نداء وبيان إلى الأمة المسلمة الجزائرية ومحبي الخير للمسلمين

[سيف أبوحفص]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فيقول الله تعالى: ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون),
قال صلى الله عليه وسلم"ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة"
وقال أيضا"والدال على الخير كفاعله"
وقال أيضا"والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه"
أيها الشعب المسلم الجزائري:
تالله لن تكون مسلما إلا إذا حافظت على الإسلام, ولن تحافظ على الإسلام إلا إذا فقهته,ولن تفقهه إلا إذا كان فيك من يُفَقهك فيه.ولهذا فرض الله على كل شعب إسلامي أن تنفر منه طائفة لتتفقه في الدين وترجعها إلى قومها بالإنذار,فبذلك يرجى لهم الرجوع إلى الله ,وماهو الا الرجوع من الضلال إلى الهدى,ومن الباطل إلى الحق,ومن الإعوجاج إلى الإستقامة,ومن الشقاوة إلى السعادة,ومن النقص إلى الكمال,وقد بين الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أن طرق العلم هي طرق الجنة فمن سلك طريق هذا سهل له طريق ذاك .وبين على أن من دل مثل هذا الخير_ بقوله أو عمله_ فهو كمن فعله,وبين أن المعينين لإخوانهم في الخير يعينهم الله,ومن إعانته لهم تيسير ذلك الخير عليهم إلى مثله من الخير(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) ومن إعانته لهم والتعويض عليهم عما أنفقوا بالعطاء المضاعف الكثير(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً),( وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
أيها الشعب المسلم الجزائري:
أما إبنكم هذا الشيخ فركوس حفظه الله ,حامل القرآن فقد هبَّ هبّة الريح لطلب العلم والتفقه في الدين,يحمل الإيمان في قلبه والقرآن العظيم في صدره,والروح الجزائرية المسلمة في لحمه ودمه , وخير دليل أنه كان إذا تعلم مسألة يقول وددت أن أطير إلى بلدي لأعلمهم إياها,لايقصد إلا أن يتعلم فيعلم ويتفقه فيُفقه, ولايرجو من ذلك إلا رضا الرب ونفع عباده.
وقد أظهر بعض أعداء الدين له البغض والكره والتكلم فيه بأشنع الأوصاف فكونوا له سندا,وإنما يُبتلى المرء على قدر دينه,وأما هذا العبد الضعيف أمام ربه فإنه بفضل الله ثم بفضل كل معين في الخير, قد تقبل جميع ممن يأتيه من الكرام الوافدين والأبطال المتجردين وأقام لهم مايلزمهم من دروسهم والإجابة عن أسئلتهم في تلك المكتبة الصغيرة ,مسخرا نفسه بلا مقابل بغية الأجر لاغير ,وزد على هذا نفقته في سبيل العلم ,وضم إليه من الشيوخ كأمثال شيخنا الأزهر وجمعة حفظهما الله ومن كبار تلامذته من يعينه على تعليمهم والحمد لله .
وأما أنت أيها الشعب الكريم فإننا ندعوك بدعوة الله إلى مدّ يَد المعرفة على هذا العمل الواجب العظيم ,ندعوكم لإعانة أهل الدعوة أمثال شيخنا فركوس وطلبة العلم العاملين بالقرآن والسنة بكل ماأوتيتم من خير.ونذكركم وهذا معلوم عندكم من السنوات الماضية-أن الشيخ فركوس حفظه الله لايلتفت إلى الطاعنين فيه لكن يحذر منهم فكونوا معه على كلمة واحدة وذُبوا عن السنة تُفلحوا في الدنيا والآ خرة.
فهلموا إلى الأخذ من علمه ومن عنده وتعاونوا على الخير وانشروا إرث الأنبياء- أيها الإخوة- والله المستعان,والسلام عليكم
.................................................. ..
من مقال الشيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس بتصرف كبير من سيف أبو حفص غفر الله ولوالديه