منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 Jan 2018, 02:03 PM
أبو عبد الرحمن أسامة أبو عبد الرحمن أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 509
افتراضي [تفريغ]: (التعليق على حديث "أوصيكم بتقوى الله"2) لسماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله [دروس الحرم المكي 15-9-1423]

«التّعليق على حديث: (أوصيكم بتقوى الله) 2»

لسماحة الشَّيخ العلاَّمة:
صالح بن مُحمَّد اللُّحَيْدَان
حفظه الله تعالى ورعاه، وثبته على الإسلام والسنة، وجزاه عنا خير الجزاء



كلمةٌ ألقاها سماحته بالحرم المكِّي يوم: 15-9-1423هـ
وبعدها تفضل بالإجابة على بعض أسئلة الحاضرين
أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها الجميع


لتحميل المادّة الصّوتية برابطٍ مباشرٍ:
(الجزء الأوَّل)
(الجزء الثَّاني)


(تصفح التفريغ)
(تحميل التفريغ)

التَّفريغ:

... الهادي الأمين، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهديهم واتَّبع سنَّتهم إلى يوم الدين،
وبعد:
فقد روى الإمام أحمد والترمذي وأبو داود وغيرهم من حديث العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: «وعظنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمَّر عليكم عبد..» وفي رواية: «عبد حبشي كأن رأسه زبيبة» «..فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإنَّ كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة»، وفي رواية أخرى: «وكل ضلالة في النار».

النبي -عليه أفضل الصلاة والتسليم- هو أفصحُ العرب، وأبلغُ من وعظ، وأصدقُ من تكلَّم من الخلق -صلوات الله وسلامه عليه-، وهو رؤوف بالأمة، عطوفٌ عليها، مُشفِق عليها -صلوات الله وسلامه عليه-، وصفه مولاه جلَّ وعلا بأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم، فوعظ أصحابَه، وأحسَّ أصحابُه -رضي الله عنهم وأرضاهم- أنَّ هذه الموعظة البليغة الهامَّة موعظةُ مَن يُوشك أن يترك أصحابَه وينتقل؛ فقالوا: «كأنها موعظة مودِّع فأوصنا»، فأوصاهم -صلى الله عليه وسلم- بما فيه جِماع الخير: تقوى الله.

تقوى الله هيَ: طاعته جلَّ وعلا بإخلاص العبادة له، وأداء واجبات الدين، وترك المحرمات، وترك المكروهات، والتقرب مع ذلك إلى الله جلَّ وعلا بنوافل الطاعات.

تقوى الله جلَّ وعلا: أنْ يجعل الإنسان بينه وبينَ سخط ربه جلَّ وعلا حاجزًا ووقايةً؛ مِن الإيمان بالله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، والتَّقرُّبِ إلى المولى جلَّ وعلا بما يُحبّه سبحانه وتعالى ويرضاه.
بِكفّ الأذى، وإيصال الخير، والرفق بعباد الله المسلمين والشفقة عليهم، والاجتهاد في إيصال النفع لهم ودفع المضار عنهم، لأنَّ المسلم أخو المسلم لا يُؤمن حتى يُحبّ لأخيه ما يُحب لنفسه.

وأوصاهم -صلى الله عليه وسلم- بالسَّمع والطَّاعة لمن تولَّى أمرهم لِما في السمع والطاعة مِن عمارة الأرض، وثبوت الأمن، واستقرار الأحوال، والسعي في مناكب الأرضِ في طلب الرزق والدعوة إلى الله، ولأنَّ في ضدّ ذلك الفوضى والاضطرابَ والشّرَّ والبلاءَ المستطيرَ والخوفَ المتفاقمَ، ولا تكون حياةٌ مستقرّةٌ إذا كان الخوفُ والاضطراب وقلَّة الحول والتهول ساريًا في مجتمعٍ ما.

والرؤوف الرحيم بالأمة يعلم -صلى الله عليه وسلم- ثمرات الاستقرار والأمن والاطمئنان، ويعلمُ الشَّقاء الذي يُضادُّ ذلك، ولذا بيَّن -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المخرَّج في الصحيحين أهميَّةَ عمارة الحياة بطاعة الله جلَّ وعلا.

