منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 17 Feb 2018, 10:28 AM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي أصناف المُجَالسين.

الحمد لله رب العالمين،وصلى الله وسلم على نبينا محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

ففي البخاري 5534 ومسلم2628 عن عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً

فهذا مثل عظيم ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لمصاحب أهل الخير،ومصاحب أهل الشر من حيث التأثر بتلك الصحبة والمجالسة،فأهل الخير يستفاد منهم العلم النافع والأخلاق الفاضلة،والآداب الجميلة،ويكون عند الناس صاحب سمعة طيبة لما يرونه من مخالطة الأخيار،وأما مصاحبة أهل الشر فتعود بالوبال على صاحبها،من جهة الوقوع في الشهوات أو الشبهات،ومن جهة سوء ظن الناس به إذ يرونه مع أهل الريب والشر والفساد.

قال القاري-رحمه الله- في المرقاة ج8/3136:( فِيهِ إِرْشَادٌ إِلَى الرَّغْبَةِ فِي صُحْبَةِ الصُّلَحَاءِ وَالْعُلَمَاءِ وَمُجَالَسَتِهِمْ ; فَإِنَّهَا تَنْفَعُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَإِلَى الِاجْتِنَابِ عَنْ صُحْبَةِ الْأَشْرَارِ وَالْفُسَّاقِ ; فَإِنَّهَا تَضُرُّ دِينًا وَدُنْيَا. قِيلَ: مُصَاحَبَةُ الْأَخْيَارِ تُورِثُ الْخَيْرَ وَمُصَاحَبَةُ الْأَشْرَارِ تُورِثُ الشَّرَّ كَالرِّيحِ إِذَا هَبَّتْ عَلَى الطِّيبِ عَبِقَتْ طِيبًا، وَإِنْ مَرَّتْ عَلَى النَّتْنِ حَمَلَتْ نَتْنًا. وَقِيلَ: إِذَا جَالَسْتَ الْحَمْقَى عُلِّقَ بِكَ مِنْ حَمَاقَتِهِمْ مَا لَا يَعَلَقُ لَكَ مِنَ الْعَقْلِ إِذَا جَالَسْتَ الْعُقَلَاءَ ; لِأَنَّ الْفَسَادَ أَسْرَعُ إِلَى النَّاسِ وَأَشَدُّ اقْتِحَامَ مَا فِي الطَّبَائِعِ)

وإن المتأمل في حال الناس يجد أصنافا من المجالَسين،ينبغي للمسلم أن يعرفهم،ويميز بين كل صنف منهم،حتى يحمله ذلك على المعاملة الصحيحة مع هذه الأنواع.

القسم الأول:هم أهل الصلاح والتقى والبر والمعروف،وأهل البركة من العلماء أهل الخشية المثمر للعمل الصالح،السائرين على طريق السلف الكرام المعتصمين بحبل الله المتين ومن سلك سبيلهم،وسار على طريقهم فهؤلاء هم الذين أمرنا بسؤال الله الهداية لطريقهم في سورة الفاتحة قال الله تعالى:( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)[الفاتحة 6-7]وهم الذين قال الله فيهم:( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)[النساء 69]،وهؤلاء إذا جالستهم استفدت منهم فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة وكنت من المباركين.

القسم الثاني:من إذا جلست إليه،كان حديثه في أمور الدنيا من غير أن يقع فيما حرم الله من الكلام،فهؤلاء لا تخرج من عندهم بفائدة،فلا يكون له الأجر ولا عليه الإثم،وقد كان السلف من دأبهم ترك تقليل الجلوس مع هذا الصنف.

القسم الثالث:من يتوسع في الدنيا والحديث عنها،حتى يقع فيما حرم الله،فهذا ينبغي الابتعاد عنه،لما تلبسوا به من الآثام والمعاصي.

القسم الرابع:من إذا جالسته،هيَّج فيك الشهوات وزينها في نفسك،فهذا أيضا مما يجب اجتنابه لضرره العظيم.

القسم الخامس:أصحاب الشبه الذين يدعون إلى البدع والضلالات والانحرافات،فهؤلاء ضررهم عظيم لأنه يحرفون المرء عن الدين الصحيح،ويجعلونه يتعبد الله بالبدع والأباطيل.

القسم السادس:من إذا جالسته حرص أن يقربك من أهل البدع بتلميع صورهم،والثناء عليهم،وإظهار فضلهم وعلمهم وحفظهم،والإشادة بجهودهم،ومحاولة إظهار أن كل من يتكلم في الدين فهو على خير،وكل يؤخذ منه الحق، ولا ينبغي هجرهم وتركهم ما دام ينتسبون للسنة والجماعة،ولا ينبغي التحذير وتفريق الصف،فهذا الصنف ضرره عظيم، لأنه يتظاهر بمنهج السلف لكنه يلمع صور أهل البدع ويزكيهم حتى يقبلوا ما عندهم،وهذا الصنف إنما يدافع عن أهل الباطل لكونه يخالطهم ويصاحبهم ويماشيهم فصار يحميهم،ويضيق صدره بالكلام فيهم.

