منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04 Feb 2014, 11:17 PM
سيف الإسلام محدة سيف الإسلام محدة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 135
إرسال رسالة عبر Skype إلى سيف الإسلام محدة
افتراضي الإخلاص في الكتابة، "الموطأ" أنموذجا

الإخلاص في الكتابة, كتاب الموطأ أنموذجا.




قال تعالى ((أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ (( الزمر3
قال ابن العربي: هذه الآية دليل على وجوب النية في كل عمل.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمِعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمالُ بالنيات، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرتُه إلى الله ورسوله، ومن كانت هِجرتُه لدنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينكِحها فهِجرته إلى ما هاجَر إليه)) رواه البخاري ومسلم
الإخلاص هو لب العبادة وروحها، قال ابن حزم: النية سر العبودية وهي من الأعمال بمنزلة الروح من الجسد، ومحال أن يكون في العبودية عمل لا روح فيه، فهو جسد خراب.
فالإخلاص هو أساس قبول الأعمال وردها.

ويقول شيخ الإسلام بن تيمية في مجموع فتاويه : ( ما لا يكون بالله لا يكون ، وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم ) وهي قريبة من عبارة مالك والشافعي رحمهم الله تعالى , (لتعلمن أنه لا يرتفع إلا ما أريد به وجه الله ) و (ما كان لله بقي).


ومعنا اليوم كتاب الموطأ من الكتب التي أخلص فيها مؤلفها الإمام مالك إمام دار الهجرة , رحمه الله تعالى. وهو أنموذج للكتب الباقية التي أخلص كتابها فذاع صيته وانتفع به القاصي والداني .
وهاهي بركة الإخلاص باقية ودائمة لأنه ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل .

موطأ الإمام مالك رحمه الله تعالى ورفع درجته.

فالموطّأ معناه "الممهد"، وهو أوّل الكتب الّتي وضعت فيها الأحاديث مصنّفة ومبوّبة، كما أنّه أوّل كتاب ألّف في الحديث والفقه معاً.
ألّفه مالك رضي الله عنه في أربعين سنة، فقد أخرج ابن عبد البرّ عن عمر بن عبد الواحد صاحب الأوزاعيّ أنّه قال: عرضنا على مالك الموطّأ في أربعين يوما فقال: "كتاب ألّفته في أربعين سنة أخذتموه في أربعين يوما، ما أقلّ ما تفقهون فيه".
وأخرج ابن عبد البر عن المفضل بن محمد بن حرب المدني قال أول من عمل كتابا بالمدينة على معنى الموطأ من ذكر ما اجتمع عليه أهل المدينة عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون وعمل ذلك كلاما بغير حديث فأتي به مالك فنظر فيه فقال : ما أحسن ماعمل هذا ولو كنت أنا الذي عملت لابتدأت الآثار ثم شددت ذلك بالكلام ثم إنه عزم على تصنيف الموطأ فصنفه فعمل من كان بالمدينة يومئذ من العلماء الموطآت فقيل لمالك : شغلت نفسك بعمل هذا الكتاب وقد شركك فيه الناس وعملوا أمثاله فقال : ائتوني بماعملوا به فأتي به فنظر في ذلك ثم نبذه وقال : لتعلمن أنه لا يرتفع إلا ما أريد به وجه الله قال : فكأنما ألقيت تلك الكتب في الآبار وقال الشافعي : ما على ظهر الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك أخرجه ابن فهر من طريق يونس بن عبد الأعلى عنه وفي لفظ : ما وضع على الأرض كتاب هو أقرب إلى القرآن من كتاب مالك وفي لفظ : ما في الأرض بعد كتاب الله أكثر صوابا من موطأ مالك وفي لفظ : ما بعد كتاب الله أنفع من الموطأ وقال الحافظ مغلطاي أول من صنف الصحيح مالك ( شرح الزرقاني : 1 / 8).


