منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 Jan 2018, 06:42 PM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي هذه بعض المسائل متنوعة أجاب عنها فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري حفظه الله تعالى و رعاه

بســــم الله الرحمــــن الرحيــــم

السلام عليــــكم و رحــــمة الله و بركــــاته

فهذه بعض المسائل متنوعة أجاب عنها فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري حفظه الله تعالى و رعاه.
نسأل الله أن ينفعنا بها و يجعلها في موازين حسناته.



46 - السؤال :

هذا يسأل: كيف يكون الأدب في السؤال عن أحوال بعض الرجال، بحيث نرى أن بعض الناس يسألون في كل مكان في الطريق وفي الجامعات وفي المصعد وأمام الناس يسألون المشايخ هكذا هنا وهناك، جزاكم الله خيرا.

الجواب :

أفردت كلمة في هذا الجامع أيضا قبل سنوات بعنوان "أدب السؤال" وكيف تسأل، وإذا ما سألت وإما نقلته هناك في ذلكم اللقاء كلاما للحافظ بن حزم -رحمه الله- في الأخلاق والسير ومنه أنه يقول "إذا سألت فاسأل تفقها لا تعنتا"، يجب أن تراعي الآداب في السؤال، وأهل العلم -رحمة الله عليهم- قد بينوا هذا في مؤلفاتهم ومصنفاتهم، عندما يذكرون آداب طالب العلم، وآداب طالب الحديث أيضا، يذكرون جملة من الآداب، ويعتنون أيضا بمسألة أدب السؤال، فلا تضجر، لكل مقام مقال، يمشي ورائك يا شيخ ما رأيك في فلان وعلان، وهو في الخلف يسجل بالخفية، حتى ماذا يفعل هل يريد لنفسه؟ وإلا يريد بعد ذلك ما أن تنتهي من الجواب يعطيك ظهره مباشرة عبر وسائل التدابر والتشاحن والتقاطع الذين يقولون عنها أنها "وسائل التواصل الاجتماعي" هي تدابر صارت، أوردت المشاكل بين الناس والكذب والاستياء بعضهم على بعض أليس كذلك؟ هذا معاصر معايش ولا لا؟ موجود؟ موجود.

هل فعلا أنت تريد أن تسأل لوجه الله؟ هل فعلا تريد؟ لو كان فعلا هذا الطالب يسأل لوجه الله ديانة؛ لتحرى طريقة السؤال، ومكانه ووقته، حتى يجاب جوابا يتدين لله به أليس كذلك؟

يا اخوتاه لا نجعل أفعال بعض إخواننا سبة على هذا المنهج الطاهر النقي هذه الدعوة المباركة السنية السلفية الطاهرة النقية المبرأة من الأحقاد والضغائن والقلاقل هذه دعوة النبي-صلى الله عليه وسلم-، احفظوها، حافظوا عليها، اتقوا الله-جل وعلا- فيها، لا تشوهوها، لا تذمروا الناس منها، ومن أهلها، اتقوا الله يا جماعة الخير في هذه الدعوة، لا نكون معاول هدم، نأتي على هذه الدعوة، احترموا هذه الدعوة، قوموا بحقها، اتقوا الله في مشايخها، وعلمائها، وطلبة العلم فيها، ما هذا التناحر ودابر!! كأنه صارت عند كثير من الناس الآن سلفي يعني تناحر، يعني تدابر، يعني تنابز يعني كذا، هكذا صارت كثير من الناس من العامة والدهماء، تشوه هذه الدعوة النقية الصافية الرحيمة تشوه في أذهان كثير من الناس بسبب من؟! بسبب بعض السفهاء وبعض الرويبضات المنتسبين إليها، صحيح؟! سبحان الله -العلي العظيم- تسمع عجبا وتقرأ عجبا هل هذا من دين الله؟! أقسم برب السماء والله وبالله وتالله هذه اليمين المغلظة لا أكفر عنها، والله إن هذا ليس من شرع الله، وليس من هدي رسول الله، وليس من الدعوة السلفية في شيء، ولو لبَّست هذا الأمر ألف عباءة، لا يمكن أن يكون هذا من دين الله، اتقوا الله في أنفسكم يا اخوتاه اتقوا الله في هذه الدعوة احترموها أين الرفق؟! أين اللين؟! أين الرحمة؟! أين العطف؟! أين نشر المودة؟! أين نشر المحبة؟! أين نشر الألفة بين الإخوة بعضهم بعضا؟! أين إظهار بياض هذه الدعوة النقية؟! أين إظهار صفاء هذه الدعوة ووضوحها للناس؟! هل معنى الصفاء والوضوح هو تدمير الغير حتى تتوضح؟! هل معنى الصفاء والنقاء أن أقتل أخي وأطعن في أخي الذي معي صباح مساء عقيدة ومنهاجا، حتى أقول أني من الواضحين، ومن الأنقياء والأصفياء؟! من قال هذا؟ لا يقول هذا إلا دسيسة دخيل على الدعوة ليس منها، أجنبي عنها، ما عرفها ولا شم رائحتها.