القسم السابع:من إذا جالسته شنع على أهل الحق وطعن فيهم ولمزهم،ورماهم بالغلو والتطرف،والتفريق والتصنيف والتجريح وغيرها من ألقاب السوء التي يريد منها التنفير منهم، والتحذير من مجالستهم ورجوع الناس إليهم،وهذا الصنف بسبب مداخله ومخارجه مع أهل الباطل يعلم أن سهام الحق تصيبه وتسقطه فلهذا انبرى بالطعن في أهل الحق،متضايقا من منهجهم المبني على الإحسان للناس في التحذير من أهل الباطل،والجلوس والركون إليهم.

القسم الثامن:من ينتسب لمنهج السلف ويعرف طريقه،ويحترم أهله ويحذر من أهل الباطل لكنه ليس على الخلق الحسن،وهو على نقص في حلمه وحكمته،وعلى طيش وتعجل في أموره،لا يعرف قدر نفسه ،ويتدخل فيما لا يعنيه،مع كثرة القيل والقال،والإعجاب بالنفس والظن أنه أهل للكلام والتوجيه ،ولا هو الذي يراجع المشايخ في مسائله،ولا يحسن التعامل مع أصناف الناس مخالفهم وموافقهم،فمصاحبة هذا الصنف ضرره من جهة التأثر بتلك الأخلاق إن لم يؤثر فيهم المجالس بحسن خلقه وجميل تعامله، مع ما فيها من الضرر العظيم على دعوة أهل الحق،وهذه الأخلاق السيئة هي من نصيب أهل البدع والأهواء لكنه-والله المستعان قد يتلبس بها من ينتسبون إلى منهجنا المبارك،مما يسبب الضرر العظيم على دعوتنا.

وهذه الأصناف يجمعها قوله تعالى:( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)[الكهف 28]

فقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصبر نفسه مع أهل الإخلاص والصلاح،ونهاه أن يطيع ويتبع أهل الغفلة من أهل الدنيا الذين ركنوا للدنيا وشهواتها فقادتهم للشهوات،وأهل الأهواء أصحاب الشبهات الذين يعبدون الله بالبدع،أو أهل الأهواء المدافعين عن أهل البدع أو المجالسين لهم،أو الطاعنين في أئمتنا وعلمائنا ومشايخنا ودعاتنا إلى الحق وإلى منهج السلف الصالح.

وقوله تعلى:( وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)[القلم 10 13]

قال ابن السعدي –رحمه الله-في التفسير 879:( {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ} أي: كثير الحلف، فإنه لا يكون كذلك إلا وهو كذاب، ولا يكون كذابًا إلا وهو {مُهِينٌ} أي: خسيس النفس، ناقص الهمة، ليس له همة في الخير، بل إرادته في شهوات نفسه الخسيس.
هَمَّازٍ} أي: كثير العيب [للناس] والطعن فيهم بالغيبة والاستهزاء، وغير ذلك..
مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} أي: يمشي بين الناس بالنميمة، وهي: نقل كلام بعض الناس لبعض، لقصد الإفساد بينهم، وإلقاء العداوة والبغضاء..
مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ} الذي يلزمه القيام به من النفقات الواجبة والكفارات والزكوات وغير ذلك، {مُعْتَدٍ} على الخلق في ظلمهم، في الدماء والأموال والأعراض {أَثِيمٍ} أي: كثير الإثم والذنوب المتعلقة في حق الله تعالى.
{عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ} أي: غليظ شرس الخلق قاس غير منقاد للحق {زَنِيمٍ} أي: دعي، ليس له أصل و [لا] مادة ينتج منها الخير، بل أخلاقه أقبح الأخلاق، ولا يرجى منه فلاح، له زنمة أي: علامة في الشر، يعرف به.
وحاصل هذا، أن الله تعالى نهى عن طاعة كل حلاف كذاب، خسيس النفس، سيئ الأخلاق، خصوصًا الأخلاق المتضمنة للإعجاب بالنفس، والتكبر على الحق وعلى الخلق، والاحتقار للناس، كالغيبة والنميمة، والطعن فيهم، وكثرة المعاصي.
وهذه الآيات - وإن كانت نزلت في بعض المشركين، كالوليد بن المغيرة أو غيره لقوله عنه: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ} أي: لأجل كثرة ماله وولده، طغى واستكبر عن الحق، ودفعه حين جاءه، وجعله من جملة أساطير الأولين، التي يمكن صدقها وكذبها- فإنها عامة في كل من اتصف بهذا الوصف، لأن القرآن نزل لهداية الخلق كلهم، ويدخل فيه أول الأمة وآخرهم، وربما نزل بعض الآيات في سبب أو في شخص من الأشخاص، لتتضح به القاعدة العامة، ويعرف به أمثال الجزئيات الداخلة في القضايا العامة
)
فهذا الكلام في الصنف الأخير ممن ساءت أخلاقهم ولم يزكوها بأخلاف السلف.
أسأل الله أن يصلح الحال ويوفقنا لما يحبه ويرضى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 Feb 2018, 10:59 AM
يوسف عمر يوسف عمر غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2017
المشاركات: 91
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي أبا الحسن، أسأل الله عزّوجلّ أن يبارك فيك.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, المجالسين

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013