منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 Jun 2010, 10:10 AM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 270
إرسال رسالة عبر MSN إلى هشام بن حسن إرسال رسالة عبر Skype إلى هشام بن حسن
افتراضي لمحات مختصرة في مسألة العجن في الصلاة

بسم الله الرحمن الرحيم
فلا شك أن مسألة العجن في الصلاة ( أي القيام في الصلاة معتمدا على يديه ضاما لهما كهيئة العاجن ) ، من المسائل التي وقع فيها الخلاف ، خصوصا في عصرنا هذا ، بين الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمة الله عليه ، والذي يرى مشروعية ذلك ، وبين غيره من العلماء ، الذين يرون عدم المشروعية، فأحببت أن أكتب شيئا مختصرا في هذه المسألة أنفع به إخواني غير متعصب ولا مقلد لرأي من الآراء ، وإنما بغيتي الوصول إلى الصواب والحق مما اختلف فيه العلماء ، بحسب قوة الدليل وسلامته من الاعتراض ، وقد استفدنا بعض ذلك من مباحثاتنا مع بعض الطلبة الأقوياء من تلاميذ الشيخ مقبل رحمه الله .

فأقول – وبالله التوفيق - :
إن هيئة العجن في الصلاة لم يثبت فيها دليل صحيح ، و لو افترضنا صحته فليس بصريح في إثبات المشروعية ، وهاك – يا طالب العلم – بعض الحجج على ما ذكرت :
- الحديث من رواية الهيثم ، وهو مجهول الحال وإن روى عنه خمسة من العلماء فشرط قبول روايته عدم تفرده أو مخالفته للثقات ، وقد قرأت يوما حديثا في السلسلة الضعيفة للعلامة الألباني ، ضعف فيه حديثا من رواية مجهول ، مع أنه روى عنه جمع من العلماء .
- ثم إن الراوي وقع في ضبط اسمه خلاف ، فعند الحربي " الهيثم " ، ورجح الشيخ الألباني أنه العبسي ، فيكون من قسم : مجهول الحال ، بينما وقع عند الطبراني أنه الهيثم بن علقمة بن قيس بن ثعلبة ، وهذا الظاهر – كما أفادني به بعض مشايخي – أنه من قسم : مجهول العين ، ولهذا قال ابن رجب في فتح الباري 7 293 :" والهيثم هذا غير معروف "
وإن كان سند الحربي أصحمن سند الطبراني ، لأن شيخ الطبراني متكلم فيه .
- أن الهيثم خالف حماد بن سلمة ، حيث رواه حماد عن الأزرق بن قيس بلفظ :" رأيت ابن عمر إذا قاممن الركعتين اعتمد على الأرض بيديه ..." رواه البيهقي في السنن الكبرى ( 2 / 135 ) برقم 2632
- ومما يقدح في رواية الهيثم أنه لم يرد في أي من دواوين السنة المعروفة كالصحاح أو السنن أو المسانيد ، فلو ثبتت هذه السنة لتوفرت الدواعي على نقلها – هذا من جهة الصحابة - ، ولتسابق الأئمة أيضا على روايتها في كتبهم
- لا يعلم من قال من المتقدمين بهذه الهيئة ، فأنكرها ابن الصلاح وغيره كما في التلخيص الحبير لابن حجر 3/ 625 – 626 ، وجاء في الفتح لابن رجب 7 / 293 :" وقال بعضهم: االعاجن هو الشيخ الكبير الذي يعتمد إذا قام ببطن يديه ، ليس هو عاجن العجين "

هذه لمحات مختصرة حول هذه المسألة ، وقد ألف العلامة الدكتور بكر بن عبد الله أبوزيد رحمه الله جزء مفردا في صفة العجن مطبوع ضمن الأجزاء الحديثية ، فليراجعه من شاء الاستزادة من الأدلة والبراهين
والمجال مفتوح لطلبة العلم ان يدلو بدلوهم في هذه المسألة ، والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 Jun 2010, 10:54 AM
أبو الحارث وليد الجزائري أبو الحارث وليد الجزائري غير متواجد حالياً
وفقه الله وغفر له
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجزائر
المشاركات: 473
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحارث وليد الجزائري
افتراضي

جزاك الله خيرا أيه الفاضل

قال الإمام الشافعي رحمه الله في "الأم":
" <عن أبي قِلَابَةَ قال: جَاءَنَا مَالِكُ بن الْحُوَيْرِثِ فَصَلَّى في مَسْجِدِنَا وقال: وَاَللَّهِ إنِّي لأصلى وما أُرِيدُ الصَّلَاةَ وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يُصَلِّي فذكر أَنَّهُ يَقُومُ من الرَّكْعَةِ الْأُولَى وإذا أَرَادَ أَنْ يَنْهَضَ، قُلْت: كَيْفَ؟ قال: مِثْلَ صَلَاتِي هذه .
أخبرنا الرَّبِيعُ قال أخبرنا الشَّافِعِيُّ قال أخبرنا عبد الْوَهَّابِ عن خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عن أبي قِلَابَةَ مثله غير أَنَّهُ قال وكان مَالِكٌ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ من السَّجْدَةِ الْآخِرَةِ في الرَّكْعَةِ الْأُولَى فَاسْتَوَى قَاعِدًا قام وَاعْتَمَدَ على الْأَرْضِ >

