منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04 Dec 2014, 02:50 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي إعلامُ الكرامِ ببعضِ آدابِ السَّلامِ (1)

إعلامُ الكرامِ ببعضِ آدابِ السَّلامِ
إن الحمد لله نحمده، و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا، و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل لله و من يضلل فلا هادي.
و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله.
أما بعد : فإن الله تعالى بعث نبينا محمدا صلى الله عليه و سلم، و جعله آخر الأنبياء و المرسلين، فارتضى له الإسلام دينا، و جعل القرآن له خلقا، و امتن عليه بالصفات الفاضلة و الآداب السامية، ثم أثنى عليه قائلا {و إنك لعلى خلق عظيم}، و نبينا محمد صلى الله عليه و سلم بلغ الرسالة و أدّى الأمانة، و علم أمته مكارم الأخلاق و محاسن الآداب، و من الآداب التي اعتنى بها ديننا الإسلام : آداب السلام، شرعه ربنا العلام لمصلحة الأنام، يثبت المتحابين و يقرب المتخاصمين، سبب للمحبة و السلامة و الدخول إلى دار الكرامة.
لذلك ينبغي لذي العقل السليم المحافظة على سنة الكريم، و يكون بنبيه متأسيا و لثواب ربه راجيا، سائلا ربه أن يكون في الآخرة ناجيا.
فأحببت أن أكتب هذه الأسطر القليلة، قصد الانتفاع بها لنفسي أولا و لإخواني ثانيا، سائلا الله عز و جل أن يوفقنا لأحسن العمل.
معنى السلام
_ قال العلامة بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/119) : "و السلام بمعنى الدعاء بالسلامة من كل آفة، فإذا قلت لشخص (السلام عليك) فهذا يعني أنك تدعو له بأن الله يسلمه من كل آفة : يسلمه من المرض، يسلمه من الجنون، يسلمه من شر الناس، يسلمه من المعاصي و أمراض القلوب، يسلمه من النار. فهو لفظ عام، معناه : الدعاء للمُسَلَّم عليه بالسلامة من كل آفة".
_ قال الحافظ النووي النووي رحمه الله في شرح مسلم (14/158) : "و قيل السلام بمعنى السلامة، أي : السلامة ملازمة لك".
حكم السلام
_ قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله في الاستذكار (27/135) : "و إنما قلنا هذا؛ لإجماع العلماء على أن الابتداء بالسلام سنة، و أن الرد فرض لقوله تعالى {و إذاحيِّيتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها} [النساء 86].
_ قال الإمام القرطبي رحمه الله في في الجامع لأحكام القرآن (6/490) : "أجمع العلماء على أن الابتداء بالسلام سنة مرغب فيها، و رده فريضة لقوله تعالى {فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها} [النساء 86]".
_ قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (14/157) : "و اعلم أن ابتداء السلام سنة و رده واجب".
_ و قال في كتابه الأذكار (451) : "اعلم أن ابتداء السلام سنة مستحبة ليس بواجب، و هو سنة على الكفاية : فإن كان المسلِّم جماعة، كفى عنهم تسليم واحد منهم، و لو سلموا كلهم كان أفضل".
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (14/92) : قال القاري : اعلم أن ابتداء السلام سنة مستحبة ليست بواجبة، و هي سنة على الكفاية، فإن كانوا جماعة كفى عنهم تسليم واحد، و لو سلموا كلهم كان أفضل.
_ و قال أيضا رحمه الله في عون المعبود (14/92) : "قال القاري : و هذا فرض كفاية بالاتفاق [أي : يجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم]، و لو ردوا كلهم كان أفضل كما هو شأن فروض الكفاية كلها".
السلام من سنن الأنبياء و عمل الملائكة
_ قال الله تعالى{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ (25)} [الذاريات 24 – 25].
_ و قال تعالى {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الأنعام 54].
_ و قال تعالى {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} [هود 69].
_ و قال تعالى {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل 32].
_ و قال تعالى {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} [مريم 33].
_ و قال تعالى {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} [مريم 47].
_ و قال تعالى {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ} [طه 47].
_ قال العلامة بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/120) : "فتبين من هذا أن السلام من سنن الرسل السابقين، و أنه أيضا من عمل الملائكة المقربين".
1 _ كيف بدء السلام؟ :
_ روى البخاري –و اللفظ له- و مسلم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال : اذهب فسلم على أولئك، النفر من الملائكة [عند مسلم : وهم نفر من الملائكة]، جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال : السلام عليكم، فقالوا : السلام عليك ورحمة الله، فزادوه : ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن".
_ قال الجيلاني رحمه الله في فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد (2/443) : "(بدء السلام) أي : كيف ظهر السلام في الكون؟، و كيف وجد؟، و المراد ظهور ذلك النوع (فيض الباري)".
_ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (11/7) : "قال ابن بطال : يحتمل أن يكون علمه الله كيفية ذلك تنصيصا، ويحتمل أن يكون فهِم ذلك من قوله : (فسلم). قلت : و يحتمل أن يكون ألهمه ذلك".
_ و قال أيضا (11/7) : "و استدل به على أن هذه الصيغة هي المشروعة لابتداء السلام لقوله : (فهي تحيتك و تحية ذريتك)".
