جزاك الله خيرا اخونا الكريم أبا زاخر ، و شكرا على الموضوع المهم الذي يحتاج فعلا الى عناية خاصة و تسليط اكبر قدر ممكن من الاهتمام من الجميع ، لأن الضرر إستفحل خطره و اتسعت رقعته خاصة في ظل كثرة إعجاب و إغترار كل ذي رأي برأيه و عدم الاستماع للناصحين من طلبة العلم أو العلماء ، إلا من رحم ربي ، و استسمحك بإدراج خطوة تسبق وصف العلاج ، ألا و هي معرفة العلة و المرض أولا حتى يعطى الدواء المناسب ، فلكل صادق مريد يسعى للإصلاح من حاله و نفسه وصفة نفيسة للوقوف على العيوب و معرفتها وحافزا للمضي قدما بإذن الله لمعالجتها ، للامام ابن قدامة المقدسي رحمه الله بعنوان :
من أراد الوقوف على عيوب نفسه فله في ذلك أربع طُرُق:
الطريقة الأولى:
أن يجلِسَ بين يدي شيخٍ بصيرٍ بٍعُيوبِ النفس يُعَرِّفُه عيوب نفسِه وطُرُقَ علاجها، وهذا قد عزَّ في هذا الزمان وجودُه، فمن وقع به فقد وقعَ بالطبيب الحاذق، فلا ينبغي أن يُفارِقَه.
الطريقة الثانية:
أن يطلُبَ صديقًا صدوقًا بصيرًا متدينا ويُنَصِّبَه رقيبًا على نفسِه لينبِّهه على المكروه من أخلاقِه وأفعاله.
وقد كان أميرُ المؤمنين عمرُ بنُ الخطَّاب رضي الله عنه يقول: ((رحِم الله امرءًا أهدى إلينا عُيوبَنا)).
وقد كان السلف يحبون من ينبههم على عيوبهم، ونحنُ الآن في الغالب أبغضُ الناسِ إلينا من يُعرِّفُنا عيوبَنا.
الطريقة الثالثة:
أن يستفيدَ معرفةَ عيوبِ نفسِه من ألسنةِ أعدائه، فإنَّ عين السُّخط تبدي المساوئ، وانتفاعُ الإنسانِ بعدُوٍّ مُشاجِرٍ يذكُرُ عيوبَه أكثرُ من انتفاعِه بصديقٍ مُداهنٍ يُخفي عنه عيوبه.
الطريقة الرابعة:
أن يُخالِط الناس، فكل ما يراه مذمومًا فيما بينهم يجتنبُه .
[ مختصر منهاج القاصدين (١٥٦)]
|