منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30 Mar 2020, 08:54 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي حديث الافتراق عند أهل الجماعة والاتّفاق. (متجدّد بإذن الله)







حديث الافتراق عند أهل الجماعة والاتّفاق.


لماذا ذكر نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم حديث الافتراق؟ ألأنّ الإسلام يدعو إلى الافتراق وتشتيت شمل المنتسبين إليه أم أنّ هناك أمرًا آخر، يدعونا إلى شرح الحديث، واستخراج منه ما نصل به إلى الأصل الذي دعا نبيّنا محمد (صلى الله عليه وسلم) إليه؟

سأتحدّث عن هذا الأمر، بعد المرور على عدّة مراحل، أذكر فيها تنبيها على عضو في منتدى جزائري يحوي كثير من العوام، وهذا العضو المتحايل على السُنَّة وأهلها، أراد تمرير عقيدة ينفي بها حديث الافتراق، الذي هو أساس توحيد الأمّة الاسلاميّة، ودونه يصير المسلمون في فوضى العبادة، وفوضى الاحتكام إلى شريعة الله، وفوضى السّير إلى الله. نسأل الله العافية والسلامة من كلّ ما يخالف الدّين الذي ارتضاه الله لعباده في هذه الحياة.



إنّ الأنبياء والرُّسل (عليهم الصّلاة والسلام) جميعهم جاءوا بـالتّوحيد ودعوا إلى الإعتصام بحبل الله المتين، فكانت رسالات الأنبياء (عليهم السلام)، الفيصل بين الحقّ والباطل، وبين الخير والشرّ، وبين طريق الهدى وسبيل الضّلال. قال الله تعالى:"كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213)" البقرة.

قال الشيخ السعدي مفسّرا للآية تفسيرا بليغا:
{ ( أي: كان الناس ) [ أي: كانوا مجتمعين على الهدى، وذلك عشرة قرون بعد نوح عليه السلام، فلمّا اختلفوا في الدّين فكفر فريق منهم وبقي الفريق الآخر على الدّين، وحصل النّزاع وبعث الله الرّسل ليفصلوا بين الخلائق ويقيموا الحجة عليهم، وقيل بل كانوا ] مجتمعين على الكفر والضلال والشقاء, ليس لهم نور ولا إيمان، فـرحمهم الله تعالى بإرسال الرسل إليهم ( مُبَشِّرِينَ ) مَن أطاع الله بثمرات الطاعات, من الرزق, والقوّة في البدن والقلب, والحياة الطيّبة, وأعلى ذلك, الفوز برضوان الله والجنة.
( وَمُنْذِرِينَ ) مَن عصى الله, بثمرات المعصية, من حرمان الرزق, والضعف, والإهانة, والحياة الضيقة, وأشد ذلك, سخط الله والنار.
( وَأَنزلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ) وهو الإخبارات الصادقة, والأوامر العادلة، فكلّ ما اشتملت عليه الكتب, فهو حقّ, يفصل بين المختلفين في الأصول والفروع، وهذا هو الواجب عند الاختلاف والتّنازع, أن يرد الاختلاف إلى الله وإلى رسوله، ولولا أنّ في كتابه, وسنّة رسوله, فصل النزاع, لما أمر بالرد إليهما.
ولمّا ذكر نعمته العظيمة بإنزال الكتب على أهل الكتاب, وكان هذا يقتضي اتّفاقهم عليها واجتماعهم، فأخبر تعالى أنّهم بغى بعضهم على بعض, وحصل النّزاع والخصام وكثرة الاختلاف.
فاختلفوا في الكتاب الذي ينبغي أن يكونوا أولى الناس بالاجتماع عليه, وذلك من بعد ما علموه وتيقّنوه بالآيات البيّنات, والأدلة القاطعات, فضلّوا بذلك ضلالا بعيدا......} انتهـ.

وقال سبحانه، وهو يرشد النّاس إلى الطّريق المستقيم، طريق الله القويم، الذي به يجتمع المختلفون، وتتآلف به القلوب، بعد تصارع المصالح وتشتّت الأهواء، وتفرّق القلوب، الذي نتج عن البغي والظلم والحسد، قال تعالى:" إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ ...".(آل عمران)

قال الشيخ السعدي رحمه الله، بعدما أظهر أهميّة التّوحيد الذي جاء به الإسلام، وكان هو المحور الرئيس، الذي لأجله بُعثت الرُّسُل وأُنزلت الكتب، وقد ذكر سبب تفرّق الأمم السابقة، قال رحمه الله:
{...وإنّما اختلف أهل الكتاب بعد ما جاءتهم كتبهم تحثهم على الاجتماع على دين الله، بغيا بينهم، وظلما وعدوانا من أنفسهم، وإلاّ فقد جاءهم السبب الأكبر الموجب أن يتبعوا الحق ويتركوا الاختلاف، وهذا من كفرهم، فلهذا قال تعالى (وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ ) فيجازي كل عامل بعمله، وخصوصا مَن ترك الحق بعد معرفته، فهذا مستحق للوعيد الشديد والعقاب الأليم...} انتهـ.