في زمن من الأزمان ووقت من الأوقات هذه الدعوة المباركة اكتسحت الارض شرقا وغربا، بفضل الله أولا، ثم بتمسك طلبة العلم والدعاة الذين حملوا هذه الدعوة شرقا وغربا شمالا وجنوبا، لك أن تنظر مثلا، هذا الإمام المحدث مقبل الوادعي -رحمه الله وغفر له- خرج وهو خريج وطالب في الجامعة صحيح، رجع إلى بلده معلما، مبينا ناشرا السنة، مبينا للناس، معلما الناس الخير، معتصما بها، معتزا بها، نفع الله به تلك البلاد من أهل بلده ومن غيرها من الأقطار، قد سمعت كلمةً من فم شيخه الإمام المحدث الالباني -رحمه الله- من فم الألباني إلى أذني بلا وسيط، وكنت أمام الشيخ وهو يجلس على كرسي وأنا تحته في مجلس جمعنا بالشيخ -رحمه الله- في المدينة المباركة هذه وسأله السائل فقال شيخ من أي البلاد أنت؟ قال من اليمن، فقال كيف الشيخ مقبل؟ فقال الحمد لله يدرس وذكره، قال نِعم الشيخ، نِعم الطالب كان، ونِعم الشيخ هو، نعم الطالب كان لما كان يدرس، ونِعم الشيخ هو أي الآن، هذا أنموذج واحد، ومثله كثير طارت الناس في الآفاق بلاد الهند والسند وغير ذلك والباكستان شرق وغرب نشروا هذه الدعوة المباركة، كانوا إذا اجتمعوا في مواسم الحج والعمرة مثلا من هذه البلاد وتلك البلاد كأنهم على قلب رجل واحد يتباحثون ويتدارسون ويتناقلون ويتناقشون، ويقومون على قلب رجل واحد، لا إحن ولا قلاقل ولا فتن، إذا ما سئل الشيخ في المشرق عن شيخ في المغرب ذكر أخاه وأثنى عليه خيرا وعرَّف أهل بلاده به، وهكذا كذلك، وذاك في ذاك.

وهكذا بارك الله فيكم، اكتسحت هذه الدعوة المباركة البلدان لا حدود تمنع ولا جوازات تقطع، صارت وطارت حتى إن بعض الدول اكتسحت الدعوة السلفية كل بيت فيها في الغالب الكثير، قلَّ ويندر أن تجد بيتا لا دعوة فيه للسلفية، ومعظم شباب تلك البلاد في ذلك الزمان كانوا على السنة وعلى هذه الدعوة المباركة، حتى دخلت الفتنة! ومن تلك البلاد بلاد الجزائر، حتى وقع فيها ما وقع، نعم ونذرَّت هذه الفتن بقرنها وظهرت، ففعلت ما فعلت في أوساط الناس، ولكن ولله الحمد الدعوة فيها بخير الحمد لله.

المقصد هكذا كانت الناس، وهكذا كان الأشياخ، والله رأينا وجلسنا وسمعنا من أشياخنا وتربينا على أيديهم، ورأينا كيف كانت الألفة بينهم، جاء من الشرق جاء الغرب من الشمال، من الجنوب، إخوة متحابين وطلبة متآخين على السنة لا شقاق، ولا تمزيق، ولا إغارة صدور.

