منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27 Aug 2019, 08:56 PM
أبو حذيفة عبد الحكيم حفناوي أبو حذيفة عبد الحكيم حفناوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2018
المشاركات: 214
افتراضي تنبيه الجماعة بما جاء في صوتية جمعة من غلط وشناعة




تنبيه الجماعة بماجاء في صوتية جمعة من الغلط والشناعة

الحمد لله الكبير المتعال، ذي القوة والجلال، أحمده أن هدانا لأقوم الخصال، وجنبنا طرق الغواية والضلال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، نهى عن الظلم وبين عاقبته في الحال والمآل، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله القائل: "من قال في أخيه ماليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال" صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله عدد الحصى وحبات الرمال، أما بعد:
فقد استمعت -كما استمع غيري- إلى صوتية لعبد المجيد جمعة - هداه الله - ضمنها كلمات وعبارات تستدعي وقفات وتعليقات، لما فيها من التجني على عباد الله، واتهامهم بما هم برآء منه، والحكم على الدعاة وطلبة العلم بأبشع الأحكام، وتصويرهم بأنهم فاقدو الأخلاق والعلم والأدب.
وقبل أن نشرع في المقصود، نضع رابط صوتية جمعة حتى يتسنى للقاريء الكريم سماعها ثم نعقب ذلك بتفريغ ماجاء فيها كتابة.
https://youtu.be/fBdypkCn-u8
التفريغ:
قال جمعة: "بعد الأحداث كشفت حقيقتهم ، كشفت نواياهم ، كشف أخلاقهم، كشف مستواهم العلمي، خاصة خاصة أخلاقهم وأدبهم، روح شوف لي كانوا تكفيريين أو الحلبيين إذا كانوا يطعنوا في الشيخ فركوس؟ ها هو (كل السلفيين) اجبذ لي هات لي مقال يطعن في الشيخ فركوس؟ الآن أخطاء الشيخ فركوس يبعثوها للخارج، زيد الآن يتعاونوا حتى مع الصحفيين، لا تتصور أن الشروق كي نشرت المقال نشرت هكذا فقط -والله- كان تعاون بين مرابط وبين الصحف". اهـ
وقبل ان أشرع في التعليق على ما ذكره جمعة -هداه الله- يحسن بنا أن نُذكّر أنفسنا وإخواننا القراء -الذين يريدون الحق والعدل والإنصاف- ببعض الأمور التي قد تغيب عن أذهاننا لاسيما زمن حدوث الفتن والمحن.
الأمر الأول: أنّ الله جل وعلا جبل النفس على معرفة الحق وتصديقه ومعرفة الباطل وتكذيبه، لأنّ النفس تلك خلقت على الفطرة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- (درء التعارض 8/463): "والله - سبحانه وتعالى - خلق عباده على الفطرة التي فيها الحق والتصديق به ، ومعرفة الباطل والتكذيب به، ومعرفة النافع الملائم والمحبة له ، ومعرفة الضار المنافي والبغض له بالفطرة ، فما كان حقا موجودا صدقت به الفطرة، وماكان حقا نافعا عرفته الفطرة ، وأحبته واطمأنت إليه - وذلك هو المعروف - وماكان باطلا معدوما كذبت به الفطرة، فأبغضته الفطرة فأنكرته ، قال تعالى: {يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر}".
الأمر الثاني: الفطرة السليمة إذا أيدت بالشرع كان صاحبهما قويا في الحق قويا في الصدع به.
قال السعدي -رحمه الله- (تيسير الكريم الرحمن ص 379) عند قوله تعالى :{أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه} قال: "فالبينة: الوحي الذي أنزله الله، والشاهد: هو شاهد الفطرة السليمة والعقل الصريح".
الأمر الثالث: إذا طبع العبد على حب العدل وعلى إيثار الحق فهذه نعمة عظيمة دليل على الفطرة السليمة والتأييد الشرعي.
