منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 14 Jan 2018, 03:39 PM
عبد الله سنيقرة عبد الله سنيقرة غير متواجد حالياً
عفا الله عنه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 268
افتراضي نُـجـُـومُ الأَرض .... !!



نُجُومُ الأَرْضِ ..... !!

الحمد لله الذي جعل فينا سادةً سادوا بالعلم والحلم، بهم يُعرف الخير من الشرّ والحقّ من الباطل، هم ورثة الأنبياء وصفوة الأتقياء، حياتهم من أعظم الهبات والغنائم، وفُقدانهم من أعظم المصائب والعظائم، "بِحُسْنِ تَأْدِيبِهِمْ يَتَنَازَعُ الْمُطِيعُونَ، وَبِجَمِيلِ مَوْعِظَتِهِمْ يَرْجِعُ الْمُقَصِّرُونَ، جَمِيعُ الْخَلْقِ إِلَى عِلْمِهِمْ مُحْتَاجٌ، وَالصَّحِيحُ عَلَى مَنْ خَالَفَ بِقَوْلِهِمْ مِحْجَاجٌ. الطاَّعَةُ لَهُمْ مِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ وَاجِبَةٌ، وَالْمَعْصِيَةُ لَهُمْ مُحَرَّمَةٌ، مَنْ أَطَاعَهُمْ رَشَدَ، وَمَنْ عَصَاهُمْ عَنَدَ" [أخلاق العلماء للآجري ص 16].
والصلاة والسّلام على خير من ورّث هذا الفضل والميراث، وأخرج الخلق من غياهب الجهل والظلمات، إلى نور العلم والآيات البيّنات، وعلى آله وأصحابه خيرُ من تعلّم وعلّم ودعا النّاس والبريّات، حتى بَلَغ هذا الدّين مبلغًا لا تحدّه أرضٌ ولا مسافات، وسلّم تسليما مزيدًا، أمّا بعد:

فلا يخفى على القاصي والدّاني فضل العلم والعلماء وأنّ خيرهم في الأمّة عميم، وفضلهم كبير، قد أُفردت في ذكر فضائلهم المصنّفات، وتكلّم الفضلاء والخطباء في بيان ذلك، حتى يُحفظ هذا الأصل والواجب حقّ حِفظه، وحتى لا يُهان ما يحملونه من العلم ويداس عليه، لأنّ توقير العلماء توقير للشّريعة التي يحملونها، وحسبي أنّي أردت أن أشير إشارةً وأُفيدَ بفائدة لطيفة تضمّنها كلام الأئمة والعلماء.

- قال الإمام الآجرّي -رحمه الله- واصفًا العلماء: «مَثَلُهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَثَلِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ، يُهْتَدَى بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، إِذَا انْطَمَسَتِ النُّجُومُ تَحَيَّرُوا، وَإِذَا أَسْفَرَ عَنْهَا الظَّلُامُ أَبْصَرُوا» [أخلاق العلماء للآجري ص 17].
- وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة -رحمه الله- في مقدمة "رفع الملام عن أئمة الأعلام" [ص3]: «فيجب على المسلمين بعد موالاة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن، خصوصا العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يُهتدى بهم في ظلمات البر والبحر، وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم، وإذ كل أمة قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فعلماؤها شرارها، إلا المسلمين فإنّ علماءهم خيارهم، فإنهم خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في أمته، والمحيون لما مات من سننه، بهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا».
- وقال ابن القيّم في "مفتاح دار السعادة" [1/178]: «أما تشبيه العلماء بالنّجوم فإنّ النّجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر وكذلك العلماء، والنّجوم زينة للسّماء وكذلك العلماء زينة للأرض، وهي رجوم للشياطين حائلة بينهم وبين استراق السّمع لئلا يلبسوا بما يسترقونه من الوحي الوارد إلى الرسل من الله على أيدي ملائكته وكذلك العلماء رجوم لشياطين الإنس الذين يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا فالعلماء رجوم لهذا الصنف من الشياطين».
- وقال قتادة -رحمه الله -: «خلق الله تعالى هذه النّجوم لثلاث: جعلها زينة للسّماء، ورجوما للشّياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن قال فيها بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه، وتكلّف ما لا يعلم» [رواه البخاري تعليقا -باب النجوم-].