_ قال العلامة بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/126) [قلت : قاله في سياق ذكر فوائد الحديث] : "أن السلام متلقن من الملائكة بأمر الله، حيث قال سبحانه و تعالى (إنها تحيتك و تحية ذريتك)".
فضل السلام
2 _ السلام اسم من أسماء الله تعالى :
_ قال الله تعالى {هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون} (الحشر 23).
_روى البخاري و مسلم -و اللفظ له- و غيرهما، عن عبد الله بن مسعود، قال : كنا نقول في الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم : السلام على الله السلام على فلان. فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم : "إن الله هو السلام، فإذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل : التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذا قالها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم يتخير من المسألة ما شاء".
_ روى البزار في مسنده و الطبراني في الكبير، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إن السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض، فأفشوا بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب". صححه الألباني رحمه الله، انظر صحيح الترغيب و الترهيب (2705).
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : "إن السلام اسم من أسماء الله تعالى، وضعه في الأرض، فأفشوا السلام بينكم". حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد، و انظر الصحيحة (184 و 1607).
معنى اسم الله تعالى السلام :
_ قال العلامة بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/119) : "(إن الله هو السلام) يعني السالم من كل نقص و عيب –جل وعلا-".
_ قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله في فقه الأسماء الحسنى (ص 225) : "و معنى هذا الاسم الكريم أي : السلام من جميع العيوب و النقائص، لكماله في ذاته و أفعاله، فهو جل و علا السلام الحق بكل اعتبار، سلام في ذاته عن كل عيب و نقص يتخيله وهم، و سلام في صفاته من كل عيب و نقص، و سلام في أفعاله من كل عيب و نقص و شر و ظلم و فعل واقع على غير الحكمة، و سبحانه السلام من الصاحبة و الولد، و السلام من النظير و الكفء و السميّ و المماثل، و السلام من الند و الشريك".
_ قال العلامة عبد الرحمن ابن السعدي رحمه الله في تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (ص 817) : "{القدوس السلام} أي : المقدس السالم من كل نقص و عيب".
3 _ إفشاء السلام و بذله من أسباب دخول الجنة :
_ روى ابن حبان في صحيحه و ابن ماجه و الترمذي -و اللفظ له-، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تدخلوا الجنة بسلام [عند ابن حبان : تدخلوا الجنان]" صححه الألباني رحمه الله، و انظر صحيح الترغيب و الترهيب (2698) و الصحيحة (571).
_ قال العلامة المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي (5/610) : "(تدخلوا الجنة بسلام) أي : فإنكم إذا فعلتم ذلك، و متم عليه، دخلتم الجنة آمنين، لا خوف عليكم، و لا أنتم تحزنون".
_ قال المناوي رحمه الله في فيض القدير شرح الجامع الصغير (1/536) : "و المراد أن فعل المذكورات من الأسباب الموصلة للجنة".
_ روى الطبراني و ابن حبان في صحيحه، عن أبي شريح قال : يا رسول الله! أخبرني بشيء يوجب لي الجنة؟ قال : "طيب الكلام و بذل السلام، و إطعام الطعام". صححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (2699).
_ "بَذْل" :
_ قال ابن منظور رحمه الله في لسان العرب : "البَذْل ضد المَنْع بَذَله يَبْذِله ويَبْذُله بَذْلاً أَعطاه وجادَ به وكل من طابت نفسه بإِعطاء شيء فهو باذل له".
_ قال الزبيدي رحمه الله في تاج العروس : "البَذْلُ : م معروفٌ وهو الإعطاءُ عن طِيبِ نَفْسٍ".
4 _ بذل السلام من موجبات مغفرة الذنوب :
_ روى الطبراني في المعجم الكبير، عن أبي شريح قال : يا رسول الله! دلني على عمل يدخلني الجنة؟ قال : "إن من موجبات المغفرة : بذل السلام و حسن الكلام". صححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (2699).
_ "موجبات" :
_ قال الزبيدي رحمه الله في التّاج : "قيل : إِنَّ المُوجِبَةَ تكونُ من الحَسَنَات والسَّيِّئات وهي الَّتي تُوجِبُ النّارَ أَو الجَنَّةَ".
_ قال ابن منظور رحمه الله في اللّسان : "والمُوجِبةُ الكبيرةُ من الذنوب التي يُسْتَوْجَبُ بها العذابُ، وقيل إِن المُوجِبَةَ تَكون من الحَسَناتِ والسيئات وفي الحديث اللهم إِني أَسأَلك مُوجِبات رَحْمَتِك".
5 _ إفشاء السلام من الإسلام :
_ قال الحافظ بن حجر رحمه الله في الفتح (1/77) : (من الإسلام) للأصيلي (من الإيمان)، أي : من خصال الإيمان".
_ روى البخاري و مسلم في صحيحيهما، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير ؟ قال : "تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف".
_ قال الحافظ بن حجر رحمه الله في الفتح (1/77) : "قوله : (أيّ الإسلام) إن قيل الإسلام مفرد، و شرط أي أن تدخل على متعدد، أجيب بأن فيه حذفا تقديره : أي ذوي الإسلام أفضل؟ و يؤيده رواية مسلم : أي المسلمين أفضل؟ و الجامع بين اللفظين أن فضيلة المسلم حاصلة بهذه الخصلة".
_ قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (2/ 14) : "قوله (أيّ الإسلام خير) معناه : أي خصاله و أموره و أحواله؟".