قال ابن حزم -رحمه الله- (مداواة النفوس ص 31): "أفضل نعم الله على العبد أن يطبعه على العدل وحبه، وعلى الحق وإيثاره"
الأمر الرابع: قد تخدش هذه الفطرة وتتأثر بمن يخالطها إيجابا وسلبا، فمتى خالطت أهل الحق والعدل أصحاب الفطر السليمة كانت كذلك، ومتى خالطت غيرهم من فتنوا ومسخت فطرهم صارت كذلك سواء بسواء، مما يستدعي الحذر من اتباع سبيل الظالمين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، ولدفع فتنتهم لابد من السعي إلى استئصال الفتنة والرد عليها بالشرع والعقل حتى لا يصبح الباطل حقا والحق باطلا خلافا للفطرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (الاستقامة 2/254- 255) :"وهذه الأمور مما تعظم بها المحنة على المؤمنين، فإنهم يحتاجون إلى شيئين: أي لدفع الفتنة التي ابتلي بها نظراؤهم من فتنة الدين والدنيا عن نفوسهم، مع قيام المقتضي لها، فإن معهم نفوسا وشياطين كما مع غيرهم ، فمع وجود ذلك من نظرائهم يقوى النقتضي عندهم -كما هو الواقع- فيقوى الداعي الذي في نفس الإنسان وشيطانه ودواعي الخير كذلك، وما يحصل من الداعي بفعل الغير والنظير، فكم من الناس لم يرد خيرا ولا شرا حتى رأى غيره لاسيما إن كان نظيره يفعله ففعله فإن الناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض".
وعلى هذا فالكذب والإشاعات والتهم إذا بلغت الآفاق سهل على المتلقفين إشاعتها أو نسج مثيلاتها وبالتالي يعم الظلم ويضمحل العدل فيضعف الحق ويقوى الباطل.
الامر الخامس: هذا في النظير مع النظير، فما بالك إذا كان من شيخ منسوب للعلم والفضل فياتي بالمبطلات والأكاذيب والشائعات فإن الخطب جلل حينئذ وظنية مسخ الفطر السوية راجحة، وهذا من أعظم الفتن التي يفتتن بها الناس، والواجب إزاء ذلك وزن كل كلام يصدر من هذا او ذاك بميزان العدل والعلم.
قال الشوكاني -رحمه الله- (أدب الطلب ومنتهى الأرب ص 122): "فإن المجتهد هو الذي لا ينظر إلى من قال، بل إلى ماقال ، فإن وجد نفسه تنازعه إلى الدخول في قول الأكثرين والخروج عن قول الأقلين إلى متابعة من له جلالة وقدر ونبالة ذكر وسعة دائرة علم لا لأمر سوى ذلك، فليعلم أنه بقي فيه عرق من عروق العصبية، وشعبة من شعب التقليد، وأنه لم يوف الاجتهاد حقه".
وهذا دواؤه أن يعظم الدليل، وينظر في مقولة القائلين هل هي صحيحة، وافقت حقا أم غير ذلك؟ أم كان المتفوه بها مخطئا واهما ناقلا عن الغير غير الحقيقة متجنيا عن الناس مقولهم مالم يقولوه؟
قال ابن حزم -رحمه الله- (الفصل 5/33): "فاعلموا أن تقويل القائل كافرا كان او مبتدعا أو مخطئا مالا يقوله نصا كذب عليه، ولا يحل الكذب على أحد، لكن ربما دلسوا المعنى الفاحش بلفظ ملتبس، ليسهلوه على أهل الجهل، ويحسن الظن بهم من اتباعهم، وليبعد فهم تلك العظيمة على العامة من مخالفتهم"
الأمر السادس: كل مدع للسنة منتسب إليها ادعى أمرا يجب مطالبته بالدليل والنقل الصحيح بما يقوله، وإن لم يفعل فهو كاذب محدث لا يستحق أن يُصغى إليه.
قال السجزي في (الرد على من أنكر الصوت والحرف ص: 100): "فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله، فإن أتى بذلك علم صدقه وقبل قوله ، وإن لم يتمكن من نقل مايقوله عن السلف علم أنه محدث زائغ وأنه لا يستحق أن يصغى إليه او يناظر في قوله".