ومحاكاةً لقول قتادة -رحمه الله- واستفادة من كلام الأئمة يَحسُن -والله أعلم- أن يقال: "خلق الله تعالى العلماء لثلاث: زينةً في الأرض، ورجومًا للشياطين، وعلاماتٍ يهتدى بهم، فمن قال فيهم بغير ذلك فقد أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلّف ما لا علم له به".

وتعليقًا على هذا يقال:

خلق الله العلماء لثلاث: ليس هذا من باب الحصر لفضائلهم ولا الاستقصاء لمحاسنهم، فذكر هذا يطول به المقال، وقد أُفردت في ذلك المختصرات والمطوّلات، وحسبي أنّي أردت محاكاة قول قتادة -رحمه الله- وكفى بهذه الفضائل فضائل لمن عقل ووعى ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [سورة ق: 37].

1- زينة في الأرض:
فهم جمال هذه الدنيا وبهاؤها، أئمة الهدى ومصابيح الدّجى، يُستضاء بهم في ظلمات الجهل والهوى.
الناس مسرُورون بوجودهم كسُرورِهم بالسُّرج في البيوت، فإذا فُقِدوا ورحلوا أصاب النّاسَ الغمّ والحزن كحال من أظلَم عليه بيته لانطفاء السُّرج فيها.
وانظر -يا رعاك الله- إلى بلاد أو مدينةٍ تربّع عليها ثلّة من العلماء والفضلاء كيف هي وكيف زينتها، وكيف حبّ الناس لها وانتشار الخير فيها، وفي المقابل تجد البلاد الخاليةَ منهم مظلمةً مقفرة لا حياة فيها ولا زينةَ لها.
وحقُّ الزّينة أن يُعرفَ لها قدرها، وأن تُصان وتُحفظ حقَّ الحفظ، وأن يُعنى بها العناية الفائقة حتى تحافِظ على بريقها ورونقها ... .

2- وهم رجوم للشّياطين :
رجومٌ لشياطين الإنس من أهل الشرك والبدع والأهواء، الذين يخلِطون الحقّ بالباطل ويدسّون السمّ في العسل، فهم من يفضح عوَرهم ويكشف سترهم، رجومُهم الآيات البيّنة والأدلة والبراهين الدامغة.
وهم كذلك رجومٌ لشياطين الجنّ ومن يستعين بهم من السحرة والمشعوذين، ممّن يحاول الإضرار بالمسلمين، ينبّهون المسلمين على شرّهم وشر المستعينين بهم، ويحثّونهم على المحافظة على التحصينات الشّرعية والأذكار النبويّة حتى يسلموا من شرّهم وأذاهم.

3- علامات يهتدى بهم:
فالعلماء ورثة الأنبياء، والله تعالى يقول: ﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [المائدة 16]، فهداية النّاس إلى صراط الله المستقيم وتوجيه الأمّة وتزكيتها وتعليمها من أعزّ وظائف العلماء، وحاجة النّاس إليهم وإلى علمهم وهدايتهم أشدّ من حاجتهم إلى الطّعام والشّراب، قال الإمام أحمد -رحمه الله-: «النّاس محتاجون إلى العلم أكثرَ من حاجتهم إلى الطّعام والشّراب؛ لأن الطّعام والشّراب يُحتاج إليه في اليوم مرّة أو مرّتين، والعلم يُحتاج إليه بعدد الأنفاس».
«بِهِمْ يُعْرَفُ الْحَلَالُ مِنَ الْحَرَامِ، وَالْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ، وَالضَّارُّ مِنَ النَّافِعِ، وَالْحَسَنُ مِنَ القْبَيِحِ» [أخلاق العلماء للآجري ص14].

