منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 06 Jan 2012, 12:36 AM
أبو عثمان سعيد مباركي أبو عثمان سعيد مباركي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: سعيدة
المشاركات: 254
افتراضي كلمات في صدق المحبة

كلمات في صدق المحبة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فهذه كلماتٌ يسيرات بليغات فاحت من نفوس زاكيات طاهرات؛ ملأتها المحبة الصادقة ؛ فسُطرت بأعذب الألفاظ وأمتع العبارات ، فهاهي بين يديك قد زُيّنت وإلى قلبك قد زُفّت.
[الحمد لله الذي جعل المحبة إلى الظفر بالمحبوب سبيلا ونصب طاعته والخضوع له على صدق المحبة دليلا... وفضّل أهل محبته ومحبة كتابه ورسوله على سائر المحبين تفضيلا، فبالمحبة وللمحبة وُجدت الأرضُ والسمواتُ... وعليها فُطرت المخلوقات... وبها ظفِرتَ النفوسُ بمطالبها، وحصلت على نيل مآربها وتخلصت من معاطبها واتخذت إلى ربها سبيلا، وكان لها دون غيره مأمولا وسُولا،وبها نالت الحياة الطيبة وذاقت طعم الإيمان لما رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا].(1)
و [إذا غُرست شجرة المحبة في القلب وسُقِيت بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب أثمرت أنواع الثمار وآتت أكلها كل حين بإذن ربها أصلها ثابت في قرار القلب وفرعها متصل بسدرة المنتهى] (2)
[وهاهنا أربعة أنواع من الحب يجب التفريق بينهما وإنما ضل من ضل بعدم التمييز بينهما:

أحدهما: محبة الله ولا تكفي وحدها في النجاة من عذاب الله والفوز بثوابه، فإن المشركين وعباد الصليب واليهود وغيرهم يحبون الله.

الثاني محبة ما يحب الله: وهذه هي التي تدخله في الإسلام ،وتخرجه من الكفر، وأحب الناس إلى الله أقومهم بهذه المحبة، وأشدهم فيها.

الثالث الحب لله وفيه: وهي من لوازم محبة ما يحب الله ،ولا يستقيم محبة ما يحب الله إلا بالحب فيه وله. الرابع المحبة مع الله: وهى المحبة الشركية، وكل من أحب شيئا مع الله لا لله ولا من أجله ولا فيه فقد اتخذه ندا من دون الله، وهذه محبة المشركين.

وبقى قسم خامس ليس مما نحن فيه وهى: المحبة الطبيعية: وهي ميل الإنسان إلى ما يلائم طبعه ،كمحبة العطشان للماء ،والجائع للطعام، ومحبة النوم والزوجة، والولد، فتلك لا تذم إلا إن ألهت عن ذكر الله وشغلته عن محبته ،كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ وقال تعالى: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ ]. (3)

