كيف نتعامل مع أتباع الحلبي الشيخ محمد بن هادي المدخلي. حفظه الله
سؤال يقول كيف نتعامل مع أتباع الحلبي في تونس؟ وهل نعذر من غرر بهم وأصبح منهم؟ وما هي مدة المناصحة?
أما أتباع الحلبي فهم على طائفتين: منهم المتعصب لهم على علم، فهذا يلحق به؛ لأن الحلبي علي حسن عبد الحميد الحلبي ظهر انحرافه واشتهر ويجادل بالباطل، وهو في طريق آخر غير الطريق الذي كنا نعرفه عليه الآن في هذه الآونة المتأخرة، علي حسن سلك طريقاً آخر غير الطريق الذي نعرفه من قبل عليه، فمن كان من هؤلاء المتعصبين فيلحقون به، وأما المغرر به فهذا ينصح لا يهجر، ينصح ويبين له الخطأ الذي عند هؤلاء؛ فإن كان أراد الله جل وعلا به خيراً فالحمد لله، وإن ركب رأسه لحق بالجماعة الأولى بعد أن يبين له ويوضح له وتذكر له الأدلة؛ فإن لوى رأسه ألحق بهم.
وأما المناصحة فلا وقت ممحدد لها، فلك أن تناصح الإنسان في جلسة ويستبين له وقد تناصحه في جلستين ويستبين له، وقد تناصحه بمهاتفة، وقد تناصحه بمكاتبة، المهم أن تبين له بالأدلة الساطعة والبراهين الواضحة الغلط وانحراف صاحبه وبقائه بعد هذا على هذا الانحراف وهو ولله الحمد يفهم له عقل؛ فإن أبى ألحق بأولئك.
فائدة
يقول تعالى :
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات : 55]
يقول السعدي رحمه الله :
والتذكير نوعان: تذكير بما لم يعرف تفصيله، مما عرف مجمله بالفطر والعقول فإن الله فطر العقول على محبة الخير وإيثاره، وكراهة الشر والزهد فيه، وشرعه موافق لذلك، فكل أمر ونهي من الشرع، فإنه من التذكير، وتمام التذكير، أن يذكر ما في المأمور به ، من الخير والحسن والمصالح، وما في المنهي عنه، من المضار.
والنوع الثاني من التذكير: تذكير بما هو معلوم للمؤمنين، ولكن انسحبت عليه الغفلة والذهول، فيذكرون بذلك، ويكرر عليهم ليرسخ في أذهانهم، وينتبهوا ويعملوا بما تذكروه، من ذلك، وليحدث لهم نشاطًا وهمة، توجب لهم الانتفاع والارتفاع.
وأخبر الله أن الذكرى تنفع المؤمنين، لأن ما معهموأما من ليس له معه إيمان ولا استعداد لقبول التذكير، فهذا لا ينفع تذكيره، بمنزلة الأرض السبخة، التي لا يفيدها المطر شيئًا، وهؤلاء الصنف، لو جاءتهم كل آية، لم يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم.
من الإيمان والخشية والإنابة، واتباع رضوان الله، يوجب لهم أن تنفع فيهم الذكرى، وتقع الموعظة منهم موقعها كما قال تعالى: { فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الأشْقَى } [ ص 813 ]
تفسير السعدي - (1 / 812)
قال العلامة عبيد الجابري حفظه الله و أطال في عمره في الرد على الحلبي
"المتلقب ب الأثري ليس صاحب أثر بل هو مبتدع ضال مضل داعية ضلال مفسد في العباد و البلاد ".
بارك الله فيك أخي الفاضل
وحفظ الله الشيخين الجليلين أسد السنة الشيخ محمد بن هادي والعلامة النحريرعبيد الجابري
ووقانا الله شر أتباع الحلبي الضال وأعوانهم المندسين .
حفظ الله مشايخنا و علماءنا فقد بينوا ضلالات و انحرافات الحلبي الكثيرة، فلم يبقى لأتباعه عذر إلا ما نراه من تعصب أعمى للقلة القليلة الباقية نسأل الله أن يكفينا شرهم.
جزاك الله خيرًا أخي أمين على هذه النصيحة.