الله ما هِي الديمقراطية.

قبل أمس كانوا يكفرون الناس في بعض البلدان ويقولون حكموا بغير ما أنزل الله فاستباحوا الدماء وفجروا المساجد و...و..و إلى غير ذلك، واليوم ينادون بالديمقراطية بل ويقسمون أن الديمقراطية على قسمين ديمقراطية شرعية وديمقراطية شركية- ما شاء الله - كما يقال يعني شنشنةٌ أعرفها من أخزم ، لما كان لهم خرجوا له التخاريج كما قال الله- جل وعلا - ﴿وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَ‌ضٌ أَمِ ارْ‌تَابُوا﴾ [النور:49/50] هؤلاء أهل الأهواء، فما كانت الديمقراطية كما يقولون في يوم من الأيام من الدين حتى تصير الآن ليصلوا إلى الكراسي والمناصب ، هؤلاء الذين يدعون الله على بصيرة ؟هذه البصيرة؟ هل هذه دعوة إلى الله أم دعوة إلى الكرسي؟

والشرع ميزان الأمور كلها وشاهد لفرعها وأصلها

إياك أن تنساق الفتن عاصفة وكثيرة وخدَّاعة وكثيرٌ من الناس تنجرف وراء هذه النداءات، ثم يتعلق هذا المخذول بخيوطٍ أوهن من بيت العنكبوت.

بعض المشايخ قال بعض المشايخ أفتى، ما كان في يومٍ من الأيام مع هؤلاء المشايخ لم يكن معهم لا قلباً ولا قالباً، بل كان عدواً لدوداً لهم إذا به لما جاءت إن صحت عبارة فَهِمَ منها المراد تعلق بها وما علم أنها من السنة يعظمون علماء السنة ولكن لا يقدسونهم والحق أحب إلينا منهم.

تربية الله لمخلوقاته على نوعين
تربية الله لمخلوقاته على نوعين:

· تربية عامة.

· وتربية خاصة.

فالعامة: تشمل جميع المخلوقات في السماوات ومن في الأرض ومن بينهما، من كان براً فاجراً مؤمناً أو كافراً جميع المخلوقات كلها مفتقرة إلى الله, فهو المربي لها بالإيجاد والرزق والاستقرار وجميع نعمه على هذه المخلوقات فهو مربي لها بالإيجاد والإنعام.

وأما التربية الخاصة: فهي خاصة بعباد الله المؤمنين؛ لأنهم أتوا بأسباب هذه التربية الخاصة فهو - جل وعلا - المربي لهم بالنصر والتأييد والتوفيق والهداية والرعاية إلى أقوم طريق وأرشد سبيل يقول الله جل وعلا ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال]

نعم الله تعالى وأقسامها
الهداية نعمة، فالله جل وعلا يربي عبادة بنعمه, ونعمه جل وعلا كثيرة لا تعد ولا تحصى كما قال جل وعلا ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا﴾
وهذه النعم على قسمين:

v نعم مطلقة

v ونعم مقيدة

يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله – في كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية "والمقصود أن هذه النعمة هي النعمة المطلقة التي اختصت بالمؤمنين، نعم ما هي هذه النعمة؟ نعمة التوفيق والتسديد والثبات على الحق إلى غير ذلك -كما قلنا النعمة الخاصة الهداية الخاصة- والنعمة الثانية هي النعمة المُقيدة".

يقول نعيد من الأول والنعمة نعمتان نعمة مطلقة ونعمة مقيدة:

فالنعمة المطلقة: هي المتصلة بسعادة الأبد, وهي نعمة الإسلام والسنة, وهي النعمة التي أمرنا الله تعالى أن نسأله في صلواتنا أن يهدينا صراط أهلها, ومن خصه بها, وجعلهم أهل الرفيق الأعلى حيث يقول تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء:69] فهؤلاء الأربعة هم أهل هذه النعمة المطلقة وأصحابها أيضاً هم المعنيون بقوله تعالى ﴿والْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة:3].