[ولا ريب أن محبة المؤمنين لربهم أعظم المحبات، وكذلك محبة الله لهم هي محبة عظيمة جدا ،كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: « يقول الله تعالي: من عادي لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به،ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ،فبي يسمع ،وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت، وأكره مساءته ولا بد له منه»].(4)
[ولا صلاح للموجودات إلا أن يكون كمال محبتها وحركتها لله تعالى... فإن صلاح الحي إنما هو صلاح مقصوده ومراده وصلاح الأعمال والحركات بصلاح إرادتها ونياتها.
ولهذا كان من أجمع الكلام وأبلغه قوله صلى الله عليه وآله وسلم: « إنما الإعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» وهذا يعم كل عمل، وكل نية، فكل عمل في العالم هو بحسب نية صاحبه، وليس للعامل إلا ما نواه وقصده وأحبه وأراده بعمله] . (5)
[والمحبة المحمودة هي المحبة النافعة، وهي التي تجلب لصاحبها ما ينفعه، وهو السعادة، والضارة هي التي تجلب لصاحبها ما يضره، وهو الشقاء] . (6)
[والمحبة الصادقة تقتضي توحيد المحبوب، وأن لا يشرك بينه وبين غيره في محبته، وإذا كان المحبوب من الخلق يأنف ويغار أن يشرك في محبته غيره، ويمقته لذلك، ويبعده، ولا يحظيه بقربه ويعدُه كاذبا فى دعوى محبته مع أنه ليس أهلا لصرف قوة المحبة إليه، فكيف بالحبيب الأعلى الذي لا تنبغي المحبة إلا له وحده، وكل محبة لغيره فهي عذاب على صاحبها، ووبالا، ولهذا لا يغفر سبحانه أن يشرك به في هذه المحبة، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء...فليختر إحدى المحبتين فإنهما لا يجتمعان في القلب ولا يرتفعان منه، بل من أعرض عن محبة الله، وذكره والشوق إلى لقائه ابتلاه بمحبة غيره، فيعذب به في الدنيا، وفي البرزخ ،وفي الآخرة...](7)
[ومن أفضل ما سُئل الله عز و جل: حبه، وحب من يحبه، وحب عمل يقرب إلى حبه، ومن أجمع ذلك أن يقول: اللهم إني أسألك حبك ،وحب من يحبك ،وحب عمل يقربني إلى حبك، اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب، وما زَويت عني مما أحب فاجعله فراغا لي فيما تحب، اللهم اجعل حبك أحب إلي
من أهلي ومالي ومن الماء البارد على الظمأ، اللهم حببني إليك، وإلى ملائكتك، وأنبيائك، ورسلك، وعبادك

الصالحين، واجعلني ممن يحبك، ويحب ملائكتك، وأنبياءك ،ورسلك ،وعبادك الصالحين، اللهم أحي قلبي بحبك واجعلني لك كما تحب، اللهم اجعلني أحبك بقلبي كله، وأرضيك بجهدي كله ،اللهم اجعل حبي كله لك، وسعيي كله في مرضاتك.
وهذا الدعاء هو فُسطاط(8) خَيمة الإسلام الذي قيامها به، وهو حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله...] (9)
وإذا حقق العبد الإيمان و العمل الصالح أينعت ثمرة المحبة الصادقة بينه و بين الناس، قال الله تعالى :
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96) ﴾(مريم)
قال بن كثير :[يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات، وهي الأعمال التي ترضي الله، عز وجل،- لمتابعتها الشريعة المحمدية -يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين مودة، وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه. وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير وجه...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله إذا أحب عبدًا دعا جبريل فقال: يا جبريل، إني أحب فلانًا فأحبه. قال: فيحبه جبريل". قال: "ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا". قال: "فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإن الله إذا أبغض عبدًا دعا جبريل فقال: يا جبريل، إني أبغضُ فلانًا فأبغضه". قال: "فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانًا فأبغضوه". قال: "فيُبْغضُه أهل السماء، ثم يوضع له البغضاء في الأرض»...
عن ابن عباس في قوله: ﴿ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ قال: حبًّا.
وقال مجاهد، عنه: ﴿ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ قال: محبة في الناس في الدنيا...
ذُكر لنا أن هَرِم بن حَيَّان كان يقول: ما أقبل عبد بقلبه إلى الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه، حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم.
وقال قتادة: وكان عثمان بن عفان، رضي الله عنه، يقول: ما من عبد يعمل خيرًا، أو شرًّا، إلا كساه
الله، عز وجل، رداء عمله. ] (10)