ثم يقول -عليه أفضل الصلاة والتسليم- في وصيَّته للسمع والطاعة: «وإن تأمَّر عليكم مَن لا ترضون إمارته»، والعرب كانوا لا يرون لأحد سيادةً عليهم، ويرى الراعي منهم أنَّ شرفه فوق شرف كسرى وقيصر، ولذا ما كانوا يرون كفاءة ملوك الفرس والروم لبنات سائر العرب، فبيَّن -صلى الله عليه وسلم- أنَّ السمع والطاعة واجبان ولو كان المتأمِّر مَن يرونه عبدًا لا يليق في نظرهم بأن يكون مساويا فَضْلًا عن أن يكون أميرا.

ثم بيَّن -صلى الله عليه وسلم- أنَّ من يَطُل عمره سوف يرى اختلافا كثيرا، وكأنه -صلوات الله وسلامه عليه- ينظر مِن وراء ستار إلى ما يختفي في المستقبل، وقد حدث في عهد أصحابه ومَن بعدهم اختلافٌ كثير، ولا يزال الاختلاف يحدث تارة وتارة مما نسمعه ونُشاهده في هذا الزمن مِن تغيّرات كثيرة؛ وقلَّ أن تتغيَّر مِن حَسَن إلى أحسن، أو مِن شرّ إلى خير، أو مِن غفلة إلى يقظةٍ للدين وانتباهٍ، يُؤكد ذلك قول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيح: «لا يأتي يوم إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم».

ويؤكد -صلى الله عليه وسلم- الأمرَ بالثَّبات على الحق وما كان عليه الناس في عهده وبخاصة ما كان عليه خلفاؤه الراشدون أفضلُ هذه الأمة بعد نبيها -صلى الله عليه وسلم-؛ فيقول: «عليكم بسنتي»، سُنَّته -صلى الله عليه وسلم- هي: أفعالُه وأقوالُه وما يُفعل عنده ثم يُقرّه هو ولا يستنكره.

«فعليكم بسنتي» يأمرنا بلزومها والتمسك بها والدعوة إليها لأنها خيرُ سُنَّة لهذه الأمة، لا طريقَ أسلمَ ولا أقومَ من طريق محمد -صلى الله عليه وسلم-، ثم لا طريق بعده أقوم من طريق خلفائه الراشدين، ولذا قال: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديّين من بعدي، عضُّوا عليها بالنواجذ» تشدَّدوا بالتمسك بها؛ لأنَّ من ترك سُنَّة اندفع إلى بدعة، ومن غفل عن هُدًى تلقَّفه الأعداء إلى طريق ضلالةٍ، ومَن سلك الطريق الآمن وسار في طريق الصالحين في طريق محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الأكرمين -رضي الله عنهم- صار آمنا.

«فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديّين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ» تمسَّكوا بها غاية التمسك؛ بِأن لا يُزَحْزِحَكم عنها هوى لا رغبة ولا رهبة.

واحذروا؛ يقول: «وإياكم ومحدثات الأمور» يعني: أنَّ دينكم كمُل فلا تحتاجون إلى زيادة، وأنَّ الطريق وَضُحت فلا تلتمسوا سواها، والعدلُ نُصبت أعلامه ومُهّدت طريقه فلا تلتفتوا إلى غير طريق محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته.

«إياكم ومحدثات الأمور» احذروها.
«فإن كل محدثة بدعة» كل أمرٍ من أمورٍ يُراد بها التقرب إلى الله لم تكن في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته فهي من محدثات الأمور وهي بدعة، وكما يقول حسان -رضي الله عنه-:
................ *** إنَّ الخلائق فاعلم شرها البدع
«فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» لا يحتاج الناس في أمور دينهم إلى استحداث أمرٍ ولا اختيارِ نوعِ عبادةٍ، حسبُهُم سُنّة نبيهم -صلى الله عليه وسلم- وسُنَّة خلفائه الراشدين ومنهجهم في أمور دينهم وتمسّكهم بمسلك نبيهم -صلى الله عليه وسلم-.

