كتب التكفير هي كتب سيد قطب وأمثاله لا كتب أهل العلم الموثوقين
الحمد لله رب العالمين،وصلى الله وسلم على ننبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن من طرائق أهل الأهواء لبس الحق بالباطل،وتنفير الناس عن دعوة أهل السنة بالأكاذيب والباطل،والسكوت عن أهل البدع والأهواء،ومن أمثلة ذلك ما يفعله بعض الكتاب اليوم من كتبة الجرائد -الذين يدعون لأنفسهم التحري والمصداقية والحياد -من رمي للأبرياء بما هم برءاء منه،حيث ادعى بعضهم أن كتب الأئمة كابن حجر والنووي وابن عبد الوهاب تخالف المرجعة الدينية الوطنية ويستغلها داعش في تكفيرهم،وقد فند مشايخنا الأكارم وإخواننا أصحاب هذا المنتدى المبارك شبهة القوم بنقول جميلة، وكلام متين يستفاد منه في محله،ولكني ألفت الانتباه لأمر يميز القوم وهو الساكت عن أهل الباطل، وعن الكتب التي تنضح بالتكفير التي تغذت منها عقول فئام من الناس فأنتجت لنا داعش والقاعدة وغيرهم من طوائف الخوارج الذين يكفرون المسلمين ويستحلون دماؤهم،وهذه الكتب وللأسف الشديد تنتشر في مساجدنا بل وتدرس في بعضها ويعتمدها كثير من الأئمة ويستدلون بما فيها،لكن لا أحد ينادي بضرورة عزل تلك الكتب وتوقيف رواجها وتحذير الناس منها.
ومن الأمثلة البينة على هذا النوع من الكتب ما كتبه سيد قطب الذي ألهم جماعات التكفير المعاصرة في صراعها مع الحكومات ورفع السلاح وتكفير المسلمين،وهذا باعتراف رموز تلك الجماعات أن المحرك الدافع هو القراءة في كتب هذا الرجل الذي حمل في طياته رمي المجتمعات بالجاهلية وأنه لم يبق إسلام في الدول التي تنتسب لهذا الدين،مع تلميع مسألة الحاكمية على حساب دعوة الأنبياء والمرسلين في دعوة الناس لعبادة الله وحده لا شريك،فجعل سيد قطب محور دعوته هو تهييج النفوس واستعدادها للانعزال عن أممهم ثم القيام بالتكتلات السرية والاجتماعات الخفية،وبعدها محاولة قلب النظام ولو بالقتل والتخريب والتعدي على الممتلكات،فسار هؤلاء الدواعش حذو القذة بالقذة على طريقة سيد قطب منفذين فكره العفن الذي جنى على أمة الاسلام الويلات والدمار الشامل.
فهذا معاشر الإخوة مثال عن حال القوم في التكتم عن الانحراف والمنحرفين،وجمع قواهم في التصدي لدعوة الحق وأهله،ولكن الله لهم بالمرصاد،والله غالب على أمره،ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسن نسيم ; 10 Feb 2017 الساعة 12:07 AM
|