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود شرح سنن أبي داود (14/80) : "(أيّ الإسلام خير) أي : خصال الإسلام خير".
6 _ إفشاء السلام من أسباب السلامة :
_ روى ابن حبان في صحيحه و البخاري في الأدب المفرد، عن البراء بن عازب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : "أفشوا السلام تسلموا". قال الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (2696): حسن، كما حسنه في صحيح الأدب المفرد.
_ و رواه أحمد في المسند عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أفشوا السلام تسلموا، والأشرة شر". حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (2781) و في صحيح الأدب المفرد.
_ قال المناوي في فيض القدير (2/22) : "(أفشوا) بهمزة قطع مفتوحة (السلام) بينكم (تسلموا) من التنافر و التقاطع و تدوم لكم المودة و تجمع القلوب و تزول الضغائن و الحروب فأخبر المصطفي صلى الله عليه و سلم أن السلام يبعث على التحابب و ينفي التقاطع".
7 _ حسد اليهود لهذه الأمة لأجل السلام :
_ روى ابن ماجه في سننه و البخاري في الأدب المفرد، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : "ما حسدتكم اليهود على شيء، ما حسدتكم على السلام والتأمين". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه و صحيح الأدب المفرد و في الصحيحة (691)، و قال الوادعي رحمه الله في الجامع الصحيح (3536) : هذا حديث حسن على شرط مسلم.
_ قال المناوي رحمه الله في فيض القدير (5/440) : "(ما حسدتكم اليهود على شيء، ما حسدتكم على السلام) الذي هو تحية أهل الجنة (والتأمين) قالوا لم تكن التأمين قبلنا إلا لموسى و هارون، ذكره الحكيم في نوادره".
_ قال الأمير الصنعاني رحمه الله في التنوير شرح الجامع الصغير (9/385) : "(ما حسدتكم اليهود على شيء) مما أعطيتم من الآداب (ما حسدتكم على السلام) فيما بينكم، و فيه أن السلام من خصائص هذه الأمة إلا أنه جاء في حديث خلق آدم، أن الله جعل السلام لآدم و ذريته، قلت : يمكن أن يقال قد تركه بنو إسرائيل فلما جاء من طريق المسلمين حسدوهم عليه".
8 _ إفشاء السلام من أسباب التحاب بين المسلمين :
_ روى مسلم و ابن حبان و ابن ماجة و الترمذي و غيرهم، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا [عند مسلم : "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا" دون قوله "والذي نفسي بيده"]، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه و انظر صحيح الترغيب و الترهيب (2694).
_ قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (2/43) : "(و لا تؤمنوا حتى تحابوا) معناه : لا يكمل إيمانكم، و لا يصلح حالكم في الإيمان إلا بالتحابب.
و أما قوله : (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا) فهو على ظاهره و إطلاقه، فلا يدخل الجنة إلا من مات مؤمنا، و إن لم يكن كامل الإيمان، فهذاغ هو الظاهر من الحديث".
- قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (14/80) : "(حتى تحابّوا) بحذف إحدى التائين و تشديد الموحدة المضمومة، أي : حتى يحبَّ كلٌّ منكم صاحبه".
9 _ إفشاء السلام من حقوق المؤمن على أخيه :
_ روى الترمذي في سننه، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "للمؤمن على المؤمن ست خصال، يعوده إذا مرض ويشهده إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويسلم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس، وينصح له إذا غاب أو شهد". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي و في الصحيحة (832).
_ قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي (8/5) : "يعني للمسلم على المسلم خصال ست متلبسة بالمعروف، وهو ما يرضاه الله من قول أو عمل".
_ قال الأمير الصنعاني رحمه الله في التنوير (9/99) : "(للمسلم على المسلم) بجامع الإسلام (ست بالمعروف) شرعت بسبب أنها من الذي عرف في الشرع حسنة (يسلم عليه إذا لقيه) يقول السلام عليكم و إن تقرر اللقاء و تعدد".
10 _ السلام من حقوق الطريق :
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المجالس بالصُّعُدات، فقالوا : يا رسول الله، ليشق علينا الجلوس في بيوتنا؟ قال : "فإن جلستم فأعطوا المجالس حقها"، قالوا : وما حقها يا رسول الله؟ قال : "إدلال السائل، ورد السلام، وغض الأبصار، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر". صححه الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد، و انظر الصحيحة (1561)، و قال الوادعي رحمه الله : حديث حسن، كما في الجامع الصحيح (3550).
_ قال ابن الأثير رحمه الله في النهاية : (الصُّعُدات) : هي الطرق و هي جمع صُعُدٍ.
_ قال الجيلاني رحمه الله في في فضل الله الصمد (2/563) : "(و ردّ السلام) أي : إكرام من يمر عليكم. قال الرحماني : و ليس عليكم بدء السلام".
11 _ أجر السلام و أجر من سلم على أخيه بتمامه:
_ روى الطبراني في المعجم الكبير، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قال : السلام عليكم، كُتب له عشر حسنات، ومن قال : السلام عليكم ورحمة الله كتب له عشرون حسنة، ومن قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتب له ثلاثون حسنة". قال الالباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب : صحيح لغيره (2711).
