منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 17 May 2016, 10:24 AM
أبو العباس منصور كمال أبو العباس منصور كمال غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
الدولة: الجزائر
المشاركات: 72
افتراضي حذار من الأُغلوطات (فائدة لطالب العلم)

حذار من الأُغلوطات


عن معاوية رضي اللّه عنه: «أن النبي صلى اللّه عليه وسلم نهى عن الغلوطات»(١).

قال الأوزاعي: «والأُغلوطات شِدادُ المسائل»(٢).

وقال الخطابي: «فأمّا الغلوطات: فواحدتها: غلوطة، اسم مبني من الغلط، كالحلوبة والركوبة: من الحلب والركوب. (٣).

والمعنى: أنّه نهى أن يعترض العلماء بصعاب المسائل التي يكثر فيها الغلط ليستزلوا بها ويستسقط رأيهم فيها، وفيه كراهية التّعمّق والتّكلّف فيما لا حاجة للإنسان إليه من المسائل، ووجوب التوقف عمّا لا علم للمسؤول به». اھ.

وقال وليّ اللّه الدّهلوي(٤) : «ونهى صلى اللّه عليه وسلم عن الأغلوطات، وهي المسائل التّي يقع المسؤول عنها في الغلط ويمتحن بها أذهان النّاس، وإنّما نهى عنها لوجوه: منها: أنّ فيها إيذاءً وإذلالاً للمسؤول عنه وعجبا وبطرا لنفسه.
ومنها:أنّها تفتح باب التّعمّق، وإنّما الصّواب ما كان عند الصّحابة والتّابعين أن يوقف على ظاهر السّنّة، وما هو بمنزلة الظاهر من الإيماء سقط والاقتضاء والفحوى، ولا يمعن جدا وألاّ يقتحم في الإجتهاد حتّى يضطّر إليه، وتقع الحادثة، فإنّ اللّه عند ذلك العلم عناية منه بالنّاس، وأمّا تهيئته من قبل فمظنّة الغلط
».اھ.

وقد وقع ما حذّر منه النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم وخاض النّاس في ذلك بما أحدثوه من التنقير في المسائل وتوجيه الإشكالات على الأدلّة ثم طلب حلّها، والتّدقيق في المقاييس العقليّة، والخوض بما لا يحتاج إليه. والتوسّع في توليد ما لم يقع من المسائل.
وطلب هذه الأغلوطات إنّما هو دأب المبتعة وأهل الرّأي والأعاجم

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللّه (٥) : «وقد نهى النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم عن أغلوطات المسائل، نفق ذلك على الأغتام والطماطم.
وراج رواج البهرج على الغرّ العادم، واغترّ به بعض الأغمار الأعاجم، حتّى ظنّوا أنّه من العلم بمنزلة الملزوم من اللاّزم، ولم يعلموا أنّه والعلم المقرّب من اللّه متعاندان متنافيان، كما أنّه والجهل المركّب متصاحبان متآخيان
». اھ.

وقال الحافظ ابن رجب رحمه اللّه (٦) : «ومن فقهاء أهل الرّأي من توسّع في توليد المسائل قبل وقوعها ما يقع العادة منها وما لا يقع، واشتغلوا بتكليف الجواب عن ذلك وكثرة الخصومات فيه، والجدال عليه حتّى يتولّد من ذلك افتراق القلوب، ويستقر فيها بسببه الأهواء والشّحناء والعداوة والبغضاء ويقترن ذلك كثيرا بنيّة المغلبة، وطلب العلو، والمباهاة، وصرف وجوه النّاس». اھ.

وقال ابن القيّم (٧) : «والمقدورات الذّهنيّة كثيرة، والعمل بمعزل عن أكثرها، وهو ما جاء به الرسول صلى اللّه عليه وسلم عن اللّه سبحانه». اھ.

وقال ابن حزم (٨) : «ولا فضول أعظم من فضول من اشتغل بشيء قد أيقن أنّه لا يكون أبدا». اھ.

_________________________

(١)- رواه أبو داود (٤\٦٥- رقم: ٣٦٥٦)، ورواه أحمد في المسند (٥\٤٣٥) من طريق الصنابحي عن رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم.
(٢)- الفقيه والمتفقه (٢\١١).
(٣)- معالم السنن (٥\٢٥٠).
(٤)- حجة اللّه البالغة (١\٣٨٨).
(٥)- تنبه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل، بواسطة العقود الدرية (ص٢٥-٢٦)، وانظر لزاما الفتاوى الكبرى (٥\١٣٨).
(٦)- جامع العلوم والحكم (ص٩٨).
(٧)- الفوائد (ص١٥٥).
(٨)- الفصل في الملل والأهواء والنحل (٣\٢٩٩).
______________________

نقلته من كتاب:
النبذ في آداب طلب العلم للشيخ الفاضل حمد بن إبراهيم العثمان حفظه اللّه تعالى.
( طبعة دار الفرقان صفحة: ٦٠-٦١)


التعديل الأخير تم بواسطة أبو العباس منصور كمال ; 17 May 2016 الساعة 11:46 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013