فإنَّ من أخذ طريق الضَّلالة أدَّى به إلى مواقع الهلكة، وأبعده عن رضا الله وحماه، ومن بعُد عن رضا الله وحماه كان في هوى الشيطان، والعياذ بالله.

أنصحُ الخلق للخلق: محمدٌ -صلى الله عليه وسلم-، وأصدقُهم في كلّ قولٍ، وأبرُّهم في كل عملٍ، وقد تركنا -صلى الله عليه وسلم- على المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها؛ التي لا يزيغ عنها إلا هالك، لا يضلُّ عنها ويتركها ملتمسًا غيرها إلا من كان هالكًا مع الهالكين، وإنَّ الهلاك المُرَّ المُؤلم هو: الهلاك في أمر الدين، والضَّلالُ عن هدي سيد المرسلين -صلوات الله وسلامه عليه-.

وإن الحياةَ الجديرةَ بالاهتمام والاعتزاز بها: الحياةُ الطيبة التي وعدها الله جلَّ وعلا مَن آمن بالله جلَّ وعلا وأدَّاه إيمانه إلى طاعةِ الله وطاعةِ رسوله والتّقرّبِ إلى الله جلَّ وعلا بنوافل الطاعات مع فرائضها، حَمَلَهُ إيمانُه بالله وتيقّنه أنَّه مُلاقٍ الله جلَّ وعلا وأنَّ ربه سائله ومحاسبه، حَمَلَهُ على الاستعداد ليوم اللقاء بتقديم الزاد والحجة وما ينفع قبل أن يُغلق الباب ويُطوى الكتاب، وتنقطع الأسباب، فإن ابن آدم إذا مات انقطع عمله إلا ما استثناه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما كان أعدَّ أسبابَه قبل موته، في الحديث الصحيح الذي يقول فيه -صلوات الله وسلامه عليه-: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: علم يُنتفع به، أو صدقة جارية -أي مستمرة النفع-، أو ولد صالح يدعو له» وما سوى ذلك يكون أُغلق الباب وأُسدل السّتار فلا عمل.

والإنسان ينبغي أن لا يتَّكل على ما بعده؛ بل عليه أن يأخذ زاده في حياته، وأن يستعدّ لرحلته بتدبيره واجتهاده وتوكّله على خالقه جلَّ وعلا، وأن يُحسِن التوكل عليه والتّبرّأ مِن الحول والقوة إلا به، وَلْيُكثر من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله" فإنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال عن هذه الكلمة: «إنها كنز من كنوز الجنة» كما في صحيح البخاري وغيره.

فاجتهد أيها المسلم؛ قوِّ علاقتك بربك جلَّ وعلا بالإكثار من طاعته والسَّعي في سبيل مرضاته، وحاسِبْ نفسك في الصَّباح عما مضى وعما تستقبله في يومك، وحاسِبْها في المساء عما مضى في يومك وما تستقبله في ليلتك، فإنَّ من وُفِّق لحساب نفسه قبل عرض الحساب يسَّر الله له جلَّ وعلا الخروج بنتائجَ حسابيَّةٍ طيِّبَةٍ نافعةٍ، ومن غفل فإنما يغفل عن نفسه، ومن فرّط فإنما يُفرّط في مستقبله، فإنَّ المستقبل حقا هو المستقبل المقبِل في الآخرة؛ وثمراته إنما تتحقق بحسن المتابعة لمحمد -صلى الله عليه وسلم- ولخلفائه الراشدين؛ بشديد التّمسّك بآداب الإسلام وقِيَمِه، والابتعاد عما يُضادُّ ذلك من الأخلاق والعقائد والعادات والمعاملات، وأن يكون المسلم في أموره كلها شديد الحياء من الله جلَّ وعلا في المواقف العامة والخاصة وعندما يخلو لا أحدَ معه ولا يطّلع عليه مُطَّلع سوى من لا تخفى عليه خافية.