_ روى البخاري في الأدب المفرد –و اللفظ له- و ابن حبان في صحيحه، عن أبي هريرة، أن رجلا مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس فقال : السلام عليكم ، فقال : "عشر حسنات"، فمر رجل آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله، فقال : "عشرون حسنة"، فمر رجل آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال : "ثلاثون حسنة"، فقام رجل من المجلس ولم يسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما أوشك ما نَسِيَ صاحبكم، إذا جاء أحدكم المجلس فليسلم، فإن بدا له أن يجلس فليجلس، وإذا قام فليسلم، ما الأولى بأحق من الآخرة" قال الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد : صحيح. و انظر الصحيحة (183) و انظر صحيح الترغيب و الترهيب (2712).
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (14/81) : "(فقال النبي صلى الله عليه و سلم : عشر) أي : له عشر حسنات، أو كُتب، أو حصل له عشر، و كذا التقدير في قوله : (عشرون) و قوله : (ثلاثون)".
12 _ أبخل الناس من بخل بالسلام :
_ روى ابن حبان في صحيحه، عن أبي هريرة قال : "قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا تمرا فأصابني منها خمس أو أربع تمرات، قال : فرأيت الحشفة هي أشد لضرسي". قال أبو هريرة : "إن أبخل الناس من بخل بالسلام، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء" صححه الألباني رحمه الله في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان، و في الصحيحة (601).
_ روى الطبراني في الأوسط، عن عبد الله بن مغفل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن أسرق الناس من سرق صلاته" قيل : يا رسول الله، وكيف يسرق صلاته؟ قال : "لا يتم ركوعها ولا سجودها، وأبخل الناس من بخل بالسلام". قال الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (2715) : صحيح لغيره.
_ قال المناوي رحمه الله في فيض القدير شرح الجامع الصغير (1/556) : "(و أبخل الناس) أي : أمنعهم للفضل و أشحهم بالبذل، (من بخل بالسلام) على من لقيه من المؤمنين ممن يعرفهم و ممن لا يعرفهم، فإنه خفيف المؤنة عظيم المثوبة؛ فلا يهمله إلا من بخل بالقربات، و شح بالمثوبات، و تهاون بمراسم الشريعة، أطلق عليه اسم البخل لكونه منع ما أمر به الشارع من بذل السلام، و جعله أبخل لكونه من بخل بالمال معذور في الجملة لأنه محبوب في النفوس عديل للروح بحسب الطبع و الغريزة، ففي بذله قهر للنفس، و أما السلام فليس فيه بذل مال، فمخالف الأمر في بذله لمن لقيه قد بخل بمجرد النطق فهو أبخل من كل بخيل".
13 _ أمرُ النبي صلى الله عليه و سلم بإفشاء السلام :
_ روى ابن ماجه في سننه، عن أبي أمامة قال : "أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نفشي السلام". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجة.
_ قال الأمير الصنعاني رحمه الله في التنوير شرح الجامع الصغير (3/249) : "(أمرنا) نحن و الأمة".
14 _ حدّ السلام :
_ روى أبو داود و الترمذي، عن عمران بن حصين، أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "عشر". ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "عشرون". ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "ثلاثون". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي، و في صحيح الترغيب و الترهيب (2710)، و قال الوادعي في الجامع الصحيح : هذا حديث حسن على شرط مسلم (3539).
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عن أبي هريرة ، أن رجلا مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس فقال : السلام عليكم، فقال : "عشر حسنات"، فمر رجل آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فقال : "عشرون حسنة"، فمر رجل آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال : "ثلاثون حسنة"، فقام رجل من المجلس ولم يسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما أوشك ما نسي صاحبكم، إذا جاء أحدكم المجلس فليسلم، فإن بدا له أن يجلس فليجلس، وإذا قام فليسلم، ما الأولى بأحق من الآخرة". قال الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد : صحيح. و انظر الصحيحة (183).
_ روى أحمد في المسند، عن أنس، أو غيره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن على سعد بن عبادة، فقال : "السلام عليكم ورحمة الله"، فقال سعد : وعليك السلام ورحمة الله، ولم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم حتى سلم ثلاثا، ورد عليه سعد ثلاثا، ولم يسمعه فرجع النبي صلى الله عليه وسلم واتبعه سعد، فقال : يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ما سلمت تسليمة إلا هي بأذني، ولقد رددت عليك ولم أسمعك، أحببت أن أستكثر من سلامك، ومن البركة، ثم أدخله البيت فقرب له زبيبا، فأكل نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ قال : "أكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة، وأفطر عندكم الصائمون". صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (1226).
_ روى مالك في الموطأ، عن وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، أنه قال : كنت جالسا عند عبد الله بن عباس فدخل عليه رجل من أهل اليمن فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم زاد شيئا مع ذلك أيضا، قال ابن عباس، وهو يومئذ قد ذهب بصره، من هذا؟ قالوا : هذا اليماني الذي يغشاك فعرفوه إياه، قال : فقال ابن عباس : "إن السلام انتهى إلى البركة".
