منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11 Jul 2020, 03:34 PM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 757
افتراضي تنبيه الغافلين وإيقاظ النائمين ببيان مخالفة المثل الذي ضربه عبد المجيد جمعة للوحيين


تنبيه الغافلين وإيقاظ النائمين ببيان مخالفة المثل الذي ضربه عبد المجيد جمعة للوحيين

{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} الآية

يخبر تعالى أنه تكفَّل بإحقاق الحق وإبطال الباطل، وأَنَّ كلَّ باطل قيل وجُودل به، فإن الله ينزل من الحق والعلم والبيان، ما يدمغه، فيضمحل، ويتبيَّن لكلِّ أحدٍ بطلانُه { فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } أي: مضمحلٌ فانٍ، وهذا عام في جميع المسائل الدينية، لا يورد مُبطل شبهةً، عقلية ولا نقلية، في إحقاق باطل، أو رد حق، إلا وفي أدلَّة الله من القواطع العقلية والنقلية، ما يُذهب ذلك القول الباطل ويقمعه، فإذا هو متبيّن بطلانُه لكلِّ أحدٍ. اهـ من تفسير السعدي رحمه الله.

انتشرت في هذه الأيام بعضُ الكلمات المسجوعة سجعًا ممجوجًا لمتولِّي فتنة التفريق جمعة الأفَّاك، صار يتناقلها مريدوه كلَّما فُجعوا بتوبة عاقل من العقلاء أو فاضل من الفضلاء من منهجهم الوحش منهج المفرِّقة الأخس من الحدادية، ومن آخرهم الكريمان الشيخ الفاضل زيدان بريكة والشيخ ياسين زروقي، وإنما يلجأ هؤلاء لترديد تلك الكلمات للتنفيس عن أنفسهم التي اشتدَّ اضطرابها، وإلهاءً للمغرَّر بهم والمخدوعين منهم تكثُّرًا بهم، قبل أن تأتي المرحلة الثانية وهي بهتُ التائب وتشويه سمعته والطعن فيه، على طريقة اليهود المعروفة! تخويفًا وصدًّا للمغفَّلين أن يبادروا إلى البحث عن أسباب توبتهم؛ خشية أن تنتقل عدوى الصعفقة –وهي التوبة، ولكن المفرِّقة لا يعقلون- إليهم! وعودا إلى بدء:

فأمَّا الكلمة الأولى فهي عبارة قد أنشأها جمعة على مثال قوله تعالى: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر }، وهي قوله: (من شاء أن يتصعفق فليتصعفق)، وقد صرح بذلك عند مناقشة أحد السلفيين له. (انظر الصورة في المرفقات).
و مثل هذا الكلام يدلُّ على جهل مركَّب عند جمعة وبُعدٍ عن الفقه في الدين؛ فإن ظاهر كلامه إهمالُ من (تصعفق) -وهو من ترك منهج المفرِّقة الأخس من الحدادية للحقِّ الذي اقتنع به في نظره- في حين أن الآية جاءت في سياق التهديد والوعيد لمن ترك الحق واتبع الباطل كما جاء في تفسيرها، (وليس في قوله تعالى: { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } الإذن في كلا الأمرين، وإنما ذلك تهديد ووعيد لمن اختار الكفر بعد البيان التام، كما ليس فيها ترك قتال الكافرين). تفسير العلَّامة السعدي-رحمه الله-.
فهذا كلام ربِّنا الرحمن الرحيم العليم الحكيم يأمر فيه نبيَّه عليه الصلاة والسلام أن يقول للناس: { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } بعد تبيين الهدى من الضلال والرشد من الغيِّ، فهل اقتدى جمعة الأفَّاك بذلك وكان ربانيًّا في ذلك؟! لا وربِّ الكعبة، لم يفعل ولم يبيِّن ولم يرشد، لذلك تجد أتباعه ومريديه حيارى؛ إذا واجهوا فحول أهل السنَّة فرُّوا فرار السكارى؛ لأن أدلَّته تُشبه سرابًا بقيعة ( يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا).
فأين فقه جمعة ؟! وأين عقول مريديه الذين طاروا بها منذ أن قالها قبل سنتين، ومازالوا يلوكونها إلى يوم الناس من غير تفكُّر ولا تدبُّر ولا تنبُّه إلى فساد معناها ؟!
ملأ الجو هتافًا بحياتَيْ قاتِلَيْه ...
أثّر البهتان فيه وانطلى الزور عليه ...
يا له من ببغاء عقلُه في أذنيه...
وهل الصعفقة هي السيِّئة التي تمحو كلَّ حسنة سبقتها كما يمحوها الكفر، عياذًا بالله؟!
وممَّا يبيِّن أن كلام جمعة كان لتسلية مريديه وتخفيف شدَّة وقع توبة أهل الفضل والعقل من منهجه الوحش قولُ جمعة: [ولا يضرنَّكم من تصعفق، ولا يهولنَّكم أمرُه؛ فإن الدعوة ولَّادة، مثل الشجرة التي يأتي عليها الخريف فتتساقط أوراقها، ثم ما تفتأ حتى تنمو لها أوراق خضراء قوية، ثم تزهر وتثمر].
منقول بمعناه من جلسة بلدية تاجنانت، وهو منشور في مجموعة للمفرِّقة على الواتساب (أئمة المساجد فقط) وغيرها. (انظر الصورة في المرفقات).
ولي مع هذا الهراء وقفاتٌ أبيِّن فيها -بمشيئة الله تعالى- الجهل المركَّب عند جمعة، وبعدَه عن الفقه في الدين، وهذا حال كل من انحرف عن الصراط المستقيم.
قال جمعة: (ولا يضرنكم من تصعفق)
التعليق: بل يضرُّهم لو كانوا على الحق يا جمعة، كيف لا وهم يرون أخًا لهم انحرف عن جادَّة الصواب وانتكس!
قال الإمام ابنُ باز -رحمه الله- في (قوله صلى الله عليه وسلم ؛: "مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". فجعل المسلمين شيئًا واحدًا، وجسدًا واحدًا، وبناءً واحدًا، فوجب عليهم أن يتراحموا، وأن يتعاطفوا، وأن يتناصحوا، وأن يتواصوا بالحق، وأن يعطف بعضهم على بعض). [الموقع الرسمي].