( قال الشَّافِعِيُّ ) وَبِهَذَا نَأْخُذُ فَنَأْمُرُ من قام من سُجُودٍ أو جُلُوسٍ في الصَّلَاةِ أَنْ يَعْتَمِدَ على الْأَرْضِ بِيَدَيْهِ مَعًا اتِّبَاعًا لِلسُّنَّةِ فإن ذلك أَشْبَهُ لِلتَّوَاضُعِ وَأَعْوَنُ للمصلى على الصَّلَاةِ وَأَحْرَى أَنْ لَا يَنْقَلِبَ وَلَا يَكَادُ يَنْقَلِبُ وَأَيُّ قِيَامٍ قَامَهُ سِوَى هذا كَرِهْته له وَلَا إعَادَةَ فيه عليه وَلَا سُجُودَ سَهْوٍ لِأَنَّ هذا كُلَّهُ هَيْئَةٌ في الصَّلَاةِ وَهَكَذَا نَقُولُ في كل هَيْئَةٍ في الصَّلَاةِ نَأْمُرُ بها وَنَنْهَى عن خِلَافِهَا وَلَا نُوجِبُ سُجُودَ سَهْوٍ وَلَا إعَادَةً بِمَا نَهَيْنَا عنه منها وَذَلِكَ مِثْلُ الْجُلُوسِ وَالْخُشُوعِ وَالْإِقْبَالِ على الصَّلَاةِ وَالْوَقَارِ فيها وَلَا نَأْمُرُ من تَرَكَ من هذا شيئا بِإِعَادَةٍ وَلَا سُجُودِ سَهْوٍ
" اهـ

وقال -رحمه الله- قبل هذا :
( وَبِهَذَا كُلِّهِ نَقُولُ فَنَأْمُرُ كُلَّ مُصَلٍّ من الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ أَنْ يَكُونَ جُلُوسُهُ في الصَّلَوَاتِ ثَلَاثَ جَلَسَاتٍ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ من السُّجُودِ لم يَرْجِعْ على عَقِبِهِ وَثَنَى رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَجَلَسَ عليها كما يَجْلِسُ في التَّشَهُّدِ الْأَوَّلِ وإذا أَرَادَ الْقِيَامَ من السُّجُودِ أو الْجُلُوسِ اعْتَمَدَ بِيَدَيْهِ مَعًا على الْأَرْضِ وَنَهَضَ وَلَا أُحِبُّ أَنْ يَنْهَضَ بِغَيْرِ اعْتِمَادٍ فإنه يُرْوَى عن النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم أَنَّهُ كان يَعْتَمِدُ على الْأَرْضَ إذَا أَرَادَ الْقِيَامَ. )اهـ

الحديث الذي ذكره الشافعي عند البخاري.

و في كتاب "التتمات لبعض مسائل الصلاة" للشيخ محمد بن عمر بازمول -حفظه الله- كلام طيب وتأصيلات في المسألة رجح ما ذهب إليه الألباني رحمه الله.
والله أعلم

التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحارث وليد الجزائري ; 29 Jun 2010 الساعة 11:05 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 Jun 2010, 01:06 PM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 270
إرسال رسالة عبر MSN إلى هشام بن حسن إرسال رسالة عبر Skype إلى هشام بن حسن
افتراضي

بارك الله فيك أخي الكريم
بخصوص ما نقلته عن الإمام الشافعي : هو الصحيح ، أي الاعتماد على اليدين ( بخلاف من يرجّح عدم الاعتماد بالكليّة ) ، لكن العجن صفة زائدة لا بد لإثباتها من دليل صحيح ، وظاهر الرواية الصحيحة القيام على باطن اليدين ، والله أعلم .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 Jun 2010, 07:22 PM
أبو الحارث وليد الجزائري أبو الحارث وليد الجزائري غير متواجد حالياً
وفقه الله وغفر له
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجزائر
المشاركات: 473
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحارث وليد الجزائري
افتراضي

وفيك بارك ربي أخي الكريم الحبيب
كلامك طيب جدا ولي عودة إن شاء الله
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01 Jul 2010, 11:46 AM
حسن بوقليل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي نظرات في "لمحات"

نظرات في "لمحات":

أشكر الأخ هشام بن حسن ـ سدده الله ـ على تهييجه لمثل هذه المسائل، للتذاكر بين الطلبة؛ من غير تقليد! ولا تسفيه!
حتى ننشغل بما ينفعنا، ولا نخوض في "كل" ما يذكر على الساحة، والمنتديات.