الأمر السابع: كل من جانب منهج السلف في الجرح والتعديل والكلام في الرجال والفرق المبني على الدليل والبرهان فلابد له من الوقوع في الهوى والظلم وعدم العدل لخصومه.
قال الشيخ ربيع -حفظه الله- (المجموع الواضح ص 183): "إن من يتحدث عن الفرق على خلاف منهج أهل الحديث في الجرح والتعديل لابد أن يتحدث بحكم الظن والهوى، لانه لا منهج لديه يثبت به ما يدين هذه الفرقة أو تلك وينفي عنها ماليس من مذهبها".
وبعد استعراضنا لهذه الامور المهمة والآداب القيمة والتي ترسم الدرب الوفي لكل سلفي يبتغي النجاة، وتثبته على السبيل الصحيح وإن ادلهمت به الفتن والعوائق تعالوا بنا لكلام جمعة نقف معه وقفات ونستصحب معنا تلك القواعد النيرات الآنفة الذكر، لنزن كلامه بها فنخلص إلى نتيجة لا نستعجل مآلها.
قال جمعة - هداه الله -: "بعد الأحداث كشفت حقيقتهم وكشفت نواياهم وكشفت أخلاقهم ، كشف مستواهم العلمي خاصة خاصة أخلاقهم وأدبهم".
ولنا مع كلامه هذا وقفات :
الوقفة الاولى: انظر كيف حاول جمعة أن يمسك لسانه ألا يتكلّم ويبوح بلفظ: "الفتنة" وعوضها بكلمة: "الأحداث" حتى لا ينكر عليه إنكاره أن يكون مانحن فيه فتنة، حيث سماها أياما زاهية!!
الوقفة الثانية: صحيح ما قاله جمعة من أن الأحداث كشفت الحقيقة والنوايا والأخلاق والمستوى العلمي والأدب، لأن الشدائد تظهر معادن الرجال، فمنهم الذهب الإبريز وهم القليل الموفق ومنهم معدن يكوي ويحرق.
فالأولى عناها الشاعر بقوله:
إن الرجال وإن قلت معادنها ذهبا *** عند الشدائد تطلبها في الحال تلقاها
تحمل إليك الخير أينما رحلت *** وتذود عنك صعابا كنت تخشاها

والأخرى هي التي عناها الشاعر بقوله:
وأُخـرى رََأيتُكَ وَقَـدِ اكتويتَ بِحِقْدِهَـا *** فَيَمِيَنُهَا لَيْـتَها شُلٌتْ وابتلـتْ عَـيْناهـا
وسيظهر بعد حين أي الطائفتين أحق بوصفها.
الوقفة الثالثة: يمكن تقسيم المستوى العلمي إلى مستويين اثنين:
الأول: مستوى رفيع: جعل أهله -بتوفيق من الله- الأدلة الشرعية نبراسهم، ونصوص السلف أنيسهم، مستنيرين بالعلماء الكبار واقوالهم الرجيحة وتوجيهاتهم المليحة، من مثل الشيخين الفاضلين ربيع وعبيد وغيرهما من أهل العلم والفضل، لم يتقدموا على علمائهم في الفتن وانتظروا آراءهم السديدة عملا بقول الله جل وعلا : {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} وبقوله: {وإذا جاءهم أمر من الأمن او الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فصل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا}.
اتّبعوا الأوامر النبوية في النصح لكل مسلم فراسلوا سرا مخالفيهم ولم يشهروا بهم، وبادب جم كسوا هذه النصائح، وبينوا ماكان خافيا وكشفوا كل شبهة بعلم وحلم ، ظعوا مخالفيهم بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلوا خصومهم بالتي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وتعدوا وبغوا، نشروا العلم في ربوع الوطن، وعقدوا جلسات علمية وأخرى منهجية، حضوا على التآخي وحذروا من التفرق والاختلاف احترموا العلماء ولم ينبزوهم بالبطانة السيئة وزاروهم حجا وعمرة، صبروا على ما كذبوا و أوذوا والحمد لله، ومقالاتهم وصوتياتهم شاهدة على ذلك.