فأين كلامُ جمعة من هذا الهدي النبوي؟! ولكنه الهوى؛ لأنه يعلم بأنه لو وجَّه مريديه إلى بذل النصيحة لكانوا هم المنصوحين، ولم يرجع إليه منهم أحد، ولطالبوه بما يُنصحون به وهو صفرُ اليدين!

وهنا سؤال يطرح نفسه بشدَّة كما يقال! وهو ما معنى صعفوق؟
إن القوم زعموا أنهم أخذوا هذه اللفظة عن السلف، فلننظر إلى مراد السلف من هذه اللفظة ومدى مطابقتها لواقع من وسموه بالصعفقة، وعندها سيتبيَّن لكلِّ ذي لبٍّ كذبهم! وعمدتهم ما روى ابنُ بطَّة في الإبانة الكبرى رقم ( 603)، والبيهقي في "المدخل" رقم (228)، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (1/462) عَنْ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: إِنَّمَا هَلَكْتُمْ حِينَ تَرَكْتُمُ الْآثَارَ، وَأَخَذْتُمْ بِالْقِيَاسِ، لَقَدْ بُغِّضَ إِلَيَّ هَذَا الْمَسْجِدُ، بَلْ هُوَ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ كُنَاسَةِ دَارِي مَعْشَرَ الصَّعَافِقَةِ. وَالصَّعَافِقَةُ هُمُ الَّذِينَ يَفِدُونَ إِلَى الْأَسْوَاقِ فِي زِيِّ التُّجَّارِ، لَيْسَ لَهُمْ رُءُوسُ أَمْوَالٍ، إِنَّمَا رَأْسُ مَالِ أَحَدِهِمُ الْكَلَامُ، وَالْعَامَّةُ تُسَمِّي مَنْ كَانَ هَذَا مُهَلِّسًا.

قال كبير المفرِّقة محمد بن هادي :(هم الذين ليس لديهم رأسُ مال في جميع الأمور، ففي العلم لا شيء عندهم، وفي الدنيا لا دراهم والدنانير لا شيء عندهم، والذي يهمُّنا هو باب العلم، قد روي في هذا عن قتادة –رحمه الله- [الصحيح أنه عن الشعبيِّ لا قتادة] أنه قال: (خذوا ما جاءكم عن أصحاب رسول الله، ودعوا عنكم ما جاء عن هؤلاء الصعافقة).
[قلت: لفظُه كما عند البغوي في "شرح السنة" وأبي عبيد في "الغريب" وابن الأثير في "النهاية": مَا جَاءَكَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخُذْهُ، وَدَعْ مَا يَقُولُ هَؤُلاءِ الصَّعَافِقَةُ].
الذين لا علم عندهم، يريد بهم أهل الابتداع، والذين لا علم عندهم، فعليكم بالسنة، وعليكم بالأخبار النبوية، في هذا عليكم بأهل العلم خذوا عنهم، وأما الذي ليس لديه رأس مال فهؤلاء صعاليك صعافقة، فكما أن هذا لا مال فهو صُعفوق) انتهى.