وأما النعمة الثانية –المقيدة-: كنعمة الصحة والغنى وعافية الجسد وتبسط الجاه وكثرة الولد والزوجة الحسنة وأمثال هذا, فهذه النعمة مشتركة بين البر والفاجر، والمؤمن والكافر، وإذا قيل لله على الكافر نعمة بهذا الاعتبار فهو حق.

الذي رباني وربى جميع المخلوقات بنعمه ومن هذا الوجه حق فلا يصح إطلاق السلب والإيجاب إلا على وجه واحد, وهو أن النعم المقيدة لما كانت استدراج للكافر ومآله إلى العذاب والشقاء فكأنها لم تكن نعمة وإنما كانت بلية كما سمها الله تعالى في كتابة كذلك قال الله جل وعلا ﴿فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (١٥) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (١٦) كَلَّا﴾ [الفجر :15 -16] أي ليس كل من أكرمته في الدنيا ونعمته فيها فقد أنعمت عليه وإنما كان ذلك ابتلاء مني له واختبار ولا كل من قدرت عليه رزقه فجعلته بقدر حاجاته من غير فضيلة أكون قد أهنته بل أبتلي عبدي بالنعم كما أبتليه بالمصائب" أهـ.

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة - الدرس 04
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
*- ميراث الأنبياء -*

.... يتبع بإذن الله تعالى
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 Dec 2014, 04:43 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة
الـــــدرس 05
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
للإستماع و تحميل الدرس رقم -05-
http://ar.miraath.net/audio/download...alathah_05.mp3

الفوائد المنتقات من الدرس
• معرفة الحقّ بدليله •
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: فإذا قيل لك : من ربك؟ فقل : ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه وهو معبودي ليس لي معبود سواه والدليل قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة:2] قال: وكل ما سوى الله عالم وأنا واحد من ذلك العالم.

قوله "والدليل هذا" فيه تربية لك يا طالب العلم أن تعرف الحق بدليله قد لا يبلغ ابتداءً طالب العلم، قد لا يبلغ علمه وإدراكه معرفة الأدلة ولكن يجب أن يُعَوَّد أن يعرف الحق بدليله، وهذه الأدلة منها النص واضح في ذلك تحريمًا، تحليلًا، إباحة ومنعًا، ومنها ما هو استنباط،ولهذا قال الإمام الشافعي-رحمه الله-: الناس في العلم طبقات بقدر علمهم بقدر طبقاتهم في العلم به نصًا واستنباطًا ولهذا قال-الله جل وعلا-﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء:83] فليس الكل يعلم إنما الاستنباط للعلماء ، الشاهد أنه يريد-رحمه الله–بهذا أن يعرفك يا طالب العلم وأن يدربك ويربيك على أن تعرف الحق بدليله.

آيات الله جل وعلا لها ثلاثة إطلاقات
في قوله -رحمه الله- "فَقُلْ: بِآيَاتِهِ وَمَخْلُوقَاتِهِ" إلى آخره،هذا أيضًا كما مر هو من تمام نصحه لك يا طالب العلم أن لقنك الجواب فقل يا طالب العلم يا من تبحث عن الحق هذا هو الجواب الصحيح فقل بآياته ومخلوقاته آيات الله-جل وعلا-تطلق وترد ولها ثلاثة إطلاقات:

الإطلاق الأول: آيات الله الكونية والمراد بها الكون ومخلوقات الكون من الإنس والجن والشجر والحجر والمدر وغير ذلك والسماوات والأرض فهذه آيات كونية.

الإطلاق الثاني: وتطلق الآيات ويراد بها الآيات المتلوة وهي ما أنزله الله -جل وعلا- على ألسنة رسله القرآن والتوراة والإنجيل طبعًا قبل التحريف والزبور وصحف موسى وصحف عيسى إلى آخره هذه كلها آيات متلوة.

