منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 Aug 2015, 03:00 PM
محمد ليمان محمد ليمان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
الدولة: الجزائر
المشاركات: 116
افتراضي أين نحن عن قيام الليل؟!!

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد و على آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:


إن من أهم الصلوات المستحبات التي يُتقرب بها إلى رب البريات بعد الواجبات أيها الإخوة والأخوات هي صلاة الليل، التي هي من أجل القربات ومن أفضل الطاعات كما أخبر بذلك رسول رب الأرض والسموات،فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أفضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ".رواه مسلم(1163)
يقول الإمام النووي –رحمه الله-:"فيه دليل لما اتفق العلماء عليه أن تطوع الليل أفضل من تطوع النهار، وفيه حجة لأبى إسحاق المروزي من أصحابنا ومن وافقه أن صلاة الليل أفضل من السنن الراتبة، وقال أكثر أصحابنا: الرواتب أفضل لأنها تشبه الفرائض، والأول أقوى وأوفق للحديث، والله أعلم ".الشرح على صحيح مسلم( 8 /55)
لذا كانت هذه الصلاة أيها الأحبة الكرام دأب الأنبياء والمرسلين وطريق العبَّاد والصالحين للقرب من رب العالمين ، فعن أبي أمامة الباهلي-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ، فإنه دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وهو قُرْبَةٌ إلى رَبِّكُمْ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ وَمَنْهَاةٌ لِلْإِثْمِ".رواه الترمذي(3594)وحسنه الشيخ الألباني –رحمه الله-.
يقول المناوي –رحمه الله-:"معناه أن قيام الليل قربة تقربكم إلى ربكم ،وخصلة تكفر سيئاتكم وتنهاكم عن المحرمات ".
التيسير بشرح الجامع الصغير (2/144)
وسَيُجازي الرحيم العلام من فضله هؤلاء الكرام وسيدخلهم برحمته إلى الجنان على ما كان منهم من قيام، وسهر في ذكره واستغفاره والناس نيام، قال سبحانه:( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون (16) فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) [ السجدة: 16-17]
يقول الإمام ابن القيم –رحمه الله- :" تأمل كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل، بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه نفس، وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حين يقوموا إلى صلاة الليل بقرة الأعين في الجنة ".حادي الأرواح (ص191)
ويقول الشيخ السعدي-رحمه الله-:"(تتجافى جنوبهم عن المضاجع) أي:ترتفع جنوبهم وتنزعج عن مضاجعها اللذيذة إلى ما هو ألذ عندهم منه وأحب إليهم، وهو: الصلاة في الليل، ومناجاة الله تعالى، ولهذا قال: (يدعون ربهم) أي: في جلب مصالحهم الدينية والدنيوية،ودفع مضارهما.(خوفا وطمعا)أي:جامعين بين الوصفين،خوفا أن ترد أعمالهم،وطمعا في قبولها، خوفا من عذاب الله،وطمعا في ثوابه".تفسير السعدي (ص 655)
أيها الأفاضل الكرام إن الكثير منا! وللأسف! حتى من طلاب العلم -إلا من رحمه الله-،مفرطٌ في هذه العبادة العظمية! مقصر في الإتيان بها! رغم علمه بفضلها ومكانتها بين العبادات!!.
فإلى متى نَظل نُقصر في اغتنام ما بقي من أعمارنا من أيام وساعات؟!ولا نستثمر ما بقي من أوقاتنا في فعل الخيرات؟!.
إلى متى لا نقف مع أنفسنا! ولو لبعض لحظات! ونحاسبها على ما يكون منها من تقصير وزلات؟!.
لماذا لا نبحث بصدق عن الأسباب التي منعتنا من صلاة الليل والوقوف بين يدي رب البريات في أشرف الأوقات!؟.
هل صدقنا مع أنفسنا حقا في الرغبة في القيام بين يدي الباري جل وعلا في الليل والناس نيام؟!.
يقول الإمام ابن القيم –رحمه الله-:"وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وإعانته، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم، والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك، فالله سبحانه أحكم الحاكمين وأعلم العالمين يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به، والخذلان في مواضعه اللائقة به هو العليم الحكيم".الفوائد( ص 97)