ومن ثمرات المحبة الصادقة الشوق إلى لقاء الله تعالى و النظر إلى وجهه الكريم؛
[قال بعض أهل البصائر في قوله تعالى:﴿ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ﴾: لما علم سبحانه شدة شوق أوليائه إلى لقائه، وأن قلوبهم لا تهدي دون لقائه، ضرب لهم أجلا موعدا للقائه تسكن نفوسهم به، وأطيب العيش واللذة على الإطلاق عيش المشتاقين المستأنسين، فحياتهم هي الحياة الطيبة في الحقيقة، ولا حياة للعبد أطيب، ولا أنعم ،ولا أهنأ منها، فهي الحياة الطيبة المذكورة في قوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ وليس المراد منها الحياة المشتركة بين المؤمنين والكفار والأبرار والفجار من طيب المأكل، والمشرب ،والملبس، والمنكح، بل ربما زاد أعداء الله على أوليائه فى ذلك أضعافا مضاعفة، وقد ضَمن الله سبحانه لكل من عمل صالحا أن يحييه حياة طيبة، فهو صادق الوعد الذي لا يخلف وعده ،وأي حياة أطيب من حياة من اجتمعت همومُه كلها وصارت هما واحدا في مرضات الله؟ ولم يتشعب قلبه، بل أقبل على الله واجتمعت إرادته وأفكاره التي كانت منقسمة بكل واد منها شعبة على الله، فصار ذكر محبوبه الأعلى وحبه والشوق إلى لقائه والأنس بقربه هو المستولى عليه، وعليه تدور همومه وإرادته وتصوره، بل خطرات قلبه، فان سكت سكت بالله ،وإن نطق نطق بالله ،وإن سمع فبه يسمع، وإن أبصر فبه يبصر، وبه يبطش، وبه يمشي ،وبه يتحرك، وبه يسكن ،وبه يحيى ،وبه يموت ،وبه يبعث، كما فى صحيح البخارى عنه صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: « ما تقرب إلي عبدى بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه... »... والمراد به حصر أسباب محبته في أمرين: أداء فرائضه والتقرب إليه بالنوافل، وأخبر سبحانه أن أداء فرائضه أحب مما تقرب إليه المتقربون، ثم بعدها النوافل، وأن المحب لا يزال يكثر من النوافل حتي يصير محبوبا لله، فإذا صار محبوبا لله أوجبت محبة الله له محبة منه أخرى فوق المحبة الأولى فشغلت هذه المحبة قلبه عن الفكرة والاهتمام بغير محبوبه، وملكت عليه روحه ،ولم يبق فيه سعة لغير محبوبه البتة ،فصار ذكر محبوبه وحبه مثله الأعلى مالكا لزمام قلبه مستوليا على روحه استيلاء المحبوب على محبه الصادق في محبته التي قد اجتمعت قوى حبه كلها له، ولا ريب أن هذا المحب إن سمع سمع لمحبوبه وأن أبصر أبصر به، وإن بطش بطش به ،وإن مشى مشى به، فهو في قلبه ومعه ومؤنسه وصاحبه ... وإذا كان المخلوق يجد هذا في محبة المخلوق التي لم يُخلق لها ولم يُفطر عليها كما قال بعض المحبين:

خيالك في عيني وذكرك في فمي ****** ومثواك في قلبي فأين تغيب

...فإذا كان سمع العبد بالله وبصره به كان محفوظا في آلات إدراكه، فكان محفوظا في حبه، وبغضه فحفظ في بطشه ومشيه... فمتى كان العبد بالله هانت عليه المشاق وانقلبت المخاوف في حقه أمانا، فبالله يهون كل صعب ويسهل كل عسير ويقرب كل بعيد، وبالله تزول الأحزان والهموم والغموم فلا هم مع الله ولا غم مع
الله ولا حزن مع الله.](11)
و[الشوق إلى الله لا ينافي الشوق إلى الجنة فإن أطيب ما في الجنة قربه تعالى ورؤيته وسماع كلامه ورضاه، نعم الشوق إلى مجرد الأكل والشرب والحور العين في الجنة ناقص جدا بالنسبة إلى شوق المحبين إلى الله تعالى، بل لا نسبة له إليه البتة.](12)
[وقد كان النبي يقول في دعائه: «أسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك».
قال بعضهم كان النبي دائم الشوق إلى لقاء الله لم يسكن شوقه إلى لقائه قط... والشوق أثر من آثار المحبة وحكم من أحكامها فإنه سفر القلب إلى المحبوب في كل حال ... والمحبة أعلى منه لأن الشوق عنها يتولد وعلى قدرها يقوى ويضعف قال يحيى بن معاذ: «علامة الشوق فِطام الجوارح عن الشهوات ».](13)
[وحدثني بعض أقارب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال : «كان في بداية أمره يخرج أحيانا إلى الصحراء يخلو عن الناس لقوة ما يَرِدُ عليه فتبعته يوما فلما أصْحر تنفس الصُعداء ثم جعل يتمثل بقول الشاعر وهو لمجنون ليلى من قصيدته الطويلة.
وأخرج من بين البيوت لعلني ****** أحدث عنك النفس بالسّر خاليا ».
وصاحب هذه الحال إن لم يردّه الله سبحانه إلى الخلق بتثبيت وقوة وإلا فإنه لا صبر له على مخالطتهم .] (14)
[فإنه لا نعيم له ولا لذة ولا ابتهاج ولا كمال إلا بمعرفة الله ومحبته والطمأنينة بذكره والفرح والابتهاج بقربه والشوق إلى لقائه، فهذه جنته العاجلة كما أنه لا نعيم له في الآخرة ولا فوز إلا بجواره في دار النعيم في الجنة الآجلة، فله جنتان لا يدخل الثانية منهما إن لم يدخل الأولى، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : «إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة» ،وقال بعض العارفين : «إنه ليمر بالقلب أوقات أقول : إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب»، وقال بعض المحبين : « مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها قالوا : وما أطيب ما فيها؟ قال : محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه والإقبال عليه والإعراض عما سواه» أو نحو هذا من الكلام، وكل من له قلب حي يشهد هذا ويعرفه ذوقا...
والضابط النافع في أمر الخلطة : أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة والأعياد والحج وتعلم العلم والجهاد والنصيحة ،ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات، فإذا دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر ولم يمكنه

اعتزالهم : فالحذر الحذر أن يوافقهم، وليصبر على أذاهم فإنهم لا بد أن يؤذوه إن لم يكن له قوة ولا ناصر ولكن أذى يعقبه عز ومحبة له وتعظيم وثناء عليه منهم ومن المؤمنين ومن رب العالمين، وموافقتهم يعقبها ذل وبغض له ومقت وذم منهم ومن المؤمنين ومن رب العالمين، فالصبر على أذاهم خير وأحسن عاقبة وأحمد مآلا وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله إن أمكنه ويشجع نفسه ويقوي قلبه، ولا يلتفت إلى الوارد الشيطاني القاطع له عن ذلك بأن هذا رياء ومحبة لإظهار علمك وحالك ونحو ذلك، فليحاربه وليستغن بالله ويؤثر فيهم من الخير ما أمكنه، فإن أعجزته المقادير عن ذلك فليَسُلَ قلبه من بينهم كسل الشعرة من العجين، وليكن فيهم حاضرا غائبا قريبا بعيدا نائما يقظانا ينظر إليهم ولا يبصرهم، ويسمع كلامهم ولا يعيه؛ لأنه قد أخذ قلبَه من بينهم ورقى به إلى الملأ الأعلى يسبح حول العرش مع الأرواح العلوية الزكية، وما أصعب هذا وأشقه على النفوس، وإنه ليسير على من يسره الله عليه فبين العبد وبينه أن يصدق الله تبارك وتعالى ويديم اللجأ إليه ويلقي نفسه على بابه طريحا ذليلا ولا يعين على هذا إلا محبة صادقةٌ والذكر الدائم بالقلب واللسان... ولا ينال هذا إلا بِعُدّة صالحة ومادةِ قُوةٍ من
الله عز و جل، وعزيمة صادقة، وفراغ من التعلق بغير الله تعالى ،والله تعالى أعلم .](15)