بل أذكر لكم في مجلس من المجالس لشيخين عظيمين من أشياخنا وهو شيخنا العلامة محمد أمان-رحمه الله- وشيخنا العلامة علي بن سنان-رحمة الله عليهم جميعا-، كنا في مجلس عام، وهذا من يعني تأديب وتربية المشايخ لأبنائهم الطلاب، كان شيخنا -رحمه الله- الشيخ محمد أمان يُعنى بطلابه، وكذلك المشايخ الأخرين، لكنه كان أحيانا يقول يعني في أوقات المناسبات أو وقت يكون مناسب ليس حرا شديدا يقول لو نطلع مع الطلبة والإخوة طلاب الحلقة، يعني للنزهة، فيطلب مني ومن بعض الأخوان أن ننسق، فنخرج يخرجون في البر أو غيره ليس من باب لعب وما أدراك، إنما حتى هذة النزهة والترفيه ترفيه علمي فيه مودة كأب مع أبنائه.

ففي إحدى اللقاءات -بارك الله فيكم- ظهرنا إلى مكان، وأفطرنا سوية، في ذلك المكان مع شيخينا الشيخ محمد أمان والشيخ علي بن سنان -رحمهما الله- والطلبة، قال لي الشيخ شوف طلاب الشيخ علي بن سنان كمان يأتون معنا، طلاب الشيخ علي بن سنان طلاب الشيخ محمد أمان، قالوا صفوا صفين قالوا احنا اثنين، فيعني طلبة موجودين الذين يجلسون إلى هذا ويجلسون إلى هذا وإلى ذلك من مشايخ السنة.

المهم بارك فيكم ظهرنا إلى ذلك المكان وبعد الإفطار كانت يعني جلس يعني عامة هكذا مع الشيخين وثمة بعض الأسئلة المطروحة بأدب واحترام، فسأل سائل وأنا أعلم رأي شيخينا شيخ محمد أمان أعرف رأيه وأعرف رأي الشيخ علي بن سنان في مسألة، وهي مسألة الكلام في مسألة العذر بالجهل، فشيخنا الشيخ محمد أمان ينتصر لها، ويقررها بل من قوة تقرير شيخنا-رحمه الله- إبان دراستنا عليه، وإكثاره من الكلام في هذا يعني عندما تأتي المناسبة، كنت أظن أن الخلاف هي خلاف يعني ضعيف، فكان ينتصر أعرف هذا، وأعرف من شيخنا الشيخ علي بن سنان -رحمه الله- أنه على خلاف هذا القول، أنظر هذا الآن على خلافه.

سأل سائل في المجلس شيخنا الشيخ محمد أمان عن هذه المسألة تعرف حتى من قديم في من يثير الفتن، موجود يعني لا تقل ذاك الوقت كان وقتا طاهرا! لا، فأجاب الشيخ رحمه الله جوابا بما كنا نسمعه في المسجد النبوي وغير ذاك في الدروس، وشيخنا الشيخ علي بن سنان، ساكت ما يتكلم بحرف، أتى على السؤال وأتى على الجواب ثم سؤالات أخرى وكذا سؤال وجه للشيخ علي بن سنان يجاوب، وشيخنا محمد أمان لا يتكلم وهكذا، حتى مضى يعني وقت محدد قام الشيخ محمد يتجول في هذه المزرعة، وقام معه بعض الطلاب استاذن الشيخ علي بقي الشيخ علي قالوا تمشي؟ قال لا أنا أجلس فجلس، فسأل سائل الشيخ علي بن سنان -رحمه الله- سؤالا نفس السؤال ذاك، هذا ما هو سعي فتنة ولا مو سعي فتنة؟ لأنه كان موجودا وسمع الجواب، لكن والله يعلم ما يبيتون.

فسئل الشيخ أجاب بما يعتقد قال له بعد ذلك يا شيخ لما في ذاك الوقت، قال السؤال ما كان وجه لي للشيخ محمد أمان، مو لي وأنا أسكت، شوف الأدب، ما قاطع يا شيخ لا، ولكن ومجادلات ومناكفات، هذا درس عملي بارك الله فيك.