_ قال ابن عبد البر رحمه الله في الاستذكار (27/138) : "قول ابن عباس هذا؛ أخذه من قوله تعالى {رحمة الله عليكم و بركاته أهل البيت} [هود 73].
روى الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال : انتهوا في السلام ياأهل البيت الصالحين، رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت.
و روى ابن جريج عن عطاء أن ابن عباس، أتاهم يوما في مجلس فسلم عليهم، فقال : سلام عليكم و رحمة الله و بركاته، فقلت : و عليك السلام و رحمة الله و بركاته، و عفوه، و مغفرته، فقال : من هذا؟، فقلت عطاء، فقال : انتهى السلام و بركاته، ثم تلا {رحمة الله عليكم و بركاته أهل البيت إنه حميد مجيد} [هود 73] ".
البدء بالسلام آدابه و فضله
15 _ البادئ بالسلام أولى الناس بالله :
_ روى أبو داود فيه سننه، عن أبي أمامة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود و في الكلم الطيب (199) و في صحيح الترغيب و الترهيب (2703)، و صححه الوادعي رحمه الله في الصحيح الجامع (3538).
_ روى الترمذي في سننه، عن أبي أمامة، قال : قيل يا رسول الله الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام ؟ فقال : "أولاهما بالله تعالى". صححه الالباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي، و في صحيح الترغيب و الترهيب (2703)، و في المشكاة (4646).
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (14/83) : "قال الطيببيّ : أي : أقرب المتلاقيين إلى رحمة الله من بدأهم بالسلام. كذا في (المرقاة)".
- قال ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/134) : "خير الناس من يبدأ بالسلام، و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم –و هو أشرف الخلق- يبدأ من لقيه بالسلام، فاحرص أن تكون أنت الذي تسلم قبل صاحبك و لو كان أصغر منك؛ لأن خير الناس من يبدؤهم بالسلام، و أولى الناس بالله من يبدؤهم بالسلام".
16 _ من يبدأ بالسلام؟ :
_ روى البخاري و مسلم و غيرهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "يسلم الراكب على الماشي ، والماشي على القاعد ، والقليل على الكثير".
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (14/82) : "قال في "مرقاة الصعود" : هو خبر بمعنى الأمر. و في رواية أحمد : ليسلم".
_ روى البخاري و أبو داود و الترمذي، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير". والحديث صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي و صحيح سنن أبي داود و في صحيح الجامع (8090) و في الصحيحة (1145).
_ قال ابن حجر رحمه الله في الفتح (11/22) : "و قد تكلم العلماء عن الحكمة فيمن شرع لهم الابتداء، فقال ابن بطال عن المهلب : تسليم الصغيرلأجل حق الكبير؛ لأنه أمر بتوقيره، و التواضع له، و تسليم القليل لأجل حق الكثير؛ لأن حقهم أعظم، و تسليم المار؛ لشبهه بالداخل على أهل المنزل، و تسليم الراكب لئلا يتكبر بركوبه فيرجع إلى التواضع.
و قال ابن العربي : حاصل ما في الحديث أن المفضول بنوع ما يبدأ الفاضل.
و قال المازري : أما الراكب؛ فلأن له مزية على الماشي، فعوض الماشي بأن يبدأه الراكب بالسلام؛ احتياطا على الراكب من الزهو، أن لو حاز الفضيلتين، و أما الماشي؛ فلما يتوقع القاعد منه الشر، و لا سيّما إذا كان راكبا، فإذا ابتدأ بالسلام أمن منه ذلك، و أنس إليه، أو لأن في التصرف في الحاجات امتهانا، فصار للقاعد مزية، فأمر بالابتداء، أو لأن القاعد يشق عليه مراعاة المارين مع كثرتهم، فسقطت البداءة عنه للمشقة، بخلاف المار، فلا مشقة عليه، و أما القليل؛ فلفضيلة الجماعة؛ أو لأن الجماعة لو ابتدأوا لخيف على الواحد الزهو، فاحتيط له، و لم يقع تسليم الصغير على الكبير في (صحيح مسلم)، و كأنه لمراعاة السن، فإنه معتبر في أمور كثيرة في الشرع، فلو تعارض الصغر المعنوي و الحسي –كأن يكون الأصغر أعلم مثلا- فيه نظر، و لم أر فيه نقلا، و الذي يظهر اعتبار السن؛ لأنه الظاهر، كما تُقدم الحقيقة على المجاز.
و نقل ابن دقيق العيد عن ابن رشد أن محل الأمر في التسليم الصغير على الكبير إذا التقيا، فإن كان أحدهما راكبا و الآخر ماشيا بدأ الراكب، و إن كانا راكبين أو ماشيين بدأ الصغير".
_ قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (14/158) : "و الذي جاء به هذا الحديث من : تسليم الراكب على الماشي، و القائم على القاعد، و القليل على الكثير. و في كتاب البخاري : و الصغير على الكبير، كله للاستحباب، فلو عكسوا جاز، و كان خلاف الأفضل".
_ قال ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/ 134) : "لو قدر أن القليلين في غفلة و لم يسلموا فيسلم الكثيرون، و لو قدر أن الصغير في غفلة فليسلم الكبير و لا تترك السنة، و هذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه و سلم ليس معناه أنه لو سلم الكبير على الصغير كان حراما، و لكن المعنى : الأولى أن الصغير يسلم على الكبير، فإذا لم يسلم فليسلم الكبير".
_ روى ابن حبان في صحيحه و البخاري في الأدب المفرد، عن جابر بن عبد الله، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والماشيان أيهما بدأ فهو أفضل". صححه الألباني رحمه الله، انظر الصحيحة (1146) و صحيح الترغيبو الترهيب (2704).