الثاني: مستوى وضيع: جعل أهله التهم والأباطيل بدون دليل نبراسا لهم، واتخذوا الادلة وراءهم ظهريا، وحذفوانصائح العلماء الناصحين،وأحدثوا لما أعيتهم المطالبة بالأدلة قواعد باطلة لم تعهد عن السلف كقاعدة: "التهميش" وقاعدة: "الوقت جزء من العلاج"، وكالوا بمكيالين في الحكم على الناس، وفرقوا بين المتماثلات، وأفتوا بحرق كتب سلفية تدافع عن الصحابة، واتهموا العلماء بالباطل والزور بانهم كبروا وبطانتهم استغلت ذلك وأن المرض حال دون متابعتهم للأحداث، وانهم وافقوا الخوارج وانهم مغلق عليهم وبالمقابل احتووا كل من يوافقهم كالعتيبي وبازمول، ولو كان غرا لا ناقة له ولا جمل في العلم كالطرابلسي المسكين، وجعلوا مقالاته في واجهة منتدياتهم مكان العلماء الكبار، ورضوا بالدون لأتباعهم فحثوهم على التقليد والتعصب والتقديس والغلو، فرقوا الدعوة السلفية وهجروا أهلها وحذروا من كل سلفي اتبع العلماء ولو كان مجتهدا، وفوق كل ذلك لم يقبلوا تراجع المتراجعين ولا تبين المبينين، فأي الفريقين أحق بالعلم إن كنتم تعقلون؟!
أما المستوى الأدبي والأخلاقي: أقول: إلاّ هذه -ياجمعة- فقد ضرب المفرقة فيها بسهم وافر، ولنا مع هذا الكلام وقفتان:
الوقفة الأولى: أن يقال هذه العبارة تفسرها ما بعدها من العبارات وهي قوله: "روح شوفلي كانوا تكفيريين أو الحلبيين إذا كانوا يطعنو في الشيخ فركوس؟"، ويقصد بذلك أن الطلبة والمشايخ الرادين على الشيخ فركوس لم يتأدبوا معه ولم يتخلقوا، بل طعنوا فيه بالطعونات الشديدة!
وهذا يرد عليه من وجهين:
الوجه الأول: أن هذا افتراء وادعاء يكذبه الواقع الذي ماله من دافع، بل المشايخ والطلبة ردوا على الشيخ -هداه الله- طعوناته في المشايخ والطلبة، كاتهّامه لهم بالاحتواء والتمييع والمطاطية دون دليل، واتهمهم بأكل أموال التجار بحجة الفتوى، واتهمهم بالاعتذار من الوزارة دون دليل، واتهمهم بتشييد البنايات العالية بأموال الدعوة، كما اتهمهم بسرقة الخطب من غيرهم، كما اتّهم الشيخ ربيعا بأنه مغلق عليه وانه يملى عليه وانه يزكي من لا يعرفهم، وان كلامه في ابن هادي محض حظوظ نفسية، واتهم من يأخذ برأي الشيخ عبيد بانه عبيد له، وطعن فيه بانه ليس عالما بل طالب علم وان له طوام عقدية ولم يدلل ولم يردها بالعلم بل واتهم المشايخ في الأعراض والعياذ بالله، واتهم الشيخ عز الدين بانه لا يزال يصاحب عبد المالك رمضاني! كل هذه الاتهامات الباطلة لابد أن يقف معها المشايخ والطلبة مكتوفي الأيدي عند جمعة والله يقول:{والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون، وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إن الله لا يحب الظالمين ، ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل، إنّما السبيل على الذين يظلمون الناس، ويبغون في الأرض بغير الحق، أولئك لهم عذاب عظيم}

قال العلامة الشوكاني (فتح القدير ظ¤\ ظ¥ظ¤ظ،): "ثم ذكر سبحانه الطائفة التي تنتصر ممن ظلمها فقل: "والذين أصابهم البغي هم ينتصرون" أي: أصابهم بغي من بغى عليهم بغير حق، ذكر سبحانه هؤلاء المنتصرين في معرض المدح كما ذكر المغفرة عند الغضب في معرض المدح؛ لأن التذلل لمن بغى ليس من صفات من جعل الله له العزة حيث قال: "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين" فالانتصار عند البغي فضيلة كما أن العفو عند الغضب فضيلة، قال النخعي: "كانوا يكرهون أن يذلوا أنفسهم فيجتريء عليهم السفهاء".
