منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 Nov 2007, 10:18 PM
أبو عاصم جمال الربيعي أبو عاصم جمال الربيعي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 16
افتراضي إغناء المعارف في الرد على من وازن بين حسنات وسيئات المخالف ( رد على بدعة الموازنات)

إغناء المعارف في الرد على من وازن بين حسنات وسيئات المخالف
( الرد على بدعة الموازنات )





بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
أخي الكريم قبل أن تبدأ القراءة دع التعصب جانبا وأقوال الرجال زنها بمقياس أهل السنة فما وافق الحق فخذه وما خالفه فاضرب به عرض الحائط .
فاعرف الحق تعرف أهله ، ولا تعرف الحق بالرجال .

سأذكر لك – إن شاء الله تعالى- بدعة خطيرة ظهرت في عصرنا ( وهي تخفى على الكثيرين ويخفى عليهم شرها وخطرها) وسأحاول الرد عليها بما استطعت
وهذه البدعة هي الموازنة .

ويقصدون بها : ذكر حسنات المبتدع في مقابل ذكر سيئاته إذا رددت عليه .
ويقولون أن هذا من العدل الذي أمرنا به ( ولو كان عدلا لما سبقوا السلف إليه بل ولبينه نبينا صلى الله عليه وسلم لأمته ولذكره ربنا عز وجل في كتابه )
فمثلا : لو حذرت من مبتدع وقع في بدعة الخروج فتقول :
فلان قال ببدعة الخوارج لكن له جهود في الدعوة إلى الإسلام وألف الكتب وجاهد الكفار... إلى غير ذلك من الحسنات .

وخطر هذه البدعة يكمن في أمرين :
الأول : مخلفتها للهدي الرباني والهدي النبوي وسبيل المؤمنين .
الثاني : محاولة رفع أهل البدع ، وهو من الخطورة بمكان فلو رفع أهل البدع لفسد الدين.

ولقد انبرى أهل العلم لها وكشفوا زيغها – ولله الحمد- كالعلامة ابن باز والعلامة ابن عثيمين والمحدث العلامة الألباني والمحدث العلامة ربيع المدخلي والعلامة الفوزان – رحمهم الله الأموات وحفظ الأحياء- وغيرهم كثير .

فأردت تلخيص ماكتبوه في هذا المقال المتواضع لإيصال الفكرة إلى طالب الحق وتذكير أهل الحق .
وحالي في هذا المقال كقول العلامة الشيخ بكر أبو زيد – حفظه الله وشافاه- في كتابه ’’النّظائر‘‘(ص17): (( و جميع ما ذكرته ليس لي فيه من فضل سوى الجمع و التّرتيب، و بعد ديمومة النّقلة و التّرحال من كتاب إلى آخر، حتّى لو قلت لكلّ جملة منها: عودي إلى مكانِك لما بقيَ لي منها إلاّ النّزر اليسير )).

وقسمت هذا المقال إلى قسمين :
الأول : الرد على هذه البدعة .
1- بكتاب الله عز وجل .
2- بالسنة النبوية الصحيحة .
3- بأقوال السلف الصالح ومن سار على نهجهم .
4- بالعقل السليم .
الثاني : الرد على بعض الشبهات المثارة حولها ( وأغلبها من الشبه المتمسك بها)

وكما سبق فإنني راعيت الإختصار على قدر المستطاع حتى لا يمل القارئ وةتسنى للكثيرين القراءة .
فللأسف هجرت المواضيع العلمية الطويلة ( إلا ما رحم ربي) .
فنسأل الله التوفيق والسداد والإفادة والإستفادة .

- القسم الأول : الرد على البدعة :

1- بكتاب الله عز وجل :

مما لا يخفى أن كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور فمن تمسك به نجى ومن خالفه هلك.
وقد تكلم الله عز وجل في أقوام ( سواء بالمدح أو الذم ) من المؤمنين والكافرين والمنافقين وغيرهم .