والخُلة الصادقة ما كانت لله جل وعلا مدفوعة بالتقوى الخالصة، قال الله تعالى : ﴿ الأخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ (67) ﴾(الزخرف)
قال ابن كثير:[﴿ الأخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ (67) ﴾ أي: كل صَداقة وصَحابة لغير الله فإنها تنقلب يوم القيامة عداوةً إلا ما كان لله، عز وجل، فإنه دائم بدوامه.
... وقال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة: صارت كل خلة عداوة يوم القيامة إلا المتقين.](16)
ومن سبل تحقيق المحبة الصادقة المثمرة للسعادة و تفريج الهموم و الأحزان قوله صلى الله عليه وسلم:
[" ما أصاب أحدا قط هم و لا حزن ، فقال : اللهم إني عبدك ، و ابن عبدك ، و ابن أمَتِك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، و نور صدري ، و جلاء حزني ، و ذهاب همي ، إلا أذهب الله همه و حزنه ، و أبدله مكانه فرجا . قال : فقيل : يا رسول
الله ألا نتعلمها ؟ فقال بلى ، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها " .] (السلسلة الصحيحة"( 1 / 337) .

[وفي ذلك تَمَلقٌ له ... واعتراف بأنه مملوكه وآباؤه مماليكه وإن العبد ليس له غير باب سيده وفضله وإحسانه وإن سيده إن أهمله وتخلى عنه هلك ولم يؤوهِ أحد ولم يعطف عليه، بل يضيع أعظم ضيعة فتَحْت هذا: الاعتراف إني لا غنى بي عنك طرفة عين، وليس لي من أعوذ به وألوذ به غير سيدي الذي أنا عبده... فإن صح له شهود ذلك فقد قال إني عبدك حقيقة، ثم قال( ناصيتي بيدك) أي أنت المتصرف في تصرفي كيف تشاء لست أنا المتصرف في نفسي، وكيف يكون له في نفسه تصرف من نفسه بيد ربه وسيده وناصيته بيده وقلبه بين أصبعين من أصابعه ،وموته وحياته وسعادته وشقاوته وعافيته وبلاؤه كله إليه سبحانه ليس إلى العبد منه شيء... ومتى شهد العبد أن ناصيته ونواصي العباد كلها بيد الله وحده يصرفهم كيف يشاء لم يخفهم بعد ذلك ولم يرجهم... لم يفتقر إليهم ولم يعَلق أمله ورجاءه بهم فاستقام توحيده وتوكله وعبوديته، ولذا قال هود لقومه: ﴿ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ وقوله (ماض في حكمك عدل في قضاؤك) تضمن هذا الكلام أمرين: أحدهما مضاء حكمه في عبده والثاني يتضمن حمده وعدله وهو سبحانه له الملك وله الحمد وهذا معنى قول نبيه هود﴿ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ أي مع كونه مالكا قاهرا متصرفا في عباده نواصيهم بيده فهو على صراط مستقيم وهو العدل... وقوله (أسألك بكل اسم إلي آخره) توسل إليه بأسمائه كلّها ما علم العبد منها وما لم يعلم وهذه أحب الوسائل إليه... وقوله( أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري) الربيع المطر الذي يحيى الأرض شَبه القرآن به لحياة القلوب به وكذلك شبهه الله بالمطر، وجمع بين الماء الذي تحصل به الحياة والنور الذي تحصل به الإضاءة والإشراق... فتضمن الدعاء أن يحيي قلبه بربيع القرآن وأن ينور به صدره فتجتمع له الحياة والنور قال تعالى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾.
ولما كان الصدر أوسع من القلب كان النور الحاصل له يسري منه إلى القلب؛ لأنه قد حصل لما هو أوسع منه ولما كانت حياة البدن والجوارح كلها بحياة القلب تسري الحياة منه إلى الصدر ثم إلى الجوارح سأل الحياة له بالربيع الذي هو مادتها، ولما كان الحزن والهم والغم يُضاد حياة القلب واستنارته سأل أن يكون ذهابها بالقرآن فإنها أحرى أن لا تعود وأما إذا ذهبت بغير القرآن من صحة أو دنيا أو جاه أو زوجة أو ولد فإنها تعود بذهاب ذلك...](17)
فقد [استوعب أقسام المكروه الواردة على القلب فالهم يكون على مكروه يتوقع في المستقبل يهتم به القلب، والحزن على مكروه ماض من فوات محبوب أو حصول مكروه إذا تذكره أحدث له حزنا،