وقوله تعالى: {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم}، قال الحافظ
(فتح الباري ظ¦/ ظ¢ظ¦ظ¥): "إلا من ظلم: أي فانتصر بمثل ماظلم به فليس عليه ملام، وعن مجاهد: "إلا من ظلم" فانتصر فإن له أن يجهر بالسوء، وعنه: نزلت في رجل نزل بقوم فلم يضيفوه فرخص له أن يقول فيهم، وفي الباب حديث أخرجه النسائي وابن ماجة بإسناد حسن من طريق التيمي عن عروة عن عائشة قالت: "دخلت على زينب بنت جحش فسبتني، فردعها النبي صلى الله عليه وسلم فأبت، فقال لي: "سبيها"، فسببتها حتى جف ريقها في فمها فرأيت وجهه يتهلل"
الوجه الثاني: أن يقال ماذا تعني بالطعن وعدم التأدب مع الشيخ فركوس؟ فإن كنت تقصد سبه وشتمه فهذا قد تقدّم الرد عليه، وإن كنت تقصد مجرد الرد عليه فهنا لابد من وقفة تجلى فيه الأمور:
إن تسمية الرد العلمي على أي شيخ طعنا وعدم تأدب خطأ محض، لأن هذا غير سبيل المؤمنين الذين لا يزالون يردون الأخطاء مهما علا كعب صاحبها وعلا صيته وذاع، بل هو منهج سلفي يقصد به حفظ بيضة الإسلام ولو كان صغيرا.
قال ابن رجب الحنبلي (الحكم الجديرة بالإذاعة ص 35 -36): "وكذلك المشايخ والعارفون كانوا يوصون بقبول الحق من كل من قال الحق صغيرا كان أو كبيرا وبنقادون له...لا يمنعنا تعظيمه ومحبته مخالفة قوله لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ونصيحة الأمة بتبيين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ونفس ذلك الرجل المحبوب المعظم لو علم أن قوله مخالف لامر الرسول فإنه يحب من يبين للأمة ذلك، ويرشدهم إلى أمر الرسول، ويردهم عن قوله في نفسه، وهذه النكتة تخفى على كثير من الجهال بسبب غلوهم في التقليد، وظنهم أن الرد على معظم من عالم وصالح تنقص به وليس كذلك".
وقال أيضا (الفرق بين النصيحة والتعيير ص 8): "ورد أقوال من تضعف أقواله من أئمة السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ولم يترك ذلك أحد من أهل العلم ولا ادعى فيه طعنا على من رد عليه قوله ولا ذما ولا نقصا اللهم إلا أن يكون المصنف ممن يفحش في الكلام ويسيء الأدب في العبارة فينكر عليه فحاشته وإساءته دون أصل رده ومخالفته إقامة للحجج الشرعية والأدلة المعتبرة".
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- (كتاب العلم ص 238): "تصحيح الخطإ: وهذا أمر واجب، يجب على من عثر على وهم إنسان ولو كان من أكبر العلماء أن ينبه على هذا الوهم وعلى هذا الخطأ، لأن بيان الحق أمر واجب وبالسكوت يمكن أن يضيع الحق لاحترام من قال بالباطل لأن احترام الحق أولى بالمراعاة ...".