يجلسون ويتناقشون ويتباحثون يرى الشيخ محمد أمان -رحمه الله- الشيخ علي بن سنان من العلماء الذين يُدرس عليهم ويجلس إليهم، وما وصفه بأنه أيش؟ تكفيري، والشيخ علي بن سنان -رحمه الله- يرى أن الشيخ محمدا عالما من علماء السنة، يجلس إليه، ويدرس عليه ويوصي به ولا يراه مرجئ مرجئيا، واضح؟!

فرق بارك الله فيك هذه موازين أهل العلم هذا الفرق بين أهل العلم وبين أهل الجهل، إلى غير ذلك من الحوادث الكثيرة والشهيرة بارك الله فيكم التي رأيناها وسمعناها بأم رأينها بأم أعيننا سمعناها بأذاننا، ما حدث مثل هذا الذي يحدث، إلا لازم تقول إلا أمشي إلى بيتك أطرق بابك أيش هذا؟ هذه رحمة؟ ولا صار عذابا حتى إن بعض الناس يكتم إيمانه ليدفع الشر عن نفسه، وقالة السوء نسأل الله العافية والسلامة.

على كل حال بارك الله فيكم لماذا أقول راجعوا تراجم العلماء واقرؤوا في سير أئمة السنة، واعلموا كيف كانوا رحمهم الله، وفي هذه القراءة فوائد عديدة من علم تحصلونه، وأدب تنظرون اليه، ومعاملة يتعامل بها بعضهم مع بعض، كثير من الناس حُرم ما رأى ولا جلس إلى كثير من أولئك العلماء رحم الله الميت وحفظ الحيّ، ولكن لعلك تدرك شيئا من ذلك من بعض الأحياء نسأل الله أن يحفظهم وتطعِّم بقراءة في تراجم الأئمة رحمة الله على الجميع وفق الله الجميع لما فيه رضاه صلى الله على رسول الله وآله وصحبه وسلم.




47 - السؤال :

هذا سائل يقول: ما هي النصيحة لمن يحضر دروس المشايخ لكنه لا يراجع الدروس، يقول سأراجع في العطل؟

الجواب :

أنا أرجع فأقول راجع تراجم الأئمة بالله، راجعوا وقرأوا في سير العلماء هل عندهم مثل هذا الكلام، أنه لا يراجع سميتها مراجعة أو سميها عندهم كان السلف يقولون المذاكرة، هل عندهم هذا في الإجازات وفي العطل؟ وما الذي أدراك أنك ستبقى حتى العطلة، هل أنت ضامن أنك ستعيش وتبقى حتى الغد أو المساء أو حتى بعد ساعة أو حتى بعد لحظة؟! (وما تدري نفس ما تكسب غدًا وما تدري نفس بأي أرض تموت) ما تدري أنت عن نفسك، هذا كلام أهل التسويف.

النصيحة – بارك الله فيك – أن تراجع وأن تجعل لك وقتًا وتحدد وتقسم وتنظم يومك وليلتك بين الدرس والمذاكرة والمراجعة والحفظ ودرس الجامعة إن كنت من طلاب الجامعة وغير ذلك، والنوم له وقته والأكل له وقته والدراسة لها وقتها اعط كل حق حقه، أما أن يمشي اليوم كله في الذهاب والإياب والقيام والقعود والكلام ثم يقول لما أرجع في العطل، فإذا جاءت العطلة نفس الموضوع استمر معه، في القيل والقال والثرثرة والكلام الفارغ، فلا حصَّل ولا راجع ولا ذاكر ولا في العطلة كذلك، نسأل الله السلامة والعافية، بل لعله إذا ذهب إلى بلده يتكثر قال الشيخ فلان قال شيخنا فلان، سمعنا شيخنا فلان، وقال الشيخ فلان والله أعلم هل قال الشيخ هذا أو ما قال يفتات قد يكذب، وكثير الذين يكذبون صحيح؟! كثير لا كثرهم الله، كثير الذين يكذبون، اقرأ أنت الآن شوف ما يكتبه الناس، والحمد لله أن الله عافاني من هذه الأشياء، أقول لكن تسمع الناس يكتبون، هل فعلا الشيخ فلان قال؟ لا ما قال، يا شيخ هل قلت، لا لم أقل، لماذا هذا الكلام وهذا التزوير؟ وهذا الافتيات، أو تظن أنه عندما تقول أن الشيخ فلان أو شيخنا فلان قال كذا أن هذا يزيدك قربًا من الله؟! تقربك الأعمال الصالحة –لا حول ولا قوة إلا بالله.