"فمن قال فيهم غير ذلك": من إكرامهم وذكر فضائلهم والإشادة بهم، وجنحَ إلى الطّعن والوقيعة فيهم والحطّ من قدرهم، "أخطأ" خطأً بيّنًا فاحشًا، إذ الوقيعة في العلماء ليست كالوقيعة في غيرهم، والطّعن فيهم أكبر إثمًا وأعظم ضررًا وخطرًا عند الله من الطّعن في غيرهم من النّاس، ومن ثمّ أعلن الله الحرب على منتقصيهم وأهل الوقيعة فيهم كما في الحديث القدسيّ: «من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب» [البخاري 6502].

والوقيعة في أهل العلم والدّين مسلكُ أعداء الرّسل والمصلحين، والنّاظر في كتب السير والتراجم يلحظ ذلك ظاهرا جليّا.

فالطعن في العلماء من علامات وصفات أهل الأهواء، قال الإمام الحافظ أبو حاتم الرازي: «علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر» [شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1/197].
و روى أبو إسماعيل الصّابوني بسنده عن أحمد بن سنان القطّان قال: «ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو مبغض لأهل الحديث، فإذا ابتدع الرجل نُزعت حلاوة الحديث من قلبه».

فهذا دأبهم في كل زمان ومكان من لدن عصر النبوّة -وما فعله المنافقون وأشباههم- إلى زمان النّاس هذا. فما جاء نبيٌّ من الأنبياء إلا وعودي، ولا ظهر مصلحٌ من المصلحين إلّا وحُورب، وما زال أعداء الله يسلُكون هذا السّبيل الخسيس، لما له من أثر على الدعوة وأهلها وتنفير الناس عن فرسانها وحملة العلم فيها، فإنَّ خُلُوَّ السّاحة حقيقةً أو حكمًا من العلماء ينجُم عنه ظهور طائفة من أنصاف المتعلّمين أو المتعالمين، المتسلّقين على ظهور العلماء والفضلاء ليحتلّوا مكانًا ليسوا أهلاً له ولا يستطيعونه، فيعمّ الجهل وتنتشر الفوضى، وما حدث في بلادنا الحبيبة في الأعوام الدَّامية أقربُ دليل وأبلغُه. وقد صحّ الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: «إِنَّ اللَّهَ لا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ» [البخاري 7307].
وهذا ما يريده ويسعى إليه هؤلاء المتسلّقة، حتىّ يصفوَ لهم الجوّ ويتهيّأَ لهم الحال؛ ولكن هيهات وأنّى لهم ذلك ومنَاراتُنا شامخةٌ وسُروجنا لم تطفأ بعد، فمازال في الأمة من يحمل منارَ الهدى والعلم ويصدعُ بكلمة الصدّق والحقّ ما دامت الأرض والسّماء ولم تلتفّ السّاق بالسّاق، قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كذَلِكَ» [مسلم 1920].

"وأضاع نصيبه":
فمن تعرّض للعلماء فقد أضاع نصيبه، ودعا على نفسه بالخراب والوبال، بل وقد حارب ربّه شديد المحال، وسنّ في الناس سنّة سيئةً يحمل وزرها إلى يوم الدّين -وطوبى لمن مات وماتت ذنوبه معه-، وربما ابتلاه الله جل وعلا بموت القلب وختم له هذه الدنيا بسيء العمل، نسأل الله العفو والعافية.
قال الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر -رحمه الله-: «اعلم يا أخي وفقني الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب» [تبيين كذب المفتري: ص 28].
وروي عن الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- أنه قال: «لحوم العلماء مسمومة؛ من شمها مرض، ومن أكلها مات».
ويقول مخلد: حدثنا بعض أصحابنا قال: ذكرت يومًا عند الحسن بن ذكوان رجلًا بشيء، فقال: «مه! لا تذكر العلماء بشيءٍ، فيميت الله قلبك».
وصدق القائل حيث قال:
لحومُ أهل العلم مسمومة *** ومن يعاديهم سريع الهلاك
فكن لأهل العلم عونًا وإن ***عاديتهم يومًا، فخذ ما أتاك
ويقول ابن المبارك -رحمه الله تعالى-: «من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ... » [سير أعلام النبلاء: 4/408].