الإطلاق الثالث: الآيات التي هي البراهين التي أوجدها الله-جل وعلا-في أنبيائه ورسله هذه الآيات التي يُعبر عنها عند أهل الكلام بالمعجزات وإلا الصحيح أن يقال فيها آيات،هي آيات وعلاماتٌ برهانية على صدق نبوته ورسالته فهي آيات عديدة كما هي في نبينا محمد وموسى وعيسى وإبراهيم وغير ذلك ﴿قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا﴾ [آل عمران٤٠] فهي البراهين.

هذه القسمة الثلاثية تطلق الآيات ويراد بها أحد هذه الإطلاقات, وبعض أهل العلم يقسمها قسمة ثنائية يقول: آيات كونية وآيات شرعية ويُدخل في الشرعية البرهانية, والمتلوة والأمر في هذا سهل.

أهمية الحفاظ على الوقت
قال ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - فيما أخرجه الإمام ابن أبي شيبة في المصنف وأبو نُعيْم في الحلية قال: ((مَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا وَهُوَ ضَيْفٌ,وَمَالُهُ عَارِيَّةٌ - مالُه الذي في جيبه عارية - فَالضَّيْفُ مُرْتَحِلٌ وَالْعَارِيَّةُ مُؤَدَّاةٌ)) ولهذا قيلَ "هكذا الدنيا قدومٌ وارتحال".

وقال الإمام الحسن البصري -رحمه الله- فيما ذكره الإمام البغوي في شرح السُّنة قال "أدركت أقوامًا كلّ أحدهم أشحُّ على عمره منه على درهمه حريصٌ على وقته" والوقت هو ما بين صباحٍ ومساء هذا هو الوقت فأشح الواحد منهم على عُمره من درهمه،أنتَ ترى الناس شُحّهم الآن على الدينار والدرهم والله-جلّ وعلا-يقول ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر : 9] الواحد منهم كان أشحُّ على دينه وعلى عمره من درهمه.

قال الإمام الضحاك بن مزاحم -رحمه الله تعالى- كما جاء في ترجمته من تهذيب الكمال،ذُكر في ترجمته "كَانَ إِذَا أَمْسَى بَكَ-رضي الله عنه ورحمه- فَيُقَالُ لَهُ:مَا يُبْكِيكَ؟فَيَقُولُ:لا أَدْرِي مَا صَعَدَ الْيَوْمَ مِنْ عَمَلِي.

بهذا سبَقَ القوم وبهذا أدرك القوم أهمية الحفاظ على الوقت وتحقيق العبودية لله فيه.

جاء في ترجمة الإمام مسروق بن الأجدع- رحمه الله-قال: "حجّ مسروق فما نام إلاّ ساجدًا" يستغل هي أيام ﴿وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ﴾ وأراد أن يرجع من الحج كيوم ولدته أمه، لا يعني ذلك أنه كان ينام النوم إنما يأخذه النعسة اليسيرة-رحِم الله الجميع،رحمهم الله تعالى-.

فوائد من قوله تعالى ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ﴾
وهذه الآية العظيمة تضمنت عدة فوائد:

الفائدة الأولى: أن الله - جل وعلا - خلق السموات والأرض في ستة أيام وهو - جل وعلا - قادر على خلقها فيما دون ذلك لأنه - جل وعلا - إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول إيش؟ كن فيكون

ولهذا نص العلماء - رحمة الله عليهم - عن الحكمة في أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ذكروا من الحكم في ذلك أنه - سبحانه وتعالى - أراد أن يعلم عباده الأناة والتدرج في الأمور كما ذكر ذلك الإمام الشوكاني - رحمه الله - في فتح القدير وغيره من العلماء وضح؟ ؛ وإلا سبحانه قادر على أن يخلقها في لحظة.