الوقفة الثانية: حري بأن يجعل الطعن بمفهومه الذي عناه جمعة من عدم التادب واللمز والنبز ما يلوكه لسان لزهر سنيقرة، حيث مافتيء لسانه يقع في المشايخ والطلبة ، كتسميته المشايخ بالحثالة والكلاب العاوية و أولاد الكلبة والهابط والعياب والولوغ في عرض الشيخ عز الدين المتمثل في زوجه بلا حياء، وأيضا طعونات جمعة في المشايخ بتسميتهم عصابة وقليلي الأدب والكلاب الناطقة وتعيير الشيخ عبد الغني بأكل المشاوي وغيرها، فأي الفريقين أحق بالتأدب إن كنتم تعقلون؟
قوله: "وخاصة خاصة المستوى الأخلاقي". الله المستعان!
فالناس صنفان مالهم من ثالث *** صنف كريم وثانيهما اللؤم أغواها
فإذا تكلمنا عن الأخلاق ودناءتها يتبادر إلى ذهنك ضرورة تصرفات المفرقين في هذه الفتنة، فالتعيير بالخلقة وبالتشبيه بالحيوانات كالجاموسي، وبتعيسات، واللاحكيم، والهابط والعياب، والتعيير بذنب تاب منه صاحبه، ورميه وقذفه باللواط، والكذب على البرآء والتحريش بين الطلبة والشيوخ كقول جمعة عن المرابط أنه يصف الشيخ فركوسا بأنه موسوس، وان الشيخ عبد الغني حاكمين عليه حاجة وقضية زوحة الشيخ عز الدين والتفكه بذلك في المجالس والاستخفاف بعدم رد السلام على الشيخ عبد الخالق، ومباركة ضرب الإخوة بقول: "يستاهل"، وهذا غيض من فيض.

قوله: روح شوف لي كانوا تكفيرين والحلبيين إذا كانوا يطعنوا في الشيخ فركوس؟"
وهذه غريبة عجيبة نقف معها وقفتين:
الأولى: أنّ الاستدلال بعدم طعن التكفيريين والحلبيين في الشيخ فركوس يحتمل أمورا ثلاثة:
الامر الأول: عدم طعن الشيخ فيهم، إذ لوطعن فيهم وحذر منهم لطعنوا فيه كما هي عادتهم
وهذه تحسب على الشيخ ولا تحسب له إذ الرد على المخالف سنة متبعة والإخلال بها ضعف واضح.
الأمر الثاني: أنه موافق لهم مؤالف غير مخالف وهذه داهية الدواهي.
الأمر الثالث: أنّ التكفيرين والحلبيين أحسن حالا من السلفيين إذ لم يطعنوا في الشيخ فركوس وهذا مقارنة عمياء تدل على انهزامية وانتقامية غريبة، فكيف نجعل السلفيين أدون من التكفيريين والحلبيين؟
والله يقول: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون}، فإن كانوا هم أفضل من السلفيين المتبعين لعلماء السنة المحاربين لهم فهذا خذلان وارتماء في أحضان هؤلاء المبتدعة.
الوقفة الثانية: هل الشيخ فركوس أفضل من الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين والعلماء الربانيين، فقد طعن فيهم وأوذوا في سبيل الله، ومنهم من قتل، فهذا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم طعن فيه الخوارج الذين خرجوا من ضئضيء ذاك القائل المعترض على رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعدل يا محمد فإنك لم تعدل" فنسبه للظلم عياذا بالله، وطعن فيه فقالوا ساحر كاهن، يعلمه بشر، مفتري، مجنون، فلا أظنك إلا أن تجيب بأن هؤلاء أفضل من الشيخ فحينئذ تبطل قاعدتك التي قعدتها و شبهتك التي ذكرتها، مع أن طعن هؤلاء لعلمائنا لا ينكره إلا جاحد فهم من رمى علماءنا بعلماء السلطان وبأنهم علماء الحيض والنفاس وبعلماء البلاط وغيرها من الأوصاف القذرة، فحق لهؤلاء ألا يفتن الداعية الناس بهم بل يحعل بينهم وبينهم مفاوز تنقطع فيها أعناق الإبل والدفع أقوى من الرفع والسلامة لا يعدلها شيء.