وسأذكر لك أخي ( زادك الله حرصا) المنهج الرباني في الرد على المخالفين .
لتعلم الحق المبين من رب العالمين لتكون على بصيرة من هذا الدين ( أي بدعة الموازنة وسميتها دينا لأن الكثيرين صاروا يدينون الله بها ويبدعون من تركها)

قال عز وجل : (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)) [ المسد ]

فجرح الله عز وجل أبا لهب وامرأته دون ذكرٍ لمحاسنهما ، ولا يخفى ماكان للعرب قديما من محاسن ، كإكرام الضيف والسخاء وخدمة الحجاج بل وعبادة الله في الشدة .وكانوا يقولون في حجهم : " لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريكا هولك وما ملكت"
لكن لمّا كان المقام مقام تحذير لم يذكر الله عز وجل ذلك ولا قليل منه .

وقال عز وجل عن باقي المشركين : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا...) [ التوبة : 28]

وقال تبارك وتعالى أيضا ( محذرنا من بني إسرائيل) : (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [ البقرة : 42]
وقال أيضا : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)[ البقرة : 44]
وقال أيضا تبارك وتعالى : (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[ البقرة : 146]
وغيرها كثير

فعلى الرغم من محاسن بني إسرائيل الكثيرة كإيماننهم ببعض الكتاب ، وطاعتهم لبعض أوامر الله عز وجل وأوامر بعض الأنبياء وغيرهما ، لم يذكرها عز وجل .

وقال أيضا تبارك وتعالى عن المنافقين : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) [ النساء : 142]

وقال أيضا : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا)[ النساء : 145]
وقال أيضا تبارك وتعالى : (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ، وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ)[ التوبة : 67-68]

وقال أيضا عز وجل : (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ، اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ، وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [ المنافقون : 1-4]
وغيرها كثير
فأين ذكر حسنات المنافقين الذين كانوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (بأفواههم فقط) وكانوا يصلون ويزكون ويحجون ( ولو نفاقا ) ؟

هذا هو المنهج الرباني في الرد على المشركين والمنافقين والكافرين .
بل وهو نفسه في التحذير من غيرهم .
قال تبارك وتعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [ آل عمران : 7]

فيا أخي المسلم هذا هو المنهج الرباني في كيفية المعاملة مع المخالف والرد عليه , فلزمه توفق للخير واترك آراه الرجال وأهوائهم .

2- بالسنة النبوية الصحيحة :

بعد الرد على هذه البدعة بالكتاب العزيز سأذكرك لك فصلا من هديه صلى الله عليه وسلم في التحذير من المخالفين وغيرهم لتعلم أي الفريقين أولى بالحق ( أهل الموازنات أو أهل السنة)

عن عائشة وابن عباس –رضي الله عنهما- قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).[ رواه البخاري برقم : 3267 وغيره]

عن عائشة –رضي الله عنها- قالت:
تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب}. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله، فاحذروهم).[ رواه البخاري برقم : 4273 ومسلم برقم : 2665 وغيرهما)

وعنها أيضا –رضي الله عنها- : أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: (بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة). فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت عائشة: يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة، متى عهدتني فحاشاً، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره).[ رواه البخاري برقم : 5685 و أبو داود : 4792 وغيرهما]

وعن فاطمة بنت قيس –رضي الله عنها- قالت : ... قالت: فلما حللت ذكرت له ؛ أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه. وأما معاوية فصعلوك لا مال له... ) [ رواه مسلم برقم : 1480 وغيره]

فأنظروا يا عباد الله لمصلحة امرأة جرح النبي صلى الله عليه وسلم أبا جهم ومعاوية –رضي الله عنهما- وهما من كبار الصحابة ولم يذكر حسناتهما ( وما أكثرها ) .
فما بالك بمصلحة الدين ؟؟

و عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته )[ رواه البخاري برقم :3651]

وعن أبي ذر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن بعدي من أمتي (أو سيكون بعدي من أمتي) قوم يقرأون القرآن. لا يجاوز حلاقيمهم. يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية. ثم لا يعودون فيه. هم شر الخلق والخليقة).[ رواه مسلم برقم : 1067)