والغم يكون على مكروه حاصل في الحال يوجب لصاحبه الغم، فهذه المكروهات هي من أعظم أمراض القلب وأدوائه، وقد تنوع الناس في طرق أدويتها والخلاص منها وتباينت طرقهم في ذلك تباينا لا يحصيه إلا الله، بل كل أحد يسعى في التخلص منها بما يظن أو يتوهم أنه يخلصه منها وأكثر الطرق والأدوية التي يستعملها الناس في الخلاص منها لا يزيدها إلا شدة ،كمن يتداوى منها بالمعاصي على اختلافها من أكبر كبائرها إلى أصغرها، وكمن يتداوى منها باللهو واللعب والغناء وسماع الأصوات المطربة، وغير ذلك، فأكثر سعي بني آدم أو كله إنما هو لدفع هذه الأمور والتخلص منها، وكلهم قد أخطأ الطريق إلا من سعى في إزالتها بالدواء الذي وصفه الله لإزالتها، وهو دواء مركب من مجموع أمور متى نقص منها جزء نقص من الشفاء بقدره ،وأعظم أجزاء هذا الدواء هو التوحيد والاستغفار قال تعالى: ﴿اعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ ...ولذلك كان الدعاء المفرج للكرب محض التوحيد وهو( لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا هو رب العرش العظيم ،لا إله إلا هو رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم)، وفي الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم: «دعوة أخي ذي النون ما دعاها مكروب إلا فرج الله كربه: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» فالتوحيد يُدخل العبد على الله، والاستغفار والتوبة يرفع المانع ويزيل الحجاب الذي يحجب القلب عن الوصول إليه، فإذا وصل القلب إليه زال عنه همه وغمه وحزنه وإذا انقطع عنه حَصِرته الهموم والغموم والأحزان، وأتته من كل طريق ودخلت عليه من كل باب، فلذلك صدّر هذا الدعاء المذهبُ للهم والغم والحزن بالاعتراف له بالعبودية حقا منه ومن آياته ثم أتبع ذلك باعترافه بأنه في قبضته وملكه وتحت تصرفه...](18)
و اعلم أن السعادة و الفلاح في تحقيق ثلاثة أصول:
[قال ابن القيم في نونيته:

فلواحد كن واحدا في واحد ****** أعني سبيل الحق والإيـمان
هذي ثلاث مُسعدات للذي ****** قد نالها والفضل للمــنان
فإذا هي اجتمعت لنفس حرة ****** بلغت من العلياء كل مكـان

قال الشيخ محمد خليل هراس: (فلواحد كن واحدا في واحد)أي فلواحد وهو الله عز و جل ،وهذا هو توحيد المُراد (كن واحدا) في عزمك وقصدك وإرادتك...(في واحد)وهو متابعة الرسول الذي هو طريق الحق و الإيمان.فمن جمعت له هذه الثلاثة نال كل كمال وسعادة و فلاح...] (19)

والعاقل من أَقبلَ على إصلاح نفسه ابتداء:
[قال الشافعي رضي الله عنه : « رضى الناس غاية لا تدرك فعليك بما فيه صلاح نفسك فالزمه ».
ومعلوم : أنه لا صلاح للنفس إلا بإيثار رضى ربها ومولاها على غيره، ولقد أحسن أبو فراس في هذا المعنى إلا أنه أساء كل الإساءة في قوله إذ يقوله لمخلوق لا يملك له ولا لنفسه نفعا ولا ضرا :