وعليه فمعنى صعفوق في قول السلف كما بيَّن محمد بن هادي: (الذين لا علم عندهم يريد بهم أهل الابتداع والذين لا علم عندهم).
فكيف يمكن أن يقال عن الرجل لا علم عنده بعدما كان بالأمس القريب عالمًا أو شيخًا فاضلًا أو طالب علم متمكِّنًا، وهلمَّ جرًّا؟! وهذا حال كلِّ الذين وُسموا من قبل رؤوس المفرِّقة بالصعافقة بعدما أظهروا وقوفهم في صفِّ الحق وأهله، وعلى رأسهم الشيخان ربيع السنَّة والعلَّامة الجابري! أين ذهب علمُهم وطلبُهم؟
ويبقى الوصف الثاني وهو أنهم من أهل الابتداع، وهذا قد نفاه ابنُ هادي وجمعة الفتَّان، وقالا: نحن لا نبدِّعهم ! (انظر الصورة في المرفقات).
والذي ألجأ المفرِّقة إلى نفي التبديع سببان، ثالثهما الجبن.
أمَّا الأول فخوفُهم من رجوع ذلك عليهم، فمن بدَّع مسلمًا كان كما قال أو رجعت عليه كما قال الإمام الألبانيُّ -رحمه الله تعالى- مستنبطًا من قوله صلى الله عليه وسلم « مَن كفَّر مسلماً فقد كَفَر »، فأقول (الألباني): مَن بَدَّع مسلماً فإمَّا أن يكون هذا المسلم مبتدعًا، وإلَّا فهو المُبتدِع. (رابط الصوتية أسفل المقال).
والثاني: أنهم علموا أنهم يخاطبون المراجيج المهابيل المخابيل الذين يسمعون الكلام ويكررونه، ولا يسألون عن معناه، فضلًا عن دليله، وأكثرهم لا يعقلونه، فهم ببغاوات رضُوا بمنزلة البهائم، قال العلَّامة ابنُ عبد البر رحمه الله:
يا سائلي عن موضع التقليد خذ * عني الجواب بفهم لبٍّ حاضر
وأصغ إلى قولي ودِن بنصيحتي * واحفظ عليَّ بوادري ونوادري
لا فرق بين مقلِّد وبهيمة * تنقاد بين جنادل ودعاثر (جامع بيان العلم وفضله).

قال جمعة:
((ولا يهولنكم أمره))
وهذا إخبار عن حال المفرِّقة عند سماعهم توبةَ إخواننا وبراءتهم من منهج المفرِّقة، وذلك لأن جمعة يعرف حقيقة ووزن من تاب ورجع، فمن العوام أهل الزكاء والورع والقدوة في المجتمع، وفي طلبة العلم والمشايخ أهل الفضل والنبوغ والتميُّز ... وللعاقل أن ينظر إلى مكانة وفضل الكريمين زيدان بريكة وياسين زروقي في مجتمعهم وأثرهم الطيب، وعلى كل واحد أن ينظر في من حوله في منطقته ممَّن كان يعرف طيلة سنوات -طبعًا قبل أن يتلوَّث بلوثة التقديس، فصارت مخالفة فركوس السيئة التي لا تحفظ معها حسنة، وصار ينكر ما كان يعرف ويعرف ما كان ينكر-.
وبهذا يفهم كلام جمعة، ويقال له: بل يهولهم يا جمعة، وأنت تعلم ذلك علم اليقين، لذلك تُسارع لإعطاء الأوامر لزبانيتك بتشويه صورة التائب، وتسلُّطهم عليه يهدِّدونه ويتوعَّدونه، والله حسيبك.