وعن ابن أبي أوفى قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( الخوارج كلاب أهل النار) [ رواه ابن أبي عاصم في السنة وصححه الألباني في ظلال الجنة برقم : 904].
فهل وازن النبي صلى الله عليه وسلم للخوارج ؟
هل ذكر محاسنهم ؟

وعن ابن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( القدرية مجوس هذه الأمة ....) [ رواه ابن أبي عاصم في السنة وحسنه العلامة الألباني في ظلال الجنة برقم : 338]

هذا بعض ما ورد في هديه صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المخالف ( وهو كثير جدا لكن ذكرت البعض اختصارا)
فهل يعتبر أهل الموازنات ؟؟

3- الرد عليها بأقوال السلف الصالح ومن سار على نهجهم :

عن ابن عباس، قال: بلغ عمر أن سمرة باع خمرا. فقال: قاتل الله سمرة. ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لعن الله اليهود. حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها).[ رواه مسلم برقم : 1582]
قلت : وسمرة من الصحابة –رضي الله عنه – لكن لم يذكر له عمر –رضي الله عنه- ولا حسنة عندما رد عليه .

و عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم: أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بني إسرائيل، إنما هو موسى آخر، فقال: كذب عدو الله ...."
[ رواه البخاري برقم : 3220 ومسلم برقم : 2380]

والآن سأذكر لك – أخي القارئ- طرفا يسيرا جدا في منهج أهل السنة في الرد على المخالف :

لما بلغ الإمام أحمد عن ابن أبي قتيلة أنه ذكر عنده أهل الحديث بمكة : فقال : ' قوم سوء'
فقام الإمام أحمد وهو ينفض ثوبه ويقول : زنديق زنديق زنديق ، ودخل بيته ، فإنه عرف مغزاه "اهـ

ملاحظة : إعتمدت على كتاب تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر –رحمه الله- ( فيما يأتي) لأنه يعد من أهم المراجع في جرح الرجال وتعديلهم .
قال –رحمه الله- :
إبراهيم بن محمد بن أبي يحي :قال يحي بن سعيد القطان : سأت مالكا عنه : أكان ثقة ؟
فقال : لا ، ولا ثقة في دينه .

وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه : كان قدريا معتزليا جهميا كل بلاء فيه .
وقال بشر بن المفضل : سألت فقهاء أهل المدينة عنه فكلهم يقولون : كذاب [83/1]
إسحاق بن نجيح الملطي
قال ابن حبان : دجال من الدجاجلة يضع الحديث صراحا .
وقال ابن طاهر : دجال كذاب .[ 129/1]

حديج بن معاوية بن حديج : قال النسائي : سيء الحفظ .
وقال البزار : سيء الحفظ . [ 366/1]

خالد بن عمرو بن محمد : قال أحمد بن سنان عن أحمد بن حنبل : منكر الحديث
قال أبو حاتم : متروك الحديث ، ضعيف [528/1]

عبد الله بن الوليد الوصافي : قال عنه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم : ضعيف الحديث
وقال عمرو بن علي والنسائي : متروك الحديث [ 30/3]

عبد الله بن الحروز الكوفي : قال البخاري : فيه نظر
وقال الدارقطني : ضعيف [ 150/3]

كثير بن قيس : قال الدارقطني : ضعيف [464/3]

محمد بن عبد الله بن زياد الأنصاري : قال ابن الطاهر : كذاب .
وقال أبة الفضل الهروزي : ضعيف . [ 606/3]

وغيرهم بالآلاف فمن شاء فليراجع :
تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر
ميزان الإعتدال في نقد الرجال للحافظ الذهبي
لسان الميزان للحافظ ابن حجر
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم
الكامل في ضعفاء الرجال للجرجاني
المغني في الضعفاء للحافظ الذهبي
تهذيب الكمال في أسماء الرجال للحافظ المزي
المجروحون وغيرهم ....
وأتحدى أي شخص أن يجد الموازنات فيهم.

