منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 Sep 2013, 06:47 PM
نورالدّين بن العربيّ بن خليفة نورالدّين بن العربيّ بن خليفة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 39
افتراضي ما من أحد هو أعظم و أكبر أو هو أحقر و أصغر من أن يقال له اتّق الله .

ما من أحد هو أعظم و أكبر أو هو أحقر و أصغر من أن يقال له اتّق الله .

الحمد لله ، و الصّلاة ، و السّلام ، على رسول الله ، و على آله ، و صحبه ، و من والاه .

أمّا بعد :

فقد يجد البعض منّا في نفسه شيأ إذا قيل له اتّق الله ، وهذا أمر يقبح بالمؤمن حقّا ، ويكره له أن يوقعه الحرج في بعض ما جاء في قوله تعالى : {{ وَ إِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإِثْمِ فحَسْبُهُ جَهَنّمُ وَلَبِئْسَ المِهَادِ }} فهذه صفة الكافر والمنافق و المتكبّر في الأرض المستعلي بنفسه على الحقّ و الخلق الذّاهب بها زهوا .
فإذا قيل لبعضنا اتّق الله – {{ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي }} – قال :
مثلك لا يوصيني ... !!
أو أوص نفسك ... !!
أو أنا أحرص منك و أتقى ... !!
أو لا توصي حريصا ... !!
أو عليك بفلان أولا ... !!
أو لما لم توص فلانا؟ أتستعظمه و تحتقرني ... !!
أو أتخشاه و لا تخافني ... !!
وغيرها من الألفاظ والكلمات المشابهة التي تدلّ على مرض القلب لما فيه من حميّة الجاهليّة و العزّة الممقوتة و الإعجاب بالنّفس التي تجعل الإنسان يرغب عن قبول الوعظ و التّذكير بالله ، وكما قيل :

أخذته عزة من جهله --- فتولى مغضبا فعل الضجر

و إذ قد عرفت هذا أيّها السّنّي الحاذق ، و أنّها صفات لا تليق بالمؤمن الصّادق ، فاعلم يا رعاك الله أنّ الأمر بتقوى الله يتوجّه إلى أصناف من النّاس ثلاثة وهم :

الصّنف الأوّل : يتوجّه الأمر إلى من دخل في الشّيء واتّصف به و بكماله ، فهذا يكون الأمر له بمعنى الثّبات فيه و المداومة عليه ومنه قوله تعالى : {{ يَا أيّهَا النّبِيّ اتّقِ اللهَ وَلاَ تُطِعْ الكَافِرِينَ والمنَافِقِينَ إنَّ اللهَ كانَ عَليماً حَكِيماً }} ، و ليس في هذه الآية توبيخ الله للنّبي – صلّى الله عليه وسلّم – كما يتوهّمه بعض الجهلة ، فقد ناداه الله بصفة النّبوّة على سبيل التّشريف ، بينما جاء نداء غيره باسمه ، ثمّ استرعى السّمع لهذا التّشريف الخاص بمحمد – صلّى الله عليه وسلّم – و الأمر العام له ولغيره بتقوى الله فقال {{ يَا أيّهَا }} حيث جعل المندى غير معلوم أولا فيكون السّامع متطلعا إلى المنادي سبحانه ، ثمّ إذا علم مَن المنادى كان ذلك كإنبائهم لتطلّعهم ، فليس في الآية الكريمة ما يوحي أنّ النّبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – قد غفل عن تقوى الله أو أنّه أطاع الكفّار و المنافقين – حاشاه – ، و إنّما أُمر بالثّبات و المداومة على ذلك و الزّيادة منه .

الصّنف الثّاني : يتوجّه الأمر إلى من دخل في الشّيء و اتّصف به أو قد لا يكون اتّصف بكماله ، فهذا يكون الأمر له بمعنى تحقيق كماله و الثّبات عليه ومنه قوله تعالى : {{ يَا أَيّها الذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللهَ حَقّ تُقَاتِهِ ولاَ تَمُوتُنَّ إلّا وَأَنتُمْ مُسْلمُونَ }} وقوله : {{ يَا أَيّها الذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللهَ و قُولُوا قَوْلاً سَدِيداً }} وقوله : {{ يَا أيّها الذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللهَ و لتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدّمتْ لِغَدٍ }} ، وقوله : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }} ، وقوله : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ }} .

الصّنف الثّالث : يتوجّه الأمر إلى الجميع ، إلى من لم يدخل في الشّيء و لم يتّصف به ، أو إلى من دخل في الشّيء و اتّصف به ، و هذا يكون الأمر له بمعنى الدخول في الشّييء و تحقيقه و تحقيق كماله و الثّبات عليه ومنه قوله تعالى : {{ يَا أَيّها النّاسُ اتّقُوا رَبكّم الذِي خَلَقَكُمْ منْ نَفْسٍ وَاحِدةٍ وخَلقَ منهَا زَوْجهَا وبَثّ مِنهُما رِجَالاً كَثيرًا ونسَاءً واتّقُوا اللهَ الذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ و الأَرْحَام إنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }} فالأمر هنا موجّه إلى المؤمن و الكافر والمنافق جميعا بتقوى الله .

وعلى ما تقدّم فاعلم أنّ تقوى الله تكون على قدر الاستطاعة ، قال تعالى : {{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }} ، وأنّ تقوى الله تكفّر الذّنوب وتزيد في الحسنات قال تعالى : {{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا }} و تقوى الله سبب التّيسر و الفرج قال تعالى : {{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }} و قال تعالى : {{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً }} وتقوى الله سبب للفلاح قال تعالى : {{ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }} وتقوى الله سبب لتعليم الله عباده قال تعالى : {{ وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللهُ }} .
لهذا فإن كنت متّقيا فأنت من أكرم الخلق على الله ومن أحبّهم إليه قال تعالى : {{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }} و قال تعالى : {{ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }} و هي سبب لوَلاية الله و حفظه قال تعالى : {{ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ }} و هي سبب لمعيّة الله الخاصّة قال تعالى : {{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا }} .
فيا عباد الله ؟
{{ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ }} !!
سبحانه ما أعظمه وأكرمه و أحلمه و أرحمه {{ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }} .
فاللّهمّ اجعلنا من التّوّابين المتّقين ، و اجعلنا من المتطهّرين .
و الحمد لله رب العالمين .

وصلى الله على نبيّنا محمد سيّد المتّقين، وعلى آله ، وصحبه أجمعين .

نورالدّين بن العربيّ بن خليفة
- غفرالله له ولوالديه

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013