_ قال الجيلاني رحمه الله في فضل الصمد (2/446) : "(و الماشيان) زاد الحافظ إذا اجتمعا".
- و قال أيضا (2/ 447) : "(أفضل) لأن من بدأ بالسلام أولى الناس بالله".
17 _ السلام عند اللقاء و إن تكرر :
_ روى أبو داود في سننه و البيهقي في شعب الإيمان، عن أبي هريرة، قال : "إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه". صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (789).
_ قال المناوي رحمه الله في فيض القدير (2/436) : "(إذا لقي أحدكم أخاه) في الدين (فليسلم عليه) من اللقاء و هو كما قال الحراني اجتماع إقبال".
_ روى أبو داود في سننه و البخاري في الأدب المفرد، عن أبي هريرة، قال : "إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار، أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه أيضا" قال معاوية، وحدثني عبد الوهاب بن بخت، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله سواء. قال الألباني رحمه الله في الصحيحة (186) : قلت : و إسناد المرفوع صحيح، رجاله كلهم ثقات، و أما إسناد الموقوف؛ ففيه أبو موسى هذا، و هو مجهول و قد أسقطه بعضهم من السند، و قال الوادعي رحمه الله في الجامع الصحيح (3542) : هذا حديث حسن. و المعتمد على السند الثاني، إذ الأول موقوف، و فيه أبو موسى، هو مجهول.
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (14/83) : "بيان أربع صور للتسليم :
الأول : تسليم الرجل على الرجل تسليم اللقاء، ثم مفارقته إياه، ثم لقاؤه، فماذا يفعب؟ فأورد فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه، و فيه دلالة واضحة على تسليم الرجل كلما لقيه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر، ثم لقيه فليسلم عليه".
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عن أنس بن مالك، أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يكونون مجتمعين فتستقبلهم الشجرة، فتنطلق طائفة منهم عن يمينها وطائفة عن شمالها، فإذا التقوا سلم بعضهم على بعض. صححه الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد، و في الصححية (186).
_ روى البيهقي في الشعب، عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إذا اصطحب رجلان مسلمان فحال بينهما شجر وحجر ومدر فليسلم أحدهما على الآخر ، ويتبادلان السلام ". قال الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (355) : حسن.
_ قال الأمير الصنعاني رحمه الله في التنوير (1/576) : "(إذا اصطحب رجلان) الصحبة درجات كثيرة و المراد منها هنا إذا جمع بينهما طريق (مسلمان) إذ السلام من شعار أهل الإسلام (فحال بينهما شجر) في القاموس هو ما قام على ساقبنفسه دقّ أو جلّ قاوم الشتاء أو عجز عنه الواحدة بهاء (أو حجر أو مدر) بالدال المهملة المفتوحة الطين المتماسك أو بلدة الإنسان فإنها مدرته (فليسلم أحدهما على الآخر) فإن بالحيلولة قد تجدد بعد افتراق و باللقاء بعده اتفاق فيشرع التسليم (و يتباذلوا السلام) بالذال المعجمة من البذل و هو الإعطاء أي يبذل كل واحد سلامه للآخر".
18 _ وجوب رد السلام :
_ قال الله تعالى { وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ حَسِيبًا} (النساء 86).
_ قال القرطبي رحمه الله في الجامع لأحكام القرآن (6/490) : "الصحيح أن التحية ههنا : السلام؛ لقوله تعالى {و إذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله} [المجادلة 8]".
_ و قال أيضا (6/490) : "أجمع العلماء على أن الابتداء بالسلام سنة مرغب فيها، و رده فريضة لقوله تعالى {فحيوا بأحسن منها أو ردوها} [النساء 86]".
_ روى البخاري في الأدب المفرد البزار في المسند، و البيهقي في الشعب و الطبراني في الكبير، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إن السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض، فأفشوا بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب". قال الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (2705) : حسن صحيح.
_ قال الجيلاني رحمه الله في فضل الله الصمد (2/487) : "(ذكرهم السلام) فله فضل البدء و فضل السبب للذكر".
_ روى البخاري في صحيح، عن الحسن البصري قال : التسليم تطوع، والرد فريضة. قال الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد : صحيح الإسناد.
19 _ إرسال السلام :
_ روى مسلم في صحيحه و أبو داود في سننه، عن أنس بن مالك، أن فتى من أسلم قال : يا رسول الله، إني أريد الغزو وليس معي ما أتجهز، قال : "ائت فلانا، فإنه قد كان تجهز، فمرض"، فأتاه، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام، ويقول : أعطني الذي تجهزت به، قال : يا فلانة، أعطيه الذي تجهزت به، ولا تحبسي عنه شيئا ، فوالله، لا تحبسي منه شيئا ، فيبارك لك فيه".
_ روى البخاري في صحيحه، أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف : إن عائشة رضي الله عنها، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما : "يا عائش، هذا جبريل يقرئك السلام" فقلت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى" تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم".
_ قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (15/230) : "وفيه : استحباب بعث السلام، و يجب على الرسول تبليغه".