48 - السؤال :

هذا يسأل ما هو العلاج فيمن وجد من نفسه حب التصدر ؟

الجواب :

من ابتلي بمثل هذا الداء العظيم والوبيل -نسأل الله السلامة والعافية-، يحتاج منه إلى مجاهدة عظيمة، من أوائل ما يستعين به المرء لعلاج هذا الداء الخسيس والدسيسة الخبيثة؛ الضراعة إلى الله، والالتجاء إليه، والانطراح بين يديه، وسؤال الله تعالى أن يعافيه من هذا البلاء، ومن هذه الأدواء، ويكثر الإلحاح على الله بذلك، ويتحين أوقات الإجابة، {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} فهو جل وعلا قريب من عباده، يجيب دعوة الداعين، فألظ بالدعاء، وأكثر منه، أقول هذا الداء يرفعه الله جل وعلا إذا ما أكثرت من دعاءه واللجوء إليه جل وعز.
الأمر الثاني: التفكر والتدبر، على ماذا تفخر؟ تفكر في نفسك على ماذا تفخر؟ وتبحث عن الزعامة! على ماذا! على دنيا تصيبها! فهذه الدنيا التي تسارع إليها لا تمد يدك إليها إلا وتجد من أهل الدنيا من سبقك بأميال، وإذا جمعت منها دينارا، فقد جمع منها غيرك ألف دينار، ومن جمع منها ألف دينار، فقد جمع غيره مئات آلاف الدنانير، فلا تجد راغبا في الدنيا إلا وتجد غيره وآلاف سبقوه إليها وزاحموه عليها، فتفكر أن هذا التصدر وهذا الداء؛ إنما ينقص من قدرك وقيمتك، وقربك من الله، وقد يكون سببا في إحباط عملك، نسأل الله السلامة والعافية.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله في الوابل: "رب طاعة أدخلت صاحبها النار، ورب معصية أدخلت صاحبها الجنة"، ثم بين ذلك رحمه الله أن رب طاعة أدخلت صاحبها النار، أن المرء يرى من نفسه أنه قد أتى بحق الله، وأنه قائم بطاعة الله، وأنه قد أطاعه، وأنه وأنه، يتفاخر، ويتكبر، ويستعلي، ويرى على الله منة، نعوذ بالله من ذلك، فلا يزال به الشيطان حتى يبعده عن القربات والطاعات، بل لعله عن الفرائض والواجبات، يتعاظم بما أتى به من طاعة فتكون سببا والعياذ بالله في نكوله وانتكاصه ويجر على وجهه في النار.

ورُبَّ معصيةٍ قام بها عبدٌ أو أتى بها عبدٌ فلا يزالُ يتوب من الله منها، ويراها نُصْبَ عينيه وكُلَّما تفكرها زاد من الله قُرباً، وإليه إنابةً، وإليه -جل وعلا- توبةً، ويُكثِرُ من الطاعات، ويُكثِرُ من الحسنات ويُسارِعُ في الخيرات فلا تزالُ بِهِ وقد تاب منها لكنه لازال يتذكرها فيزداد طاعةً بعد أخرى حتى تكون سبباً في دخوله جناتِ عدن، فلماذا هذا التصدر وحب الزعامة واللَهَثِ وراء أوساخِ الدنيا؟!

فهذا الأمر يحتاج إلى جهادٍ عظيم -بارك الله فيكم-.

