هل يجوز قراءة القرآن بدون وضوء؟ الشيخ عبد المجيد جمعة
البسملة
تحية الإسلام
السؤال:
هل يجوز قراءة القرآن بدون وضوء؟
المجيب: الشيخ الدكتور عبد المجيد جمعة
الجواب:
قراءة القرآن إما أن تكون عن ظهر قلب، وإما أن تكون من المصحف. فإن كانت عن ظهر قلب فتجوز القراءة، ولو على جنابة، والدليل على ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كلّ أحيانه» أخرجه البخاري تعليقا (1/116؛227) ومسلم (337)، وتلاوة القرآن من ذكر الله بل من أفضل ذكر الله. لكن تكره ذلك، والأفضل أن يكون القارئ على طهارة، ويدلّ عليه ما رواه المهاجر بن قنفذ: «أنّه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلّم عليه فلم يردّ عليه حتى توضّأ ثمّ اعتذر إليه فقال: إنّي كرهت أن أذكر الله إلاّ على طهر أو قال: على طهارة» رواه أبو داود (17) والنسائي (38) وابن ماجه (350)، وصحّحه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (834). فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد كره أن يردّ السلام وهو على غير طهارة، فقراءة القرآن أولى وأحرى.
وأمّا إن كانت القراءة من المصحف فلا تجوز إلاّ على طهارة، ولا فرق بين أن يكون القارئ على غير وضوء أم على جنابة، ويدلّ عليه قوله صلى الله عليه وسلم في الكتاب الذي كتبه لعمرو بن حزم: «أن لا يمسّ القرآن إلا طاهر»، وصحّحه الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء (122). وبه قال الأئمّة الأربعة؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (21/266): قال الإمام أحمد: لا شكّ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كتبه له، وهو أيضا قول سلمان الفارسي وعبد الله بن عمر وغيرهما. ولا يعلم لهما من الصحابة مخالف
السلام عليكم ورحمة الله وبعد:
بالرغم من أن العلامة الألباني رحمه الله قد صحح حديث عمرو بن حزم، فقد ذهب إلى تأويله، فقال أن المقصود الطهارة المعنوية = (الإيمان)، والتي تقابل النجاسة المعنوية ( = الشرك)، بمعنى أنه لا يجوز تمكين المشرك من مس القرآن، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو، وذهب إلى أن مس القرأن جائز ولو للمحدث وهو مذهب الشوكاني وابن حزم ومن السلف سعيد بن جبير، ويشبه أن يكون مذهب ابن عباس رضي الله عنه، وقد أجابوا عن الآية بمثل ما أجابوا عن الحديث،ومن العلماء من يضعف الحديث ويجعله من المرسل، أما تصحيح صحيفة ابن حزم فإنما هو في الصدقات وعقل القتيل، وهذا ليس تعقيبا ولا ردا بل هو مجرد تذكير بالخلاف في المسألة وبالله التوفيق.
ذكر الشيخ العوايشة في الموسوعة الفقهية أن حديث " لا يمس القرآن إلا طاهر " فيه رواية بلفظ " لا تمس القرآن إلا وانت طاهر " ؛ و أخبر بأنه لو صحت الرواية لكانت نصا في المسألة ؛ و فيما أذكر , في تلك الطبعة كان لا يزال يدرس صحتها
لقد كان في أحد دروس الشيخ لزهر -حفظه الله- في شرح بلوغ المرام تفصيل ممتع في هذه المسألة وبيان جواز مس المصحف لغير الطاهر..
فحبذا لو يتكرم شيخنا -أثابه الله- ببيان ذلك شكر الله له جهده