فو الله أيها الكرام لو صدقنا مع أرحم الراحمين حق الصدق لوفقنا لعمل ما نريد من الطاعات لأنه سبحانه لن يضيع عباده المؤمنين الصادقين،يقول تعالى:(فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم)[محمد :21].
ولكتب لنا ربنا جل وعلا بجوده وكرمه أجر القيام وإن لم نتمكن من ذلك بسبب غلبة النوم!،فعن أبي الدرداء-رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أتى فِرَاشَهُ وهو يَنْوِي أَنْ يَقُومَ يُصَلِّي من اللَّيْلِ فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ حتى أَصْبَحَ، كُتِبَ له ما نَوَى،وكان نَوْمُهُ صَدَقَةً عليه من رَبِّهِ عز وجل".رواه النسائي(1787)،وصححه الشيخ الألباني-رحمه الله-.
يقول الإمام ابن القيم –رحمه الله-:" ليس للعبد شيء أنفع من صدقه مع ربه في جميع أموره...، ومن صَدَقَ الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره". الفوائد (ص186)
إن ما نرتكبه أيها الأحبة من محرمات!وما نتجرأ عليه من منكرات!لمن أهم الأسباب التي حرمتنا من القيام بالليل بين يدي رب الأرض والسموات،فقد قال رجل للإمام الحسن البصري-رحمه الله-:يا أبا سعيد إني أبيت معافى،وأحب قيام الليل، وأتخذ طهوري فما بالي لا أقوم؟فقال له-رحمه الله-:"ذنوبك قيدتك يا ابن أخي".قوت القلوب لأبي طالب المكي(1/75)
ويقول الفضيل بن عياض-رحمه الله-:" إذا لم تقدر على قيام الليل! وصيام النهار! ، فاعلم أنك محروم مكبل كبلتك خطيئتك".حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني( 8/96)
نعم صدقا -رحمهما الله تعالى- لقد قيدتنا ذنوبنا! وحرمنا بسببها من التوفيق! كيف لا ؟!
وقد منعت من هم أفضل منا علما وعملا،يقول الإمام سفيان الثوري –رحمه الله-:"حُرمت قيام الليل بذنب أحدثته خمسة أشهر".حلية الأولياء ( 7 / 17)
لقد أطعنا أنفسنا وتركناها تقودنا إلى ما تهواه من اتباع الشهوات والسعي وراء الملذات حتى ثبطتنا عن فعل الطاعات والتزود من الخيرات.
يقول الإمام ابن القيم –رحمه الله- :" تأمر صاحبها – أي النفس- بما تهواه من شهوات الغي واتباع الباطل، فهي مأوى كل سوء، وإن أطاعها –أي صاحبها- قادته إلى كل قبيح وكل مكروه".إغاثة اللهفان (ص77).
وبسبب تركنا لأنفسنا تلهث وراء الشهوات! وتسعى خلف الملذات!دون أن نحاسبها عما تقع فيه من الزلات! فسدت قلوبنا! وجفت دموعنا!وابتعدنا عن خالقنا جل وعلا.
يقول الإمام ابن القيم–رحمه الله-:" ومتى أُقحطت العين من البكاء من خشية الله تعالى، فاعلم أن قحطها من قسوة القلب، وأبعد القلوب من الله : القلب القاسي". بدائع الفوائد (3/743)
وإن من الأسباب التي تعيننا على الصلاة بالليل، أيها الأفاضل أن نحرص على إعطاء أبداننا حظها في النهار،ومن ذلك أن نقيل في الظهيرة،لأن القيلولة تُعين على تقوية البدن وتساعد على قيام الليل،ولذا جاء الشرع باستحبابها، فعن أنس -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"قيلوا فإن الشياطين لا تقيل".رواه أنو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان(5/ 177)، وحسنه الشيخ الألباني –رحمه الله- في السلسلة الصحيحة (1647).
يقول المناوي –رحمه الله- :"وعمل السلف والخلف على أن القيلولة مطلوبة لإعانتها على قيام الليل قال حجة الإسلام:
وإنما تطلب القيلولة لمن يقوم الليل ويسهر في الخير فإن فيها معونة على التهجد كما أن في السحور معونة على صيام النهار فالقيلولة من غير قيام الليل كالسحور من غير صيام النهار ".فيض القدير ( 4/531)
وقد مر الإمام الحسن البصري –رحمه الله- بقوم في السوق فرأى منهم مارا فقال: أما يقيل هؤلاء ؟ قالوا:لا ، قال:" إني لأرى ليلهم ليل سوء". مختصر قيام الليل للمروزي (ص 119)