كذلك من الأمور المهمة في هذا النظر في سيرِ وتراجم أئمة السُّنَّة وعلماء الحق، كيف كانوا متواضعين لله؟ كيف كانوا قائمين بأمر الله؟ كيف كانوا يبتعدون كل البعد ويهربون كل الهرب من الظهور وحب الزعامة والرئاسة وأن يُشارَ إلى أحدِهِم بالبنان يتقون ذلك ويحاربونه أشد الحرب، تأمل في تراجم العلماء واقرأ في سيرِهِم واعرف مقامكَ من هذا، وثِق تماماً لا يحرص على الزعامة إلا جاهل، لا يحرص على الزعامة والتصدر إلا واللهِ إنَّهُ جاهِلاً بالله، غارِقٌ في الجهلِ ولو ادعى أنَّهُ عالِمٌ ويعرِفُ العلم، فهذا ما قاده العلم للعمل المُنجي -نسأل الله السلامة والعافية-.




49 - السؤال :

هذا سؤالٌ بمعنى السابِق: يعني الذي يتَّبِعُ الهوى ويُحِبُ الرياسة كيف يُعَان مِن قِبَلِ غيرِهِ على التوبة، وكيف يتحصن طالِب العِلم مِنْ ذَلِك؟

الجواب :

قد أجبنا على هذا ومن ابتُلِيَ بِمثلِ هذا فيعينُهُ أخاه بالتي هي أحسن للتي هي أقوم، (المُؤمِنُ مِرآةُ أَخيه) كما قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- بما أخرجه أبو يعلى في المُسند وغيره وهو حديثٌ حسن، (مِرآةُ أخيه) كُن مِرآةً حقيقية لا فضَّاحَة! هذه بلية أُخرى والبلايا كثيرة -بارك الله فيكم-.

مِثلَ هذه الأدواء والدسائِس سُبحَانَ الله! كُتُبُ الآدابِ التي ألَّفَهَا أئِمة السُّنَّة كالبُخاري وغيره وغيره... أين نحن مِنها؟! فيها ذِكرُ كثير مِن الآدابِ النبوية التي نرى أنَّ كثيرًا مِنَ النَّاسِ أو كثيرٌ مِنَّا قد ترك جُملَةً مِن هذا الهدي النبوي الشريف، فوقعنا في هذه العظائِم والبلايا، وجاءتنا المشاكل زُرَافات وإحدانا، أخٌ يعرِفُ مِنْ أخيه أنَّهُ كانَ على معصيةٍ أو كان على اِنحِرافٍ سابق أو كان على ضلالٍ سابق أو كان ما كان في سابِقِ أمرِه بعد أن تاب وأناب واستقام تَجِدُ أنَّ البعض يُعيِّرُ أخاه بسابِقِ أمرِه! ما هذا الخُلُقُ الخسيس؟ أن تُعيِّرُ أخاك بما كان عليه سابِقاً وقد تاب وحَسُنت توبَتُه وصدق في توبَتِه مالَكَ ولِهَذا؟ وقد لا يُظهِرُه ابتِدءاً يكونُ صحيباً له وصديقاً له فما أن تحصل بينهما وحشة نعرِفُ هذا كان قديماً كان قد يفعل وكان قد فعل، أيش هذا؟! هذه خساسة ودناءة وقذارة، واللهِ ما تصدُرُ إلا مِنْ إنسانٍ قَذِر النفس، تُعيِّره بِسابِقَتِه؟ أو ما علِمتَ أنَّ الإسلامَ يَجُبُّ مَا قبله؟ أو ما علِمت أنَّ التوبَة تَجُبُّ مَا قبلها؟ أو ما علمت أن الله تعالى يقول: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 70] فأنت تعيره بها على ماذا؟ ولو قلبنا كما قلنا الدفاتر لوجدنا طوام عندك وبلايا وخزايا يستحي منها الحر.

هذا بلاء – بارك الله فيكم – أما هذا موجود؟! موجود ويكتبونه وينشرونه كان وكان قديمًا وفعل وفعل أعوذ بالله أعوذ بالله -نسأل الله السلامة والعافية-.

طهِّر يا بني نفسك من هذا الدرن وهذا الخبث طهر جاهد نفسك، لا تجعل حظ النفس هو المقدم، اجعل الحق هو المقدم ولو على نفسك، لا حول ولا قوة إلا بالله من هذه البلايا.