حديث العجن:
ق
د وردت هيئة العجن عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ، من طريق الأزرق بن قيس، وقد وردت بأسانيد مختلفة:
1 ـ أخرج إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" (ص 525)؛ قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا يونس بن بكير، عن الهيثم، عن عطية بن قيس، عن الأزرق بن قيس: رأيت ابن عمر يعجن في الصلاة: يعتمد على يديه في الصلاة إذا قام، فقلت له؟ فقال: رأيتُ رَسُولَ اللهِ ـ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ـ يفعُلُه.
2 ـ وأخرج الطبراني في "الأوسط" (4/ 213 ـ رقم 4007)؛ قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي، قال: نا عبد الله بن عمر بن [أبان]، قال: نا يونس بن بكير، قال: نا الهيثم بن علقمة بن قيس بن ثعلبة، عن الأزرق بن قيس به.
قال العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ: "وإسناده [أي: الحربي] حسن". ["الضعيفة": (2/392)].
3 ـ وأخرج البيهقي في "الكبرى" (2/194)؛ عن حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس نحوه، ـ وليس فيه ذكر العجن ـ وفيه: فقلت لولده ولجلسائه: لعلَّه يفعل هذا مِن الكِبَر؟ قالوا: لا، ولكن هكذا يكون.
قال العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ: "وهذا إسناد جيد". ["الضعيفة": (2/392)]، وفي "صفة الصلاة" (ص 155): "إسناد صحيح".
أمَّا رواته:
ـ عبيد الله بن عمر: وثقه غير واحد، وأخرج له البخاري ـ كما ذكر الشيخ ـ. "تاريخ بغداد" (12/25). انظر: "التهذيب" (3/23).
ـ يونس بن بُكَير: وثقه بعضهم، وأخرج له البخاري تعليقا، وأما قول الحافظ في "التقريب" (ص 542): "صدوق يخطئ" ، فقد بيَّن الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في "تمام المنة" (ص 202) أنه ليس معناه على ما ذكر الشيخ بكر ـ رحمه الله ـ أنه ضعيف إن لم يتابع، بل المقصود أنه حسن الحديث كما جاء عن الذهبي. وانظر "التهذيب" (4/466).
ـ الهيثم: جاء في رواية الحربي مهملاً، وعند الطبراني: (الهيثم بن علقمة)، وذكره ابن رجب في "فتح الباري"؛ فقال في (7/293 ـ ط.الغرباء): (الهيثم بن علية)، وهو خطأ نبه عليه محققو الكتاب.
ـ عطية بن قيس: ثقة مقرئ، أخرج له البخاري تعليقا، ومسلم. "التقريب" (ص 333).
ـ الأزرق بن قيس: ثقة، أخرج له البخاري. "التقريب" (ص 37).

