بِسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد ...
فهذه نصيحة أقدمها لإخواني أهل الجزائر ثبتهم اللّه على السلفية الخالصة .. نصيحة من أخ مقصر أسأل اللّه أن يعفو عني وعن جميع إخواني .. نصيحتي في الثبات على المنهج الحق .. منهج النبوة الذي سار عليه النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة وأئمة هذه الدعوة المباركة .. المنهج السلفي ، الخالص من براثن الحزبية المقيتة أصحاب التجمعات الخفية والتنظيمات السرية والتكتلات المريبة والعصبية النتنة التي حذر منها الرسول صلى اللّه عليه وسلم بقوله ( دعوها فإنها منتنة ) .. فالحذر الحذر من أمثال هؤلاء فوالله ما جرُّوا على دعوتنا إلا الويلات وكم عانينا منهم أشد المعاناة ولا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ، فتنبهوا رعاكم اللّه من هذا المنهج المنحرف – منهج الحزبية – فلا تغتروا بالمظاهر .. ولا تغتروا بالعبارات الرنانة والمقولات المزخرفة ( ويشهد اللّه على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل واللّه لا يحب الفساد * إذا قيل له اتق اللّه أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد * ).. فتنبهوا إخواني وعليكم بأمركم العتيق .. ما كان عليه أئمتكم وما ساروا عليه .. وقد شُهِد لهم بالعلم والإمامة .. وقِفوا حيث وَقَفوا.. فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا .. فالزموا غرزهم .. ولا تحيدوا يمنة ولا يسرة .. فإن الحي لا تأمن عليه الفتنة .. ولم يكِل اللّهُ عباده المؤمنين إلى أنفسهم بل جعل اللّه من يخلف هذا الدين من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين .. يذبون عن سنة خير المرسلين .. وما عُرفوا إلا بالاستقامة والديانة .. مجاهدون أكبر جهاد .. جهاد أعداء السنن .. وقطاع الطريق – الطريق بين العبد وربه ، ومنهجه المستقيم - .. فثارت عليهم أعداؤهم .. فرموهم بالتهم وما هم منه براء .. ولكن كما قيل : ركضة في جبل فهل لها أثر .. فوالله ما أثّرت فيهم تلك الطعونات .. ولا تلك التهم .. بل ما زادتهم هذه الطعونات ولا تلك التهم إلا بصيرة بالقوم .. فاحذروهم وحذروا منهم .. ولا تألوا جهدا في التحذير منهم .. فإنهم السم القاتل والداء العضال – أعني الحزبية المقيتة- فما عُرفتم إخواني إلا بالعلم والصلاح فكونوا عند حسن ظن إخوانكم بكم ولا تخيبوا آمال إخوانكم فيكم .. وانصحوا لإخوانكم ومن هو تحتكم من طلبة العلم وحذروهم ونفِّروهم وعرِّفوهم بِخِلال القوم لكي ينشأ الناشئ على بغضهم .. والحليم تكفيه الإشارة .. هذا وأسأل اللهَ أن يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل وأن يثبتني وإياكم على هذا الخير الذي أقض مضاجع القوم .. وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
تمت كتابة هذه النصيحة ليلة الخميس 19 من ذي القعدة 1428 هـ الموافق 28/11/2007م
( ويشهد اللّه على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل واللّه لا يحب الفساد * إذا قيل له اتق اللّه أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد * )