نصيحة مني إليهم... للشخ عز الدين رمضاني -حفظه الله-.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن والاه وبعد:
فهذه نصيحة لفضيلة الشيخ عزالدين رمضاني -حفظه الله- خص فيها الشباب بتوجيهات ونصائح ذهبية يستفاد منها للثبات في هذه المرحلة المهمة .
قال -حفظه الله- : نصيحة مني إليهم .أن ينصتوا إلى علماءهم ولا يضربوا بكلامهم عرض الحائط ، ويأخذون من فلان وعلان ممن لا يعرف بعلم وتمكين أو فكر مستنير أو نهج مستقيم.
فالله سبحانه وتعالى لم يستشهد على أعظم قضية وهي التوحيد سوى بنفسه والملائكة والعلماء كما قال تعالى :"شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " (سورة آل عمران:الآية:17) . هذه الآية قال العلماء :الله سبحانه وتعالى فضل العلماء بهذه الآية، ولو لم يكن في كتاب الله تبارك وتعالى إلا هذه الآية للتنويه بالعلماء والإشادة بفضلهم لكان ذلك كافيا.
كيف لا وبالعلم الشرعي يميز الإنسان بين الخير والشر، وبالعلم يفصل بين الحلال والحرام، وبالعلم يعرف الحق من الباطل، وبالعلم يدرك الحسن من القبيح، فالعلم هو الحاكم على الممالك والسياسات وعلى الأقلام. فملك لا يقوم بعلم لا يدوم. حكم لا يستند على علم لا يقوم. سيف بلا علم مخراق لاعب، قلم بلا علم حركة عابث، فالعلم هو الحاكم على ذلك كله ولا يمكن أن يحكم شيء على العلم .
ولهذا يكفيكم بهذه الدرجة مجدا وفخرا وبهذه المرتبة شرفا وذكرا، فكما لا رتبة فوق رتبة النبوة فلا شرف فوق شرف وارث تلك المرتبة، فشرف العلم بشرف المعلوم كما يقولون، إذن عليكم بالعلماء وعليكم بالتمسك بعلمهم وبتوجيهاتهم والأخذ بنصائحهم.
نعم قد نقدر للشباب ظروفهم ونعذرهم في بعض طلباتهم ورغباتهم ونقدر أن لهم نزوات وانفعالات وعثرات لسيما إذا انضم إلى ذلك بعض العوامل المهيجة كما قال الشاعر: إن الشباب والفراغ والجدا مفسدة للمرء أي مفسدة .
ونقر في بعض الأحيان أيضا أن الشباب مضيعون مهملون ولا أقول ضائعون مهملون .ومغشوشون مضللون ولا أقول غشاشون مضللون.
فإذا بقينا ننظر إليهم دون أن تمتد إلى نجدتهم يد أو يوضع لمأساتهم حد ولا تعالج أزماتهم بجد صرنا كالذي يدفع الأمواج العاتية بصدره.
وفي الأخير فإننا نهيب بكل المهتمين بعنصر الشباب إذا صدقت النوايا واستثمرت المساعي الخيرة أن نرى جيلا من الشباب الذي كان من طموحات العلامة البشير الإبراهيمي رحمه الله أن يرى نموذجا منه في بلدنا الحبيب الجزائر أرض البطولات والإنجازات ومأوى الرجال الأخيار،لأن الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله كان له مقال عظيم يعتز به كل من قرأ كلاما في مثل هذا الموضوع حيث قال : "هكذا يا شباب الجزائر كونوا أو لا تكونوا."
فلا شك أن موضوع الشباب موضوع هام ولهذا من المقترحات الجيدة أن يهتم بهذه الشريحة اهتماما زائدا على غيرهم وأن تكون مجالس العلم ومجالس التذكير هي المجالس التي تحصنهم وهي المجالس التي تنفعهم وهي المجالس التي تبعدهم عن ما يدبر لهم من مكائد ويبعد عنهم كل الأخطار.
فالله سبحانه وتعالى نسأل بأسماءه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتنا على صراطه المستقيم، وأن يحفظ شبابنا و شاباتنا من النزوات والشهوات التي تبعدهم عن الجادة وترمي بهم في مهاوي الضلال والانحراف.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وأخر وخير دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أصل هذه النصيحة محاضرة ألقاها الشيخ -حفظه الله- بمدينة -بريش ولاية أم البواقي- حرسها الله و سائربلاد المسلمين
وفي الأخير أطلب من الإخوة أن يخصوا الشيخ بالدعاء بظهر الغيب بأن يشفيه الله وأن يلبسه لباس الصحة و العافيةإنه جواد كريم .
نصيحة مني إليهم... للشخ عز الدين رمضاني -حفظه الله-.
العرض العادي