ـ موطن الخلاف:
إذًا؛ اختلف في (الهيثم)؛ هل هو: (الهيثم بن علقمة)، أو (الهيثم بن عمران
ـ رجح العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ أنه ابن عمران بن عبد الله أبو الحاكم العبسي.
ذكره ابن حبان في "الثقات" (7/577)؛ فقال: "الهيثم بن عمران العبسي، من أهل دمشق، يروي عن عطية بن قيس، روى عنه الهيثم بن خارجة".
وذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (74/114)؛ فقال: "العنسي".
وترجم له في "الجرح والتعديل" (9/82)؛ فسكت عنه، قال العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ: "لكن رواية هؤلاء الثقات الثلاثة عنه، ويضم إليهم رابع وهو الهيثم بن خارجة، وخامس وهو بن بكير، مما يجعل النفس تطمئن لحديثه؛ لأنه لو كان فيه شيء من الضعف لتبين في رواية أحد هؤلاء الثقات عنه، ولعرفه أهل الحديث كابني حبان وأبي حاتم، زد على ذلك أنه توبع على روايته هذه، كما تقدم قريبا من حديث حماد بن سلمة ونحوه، والله أعلم". ["الضعيفة": (2/392)].
إذًا؛ اعتمد الشيخ ـ رحمه الله ـ توثيق ابن حبان! على ما فيه!
ولهذا انتقده العلامة بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ في "الأجزاء الحديثية".
ونبَّه العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ على ذلك؛ فقال: "والخلاصة: أن توثيق ابن حبان يجِب أن يُتلقَّى بكثير من التحفظ والحذر لمخالفته العلماء في توثيقه للمجهولين، لكن ليس ذلك على إطلاقه كما بيَّنه العلامة المعلمي في "التنكيل" (1/ 437، 438) مع تعليقي عليه.
وإنَّ مما يجب التنبيه عليه أيضا أنه ينبغي أن يضم إلى ما ذكره المعلِّمي أمر آخر هام عرفته بالممارسة لهذا العلم، قلَّ من نبَّه عليه، وغفل عنه جماهير الطلاب؛ وهو أنَّ من وثقه ابن حبان، وقد روى عنه جمع من الثقات، ولم يأت بما ينكر عليه فهو صدوق يحتجُّ به". ["تمام المنة": (ص 25) بتصرف].
ولهذا حسَّن الشيخ ـ رحمه الله ـ الحديث؛ فإن الهيثم هذا قد وثقه ابن حبان، وقد روى عنه ثلاثة من الثقات؛ وهم: محمد بن وهب بن عطية، وهشام بن عمار، وسليمان بن شرحبيل، كم في "الجرح والتعديل" (9/82، 83).
وهذا التحسين مبني على ممارسة، وخبرة طويلة، وهذا ما يجعل بعضهم يطعن في تحسينه ـ رحمه الله ـ.
ولما توهم بعضهم أن كل من وثقه ابن حبان فهو مجهول الحال أو العين؛ ظنوا تحسين الألباني ـ رحمه الله ـ تناقضا، وهذا غير صحيح.
وقد دافع الألباني ـ رحمه الله ـ عن نفسه، وذكر الأمثلة على أن من روى عنه جماعة من المشايخ، ولم يأت بما ينكر فحديثه مقبول؛ فذكر:
ـ مالك بن الخير الزبادي: قال الذهبي ـ رحمه الله ـ في "الميزان" (6/5، 6 ـ رقم 7021): "محلُّه الصدق... روى عنه حيوة بن شريح، وابن وهب، وزيد بن الحباب، ورشدين، قال ابن القطان: هو ممن لم تثبت عدالته... يريد أنَّه ما نصَّ أحدٌ على أنَّه ثقة... والجمهور على أنَّ من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح".
وقال العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ: "وأقره على هذه القاعدة في "اللسان"، وفاتهما أنه في "ثقات" ابن حبان (7/460)".
قال الحافظ قال في "اللسان" (6/439): "وهذا الذي نسبه [أي: الذهبي] للجمهور لم يصرح به أحد من أئمة النقد، إلا ابن حبان. نعم هو حق في حق؛ من كان مشهورا بطلب الحديث والانتساب إليه، كما هو مقرر في علوم الحديث.
وهذا الرجل قد ذكره ابن حبان في "تاريخ الثقات" فهو ثقة عنده".
قال العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ: "وبناءً على هذه القاعدة ـ الَّتي منها كان انطلاقُنا في تصحيح الحديث ـ جرى الذَّهبي والعسقلاني وغيرُهما مِن الحفَّاظ في توثيق بعض الرُّواة الَّذين لم يُسبَقوا إلى توثيقهم مطلقًا؛ فانظر مثلا ترجمةَ أحمد بن عبدة الآملي في "الكاشف" للذَّهبي [(1/199) ـ ط.عوامة)]، و "التهذيب" للعسقلاني [(1/36)].
وأمَّا الَّذين وثَّقهم ابنُ حبَّان وأقرُّوه، بل قالوا فيهم تارةً: "صدوق"، وتارةً: "محلُّه الصِّدق" ـ وهي من ألفاظ التَّعديل كما هو معروفٌ ـ؛ فهم بالمئات، فأذكر الآن عشرةً منهم من حرف الألِف على سبيل المثال من "تهذيب التهذيب"، ليكون القرَّاء على بيِّنةٍ من الأمر".
ثم ساقهم الشيخ ـ رحمه الله ـ، وقال:
"كلُّ هؤلاء وثَّقهم ابنُ حبَّان فقط، وقال فيهم الحافظ ما ذكرته آنفًا من عبارَتَي التَّوثيق، ووافقه في ذلك غيرُه من الحفَّاظ في بعضِهم وفي غيرِهم من أمثالهم، ومِن عادته أن يقول في غيرِهم ـ ممَّن وثَّقهم ابنُ حبَّان ـ ممَّن روى عنه الواحِد والاثنان: "مستور" أو "مقبول"، كما حقَّقته في موضعٍ آخر.
فأخشى ما أخشاه أن يبادِر بعضُ من لا علم عنده إلى القول: إنَّ الحافِظ قد جارَى ابنَ حبَّان في تساهُله في توثيق المجهولِين". ["تمام المنة": (ص 205، 206)].
هذا كلام الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ.
فتبين منه:
أنَّ ادِّعاء! جهالة الحال أو العين في مثل (الهيثم) لا يقوم، ولو أفادك به بعض مشايخك!
وأما قولك:
ـ "أنَّ الهيثم خالف حماد بن سلمة"؛ فأين وجه المخالفة؟! أليس قوله: "يعجن" قد فسره بـ: "يعتمد على الأرض"؟! ولهذا قال الشيخ محمد بازمول ـ حفظه الله ـ: "وحديث العجن إذن ليس فيه زيادة وصف، أو عمل في الصلاة؛ إذ الاعتماد على الأرض عند النهوض يصح لأن يكون ببطن الكف، كما يصح أن يكون بظهر الكف والأصابع مجموعة، بل هذا الثاني هو الأظهر ـ والله أعلم ـ؛ إذ بها يكون الاعتماد". [(شرح صفة الصلاة": (ص 277)].
فليس هناك تعارض بين: "يعتمد على الأرض"، و"يعجن".
ـ "وممَّا يقدح في رواية الهيثم أنه لم يرد في أيٍّ من دواوين السُّنة المعروفة": ينبغي أن نعرف أن العبرة بصحة السند، لا بوجود الحديث في دواوين السنة، وقد ذكر أهل الحديث في كتب الاصطلاح (الصحيح في غير الصحيحين) وذكروا قاعدة الألخذ بالأحاديث في الكتب المسندة، ولم يشترطوا أن يشتهر في الكتب الستة، أو الصحاح، أو المسانيد، إلا ما ذكر عن ابن الصلاح من تضييق في المسألة، وقد تعقبه بعض من ألف على "مقدمته".
ولو سلمنا بهذا الكلام؛ فإن العجن هو بيان صفة لا زيادة عمل لم يرد في دواوين السنة المشهورة، كما أشار إلى ذلك الشيخ بازمول ـ حفظه الله ـ.
ـ "لا يعلم من قال من المتقدمين بهذه الهيئة": هذا أجاب عليه العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ؛ فقال ـ بعد سوقه لكلام الحافظ في "التلخيص" ـ: "فلم يقف على هذا الحديث المرفوع صراحة، مصداقا للقول المشهور: كم ترك الأول للآخر، فالحمد لله على توفيقه، وأسأله المزيد من فضله".
وهذا التحقيق الذي تفرد به العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ قد أقر بمثله الشيخ العلامة بكر ـ رحمه الله ـ في "الأجزاء الحديثية"، ولا يعرف الفضل لأولي الفضل إلا أولوا الفضل.
وهذا آخر ما أردت نقله من كلام العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في هذه المسألة، والأمر فيه سعة، لكن ينبغي التنبه إلى أن بعض من لا خلاق لهم يتسللون من هذه المسائل لمنصة الطعن في منهج العلامة ـ الألباني ـ رحمه الله ـ، لكن:
يبقى الألباني هو الألباني.
ويبقى هؤلاء في الإبهام والإهمال مغمورين.
فاللهم ارحم العلامة الألباني، واكتب له الأجر العظيم على ما خدم به سنة نبيك ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وأسأل الله أن يهدينا سواء السبيل.
كتبه أبو عبد الله حسن بن داود بوقليل ـ عفا الله عنه ـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01 Jul 2010, 01:03 PM
أبو همام وليد مقراني أبو همام وليد مقراني غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 748
افتراضي