"وتكلّف ما لا علم له به":
وهذا يقال لمن لبَّس الوقيعة في العلماء والطعن فيهم لباس النّصح والإشفاق وأقحم نفسه في هذا الباب، أنّه تكلّف ما لا علم له به، وسلَكَ غير ما أُمِر به، حتى ولو أصاب الخطأ في نفس الأمر لعُدَّ مخطئًا ....!!
لأنّه قد أتى البيت من غير بابه، مع أنّنا لا نعتقد في العلماء العصمة، بل هم بشر كغيرهم من البشر في الخطأ والنسيان، وإن فضِّلوا بما يحملونه من علم وإيمان، ولأن الأصل في العالم عدم مخالفته شرع الله؛ لذا قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: «وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة -المقبولين عند الأمة قبولًا عاما- يتعمّد مخالفة رسول لله -صلى الله عليه وسلم- في شيء من سنته، دقيق ولا جلي، فإنهم متفقون اتفاقًا يقينيا على وجوب اتباع الرسول -صلى لله عليه وسلم-، وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-»اهـ [رفع الملام ص: 4].
لكنّ الاستدراك عليهم وبيان خطئهم -ولا أحب أن أقول الردّ عليهم- يفتقر إلى شروط مهمّة إذا فُقدت بعضها أو واحدةٌ منها كانت المفسدة في ذلك أرجح والمصلحة أبعد منها:

أوّلا: تحري الإخلاص لله جل وعلا في ذلك، والبعد عن الهوى وحبّ الظهور والتشفّي، وأن يكون الباعث على ذلك حبّ الخير للمنصوح وطلب الأجر والثواب من الله جل وعلا. وقد سمعنا من بعض مشايخنا أنّه كان في زمن الشيخ الألباني من أراد أن يَظهر ويُعرف في الساحة العلمية فحسب فعليه بالردّ على الشّيخ -رحمه الله-، ولكنّ الله عاملهم بنقيض قصدهم فطواهم التاريخ في صفحاته المظلمة.
وعليه ألاّ يفرح بعثرة الشيخ والعالم وسقطته، فقد كان بعض السلف إذا ذهب إلى شيخه تصدق بشيء وقال: «اللهم استر عيب شيخي عنّي، ولا تذهب بركة علمه منّي».

ثانيا: أن يكون بعلم؛ فالاستدراك على العالم لابدّ له من أهليه عاليةٍ وقدم راسخة، لأنك وبكّل بساطة ستستدرك على عالم، فعليك أن تتأوّل أفعاله التي يظهر أن الصّواب خلافها على أحسن تأويل -ابتداءً-، فاتهم رأيك أوّلاً وثانيًا واعرضه على غيرك ممن هو أعلى منك منزلة في ذلك، علَّه يبيّن لك خطأك وتتراجع عمّا أقدمت عليه.
ثم إذا تيقنت أو غلب على ظنّك المصلحة في ذلك واضطُررت إليه فعليك بالشرط الثالث.

ثالثا: على الطالب أن يتأدّب مع العالم حتى في تبيِين خطئِه، ويختار أفضل الطرق وأحسن السّبل لإيصال النصح والخطأ له، بعيدا عن التشهير والتهويل في المواقع والمنتديات، وعليه بالسرّ والستر ما أمكنه ذلك، لأن ذلك أرجى للقبول وأنفع عاقبة، وليختر ألطفَ العبارات وأجمل الكلمات بعيدًا عن أسلوب الترفّع والتعالي ناهيك عن السب والشّتم والعَيب.
قال ابن القيّم : «ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعًا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل ومأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين» [إعلام الموقعين 3/220].
وقال -رحمه الله-: «أدب المرء عنوان سعادته وفلاحه، وقلّة أدبه عنوان شقاوته وبواره، فما استجلب خير الدّنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استجلب حرمانها بمثل قلّة الأدب» [مدارج السالكين (2/407].