50 - السؤال :

هذا سائل يقول: كيف يفعل من نقض وضوءه في صلاة الجمعة، إذا رجع هل يصليها ظهرًا أو جمعة ركعتين يعني ؟

الجواب :

إذا انتقض وضوءه لصلاة الجمعة الواجب عليه أن يخرج من الصلاة فيتوضأ ويرجع فيصلي مع الجماعة يصليها جمعة، لا أن يستمر وهو يعلم أن وضوءه منتقض، من علم وأتم الصلاة وهو غير متوضأ أو انتقض وضوءه وهو يعلم ذلك هذا على خطر عظيم، يخشى عليه من المروق من الدين؛ لأنه استباح عبادة يشترط لها الطهارة، (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ) انتبه!

فهذا إذا ما فعل يخشى عليه أنه يستبيح وهذه الاستباحة خطيرة، فإذا كان انتقض وضوءه الواجب أن يخرج من الصف ولو كان خلف الإمام، لا عيب في هذا ولا حرج في ذلك، فلست في أول من انتقض وضوءه ولن تكون آخرهم، والهدي والسنة في هذا معروف، تخرج تتوضأ وترجع فتصلي، أما إن صليت مع الناس ثم بعد ذلك علمتَ أن وضوءك قد انتقض ولم تشعر به في أثناء الصلاة ولم تذكره في أثناء الصلاة فارجع وصلِّها ظهرًا، لأن الجمعة قد فاتت أعني الصلاة صلاة الجمعة، إلا إذا كان ثمة مسجد قائم آخر يصلي الجمعة يمكن أن تدركه فاذهب وصلي معهم.




51 - السؤال :

هذه سائلة تسأل أنها أم لولدين الأول عمره أربع سنوات، والثاني ثلاث سنوات، وأنها الآن في بداية حمل جديد لكن زوجها يريد إسقاطه، وحجة هذا الزوج أنه لا يريده، لا يريد هذا الحمل، فما هي النصيحة لنا مع العلم أنه غضبان.


الجواب :

الجواب لمثل هذه الاخت السائلة ونقول لزوجها الغضبان: لماذا تغضب؟! وقد منَّ الله عليك بالذرية، ولماذا تزوجت إذا كنت لا تريد الذرية؟! ولماذا أسست اسرة وكيان إذا كنت لا تريد الذرية؟!

لا تغضب بل الواجب عليك أن تفرح، وأن تحمد الله على هذه النعمة وأن تشكره، وأن تحافظ على تربية أهلك وولدك وزوجك، وأن تنشئ أسرة صالحة، لا يجوز له الغضب هذا أمر قدره الله وكتبه، أما طاعته في الإسقاط فلا تجوز، لا يجوز له أن يطلب هذا ولا يجوز لها أن تطيعه في ذلك، إن غضب الليلة أو اليوم سيرضى غدا، وإن شاء الله أنه رجل مؤمن يؤمن بقضاء الله وقدره، وأنه جاءته نزوة من الشيطان ونزغة منه فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا يقدم على مثل هذا العمل.


يتبع إن شاء الله.........

الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 46 - كيف يكون أدب السؤال للعلماء عن احوال الرجال.mp3‏ (4.97 ميجابايت, المشاهدات 812)
نوع الملف: mp3 47 - ما هي النصيحة لمن يحضر دروس المشايخ لكنه لا.mp3‏ (1.67 ميجابايت, المشاهدات 765)
نوع الملف: mp3 48 - ما هو العلاج فيمن وجد من نفسه حب التصدر؟.mp3‏ (1.58 ميجابايت, المشاهدات 772)
نوع الملف: mp3 49 - كيف يعان من ابتلي بحب الرياسة على التوبة.mp3‏ (1.00 ميجابايت, المشاهدات 791)
نوع الملف: mp3 50 - كيف يفعل من انتقض وضوءه في صلاة الجمعه.mp3‏ (612.9 كيلوبايت, المشاهدات 740)
نوع الملف: mp3 51 - زوجها يريدها أن تسقط الجنين.mp3‏ (612.1 كيلوبايت, المشاهدات 750)
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013