بارك الله فيك أخي حسان على ما بينت و نسأل الله أن يرحم الشيخ الألباني وسائر المسلمين
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01 Jul 2010, 01:59 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك أخي سليم على ما وضّحت
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 01 Jul 2010, 02:36 PM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 270
إرسال رسالة عبر MSN إلى هشام بن حسن إرسال رسالة عبر Skype إلى هشام بن حسن
افتراضي تعقيب لا تثريب

جزاكم الله خيرا على ما أفدتموه ، ولكن لي تعليقات يسيرة على ما ذكرتم ـ وفقكم الله ـ :

- إذا قلنا برفع الجهالة عن كل من روى عنه مجموعة من الثقات لزم أن يصحَّح غير هذا الحديث الذي فيه المواصفات نفسها ، وللأسف الشديد فإنه قد غاب عن ذهني الآن موضع من السلسلة الضعيفة ضعّف فيه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ حديثا هذه مواصفاته سواء بسواء ( ولعلي إن وجدته اليوم أورده ههنا ) ، فتبيّن أن القاعدة صحيحة ولكن ليست على إطلاقها ، كمسألة زيادات الثقات ، من شرطها الأساسي عدم المخالفة ، وإذا عدنا إلى مسألتنا هذه وجدنا المخالفة من مجهول لثقة في كيفية انفرد بذكرها دون سائر الثقات أو حتى المجاهيل .
* زد على ذلك ( وهو أمر مهم لم أذكره في صلب المقال المقتضب المدون أعلاه ) ، أنه قد وقع خلاف في ضبط لفظة العجن ، فمنهم من أبدل النون زايا ، فرواها : على هيئة العاجز . وحتى إذا رجحنا ضبط هذه اللفظة بالنون فإن العجن له صفتان في لغة العرب: المذكورة والثانية ببسط الكفين على الأرض, كما هو معروف من حال النساء عند عجن العجين. ( انظر : لا جديد في أحكام الصلاة للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله )

- ذكركم أن العبرة بصحة السند، لا بوجود الحديث في دواوين السنة : صحيح، لكن ليس في سنّة تتوافر الهمم والدواعي لحفظها ونشرها وتلقينها للناس ، فهي متعلقة بصلاة تتكرر في اليوم أكثر من مرة ، وقد نقل لنا الصحابة أشياء دقيقة في صفة صلاته عليه الصلاة والسلام ، ولكي أقرّب الصورة إلى الأذهان أضرب مثالا بمسألة وضع اليدين على الصدر بعد الركوع ، فكثير من أهل العلم ـ ومنهم الشيخ الألباني رحمه الله ـ ذهبوا إلى عدم مشروعيتها لأنه لو فعلها النبي صلى الله عليه وسلم لنقلها لنا الصحابة كما نقلوا ذلك في قيامه الأول بعد تكبيرة الإحرام ، فينبغي الاحتراز فيما رُوي في غير الكتب التي اعتنت ابتداء وأصالة برواية الأحاديث خصوصا في الأشياء المشتهرة أو التي تعم بها البلوى ، وليس معنى هذا أن تضعّف ولكن يتعامل معها بحذر شديد ، فإذا ثبتت بيقين فإنها تصحّح ، وللعلامة ابن عثيمين رحمه الله كلام بنحو هذا كنت قد قرأته له قبل مدة ، ولست أنشط الآن للبحث عن موضعه لأنني أكتب بما جال في ذهني وما رسخ فيه من معلومات .

- وأخيرا بالنسبة لعدم ورود من قال بها من المتقدمين ، فهذا :
أولا : لا يقدح في الشيخ الألباني رحمه الله ، فهو عالم مجتهد يصيب ويخطئ ، وليس معنى اجتهاده رحمه الله في مسائل فقهية معروفة كالذهب المحلق وصيام يوم السبت وغيرها أن يطعن في الشيخ بسبب ذلك ، فمكانته رحمه الله لا تهتز إلا عند ذوي النفوس المريضة كمن بها حقد وحسد على ما منّ الله عليه من القبول .
ثانيا : تعلمون إن شاء الله قول إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله :" لا تقل قولا ليس لك فيه إمام " ، فالسؤال الذي يُطرح ، لماذا أنكر هاته الصفة كثير من العلماء خصوصا من أئمة الشافعية ( كما في التلخيص الحبير لابن حجر ) ، وفي المقابل لم يرد نص على أي إمام من الأئمة يذكر فيه هذه الصفة التي لا يمكن إغفالها لو صحت ووردت بطريق ثابت ، لتوافر الدواعي على نقلها كما سبق ؟!!