واعلم أن جميع ما ذُكِرَ من فضيلة العلم والعلماء وعدم الوقيعة فيهم والتشهير بهم هذا في حق العلماء العاملين الأبرار المتّقين الذين قصدوا به وجه الله الكريم، والزلفى لديه في جنات النّعيم، لا علماء السّوء والجهل من أهل البدع والأهواء؛ فهؤلاء لا كرامة لهم، وسبيل الردّ عليهم فصّله العلماء بما لا يدع لنا مزيدا من التفصيل.
و الحمد لله رب العلمين.

كتبه: أبو أحمد عبد الله سنيقرة
الأحد 26 ربيع الآخر 1439هــ


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله سنيقرة ; 15 Jan 2018 الساعة 09:32 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 Jan 2018, 03:53 PM
أبو عبد الرحمن بلعيد ماحي أبو عبد الرحمن بلعيد ماحي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 56
افتراضي

بارك الله فيك وجزاك خيرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 Jan 2018, 06:48 PM
أبو عبد الله بلال يونسي أبو عبد الله بلال يونسي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 283
افتراضي سلمت يمينك أخي المؤدب الوقور ...

جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك
فرحت بكتابتك والله يعلم ذلك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 Jan 2018, 07:36 PM
عبد الله سنيقرة عبد الله سنيقرة غير متواجد حالياً
عفا الله عنه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 268
افتراضي

جزاكما الله خيرا و بورك فيكما على المرور . و أنا كذلك أخي بلال فرحت بمرورك و تشجيعك.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 Jan 2018, 08:54 PM
أبو أيوب صهيب زين أبو أيوب صهيب زين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: بسكرة
المشاركات: 351
افتراضي

جزاك الله خيرا أبا أحمد ونفع الله بما خطت يمينك
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 Jan 2018, 09:08 PM
أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: الجزائر /باتنة /قيقبة
المشاركات: 590
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي عبد الله وبارك فيك
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 Jan 2018, 10:00 PM
سليم الأخضري سليم الأخضري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 46
افتراضي

جزاك الله خيرا اخي عبد الله على ما خطته يمينك
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 Jan 2018, 10:38 PM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي

مقال هادف نافع، لو أن كل أحد يعمل بما فيه لما وجدت النفرة بين العلماء ومن دونهم، ولاستقامت أحوال الناس، جزاك الله خيرا أخي عبد الله وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 Jan 2018, 10:48 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

أحسن الله اليك اخانا الفاضل أبا أحمد و جزاك خيرا على هذا المقال الهادف
جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 15 Jan 2018 الساعة 08:43 AM
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 14 Jan 2018, 11:29 PM
أبو أمامة حمليلي الجزائري أبو أمامة حمليلي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: مدينة أبي العباس غرب الجزائر
المشاركات: 409
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري
افتراضي

بارك الله فيكم .
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 14 Jan 2018, 11:35 PM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي عبدالله و بارك الله فيك على هذا الجمع المفيد الطيب
( ذاك الشبل من ذاك الأسد)

التعديل الأخير تم بواسطة نسيم منصري ; 14 Jan 2018 الساعة 11:45 PM
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 15 Jan 2018, 07:27 AM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

جزاك الله خيرا أبا أحمد
مقال طيب نافع نفعنا الله به علما الأعظم من ذلك عملا
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 15 Jan 2018, 07:34 AM
أبو عبد الرحيم أحمد رحيمي أبو عبد الرحيم أحمد رحيمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 222
افتراضي

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 15 Jan 2018, 08:43 AM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا - مقال طيب جاء في وقته -
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 15 Jan 2018, 09:33 AM
عبد الله سنيقرة عبد الله سنيقرة غير متواجد حالياً
عفا الله عنه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 268
افتراضي

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم إخواني على مروركم .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, نجوم الأرض, مسائل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013