والفائدة الثانية: نستفيد من هذه الآية ودلت هذه الآية وتضمنت على وجوب الإيمان باستواء الله - جل وعلا - على عرشه الذي هو خلق من مخلوقاته استواء الله على عرشه استواءً يليق بجلاله - جل وعلا - الذي هو خلق من مخلوقاته فالله - جل وعلا - مستوٍ على عرشه بائن من خلقه وله العلو - سبحانه - فهو عالٍ ومستوٍ على عرشه والاستواء صفة من صفات الله - جل وعلا – الفعلية، والعلو من صفاته - جل وعلا – الذاتية، فهو عالٍ في قربه قريبٌ في علوه.

الفائدة الثالثة: أن هذه المخلوقات كلها المذكورة في هذه الآية كلها مسخرات بأمره - جل وعلا - كلها مسخرات بأمره يقلب الليل والنهار - سبحانه وتعالى - فهذه مسخرات بأمره ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ ويقول - جل وعلا -:﴿لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ يسبحون بأمره - جل وعلا - وبقدرته - جل في علاه - فهذه المخلوقات كلها مسخرة بأمر الله - جل وعلا -.

الفائدة الرابعة: وهي أن لله الخلق والأمر، وعليه نقول ختم الله - جل وعلا - الآية المذكورة ببيان الحكمة من بيان هذه المخلوقات المسخرة بأمره فقال: ﴿تَبَارَكَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ أي تنزه وتعاظم - سبحانه وتعالى - وكثر خيره وفضله وبره وإحسانه لأنه رب العالمين فأنعم عليهم النعم الكثيرة والمتتالية وهو المالك لها - جل في علاه - والمتصرف التصرف المطلق - سبحانه وتعالى – فيها.

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة - الدرس 05
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
*- ميراث الأنبياء -*

.... يتبع بإذن الله تعالى
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02 Jan 2015, 11:14 AM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة
الـــــدرس 06
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
للإستماع و تحميل الدرس رقم -06-
http://ar.miraath.net/audio/download...alathah_06.mp3
أو من المصدر على الصفحة :
http://ar.miraath.net/audio/2878/06

الفوائد المنتقات من الدرس

• الفرق بين دعاء المسألة ودعاء العبادة •
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في بدائع الفوائد قال:" هو طلب ما ينفع الداعي وطلب كشف مايضره أو يدفعه" انتهى كلامه - رحمه الله - وكلام الإمام ابن القيم هذا يتنزل على دعاء المسألة يتنزل على دعاء تعريف لدعاء ماذا المسألة طلب ما ينفع الداعي وطلب كشف ما يضره أو يدفعه.

أما دعاء العبادة: " فهو أن يتعبد المرء به - بالعمل يعني - للمدعو ، بهذا العمل طلبا لثوابه وخوفا من عقابه" عندما تتأمل مثل هذا تجد أن هذا التعريف أو هذا الحد يشمل جميع أنواع العبادات الظاهرة والباطنة فالعبد عندما يتنسك بالحج مثلا أو بالصدقة أو ببر الوالدين أو بالصدق في القول هو يتعبد لله صحيح؟ يتعبد لله - جلا وعلا - ويتقرب إليه يرجو ثوابه ويخشى عقابه مما يدل على هذا ما جاء في الصحيحين قوله - صلى الله عليه وسلم - ((وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا)) لأنه ما صدق إلا رجاءً في الثواب وخشية من العقاب.

يقول الشيخ العلامة شيخ شيوخنا الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله - في كتابه العظيم القواعد الحسان لتفسير القرآن قال:" كل ماورد في القرآن من الأمر بالدعاء والنهي عن دعاء غير الله والثناء على الداعين يتناول دعاء المسألة ودعاء العبادة، قال: وهذه قاعدة نافعة فإن أكثر الناس إنما يتبادر لهم من لفظ الدعاء والدعوة دعاء المسألة فقط لا يتبادر إلى ذهنه دعاء العبادة يقصره ويحسره على دعاء المسألة قال ولا يظنون دخول جميع العبادات في الدعاء وهذا خطأٌ جرهم إلى ما هو شر منه، فإن الآيات صريحة في شموله لدعاء المسألة ودعاء العبادة" انتهى كلامه - رحمه الله تعالى-.