4- الرد بالعقل :

أخي الكريم صاحب العقل السليم المتبع للحق موثره على الخلق ، هاك ردا يبصرك بالصواب .
إذا جاء أحدهم وقال ما رأيك في فلان ، فإنه يريد خطبة ابنتي ؟؟
وأنت تعرف أن المسؤول عنه لص مثلا .
فهل ستقول : 'هو رجل كريم له أخلاق ويشهد الصلوات لكنه لص' ؟.
هل تعد هذا من النصح ؟
أليس غشا ؟
لعل السائل ينخذع ببعض الأخلاق الحميدة لهذا الرجل ، فتكون سببا في هدم أسرة .

أو إذا جاءك آخر وقال : ما رأيك في علان ، فإنني أريد أن أقرضه مبلغا من المال ؟
وأنت تعلم أن المسؤول عنه لا يرد الدين .
فهل ستقول : هو رجل متخلق مستقيم لكنه لا يرد الدين ؟؟.
إذا قلتها ما نصحت للرجل .

وهل يعقل إذا ألف أحدهم كتابا يرد على أحد الكفرة .
فهل يفرد بحثا كاملا في ذكر حسناته ( ولا يخل إنسان من محاسن ) ؟
فإذا كان الكتاب في مائة صفحة ، فخمسون لذكر الحسنات والأخرى للسيئات .
أهذا منهج رباني ؟؟

سبحان الله
لو أخذنا بهذه البدعة لوجب علينا الموازنة لكل شخص ( لأنه لا دليل على التفريق )
حتى إبليس لا يجوز لك أن تحذر من مكايده دون ذكر حسناته .
وقل مثل ذلك في فرعون وهامان وأبي بن خلف وأبا جهل وغيرهم ...

نكتة : ينادى أصحاب منهج الموازنات دائما بذكر محاسن المخالفين ( من أهل البدع وغيرهم ) . فلماذا لا يوازنون لأهل السنة ؟
مثال : لو ألف أحدهم كتابا في فضائل الإمام أحمد أو ابن تيمية او ابن باز يجب عليه ذكر سيئاتهم ومساوئهم .
فإن لم يفعل فقد هدم بدعته من أساسها .

هذا ما تيسر في الرد على هذه البدعة ، وأعيد وأكرر أنني انتهجت منه الإختصار الشديد فلو ذكرت كل الأدلة على بطلانها لوصلت إلى سفر كبير .
و صاحب السنة يكفيه دليل .

القسم الثاني : الرد على بعض الشبهات المثارة حولها :

هناك بعض الشبهات يستدل بها أهل الموازنات على بدعتهم ، وأنا سأذكر – إن شاء الله- طرفا منها وأرد عليها رد علميا .وأغلب هذه الشبه تعد من المتمسك بها عندهم , فعليها يبنون بدعتهم , فإذا انهارت القواعد لحق بها البنيان .

الشبهة الأولى :

إستدلالهم بقوله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ) [ البقرة : 219]
فقالوا : الله عز وجل وازن للخمر والميسر فأثبت لهما النفع والمضرة .

الرد من وجوه :
الأول : ليس في كلام أهل التفسير ما يدل على أن الله عز وجل قد وازن للخمر والميسر,
لهذا فمن فسرها كذلك فقد قال في القرآن برأيه ومن فعل هذا فليتبوأ مقعده من النار كما صح عنه صلى الله عليه وسلم .
وإليك أخي الكريم تفسير هذه الآية .
قال العلامة السعدي في تفسيره( ص: 90-91) : " أي : يسألك - يا أيها الرسول - المؤمنون عن أحكام الخمر والميسر وقد كانا مستعملين في الجاهلية وأول الإسلام فكأنه وقع فيهما إشكال فلهذا سألوا عن حكمهما فأمر الله تعالى نبيه أن يبين لهم منافعهما ومضارهما ليكون ذلك مقدمة لتحريمهما وتحتيم تركهما
فأخبر أن إثمهما ومضارهما وما يصدر منهما من ذهاب العقل والمال والصد عن ذكر الله وعن الصلاة والعداوة والبغضاء - أكبر مما يظنونه من نفعهما من كسب المال بالتجارة بالخمر وتحصيله بالقمار والطرب للنفوس عند تعاطيهما وكان هذا البيان زاجرا للنفوس عنهما لأن العاقل يرجح ما ترجحت مصلحته ويجتنب ما ترجحت مضرته ولكن لما كانوا قد ألفوهما وصعب التحتيم بتركهما أول وهلة قدم هذه الآية مقدمة للتحريم الذي ذكره في قوله :
( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان)
إلى قوله : ( منتهون )وهذا من لطفه ورحمته وحكمته ولهذا لما نزلت قال عمر رضي الله عنه : انتهينا انتهينا "اهـ .