فيا عباد الله: ﴿اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا، وليتفقد كل واحد نفسه وما قدمه من عملٍ، وَلْيَصْطحب النّيّة الصَّالحة لِما يأتي به من العمل؛ فإنَّ الإنسان إذا نوى الخير إنْ وُفّق إلى تحقيق ما نوى فلا تسأل عن ثمرات ذلك الخير، وإن قدّر الله أن يُحال بينه وبين ما أراد من الخير فإنَّ الله لا يُضيع ثمرة هذه النية كما جاء ذلك في الحديث الصحيح: «إن الله كتب الحسنات والسيئات، فمن همَّ بحسنة فعملها كتبها الله له عشر حسنات إلى مائة إلى سبع مائة ضعف إلى ما لا يعلمه إلا الله»، وهذا التفاوت إنما سببه الإيمان؛ فمن كان أقوى إيمانا وأصدقَ في الرَّغبة في الخير وأشدَّ توقّيا للسيئات وأجملَ عملا وأكثرَ موافقة للسُّنّة كانت أعماله أعظمَ فائدة وأجلَّ نفعا، وإن همَّ بعمل مما يُحبه الله جلَّ وعلا ويرضى وحيل بينه وبين أدائه مِن عجز أو عائق أو مانع بشريّ كتب الله له جلَّ وعلا ما نوى عملا كاملا؛ وهذا فضلٌ عظيمٌ من المولى الكريم.

فينبغي أن يُكثر المسلم من نيَّة فعل الخير؛ ما يرى أنه قادر عليه الآن وما يرجو أن يقدر عليه في المستقبل، بل ويتمنَّى من الله جلَّ وعلا أن يُوفّقه لمسابقة من يقومون بجلائل الأعمال، فقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- عمن أعطاه الله مالًا وعلما ووفَّقه لإنفاق المال في وجوه البرّ، وآخر أعطاه الله علما ولم يعطه مالا فقال: «لو أن لي من المال مثل فلان لعملت به مثل عمل فلان» يقول النبي -صلوات الله وسلامه عليه-: «فهما في الأجر سواء» والحديث في الصحيح.

فانظر أيها المسلم إلى كثرة أسباب الخير وجوانب الأجر ومحقّقات عظيم النَّفع، فسبحان الكريم الأكرم اللطيف الخبير الذي هيَّأ لعباده أسبابَ النَّجاة ويسَّر لهم ما يقدرون عليه وما قد لا يقدرون عليه، فما قد لا يقدرون عليه يسَّر لهم بلوغ نيَّاتهم إليه ثم عظيم ثوابه على نياتٍ وإن لم تتحقَّق، كما أنَّ من تعلَّقت نفسه بالشر وتمنَّى إدراكه والعمل به ولم يثنه عنه إلا عجزه يكون شريك الآثمين؛ يقول النبي في هذا الحديث: ورجل أعطاه الله مالا ولم يعطه علما فصار يتخبَّط في مال الله؛ لا يصلُ فيه رحما، ولا يعرف فيه لله حقا، ولا يتورَّع من شر وآخر لم يعطه الله علما ولا مالا ولكن كان معجبا بهذا السيء فيقول: لو أنَّ لي مالا عملت كما يعمل هذا ونفسه متطلّعة لعمل هذا الشرير «هما في الإثم سواء».

النّيّة التي لا ينثني الإنسان عنها إلا عجزا ونفسه متطلّعة لتحقيق ما ينويه مِن البلاء يترتب عليه آثامه، ومثلُ ذلك قول الله جلَّ وعلا عن الحرم ﴿وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ.

فمن أراد الشّرّ وعقد النّيّة عليه وما يثنيه عنه إلا عجزه عن إداركه يُحيق به سوء قصده وخبيثُ مراده، فينبغي للمسلم كلَّما لاحت له فِكَر سيئة وإرادات خبيثة أن يتدارك نفسه بالتوبة والاستغفار، فإنَّ التوبة والاستغفار يمحو الله بهما ما قد يكون عَلِق بالنفس الأمارة بالسوء.

اللهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، نسألك في هذا اليوم المبارك وفي هذه البقعة المباركة وعند بيتك العتيق نسألك بأسمائك وصفاتك أن لا تُفرّق جمعنا هذا يا إلهنا ومولانا إلا وقد كتبتنا من عتقائك من النار وأعتقت رقاب أمواتنا من آباء وأمهات وقرابات وسائر الأحباب والأصدقاء من النار، كما نسألك عتق رقاب من مات لا يُشرك بك شيئا مؤمنا بك وبكتابك ورسولك وملائكتك وأنبيائك يا حي يا قيوم.
اللهم عاملنا بعفوك، واستعملنا بطاعتك، وهيّء لنا من أمرنا رشدا، وارزقنا صدق الرجوع إليك وصادق الإنابة يا إلهنا ومولانا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم اغفر للمسملين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم اغفر للأحياء ويسّر لهم أمورهم، وارحم الأموات ونوّر عليهم قبورهم، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام والسنة، ومن توفَّيته فتوفَّه على الإيمان يا ذا الجلال والإكرام.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت قلت وقولك الحق ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ وقلت يا إلهنا ومولانا ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ نسألك وندعوك يا إلهنا أن تُبدّل سيئاتنا حسنات، وأن تُبدّل فرقة أمتنا اجتماعًا، وأن تُبدّل ذلّة أمتنا عزا ورفعة ومنعة، وأن تُبدّل تناحرهم وبعدهم عن دينهم وإعراضهم عن سنّة نبيّك -صلى الله عليه وسلم- اتفاقا واتحادا وتعظيما للسنة وتحكيما للشرع يا إلهنا عاجلا غير آجل.
اللهم إنك تعلم أنه لا عزّ لنا ولا مجد ولا رفعة إلا بصادق طاعتك وعظيم إجلال دينك واتباع هدي نبيك؛ فوفّق المسلمين في كل مكان لذلك يا ذا الجلال والإكرام، واصرفهم عن سائر البدع والآثام.
اللهم يا إلهنا ومولانا إنك تعلم افتقار العباد إليك وافتقارنا إليك وشدة حاجتنا إلى لطفك ورحمتك ومغفرتك؛ نسألك بأسمائك وصفاتك أن تُغيث قلوبنا بغيث الإيمان، أن تملأ جوانحنا من خوفك وتعظيمك وإجلال دينك، وأن تُغيث بلادنا غيثا عميما مباركا صِحًّا غدقا مُجلِّلا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل، وأن تجعل ذلك منك عن رضا، وأن تُنزل فيه البركة والنفع للحاضر والمُقبل يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت أنت الحي القيوم، نسألك يا إلهنا ومولانا أن ترفع الذّلّة عن المسلمين، وأن تُنزل عذابك وعظيم بطشك على الكفار المجرمين، وأن تزيد اليهود منهم عذابا ونكالا وكلّ من آذى المسلمين من الكفار يا حي يا قيوم.
اللهم اهد ضال المسلمين، وأشبع جائعهم، وأمّن خائفهم، وأغن فقيرهم، وأعزّ ذليلهم، واقهر عدوهم، وانتصف لمظلومهم، وأصلح قادتهم، ووفقهم للعمل الصالح والسعي في مصالح عبادك عاجلا غير آجل، ووفق يا إلهنا وزد من كل خير من ولّيته أمر هذه البلاد، اللهم اجعله مباركا صالحا مصلحا نافعا في أموره كلها، وأصلحه وأصلح له ذريته وإخوانه وأعوانه وأهل بلده والمسلمين في كل مكان.
اللهم احفظ به أمن البلاد، وأمّن به سبلها، وانصر به الحق والعدل وأهله والفضل، واجعله هاديا مهديا، واجعل ذلك يا إلهنا منك عن رضا، ووفقه للشكر على ذلك بمضاعفة الجهد فيما يُرضيك، واجعلنا وإياه من عبادك الصالحين، سبحانك لا إله إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد البشر أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.اهـ

فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
10 / جمادى الأولى / 1439هـ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 Jan 2018, 02:41 PM
عبد الله سنيقرة عبد الله سنيقرة غير متواجد حالياً
عفا الله عنه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 268
افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك فيك على جهدك، وجعله في موازين حسناتك.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, أوصيكم, اللحيدان

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013