وقد يقال في الختام أن الأمر في ذلك واسع ، فما دام أنه لم يرد نص قاطع في صفة الاعتماد على اليدين ، فيقال : من تيسّر له القيام على باطن اليدين قام كذلك ، ومن كان المتيسر في حقه القيام بضم الأصابع قام على ذلك ، المهم أن يعتمد على يديه لا أن ينهض على ركبتيه بدون الاعتماد على يديه ، والله أعلم .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 01 Jul 2010, 03:59 PM
حسن بوقليل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي تنوير

جزاكم الله خيرا.
وهنا تنبيه مهم:
ـ أولا:
اقتباس:
لزم أن يصحَّح غير هذا الحديث الذي فيه المواصفات نفسها
قد سبق ذكر كلام الذهبي وابن حجر في هذا، ولكن ينبغي أن يعلم أن المسألة ليست رياضية (1 و1 = 2)، إنما هي ممارسة، توجب العلم في الحكم، ولهذا رد الشيخ العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ على الشيخ بكر ـ رحمه الله ـ لما قال: "إن الحديث لا يصحح بالوجدان" (أو كما قال)، رد عليه الشيخ ـ رحمه الله ـ فقال: "لم أصحح الحديث بالوجدان، وإنما بحثت وبذلت وسعي، فتبين لي ذلك" (الكلام بالمعنى).

ـ ثانيا:

اقتباس:
وإذا عدنا إلى مسألتنا هذه وجدنا المخالفة من مجهول لثقة في كيفية انفرد بذكرها دون سائر الثقات أو حتى المجاهيل
أعيد لك السؤال: أين المخالفة يا أخي هشام؟ هناك انفراد من الهيثم في بيان كيفية الاعتماد، ولو فرضنا أن هذا البيان غير صحيح؛ فإن أهل العلم يستأنسون به، كما ذكر الشيخ محمد بازمول ـ حفظه الله ـ في رسالته الآنفة الذكر.

ـ ثالثا:

اقتباس:
وليس معنى هذا أن تضعّف ولكن يتعامل معها بحذر شديد ، فإذا ثبتت بيقين فإنها تصحّح
هذا الكلام يهدم ما استشكلته من قبل، وقد ثبتت صحة رواية العجن عند الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ كما سبق نقله.

ـ رابعا:

اقتباس:
قول إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله :" لا تقل قولا ليس لك فيه إمام "
وهذ فيما إذا لم يكن دليل، أما وقد ثبت فلا يقوم لك هذا.

ـ خامسا:

اقتباس:
ماذا أنكر هاته الصفة كثير من العلماء خصوصا من أئمة الشافعية ( كما في التلخيص الحبير لابن حجر ) ، وفي المقابل لم يرد نص على أي إمام من الأئمة يذكر فيه هذه الصفة التي لا يمكن إغفالها لو صحت ووردت بطريق ثابت ، لتوافر الدواعي على نقلها كما سبق ؟!!
قولك: "كثير من العلماء" يحتاج إلى استقراء، ولا إخالنا حققناه، فلا نتسرع أخي الكريم.
وينبغي أن نعلم أن هناك خلافين:
ـ الأول: في إثبات سنية الاعتماد، وهذا الذي تريده بقولك: "أنكر هذه الصفة كثير ...".
ـ الثاني: صفة الاعتماد في الصلاة، وراجع هذه المسائل في "شرح صفة الصلاة" للشيخ محمد بازمول ـ حفظه الله ـ، وأظنه أقرب مرجع لك تستطيع أن تقرأ فيه هذا، خاصة والوقت مشغول بأشياء مفيدة ـ إن شاء الله ـ.

ـ سادسا:

اقتباس:
وللأسف الشديد فإنه قد غاب عن ذهني الآن موضع من السلسلة الضعيفة ضعّف فيه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ حديثا هذه مواصفاته سواء بسواء
ينبغي تقييد العلم، وحفظه حتى يذاكر به، أما أن نلقي الكلام ارتجالا فهذا يضعف الطالب في المذاكرة ـ فضلا عن المناظرة ـ، ولا ينبغي للطالب أن يدخل حربا سلمية علمية ـ إن صح التعبير ـ، وليس لديه لأمة، ولا درع، ولا سلاح.

ـ سابعا:

اقتباس:
وللعلامة ابن عثيمين رحمه الله كلام بنحو هذا كنت قد قرأته له قبل مدة ، ولست أنشط الآن للبحث عن موضعه لأنني أكتب بما جال في ذهني وما رسخ فيه من معلومات
أرجو أن تتفهم الوضع يا أخي هشام؛ فالأمر ليس كما يعهد في كثير من المنتديات؛ نسخ ولصق، و"يحضرني"، و"فيما أظن"، و...إلخ.
ينبغي علينا ـ طلبة العلم ـ أن نجتهد في التحصيل، وألا ندخل غمار المسائل التي قد تكبرنا، والواجب على الطالب أن يستجمع قوته في جمع المعلومة حتى لا يدع واردا يرد عليه.

والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه أبو عبد الله حسن بن داود بوقليل ـ عفا الله عنه ـ.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 01 Jul 2010, 05:59 PM
أبو معاوية كمال الجزائري أبو معاوية كمال الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر(قادرية- ولاية البويرة)
المشاركات: 513
افتراضي

جزاكم الله خيرا أخي الفاضل سليم على ما كتبت.
وأسأل الله أن يجزل لك المثوبة على علم أبنتموه وأدب بالكلمات رقمتموه .