فائدة :قد يتوهم التعارض بين ما مر نقله عن الشافعي أن أصح الكتب بعد كتاب الله الموطأ وقول جمهور المحدثين أن أصح الكتب كتاب البخاري ثم كتاب مسلم وأن أعلى الأحاديث من حيث الأصحية ما اتفقا عليه ثم ما انفرد به البخاري ثم ما انفرد به مسلم ثم ما كان على شرطهما ثم ما كان على شرط البخاري ثم ما كان على شرط مسلم ثم باقي الصحاح على حسب مراتبها

.
قال البخاري "أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر"، وكثيرا ما ورد هذا الإسناد في الموطأ.
قال السيوطي في " تنوير الحوالك " 1 / 6 ) : قال القاضي أبو بكر بن العربي في " شرح الترمزي " : الموطأ هو الأصل الأول واللباب وكتاب البخاري هو الأصل الثاني في هذا الباب وعليهما بنى الجميع كمسلم والترمزي .
قال ابن خلدون في مقدمته: (وتلقت الأمة هذا الكتاب بالقبول في مشارق الأرض ومغاربها ومن لدن صنف إلى هلم, وطال ثناء العلماء في كل عصر عليه ولم يختلف في ذلك اثنان...).
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (وإن للموطأ لوقعا في النفوس، ومهابة في القلوب لا يوازنها شيء...) ، وقال في موضع آخر: (وما زال العلماء قديما وحديثا لهم أتم اعتناء برواية "الموطأ " ومعرفته، وتحصيله).
وقد صنفت موطئات كثيرة في زمن مالك، ولم تكن في الحجم والكبر دون موطأ مالك، ولكن لم يكتب الله لها الدوام والاستمرار كما كتب لموطأ مالك، ومنها موطأ ابن أبي ذئب، قال الدار قطني: (كان ابن أبي ذئب صنف موطأ فلم يخرج)، ومنها موطأ ابن وهب تلميذ مالك: قال الذهبي: (قلت: موطأ ابن وهب كبير لم أره).
وصدق من قال:
هذا الكتاب الذي يبقى لصاحبه ... ذكر يسار به في البدو والحضر
تَعَلَّمَنْ أنَّ الدواةَ والقلَمْ ... تَبقى ويُفْنِي حادثُ الدَّهر الغَنَمْ.
والكلام على الموطّأ ومدحه والثّناء عليه كثير، فقد شهد له العلماء قديما وحديثا بالفضل والنفع , فرضي الله عن الإمام مالك، وجزاه الله عنّا خير الجزاء،وجعل هذا الكتاب ذخرا له يوم القيامة يوم لا ينفع الإنسان إلا ماقدم من صالحات.
وفي الختام أنصح نفسي وإخواني بالإخلاص فيما يكتبون ويسطرون ، فسيأتي زمن يكتب لكم فيه ما أثر ينتفع به من أتى بعدكم ويكتب في ميزان حسناتكم.
قال ابن المبارك: (( رب عمل صغير تكثره النية ورب عمل كبير تصغره النية((.
فراقبوا نياتكم فلا يصلح ولا يدوم عمل إلا بنية خالصة .
نسأل الله الإخلاص في القول والعمل .
-------------------------
جمع الأخ : أبو عبد السلام جابر سالم البسكري
خريج كلية الشريعة باتنة.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05 Feb 2014, 05:31 PM
لزهر سنيقرة لزهر سنيقرة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 343
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخي جابر على موضوعك النافع الماتع، وبارك الله فيك أخي سيف على حسن الانتقاء والاختيار، وما أحوجنا إلى مثل هذا في كتاباتنا وسائر أعمالنا.

التعديل الأخير تم بواسطة لزهر سنيقرة ; 05 Feb 2014 الساعة 05:34 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05 Feb 2014, 05:39 PM
أبو يوسف الطاهر العباسي أبو يوسف الطاهر العباسي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الدولة: قفصة-تونس
المشاركات: 138
افتراضي

بارك الله فيكم على الفوائد في هذه المنتديات المباركة
هل كلية الشريعة بباتنة تقبل الطلبة من تونس؟
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013