فمن كلامه –رحمه الله- يتبين أن الآية لا تدل أبدا على الموازنة
كقوله : " فأمر الله تعالى نبيه أن يبين لهم منافعهما ومضارهما ليكون ذلك مقدمة لتحريمهما وتحتيم تركهما" .

فيا من تستدل بهذه الآية هل تذكر الحسنات والسيئات للمخالف عند الرد عليها ليكون ذلك مقدمة للتحذير منهم وتحتيم تركهم ؟
وكقوله :" أكبر مما يظنونه من نفعهما"
فجعل منافعها مجرد ظن لمن عهد شربها .
فكذلك يا من يستدل بهذه الآية فحسنات أهل البدع مجرد ظن منك فقط .
وكقوله : "وكان هذا البيان زاجرا للنفوس عنهما لأن العاقل يرجح ما ترجحت مصلحته ويجتنب ما ترجحت مضرته" .

الوجه الثاني :

ألا يعلم أصحاب الموازنات أن هذه الآية منسوخة ؟
فهل يصح الإستدلال بالآيات المنسوخة ؟
أعوذ بك ربي من جهل الجاهلين .
فإذا علمنا أن هذه الآية منسوخة تقينا أن لها ناسخا وهو قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [ البقرة : 90]
فأين الموازنات هنا ؟؟
لا وجود لها .

الوجه الثالث :

قال عز وجل : (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ) فكذلك أهل البدع إثمهم أكبر من نفعهم .
فإذا علم ذلك وجب تركهم وترك قراءه كتبهم .

الشبهة الثانية :

إستدلالهم بقوله تعالى : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا... )[ آل عمران : 75]
قالوا : الله عز وجل وازن لأهل الكتاب فذكر لهم حسنة وهي الأمانة وسيئة وهي الخيانة .

الرد من أوجه :

الأول : لا يوجد من فسر هذه الآية بالموازنات من أهل التفسير وغيرهم , فيجب البينة على من ادعى أن هذه الآية فيها موزنات .

الثاني : قال الإمام القرطبي -رحمه الله- (تفسير القرطبي 4/116)قال: "الثانية: أخبر الله تعالى أن في أهل الكتاب الخائن والأمين، والمؤمنون لا يميزون ذلك، فينبغي اجتناب جميعهم، وخص أهل الكتاب بالذكر، وإن كان المؤمنون كذلك، لأن الخيانة فيهم أكثر، فخرج الكلام على الغالب، والله أعلم "اهـ
قلت : فكذلك أهل البدع لا نميز حسناتهم من سيئاتهم فينبغي اجتناب جميعهم .

الثالث :" إن الآية تدل على عكس ما يدعيه هؤلاء، فإن الآية ذكرت أناسا من أهل الكتاب يتسمون بالأمانة، وأناسا يتسمون بالخيانة، ولو كان القصد منها تقرير مبدأ الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات، لذكرت إيجابيات من وصفوا بالخيانة، وسلبيات من وصفوا بالأمانة، إذ هم كفار، ولهم سلبيات فظيعة تحبط عند الله ما لهم من إيجابيات" [ كلام للشيخ العلامة ربيع المدخلي في كتابه : منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والظوائف ]

الشبهة الثالثة :
إستدلالهم بحديث أبي هريرة –رضي الله عنه- في ترصده للشيطان وجاء فيه : فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما فعل أسيرك البارحة). قلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: (ما هي). قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة). قال: لا، قال: (ذاك شيطان).[ رواه البخاري برقم :2187و3151]