كما لا يفوتني أن أشكر الأخ هشام وفقه الله على تجاوبه مع أسلوب الطرح العلمي بعيدا عن التشنجات النفسية والمسالك الفوضوية في مثل هذه المساجلات التي كثيرا ما نفتقدها في حوارنا العلمي على صفحات الشبكة .
وفقكم الله .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاوية كمال الجزائري ; 01 Jul 2010 الساعة 07:44 PM
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 01 Jul 2010, 07:53 PM
شمس الدين حماش شمس الدين حماش غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 196
افتراضي

بارك الله في إخواننا الأفاضل..
هكذا نريدها نقاشات علمية لا تكتلات حزبية
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02 Jul 2010, 10:14 AM
أبو الحارث وليد الجزائري أبو الحارث وليد الجزائري غير متواجد حالياً
وفقه الله وغفر له
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجزائر
المشاركات: 473
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحارث وليد الجزائري
افتراضي

عدت ..

قد كفى الفاضل الحبيب -حسن بوقليل- ووفى، فجزاه الله خيرا

والأمر الذي كنت سأورده؛ هو أنه ربما ذهب بعض أهل اللغة إلى أن العاجن المذكور في الحديث هو صاحب هيئة من يعجن العجين، ولا يحصر اللفظ في الشيخ الكبير.
فلعل الأمر واسع .. والحمد لله.
ومن أراد الاستزادة فليراجع لسان العرب وغيره من كتب اللغة.

والله أعلم.




التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحارث وليد الجزائري ; 02 Jul 2010 الساعة 10:18 AM
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 03 Jul 2010, 02:42 PM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 270
إرسال رسالة عبر MSN إلى هشام بن حسن إرسال رسالة عبر Skype إلى هشام بن حسن
افتراضي إيضاحات

جزاكم الله خيرا أخي الفاضل :
* أولا : إنكاركم ـ وفقكم الله ـ لمخالفة مجهول الحال ( الهيثم ) لا يستقيم ، فإنه خالف حماد بن سلمة الذي رواه بلفظ : اعتمد على الأرض بيديه ، فأين العجن التي هي صفة زائدة ؟!، ولا يشترط في رد الزيادة كونها مخالفة للأصل الذي نقابلها عليه كما هو معلوم ، ولهذا أمثلة في كتب المصطلح .
ثم يقال أن الهيثم هذا لا يحتمل منه التفرد بل لعله يقوي كونه ضعيفا لانفرداه عن الثقات بشيء لم يرووه ، فهل فات الثقة حماد بن سلمة مثل هذا حتى ينفرد به مجهول الحال ؟!!
وقد رجعت إلى ما كتبه الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله فوجدته ينصّ على هذا ( كما ص 198 ضمن الأجزاء الحديثية ) :" وأما النكارة فلتفرد الهيثم به ، وهو مجهول الحال ولا عاضد له ، وحديث هذا الضرب موصوف بالنكارة كما حرره ابن حجر في النكت 2/ 475 ، ولأن يونس تفرد به أيضا عن الهيثم ويونس ليس عنده من الضبط ما يشترط في حدّ الصحيح والحسن ،ولم يحصل له متابع ولا شاهد فصار من حدّ الضعيف كما رسمه ابن حجر في النكت 2/ 674 "

* ثانيا : أما قضية الاحتراز من الحديث الذي لا يروى في الكتب التي اعتنت برواية الحديث أصالة وابتداء ، فقد وجدت كلاما للحافظ ابن رجب يشير إلى ذلك حيث قال رحمه الله كما في شرح علل الترمذي 1/ 406 :" وقد كان السلف يمدحون المشهور من الحديث ويذمون الغريب منه في الجملة " ، ثم نقل بعض النقول عن بعض الأئمة ، فمنها :
قال الإمام مالك :" شر العلم الغريب ، وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس "
قال الإمام أحمد : " لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرائب فإنها مناكير ، وعامتها عن الضعفاء "
وقال أيضا :" شر الحديث الغريب التي لا يُعمل بها ولا يعتمد عليها "
وانظر كتاب شرح لغة المحدث ص 321- 322 فقد بحث المسألة بحثا جيدا .


* ثالثا : ليس بخاف بارك الله فيكم الخلاف القائم بين أهل العلم في سنية الاعتماد من عدمه ، ولهذا قلت في خاتمة التعقيب : المهم أن يعتمد على يديه لا أن ينهض على ركبتيه بدون الاعتماد على يديه
فالخلاف بين المالكية والحنفية وخصوصا الحنابلة في عدم مشروعية الاعتماد أصلا ، وبين الشافعية ومن وافقهم الذي ذهبوا إلى مشروعية ذلك ( وانظر على سبيل المثال لا الحصر : فتح الباري لابن رجب )

رابعا : من باب التأييد لما ذكرت من عدم وجود من نص على هذه الصفة بعينها من المتقدمين ، أنقل كلام الإمام النووي
حيث قال كما في المجموع 3/ 442 :" وإذا اعتمد بيديه جعل بطن راحتيه وبطون أصابعه على الأرض بلا خلاف " ثم ذكر حديث ابن عباس وقال أنه ضعيف أو باطل لا أصل له .

* خامسا : تقييد كل العلم الذي نقرؤه مستحيل كما أن تذكّر جميع مباحثه أو موضع وروده عسر ، فهذا لا يكون للأئمة الكبار بله طلبة العلم الصغار , وما دخلت في هذه المسألة مثلا إلا بعد بحث ومطالعة وكذا بعد مذاكرة بعض مشايخنا الذين شهد لهم العلامة الشيخ مقبل الوادعي باستفادتهم من علم النحو والرجال كما في ترجمته لنفسه رحمه الله ، وفي مسألتنا هذه نحتاج إلى من له اشتغال بالرجال والأسانيد حتى ندركها إدراكا جيدا .