فليتك تحلو والحياة مريرة ****** وليتك ترضى والأنام غِضـاب
وليت الذي بيني وبينك عامر ****** وبيني وبين العالمين خــراب
إذا صح منك الودُّ فالكل هَيّن ****** وكل الذي فوق التراب تراب

... فمن آثر رضى الله فلابد أن يعاديه رذالة العالم وسقطهم ...وجهالهم وأهل البدع والفجور منهم ... وكل من يخالف هديُه هديَه فما يَقْدمُ على معاداة هؤلاء إلا طالب الرجوع إلى الله...
قلت(أي ابن القيم) : وملاك ذلك أمران : الزهد في الحياة والثناء ،فما ضعف من ضعف وتأخر من تأخر إلا بحبه للحياة والبقاء وثناء الناس عليه ونفرته من ذمهم له ،فإذا زهد في هذين الشيئين تأخرت عنه العوارض كلها ... وملاك هذين الشيئين بشيئين : صحة اليقين وقوة المحبة، وملاك هذين بشيئين أيضا : بصدق اللجإ والطلب والتصدي للأسباب الموصلة إليهما، فإلى ههنا تنتهي معرفة الخلق وقدرتهم، والتوفيق بعدُ بيد من أزمةُ الأمور كلها بيده ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) ﴾ (الإنسان ).] (20)
قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) ﴾(الرعد)
قال السعدي : [﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ﴾ أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها.
﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ أي: حقيق بها وحريٌّ أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له...](21)
[قال الحسن رضي الله عنه : « إن المؤمن والله لا تراه إلا قائما على نفسه : ما أردت بكلمة كذا؟ ما أردت بأكلة ما أردت بمدخل كذا؟ ومخرج كذا؟ ما أردت بهذا؟ مالي ولهذا والله لا أعود إلى هذا ونحو هذا من الكلام»، فبمحاسبتها يطلع على عيوبها ونقائصها فيمكنه السعي في إصلاحها.] (22)

[وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : « إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا فاتهّمه فإن الرب تعالى شكور، يعني أنه لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه وقوة انشراح وقرة عين فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول».
والقصد : أن السرور بالله وقربه وقرة العين به تبعث على الازدياد من طاعته، وتحث على الجد في السير إليه] .(23)
[قال ابن مسعود رضي الله عنه: « اطلب قلبك في ثلاثة مواطن: عند سماع القرآن، وفي مجالس الذكر، وفي أوقات الخلوة، فإن لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك».(24)
[ومتى رأيت القلب قد ترحل عنه حب الله والاستعداد للقائه وحل فيه حب المخلوق والرضا بالحياة الدنيا والطمأنينة بها فالعلم أنه قد خُسف به.
ومتى أقحطت العين من البكاء من خشية الله تعالى فاعلم أن قحطها من قسوة القلب، وأبعد القلوب من الله القلب القاسي.
ومتى رأيت نفسك تهرب من الأنس به إلى الأنس بالخلق، ومن الخلوة مع الله إلى الخلوة مع الأغيار فاعلم أنك لا تصلح له ...](25)
ومن نماذج صدق المحبة: [عن عبيد بن عمير رضي الله عنه أنه قال لعائشة رضي الله عنها: « أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم »قال: « فسكتت»، ثم قالت : «لما كان ليلة من الليالي قال: يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي ، قلت: والله إني أحب قربك وأحب ما يسرك ،
قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي، قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حِجره ، قالت :وكان جالسا فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته، قالت: ثم بكى حتى بل الأرض ... »
رواه ابن حبان في صحيحه وغيره ] (صحيح الترغيب والترهيب2/88)
وقال ابن القيم في وصف صدق محبة أصحابه صلى الله عليه وسلم:

[يا باغي الإحسانَ يطلب ربه ****** ليفوز منه بغاية الآمـــال
انظر إلى هدي الصحابة والذي ****** كانوا عليه في الزمان الخالـي
واسلك طريق القوم أين تيمموا ****** خذ يمنة ما الدربُ ذاتَ شمال
تالله ما اختاروا لأنفسهم سوى ****** سبلَ الهدى في القول والأفعال
درجوا على نهج الرسول وهديه ****** وبه اقتدوا في سائر الأحـوال
نِعْمَ الرفيق لطالب يبغى الهدى ****** فمآله في الحشر خير مــآل
القانتين المخبتين لربهـــم ****** الناطقين بأصدق الأقــوال
التاركين لكل فعل ســيء ****** والعاملين بأحسن الأعمـال
أهواؤهم تبعٌ لدين نبيهــم ****** وسواهم بالضد في ذي الحال
ما شابهَم في دينهم نقــص ****** ولا في قولهم شَطْح الجهول الغالي
عملوا بما علموا ولم يتكلفوا ****** فلذاك ما شابوا الهدى بضلال
وسواهم بالضد في الأمرين قد ****** تركوا الهدى ودعوا إلى الإضلال
فهم الأدلة للحيارى من يَسِرْ ****** بهداهم لم يخش من إضـــلال
وهم النجومُ هدايةً وإضاءةً ****** وعلوَ منزلة وبعد مَنــــال
يمشون بين الناس هَــونا ****** نطقُهم بالحق لا بجهالة الجهـال
حلما وعلما مع تـُــقى ****** وتواضعٍ ونصيحةٍ مع رتبة الإفضال
يُحْيون ليلهم بطاعة ربهم ****** بتلاوةٍ وتضرع وســـــؤال
وعيونهم تجرى بفيض دموعهم ****** مثل انهِمال الوابلِ الهــــطّال
في الليل رهبانٌ وعند جهادهم ****** لعدوهم من أشجع الأبـــطال
وإذا بدا عَلَمُ الرهان رأيتهم ****** يتسابقون بصالح الأعمـــال
بوجوههم أثر السجود لربهم ****** وبها أشعة نوره المُتـَــــلاَلي] (26)


هذا؛ وصلّ اللهم وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الهامش:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)روضة المحبين ونزهة المشتاقين ، لابن قيم الجوزية (3).
(2) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ،لابن قيم الجوزية(3/9).
(3) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، لابن قيم الجوزية (219- 220).
(4) قاعدة في المحبة، لشيخ الإسلام ابن تيمية (114-115).
(5) المرجع نفسه (75- 77).
(6)المرجع نفسه (78).
(7) الجواب الكافي (211).
(8) الفُسطاط بيت من شعَر لسان العرب(7/381).
(9) روضة المحبين ونزهة المشتاقين، لابن قيم الجوزية(417- 418) .
(10) تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (5/267).
(11) الجواب الكافي(213- 216).
(12) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (3/ 46).
(13)المرجع نفسه، (3/ 42).
(14) المرجع نفسه(3/48).
(15) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك (1/344-345)
(16) تفسير القرآن العظيم( 7/ 237)
(17)الفوائد ،لابن قيم الجوزية ، (42- 49)
(18) شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل،لابن قيم الجوزية (453-455).
(19)شرح القصيدة النونية (1/134).
(20) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين. (2/227-230 )
(21) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان،للشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي(417).
(22) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (2/382).
(23) المرجع السابق(2/51).
(24) الفوائد (217) .
(25) بدائع الفوائد ، لابن قيم الجوزية(3/1200).
(26) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان،لابن قيم الجوزية ( 1/236).

ملاحظة:
من جمع الأخ أبو بكر أحمد محمدي.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عثمان سعيد مباركي ; 06 Jan 2012 الساعة 12:41 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06 Jan 2012, 06:58 PM
أبو أسامة سمير الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بوركتم
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, المحبةالصادقة, توحيد, عقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013