قوله: "هاهو موقع (كل السلفيين )اجبذ لي مقال يطعن في الشيخ فركوس !!!"
الحواب سهل ميسور تعرفه أنت وهو: أن الشيخ لم يتكلم في الحلبي فلم يطعن هؤلاء في الشيخ ؟
لاسيما وأن الشيخ لا يعتمد إلا على ماورد في موقعه، ولاكلام له عن الحلبي في الموقع البتة! بل الشيخ نفسه يحعل الامتحان بالحلبي ضربا من ضروب الخطأ كما في صوتية له.
قوله:"الآن أخطاء الشيخ فركوس يبعثوها للخارج"
ولنا مع هذا الكلام وقفة: أن لفظة " الخارج" يعني بها جمعة السعودية وبالضبط بيت الشيخ ربيع والشيخ عبيد، فهي للعهد الذهني إذا.
فإذا تبين هذا فيقال حينئذ:
هل الرجوع إلى خارج الوطن لتبيين الأخطاء وتصويبها مما يعاب أم هو من المناقب والمحاب؟ فإن قلت مما يعاب، قيل لك: أين ذهبت أنت لتعرض أخطاء مشايخ الإصلاح؟ أليس إلى الخارج فعقدت مجالس مع ابن هادي؟ ثم ختمت ذلك بالدخول على الشيخ ربيع لأخذ الجرح؟ وألست أنت ولزهر من اتصل بابن هادي هاتفيا لنصح الاتباع وإعطائهم تعليمات وجرعات زائدة؟
وإن قلت هو من المحاب قيل لك: فلماذا تعيب على إخوانك ما يحبه الله ويرضاه؟ والله يقول: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}، ومن أين أخذت جرح عبد الحميد العربي والشريفي وغيرهما إلا من خارج الوطن؟!

لكن الخشية كل الخشية أن تكون النية مبيتة لعزل الشباب عن علمائهم الكبار وجزأرة الدعوة باسم: "بلدي الرجل أعلم به من غيره"، والله المستعان.
قوله: "زيد الآن يتعاونوا مع الصحفيين "
ماطبيعة التعامل هذا؟ هل هو التعاون السلبي أم التعاون الإيجابي؟ وعلى كلا التعاونيين، سم لنا الصحفيين الذين تعامل معهم السلفيون وما طبيعة ذلك؟أما الادعاء فالكل يحسنه.
قوله: "لا تتصور أن الشروق لما نشرت المقال نشرته هكذا فقط- والله - كان تعاون من مرابط وبين الصحف!"

انظر إلى هذه الجرأة العجيبة والإقدام منقطع النظير! والحلف على ذلك بالأيمان المغلظة على شيء حلف صاحبه أنه غير ثابت وغير صحيح وجعل لعنة الله على الكاذبين، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على العجلة والتسرع وعدم الأناة والتروي في الأمور.
ثم فلتُثبت لنا تعامل المرابط مع الشروق، مكانا وزمانا وعنوان المقال المتعاون فيه ومتى نشر؟ والله يقول: {واحفظوا أيمانكم}، فإن أردت إثبات ذلك فدونك البينات فابحث عنها، أو اقبل مباهلة المرابط فعنئذ يظهر الصادق من غيره، وإلا فقد شوهتم الدعوة السلفية بهذا الأسلوب العشوائي وأوغرتم صدور الشباب تجاه طلبة العلم حتى غدوا عندهم أشد من المبتدعة الأصليين، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
هذا تعليق على صوتية جمعة، أردنا من ذلك تصحيح أغلاط وتسوية مسار يراد به ان يكون على غير النهج الواضح الذي رسم له، وفقنا الله وإياكم لما فيه رضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه:
أبو حذيفة عبد الحكيم حفناوي
25 ذ ي الحجة 1440
الموافق ل 24 أوت 2019

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله حيدوش ; 30 Aug 2019 الساعة 08:49 PM
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013