* وأخيرا ههنا سؤال لا يمكن لمثبت هذه الصفة الإجابة عنه إلا بكلفة وهو :
لماذا لم يرد عن الصحابة الذين نقلوا لنا صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذه الصفة حتى يأتي مثل الهيثم فينفرد بروايتها عن واحد منهم وهو ابن عمر رضي الله عنهما ، ويا ليته توبع في ذلك ؟!! وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، والله أعلم .



التعديل الأخير تم بواسطة هشام بن حسن ; 03 Jul 2010 الساعة 02:46 PM
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 03 Jul 2010, 03:11 PM
حسن بوقليل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيكم على التجاوب العلمي، وأسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص والصدق في القول والعمل، إنه ولي ذلك.
أخي هشام ـ سددني الله وإياك ـ:
1 ـ المسألة قتلها الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ بحثا، ولست ـ وأنت ـ إلا ناقلين، وصورة المسألة المطروحة ليست في الاعتماد هل يشرع أو لا ـ كما لا يخفاكم ـ، وإنما هو في أثر ابن عمر ـ رضي الله عنهما في العجن، الذي حسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ، الذي كان يقول عنه الشيخ المحدث حماد الأنصاري ـ رحمه الله ـ: "إنه بُعبُع"، كذا حدثني الشيخ أبو محمد وهو من تلاميذ الشيخ حماد.

2 ـ قولك:
اقتباس:
ولا يشترط في رد الزيادة كونها مخالفة للأصل الذي نقابلها عليه كما هو معلوم
هذه مسألة عظيمة، تولد عنها خلاف بين أهل العلم، وزيادة الثقة ترد إذا كان فيها مخالفة، وهل تكون كذلك في العدد؟ انظر ماذا قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في أثر زائدة لما ذكر ما يذكره الأئمة كسفيان ومالك.

3 ـ قولك:
اقتباس:
الهيثم هذا لا يحتمل منه التفرد
لمذا لا يحتمل تفرده وهو حسن الحديث؟ وقد بين الشيخ ـ رحمه الله ـ خطأ من اتبع الحافظ في قوله: "صدوق يخطئ"، وقصد بها أنه مردود، وقد سبق هذا، ولهذا قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ كما نقلتم ـ حفظكم الله ـ: "وأما النكارة فلتفرد الهيثم به ، وهو مجهول الحال ولا عاضد له"، وهذا بناء على قوله بأن "الهيثم" مجهول الحال، وقد سبق رده.

4 ـ نقلك عن الحافظ ابن رجب قوله: "وقد كان السلف يمدحون المشهور من الحديث ويذمون الغريب منه في الجملة":
هذا ليس من الغرائب التي قصدها، وينبغي التفريق بين الغرائب المذمومة التي نهى عن التحديث بها أهل العلم، وبين الغرائب كحديث: "إنما الأعمال بالنيات"، وهذا الحديث في تفرد راو؛ هو مجهول الحال عند بعضهم، وحسن عند بعضهم، ولكل رأيه.

5 ـ قولك:
اقتباس:
فهذا لا يكون للأئمة الكبار بله طلبة العلم الصغار
أخي هشام: نحن على خطاهم نسير ـ إن شاء الله ـ، وهذا في كل شيء من العلوم، ليس في الحديث والفقه فقط، ولهذا ضل من ضل، وتاه من تها من الطلبة بسبب الابتعاد عن طريق أولئك القوم في قضايا المنهج، والكلام في المخالفين، وغير ذلك.
فنسأل الله تعالى أن يعيننا على السير وراءهم في تحصيل العلم، من غير إفراط ولا تفريط.

6 ـ قولك:
اقتباس:
وأخيرا ههنا سؤال لا يمكن لمثبت هذه الصفة الإجابة عنه إلا بكلفة
هذا السؤال نفسه يطرح في حديث من روى صفة الصلاة؛ فإنه لم يذكر كثير منهم جلسة الاتراحة، ومن علم حجة على من لم يعلم، وعدم الذكر لا يعني ذكر العلم.

وللتذكار: فإن المسألة قتلت بحثا.
والشكر موصول للأخ هشام ـ سدده الله ـ الذي فتح مثل هذا المجال في هذا المنتدى المبارك، ووعد بالكتابة فيه ـ فقط ـ، لإعجابه به، فشيء يفرح أن يلتف الطلبة فيما بينهم، ويكون للأدب، والعلم في مجالسهم (منتدياتهم) الحظ الأوفر.
والله المسؤول أن يعصمنا من الزلل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أخوكم أبو عبد الله حسن بن داود ـ عفا الله عنه ـ.
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 03 Jul 2010, 10:36 PM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 270
إرسال رسالة عبر MSN إلى هشام بن حسن إرسال رسالة عبر Skype إلى هشام بن حسن
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبا عبد الله ، وعلى كلٍّ فالمسألة اجتهادية يتبع طالب العلم ما ترجح لديه من غير تشنيع على المخالف أو تضليل للأئمة الكبار أمثال العلامة الهمام : أبي عبد الرحمن الألباني ـ نغمده الله برحمته ـ
وأكرر ما ذكرته في غير هذا الموضع أنني اتخذت قرارا بأن لا أشارك إلا في هذا المنتدى الجزائري المبارك رغم أن بعض إخواني دعاني مؤخرا للمشاركة في بعض الشبكات السلفية ، ولكن هذا هو ، ونسأل الله التوفيق والإخلاص .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
t a g s


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013