وعلى هذا، كلّما ابتعد العباد عن التّوجيه الربّاني الحكيم إلاّ وتفرّقوا وتمزّقت أواصرهم، وكانت فئة تبغي على أختها، وجماعة تطغى على أخرى، حين تمتثل لـحظوظ النّفس وتحتكم إلى الأهواء.



فحديث الافتراق، حديث يحدّد الجماعة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن ننتمي إليها ونتمسّك بأصولها وقواعدها، لننجو من الهلاك، وهي: ما كان عليه هو صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين.

وعلى هذا فإنّ الّذين نفوا وأنكروا وجود حديث افتراق أمّة محمّد صلى الله عليه وسلم، يزعمون أنّ تصحيحه، يعني تفرقة الأمّة وتشتيتها، بينما الحقيقة، أنّ حديث الافتراق يصفّي الأمّة من الدّخلاء عليها، من منافقين وزنادقة ومبتدعة وأهل أهواء.

فالذي يدعو إلى شريعة الله بما يمليه عليه هواه، زيادةً أو نقصانا، وهو يعتقد جازمًا صحّة مذهبه، ويدعو إليه، فهو كالذي اعتقد أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد قصّر في تبليغ الرسالة، وقد يقصد بعض هؤلاء الزنادقة، بطرق احتيالية، إيهام النّاس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد خان رسالة الله، ولم يؤَدِّ الأمانة على وجهها. فحاشاه أن يكون قد خان، وقد بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمّة وجاهد في الله حقّ جهاد. صلى الله عليه وآله وسلّم.

قال الله سبحانه: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ(67)" (المائدة).

يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير بعض من الآية على وجازة الألفاظ وبلاغتها:

{هذا أمر من الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم بـأعظم الأوامر وأجلّها، وهو التّبليغ لما أنزل الله إليه، ويدخل في هذا، كلّ أمر تلقته الأمّة عنه صلى الله عليه وسلم من العقائد والأعمال والأقوال، والأحكام الشرعية والمطالب الإلهية.
فبلّغ صلى الله عليه وسلم أكمل تبليغ، ودعا وأنذر، وبشّر ويسّر، وعلّم الجهّال الأميّين حتّى صاروا من العلماء الربّانيّين، وبلّغ بقوله وفعله وكتبه ورسله. فلم يبق خير إلاّ دل أمّته عليه، ولا شرّ إلاّ حذّرها منه، وشهد له بالتّبليغ أفاضل الأمّة من الصحابة، فمن بعدهم من أئمّة الدّين ورجال المسلمين...} انتهـ المقصود.

وبعد سؤال حول حديث الافتراق، قال فيه للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله:

السؤال: حديث افتراق الأمّة الثلاثة والسبعين كلّها ..؟

فأجابه الشيخ رحمه الله: أحاديث افترق الأمّة متواترة، واحدة في الجنّة والثنتان والسبعون في النّار، متوعّدون بالنار على حسب ما عندهم من المخالفة للشرع ولا يلزم أن يكونوا كلّهم كفّار على حسب أحوالهم.

ثمّ تطرّق المحاور وهو يدارسه كتاب تفسير القرآن لابن كثير، وبالتحديث تفسير سورة المائدة، ذكر:
(...قال البخاري عند تفسير هذه الآية: حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان عن إسماعيل، عن الشعبي عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: مَن حدثّك أنّ محمدًا كتم شيئًا ممّا أنزل الله عليه فقد كذب، وهو يقول: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ" [المائدة:67] الآية، هكذا رواه هاهنا مختصرًا، وقد أخرجه في مواضع من صحيحه مطولًا، وكذا رواه مسلم في كتاب الإيمان، والترمذي والنسائي في كتاب التفسير من سننهما من طرق عن عامر الشعبي، عن مسروق بن الأجدع، عنها رضي الله عنها، وفي الصحيحين عنها –أيضا- أنّها قالت: لو كان محمد ﷺ كاتمًا شيئًا من القرآن لكتم هذه الآية (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ) [الأحزاب:37].

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي: حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد عن هارون بن عنترة، عن أبيه قال: كنت عند ابن عباس، فجاء رجل فقال له: إنّ ناسًا يأتونا فيخبرونا أنّ عندكم شيئًا لم يُبْدِهِ رسول الله ﷺ للناس فقال ابن عباس: ألم تعلم أنّ الله تعالى قال: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَوالله ما ورثنا رسول الله ﷺ سوداء في بيضاء، وهذا إسناد جيد، وهكذا في صحيح البخاري من رواية أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي قال: قلت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي ممّا ليس في القرآن؟ فقال: لا، والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، إلا فهمًا يعطيه الله رجلًا في القرآن، وما في هذه الصحيفة، قلت: وما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر.


جمع وتعليق : أم وحيد بهية صابرين.



...يتبع...إن شاء الله...

الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	إن الدين عند الله الإسلام.png‏
المشاهدات:	5009
الحجـــم:	81.3 كيلوبايت
الرقم:	7883   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	وتفترق أمتي.PNG‏
المشاهدات:	10697
الحجـــم:	200.6 كيلوبايت
الرقم:	7880   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	ستفترق هذه الأمّة.png‏
المشاهدات:	26967
الحجـــم:	439.0 كيلوبايت
الرقم:	7882  
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013