وقال إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة-رحمه الله-:"القائلة من عمل أهل الخير ، وهي مُجمة للفؤاد مقواة على قيام الليل". مختصر قيام الليل للمروزي (ص 119)
وإن من الأسباب المعينة كذلك على القيام أيها الكرام اجتناب السهر فيما لا فائدة فيه!فعن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لَا سَمَرَ إلا لِمُصَلٍّ أو مُسَافِرٍ".رواه الترمذي(2730)، وصححه الشيخ الألباني –رحمه الله-.
يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-:السمر -أي السهر- بعدها –أي صلاة العشاء- العشاء ذريعة إلى تفويت قيام الليل, فإن عارضه مصلحة راجحة كالسمر في العلم ومصالح المسلمين لم يكره".إعلام الموقعين(3/148)
وكذلك أيها الأحبة علينا أن نحافظ على هدي نبينا صلى الله عليه وسلم في نومه وذلك بالإتيان بالأذكار المشروعة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم،وأيضا أن نحرص على أن ننام على شقنا الأيمن كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم.
يقول الإمام ابن القيم –رحمه الله-:"وفي اضطجاعه على شقه الأيمن سر، وهو أن القلب معلق في الجانب الأيسر، فإذا نام الرجل على الجنب الأيسر استثقل نوما، لأنه يكون في دعة واستراحة فيثقل نومه منه،فإذا نام على شقه الأيمن، فإنه يقلق ولا يستغرق في النوم لقلق القلب وطلبه مستقره وميله إليه، ولهذا استحب الأطباء النوم على الجانب الأيسر لكمال الراحة وطيب المنام، وصاحب الشرع يستحب النوم على الجانب الأيمن لئلا يثقل نومه فينام عن قيام الليل، فالنوم على الجانب الأيمن أنفع للقلب وعلى الجانب الأيسر أنفع للبدن!، والله أعلم".زاد المعاد(1/322)
فالبدار البدار أيها الإخوة والأخوات لاغتنام ما بقي من أعمارنا من أيام وساعات واستثمارها في الخيرات،قبل أن لا ينفعنا الندم وتجزي عنا الحسرات، ولنبادر بالتوبة والرجوع قبل فوات الأوان إلى العزيز الرحمن.
يقول ابن الجوزي –رحمه الله- :"كلامك مكتوب وقولك محسوب وأنت يا هذا مطلوب،و لك ذنوب وما تتوب ، وشمس الحياة قد أخذت في الغروب ، فما أقسى قلبك من بين القلوب ". التبصرة (2/272)
ولنحرص أشد الحرص على فعل الطاعات من الواجبات والمستحبات ،ولنجتنب التسويف في التوبة و الإكثار من عمل المحرمات! والانشغال بالملذات! والشهوات! ولنحذر أشد الحذر من استصغار المنكرات!.
يقول الإمام ابن القيم –رحمه الله-:"إن العبد لا يزال يرتكب الذنب حتى يهون عليه ويصغر في قلبه، وذلك علامة الهلاك، فإن الذنب كلما صغر في عين العبد عظم عند الله". الجواب الكافي (ص38)
ولنبذل أيها الأحباب ما شُرع لنا من أسباب ولنتيقن تماما أن العزيز الوهاب لن يخذلنا أبدا!بل سيوفقنا بجوده وكرمه إلى كل خير وصواب،قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)[العنكبوت:69]
يقول الإمام ابن القيم –رحمه الله- :" علق سبحانه الهداية بالجهاد، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا، وأفرض الجهاد جهاد النفس، وجهاد الهوى، وجهاد الشيطان، وجهاد الدنيا، فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته، ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد ".الفوائد (ص 59)
فالله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يوفقنا وإياكم لفعل الطاعات والتزود من الخيرات ومن ذلك أن يعيننا على صلاة القيام، وأن يجنبنا ارتكاب المحرمات وفعل المنكرات وكل أنواع الآثام، فهو سبحانه ولي ذلك والعزيز العلام.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

منقول ...

7 ذو القعدة 1436 هـ - اليوم السبت 22 أغسطس 2015 م


التعديل الأخير تم بواسطة محمد ليمان ; 22 Aug 2015 الساعة 07:05 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
تزكية, رقائق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013