قالوا : النبي صلى الله عليه وسلم وازن للشيطان فذكر له حسنة وهي الصدق وسيئة وهي الكذب .
الرد من :
الأول : سبحان الله حتى الشياطين نوازن لها ؟
هل أمرنا الله بذلك أو أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم ؟
هل سيحاسبنا الله عز وجل يوم القيامة إذا لم نوازن للشياطين وعلى رأسهم إبليس ؟

الثاني : ليس في الحديث أي دلالة لا الموازنات ، إنما هي من باب قبول الحق من أي جهة كانت .فلما قال الشيطان الحق قبل منه .
فكذلك أهل البدع إذا قالوا الحق قبل منهم .

الشبهة الرابعة :

يستدل الكثير بكتاب ' سير أعلام النبلاء ' للحافظ الذهبي –رحمه الله- ، فإذا ترجم –رحمه الله- لأحدهم ( خصوصا من كان من أهل البدع) يذكر حسناته وسيئاته
فمثلا قال في ترجمة الجهم بن صفوان ( 293/6) : " الكاتب المتكلم أسّ الضلالة ورأس الجهمية ، كان صاحب ذكاء وجدال ..."اهـ
وقال في واصل بن عطاء ( 260/6): "البليغ الأفوه ....
عرف بالغزال لتردده على سوق الغزل ليتصدق على النسوة الفقيرات... "اهـ
فهذا جهل منهم إذ ان السير يعد كتاب تراجم لا كتاب جرح وتعديل .
فقد ذكر فيه –رحمه الله- العالم والمحدث والفقيه والطبيب والأمير والملك والسطان والسني والمبتدع وغيرهم .
فلو كان هؤلاء صادقين في رجوعهم للحافظ الذهبي لأخذوا بمنهجه في نقد الرجال في كتابيه :
ميزان الإعتدال في نقد الرجال .
و المغني في الضعفاء .
فلم يوازن ولا لأحد منهم .

هذا ما تيسر في الرد على هذه البدعة الشنيعة التي أريد من ورائها رفع أهل البدع وإسقاط أهل السنة ( فلو كانوا صادقين لوازنوا لأهل السنة لما ردوا عليهم )

ملاحظة : لم أذكر كلام العلماء المعاصرين في الرد على هذه البدعة فمن شاء الإستزادة فليراجع كتاب ' منهج أهل السنة والجماعة في نفد الرجال والكتب والطوايف ' للعلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي –حفظه الله-

فسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

والله الموفق


وكتبه :
جمال بن عبد العزيز الربيعي
( أبو عاصم السّلفي )

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 Nov 2007, 09:32 PM
أبو تميم يوسف الخميسي أبو تميم يوسف الخميسي غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: دولــة قـطـر
المشاركات: 1,623
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو تميم يوسف الخميسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو تميم يوسف الخميسي
افتراضي

جزاكم الله خيراً
وبارك الله لكم ونفع بكم
ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05 Dec 2007, 09:27 PM
أبو عاصم جمال الربيعي أبو عاصم جمال الربيعي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 16
افتراضي

وجزاك الله بالمثل أخي
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, بدعةالموازنات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خمش الوجوه و الإدماء حقيقة لا بدعة عند الشيعة السفهاء / ذكر بعض الروايات أبو معاذ محمد مرابط الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 2 16 Dec 2009 10:15 PM
حديث باطل: " حسنات الأبرار سيئات المقربين " أبو معاذ السلفي الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 1 02 Jan 2008 09:29 AM
فقط يوم الجمعة، 74 بدعة، أحصاها قامع البدع بشير ابو عبد الرحمن الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 2 02 Jan 2008 01:01 AM
كيف نردّ على من يزعمون بوجودِ بدعة حسنة؟؟ بشير ابو عبد الرحمن الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 3 21 Dec 2007 09:20 PM
الفرق بين الغيبة والرد على المخالف أبو الوليد جمال الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 1 11 Nov 2007 10:41 PM


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013