صفة الاعتداء في الدعاء
والاعتداء في الدعاء يقع على صفتين: اعتداء في الألفاظ ، واعتداء في المعاني.

كيف تسلم أيها المسلم من الاعتداء في الدعاء لفظا ومعنى بلزوم السنة في الدعاء، ولا تتجاوز فإن خير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -.

وهنا دعوة وجهها العلامة القاضي عياض - رحمه الله - فيما نقله عنه ابن علان في شرح الأذكار نقل عن القاضي عياض - رحمه الله - وهي دعوة منه إلى لزوم ما صحت به السنة في الدعاء والحذر من الخروج عن السنة بل والتمادي بأن يبتدع المرء في الأدعية.

قال -رحمه الله- في كلام نفيس قال:" أذن الله في دعائه وعلم الدعاء في كتابه لخليقته وعلم النبي -صلى الله عليه وسلم - الدعاء لأمته واجتمعت فيه ثلاثة أشياء:

§ العلم بالتوحيد.

§ العلم باللغة.

§ النصيحة للأمة.

أليس كذلك هذا فيما جاء فيه الكتاب وجاءت به السنة ، قال فلا ينبغي لأحد أن يعدل عن دعائه - صلى الله عليه وسلم - وقد احتال الشيطان للناس في هذا المقام فقيض لهم قوم سوء يخترعون لهم أدعية يشتغلون بها عن الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأشد ما في الإحالة أنهم ينسبون هذه الأدعية يعني أنهم ينسبونها إلى الأنبياء والصالحين فيقولون دعاء نوح ودعاء يونس ودعاء أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - إلى غير ذلك، قال فاتقوا الله في أنفسكم ولا تشتغلوا من الحديث إلا بالصحيح" انتهى كلامه - رحمه الله - فالدعاء سلاح وخير سلاح أن تقتدي برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي أخبر عن نفسه أنه أوتي جوامع الكلم - صلى الله عليه وآله وسلم -.

أقسام الخوف
الخوف أيها الإخوة على أقسام أربعة:

القسم الأول: خوف عبادة

خوف عبادة وهو الذي مر فلا يجوز أن يكون إلا لله فهو الذي بيده الخير وبيده الضر وبيده النفع ﴿قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[آل عمران:26] ويقول الله – جل وعلا -: ﴿قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّـهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [آل عمران:29].

القسم الثاني: خوف الشرك

خوف الشرك وهو أن يخاف العبد من مخلوق كخيفته من الله أو أشد فيظن أن بيده النفع والضر فهذا خوف شرك بالله - جل وعلا - الذي يعبر عنه عند بعض أهل العلم بخوف التأله يقول الله - جل وعلا -: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّـهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً﴾ [النساء:77] هذا شرك بالله - جل وعلا- ولذا صار قسمًا مذمومًا وممنوعًا.

القسم الثالث: الخوف الجبلي الطبيعي

الخوف الجبلى الطبيعى كخوف المرء من السبع أو من الأسد أو الحية أو النار إذا كان في مكان واشتعلت فيه النار وغير ذلك وفزع من هذا فهذا أمر جائز ويعنى مجبون عليه الخلق قال الله - جل وعلا -:﴿فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ﴾ [القصص:18] وقال جل وعلا -﴿فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ﴾ [القصص:21].

القسم الرابع: خوف المعصية

خوف المعصية أن يترك المرء ما يجب عليه فعله خوفا من بعض الناس ولم يصل به الأمر إلى حد الإكراه يعني فعل المعصية أو ترك المأمور إلى حد الإكراه فهذا محرم ومعصيةٌ ومنافٍ لكمال التوحيد الواجب.

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة - الدرس 06
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
*- ميراث الأنبياء -*

.... يتبع بإذن الله تعالى
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013