_ قال العلامة عبد السلام بن برجس رحمه الله في الإعلام ببعض آداب السلام (26-27) : "إذا حمل الشخص سلاما، فلا يخلوا من أحد مرين :
الأول : أن يُحمَّل سلاما، فلا يتحمله، إما بقوله ى أتحمل سلامك. أو بقوله : إن شاء الله، قاصدا التعليق، لا التحقيق. و ما شابه ذلك.
الثاني : أن يلتزم ما حُمِّلَه. و ذلك بقوله : سأبلغ سلامك، أو سأبلغه إن شاء الله. قاصدا التحقيق. و ما شابه ذلك.
فالأول : لا يجب عليه تبليغ السلام.
و الثاني : يجب لأنه تحمل أمانة، فأوجب على نفسه تبليغها. و الدليل على ذلك عموم الآيات و الأحاديث الدالة على وجوب حفظ الأمانة، و تأديتها. و الله أعلم".
أماكن يشرع فيها السلام
20 _ يسلم من أتى المجلس و من قام منه :
_ روى الحاكم في المستدرك -واللفظ له- و أبو داود و ابن ماجة و الترمذي و النسائي و أحمد و البخاري في الأدب المفرد، أسامة بن شريك، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عنده كأنما على رؤسهم الطير فسلمت وقعدت فجاء أعراب يسألونه عن أشياء حتى قالوا : أنتداوى، قال : "تداووا فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء" فسألوه عن أشياء، فقال : "عباد الله وضع الحرج، لا امرأ اقترض امرأ ظلما فذلك حرج وهلك" فقالوا : يا رسول الله ما خير ما أعطي الناس؟ قال : "خلق حسن". صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (3973) و في صحيح الأدب المفرد، و صححه الوادعي رحمه الله في صحيح الجامع (3543).
_ روى أبو داود و الترمذي و النسائي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحقَّ من الآخرة". صححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (183) و في صحيح الترغيب و الترهيب رقم 2707.
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (14/91) : "(إذا انتهى) أي : إذا جاء و وصل. (فليست الأولى) أي : التسليمة الأولى (بأحق) أي : بأولى و أليق (من الآخرة) بل كلتاهما حقٌّ و سنةٌ".
_ قال الأمير الصنعاني رحمه الله في التنوير (1/605) : "( إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم) على من فيه (فإن بدا له) غير مهموز أي : ظهر له (أن يجلس فليجلس) فلا يتوهم أن السلام إنما شرع لمن يريد الجلوس (ثم إذا قام فليسلم فليست الأولى) أي : اللفظة أو التحية أو الكلمة (بأحق من الآخرة) بل هما مثلان في الندبية و إن كانت العبارة إنما أفادت نفي عدم أحقية أحدهما و هو يحتمل أن الآخرة أحق".
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عن معاوية بن قرة قال : قال لي أبي : يا بني!، إن كنت في مجلس ترجو خيره، فعجلت بك حاجة فقل : سلام عليكم، فإنك تشركهم فيما أصابوا في ذلك المجلس، وما من قوم يجلسون مجلسا فيتفرقون عنه لم يذكر الله، إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار. صححه الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد و في الصحيحة (183).
_ و رواه الطبراني عن معاوية بن قرة عن أبيه قال : يا بني! إذا كنت في مجلس ترجوا خيره فعَجِلَتْ بك حاجة؛ فقل : السلام عليكم؛ فإنك شريكهم فيما يصيبون في ذلك لمجلس. صحيح الترغيب و الترهيب رقم 2709.
_ قال الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة (1/357) : "و السلام عند القيام من المجلس أدب متروك في بعض البلاد، و أحق من يقوم بإحيائه هم أهل العلم و طلابه، فينبغي لهم إذا دخلوا على الطلاب في غرف مثلا أن يسلموا، و كذلك إذا خرجوا، فليست الأولى بأحق من الأخرى".
21 _ التسليم لمن دخل البيت :
_ قال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا و تسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون} (النور 27).
_ قال السعدي رحمه الله في تيسير الكريم الرحمن (537) : "{و تسلموا على أهلها} و صفة ذلك ما جاء في الحديث : السلام عليكم أأدخل".
_ قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره (3/447) : " {فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية} قال سعيد بن جبير و الحسن البصري و قتادة و الزهري : يعني : فليسلم بعضكم على بعض. و قال ابن جريج : وحدثنا أبو الزبير سمعت جابر بن عبد الله يقول : إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تحية من عند الله مباركة طيبة".
_ قال السعدي رحمه الله في تيسير الكريم الرحمن (547) : " {فسلموا على أنفسكم} أي : فيسلم بعضكم على بعض، لأن المسلمين كأنهم شخص واحد، من تواددهم، و تراحمهم، و تعاطفهم.
فالسلام مشروع لدخول سائر البيوت، من غير فرق بين بيت و بيت".
_ روى أبو داود في سننه، عن أبي مالك الأشعري، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا ولج الرجل بيته، فليقل : اللهم إني أسألك خير المولج، وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا، ثم ليسلم على أهله". صححه الألباني رحمه الله في صحيح الكلم الطيب (62).
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (14/321) : "(إذا ولج) أي : دخل. (خير المولج) بفتح الميم و كسر اللام كالموعد، و يفتح. (خير المخرج) بالمعاني الثلاثة كذلك، و فيه إيماء إلى قوله تعالى : {و قل ربي أدخلني مدخل صدق و أخرجني مخرج صدق} [الإسراء 80] و هو يشمل كل دخول و خروج و إن نزل القرآن في فتح مكة؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. قاله القاري".

