هو حساب قديم مجهول المنشأ، تقابل فيه الحروف الأبجدية بالأرقام، كانت اليهود تكثر من استعماله، و استعمله المسلمون للتأريخ للحوادث و الأبنية و الوفيات و غيرها و له طريقتان:
و الجدولان التاليان يبيّـنان الحروف و ما يقابلها من الأرقام
أمثلة تطبيقية:
1. استخدم الشرف العمريطي رحمه الله حساب الجمل في التأريخ لمنظومته (تسهيل الطرقات في نظم الورقات) و عد أبياتها و مشى فيه على ترتيب المشارقة. جاء في آخر المنظومة:
و تـــــــــم نـــــــظـــم هــــــذه الـــــمــقـدمــة*****أبـيــاتــهــا في الـعـد در محـكمة
في عام "طاء" ثم "ظاء" ثم "فا"*****ثاني ربيع شهر وضع المصطفى
فـبيّن رحمه الله أن عدد أبيات المنظومة: در الدال بــ(4) و الراء بـ(200) و بالتالي فإن عدد أبياتها: 204
و ذلك في عام طاء أي: (9)
ثم ظاء أي: (900)
ثم فا أي: (80)
و بجمع الأرقام نجد أن سنة نظمه لتسهيل الطرقات: 989 هـ
2. و أرّخ أحمد الطيبي رحمه الله لمنظومته (المفيد في التجويد) بقوله:
و تمّ في نصف جمادى الآخره *****عامَ: هدايات عليم ظاهره
و بالتالي فإن سنة نظمه للمفيد في التجويد تعرف بحساب الحروف الأولى لكلمات: هدايات عليم ظاهره
هـ(5)دايات عـ(70)ليم ظـ(900)اهره و هي: 975 هـ
3. و ممن مشى كذلك على طريقة المشارقة: الشيخ عبد الرحمان السعدي رحمه الله حين أرّخ لعمارة جامعه، بقوله:
و بجمع ( 1،1000،80،200،30،50،1) نجد أن سنة العمارة كانت: 1362هـ
4. و المثال الرابع سيكون بإذن الله على ترتيب المغاربة، و مشى عليه أبومحمد القاسم بن فيرّه الشاطبي في منظومته (حرز الأماني و وجه التهاني في القراءات السبع) و التي نظم فيها كتاب (التيسير في القراءات السبع)لأبي عمرو الداني و التي تعرف اشتهارا و اختصارا بـ (الشاطبية)، إلا أنه لم يستعمل حساب الجمل للتأريخ أو عد الأبيات، بل رمز للقراء السبعة و رواتهم منفردين و مجتمعين.
و القراء السبعة هم:
1. نافع بن أبي نعيم المدني: وله راويان: قالون و ورش.
2. ابن كثير المكي : وله راويان: البزي و قنبل.
3. أبو عمرو بن العلاء البصري: وله راويان: الدوري و السوسي
4. عبد الله بن عامر الدمشقي: وله راويان: هشام بن عمار و عبد الله بن ذكوان
5. عاصم بن أبي النجود: وله راويان: أبو بكر شعبة بن عياش و حفص
6. حمزة بن حبيب الزيات: وله راويان: خلف و خلاد
7. علي الكسائي: و له راويان: أبو الحارث و الدوري
و الجدول التالي يوضح ترميز الشاطبي رحمه الله للقراء السبعة و رواتهم:
و لزيادة توضيح حول استعماله لهذه الرموز الحرفية أنقل شرح الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله باختصار و تصرف لبيتين من الشاطبية من أول باب البسملة:
و بـسمل بيـن الســورتـــيـن بـســــنة******رجــــــال نــــمــوهـا دريــة و تــحــمـلا
ووصلك بين السورتين فصاحة*****وصل واسكتن كل جلاياه حصلا
والمعنى: أن المشار إليهم بالباء، والراء، والنون، والدال، وهم: قالون، والكسائي، وعاصم، وابن كثير؛ قرءوا بإثبات البسملة بين كل سورتين .....
وقوله: (ووصلك بين السورتين فصاحة)، معناه أن المشار إليه بالفاء وهو حمزة قرأ بوصل آخر السورة بأول التالية من غير بسملة بينهما ......
والواو في قوله: (و صل واسكتن كل جلاياه حصلا)، بمعنى أو خيّر الناظم القارئ بين الوصل والسكت بين كل سورتين لمن رمز لهم بالكاف، والجيم، والحاء وهم: ابن عامر، وورش، وأبو عمرو، فيكون لكل واحد منهم بين كل سورتين وجهان: الوصل كحمزة، والسكت: بدون بسملة. والسكت هو الوقف على آخر السورة وقفة لطيفة من غير تنفس ...
التعديل الأخير تم بواسطة أم أنس ; 03 Jan 2015 الساعة 11:22 PM
جزاك الله خيرا أختي الكريمة.
نتمنى دوما عُمران هذا الصرح الطيب بمثل هذه المواضيع الهامة، خاصة تلك المتعلقة بعلم المعتقد، أو اللغة العربية، وعلوم القرآن.
نفع الله بمنتدى الشيخ أزهر وإخوانه.