قال جمعة: (فإن الدعوة ولَّادة)
التعليق:
أجل يا جمعة، هي كذلك، ولكنها لا تقتل فحولها كما تفعل (أنت)، مثل صنيع العنكبوت! والحمد الله الذي جعل مصير العنكبوت مصير ذَكَرها، ومن لا يرحم لا يُرحم، وصدق الله عز وجل القائل: {وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون}.
قال جمعة: (مثل الشجرة التي يأتي عليها الخريف فتتساقط أوراقها، ثم ما تفتأ حتى تنمو لها أوراق خضراء قويَّة، ثم تزهر وتثمر).
التعليق:
هذا تشبيه سخيف يدلُّ على تلوُّث فكر الرجل ونقص عقله وسفه فكره، وإن كان فيه بشرى بفَناء حزب المفرِّقة وذهاب ريحه! والبلاء موكَّل بالمنطق كما يقال؛ فقد مثَّل دعوته (والدعوة السلفية بريئة منه) بالشجرة، وأتباعه بالأوراق التي تسقط في الخريف، عجَّل الله يبسها!
وأمَّا دعوة الأنبياء والمرسلين التي ورثها أهلُ السنة والجماعة السلفيون كابرًا عن كابر فيقول ربُّنا -تبارك وتعالى- في وصفها: [ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَة كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ]. فشبَّه الله سبحانه وتعالى دينه ودعوة رسله وعباده المؤمنين بالنخلة، ((وهي كثيرة النفع دائمًا، { تُؤْتِي أُكُلَهَا } أي: ثمرتها { كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا }، فكذلك شجرة الإيمان، أصلُها ثابت في قلب المؤمن، علمًا واعتقادًا. وفرعها من الكلم الطيب والعمل الصالح والأخلاق المرضية، والآداب الحسنة في السماء دائمًا يصعد إلى الله منه من الأعمال والأقوال التي تخرجها شجرة الإيمان ما ينتفع به المؤمن وينفع غيره)). تفسير السعدي رحمه الله.

وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : "إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ، فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ" ؟ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَاسْتَحْيَيْتُ. ثُمَّ قَالُوا: حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "هِيَ النَّخْلَةُ". رواه البخاري ومسلم.
فالله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم يشبِّهان دعوة التوحيد والمؤمن بالنخلة المباركة التي لا ينقطع نفعها، ولا تسقط أوراقها، وجمعة المخذول يشبِّه دعوته بالشجرة التي تجفُّ وتسقط أوراقها وتتعرَّى أغصانها!

فما صفاتُ النخلة التي تميَّزت بها عن غيرها من الشجر حتى نالت هذا الشرف؟
منها وهي أول ما وصفها به النبي صلى الله عليه وسلم أنه: ( لا يسقط ورقها) ! وهذا أول ما يبين مخالفة شجرة جمعة الخبيثة لشجرة المؤمنين، إذ قال جمعة متحدثا عن دعوته: (مثل الشجرة التي يأتي عليها الخريف فتتساقط أوراقها)، فعلم أن شجرة جمعة غير الشجرة المباركة التي ضربها الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم للمؤمن؛ لمخالفتها لأهم أوصافها، والواقع خير شاهد كما يقال، فمازال أهل الفضل والعقل ينفضون عن جمعة، ويتبينون خبث تلك الشجرة التي غرسها في دعوة أهل السنة، في حين ترى شجرة أهل السنة في شموخ وزيادة، وفي حديث هرقل لأبي سفيان: ( قال: يزيدون أو ينقصون) ؟ قال: (قلت: لا بل يزيدون) ثم قال له: (سَأَلْتُكَ: هلْ يَزِيدُونَ أمْ يَنْقُصُونَ؟ فَزَعَمْتَ أنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وكَذلكَ الإيمَانُ حتَّى يَتِمَّ) أخرجه البخاري.
فهنيئا لأهل السنة والجماعة السلفيين شبههم بالنخلة الثابت أصلها، الممتد فرعها، الطيب أكلها، وشبههم بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يزيدون ولا ينقصون، وهنيئا للمراجيج المهابيل المخابيل الذين لم يتربوا تربية سلفية تشبيههم بالشجر الذي إذا حل عليه الخريف، فسقط ورقه، وذهب ثمره، وسيستمر -إن شاء الله- ذلك الخريف حتى تجف أغصانها، وتيبس جذوعها، وتجتث أصولها، فلا بد لمريديك يا جمعة من جرعة مضاعفة تساعدهم على فقدان الحس كي يواجهوا الخريف الدائم!
لقد فتنتم الناس بكثرتكم عند بزوغها، وتلك هي الفتن تغر الناس بزينتها، ولم ينج من فتنتكم إلا العلماء ومن ثبتهم الله بلزوم غرزهم،
قال الحسن البصري رحمه الله : (الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل). وصدق أبو زرعة الرازي رحمه الله حين قال*: (لا يهولنك الباطل؛ فإن للباطل جولة ثم يتلاشى) مقدمة الجرح والتعديل.
ونحن بحمد الله نرى رجوع الناس إلى الحق وبراءتهم من الباطل وأهله، ومازال العقلاء والفضلاء يستفيق الواحد منهم تلو الآخر فضلا من الله ونعمة { وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}، وأول الغيث قطر ثم ينهمر.
والحمد لله رب العالمين.



https://bit.ly/3iC3syq
رابط صوتية الإمام الألباني رحمه الله تعالى

أبو عبد الله حيدوش

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله حيدوش ; 13 Jul 2020 الساعة 01:51 PM
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013