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05 Dec 2014, 08:46 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي

جزاك الله خيرًا

لكن أردت زيادة فائدة

قال الحافظ بن حجر في فتح الباري : ذهب الجمهور إلى أنه لا يسلم على الفاسق ولا المبتدع . قال النووي : فإن اضطر إلى السلام بأن خاف ترتب مفسدة في دين أو دنيا إن لم يُسلِّم سَلَّم . وكذا قال ابن العربي وزاد : وينوي أن السلام اسم من أسماء الله تعالى فكأنَّه قال : الله رقيب عليكم .

وقال المهلب : ترك السلام على أهل المعاصي سنة ماضية وبه قال كثير من أهل العلم في أهل البدع وألحق بعض الحنفية بأهل المعاصي من يتعاطى خوارم المروءة ككثرة المزاح واللهو وفحش القول والجلوس في الأسواق لرؤية من يمر من النساء ونحو ذلك اهـ . وحكى ابن رشد قال : قال مالك : لا يسلم على أهل الأهواء . قال ابن دقيق العيد : ويكون ذلك على سبيل التأديب لهم والتبري منهم .

وقال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه ( باب الهجر ) ، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) ثم ساق في الباب ثلاثة أحاديث في تحريم الهجر فوق ثلاث ثم قال : ( باب ما يجوز من الهجران لمن عصى ) وقال كعب حين تخلف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلمين عن كلامنا وذكر خمسين ليلة

ثم قال بعد ذلك في كتاب الإستئذان : باب من لم يسلم على من اقترف ذنبا ومن لم يرد سلامه حتى تتبين توبته وإلى متى تتبين توبة العاصي ، وقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : لا تسلموا على شربة الخمر . ثم ذكر طرفا من حديث كعب بن مالك قال : ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كلامنا وآتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم عليه فأقول في نفسي : هل حرك شفتيه برد السلام أم لا حتى كملت خمسون ليلة .وبوب أبو داود في سننه كتاب السنة باب مجانبة أهل الاهواء وباب ترك السلام على أهل الأهواء وذكر حديث كعب وغيره

قال الطبري : قصة كعب بن مالك أصل في هجران أهل المعاصي . والله أعلم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05 Dec 2014, 10:06 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

بارك الله فيك أخي الفاضل.
جزاك الله خيرا على الفائدة، سيأتي الكلام عن هذه المسألة في الجرء الثاني من المقال إن شاء الله.
وفقك الله.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 Dec 2014, 02:57 AM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخي الحبيب يوسف على جمعك الطيِّب المرتَّب، أسأل الله لك الهداية والتَّوفيق، واصل وصلك الله.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 Dec 2014, 01:43 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

بارك الله فيك أخي الحبيب فتحي، و جزاك الله خيرا على دعائك الطيب، و فقك الله لما يحبه و يرضاه.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 Dec 2014, 02:41 PM
أبوأمامه محمد يانس أبوأمامه محمد يانس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 372
افتراضي

جمع طيب أخي يوسف بارك الله لك في علمك ووقتك وزادك من فضله

ويا حبذا لو تنبه أخي الحبيب على بعض الصيغ المنتشرة اليوم في القاء السلام أو رده

كقولهم السلام للرد هكذا مجردة أو السلام تالله .....

موفق أخي الحبيب
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 Dec 2014, 04:19 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

اقتباس:
بعض الصيغ المنتشرة
تقصد مثل : السلام تالله.
ـ ابتسامة ـ
جزاك الله خيرا، وفقك الله لما فيه رضاه.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 Dec 2014, 07:53 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

موضوع مهم واختيار موفق وطرح جميل
جزاك الله خيرا يوسف
موضوع لم يعط حقه من التعليق والإشادة -للأسف-
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15 Dec 2014, 02:40 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

حفظك الله أبا معاذ و وفقك.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 15 Dec 2014, 02:52 PM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 759
افتراضي سلمك الله وبارك فيك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 16 Dec 2014, 11:35 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حياك الله و حفظك.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, آداب, تزكية, سؤال


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013